رواية الشرف 2 الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف 2 البارت الخامس والخمسون
رواية الشرف 2 الجزء الخامس والخمسون
رواية الشرف 2 الحلقة الخامسة والخمسون
__ منزل رفيع __
عاد من الحفل بوجه غير الذى غادر به وقد كانت تتوقع ذلك ، فهذا ما حدث فى زفاف ضاحى وهيبة . يبدو أن حضور حفلات الزفاف سيكون هو رهاب زوجها الوحيد .
إنها تقدر مشاعره . فما مر به ليس بالهين ، وليس فقط لتقاربه وسويلم لا بل لأنه كان الوحيد الذى رأى عينى سويلم لحظة إصابته ، رأه يتألم .. يعانى سكرات الموت .. رأى روحه تنزع منه وهو أمامه عاجز تماما .
هبطت شريفة لشقتها فور وصوله بينما توجه هو للمرحاض ، وضعت الصغير بفراشه وانتظرت خروجه .
فتح الباب وتوجه لأحد المقاعد وجلس عليه بصمت ، لكم يكره رؤيتها له بهذا الضعف !! لكن ما بيده حيلة .
يرفض رقص العصى منذ مقتل سويلم . لكن رؤية ابناء عمه يتبارون فيها أعاد إليه تلك الليلة التى يكرهها . خاصة حين امسك زناتى العصا وتبارى مع هيبة . كاد قلبه يتوقف وعينيه لم تبرحا صدر زناتى ومع كل صوت إطلاق أعيرة صوتية ينتظر ظهور بقعة الدم على صدر زناتى وعينيه تمسحان صدره بفزع . ماذا يحدث معه !!! سيفقد عقله بلا شك ؟
قاطع احتراقه فى جحيمه الداخلى صوتها العذب يترنم بإسمه : رفيع .
رفع عينيه فقط ينظر لها لتفتح ذراعيها كأنها تستقيل طفلها وتقول بحنان : تعالى فى حضنى .
كان يريد أن يبتعد .. لم يشأ أن تشعر به ضعيفا لهذه الدرجة ..
لكنه رغم ذلك ألقى بكل شئ جانبا ليندفع إلى صدرها مرحبا بذراعيها تحيطانه كطفل صغير .
استقر بين ذراعيها لتمسح ظهره بدفء .. ليست المرة الأولى التى يصل لهذه الحالة .. وليست المرة الأولى التى يهرب من ألمه بين ذراعيها .. لكنها المرة الأولى التي يبكى فيها بمثل هذا الإنهيار .
بكى بشكل افزعها وانين تمزق له قلبها لتشد ذراعيها حوله : هشششش . خلاص يا حبيبي .
لكنه يجيب بصراخ يكتمه بصدرها : ااااااه يا رنوة . جلبى . جلبى يا رنوة
لم تدرى كم مر من الوقت قبل أن تشعر بقواه منهكة لتستلقى فوق الفراش وهو فوقها كما هو ، تزحزح قليلا لتجذبه لها مرة أخرى فيهمس : هتعبك إكدة .
لم تكن اجابتها سوى ضمة قوية استسلم لها ليغفو بعد قليل .
*****************
استيقظ رفيع صباحا يشعر بألم شديد برأسه ، اعتدل جالسا ليجد نفسه وحيدا بالغرفة نهض بتثاقل متجها للخارج . وجدها تجلس ممسكة بكتاب تتصفحه وسويلم ينام بوداعة فى فراشة النقال .رفعت عينيها بمجرد خروجه لتبتسم له : صباح الفل .
نظر إليها ترتدى إحدى تلك البيچامات التى تزيدها فتنة وقد صففت شعرها بعناية ويبدو أنها تحممت ايضا . هل كان نائما فى فراشه أم غارقا فيه !!! كيف لم يشعر بها تتحرك حوله ؟!!!
جلس بالقرب منها يبتسم رغم ألم رأسه : صباح الچمال . جومتى ميته ؟
رنوة : من بدرى سويلم صحى فخرجنا علشان تعرف تنام .
مسح وجهه وهو يقول برجاء : رنوة اعملى لى جهوة ماجادرش افتح عينى .
وقفت بجوار كرسيه تدلك جانبى جبهته : طيب ممكن علشان خاطري كوباية لبن الأول
تسللت اناملها تدلك رقبته ليتأوه بألم ويحيط يديها بيده : لاه مارايدش ، ولا جهوة كمانى بس دلكى لى رجبتى .
ظلت اناملها تدلك رأسه ورقبته حتى أكتافه وقد استرخى تماما ، امسكت كفه بعد قليل : ممكن بقا تاخد دش على ما احضر الفطار .
هز رأسه واتجه للداخل بينما توجهت للمطبخ
******************
منذ الصباح الباكر وزبيدة بالمطبخ تعد فطورا ل راجى وعروسه ، حتى أن صالح تذمر من تركها له فى هذا التوقيت فقد إعتاد العودة من صلاة الفجر ليتدثر بدفئها .
أعدت كل ما يحبه راجى من أطعمة قبل أن يستيقظ الجميع
هبط صالح الدرج ليجد المنزل خاويا فيتجه إليها : يرضى ربنا إكدة ؟ تهملينى لأچل ولدك من صباحية ربنا ما كان بزيادة عشية طلعتى وهملتينى لحالى .
تضحك زبيدة بسعادة فهو إن احب قربها فلحبه لها : يعنى يرضيك يا صالح نهمل البنية ! دى كانت هتموت من الخوف يا عينى عليها يتيمة أم . صدج اللى جال اللى بلا ام حاله يغم .
نظر لها شزرا هو ما كان ليقبل بهذا مطلقا ، لكنه لا يقبل أيضا أن تنتزع من بين ذراعيه . رضخ لحديثها الحانى فإن لم تكن زبيدة نبع الحنان فمن يكون : طيب يا ستى . تسمحى بجا تعملى لنا جهوة وتاچى تجعدى شوى جبل حريم ولادك ما ينزلوا وخربطوا راسى بحديتهم .
ليجدها تمسك الكنكة وتصب القهوة التى بدأت إعدادها لحظة ظهوره لكنه انشغل بها عما تفعله .
جلسا يرتشفان القهوة ويتحدثا بحب عن ذكريات زواجهما . تضحك بدلالها الذى يعشقه ليجدا ريتاچ تهبط الدرج بغضب وخلفها زوجها : اعجلى يا مچنونة . هتودينا فى داهية .
لكن ريتاچ لا تلتفت له وتكمل طريقها للاسفل ليهمس صالح : وصلة الغم وصلت .
تضحك زبيدة فيزيد غضب ريتاچ وهى تقول : بابا صالح أنا زعلانة منك .
تكتم ضحكاتها بينما ينظر لها صالح ، لقد أصبحت تقسم نوبات غضبها على الجميع .
ابتسم بحنان : ليه يا بتى ؟
امسك ضاحى كفها ليمنعها من الحديث لكنها لم تهتم وقالت : انت ظلمتنى .
اتسعت عينا صالح : ظلمتك !!!
ضاحى : يا بوى ماتخدش على حديتها .
نهره صالح : مالاكش صالح انت
ونظر لها مرة أخرى : جولى يا بتى ظلمتك كيه ؟
ريتاچ : عملت ل راجى فرح كبير ومزمار وخيل وفرقة زفة كمان وفرحنا جبت فيه مزمار بالعافية .
عقدت ساعديها بغضب : ماليش دعوة أنا عاوزة فرح تانى .
مسح ضاحى وجهه بغضب بينما قالت زبيدة : فرح إيه يا بتى . اسم الله بطنك جدامك .
بينما مد صالح ذراعه وجذب ريتاچ لتجلس بجواره : عنديكى حج يا بتى . بس ظروف عرسكم كانت صعبة وصخر اخوى كان لساته بعافية .
صمت لحظة ثم قال : بس ليكى عندى ليلة كبيرة لما تجومى بالسلامة هندبحوا عچل ونعمل لولدك سبوع مااتعملش لمولود فى النچع كلاته .
ضمت كفيها بحماس وسعادة : بجد يا بابا صالح !!!
ابتسم صالح : چد الچد كمان . مبسوطة دلوك ؟
قفزت من مكانها : جوى جوى .
ضحكوا جميعا وضاحى يحمد الله أن الأمر مر بهذه السلاسة بينما رفعت أنفها للأعلى وتساءلت : ريحة ورق عنب .
ها هي تنهى نوبة الغضب لتبدأ نوبة الشراهة ، نظرت لها زبيدة : فطور العرسان . بس عملت لك دجية انت وسما
يتذمر ضاحى : وانى هتفرچ عليهم !!
ينظر له صالح بغضب : مرتك تعمل لك .
كاد أن يعترض فزوجته لن تعده كما تعده والدته لكن دخول هيبة قاطع حديثهم . نظروا جميعا ل هيبة وسما التى تبدو عليها آثار البكاء لتتساءل زبيدة : انتو كنتو فين ؟ وخرچتوا كيف من غير ما اوعى لكم ؟
بينما لم يهتم صالح بأى من ذلك ليتساءل : باكية ليه يا بتى ؟
جلس هيبة وجذبها لتجلس ليحط كتفيها بذراعه : كنا في الوحدة يا ابوى . خرچنا وانت بتطبخى يا أماى .
أعاد صالح سؤاله : مرتك باكية ليه يا هيبة ؟
ابتسم هيبة وهو يقبل رأسها : ماتخافش يا بوى . هى زينة من ساعة ما الدكتورة جالت لها إنها حبلة ما بطلتش بكا .
لحظة من الصمت قطعتها صرخة حماسية من ريتاچ وهى تندفع لابنة عمها تضمها بسعادة : مبااااارك يا ريتا .
ربت صالح على كتف ولده : مبارك يا ولدى ربنا يجومها لك بالسلامة
انتزعتها زبيدة من بين ذراعي ريتاچ لتضمها ايضا : الخبر الزين ده يبكى بردك ؟
أمسكت بكف سما بيد وكف ريتاچ بالاخرى لتجذبهما إلى المطبخ . نظر هيبة فى أثرها بتعجب بينما أقترب ضاحى يهنئه : مبارك يا خوي . ماتخافش هتزغطها وترچعهالك .
********************
استيقظت هناء صباحا على مداعبة أنامله لوجنتيها بدفء ، فتحت عينيها لتقابل عينيه وابتسامته لتبتسم ويتورد وجهها وذكريات الليلة الماضية تمر أمام عينيها سريعا .
كم هو صبور وحنون .. احتوى كل مخاوفها بتعقل و روية لتذوب كل الحواجز وتنقطع كل المسافات وتجد نفسها تستكين للمساته الدافئة ليصل بها إلى لحظات من المتعة لم تتخيل أنها موجودة قبلا .
مرر أصابعه على وجنتها الوردية لتصل لشفتيها ، اشاحت بوجهها عنه بخجل ليعيدها إليه بإصرار : صباحية مباركة يا زينة العرايس .
عادت تشيح بوجهها عنه : يبارك لى فى عمرك .
قطب جبينه بتصنع واضح : ماخبراش اسمى ؟
دفعته ليبتعد عنها لكنه لم يتزحزح إلا ليمسك كفيها معا ويضمهما لصدره : لساكى مستحية منى !!؟
زاغت عينيها تتهرب من عينيه ليقترب مقبلا وجنتها . ترك كفيها ليحيطها بذراعيه لتهمس بإسمه وهى تتعلق برقبته
دقائق ارتشف فيها من نبع رقتها وهو يتوق للثمالة بين ذراعيها إلا أن صوت الطرقات أجبرته أن يفيق من نشوته .
***********************
القاهرة . بعد عدة أشهر
اليوم جمعة وتوجه تاج وريان للصلاة ، يعودان دائما بوجوه بشوشة كل منهما يحمل لزوجته ولو قطعة حلوى يسعدها بها . لكن هذا اليوم مختلف .
طرق تاج الباب قبل أن يفتحه ويدخل يجر قدميه جرا يتبعه ريان بوجه مكفهر . انقبض قلبى غالية وليال لتفزع كل منهما إلى زوجها
غالية بفزع : فى إيه يا تاج ؟
ليال بنفس الخوف : حصل إيه يا ريان ؟
لم يتحدث تاج بينما قال ريان : ما سمعتوش الأخبار .؟
ليال بصدمة : اخبار إيه ؟
علا رنين هاتفها لتسرع إليه فتجده أخيها هيبة الذى تساءل بفزع : ليال انت زينة . چوزك فين وحماكى فين ؟
ليال بتعجب : زينة يا خوى . ريان اهه
ومدت له الهاتف ليحادث شقيقها المفزوع قلبه بينما جلست غالية بجوار تاج تربت على صدره : مالك يا قلبى ؟
تاج : ضربوا نار على مسجد …
كتمت ليال شهقتها وتساءلت غالية بفزع : حد مات ؟
نكس رأسه : كتير . كتير اوى يا غالية .
لم تمنع ليال تدفق دموعها وهى تقول بحزن : يقتلوهم وهم بيصلوا !!؟
هو ده الدين !!!
رفع ريان رأسه وقد أنهى المكالمة : الموضوع مالوش علاقة بالدين . كل الحكاية إن الإسلام مش على هواهم . ماقدروش يحرفوه زى باقى الأديان فقالوا خلاص نلزق فيه كلمة ارهاب ونخوف الناس منه.
صمت لحظة وقال بقهر : اللى بيستحل دم البرىء ماعندوش دين ولا رجولة ولا إنسانية ولا شرف .
نظرت غالية لابنها وزوجها بحزن : اهدأ يا ريان
ليقول تاج : يهدى ازاى واحنا عايشين خايفين على نفسنا وولادنا . مش عارفين الضربة الجاية منين وهتصيب مين ذمبهم إيه اللى ماتوا غير انهم راحوا يصلوا . اطفال مع اهاليهم . شباب هم فرحة قلوب أمهاتهم ورجالة هم سند زوجاتهم .
هنفضل لحد أمته فينا ناس نفوسهم ضعيفة وعقولهم عقيمة يدو لنفسهم دور الإله ويكفروا الناس ويحاكموهم .
طرقات فزعة اسكتت الجميع ليتجه ريان للباب بينما تسرع كل منهما لحجابها ترتديه . يندفع حمزة وولديه بفزع لتفقد تاج ليترك ريان الباب مفتوحا فوصول زوج عمته ليس إلا مجرد بداية يتحسس حمزة صدر تاج : انت كويس . صح !! كويس ؟
يرتمى محمد ومحمود جالسين بينما يجذب تاج صديقه ليجلس بجواره
وما هى إلا لحظات حتى وصل رفاعى أيضا بنفس الفزع : انت زين يا خوى ؟؟
لحظات ودخل وهدان بأنفاس لاهثة يتبعه خميس الكل يتجه ل تاج فورا .
تتلفت غالية حولها لم يتفقد الجميع زوجها !!!
نظرت له بتعجب : هو ليه الكل مفزوع عليك كدة ؟
لم يجب تاج بينما اتاها صوت طايع المرتجف وقد وصل للتو : المسچد اللى انضرب عمى بيصلى فيه كل چمعة من سنين .
اتسعت عيناها بفزع ليقول : أنا قدامك اهو كويس ماتخافيش .
محمود : انت ماروحتش المسجد يا خالى النهاردة ؟
رفع تاج عينيه ونظر لابنه : ريان حلفنى اروح معاه الحسين . سمعنا ضرب النار واحنا فى المسجد الامام قصر فى الصلاة
نظر ل حمزة : كنت خايف تكون روحت بقا لى اسابيع بقولك تعالى نصلى سوا زى زمان .
ونظر ل رفاعى : كنت خايف اكون وحشتك وجيت تصلى معايا .
نظر للجميع : كنت خايف عليكم كلكم .لحد أمته هفضل خايف!! ..وغيرى خايف !! .. لحد أمته هنعيش فى خوف !!.
محمود : طول ما في ناس بتصدق إن الدم طريق الدين
محمد : وانت الصادق طول ما فى فقر وبطالة .
اسكته ريان بحدة : الخطأ لا يبرر يا محمد .
رفاعى : خلاص يا ولدى . الحمدلله إن بوك بخير .
محمود : خالى بخير الحمدلله بس اللى ماتوا ذمبهم إيه !!
صمت الجميع والعيون تحمل نفس التساؤل .. اين الأمان !!
اين الدين !!! اين الرجولة !!!
واين !!!
واين !!!
اين الشرف !!!
______________
تمت بحمد الله
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشرف 2)