روايات

رواية قصة حنين الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت الحادي والعشرون

رواية قصة حنين الجزء الحادي والعشرون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة الحادية والعشرون

**الفصل الأول**
بسم الله الرحمن الرحيم
“في منزل عائلة عاصي”
يجلس الجميع في صالة منزل عائلة عاصي، وخالد وهدان، والعقربتين سلوى ونوران، يتناقشون في أمور مراسم الزواج الخاص بنوران وعاصي. والجميع غافلون تمامًا عما حدث، ولم يعلم أحد أن الشخص الذي يخططون لزواجه قد تزوج بالفعل من الفتاة التي عشقها قلبه المجنون، الذي لا يعلم في أي نيران أوقع نفسه.
يدخل عاصي إلى المنزل وهو يمسك بيد حنين بقوة، كما لو كان طفلًا صغيرًا يخشى أن تتركه أمه وتذهب بعيدًا عنه. يقف كلاهما على حافة باب المنزل للحظات، وهما يحدقان في الجميع، والجميع غافلون ولم يشعر أحد بقدومهم.
بينما أردفت تلك الفتاة الخبيثة فاتنة الجمال من الخارج، قادرة بجمالها الخلاب أن توقع أي رجل في العالم في شباكها، لكن قلبها أسود مليء بالحقد والشر، ولا تتمنى الخير إلا لذاتها، قائلة بكبرياء واضح في نبرة صوتها كوضوح قرص الشمس في عز الظهيرة:
– طبعًا أنا رأيي من رأي عمتي سلوى؛ أنا مش عاوزة حفلة الخطوبة بتاعتي تكون بطريقة بلدي.
وفي هذه اللحظة، يصدر ذلك العاشق صوتًا مرعبًا، كما لو كان رعدًا في ليلة شتاء قاسية يحرق كل شيء يقف في طريقه، ولم يهتم بما سوف يحدث بعد ذلك:
– ومين قال إنه هايكون في خطوبة من الأساس، يا آنسة نوران؟
يفزع الجميع من ذلك الصوت المرعب، ومن هذه الكلمات التي نزلت مثل الصاعقة على مسمع الجميع. لم يستطع أحد أن يكشف ذلك اللغز الذي يعلق بين الأحرف والكلمات، لتجبرهم الدهشة على الوقوف احترامًا لها.
وأردفت زوجة الأب نوال قائلة باستفهام:
– انت بتقول إيه يا عاصي يا بني؟ يعني إيه مفيش خطوبة من الأساس؟
يرد عاصي دون مقدمة، وكلماته صدمت الجميع، وعيناه تحدقان في ملامح الدهشة التي سيطرت على جميع الحضور:
– هخطب إزاي بس يا أمي وأنا لسة عريس في أول أيام فرحتي؟ أنا اتجوزت حنين.
لتنزل هذه الكلمات مثل الصاعقة على مسمع الجميع، والجميع يحدق بذهول إلى حنين وأعينهم توجه إليها أكثر من مئة سؤال، بينما كانت نظرات حنين معلقة على هاتين العقربتين سلوى ونوران. كانت تنظر إليهما بفرحة وشعرت أنها انتصرت عليهما بهذه الضربة القاضية، بينما أردفت قائلة باشمئزاز، موجهة حديثها إلى كل من سلوى ونوران اللتين تقفان مثل التماثيل لا تستطيعان الحركة من شدة الصدمة والدهشة التي تظهر على ملامحهما من هذا الخبر الذي دمر كل شيء كانتا تخططان وتسعيان إلى فعله:
– إيه يا نوران؟ مش هتيجي تباركي لي أنتِ وعمتي سلوى؟ ده أنا حتى اتجوزت الدكتور عاصي.
وفي هذه اللحظة، استيقظت نوران من تأثير الدهشة التي كانت تسيطر عليها وعلى عقلها الصغير الذي لم يستوعب ما يحدث إلا الآن. كما لو كانت كلمات حنين صفعة قوية تلقتها على وجهها، جعلتها تعود إلى رشدها وتستوعب ما الذي يحدث، وأن هناك من سرقت حبيبها الذي كان على وشك أن يصبح ملكًا لها هي فقط.
تحدق نوران بعين حمراء مليئة بالشر والحقد إلى حنين، وإلى يد عاصي التي تقبض على كف حنين، وتقدمت كما لو كانت قطارًا عابرًا، وفي غمضة عين كانت تقف أمام حنين وجهًا لوجه، وكلاهما ينظر إلى الأخرى كما لو كانا طفلين يتعاركان على لعبة، كلاهما يريدها لنفسه. يسيطر الحقد على قلب هذه الفتاة الخبيثة، وبدون مقدمات ترفع نوران يدها تريد أن تصفع حنين على وجهها، لكن ينقلب السحر على الساحر، وتأتي تلك اليد التي قبضت على معصمها بقوة، وأردف صاحبها قائلًا:
– مش عيب عليكي يا آنسة نوران ترفعي إيدك على عروسة يوم فرحها؟
تنظر نوران إلى صاحب اليد وقد هربت من بين جفونها دمعة باردة تحاول أن تطفئ بها نيران قلبها المشتعلة، وأردفت قائلة بصوت رقيق مخنوق بالبكاء وهي تحدق بعينيها إلى ذلك الشخص الذي يقف أمامها وهو يبتسم لها ببرود، كما لو كان يفرح بما يحدث في قلبها:
– عروسة ويوم فرحها؟
ثم تضحك بصوت عالٍ لدرجة جعلت الجميع يظن أن الصدمة أفقدتها عقلها. أكملت حديثها قائلة بين ضحكات مليئة بالغصب، الحقد، والشر:
– أنت أكيد بتهزر يا عاصي أو بتعمل مقلب، وبعد لحظات هتطلع خاتم كبير وتقولي آسف يا حبيبتي، بس حبيت أفاجئك بطريقة مميزة.
ثم تقترب منه إلى درجة أنها التصقت بصدره العريض وأمسكت بياقة قميصه، وأردفت قائلة وهي تحدق في عينيه بينما كانت تبرق عيناها بالدموع:
– انت بتهزر، صح؟ قول إنك بتهزر، قول إنك عملت لي مفاجأة وما فضلتش الخدامة دي عليّ واتجوزتها وسبتني، أنا نوران خالد بنت أكبر رجال الأعمال، حلوة وجميلة أوي وأي حد يتمناها. أكيد انت مش مجنون علشان تسيب واحدة زيي علشان حتة خدامة ما تسواش حاجة زي دي. قولي بالله عليك إنك بتهزر ومش سبتني واتجوزت واحدة تانية غيري. قول يا عاصي إنك بتهزر بالله عليك.
ثم تنهار في البكاء وهي تضم عاصي بقوة، بينما ينظر عاصي إلى خالد الذي يقف لا يستوعب ما يحدث، وأردف قائلًا بهدوء:
– لو سمحت يا أستاذ خالد، ابعد الأنسة نوران عني، أنا راجل متجوز وما أسمحش لغير مراتي يقرب مني بالشكل ده.
ينظر خالد إلى حنين بانكسار، ويتقدم نحو نوران ويبعدها عن عاصي ويضمها بقوة، وأردف قائلًا بحزن:
– أنا بجد عمري ما تخيلت إنك هتعمل في بنتي كده يوم من الأيام يا عاصي.
يوجه حديثه إلى حنين، دون أن ينظر إليها قائلًا بحزن شديد:
– وأنتِ يا حنين، أنا كنت بعتبرك زي نوران بنتي وعمري ما فرقت بينك وبينها، وعمري ما كنت أتوقع أنك تعملي حاجة زي دي. صدقوني لو كنتم جايين لي وقلتوا إنكم عاوزين بعض أو في بينكم علاقة، كنت بنفسي جوزتكم لبعض. ليه تجرحوني وتجرحوا بنتي بالشكل ده؟!
ثم يكمل حديثه بغضب بصوت عالٍ وهو يرفع إصبعه في وجه كلا من حنين وعاصي:
– أنتم الاثنين من النهارده تنسوا إنكم تعرفوا واحد اسمه خالد. وانت يا عاصي، أنا كنت أعتبرك ابني مش بس ابن صاحبي، بس من بعد النهارده تنسى كل حاجة حلوة كانت بيني وبينك. أنا من النهارده مش يربطني بيك أي علاقة، لا بشغلي ولا في حياتي الاجتماعية. أنا هالغي كل العقود اللي كانت بيني وبين شركتك يا عاصي وهصفي الشغل ما بيني وما بينك. أنا من النهارده مش يشرفني أشتغل مع واحد خاين زيك، جرحني وجرح بنتي ودمرها ودمر حياتها علشان حتة خدامة ما تسواش حاجة.
ينظر عاصي إلى خالد بغضب، وأردف قائلًا:
– باعتذر منك يا أستاذ خالد، بس أنا ما أسمحش لك ولا لأي مخلوق في العالم يغلط في امراتي من بعد النهارده. وحسب ما أنا فاكر، أنا ولا جيت بيتك ولا طلبت إني أتحوز بنتك، ولا قلت إني بحبها أو في أي حاجة تربطني بيها أكتر من أستاذ وطالبة في الجامعة. وأنا ايوه كنت بميزها عن باقي زميلاتها بس علشان العلاقة الاجتماعية اللي كانت بيني وبينك. وأنا عمري ما فكرت في نوران بنتك أكثر من أخت صغيرة لي، وأنا ما أسمحش لحضرتك تقول عليّ خاين، علشان أنا لا خونتك ولا خونت بنت حضرتك في أي حاجة. وأنا عمري ما لمحت لبنت حضرتك إني بكن لها أي مشاعر، وإذا هي اللي حبتني فهذا مش بإيدي ولا ذنبي.
نوران ببكاء وهي تنظر إلى عاصي بحزن:
– بس أنا حبيتك يا عاصي من كل قلبي.
يرد عاصي بهدوء وهو يمسك بكف حنين بين يديه، أراد أن يثبت للجميع أنه لا يريد غيرها، وأردف قائلًا بهدوء:
– باعتذر منك يا أنسة، بس حبك من طرف واحد. والآن أنا تعبان وعاوز أرتاح شوية.
ثم يسحب حنين من يدها ويصعد الدرج أمام الجميع دون أن يقول حرفًا آخر، بينما أردف خالد قائلًا بغضب وصوت عالٍ وهو ينظر إلى آثار رحيل كلا من عاصي وحنين:
– أنا عمري ما هنسي الموقف ده طول حياتي، وعمري ما هسمحكم أنتم الاثنين. وأوعدكم أني هاخد حق بنتي منكم، ده وعد مني لكم.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *