روايات

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثالث 3 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثالث 3 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر البارت الثالث

رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء الثالث

حواء بين سلاسل القدر
حواء بين سلاسل القدر

رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة الثالثة

وقت النصيب تصمت الأفواه’و’يتحدث المكتوب على جَبين القدر’ليبصُم بختمهُ وثيقة العقد الإلإهيه. لتجمع روحين أختارهم الله ليتانسوا بصحبة بعضهما بالدنيا’من قاله أن البشر هم من يختارون نصيبهم. اننا مجرد عرائس متحركه تتشابك بخيوط القدر تحركنا كما تشاء’تضعنا معا من اختارهُ الله.’لنصبح شركاء بحياتً أختارها القدر🎸
ــــــــــــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
ــــــــ
رأت من يقف أمامها فإتسعت عينيها برهبه أرهقت قلبها من قسوة ما تراه ‘فإنحنى إليها عابر سبيل كان‌َ يمر من خلف الأشجار بحنتورهُ’و’سمعَ ما قيل بين الرجال.’مما دفعه للتوقف’و’الذهاب لتحذير من بالمنزل’لكنه عثر عليها تجلس بين الأشجار ترتجف ببكاء تكمم فمها’فأدرك إنها المقصوده’.
فجلسَ بجوارها يسألها بصوتً بالكاد تسمعهُ”
متخافيش أنا مش معاهم أنا الأسطى حسن’
نظرت له بوجه يتحرك بصعوبه’ بسبب بدأ تشنج عضلاتها ‘فضيق عينيه بتفاهم”
مالك يا بنتى متخافيش’أنا مش معاهم. قومى معايا خلينى أخدك من هنا’
حاولت الإمساك به لكنها لم تستيطع ، فقد إشتدت نوبتها’و’تشبثت عروقها ببعضهم ترفض الإستماع لأوامر العقل’فشعر «العم حسن» بالحزن حيالها’
لا حول ولا قوة إلا بالله إنتِ من الناس اللى بتتشنج. متخافيش يابنتى أنا معاكى’
نهض يتفقد المكان من حوله.’فتأكد أن الرجال قد ذهبوا إلى المنزل’فإنحنى’ليحملها مستعين بقول الله”
لا حول و لا قوة إلا بالله يا معين يارب’
حملها بين ذراعيه المتجعدتين من العجز ‘لكن الله اعطاه القوه ليسير بها’و’كإنُه مرسالاً من رب العالمين ليحميها في ذلك الوقت العصيب’
خرج‌َ بها من بين الأشجار بلهفه إلى مكان حنطورهُ’حتى توقف أمامه يستعين بالله من جديد ليرفعها لداخله”
لا حول و لا قوة الا بالله’
أعانه الله على رفعها لداخل الحنطور’ثمَ إعتلى مقعده الأمامى’و’بدأ بتحريك لجام الحصان ليبتعد بها عن ذلك المكان’
اما الملثمين فقد عادوا بعد ثوانى الى السياره. يشعرون بالغضب بسبب عدم عثورهم عليها.’وصعدوا إلى سيارتهم ليغادروا المكان”
ــــــــ
ــــــــ
اما داخل دار الهلالى تلك الدار التى تشبه قصراً شديد الفخامه’بحديقته’كانُ يجلسون الرجال على المقاعد الحديديه’و’من حولهم يتراقص الخيالين باحصنتهم’و’صوت الموسيقى الصاخبه تحتوي المكان’
إما عند البوابه فكانَ يقف «جواد’و’هشام» يستقبلون الضيوف’حتى إتى السيد «همام» الذي يحتجز «جواد» إبنهُ بالقسم’. فور إن رأه «هشام» بدا بالترحيب به فهما يعملان سوياً”
إهلاً يا «همام» نورت’ عن إذنك دقيقه’و’رجعلك
زم فمهُ برسميه”
نور «جواد» باشا سابق’
ماله برإسه لليمين قليلاً بجفاء”
طول عمري سابق يا إبو إسلام. مش إبنك بردو
إسمه «إسلام»
صق على إسنانه بضيقً”
إيوه «إسلام» بس بلاش تفرح أوي كدا يا ابن الغالين مش أنا اللى القانون يمشي عليه’
القانون بيمشي على اطخنها طخين فيكى يا بلد’إنا مش زي الظباظ اللى مربينهم الرعب’لاء إنا
«جواد الهلالى» اللى بيعزف القانون على صوابعه’و’يمشيه على الكبير قبل الصغير’
زم فمهُ ببسمه إصبحت كارها”
ماشي يا «جواد» باشا لما نشوف اخرتها معاك ايه”
قطب جبهتهُ بهدؤً مثل رنيم المياة المتمرده”
اللى قدامك ملوش إخر’بقولك ايه’ بالله لو عملت إيه المحروس مش هيخرج من القسم غير لما يتحاسب’؟
إنتَ كدا بتشعللها’و’إنتَ مش قد اللى هعمله يا ابن الهلالى’
قبض بشراسة على إصابعه يحتوي حممه البركانيه التى هجمت بشراسه على عقله لتنهشهُ’لكنه إستطاعه السيطره علي إفعالهُ’و’ضيق عينيه بحنقً يخفى ورائهُ خشونة صوته الجش”
بالله يوم ما عقلك يوزك’و’تفكر إنك تقف قصادي هخليك تندم على الدقيقه اللى أشترية فيها العربيه للننوس إبنك.’ياله ادخل خد واجبك عشان اللى جاي مفهوش واجب”
تجحظت عينين الإخر بشراسه بصريه ”
بالظبط كدا اللى جاي مفهوش واجب ياابن الهلالى
ربنا يسترها عليك’
هتفَ بخشونه’و’غادر المكان’اما «هشام» فعاده يتمتم بانزعاج”
مراه عايزه الحرق
سأله مستفهماً’
مالك’؟
هتفَ ببعض الضيق”
«غوايش» جات لوحدها’و’سابت «ريحانه» فى البيت قال إيه هتيجى لوحدها’!!
هتفَ بجديه”
طب هتعمل إيه هتروح تجيبها’
لاء أروح إيه همشي إزاي’و’أسيب الناس”
زم فمهُ بغرابه ”
مش فاهم إيه اللى مخليك عايز تتجوز عيله صغيره زي دي’
بلل شفاهُ بشوقً”
ياإبني إفهم مفيش أحلي من إنك تتجوز البت الصغيره’عشان تشكلها علي إيدك براحتك’و’بعدين الصغيرين ليهم طعم تانى إسئلنى أنا. و’ياللا بقي عايزك تشد حيلك شويه’و’تتجوز واحده صغيره زي «ريحانه»
هتفَ بجديه”
جواز إيه’أنا مبفكرش في كدا خالص’و’بعدين «ريحانه دي عيله صغيره’أنا لو كنت إتجوزت كان زمان بنتىِ قدها’
قطب جبهتهُ بمعارضه”
قصدك إيه بقي ماأنا نفس سنك؟
قصدي إننا لو كنا إتجوزنا صغيرين زي ما أمك كانت عايزه كان زمان كل واحد فينا مخلف عيله قدها’متنساش إنك أكبر منها بـ 13سنه.’
خلاص ياعم قفل على الموضوع دا أنا هدخل أرحب بالرجاله ”
دخل «هشام» و’تركَ «جواد» يقف بمفردهُ يشعل سيجارتهُ’
‘.ينزعها من عقلهُ فرغم شعورهُ بالإنجذاب لها إلا إنهُ لن يقبلها حتى بعقلهُ.’
ــــــــ
أما على الطريق المؤدي لبيت الهلالى’كانت «ريحانه» تجلس فى الخلف’بعدما عادت إلى طبيعتها”
شكراً عشان ساعدتنى’؟
تبسم «العم حسن» أثناء إمساكهُ بلجام الحنطور”
الشكر لله هـو اللى بعتنى فى اللحظه المناسبه يابنتى’
كانت قلقه كثيراً بشأن والدها. مما جعلها تسأله”
طب إنت متعرفش الرجاله عملوا إيه في البيت. أصل بابا فى البيت لوحده’
متقلقيش الناس دي بتعمل اللى بيطلب منها’و’بس فمتقلقيش على أبوكى’المهم بس تخلي بالك من نفسك عشان فى حد بيكرهك أوي’و’عاوز يموتك’؟
تأرجحت مقليتيها بخوفً”
أنا معرفش حد. عشان يموتنى’أنا مبخرجش من البيت دي أول مره أخرج من لما كان عندي خمس سنين’
يااه خمس سنين إنتِ كدا عامله زي الفريسه فى زمن مبيعرفش الرحمه’خلى بالك من نفسك يابنتى عشان اللى جاي مش سهل’و’ياللا حمدالله على السلامه إحنا’و’صلنا اللى هناك دي قصر الهلالى.’و’«جواد» باشا إبنهم واقف قدام باب القصر روحيلوا هيدخلك عند الحريم’
على بعد بضع خطواتً من «جواد» التفت بالصدفه ليحذف سيجارتهُ لليسار’فرآها تنزل من الحنطور بطلتها المغمغه بالبرائه’و’جمالها السارق للعين. فأغمض عينيه بقسوه بسبب نبضاتهُ التى إشتعلت بنيران ضربت القلب.’أوتاره عزفت الحان الغرام داخل صدرهُ الملتحم بدفئً يغزو كيانهُ’يجعله أسيراً لمشاعر لا يفهم معناها’و’وسط محاربته لتلك الأحاسيس التى تألم قلبهُ’سمعَ بحتها الأنثويه بالهدوء تحدثهُ بكنيتهُ التى جعلته يقسم داخلهُ أنهُ لم يكن يعلم إن إسمهُ بتلك الفخامه’و’الجمال ”
حضرتك«جِواد»’
فتح جفونهُ على جمالها الخاطف للأنفاس’كانت تقف أمامهُ ‘مباشرتاً نناظره بتساؤل’فتحمحم بجديه”
أيوه أنا «جِواد»
إتسعت عينيها بغرابه’تتأملهُ’و’بعقلها تتذكر تلك اللحظه التى جمعتهما بحجرتها’لكنها كانت تظن إنها مجرد حلمً’مما جعلها تبوح بعفويه”
انا حلمت بيك’
قطب جبهتهُ بهدوء ”
حلمتى بيا أنا’
لونت بسمتها الراقيه شفتيها الورديه’
أيوه حلمت بيك بس مكنتش أعرف إننا لما نشوف حد فى الٱحلام. ممكن إننا نقابله بجد”
بسمتها الراقيه ذادت من نبضات الوصال التى تود أن تحتضنها لتتشابك مع برائت جمالها.’
خليكى هنا’هنده على «هشام» يدخلك عند الحريم’
جلؤ ليذهب’فشعر بيدها تمسك بمرفقهُ تعارضهُ بقلقً”
أنا معرفش«هشام» اللى عايز تناديه.’ممكن تدخلنى إنتَ عند الحريم”
ضربت نبضاتهُ صدرهُ بصرامه’جعلته يستدير’يتفحص ملامحها المرتجفه بقلقً’فتنهد ببعض الجديه”
تمام بس الأول خدي البسي دا عشان فى رجاله كتيره جوه ميصحش حد يشوف جسمك’
نظرت إلى طلتها بغرابه”
هو عيب أدخل كدا أصل محدش قالى”
أدينى قولتلك. ياللا البسي دا’
نزع سترته’السوداء’و’أعطاها إياها’فرتدتها فبدأت صغيره كثيراً بها’مما جعلها تناظره بغرابه”
شكلى حلو فيها’
كانَ يراها فاتنه تسرق نظراتهُ’و’تستحوذ على نبضاتهُ.'”
أحلي من أي حاجه شوفتها فى حياتى’
إكتسي وجهها بحمرة الخجل التى أرغمتها على خفض نظراتها للقاع’فأدرك ما فعل.’فقطم على شفاه بندماً. يفرك لحيته بحنقً فلم يكن يعرف ماالذي يحدث له.’اما هـى فتحمحمت بربكه”
طب ممكن تدخلنى عند «مرات أبويا»
حرك رأسهُ بموافقه’و’بدأ بالسير’و’هى بجوارهُ’لكن قبل أن يخطوا بها إلى الداخل لفتَ شعرها الذهبِ الطويل إنتباهُ.’فتوقف بأمراً”
خليكي واقفه هنا على ما أرجعلك ”
أومأت بالموافقه’فدخل «جواد» وعاد بعد دقائق ضئيله’يُمسك بيدهُ حجاب إسود’فنظرت له بتساؤل”
جايبلى طرحه ليه”؟
مدها لها برسميه ”
البسيها عشان شعرك’و’الرجاله”
وافقت دون إعتراض’و’أخذت الحجاب’و’وضعتهُ علي شعرها فبدت أشد جمالاً زينَ بالإحتشام’ثمَ سألتهُ”
كدا مظبوط شعري كله مش باين”
كانَ يتجاهلها بقدر الإمكان’فلم يُجيبها.’و’ذهبَ خلفها. ينظر إلى شعرها المنسدل على الچاكت لآخر خصرها’فتنهد ببعض التمالك’و’أمسك به يدخلهُ خلف الچاكت’يعزله عن عين الجميع لكى لا يلمح أحداً خصله واحده منها’ثمَ إستدار إليها ”
كدا شعرك مش باين’ياللا خلينا ندخل’بس’و’إحنا داخلين عينك تفضل فى الأرض ماتبصيش على حد فاهمه “!!
تبسمت بإستفاهم”
إنت عامل زي اللى بيعلم طفل صغير يمشي إزاي حاضر هعمل اللى بتقوله’
تحمحم دون إجابه’و’بدأ بالسير فذهبت برفقتهُ للداخل’تحت أنظار جميع الحاضرين’كانت عينيها على الأرض كما أمرها’أما هي فكانت مقلتيها تتأرجح يميناً’و’يساراً بصرامه. ترغم الناظرين على خفض نظرهم’
‘و’صعدت برفقته الدرج’حتى دخل إلى ليڤنج القصر الريفي’فوقفت أمامهم تتسائل بغرابه”
مفيش حد أومال فين «مرات أبويا»
خليكى هنا هروح أندهلك مرات عمى تدخلك ليهُم”
ذهبَ’و’تركها بمفردها.لبضع دقائق فوجدت «هشام» يأتى إتجاهها فتلبكت بقلقً من بسمتهُ التى لم تكن مريحه لقلبها’أما هـوَ فإستقر بالوقوف أمامها ”
«ريحانه» كويس إنك جيتى كنت قلقان عليكى’
تلبكت بقلقً ”
إنتَ عاوز إيه’ممكن تبعد عنى’فين «جِواد»
قطب جبهتهُ بتساؤل”
‘و’إنتِ تعرفى «جِواد» منين’
بدأت بالتعرق بصوتاً يرتجف”
أنا عاوزه «جِواد»
إقترب منها ببعض الغيره بسبب سؤالها عن رجلاً غيرهُ”
بطلى تسألى عنه’أنا «هشام» خطيبك”؟
رفضت بحركه رأسيه ترتجف بعين أصبحت دامعه’فإقترب أكثر منها’و’أمسك بمرفقها ليرغمها على البقاء أمامهُ”
مالك يابت خايفه كدا ليه هو انا هاكلك’
تعرقت يدها’و’حاولت سحبها برفضاً’ لكنهُ لم يقبل بتركها’و’سألها بغيره أشد عندما لاحظ إنها ترتدي، چاكت «جواد» ”
لبسه الچاكت بتاعه ليه’إنطقى’
ذادت رجفت جسدها’و’سقطت دموعها بخوفً ينهش قلبها’حاولت التحدث لكن رجفتها لم تساعدها مما جعل الآخر يشدد من قبضته علي مرفقها بقسوه يعاود السؤال”
إتكلمى يابت ساكته ليه’
إبعد إيدك عنها’!!
نظر بحنقً «لجواد» الذي آتى’و’أمسك بيدهُ ليبعدهُ عنها’يأمرهُ بصرامه’فعارضهُ بغيره”
مش هبعد دي خطيبتى أعمل فيها اللى أنا عاوزه.’بلاش تدخل فاللى ميخصكش يا حضرة الظابط ”
ضيق عينيه بحنقً متبادل”
«ريحانه» تخصنى
تخصك بصفتك إيه بقي”
بصفتها هتبقي فرد من عائلتنا”
آاه فرد. ماشي بس بردو مش هسيبها ”
عارضهُ بغيره بارزه من عينيه’فلتفت«جواد» ‘ينظر لها وجدها تستغيث بعينيها به’من شدة قسوة يد الأخر علي ذراعها”فنفرت الدماء الحاميه بعروقهُ ‘و’نظر بقسوه «لهشام» يلكمه بكفتيه بصدرهُ يعزلهُ عنها’فتراجع«هشام» للوراء بغضبً.’اما هـى فختبئت خلف ظهر«جواد» تحتمى به من ذلك الغريب الثائر’
إنتَ بتضربنى يا «جواد»
أنا ببعدك عن الغلط ياإبن عمى’من إمتى بنمد إيدينا على الحريم’
إقترب منهُ بغيره إستحوذت على قلبهُ”
لما حريمى تقولي إنها عايزاك ياابن عمى’لو مكانى هتعمل ايه’و’إنت سامع خطيبتك بتنده على راجل غيرك’؟
حاول الإسترخاء قليلاً’ليتفادي ما يحدث”
اللى حصل سوء تفاهم’خلينا نتكلم بالعقل’
عقل إيه’و’أنا شايفها بتتحامى فيك منى”
كانَ يشعر برجفتها’ ف يداها متعلقتين بتيشرتهُ”
وطى صوتك إنتَ بتخوفها’
حرك رأسهُ بإنفعال”
الله دا الباشا بقي فاهم «ريحانه» أكتر منى ياترا بقي الباشا كان بيقابلها فين’
تجحظت عينيه بصرامه”
إنتَ إتجننت’و’لا إيه ما تظبط بدل ما أظبطك”
تظبطنى لاء’و’على إيه من باب أولي تظبط المحروسه بتاعتك ”
صق على أسنانه بضيقً ”
«هشام» كفايه كلام زباله.’أنا معرفش خطيبتك غير النهارده’؟
مالكم يا ولاد صوتكم جايب لآخر الدار’
هتفت «معالى» بصرامه.’فإنسحبَ «جواد» بحنقً’
إبقى إسالى «هشام» باشا في إيه’
ذهبَ دون أن ينظر ورائهُ.’تاركها تتمتم بكنيتهُ بإرتجاف تسقيه الدموع”
جـ’جـواـ جـواـ جواد، جـواد’
أرغمهُ قلبه على التوقف’و’التفت لها فـوجدها تلوح بيداها إليه’تستعطفه بهيئتها الخائفه. ليعود إليها’فإقترب «هشام’منها يمسكها من منتصف ذراعها بقسوه”
حقيقي إنك تربية «غوايش» و’حياة أمك لهكتب عليكى دلوقتي’و’هوريكى التربيه على أوصولها’
رفضت برأسها ترتجف فى حاله من التشنج الذي أرغمتها على الإرتماء، أرضاً. تتململ أمام أعينهم القاسيه’لكن من تشغل عقله لم يستطيع تركها بتلك الحاله’فركضَ’و’جلس على عقبيه بجوارها’بلهفه يمسك بيدها’و’ينظر داخل عينيها محاولاً تهدئتها”
متخافيش أنا جانبك ما مشيتش أنا أهو متخافيش مفيش حد هيقربلك. أنا «جواد» بصيلى أنا «جواد»
ظلت ترتجف لبضع دقائق دون توقف مما جعله يذداد قلقً عليها’يأمرهم بحده”
البت هتموت حد يجيب دكتور بسرعه’
حمل جذعها العلوي يحتضنها بقوه ليشل حركت جسدها’و’شعرها يتراقص على الأرض بعدما سقط حجابها’. فسمع معظم النساء’صوتهم’فخرجوا و رأوا ما يحدث’و’من بينهم «غوايش» التى تجحظت عينيها بتمثيل القلق ”
نهار إسود «ريحانه» مالك يابت’
نظرا لها بصرامه’
لما بتتعب كدا بتعملولها إيه”
تلبكت بقلقً ”
مبنعملش هى بتهدا لوحدها’
بتهدا إيه و تنيل إيه المفروض فى دواء لحالتها’
هتفَ بغضبً’فبدأت حركت جسدها بالهدوء’حتى إسترخت عضلاتها’و’فقدت الوعى بين يداه’فحملها سريعاً’و’نهض بها.’يصعد بها الدرج لحجرتهُ. برفقة «غوايش»
ــــــ
أما بالأسفل فبدأت النساء بالسؤال عن هويتها’
هى مين المحروسه اللى «جواد» كان واخدها فى حضنه’وطلع بيها لفوق’
إذدادت التساؤلات’فقطبت «معالى» جبهتهَ بصرامه’و’عينيها مسلطه على «هشام»
اللى «جواد» كان واخدها فى حضنه تبقي «ريحانه»مراتهُ”
تجحظت عين الآخر بصدمه أصابت بعض النساء اللاتى تسألن”
مراته’و’هـو «جواد» إتجوز إمتى’
النهارده الشيخ حافظ زمانه جاي عشان يتمم الجوازه. أومال إحنا عاملين الهيصه دي كلها ليه’ياللا ادخلوا كملوا تهييص علي مالمأذون ما يوصل’
ذهبت النساء لتكمل الغناء’أما هى فتقدمت من «هشام» بصرامه”
عجبك اللى حصل بسببك يا بيه’
عارضها بصرامه”
إيه اللى قولتيه دا إنتي هتجوزي «ريحانه» لجواد’
أيوه عشان أمنع العار عننا’ تقدر تقولي الناس كانت هتقول إيه لما تعرف إن اللى واخدها إبن عمك فى حضنه بسببك تبقي «خطيبتك» دول كانوا هيكلونا بكلامهم’إنتَ تحمد ربك إنى داريت عالموضوع قبل الفضيحه”
بس أنا مش موافق’محدش هيتجوز «ريحانه»
غيري يا «معالى»
هتفت بحده”
إسمى أمك.’باين عليك بتتمرد ياابن معالى بس لاء، مش أنا اللى حد يعصانى’اللى حصل النهارده بسببك’و’البت هتتكتب على إسم إبن عمك’و’الليله هتنام فى حضنه عشان نخلص من الموضوع دا خالص’
أعطت أوامرها بصرامه’و’صعدت إلى الأعلى حيث يقف «جوادك» أمام فراشه يتفحصها بعنايه، «ريحانه» التى عادت إلى وعيها منذ قليل’و’بجوارها تجلس «غوايش» القائله ببرود”ط٪
خلاص ياختى عملتى الحبتين بتوعك’مش فاهمه ايه الكهن بتاعك دا’
قطب جبهتهُ ببروداً متبادل”
بقولك يا «غوايش» قومى من على سريري مش عايز السرير يتوسخ’
فزعت بزمجره”
إيه اللي بتقوله دا قصدك إيه’
عقد ذراعيه أسفل صدرهُ بذات الجفاء”
قصدي إنتِ فاهماه كويس’بلاش، شغل الغوازي دا عليا ما بيكولش معايا’
راق لها رغم حديثه اللاذع’و’إقتربت منه قليلاً تسألهُ”
أومال إيه اللى بياكل معاك يمكن أعرف أعمله’
مظنش تعرفى تبقي محترمه أصل الإحترام دا تربيه مش طبخه’
زمجرت بحده”
لاء إنتَ ذودتها أوي جرا إيه’
قوص حاجبيه بصرامه”
جر ا إيه يا وليه إنتِ هتردحيلي’بالله لو محطيتى لسانك جوه بوقك’و’لزمتى السكوت لهكون مبيتك فى التخشيبه’
نظرت له بإمتعاض”
إحنا هنمشي’و’سايبين هالك مخدره ياللا يابت فزي قدامى”
دخلت «معالى» الحجره تأمرها”
«ريحانه» مش هتخرج من البيت يا «غوايش»
أه مش هتخرج”و’المحروسه مش هتخرج ليه بقي”؟
مش هتخرج عشان الليله هيتكتب كتابها على «جواد»
تجحظت عينيه بصدمه أصابتهُ بـالتعجب”
أتجوز مين’إنتِ بتقولي إيه”
زي ما سمعت يا «جواد» هتتجوز«ريحانه»، الناس يابنى مبطلتش أسئله’و’كلام من لما شافوها فى حضنك’و’إنت ميرضكش سيرتنا تبقي على لسان اللى يسوي’و’اللى ميسواش’؟
عارضها بجديه”
أنا ماليش دعوه بكلام حد.’مين قال إنى عايز أتجوز. لو إنتِ خايفه من كلامهم أنا عندي إستعداد أخرسهم كلهم’
هتفت برسميه”
أنا عمري ما طلبت منك حاجه.’بلاش تكون السبب فى كسرتنا يابنى’أن بعت أجيب المأذون’
رفضَ بصرامه ”
مأذون إيه اللى بعتى تجبيي’محدش هيوافق إنه يكتب كتاب .«ريحانه» صغيره بالنسبه للقانون قاصر’
تدخلت «غوايش» بغيره”
أيوه هى لسه هتم الواحد’و’عشرين سنه كمان شهرين’
أضافت بإصرار”
مفيش مشكله هتكتب عليها قدام الكل’و’بعد شهرين يبقى المأذون يوثق عقد جوازكم فى المحكمه’متنساش إنها كانت هتتجوز «هشام» بنفس الطريقه ”
ظل على إعتراضهُ برسميه”
مينفعش البنت أصغر منى بثلاثة عشر سنه. و’الأهم من كل دا إنى مبفكرش فى الجواز’و’إنتِ عارفه كدا كويس”؟
عاوزنى أحب على إيدك يا«جواد» عشان توافق’طب لو مش عشاني وافق عشانها متنساش إنها هتتلط فى الموضوع’و’الناس مش هتبطل كلام عنها”؟
خطف نظره إليها فوجد بعيناها الدموع الخائفه من مواجهة ذلك العالم المخيف’فتدخلت «معالى» من جديد ”
وافق يا «جواد»بلاش تبقي السبب فى فضيحتنا كلنا يابنى”
فرك جبهتهُ بشعوراً يرفض الإستسلام لهُ’ شعور الخوف عليها من ألسنت البشر السامه’. و’رفض للخضوع لها فكان يخشي ما سيحدث بينهم بعد الزواج’يخشي أن يتعلق بها’و’هذا ما يرفضه مما جعله يحسم قرارهُ برسميه باحته”
هتجوزها لمدة شهرين’لحد لما تتم السن القانونى’و’بعد كدا هكتب عليها رسمى’عشان لما أطلقها متبقاش ضايعه’و’ملهاش حقوق فى نظر القانون”
راق الأمر «لغوايش»
يعنى إنت هتتجوزها لحد لما تكتب عليها رسمي’و’بعدين هطلقها”
أيوه’
ماشي موافقين خلينا ننزل عشان المأذون زمانه وصل”
نظر «جواد» لها متسائلاً برسميه”
مش لما نسمع رأي العروسه الأول’موافقه تتجوزينى لمدة شهرين’و’بعدين نطلق’؟
لم تكن خبيره بكل تلك الأمور’فكل ما كانت تعرفهُ أنها تشعر بالأمان برفقته’حتى لو كانَ هذا الأمان سيظل فقط لشهرين”
موافقه’
إتسعت عينيه بتساؤلات عديده فلم يكن يتوقع أن توافق: فتدخلت«معالي» بجديه”
العروسه موافقه’ياللا خلينا ننزل’
«غوايش» بغرابه”
يووه مش المفروض أبوها يحضر كتب الكتاب”؟
متشغليش بالك إحنا هناخد المأذون’و’نروح نكتب الكتاب فى داركم’و’بعد كدا نرجع عشان نكمل فرحتنا هنا في دار الهلالى’
هتفت «معالى» و همت بالخروج من الحجره’و’تبعتها «غوايش» أما «جواد» فألقى نظره الى من تسكن فراشه.’يسألها بتأكيد”
الجواز مش لعبه’و’لا هزار. لو مش موافقه قولي’و’أوعدك إنى هحميكى من أي، حد يحاول يوسخ إسمك بلسانه”؟
تنهدت بأمان ذائد ذو بسمه أشد برائه”
موافقه مدام إنتَ اللى هتبقي جوزي “؟
إحتوت قلبهُ بجملتها الدافئه لقلبً متعطش للإرتواء’لكن فضوله الرجولى جعلها يعاد السؤال بغرابه أشد”
ليه موافقه عليا”
عشان عامل زي الفرسان اللى فى الرويات ‘الفارس اللى بيظهر فى حياة الأميره’و’يخاف عليها’و’يحميها’بصراحه أول ما شوفتك حسيتك الفارس بتاعى حتى لو أكبر منى بثلاثة عشر سنه’
أخفضت بصرها بحمرة الخجل التى لونت وجنتيها’و’جعلته يغمض عينيه يستنشق بعض الهواء البارد ليبرد من سخونة صدرهُ الذى أشعلت حطابهُ بكلماتها الهادئه’ثمَ فتحَ عينيه يبصر بها لآخر مره قبل أن يغادر'”
متخرجيش بره الأوضه لحد لما أرجع”
أمرها فلبت أمرهُ بموافقه بالرأس’
غادر الحجره’و’أغلق الباب عليها’أما هى فمددت جسدها على فراشهُ تتفحص المكان من حولها بعين إتسعت بفرحً’
‘ــــــــــ
‘أما بالإسفل فكانَ يقف «فارس» الأخ الأصغر «لجواد» يقف أمام الدرج يتحدث إلى «هشام»
يا «هشام» إنتَ غلطان. مكنش يصح اللى عملته دا ‘فيها إيه يعنى لما ندهت على «جواد» متنساش إنها مريضه زي ما بتقول ”
زمجره بحده”
«فارس» بلاش تدافع عنهم’و’بعدين بقولك أمى هتجوزهم لبعض’
مرات عمى بتعمل كدا عشان الفضيحه مطولش حد’ إنتَ عارف إنها شقيت’و’تعبت سنين لوحدها عشان تفضل محافظه علي إسم العائله”
قولوا يا «فارس» عشان «هشام» بقى أعمى، و عاوز يضيعنا كلنا بسبب غشمتهُ’
وقفت أمامهُ برفقة «جواد» و’«غوايش» تأمرهم ”
ياللا تعالي معانا عشان تشهدوا على عقد جواز «جواد» من«ريحانه»
نفرت العروق بارزه بغضبً جامح”
بردوا هتجوزيهم ياأمى’أفهم ليه مصممه’
عشان الفضيحه’و’كلام الناس ياعين أمك’و’خلاص قفلنا كلام على الموضوع دا ‘إمشوا خلونا نروح نكتب الكتاب’روح يا «فارس» نادي على العمده’و’الحاج سيد’و’الحاج مسعود’عشان يحضروا كتب الكتاب’
و حصلنا بيهم بعربيتك’و’بلغ أهل البلد إننا رايحين نكتب كتاب «أخوك» على «ريحانه بنت القص»
أومأ بالتنفيذ’و’ذهبَ’أما «هشام» فمتلئ صدرهُ بالغيره من إبن عمه’و’رفض الذهاب بكراهيه”
سكتكم خضره مبروك عليك خطيبتى يا «جواد»
تقدم «جواد» خطوه منه بحنقً’فأمسكت «معالى» بيدهُ توقفهُ بجديه”
خلينا نمشي يا «جواد» سيب «هشام» هنا مع أهل البلد’
إبتلع غصتهُ’و’ذهبَ برفقتها هى’و’غوايش» إلى منزل والد«ريحانه»تاركين «هشام» يحترق من الغيره’و’يتآنس بحديث الشيطان الذي يأكل عقلهُ بكلماته السامه التى تذيدهُ غضبً’: و’بعد ساعه تقريباً من المكوث بمفردهُ مع وسوسة الشيطان’حسم قرارهُ’و’فزعَ من فوق مقعده. يصعد مسرعاً لحجرة «جواد» حيث تمكث «ريحانه». و’فور أن فتحَ الباب عليها. فزعت من فوق الفراش بخوفً تتمتم بربكه”
عاوز إيه”؟
دخل و’أغلق الباب عليهما بالمفتاح’يناظرها برغبه”
عايزك’ أنا متعودتش إنى ماخدش حاجه عينى منها.’
فزعت من فوق الفراش تختبئ بجوار الخزانه بخوفً يرجف جسدها. هز مقلتيها فسقطت دموعها”
سبنى متقربش منى. فين «جواد» يا «جواد» إنتَ فين’
جذبها القاسي من شعرها يلفهُ حول أصابعهُ فصرخت بألمً هز كيانها’أما هـو فألقاها على الفراش بغيره”
بيكتب كتابه عليكى. بس أنا بقى اللى هدخل عليكى ياست الحلوين’
رفضت برأسها’و’سندت على ذراعيها تتراجع للوراء بخوفً يرهق قلبها النابض بكنية من يشغل عقلها’أما «هشام» فلم يكترث لأي شئ سوا الحصول عليها’و’بدأ بالإقتراب منها ليتناول من جسدها’

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *