رواية عشق امير الجان الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح ابراهيم
رواية عشق امير الجان الفصل الثامن عشر 18 بقلم فرح ابراهيم
رواية عشق امير الجان البارت الثامن عشر
رواية عشق امير الجان الجزء الثامن عشر
رواية عشق امير الجان الحلقة الثامنة عشر
هو مريض قلب مزمن يعلم ذلك ولكن اشتداد الوجع عليه الفترات الاخيره جعله يعلم ان هذا لم يعد العامل الرئيسي في تدهور حالته.. انما هي ايامه الاخير فوق الدنيا الذي قضي ما سلف منها وحيداً بلا مأوى اسري دافئ وها هو الان يفارق الحياه وحيداً لا يشاركه لحظاته الاخيره الا ذرات الهواء من حوله..!!
لم تئانس وحدته كل تلك الاموال والممتلكات الذي فني عمره في تجمعيها..!!
فحتي بعد مماته ليس له وريثاً يرث ما كان ثمناً لوحدته ويحافظ عليه من بعده..!!
امنيته الاخيره ان يُدفن بجانب والده..!!
هو الوحيد الذي لم يتركه حتي بعد مماته فقد كان يشعر به دائماً معه ولا يبارح خياله.. كان الوحيد المهتم المتفهم له والحريص علي سلامته.. !!
والان اخر امانيه ان يشاركه قبره فقد عاش فوق الدنيا وحيداً ولكن وحدة القبر موحشه وهو لن يطمئن إلا ان يصبح والده بجانبه حتي وان كان رماداً..!!
هذا ما جال بذهنه وهو شارد بينما جلس خلف مكتبه المهيب في ذلك المبني العريق الذي يعد من اكبر شركات تكرير البترول في الشرق الاوسط ويتبعه عده معامل عالميه متناثره في بعض دول الغرب..
…………………
_: بقولك ايه اسمع مني بس وقول آمين..
“صاح بإنفعال” : آمين علي ايه انت اتجننت؟!!! عايزنا نقتل الراجل عشان ناخد كل املاكه ونستغل انه معندوش وريث..!!
_: انت غبي؟! … ما قولنا مش هنتزفت نقتله احنا بس هنفك فرامل العربيه والباقي ييجي لوحده بقا.. وبعدين فكر كدا في الموضوع هتلاقيه فرصه مش هتتعوض..!!
احنا رجالته وشغالين معاه بقالنا سنين يبقا احنا اولي بكل الهيلمان ده عن الحكومه ..!!
” اخذ ينظر له بنظرات مبهمه وعيناه تلمع بالافكار “: بسسس… اااا.. انا خايف بصراحه ومش مستعد اتسجن لو الراجل نجي منها والموضوع اتعرف ان احنا الي وراه..
_: يا عم نجي منها ايه؟!! ده لو عيل صغير خضه هيروح فيها انت مش شايف حالته بتسوء كل يوم ازاي؟!
” زفر عده مرات بعد ان وقع في مكيده
شيطان الانس والذي يعد من اخطر الشياطين الذي واجهتهم البشريه..!! ” : طيب والتنفيذ امتي؟!
_ : هو طالع كمان شويه مسافر القاهره واحنا هنبقا وراه بعربيات الحراسه عادي عشان محدش يشك فينا وهكلم الناس الي اتفقت معاها انها تزنق عليه بالعربيات عشان توازنه يختل ويضطر يستعمل الفرامل وساعتها مش هيقدر يسيطر علي العربيه وهقولهم يستنونا عند الكيلو 14 علي طريق القاهره السويس..
“قالها بصوت مهزوز مضطرب “،: طيب ال.. اااا
والجثه؟!
_: جثه مين ؟!! دي هتتفحم لما العربيه تتقلب
واحنا هنشهد ونقول ان مفيش غير السواق الي كان سايقها بعدين انا مرتب مع شويه عيال في بنزينه علي طريق اننا اول ما نعدي من بوابه السويس ونبقا علي الطريق هندخلها وهنخليه يدخلها بحجه اننا هنقف نمون العربيات كلها بس هما هيشيلوا نمر العربيه عشان لما تتقلب الحكومه متعرفش توصل لمين صاحبها..
” التمتعت عيناه بالشر “: وطبعا احنا الي هنمسك كل حاجه وهنتعامل بأسمه كأنه لسه عايش بس الفلوس هتكون لحسابنا وده، عشان الحكومه متحجرش علي الاملاك..!!
_: بالظبط كدااااا..
” هنا وتشاركوا الابتسامة الخبيثه “: يبقا اتفقنا..
…………………
كاد ان يجن وهو يبحث في كل مكان عن شيء محدد مستعد ان يبحث في كل شبر بأرض العالم اجمع لكي يجده…!!
انه حجر الكيكتوس من اشد انواع الاحجار قوه وصلابه وهذا ما يحتاج له لتنفيذ ما هو مقدم عليه ..!!
يعلم انه يوجد بالصحراء في بطون الجبال يا اما في اعماق العيون المتفجره من الارض..
اقسم انه لن يترك شبر بتلك الصحراء الا ان يجده..!! كان بإمكانه ان يرسل مئه خادم وليس خادم واحد حتي يأتوه ما يريد ولكن هذا الامر شديد السريه ويجب عليه فعله بنفسه..
وصل لتلك الصحراء ذو المساحه الواسعه والشمس الحارقة ثم لاح امام نظره جبل شاهق يظهر عليه القوه والصلابه لذلك شعر بالحجر يناديه من باطنه..
توجه له وبالفعل وجده بل واستطاع استخراجه ليتنهد براحه فإمتلاكه يشير الي شبه انتهاء هذا الفعل المهيب فقد كان من اعتي الاشياء التي دثرت بين ثنايا الزمن ولا يعلمها الا قله من هم اصحاب القوه ، فقوه الحجر المعتمد عليه تختار من يشببها حتي يتكاتفوا ويتكاملوا.. فهناك من حاول التحكم في قوه الحجر ولكن لم يستطيع وكان يرجع هذا ان الحجر لم يقع اختياره عليه لأنه غير حاملاً للقوه والحكمه الكافيه …
ولكنه قد تم اختياره وتفوق علي نفسه في تحكمه به بجساره والان عليه ان يأخذ اول خطواته لتنفيذ التحصين العظيم .. تحصين الســـــد…!!
…………………
كان يجلس في السياره خلف سائقه ينظر للطريق بنظرات مبهمه فهو يشبه تلك السياره وحياته اصبحت كالطريق ولكن وجهته مختلفه فالقاهره تنتظر السياره بنهايه الطريق انما الموت هو الذي ينتظره بنهايه طريقه..!!
شعر به قوياً الان وكأنه منادي ينادي عليه من بعيد قائلاً انا قادم…
الموت يقول له استعد.. عذرائيل علي مقربه منك وروحك هي مبتغاه..!!
شعر بإنقباض في قلبه جعل نغسه مميته تلهب جميع خلاياه..!!
اغمض عيناه لدقيقه حتي يستطيع التغلب علي الالم الذي يفتك به.. ولكنها كانت دقيقه فارقه..!!
وكأن الله اراد ان ينقذه من ان يري نهايته بعينيه.. يكفي انه سيشعر بإقتلاع روحه ليشعر بهبوط قلبه وكأنه يتقلس وينزل لمعدته وفي نفس الوقت وكأن اعصابه وعروقه تشد لأعلي والدماء تصعد حتي تتفجر من رأسه ليصبح وكأنه يتمزق بينما عيناه يشعر انها تدخل في رأسه حتي تكاد تصل لأخر رأسه والرؤيه تشوش لتمر عده لقطات من جميع حياته بذهنه دفعه واحده وكأن شريط حياته الذي مضت يمر امام عينيه قبل ان يتركها دالفاً لحياه جديده بأناسٍ جديده فموطنه سيصبح المقابر وشعبه سيصبح ساكنيها..!!
شعر انه يحلق فوق الارض ولكن لا يعرف كيف..!! عقله قد شل تماماً وانفاسه تلاحقت بينما رأي المحيط من حوله بالمعكوس فأدرك ان السياره قد انقلبت به وتيقن ان وصل لنهايه طريقه الان..!!
انتفض جسده عده مرات بينما يشعر بإصطدام السياره عده مرات في الارض ولم يشغل تفكيره الا انه لم يلحق ان يوصي احد بوصيته الوحيده..!!
…. ان يدفـــن بجانب والده….!!
استقرت السياره ولم يعد يعلم اهو الان ميتاً ام حيٌ يرزق وعليه ان يعجل بعلانيه وصيته ..!!
ولكن شعور الالم بصدره اخبره ان نهايته لم تصل بعد ولكنها علي بعد لحظات..
……………….
كاد يرحل تاركاً المكان بأكمله ولكنه تصلب مكانه حين شم تلك الرائحة اللعينه الذي يكرهها..!!
انها رائحه الموت..!!
انه يشم رائحته ويشعر به قريب ولكن لما هو قادم الان ولمن لا يعلم..!! ولكنه سمع القبور تنادي..!!
التف حول نفسه حتي يري المكان بطريقه اوضح حتي وجد ما يتطاير في الهواء هاجم رأسه مقتطفات من حياه احدهم وهو يتمعن بتلك الاله التي تطير في الهواء..!!
استقرت السياره فوق الارض ولكنه الي الان يشعر بالموت ويشم رائحته ولكنه لم يصل بعد..!! سمع انفاس تأتي من تلك الاله .. انفاس متلاحقه لشخص مبهم ولكن انفاسه تحمل من الضيق ما يجعلك تعلم انه يخفي بصدره ما لم يلحق بالبوح به..!!
في غضون لحظه قطع تلك المسافه الضخمه ليستقر امام السياره وبدون مقدمات توجه نحو اصوات الانفاس التي يسمعها ليخرج صاحبها من بين حطام تلك الاله ويتبعد عنها لانه يعلم انها علي وشك الانفجار والفتك بذلك الجثمان الان..
وضعه علي رمال الصحراء الدافئه وحاوط وجهه بكفيه واجبره علي فتح عينيه ليخترقها بنظراته ويمر امام عينيه شريط حياه ذلك الذي يلفظ انفاسه الاخيره بين يديه..!!
ترك وجهه وساعده علي الاستقامه في مجلسه قليلاً حتي فتح عينيه ونظر له بنظرات مستنجده راجيه ..!!
لم يكن هناك وقت ليعلم من ذلك الشاب الذي ظهر له من العدم و انقذه.. شعر بقشعريره تسري في سائر جسده من مجرد لمسته والنظر لعينيه ولكن ليس هناك وقت ان يستعلم عن سببها..!!
ليلفظ بأنفاس متقطعه مخنوقه : اار.. ارجـ وك ..ساعدنـ ي..
لم يجد وقت لأن يستدعي احد خدامه للتعامل مع ذلك الانسي ويعلم انه لن يسأل عن ما يحدث من حوله فهو يشعر بتلك الغصه التي تقف في حلقه وهذا معناه انه يريد البوح بما يدكن بداخل صدره لا اكثر.. فاضطر ان يتعامل معه بصوره بشريه الا من القليل ..!!
كمثل ما فعل الان عندما ارغمه علي النظر بعينيه حتي يستطيع التنقل به لمكان اخر وبالفعل في غضون ثوانِ كان خلف ذلك الجبل يسند ظهر ذلك الانسي فوق صخره متوسطه الحجم وتقع في مكان يغلفه الظلال قليلاً وتداعبه نسمات الهواء..
بعد ان اسنده ذلك الشاب شعر بإسترجاع انفاسه قليلاً لم يأتي بخاطره اي شئ من الذي يحدث حوله الا خوفه من وحدته بالقبر و وصيته الذي يجب ان يعلنها الان والا لن يستطيع فعلها الي الابد..!!
_: حاول تاخد نفسك وتقول الي عندك بسرعه.. معدش فيه وقت..
كانت نبره ذلك الشاب غريبه قويه بها نبره تملك حواسك وكأنه يسيطر عليك.. كما ان كلماته تأتي في الصميم فبالفعل ينفذ الوقت الان ولن يتحمل وقت اضافياً للدهشه او الحيره…
: ارجـ وك.. ساعــ دني… ان.. انا عارف ان.. ان..
آآآه … عارف ان خلاص المـ وت في.. طريقة
ليـ ااا.. بس اخـ ر حاجه عايزها.. ادفـ ن.. آآآه ..ادفن مع والدي فـ ي مقابر الكـ.. الكـاف..
الكافري…
ظل ينظر له بنظرات مبهمه غامضه قبل ان يقول بصوته القوي : ليك ما طلبت
_: شش.. ششكرا يابني.. انــ اا ما بق.. بقتش قادر اعمل حاجه.. ارد.. اردلك بيها جميلك ده.. آآآه .. بس روح.. لشركاتي وقولهم ان.. انك تبعـ ي وهم… آآآه
هنا وكانت نبرته لا تحمل مجال للنقاش.. قويه صارمه وحازمه تعرف اين تتوجه : ششش.. جيملي عليك انت تقدر ترده بنفسك.. ودلوقتي..
قال بصعوبه ولهفه لمعت بعينيه : قوول.. قولل.. قولي ازاي.. وانا مش هتأخــ رر
قالها ولا يعرف من اين اتي ذلك الشاب بتلك الاوراق وماذا الذي يكتب بها ولكن جاء صوته مبرراً لكل افعاله..
_: رجالتك الي انت فاكر انهم هيساعدوني.. هما سبب الي انت فيه دلوقتي.. عشان طمعانين في شركاتك .. ولو مش هياخدوها هيحصل حجر عليها وتبقا ملك الحكومه.. عشان انت ملكش وريث..
كانت نظرته مريره فور تذكيره بوحدت اكثر ما كانت مندهشه و مصدومه ولكن لم يعطي له الشاب فرصه حيث تابع : اخر فرصه ليك انك تكون مش لوحدك هو انك تجاور والدك في القبر حتي لو جثمانك بس الي هيجاور رماد جثمانه
وانا هنفذلك طلبك.. لكن انت كمان تقدر تديني آخر فرصه ليا اكون جمب الي بحبهم ومش لوحدي…
نظر له ولاوراق بيده بعدم فهم ليسارع : الورق ده في وصيتك انك بتتنازل عن كل ممتلكات لأبنك وانه الوريث الشرعي الوحيد لكل ما تملك..
هنا وشعر انه يقتل اثناء موته فقد كان شعورا قوي الالم : ببس.. بس انـ ااا ..معنديش اوو.. اولاد
_ : بس انا هكون…
قالها بقوه وغموض جعله ينظر له في صمت حتي يتابع : الورق ده فيه ان ليك ابن بس كان من ست مش عربيه و بعد ما خلفته اطلقته والولد عاش معاها الست ماتت والولد عاش برا .. وان وقت ما يرجع تكون كل حاجه بأسمه..
مش عليك غير انك تمضي علي ورق التنازل الي هتيحط جمب ورق وصيتك..
وانا اوعدك ان شركاتك هتكون بأمان اكتر ما كانت هتكون مع اي حد..
_: هه.. ااات.. يابني الورق اانـ اا كدا كدا مليش حد ومش هاخــ د.. حاجه معايا.. بس عم.. عمري ما اتأخـ ر ان.. اني انقــ ذ.. واحد من الوحده الي انا كان نفــ سي.. آآآه.. نفسي حد ينقذني منها..
مضي بأيدي مرتعشه وانفاس لاهثه قبل ان تتصلب انماله ويقع القلم من بين انماله واخذ يشعر بتراخي جسده وانسحاب الدماء من جسده مع تثاقل انفاسه ليلفظ انفاسه الاخيره.. :
اشهد ان… لا اله الا الله واشهـ د.. ان… مح..
محــ مد..عبـ ده.. و… ورسوله..
وقع جثماناً هذيلاً لينتقل نظر ذلك الذي امامه بينه وبين تلك الاوراق بيده ليقرأ اول سطر بها وهو يشعر انه اصبح لا يبعد عن معشوقته الا بعض خطوات سيعمل جاهداً علي اجتيازها بسرعه وبديهه ..
” تنازل من المدعو : شرف زين الكافري لولده و وريثه الشرعي والقانوني الوحيد : زين شرف زين الكافري عن جميع الممتلكات المقيده والمثبت ملكيتها له بداخل الحدود العربيه وخارجها وهذا ما يوافق للباند *** بقانون… ”
لم يتابه القراءة فهذا كان يكفي ان يطمأن قلبه انه بات قريباً لا يفصل بينه وبين مبتغاه الا عده خطوات عليه ان يتريث بها ويحسبها جيدا والا فنت مجهوداته طوال تلك السنين حتي يكون بجانبها وتكون بجانبه رغم انف الدنيا وقواعد عالمه فهي له وحده وملكاً له بكل جوارحها ولن تكون لسواه..!! فعشقه جعله متيم يتحول لوحش كاسر يلتهم من يقف امامه بكل وحشيه اذا حاول التعدي عن حدوده الحمراء ويبعدها عنه ولن يتواني عن هذا مدافعاً عن حقه بها..!!
خبأ تلك الاوراق جيداً ثم حمل جثمان الانسي لينفذ له مبتغاه حتي وان كان هذا لم يكن من عادته فهو لا ينفذ اي من طلبات الانس ابداً ولكنه وعد و وعده نافذ وكلمته لا رجعه بها..
…………………
لا تعلم كيف وصلت لهنا ولماذا هداها تفكيرها الي هذا ولكنه كان كل ما حصلت عليه عند تفكيرها في كيفيه اخذ حقها من تلك المغروره المتعجرفه التي تحتاج ان تعرف انها بلا قيمه حتي تكف عن نرجسيتها..!!
دلفت بخطي مرتعشه وسارت وسط المقابر لتداعبها نسمه هواء بارده جعلت القشعريرة تسري بسائر جسدها..!!
شعرت بظل ما خلفها .. انها تراه معكوس امامها علي الارض وتشعر بجثمان يتحرك خلفها ولكنها لم تستطيع ان تلتف بل تصلب جسدها وشل عقلها عن التفكير..!!
كلما حاولت تمشي كلما شعرت به يقترب ..!!
فنت اعصابها وقررت ان تلتف ببطئ حتي تري من هناك فألتفت وهي بالكاد تشعر ان قلبها من فرط دقاته سيقفز لخارج صدرها..!!
التفت ولكنها لم تجد شئ ولكن ما افزعها انها وجدت نفسها تقف علي حافه قبر عميق تغلفه العتمه وتفوح منه رائحة اشبه بالجحيم..!!
ارتعدت اوصالها حين هبطت بنظرها داخل القبر لتري رئوس بشريه مفصوله عن اجساد مالكيها ومرصوصه داخل القبر بطريقه غريبه بينما شوهت وجوه تلك الرئوس ولكن جميعهم بنفس النمط..!!
عيونهم مقتلعه وتحشر بداخل افواهمم بينما الاورده وعروق الرقبه متدليه من اخر الرٱس ولازالت تنزف الدماء بغزاره..!!
خفق قلبها واخذت تتراجع عده خطوات للخلف بينما انفاسها تتثاقل ولكن. . . .
شعرت انها ارتطمت بشئ صلب جعلها تنتفض للأمام بينما وضعت يدها علي فمها تكتم صراخها..!! ثم التفت بفزع وبسرعه لتفقد وعيها بدون مقدمات فعيناها الانسيه لم تستطيع تحمل ما رأته امامها واعصابها اضعف من ان تتقبل وهل المنظر…!!
…
بعد مرور القليل من الوقت شعرت بألم يكاد يفتك برأسها بينما هي تحاول استجماع شتات عقلها وان تعتدل في جلستها لتتفقد اين هي واين غفت..!!
لتري انها اصبحت بداخل ذالك البيت الذي وقع بآخر المقابر وكانت ممده فوق الارضيه بوهن لتستعيد ذاكرتها وتتذكر ما رأته قبل فقدانها للوعي..!!
اغمضت عيناها برعب حين تذكرت ذلك الي كان يقف امامها بطوله المهيب فقد ضاعف طولها حيث ان رأسها كانت تصل لاول نصفه السفلي الذي كان نصف حصان حالك السواد و تلتف حول ارجله جنايز حديد معلق عليها رئوس بشريه شابهت تلك الذي تراصت بالقبر بينما نصفه العلوي كان بشري معادا رأسه فكان يملك رأس إبل ولكن ضخمه بطريقه بشعه وقرون طويله وانيابه مغلفه بالدماء حيث ظهرت اسنانه الضخمه التي لم يستطيع فكه إخفائها لضخامتها..!!!
اخذت ترتجف وهي تحتضن نفسها ولعنت اليوم والساعه الذي هدادها تفكيرها بهم الي هذا الحل..!!
كان هناك نافذه يغطيها بعض القش فوق الجدار المقابل لها مباشرهً والذي كان بدون فائدة حيث وصل لها اصوات صريخ تدوي في السماء بطريقه مرعبه..!!
لقد امتزج اصوات صريخهم بصوت زئيرٍ ما وتداخلت الرياح معهم ليصبحوا معزوفه اقرب لمعزوفه الموت..!!
تحاملت علي نفسها و اقتربت من النافذه بجسد مرتعش لعلها تستطيع معرفه من اين يأتي هذا الصراخ.. وقفت علي انمالها بسبب ارتفاع النافذه ثم ازاحت القش قليلاً وعيناها تحاول استبيان ماذا يحدث ولكن ما هي إلا لحظات وشهقت من المفاجأه وحاولت ان تكتم صراخها بيدها حتي لا يستمع لصوت صراخها..!!
بينما تتعالي اصوات الصريخ وجحظت عيناها مع وهل المنظر ..!!
لقد كان ذلك الذي ظهر لها يقوم بإقتلاع رئوس بعض البشر ولكن بطريقه جهنميه..!!
يحاوط رقبتهم بالاغلال الحديده المربوطه حول جسدها ثم يلتف حتي تصبح ارجله الخلفيه في مقابله وجوههم ثم يرفص جسدهم بقل ما اوتي من قوه ووحشيه بينما هو يتحرك للأمام بعنف فتتمزق الرأس وتنفصل عن باقي الجسد بينما الجسد يهوي بعيدها بدون رأس والرأس تظل معلقه حول جسده..!!
ولكنها صعقت حين رأته يقتلع اعين تلك الرأس بقل وحشيه بأنيابه ثم يضعها عنوه في فم البشري المقبل قبل ان يلف رقبته بالاغلال ويعيد نفس الكره..!!
وزاد الوضع سواءً حين رأت ان الاجساد تهوي علي حافه قبر مفتوح بينما تتصاعد منه ادخنه لا تعلم سببها ولكنها لاحظت تلك الانمال الطويله الفحميه ذو الاظافر شديده الطول التي تخرج من القبر لتسحب كل جسد منهم ثم تختفي مجدداً بداخله…!!.
هنا وفقدت السيطره علي اعصابها وشعرت انها ستتقيئ يا اما تستسلم لتلك الدوامه التي تسحبها لعالم اللاوعي..!!
تراجعت عن النافذه بخطي مرتعشه والتفت وهي تنوي ان تفر هاربة اين كان الثمن فمصيرها لا تريده ان يكون الموت بتلك القسوه..!!
ولكنها حين التفت صرخت برعب وانهارت اعصابها فقد وجدت من يقف خلفها بجلباب طويل رمادي اللون ولكن رث وتغطيه ماده تشبه الشحوم.. !! بينما لحيته ناميه وشعره مشعت بطريقه مريبه..!!
كادت ان تصرخ مجدداً ولكنها صمتت حين فتح عينيه فجأه ونظر لها نظره ألجمتها بينما تحدث بصوت اشبه بالهمس المريب : ششش بلاش تصرخي وتعصبيه.. اصل عينيه علي راسك من اول ما عرف انك جايه
تلعثمت وهي تتحدث بصوت اشبه بالهمس حين فهمت ما يرمي إليه هذا الرجل وعلي من يتحدث: هوو.. هوو.. انت م.. ميــ ن؟!!
_: ورايا..
قالها متجاهلاً سؤالها واخد اول خطواته لتتردت هي باللحاق به ولكن اصوات الصريخ تعالت خلفها وتذكرت حديثه لتفر هاربه خلفه فلعل عنده الحل والمخرج لها..!!
تبعته الي ان وجدته يصل لفتحه بالارض بداخل البيت مغطاه بقطعه من الخشب.. ليزيحها ثم يهبط الدرج الذي ظهر عند اول تلك الفتحه لذالك السرداب المريب الذي تفوح منه رائحه رثه وتغلفه العتمه..!!
نزلت خلفه بخطي مرتعشه لتشعر بلين الارضيه من تحتها لتخفض رأسها وتحاول ان تستبين ماذا دعست تحت قدمها لتجد ذراع بشريه ممده من تحت التراب لتضح الصوره امامها وتلاحظ انها تقف فوق جثه حديثه الدفن..!!
لتشهق بصدمه وتنتفض من مكانها بعيداً عن ذلك المكان والتفت حتي تري ذلك الرجل ولكنه كان اختفي..!!
اخذت اول خطواتها مبتعده عن ذلك المكان ولكن بخطي مرتعشه وهي تلتفت حول نفسها بين كل لحظه ولحظه ما يقارب الثلاث مرات..!!
حتي وجدت ذلك الرجل يظهر فجأه من العدم امامها وكأنه خرج من مكاناً ما ثم ابتسم لها نصف ابتسمامه خبيثه لم تصل لعيناه ثم امرها ان تتبعه مجدداً…
تبعته حتي وصلت لغرفه اثاثها غريب ورائحتها مقززه حتي شعرت بالغثيان يهاجمها من تلك الرائحة..!!
يوجد حفره بالارض بها نار موقده ولكن دخانها كان حالك السواد وكانت رائحته هي التي تغلف المكان هكذا فنظرت لتلك الحرفه نظره عابره فبعد ما عاشته في هذا المكان كانت متأكده ان وقود تلك النار هي اشلاء بشريه..!!
وقد كان بالفعل..!! لتبتعد بنظرها عنها فوراً ومن ثم تتابع ذلك الذي ذهب وجلس خلف الحفره ثم نظر لها بنظرات مبهمه قبل ان يقول بنبرته الخبيثه التي لم ترتاح لها قد : ممم جايه عشان تأذي وانتي الي بتتأذي..!!
نظرت له بعدم فهم ولم ترتاح لما قاله : ها؟!.
انن.. انت بتقول ايه يا راجل انت؟
_: بقول الي كان وحصل وانتي غبيه بتتساقي له..!! بقول الي مستنيكي بعد ما تنجزي الي انتي مجبره عليه ومكانش بإختيارك. ..!
كانت كلماته غير مفهومه بالنسبه لها فقد ظنت انها تخاريف وليس لها معني ولكن فاجأها بما قال : اتجبرتي علي الاذيه لكن هتختاري اذيتك بنفسك عشان مش هتقدري علي العقاب الي هتتجبري عليه..!!
اجابته بنظره سخريه فقد ظنت انه فقد عقله ويهرتل بالحديث : انا مش فاهمه حاجه من الي انت بتقولوا ده..!! .. انا جايه عشا…
قاطعها مجدداً بحزم وعيناه تنظر لشئ ما خلفها وتجاهل سؤالها وكأنه لم يكن..!!
: الاعمال اربع انواع في عمل هوائي وعمل ترابي وعمل ناري وعمل مائي دول الاربع انواع الاساسيه وفي انواع فرعيه زي المأكول و المشروب والمرشوش والملبوس وغيرهم.. هتقدري تعملي انهي واحد فيهم؟!
لتجحظ عيناها هي فلم تكن تتوقع تلك المعلومات..!! : ااا.. يعني طب قولي كل واحد بيتعمل ازاي عشان اقدر اقرر..!
_: الاعمال الهوائيه دي بتبقي الاعمال المعلقه يعني ممكن تتربط في غصن شجره عشان الهواء كل ما يمر بها بيحفز السحر ويأذي المسحور اسرع …
انما الترابي بيدفن وغالباً بيبقا في المقابر عشان يبقا بعيد عن ايد الانس وحتي عن عيون الجن عشان يمنع تلاعبهم به..
والناري بيتحرق انما المائي بيترمي في مايه جاريه عشان كل ما المايه تعدي عليه يثبت مفعوله علي المسحور
وباقي الانواع علي ما اظن واضحه.. كدا انتي عرفتي المطلوب منك في كل واحد عايزك تقرري هتقدري تعملي انهي فيهم عشان متغلطيش وتتأذي..
نظرت له بنظرات مبهمه فهي لم تستطيع استبيان اذا كانت ما تراه في عيناه من نظرات شفقه احقيقه ام مجرد تهيؤات..!!
اخذت تفكر قليلاً حتي التمعت عيناها بفكره فقالت بحزم : هقدر اعمل المرشوش..
مد يده لها بكيس من قش ويلتف حوله خيط من حرير يعقد عده عقد بشكل معين ثم قال لها بينما عيناه لازالت علي شئ خلفها : الكيس ده فيه مبتغاهم.. نفذي في اسرع وقت عشان مستعجلين…
_: هما مين الي مستعجـ…
لم يعطي لها فرصه بل وقف ثم ضرب الارض بقوه عده مرات وبسرعه هسترييه وهو يصرخ بكلمات غير مفهومه لتجحظ عيناها حقاً وتشعر انه بالكاد قد فقد عقله ..!!
أبتعدت سريعاً عنه وهي تحاول الفرار والترجل من هذه الغرفة لتخرج مهروله لذلك السرداب في طريقها للسلم ولكنه اصوات صريخه تعالت من خلفها بينما هناك اصوات متداخله غليظه واصوات دق اجراس بسنفونيه جهنميه وتلك الاصوات ترتل ترانيم لم تفهمها هي ولكن اصواتهم الغامضه التي ترتل ثم تتبعها اصوات اخري ترتل ما قالوه واصوات صريخ ذلك الرجل يتعالي و الاجراس تدق بنظام ثم دق جرس تعلم رنته جيداً والذي كان يشير لإنتصاف الليل… !!
… لتزيد من سرعتها وهي تحاول الخروج من ذلك المنزل بأي طريقه وهي تحث نفسها علي عدم النظر خلفها مهما حدث..!!
………………
_Back to the present
_عـــوده للحـــــاضر
افاقت من شرودها علي دقات باب غرفتها الذي تبعتها دلوف والدتها وهي تهتف بها : جميله يا بتي في واحده برا بتقول انها زميلتك في الچامعه اسمها ملك…
لتظر لها بدهشه ممزوجه بإرتباك : ملك؟!!!…..
_: ايوا هي مستنياكي برا لو متعرفيهاش امشيها..!!
لتنهض من فوق الفراش بسرعه وهي تحاول التنفس لتهدأ من روعها واخذت تطمأن نفسها ان معامله والدتها كما هي ولم تتغير اذن ملك لم تقل شيئاً عن سيمرائيل الي الان ولكن هل سيدوم صمتها ؟!
: ااا.. لا عارفاها ..عارفها… انا هخرج لها حالاً اهو..
ثم هرولت للخارج قبل والدتها فهي لا تريد تركها بمفردها مع ملك حتي لا يوجد مجال للنقاش بينهم والتطرق لأحدايث في غني عنها..!!
استغربت والدتها حقاً من ارتباكها ونظرت لها بنظرات بمهمه بينما تردد في عقلها : هي مالها البت دي مش علي بعضها اكده ليه من ساعه ما سمعت اسم زميلتها..!!
ثم التوت شفتيها بعدم راحه: انا اصلا منيش مرتاحه للبت دي واصل وجلبي مقبوض اكده من ساعه ما دخلت مش عارفه ليه..!!
انا مينفعش اسيبهم لوحدهم اكده.. چميله بتي طيبه ويضحك عليها لازم اكون فايجه و واعيه للي بيوحصل ..!!
………………
دلفت لغرفه الاستقبال بخطي مهروله مرتبكه لتلقي اعينهم في نظره تحمل الكثير من المشاعر المتداخله ولكن تسيدها التوتر من الطرفين..!!
_: ااا… ملك!!.. اهلاً اتفضلي..
جلست بجانبها ثم اخذت تتباعها بأعين مستفهمه عن تلك الزياره المفاجأه..!!
: ااا.. انا كنت جايه يعني.. عشاانن ممم…
عشان يعني اطمن عليكي واتأسفلك عن اخر موقف حصل والله مكنش قصــ…
قاطعتها بنصف ابتسامه : ملك الموضوع انتهي وعلي ما اظن ان انا قولتلك كدا من واحنا لسه في المستشفي .. يعني مفيش داعي نفتحه تاني..
: بجد؟!! طيب طمنتيني.. ده انا كنت مدايقه من نفسي اوي ومكنتش هرتاح غير لما اتأكد انك سامحتيني…
نصف ابتسامه متصنعه لم تصل لعينيها تبعت تلك الكلمات..
اومأت لها جميله بمجامله فالوضع مربك حقاً وما ادهشها هو محاوله ملك للنظر في جميع انحاء البيت بطريقه غريبه ثم هتفت بينما عينيها تجول خارج غرفه والاستقبال : الا آآآآ قوليلي يا جميله هي اوضتك الي هناك دي؟!
قالتها بينما تشير بعينيها للغرفه التي ترجلت منها جميله منذ قليل فقد مالت بجزعها حتي رأت باب الغرفه من خارج غرفه الاستقبال …
نظرت لها جميله بإندهاش وعقدت حاجبيها بدون فهم : اه بس اشمعنا؟!…
وجدتها تنهض حازمه بل وتجذبها من يدها: طب يلا تعالي نقعد فيها… اصلل ااا.. يعني اقصد عشان نبقا واخدين راحتنا يعني..
_: طيب ما احنا قاعدين اهو ايه المشكله؟!
مفيش حد هنا في البيت غير انا وماما وبابا برا في الشغل يعني اقعدي براحتك..!!
_: لاا مااا هو يعني هناك احلي…
اصل.. اصل انا عايزه اشوف اوضتك.. تعالي بقا
جذبتها من يدها بعنف استغربته جميله وتألمت منه لتنهض علي، عجله وتشعر انها تهرول في مشيتها باتجاه غرفتها اثر قبضه ملك فوق معصمها والذي تسحبها منه بعنف بإتجاه غرفتها..!!
فور خروجهم بهذا المنظر اندهشت عفاف الذي كانت تقف تتابع ما يحدث بينهم من علي بعد لكي تطمأن علي جميله ولكن حركات ملك المريبه تلك اربكتها وجعلتها تشعر بعدم راحه..!!
فور دخولهم الغرفه اغلقت ملك الباب خلفها ثم اخذت تتفقد الفرفه بأعين جاحظه وجميله تفرك معصمها بألم اثر قبضتها فوقه ثم رفعت عينها لها وقد طفح بها الكيل من تلك التصرفات الغربيه فهتفت بها بغضب مكتوم : ملك لو سمحت فهميني ايه الي بيحصل؟!!
انتي جايه هنا ليه؟! وازاي عرفتي عنواني اصلا وانا عمري ما قولته ليكي؟!!!
فهميني انتي عايزه ايه وبتعملي كدا ليه؟!
كادت تحترق لسؤالها لماذا لم تسأل عن سيمرائيل او تتحدث عنه فهذا الموضوع فاجئها حقاً ولكن فضلت ان تكتم ذلك بداخلها وظنت انها تناست الموضوع ولا تريد تذكيرها به..!!
اجابتها بلوم مصطنع: بقا كدا يا جميله؟! يعني مش مرحبه بيا في بيتك وبتطرديني .. انا كل نيتي اني كنت اطمن عليكي..!! غلطت في ايه انا ها؟!…
ارتبكت نظراتها قليلاً فهتهت بصوت اهدئ
: ااا.. انا مش قص.. يعني انا مش قصدي حاجه بس بصراحه استغربت..!! مش فاهمه بردو انتي عرفتي عنوان بيتي ازاي..!!
_: انتي الي قولتليلي…
_: انا؟!!! سألتها بصدمه فهي متأكده انها لم تقل شيئاً كهذا..!!
_: ايوا انتي.. انتي بس تلاقيكي مش فاكره
عقدت حاجبيها بعدم اقتناع قائله بعدم اكتراث : يمكن..!!
ثم اردفت مغيره مجري الحدث : علي العموم حصل خير يا ملك نورتي..
ابتسمت لها ابتسامه هادئة ولكن لم تعلم جميله لماذا لم تشعر بعدم الراحه من تلك الابتسامة..!!
شعرت وكأنها ابتسامه شيطانية تشابه الستائر التي تخفي خلفها ما يحدث خلف الكواليس .!!
_: معلش بس ممكن تجيبيلي كوبايه مايه؟!
افاقت من شرودها علي كلمات ملك التي قالتها بلطف فأمائت لها جميله وهي تنفض تلك الافكار من ذهنها ثم توجهت للخارج بينما تركت ملك خلفها تقف في منتصف الغرفه تتابعها بأعين لامعه لتسرع بإغلاق الباب فور اختفائها من امامها ثم دست يدها بحقيبه يدها حتي جذبت كيس من القش ملفوف بخيط حرير يعقد به عده عقد بشكل معين ثم اخذت تفك تلك العقد وتنثر الماده الحمراء التي كانت باللون الدم ولكن تشابه في نعومتها بهارات الطعام …!!
ولم تتوقف عن ترتيل بعض الجمل الذي يصعب فهمها ولكنها حاولت تذكرها جيداً فكانت مكتوبه علي ورقه مطويه مع ذلك الكيس الصغير ففهمت ان عليها حفظها وترتيلها حين قيامها برش العمل..!!
” حيانوش الموت يحضرر…. حيانوش الدم …حيانوش الالم.. حيانوش التعذيب.. احضروا يا اهل الجحيم… احضروا … افتحوا ابواب الجحيم واحضرواا.. حيانوش احضرواااا”
………………
دوت ضحكتها الخبيثه في ارجاء المكان بصخب بينما تتابعها تلك العيون الناريه من خلف الرداء الذي يطابق سواد الليل المعتم..!!
_: مش قادره اصدق..!!
خلاص كل حاجه اتحققت وكلها مسأله وقت واخلص منها ..!! ما بقاش فيه فرصه لإنقاذها..!
ثم تابعت بأعين لامعه وخبث ماكر ونبره سخري: وكل ده منغير ما الامير الولهان يمسك عليا حاجه!!
ثم التفت لذلك الذي يتابعها بنصر وفخر بينما دوت ضحكتها مره اخري بخبث
: تعرف ان في جمله حلوه اوي عند البشر بتقولك ان ” أعظم خدعها مارسها الشيطان انه اقنع العالم انه ليس موجود فعلاً ”
وانت مش اي شيطان ده انت منفيت..!!
زادت ابتسامه بعنجه وغرور غير طبيعي فتلك من عادات الشيطان وهو حب التبجيل والتعظيم به..!!
لتتابع : انا كنت متأكده انك الوحيد الي هتقدر تساعدني وفعلاً وسوست للأنسيه ملك وحولتها لبني ادمه تانيه خالص مش بتسمع نفسها بس بتشمي ورا وسوسه الشيطان.. !!
لتردف تلك الجنيه الملازمه لسرايا بنبره متشفيه ساخره : علي ما اظن ده كان سهل اوي خصوصاً انها مكنتش مواظبه علي فروضها ولا قريبه من دينها وبتهتم بيه وكمان مش علي وضوء وكل ده سهل المدخل لخلايا ذهنها بالنسبه لمنفيت وساعده كتير انه يوسوس لها ويغير نواياها من نحيه الي بتُدعي جميله وكمان سهل انه ييسرلها طريق الاذيه عشان يبقا هو الحل الامثل قدامها انها تاخد بيه حقها ..!!
لتتابعها سرايا بفخر ونظره انتصار حين قالت بعنجه وغرور : بس بردو اتفاقي مع ميمون ساحر الجان انه يأمر ساحر الانس بتجهيز اقوي واعتي الاعمال وكمان تكليف خدام الحيانوش لتنفيذ السحر فرق كتير اكيد .. كلها مسأله وقت وهتدمر..!!!
واخيراً نطق صاحب الابتسامه اللعينه : احذري ان لو مجاليش حقي..
ثم تابع بنظره جهنميه : هاخده منك انتي..
تلعثمت سرايا قائله بنبره حاولت جعلها ثابته فهي تعلم ان جميع قواها تلك تستمدها من الشيطان فما بالك بقوه الشيطان نفسه..!!
: ااا.. اكيد انا عند وعدي..
انا نفذت اول جزء منه وفعلا ادتيك مبتغاك من انسياق الانس لوسوستك عشان ترضي غرورك .. وعدتك ان ملك هتكون انسب واحده لدا وفعلاً مشت ورا وسوستك ورضت غرورك
ولسه عند وعدي التاني..
أظلمت عيناه وابتلعت غصه مريره بحلقها : انا ما بقاش يهمني غير… غير اني اشرب من دم الانسيه وبس..!!
انماا ااا.. انما سيمرائيل روحه ليك وده وعد…
لتزداد ابتسامته بتوعد ورضا في حين تضخمت انيابه شهوةً لتجرع تلك الدماء التي كان يتمناها منذ زمن..
ولكنها تابعت تلك الابتسامة بإضطراب وهناك شعور قوي بداخلها متردد لذلك الثأر فهي لازالت تتأثر به وهي تعلم هذا وان لم تظهر تلك الانسيه بحياته كانت لن تتركه الا وهي تملكه ولكنه فضل تلك الانسيه عليها..!!
وفور تذكرها ذلك نفضت كل تلك الافكار من ذهنها والتمعت عيناها بالحقد والغيظ لمعه داميه تشير لهلاك قادم..!!
ولكن اي هلاك ولمن ؟!…
هذا ما ينبغي ترقبه..!!
………………
فتحت البراد و وقفت امامه ثم رفعت انمالها حتي تلتقط زجاجه مياه ولكن توقف ذراعها في نصف الطريق حين هاجمها ذلك الالم الرهيب الذي فتك برأسها لدرجه جعلتها تغمض عينها وتخر علي ركبتيها بينما تضع يدها فوق اذنيها وتضغط عليهم بشده من الألم.. !!
ظلت هكذا ما يقارب حوالي الدقيقتين وهي لا تستطيع حتي ان تطلب والدتها لمساعدتها..!!
خف الالم قليلاً ولكنه لازال موجود حتي انها كانت تلهث وكأنها خرجت من سباق للتوها.. !!
تمسكت بالاثاث حولها وهي تحاول البحث عن والدتها ولكنها لم تجدها ولم تستطيع ان تطلبها فهي لا تشعر بقدرتها علي اخراج الكلام من بين شفتيها..!!
استقربت المسافه للمرحاض عن ذهابها لغرفه والدتها حتي تبحث عنها هناك.. فذهبت للرمحاض ثم استندت علي الحوض بكلتا يدها وهي تحارب تلك الالام البغيضه ثم مدت يدها تفتح صنبور المياه حتي تغسل وجهها ببعض من الماء البارد لعلها تتحسن..!!
مدت اناملها لتلتمس المياه ولكنها شهقت بفزع وجذبت يدها سريعاً حين وجدت المياه ساخنه لدرجه انها تغلي ولكن لا يوجد لها بخار..!!
تأكدت انها تفتح الصنبور بإتجاه المياه البارده ولكن المياه لازالت تغلي..!!
شعرت بعدم وجود قدره قدمها علي التحمل فأستندت علي حافه حوض الاستحمام ثم جلست بوهن واخفضت رأسها بينما تشد فوق اعينها فألألم عاد للتزايد..!!
شعرت بشئ بارد يلامس قدمها فقد دلفت للمرحاض حافيه القدمين ولم تهتم إلا لألمها..
فتحت عينيها لتري سيل من الدماء يتدفق حول قدمها ولكنه ليس منها..!!
رفعت عيناها تتابع خط الدماء الذي سار علي طول ارضيه المرحاض ارتفاعاً بالجدار حتي وصل للسقف فنظرت فوق للسقف لتري ان الدماء تقطر منه لتنهض سريعاً في فزع ولكن ذلك الدوار جعل توازنها يختل وتتلعثم خطواتها فاستندت بيدها فوق الجدار بجانبها حتي لا تهوي فوق الارض ولكنها وجدت البروده تغلف كف يدها لتنظر له وتري، ان الدماء تتدفق من بين فواصل ” سيراميك” المرحاض لتغلف كف يدها بالكامل..!!
فزعت بشده وابعدت يدها بينما حاولت الصراخ ولكن شعرت انها فقد صوتها بل وهناك ما يلتف حول رقبتها وكأنها تشنق..!!
اخذت تتجه بخطوات وهنه بإتجاه الباب لتلمح في المرآه المعلقه فوق الحوض كيان يختفي تحت ملحفه سوداء ولا يظهر منه الا عيون قطه شديدي الحمره..!!
رأته في المرآه يقف عند حوض الاستحمام مكان ما كانت تجلس لتنظر للمكان بسرعه وفزع ولكنها لم تري شئ…!!
بعد مرور القليل من الوقت سمعت صوته ينادي عليها من بعيد.. ثم اخذ صوته يقترب حتي شعرت بعده خبطات رقيقه فوق وجنتيها لتفتح عينيها بوهن وبطئ حتي تضح الصوره امامها وتجده جاثي فوق ركبتيه بجانب فراشها بينما تمدت هي فوقه ويده تملس فوق شعرها بنعومه بينما يده الاخري تربت فوق وجنتيها برقه..
حين استعادت وعيها وتمالكت اعصابها لم تجد لأفراغ ألمها سبيلاً الا بين ضلوعه..!!
لتنهمر دموعها بينما القت نفسها بداخل احضانه وتشبثت بكتفيه وكأنها تتشبث بطوق نجاتها..!!
طوقها هو وضمها له بلهفه ثم ابتعد عنها محيطاً وجهها بيده ولايزال يجثو فوق ركبتيه امامها..
_: اهدي يا عمري وبلاش عياط.. لازم تفوقي بسرعه معدش قدامنا وقت..!!
قالها بلهفه ونظرات زائغه قلقه والتي كانت غريبه عليها فهي لأول مره تراها بعينيه..!!
اخذ يمسح دموعها برقه وهو يحاول التقاط انفاسه فعليه ان يهدأ حتي لا يفزعها و يهون عليها الاوقات القادمه الذي يعرف اشد المعرفه انها ليست بالهينه..!!
يحاول اخفاء توتره وقلقه حتي لا يربكها ويطمأنها قدر المستطاع .. بينما نظرت له هي بعيون باكيه وعقدت حاجبيها بعدم فهم لتقول بتلعثم
: مع… معدش و.. وقت لأيه؟!!
ابتلع غصه بحلقه وهو يحاول انتقاء كلماته فهو يخشي صدمتها : جميله انتي عارفه اني بحبك صح؟!!
امائت له بنظرات مرتبكه متلهفه ليتابع هو : بتثقي فيا؟!
امائت له مره اخري ليتابع هو بتنهيده حاره : طيب عايزك تعملي الي هقولك عليه منغير اسأله وتنفذيه بالحرف ..
ثم تابع بحزم : لازم تهدي وتنظمي تنفسك.. مش عايزك تفكري في اي حاجه ومتحاوليش تقاومي عشان متتعبيش
_: هوو.. هو في ايـ هه؟!
قالتها بصوت مرتعش خائف بينما شعرت بأن اعصابها بدأت ترتجف بداخل جسدها
_: جميله مفيش وقت افهمك بس اوعي تخافي مني .. لازم تنفذي الي قولتك عليه بالحرف .. اوعي تقاومي يا حبيبتي عشان متتأذيش .. انا اسف.. مقدرش الحقك المرادي ..
انا اسف .. ولو معملتش كدا مش هقدر اكون معاكي بعد كدا … انا كنـ
قطع كلماته حين اغمض عينيه بسرعه ورفع رأسه للاعلي بينما اخذ نفساً عميقاً وكأنه يستنشق كل الاكسجين الموجود بالغرفه قبل ان يقف ناهضاً بلهفه ويجذبها حتي تقف امامه بسرعه ولكنها ارتبكت من حركته المضطربه ثم ما جعلها ترتعد حقاً حين احاط وجهها بيده واخذ يتحدث بسرعه ولهفه وفي حاله توتر وقلق لم تراه بهم من قبل..!!
_: جميله بسرعه جايين … قربوا اوي يا جميله …
جايين عشان ياخدوكي مني .. انا كنت بحاول الحقهم.. حاولت بس ملحقتش انا اسف..
فتحوا الطريق ليكي ودلوقتي جايين … انا حاسس بيهم قريبين اوي.. !!
بدأت تنتحب ودموعها تهبط بخوف وارتباك وهي لا تعلم ما الذي يتحدث عنه او ماذا يجب عليها فعله ولكن كلماته زادتها ارتباك ولكن ما صعقها حقاً هي رؤيه الألم والأسف في عينيه بينما يهز رأسه بوهن ويقول بنبره متألمه تسحق القلب
: انا اسف يا جميله انا عارف اني هوجعك بس غصب عني.. غصب عني يا حبيبتي بس لازم اعمل كدا..!!
اوعي يا جميله تخافي مني..!! انا عمري ما هأذيكي انا بحبك…
لم تستطيع منع هبوط دموعها بينما تنظر له بعدم فهم ولكنها تصلبت مكانها اللحظه التاليه حين شعرت بذلك الشعور المؤلم الذي شعرت به بأول مره تعرفت عليه. .!!
لقد اختفي من امامها وشعرت وكأن اغلال حديده تلتف حول جميع اعصابها بداخل جسدها وتشد فوقها حتي اعتصرتها ، بينما تشعر بتثاقل انفاسها وهبوط قلبها لترفع رأسها للسماء محاوله ان تأخذ من الهواء ما يساندها علي استئناف الحياه ففتحت فمها علي وسعه بينما تصدر شهقات كتلك التي يشهقها البشر حين اتقلاع ارواحهم ..وزاد علي هذا انقلاب عيناها لتتحول للأسود الفحمي وفي اللحظه التاليه وقعت علي الارض متكوره حول نفسها وجسدها اخذ ينتفض بتشنجات استمرت لدقيقه قبل ان يتوقف جسدها فجأه عن الارتجاف ويسكن بوهن فوق الارضيه ثم فجأه وبدون مقدمات نهضت من مكانها كالرجل الآلي ثم توجهت لتأخذ حجاباً لها حتي تربطه فوق رأسها بآليه شديده ومن ثم هرولت خارج غرفتها وعيناها مثبته فوق باب المنزل لا ترمش ولو للحظه..
بينما تعالي صوت والدتها من خلفها بخوف واستغراب فقد انهت صلاتها للتو وكانت تنوي استكشاف لماذا دوي صوت اغلاق الباب منذ عده دقائق اثناء صلاتها فقد كان لم يمر علي مغادره ملك وفقدان جميله للوعي الا دقائق معدوده فقد حرس سيمرائيل علي استغلال المتبقي من الوقت بأسرع ما يمكن ولكنها بالتأكيد لم تري كل هذا فقد كانت خاشعه لربها تسجد له وتناجيه..
ولكن ما افزعها حقاً وجعلها تهرول خارج منزلها حين رأت جميله تهرول خارج البيت بثيابها المنزليه وبحجاب ملفوف بعشوائية ولا تستمتع لأي من صراخها بها..!!
كان بها شئ غريب لا تعرف ما هو ولكنها كانت كالصنم ولكن صنم متحرك..!! او يمكن ان تكون اقرب للإنسان الالي..!!
هرولت خلفها فوق الدرج بينما تصرخ بها ان تتوقف بقلب يكاد يقف من فرط خوفه عليها ولكنها كانت تهبط الدرج بسرعه لم تراها عليها من قبل..!!
وصلت لبوابه المنزل الخارجيه و فتحتها ثم اخذت تهرول بالشارع و والدتها خلفها تصرخ بها ان تتوقف حتي انتبح صوتها ولكنها لم تتوقف..!!
وصلت لمنتصف الطريق حتي رأت ملك علي الجهه الاخري من الطريق تقف وتنظر لجميله بهدهشه من بين السيارات المسرعه لتظنهم تشاجروا وجميله تحاول اللحاق بها حتي تصلح الامر فهتفت بها بصوت مضطرب : چميله ارچعي يا بتي وكل حاچه هتبجا تمام متخافيش..
ياما بيوحصل بين الصحاب وكل مشكله وليها حل…
حاسبي العربيات يا چميله وتعالــ…
ججمميييلللللهههه آآآآآآآآآآه بتتتيييي…
قالتها حين هرولت جميله لتقف في منتصف الطريق في مواجهه شاحنه عملاقه من الذي تنقل الشحنات الضخمه للمصانع فأمتزجت اصوات ابواقها العاليه مع اصوات صريخ والدتها المتألم بكسره وحسره علي فلذه كبدها قبل ان تقع مغشيه عليها بعدم قدره علي تحمل ذلك المنظر الابشع علي الاطلاق…..
………………
_” وكما اعتدنا : ما ورد من معلومات عن انواع السحر فهي معلومات صحيحة ومثبته علمياً ”
………………
سؤالاً لك عزيزي القارئ..
انظر حولك الان ماذا ستري؟!
بعض الاثاث المتراص بنظام وربما يغلفه العتمه الان فقد فضلت العزله عن الجميع والدلوف لعالمك الخاص اليس كذلك؟!
ولكني اعتذر لك علي فشل خطتك فأنت لم تنعزل عن الجميع .. هناك من يحاوطوك الان ويشاركوك عزلتك .. هناك من يجلس بجانبك الان يتنفس انفاسك بينما انت مغيب كالابله في بحور اليقظه..!!
الم اقل انك ان الاحلام اصحبت اقرب للواقعيه عن الحياه الفعليه؟!
والان اغمض عيناك وتنفس.. فقد لاحظوا انشغال تفكيرك بهم وهم الان سيشرعون ببعض الألاعيب حتي يتسيدوا جميع خلايا ذهنك لذا احذر ان تفقد السيطره فإن حدث رد الفعل سيكون قاسياً علي جنسك البشري. . .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق امير الجان)