روايات

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الفصل السابع عشر 17 بقلم آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الفصل السابع عشر 17 بقلم آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) البارت السابع عشر

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الجزء السابع عشر

الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء)
الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء)

رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء) الحلقة السابعة عشر

خيم السكون على الوجوه قليلاً، وكأن بعضهما يحاول استيعاب ما تفوه به “يحيى” منذ قليل، على عكس “أحمد” الذي انتفض من محله وهو يردد بصدمةٍ:
_حامل ازاي!!!
ثم اقترب ليقف مقابله ليتابع حديثه المتعصب بغيظٍ:
_ادي أخرة عمايلك السودة، تقدر تقولي ازاي طفلة هتحمل في طفل!!…. هتقدر ازاي تتحمل مسؤوليته وهي بالحالة دي، جاوبني ساكت ليه؟
تثاقل جسديه والأخر يدفعه بعنفٍ، انقطعت لحظات الصمت المتبادلة بين من يحاول استيعاب الكلمات التي لفظ بها ابن شقيقته، فرفع عينيه تجاه الحرب المندلعة بينه وبين أحمد، وازدادت بتدخل “بدر” وعبد الرحمن الذي يحاول كلاً منهما أبعاد أحمد عنه، نهض عن الأريكة ليطرق بعصاه الانبوسية الأرضية ضربتين متتاليتين وهو يصيح باندفاعٍ:
_كفياك يا “أحمد”، معملش احترام ليا ولا لحد من اللي قاعدين!
أنساه الغضب إنه يجلس بحضرة احداً من كبار العائلة، ففور سماعه لكلمات عمه الغاضبة حرر ياقة “يحيى” على الفور، ثم تراجع خطوة للخلف قائلاً بخزي:
_أنت على رأسي من فوق يا عمي، متاخذنيش بس مقدرتش اتمالك اعصابي..
نقل “سليم” نظراته تجاه يحيى ثم قال:
_اللي حصل حصل خلاص والكلام مبقاش له فايدة، جهز نفسك يا ولدي عشان من الصبح هتتدلى الصعيد مع عبد الرحمن ووالدته، ماسة محتاجة رعاية محدش هيعرف يقوم بيها غير أمها..
ثم أشار اليه وهو يهم بالخروج:
_وإحنا كلها كام يوم وهنحصلكم، تكون حور بقت زينة..
وتركهما وهبط للاسفل، فجلس “عبد الرحمن” جوار “أحمد”، ثم ربت على قدميه قائلاً في محاولة لتهدئته:
_يمكن ده الخير ليها يا أحمد..
منحه نظرة قاسية، ومن ثم نُقلت ليحيى، ليلقيه بكلماته القاسية:
_أنت السبب في كل اللي حصلها ده، اللي عملته هيدمر بيه كل اللي عملناه زي ما أنت كنت السبب في البداية بالحالة اللي بقت فيها.
أجابه يحيى بقهرٍ اصطحب نبرته المنكسرة:
_اللي حصل كان غصب عني وأنت عارف ده كويس..
رفع حاجبيه ساخراً:
_مفيش حاجه اسمها غصب عنك، أنت اتخليت عنها في أكتر وقت كانت محتاجالك فيه..
صرخ بجنونٍ، وكأنه يحاول ان ينفي تلك التهمة الشنيعة عنه:
_محصلش، أنا مقدرتش انزل مصر بعد الحادثة اللي حصلتلها لاني مكنتش هقدر أتحمل اشوفها كده، اللي حصل كان صعب عليا أكتر ما هو صعب عليها..
ابتسامة ساخرة احتلت ثغر “أحمد” ليردد باستهزاءٍ:
_واللي وصلت ليه دلوقتي كويس!
وباندفاع أكبر صاح بصوتٍ مرتفع:
_”ماسة” كانت حاسة بالوحدة، وكانت عايزاك جنبها تتطمنها وتوسيها على موت ابنها بس أنت إخترت الهروب يا يحيى، اخترت تفضل بلندن أفضل من وجودك جنبها، ومنزلتش غير بعد الحالة النفسية اللي بقت فيها لحد الآن، ولما مديت ايدك ليها وخرجتها من اللي كانت فيه رجعت ووقعتها تاني في دايرة أكبر من اللي كانت فيها، الدكتور شرحلك حالتها كويس جداً ومع ذلك قربت منها ودي النتيجة!
لمع الدمع بعينيه، فقال بصعوبة بالحديث:
_كل اللي بتقوله ده غلط يا “أحمد”، أنا مقدرتش أكون جنبها لأني كنت ضعيف، خوفت أضعفها وحالتها تسوء أكتر، واللي حصل ده صدقني أنا معرفش عملت كده ازاي، يمكن أكون ضعفت أو مكنتش في واعيي بس الأكيد إني مش فرحان بحملها ده وأنا عارف أد أيه في خطورة عليها..
لم تتلاشى تلك الابتسامة الساخطة عن ثغره، فقال بعد سماعه ما قال:
_مش هتبطل تدور على أعذار يا “يحيى”!
تدخل” بدر”أخيراً بينهما، فدفع أحمد للخلف ومن ثم صاح متعصباً:
_كفايا بقا يا “أحمد”، مش كلنا عندنا المقدرة والقوة أننا نواجه المصايب، حاول تستوعب ده، محدش فينا شكل التاني..
نهض”عبد الرحمن” هو الأخير، فدفعه تجاه باب الخروج وهو يردد بهدوءٍ:
_تعالى نكمل كلامنا تحت..
سحب يديه بقوةٍ منه:
_مش نازل، أنا مش جبان زيه عشان أهرب من المواجهة..
لكمه “يحيى” بشراسةٍ وهو يردف بتعصبٍ:
_أنت زودتها أوي!
صوت مرتعش، باكي، تسلل لمسمعهم، فجعل الغضب يبتعد عنهما كابتعاد السماء والارض، حينما وجدوا “ماسة” تختبئ خلف الحائط وتهمس ببكاءٍ وخوف:
_”يحيى”..
ترك أحمد ياقة قميص يحيى، وابتعد عنه على الفورٍ، حتى لا يخفيها أكثر من ذلك، بينما هرع إليها حماها ليجذها لأحضانه ومن ثم حثها بأن تدلف معه للداخل وهو يردف بابتسامةٍ مصطنعة:
_مفيش حاجة، متخافيش..
تعلقت به ونظراتها تحيط بأحمد بعدوانيةٍ شديدة، بينما دفعه بدر بغضب تجاه باب الشقة:
_ارتحت! … اتفضل إنزل بقا.
انصاع اليهما ولحق بعبد الرحمن للاسفل، فأغلق بدر الباب من خلفهما ومن ثم هبطوا سوياً للاسفل..
************
عاونتها على النهوض من الفراش، ومن ثم اتبعت خطاها لخارج تلك الشرفة التي تعدها الازهار البيضاء وأوراق النعناع المزروع بعنايةٍ على حافة أسوار شرفتها، التقطت “حور” نفساً عميق، وكأنها حُرمت من حريتها لأعوامٍ وليس لساعاتٍ قليلة، في تلك اللحظة حمدت الله الف مرة على أن الحرق لم يحدث بها اصابات بالغة، وإنما استهدف جزء صغير من ذراعيها وقدميها، استدارت برأسها تجاه “تسنيم” التي تقبض على معصمها بقوةٍ، وكأنها تخبرها بأنها رباط الصداقة القوي الذي لن يقهره الأيام مهما صار، منحتها ابتسامة مشرقة وهي تخبرها:
_الجو النهاردة جميل، والأجمل إنك خرجتي من أوضتك..
ابتسمت “حور” وهي تجيبها:
_ماما و”تالين” مكبرين الموضوع وحبسني باوضتي على السرير ال٢٤ساعة، مفيش غيرك اللي حن عليا وخرجني..
رفعت كتفيها بتفاخرٍ:
_عدي الجمايل دي..
تعالت ضحكاتها وهي تشاكسها:
_بعد وبجمع لما نشوف أخرتها.
امتزجت ضحكاتهن سوياً، فقطعهما رنين هاتفها للمرة الثالثة، اشبعت نظرات فضولها حينما قالت:
_دي ماما، مش عارفة من الصبح بترنلي ليه..
قالت مسرعة:
_طب ما تردي يمكن يكون في حاجة..
أومأت برأسها وهي تحرر زر الإجابة، لتباشر بحديثها معها، ومن ثم تبدلت معالمها للغضب الشديد، ليعلو صوتها الهادئ:
_تاني يا ماما، أنا بقيت بكره زيارات أخوكي دي عشان كل مرة بيطلع بعريس أنيل من اللي قبله..
اتاها صوتها المعاتب:
_عيب يا تسنيم قولتلك الف مرة معتيش تتكلمي بالاسلوب ده عن خالك، وبعدين أنا معرفش اذا كان هو اللي جايبه ولا مين، ما انتي عارفة ابوكي مش بيتكلم مع حد بس المرادي شكله مبسوط من العريس ده..
بضيقٍ شديد قالت:
_أكيد هو اللي جايبه ومجايبه انتي عارفاها كويس..
قالت بتأففٍ:
_الكلام ده مالوش لازمة دلوقتي، الناس جاية بكره بليل يعني تسافري باقرب وقت، بلاش تخلي ابوكي شكله وحش قدام الناس، وفي الاول والاخر محدش هيجبرك على حاجه لو معجبكيش ارفضيه..
أغلقت معها الهاتف وعلامات التذمر والضيق الشديد بادية على وجهها، فلم تكن “حور” بحاجةٍ لسؤالها عما أصابها لسماعها المكالمة كاملة، فاختارت تصبيرها بكلماتٍ أسكنتها برداء السكينة، فاستعدت للسفر بالغد حتى ترى ذاك العريس المبجل!
**********
مرت ساعة كاملة ولم يعجبها أي من ثيابها بعد، تود أن تقابله اليوم في أبهى صورة تجعل عينيه لا ترى غيرها، انتهت “روجينا” أخيراً من إختيار فستان أزرق بسيط، منحها مظهر رقيق للغاية، ومن ثم ارتدت حذائها الاسود وحجابها بعنايةٍ فائقة، ومن ثم اتجهت للجامعة والحيرة تسكن خلاياها، فحتى أنها لم تبالي بحضور محاضراتها الاساسية، بل جلست بأحدى كافيهات الجامعة وعينيها تلتفت حولها بين الحين والآخر بمللٍ، فهمست لنفسها بتذمرٍ:
_مقاليش هيقابلني أمته وازاي!
_مش مهم، لأنك قدامي طول الوقت والقرار بظهوري يعود ليا أنا..
أتاتها تلك الإجابة من خلفها، التفتت بلهفةٍ، فاتسعت ابتسامتها حينما رأته يقف أمامها باناقته المعتادة، حتى طريقته بالحديث تستهدف قلبها وعقلها معاً، سحب “أيان” المقعد المقابل لها ثم جلس مقابلها بصمتٍ تعمد ان يطول، تاركها تتأمله على استحياءٍ، وتترقب سماع ما سيقول، فأشار بيديه للنادل الذي أتى ليدون طلبه الدقيق لقهوته المفضلة ومن ثم بدأ بالحديث قائلاً:
_مكنتش متوقع إنك هتعرفي كل حاجه بالصدفة دي!
بدى الارتباك سيداً عابراً على معالمها، فرددت:
_أنا مش عايزة اتكلم في اللي فات، العداوة اللي بين العيلتين أنا وانت مش سبب فيها..
رسمت ابتسامة خبيثة معتادة على وجهه، فتساءل بمكرٍ:
_أياً كان اللي بيجمع العيلتين فعلاقتنا شبه مستحيلة يا روجينا…
وبخبثٍ استطرد:
_بعترف اني أول مرة أعجب ببنت، بس المضحك في الموضوع انها تطلع مخطوبة وبنت ألد أعدائي!…
بدون تردد ازاحت الدبلة العالقة بيدها ثم فتحت حقيبة يدها، لتلاقيها بداخلها كأنها قماشة بالية، وتطلعت اليه بتمعنٍ:
_أنا عمري ما حبيت “أحمد” ولا هحبه..
ازدادت ابتسامته الساخرة:
_وهو ده الحل من وجهة نظرك!
سألته بحيرةٍ:
_مش فاهمه تقصد أيه!
قال بعد صمت مطبق:
_قصدي إن فهد بيه عمره ما هيوافق على العلاقة دي..
اعترضت حديثه، حينما قالت:
_بابا عمره ما هيجوزني بالغصب لواحد مش بحبه، اكيد لما يعرف اني بحب واحد تاني هيوافق يجوزني ليك زي ما حصل مع “ماسة”..
ضحك مستهزئاً:
_لأي حد ممكن بس مش لأيان المغازي، اللي بينا سيل دم يا روجينا إفهمي!
انسكبت الدمعات البائسة على وجهها، فبرعت تلك الابتسامه الشيطانية بالظهور على وجهه، فقال بعد تفكيراً مصطنع:
_هو مفيش غير حل واحد مستحيل توافقي عليه.
مسحت دمعاتها ثم سألته باهتمامٍ كبير:
_حل أيه ده!
منحها نظرة عميقة برومادية عينيه المخادعة، ومن ثم قال:
_نتجوز وفي السر..
انفتح فمها بصدمةٍ، فابتسم ساخراً:
_مش قولتلك مستحيل توافقي عليه.
وزعت نظراتها بينه تارة وبين الفراغ تارة اخرى، فاستغرق تفكيرها الاحمق عدة دقائق قبل ان تجيبه بحماسٍ:
_أنا موافقة..
ابتسم بحبٍ لها، فارتخى جسده على المقعد براحةٍ وعينيه يكسوها جمرة الانتقام المشتعلة!
**********
أغلق عينيه على تلك الارجيحة التي تتحرك به بمنتصف باحة المنزل، الابتسامة تزور وجهه الوسيم ولا تفارقه، فوصال ذاك العشق على وشك ان يبدأ بينهما، يا ويلته من نظرات عينيها الفاتنة التي أغرقته بين حديقة من أشجار الصنوبر واللافندر المحبب إليه، حيائها الذي تبديه كلما التقت أعينهم في لقاء عابر دون سبق انذار او موعد محدد، عشقها ذاك الآسر وعشق القوة التي تود التحلي بها رغم ضعف جسدها الأنثوي، الذي لا يقوى على مكافحة عمل الرجال ومع ذلك جاهدت فقط لتعاون والدها، لا يعلم كم من ميزة سيكتشفها بها حينما تقترب المسافات، ولكنه يشعر بحماس القرب منها، انفلتت تلك الجملة من بين دقاته:
_قريب هتبقي ملكي يا تسنيم!
*************
انهت ذاك الرابط الذي جمعها به حينما وقعت على عقد زواجها بعدو أبيها اللدود، وربما أيضاً خسرت عدة روابط تجمعها بعائلة الدهاشنة، لا تعلم بأنها فتحت أول باب سيقودها لجحيم لا مفر منه، ومالك ذاك الجحيم من وقعت اسيرته منذ اول لقاء، اغلق المحامي الدفتر من أمامهما وهو يردف بابتسامة عملية:
_الف مبروك يا “أيان” بيه..
أجابه ببرودٍ:
_تسلم..
ومن ثم أشار لها بالنهوض فلحقت به لسيارته المصفوفة بالاسفل، فصعدت لجواره وأصابعها تعبث بحقيبتها بارتباكٍ، وزع نظراته بينها تارة وبين أصابعها، فقرب يديه الخشنة ليحتوي يديها معاً بيديه، فتطلعت اليه ببسمة اربكته لوهلة من الوقوع بحبها، فتناسى تفكيره الأحمق من جهة نظره ثم قال:
_كده مفيش حد يقدر يفرقنا يا روجينا، لانك بقيتي مراتي على سنة الله ورسوله.
ارتعش جسدها حينما استمعت لانتسابها له، فعبثت بحجابها حينما كاد بالاقتراب منها، لتخبره بتشتتٍ وخجل:
_أنا لازم أرجع البيت حالا، لإني اتاخرت..
ضيق نظراته الخبيثة، ثم اعتدل بجلسته ليقود سيارته تجاه منزلها، فاستوقفها على مسافة من العمارة، فودعته بابتسامة هادئة، وكادت بالهبوط، امسك أيان بمعصمها واجبرها على الصعود مجدداً، ثم قرب رأسه منها متعمداً إثارة رغبتها تجاهه، وبانفاسٍ لفحت وجهها قال:
_هشوفك بكره؟
بلعت ريقها الجاف بصعوبةٍ وهي تشير له عدة مرات، ثم هرولت للخارج شبه راكضة ووجهها اصبح كحبات الكرز الحمراء، فما ان اختفت من امامه حتى تخشب وجهه الذي اصطنع البسمة والحب لوقتٍ لا بأس به، ومن ثم رفع هاتفه ليردد بصوتٍ اخشونت لهجته:
_اول خطوة في انتقامي اتحققت، وقريب اوي وعدي ليكي هحققه، وبنت فهد هتكون خدامة تحت رجليكي…
************
أغلقت “فاتن” الهاتف مع ابن شقيقتها الراحلة والسعادة تكسو وجهها التعيس، فوضعت الهاتف من يدها ثم وقفت لتقترب من تلك الصورة الضخمة التي تحتل حائط غرفتها باكمله، التمعت دمعاتها وهي تتأمل شقيقتها، ومن ثم ازاحتها بشراسةٍ:
_خلاص يا ناهد نامي وارتحي يخيتي، ابنك هياخد حقك من اللي أذوكي..
اخدتها عهد عليا يوم ما شوفتك غرقانه بدمك اني اللي هياخد حقك من ولد الدهشان وهيكسره هو ابنك ايان ، ربيته على القسوة وكنت بفكره باللي حصلك عشان اللحظة اللي اشوف فيها واد وهدان الدهشان مزلول واللحظة دي مبقتش بعيدة خلاص..
الشر الذي ولد بداخل ايان لا يضاهيه شر تلك المراة التي تترقب لحظة وصول ابنة كبير الدهاشنة خادمة لقصرها، عينيها تخيف من حولها من التفكير بالشر العظيم الذي تدمره لتلك العائلة، ولكن من سيدفع تذكرة تلك الانتقام الحارق!
**********
سحبها عن الفراش ومن ثم كمم فمها، حتى يعيق صرخاتها نهائياً، وباليد الاخرى ازاح ملابسها ليستبيح التطلع لجسدها دون رحمة منه، صرخت واستنجدت ولكن صوتها قد كبت ببراعةٍ وكأنه اعتاد على التحجر بداخلها، نظرات عينيها المتوسلة تستغيث بكل ذرة انسانية بداخله ولكنها لم تجد سوى الشهوة والانحطاط، اهتز جسدها بعنفٍ ونداء خفي تسلل اليها وكأنه صوت حور يوقظها، بصعوبة بالغة فتحت تسنيم عينيها الباكية، لتجد حور جوارها توقظها بكافة الطرق وهي تهمس لها ببكاءٍ:
_حلم يا حبيبتي، متخافيش محدش هياذيكي..
هلعت وتلك الصرخة تضرب اعتاق قلبها، فنهضت مفزوعة وعينيها تفتش بالغرفة لتلتمس الامان، فما أن تأكدت بكونه حلم معتاد حتى اندثت باحضان رفيقتها تبكي بحرقةٍ على لعنة عدم النوم التي اصابتها، ذاك السكين القاتل الذي اصابها في مقتل منذ طفولتها مازال يلاحقها ولكن ترى هل سيسطيع آسر قلبها أن يحرر قيودها؟…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الدهاشنة 2 (صراع السلطة والكبرياء))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *