روايات

رواية الصندوق الفصل الحادي والستون 61 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الحادي والستون 61 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت الحادي والستون

رواية الصندوق الجزء الحادي والستون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الحادية والستون

#الجميع_في_الانتظار
تعجبت كاريمان و سألته قائلة : مُنادي ماذا ؟! سينادي علي منْ؟!
سالم : أفكر في عمل شئ سيفيدنا من جانبين: سنعلن عن مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات صحيحة عن مكان الرجلين الذين نبحث عنهما، ذلك الذي استدرج إيفان و هذا سنعلق صورته في كل مكان في البلدة أما الاخر فسنقول أن هناك شخص آخر كان بصحبة المحقق و لابد أن الناس يعرفونه أو شاهدوه من قبل !!
كاريمان بقلق : هل سنصل لشئ برأيك ؟!!
سالم : و لم لا ؟! أنا متفائل فإن كان الأول الذي اصطحب إيفان من اهل البلدة و قد تعَّرف عليه أحدهم و قال لكِ عنه حتي وصلتي للمحقق فلم لا يكون الثاني مثله ؟! إن وصلنا لأي منهما فذلك يعني اقتراب وقوع المحقق و حفيظة في الفخ الذي نصباه لكما !!
كاريمان : و ما الفائدة الأخري لفكرة المُنادي ؟!
سالم : سيعرف كل أهل البلدة أننا وصلنا للمجرمين الذين نفذوا و اتي الدور علي من خطط لهم !! و بهذا سيفهم الجميع أن ما رأوه كان مجرد فخ !!
امتعضت كاريمان عند ذكر هذه الليلة و ما حدث فيها و قالت بضيق : هل تريد إزالة ما حدث من داخل عقول الجميع بتلك الطريقة ؟!
سالم : نعم .. هذا الجزء الأهم!!
كاريمان : بالنسبة لمن ؟! لي ؟! أم لك ؟!
تأوه سالم لانه يفهم أنه الان يلمس جراحها و الألم بدي علي وجهها جلياً فقال: سأقص عليكِ قصة صغيرة كي تفهمينني
كاريمان : و أنا أحب القصص !!
أمسك بيديها و قال لها : كان لرجل بستان غاية في الجمال، يجمع وروداً و أزهار من كافة الأشكال و الروائح و الألوان، في وسطه كانت هناك زهرة بيضاء فريدة في وجودها و رائحتها و شكلها، جلبها من بلد بعيدة و حافظ عليها طوال رحلته حتي تبقي حية و لا تموت !! زرعها في المنتصف و اهتم بها اهتماما خاصا و ذات يوم جاء السارقون و هجموا علي البستان و خطوا بأقدامهم الدنسة فوق الورود و الزروع، قطفوا الثمار و اعتدوا علي جمال و ترتيب المكان ثم مضوا !! ثم جاء الرجل و مع أول خطواته نظر لوردته النقية البيضاء فوجد الاقدام قد دنستها و لوثت لونها الأبيض الصافي بالطين !! هل يتركها هكذا ؟! هل تتغير قيمتها بالنسبة له ؟! لا بل علي العكس لم يفرط بها بل أخذها و أزال الأوراق التي ماتت و تلوثت و غسلها بالماء ثم دفن غصنها الضعيف من جديد في الأرض و ظل يسقيها و يرعاها حتي صحت و نمت و أصبحت أجمل مما كانت !!
نظرت له كاريمان بابتسامة و قالت: لعله فعل هكذا منذ اللحظة الأولي بدلا من تركها حتي يزول تشوش رأسه !!
سالم : ليتنا مثاليون كي لا نخطئ أو نتزعزع يا أميرة !!
كاريمان : هل تتذكر كلماتي التي قلتها عنك عندما كنا علي الشاطئ بالإسكندرية؟!
سالم : نعم .. لا أنسي كلماتك كي أتذكرها في لحظات الجفاف بيننا !!
نظرت كاريمان لقبضة يديه علي يديها و قالت : اذن أنت تعرف ما سأقول ؟!
سالم : في الغالب ستمتدحينني ؟!
كاريمان : نعم .. أنت فريد في اقرارك بالخطأ، جميل أن يتراجع الانسان و لا يكابر بعناد من اجل ذاته!!
سالم : هل تعرفين من السبب في هذا ؟!
كاريمان : من ؟!
سالم : أمي .. السيدة بثينة !!
كاريمان : ليس غريباً فما أنت عليه هو نقش صنعته يداها في داخلك منذ الصغر !!
سالم : نعم .. هي فاضلة و منصفة فقد وقفت إلي جانبك في تلك القضية بالرغم من تحفظها علي خطوة زواجنا !!
كاريمان : نعم .. أعلم ذلك لكن دعني أقول لك أنها أحسنت صنعاً فيما زرعته بك و أنا أتعلم منك كيف لا أضل عن طريقي بالكبرياء !!
وصل الحنطور إلي مكان منزل عزيز فتوقفت الخيول و نزل جميعهم أمام المنزل..
____________بقلم elham abdoo
عملت سيمون في المنصورة كمعلمة لغة فرنسية في مدرسة للفتيات و اندمجت سريعاً مع فريق المعلمين و المعلمات بالمدرسة، منذ أن بدأت بالعمل اعتادت في طريق عودتها للمنزل علي الذهاب للسوق و المرور بين الفاترينات بواجهات المحلات و تفقد الأثواب و الأحذية !! في داخلها رغبة شديدة لاقتناء اثواب عديدة و التأنق بأحدها في كل صباح !! لكن كيف يتحقق هذا مع راتب زهيد تتقاضاه من عملها !! لامت في عقلها ما فعله إيفان مع كاريمان فبعقله الذي تقبع به العقد هذا، أضاع عليهما فرصة لا تتكرر بالانضمام لعائلة ثرية مثل عائلة الراعي !!
و مع تلك الامكانات المحدودة كانت تشتري ما تستطيع من تلك الأغراض و اليوم اشترت ثوباً بلون أحمر لطيف و عادت في سعادة للمنزل فوجدت ضيفاً جالساً علي الأريكة، شابا في مثل عمر أخيها وسيم و أنيق يرتدي بذلة رمادية فاخرة مصنوعة من قماش غالي الثمن و في قدمه حذاء لا يقل عن مستوي بذلته!! ربما هذا طبيب بالمبرة يعمل مع أخيها !!
ألقت التحية فوقف و صافحها بكل احترام ثم قال : أنا الطبيب منير فخر الدين طبيب بالمبرة
سيمون : أنا أيضا خمنت هكذا !! هل أخي دعاك و بالطبع يقف في المطبخ الان ليطهو؟!
ابتسم منير و قال: نعم .. هل أنت سيمون؟!
سيمون : نعم .. مدرسة لغة فرنسية بمدرسة الراهبات بشارع الجزيرة
منير : تشرفت بمعرفتك ..
خرج إيفان من المطبخ مرتديا المريول و رحب بأخته قائلا : أهلا سيمون .. اليوم ستتذوقان وجبة لذيذة من صنع يدي
سيمون : و انا تواقة كثيرا لذلك فأنا جائعة بالفعل !!
إيفان: بقي القليل و ستكون جاهزة .. هل تعَّرفتما؟!
منير : نعم .. تعارفنا
إيفان: و الآن ساعدونا في ترتيب المائدة فهنا ليس قصرك الذي به الخدم يقومون بذلك با منير و بالنسبة لسيمون فهذه المساهمة البسيطة قد تنسيني أنها لا تعرف بالطبخ سوي تقطيع الخضروات !! لمعت عيناي سيمون عندما تيقنت من حدثها فمنير طبيب ثري جلبته الصدفة أمامها و بالطبع لن تضيَّع الفرصة هباءاً دون محاولة !!
ضحك ثلاثتهم و بدأوا في ترتيب المائدة ..
________بقلم elham abdoo
دخل منصور بك و ثريا أولا ثم بعدهما دخلت كاريمان برفقة سالم أما بسمة فلم تجرؤ علي الدخول فبقيت في الخارج لا تعرف ماذا تنتظر!!
بعد دخولهم مروا علي الردهة الصغيرة فلم يجدوا أحداً فانتقلوا للبحث في الغرف فقابلتهم الغرفة الاولي ففتح منصور بك بابها و شاهد ابنه الوحيد جالس علي سريره و عندما سمع صوت الباب ينفتح التفت ناحية الصوت و سأل : من ؟!!
وقف الأربعة أمام الباب ينظرون بدهشة ما حدث لذلك الفتي الذي كانت نظراته الحادة تخرج من عينيه كبرق مخيف !!
ضاع كل واحد منهم في ذكرياته و مواقفه معه فجاءته الصورة الحالية كوهم او عبث !!
قلق عزيز من عدم الرد فكرَّر السؤال بخوف : من ؟!
تقَّدم والده عدة خطوات ثم وقف بجانب السرير مباشرةً و قال بحزن : أنا والدك .. منصور !!
فوجئ عزيز من سماع صوت أبيه و بينما كان يشعر بحاجته لعائلته في تلك الظروف لكن رؤية أبيه له في هذه الحالة جعلته يستاء فقال : كيف عرفت ؟! و كيف جئت إلي هنا ؟!
ربت منصور علي كتفه ثم جلس علي طرف السرير مقابله بعينين دامعتين و قال : لم آت وحدي بل معي شقيقتيك ثريا و كاريمان و أيضا سالم !!
ضحك عزيز بألم و قال : بالطبع لا أراكم و لكنني أشعر بالتأثر الذي علي وجوهكم من اجلي !! لا داعي لكل ذلك الأسي فسوف أعود لأنظر داخل بؤبؤ عيونكم من جديد و ستنسون تعاطفكم هذا عندما أضايقكم من جديد !!
لم تستطع كاريمان أن تمسك دموعها أكثر و لكنها حرصت علي ألا يخرج صوتها فحاول سالم تهدئتها و اصطحبها للخارج قليلا ..
أما ثريا فاقتربت اليه و وضعت يديها ع كتفه ثم قالت : بالطبع يا أخي ستعود كما كنت، نحن واثقون من ذلك و جئنا فقط للاطمئنان عليك
عزيز : نعم .. سأعود و قريبا !!
منصور بك : من الذي فعل بك هذا ؟!
ابتسم عزيز و قال : و هل هذا يحتاج توقع ؟!
منصور بك : حفيظة !!
عزيز : نعم ..
ثريا : و كيف علمت ؟!
عزيز : من أحد مصادرها الموثوقة!!
منصور بك : تلك المرأة أفعالها زادت عن الحد !! كيف تفعل بنا كل هذا ؟! هل تعاقبك بعد كل ما فعلت بأختك !! ألم يكفها كل ما حدث لتزيد عليه ايصالك لهذه الحالة ؟!!
عزيز : لا تقلق يا أبي .. سأرد لها كل ما فعلت الصاع صاعين و لكن أولا سأخرج مما أنا عليه الآن
منصور بك : لا .. لن ندخل معها في متاهات من جديد، ليس هذا هو الحل .. ابتعد عن كل تلك الطرق الملتوية يا بني، يكفي ما حدث !!
ثريا : و لكن كيف سنضع حداً لحفيظة و نحاسبها علي كل ما فعلت ؟!
منصور بك : باظهار الحقيقة فلو اظهرنا ما فعلته بأختك فستتم محاكمتها ووقتها نستطيع مقاضاتها بشأن عزيز !!
ضحك عزيز بصوت مرتفع و قال : و هل إثبات أي شئ عليها ممكن ؟! تلك حية و ليس من السهل امساكها؟!
هل وصلتم لشئ حتي الآن؟!
منصور بك : وصل سالم للخادمة و اخيها اللذان وضعا لها ذلك المسحوق و نقلاها لمهدها دون أن تدري !! و لكنهما لا يعرفان اسم الرجل الذي طلب منهما تلك المهمة !!
ثريا : و الرجل الذي استدرج إيفان ثم نقله لبيت كاريمان اتضح انه كان يعمل مع المحقق الذي عيَّنته حفيظة لكنه مختفي و ليس له أي اثر !!
عزيز : هذا ليس غريباً فهي تحكم غلق ممرات الطرق جيداً !!
ثريا : ألا تعرف شئ عن معاوني ايلاريون؟! ربما ملاحظة صغيرة او تفصيلة غير مهمة تجعلنا نصل اليهما؟!!
عزيز : رأيت اثنين بالفعل معه و لكنني لا أعرف من هما ؟!
ثريا : توجد رسمة لذلك الذي استدرج إيفان لكنك ….
قطعت ثريا كلامها فقال عزيز : لن أستطيع التعرف عليه … أليس كذلك؟!
اقتربت منه ثريا و احتضنته بدموع و قالت : آسفة يا أخي، لم أقصد ذلك
عزيز بتأثر : أعرف ..
ثريا : ستكون بخير قريبا جدا و سنذهب معك لأمهر الأطباء كي يفحصون عينيك و يجدون العلاج
عزيز : أتمني أن أعود في أسرع وقت فالظلمة التي علقت بها قاتلة !!
منصور بك : لا تقلق يا بني، سنفعل كل ما بوسعنا و التوفيق بالله
عزيز : لا اسمع صوت كاريمان .. هل ذهبت مع سالم أم ماذا؟!
ثريا : هي بالخارج، سأذهب و أناديها لك ..
__________بقلم elham abdoo
جلس منير و إيفان و سيمون علي المائدة حيث اعدَّ إيفان نوع من السمك المشوي بالزبد و كانت رائحته الذكية تنبئ عن مذاقه الطيب
منير : منظر السمك مُشهي جداً يا صديقي !!
إيفان: لن تندم علي مجيئك معي !!
سيمون لمنير : بعد أن تتذوق، قل لنا بصراحة هل طعام أخي أفضل أم طعام زوجتك ؟!
نظر لها منير و قال : أنا غير متزوج و لكن طهي أمي و اختي طيب جداً
ابتسمت سيمون للخبر الجيد و قالت: أنا في وضع حرج أمامك فأنا لا أعرف الكثير عن الطهي !! هل تراني فاشلة ؟!
منير : لا .. ربما تكون المرأة في الخارج تتربي بشكل مختلف عن الشرق فالطهي هنا ضرورة تتعلمها الفتيات !!
تذوق منير السمك و أعجبه كثيرا فقال : هذا أطيب سمك مشوي تذوقته .. تحياتي لك يا صديقي !!
إيفان: شكرا لك . بالعافية
سيمون : انه لذيذ حقاً، في غياب أخي أنا أتضَّور جوعاً و أقتات علي أي طعام أجده!!
منير : ينبغي أن تتعلمي و لو بعض الأصناف البسيطة!!
سيمون: نعم .. اتفق معك !!
نظر لها إيفان واعياً لمغزاها فقال : عجيب !! اليوم يوم المعجزات !! لطالما طلبت منك التعلم و كنتِ ترفضين !!
سيمون: ألا يقولون أن لكل وقت آذان ؟!
ضحك إيفان و قال : قد أتي منير و جلب معه المعجزة
منير : انه لمن دواعي سروري
سيمون : سأبدأ من اليوم و سأعد لكما قهوة بعد انتهاء الطعام !!
إيفان بتعجب : ويحك !! هذه تضحية لا نستحقها !!
ضحك منير و تبعه الشقيقان !!
____________بقلم elham abdoo
جاءت كاريمان ووقفت بتردد علي الباب بعد أن تماسكت قليلا، اقتربت ثم جلست أمام عزيز و قالت بصوت ضعيف ظهرت في رناته بقايا الدموع : أخي !!
قال عزيز : هل تتركونا وحدنا قليلا من فضلكم
ثريا : نعم .. بالطبع
خرج منصور بك و ثريا و أغلقوا الباب ثم جلسوا في الردهة الصغيرة بجوار سالم ..
في الداخل نظرت كاريمان لعيني أخيها المفتوحتين بلا نور يدخلهما فدمعت من جديد !!
قال عزيز : هل تبكين من جديد لأجلي ؟!
كاريمان بصوت مبحوح : لا .. أنت ستكون بخير يا أخي قريبا جداً
بكي عزيز و قال لها : سامحيني يا أختي !! أنا تسببت لكِ في ألم عميق و الآن أنتِ واقعة في متاهة حفيظة و لا أعرف هل ستخرجين بشئ يذكر أم لا !!
بكت كاريمان و قالت: لا عليك يا أخي!! لا تفكر بأي شئ الآن سوي صحتك .. ابقِ معنوياتك مرتفعة و انسي كل ما مضي .. لا تقلق بشأني فسوف أثبت عليها ما فعلت بكل تأكيد إن شاء الله ..
عزيز و مازال يبكي : ما حدث كان صعباً جدا عليكِ و صدقتِ حين قلتِ لي أنني أسوأ أخ لأي انسان!! كنتِ محقة !!
احتضنته كاريمان و قالت : لا .. لم أقصد يا أخي، قد تكون مخطئ و تتصرف بتهور لكننا اخوة و الدم الذي يجري بداخلنا واحد .. لا تفكر بأي من هذا بل علينا أن نفكر في عرضك علي طبيب ماهر في تلك الأمور حتي يعود لك بصرك
عزيز : لا بل انتِ لا تتوقفي عن البحث عن الحقيقة و لا تضَّيعي الوقت أما بصري فسأبحث له عن طبيب فلا تقلقي !!
كاريمان : لن تبقي هنا فستأتِ لمنزلي في الحال، هل اشتريت ذلك المنزل لتبقي به كوحيد دون عائلة !!
عزيز : هل ستسامحينني علي ما فعلت بحقك ؟!
كاريمان : سامحتك بالأساس يا أخي و انتهي الأمر فأنا لا أتحمل رؤيتك هكذا!!
سقطت الدموع من عينيه من جديد فاحتضنته اخته و بكيا معاً ثم قالت لتقويه : الان قم معي كي نذهب، لن تبقي هنا لدقيقة واحدة
ابتسم لها عزيز و قال : حسناً …
__________بقلم elham abdoo
أما في الردهة فجلس منصور بك و ثريا بجوار عزيز حيث سيطر الحزن علس جلستهم حتي قال سالم : لا تحزنا هكذا فأنا أعرف طبيب ماهر بتلك الأمور و سأرسل له تلغراف ليأتي سريعاً من القاهرة ليري عزيز و يفحص حالته جيداً و يطمئننا ..
منصور بك : كنت أفكر أن أسافر به إلي المنصورة كي أريه لطبيب هناك لكنني لا أود ترك كاريمان في تلك الظروف
سالم : لا داعي يا بك فأنتم عدتم لهنا حديثاً و السفر مرهق لكم، كما قلت لكم أنا سأرسل لذلك الطبيب و هو جيد بتلك الأمور و لنري ما سيقول ؟!
خرج عزيز مع كاريمان من تلك الغرفة فقالت كاريمان : هيا بنا الي منزلنا فعزيز سيأتي معنا
منصور بك : بالطبع
عبروا الباب الخارجي للمنزل و بسمة مازالت متوقفة هناك دون حركة فسالها سالم : أنتِ مازلتِ هنا يا بسمة ؟!
بسمة : نعم ..
سمع عزيز صوتها فنظر بضيق و قال : اذهبي يا بسمة كما قلت لكِ
منصور بك : شكرا لكِ يا بسمة .. اذهبي أنتِ فعزيز سينتقل معنا و سنرعاه بأنفسنا
بسمة : حسنا ..
ذهبت بسمة و من بعدها جميعهم حتي عاد المنزل فارغاً من جديد !!
___________بقلم elham abdoo
ارتشف منير و إيفان من القهوة التي أعدتها سيمون التي لم تنتظر لثانية و قالت : هل أعجبتكما ؟!
منير : ليست سيئة !!
رفعت سيمون حاجبها و قالت : فقط !!
إيفان: تحتاجين لتعلم صنع القهوة أما بالنسبة للطعام فهيهات !!
ضحك الرجلان بينما نظرت لهما سيمون بضيق و قالت : أنا سريعة التعلم و لن أبقي نفسي مجال لسخريتكما هكذا !!
منير : هل تحددين موعد للمنافسة!!
سيمون بتردد : نعم و لكن ليس الآن، سأبدأ في التعلم ثم أخبرك كي تأتي مع والدتك و اختك لتقيموا الأصناف التي سأعدها!!
منير بتفاجؤ : عائلتي أيضاً ستنضم !!
سيمون : بالطبع !! لن أقبل برأي واحد أو اثنين !!
منير : علي الرحب و السعة وقتما تحددين !!
نظر لها إيفان نظرة ثاقبة و كأنما يقول لها بعينيه : أنا أفهم مبتغاكِ جيداً
وقف منير و استعد للانصراف و قال : أنا سأنصرف الان .. أشكركما علي ذلك الوقت اللطيف و أشكر صديقي من اجل تلك الوجبة اللذيذة و أتمني أن أشكر المودمازيل سيمون في المرة القادمة علي طعامها!!
سيمون : سيحدث !!
_________بقلم elham abdoo
حل المساء في مزرعة حفيظة هانم و علي مائدة العشاء جلست شفيقة و زوجها و أمامهما فاتن في انتظار قدوم حفيظة هانم !!
كانت المائدة مميزة و كأنها أعدت لاحتفال فهمس سلامة في اذن زوجته و قال : هل من مناسبة خاصة اليوم ؟!
شفيقة : لا علم لي .. سل ابنتك التي تجلس أمامنا كغريبة فربما تعرف !!
سلامة لفاتن : ابنتي .. هل هناك مناسبة اليوم ؟! لأنني أري مائدة فارهة اليوم !!
فاتن : نعم .. تم بيع عدد كبير من رؤوس المائدة اليوم و حققت ربحاً جيداً و خالتي تكافئ المجتهد كما تعلمون لذا فهي أعدت تلك المائدة علي شرف الباش مهندس كرم و دعت سعدون أيضا لانه عاونه حتي خرجا بتلك النتيجة الممتازة !!
نظر سلامة لزوجته و قال في اذنها من جديد : نحن هنا كأطرش في الزفة، لا نعي شئ و لا نعرف ماذا يحدث حتي اللحظة الأخيرة !! كرؤوس الماشية التي بيعت اليوم!!
شفيقة : لن يدوم ذلك طويلا فسأريك الليلة ما ينسيك ذلك التجاهل الذي يعاملوننا به !!
سلامة : أنا متشوق لذلك…
قطع سلامة كلامه بالصمت عندما رأي حفيظة قادمة حيث تقترب للمائدة ثم تجلس علي رأسها بتعاظم!!
قالت : ألم يأتِ الباشمهندس كرم و سعدون بعد !!
فاتن : لا ..
قبل أن تنهي جملتها انضم كرم و سعدون للعشاء
قال كرم : عذراً لتأخرنا..
حفيظة : لا داعي للاعتذار فتلك المائدة أعدت علي شرفكما !!
سعدون : شكرا لك يا حفيظة هانم
حفيظة : فلنبدأ بالطعام .. بالعافية للجميع ..
أثناء الطعام رمقت حفيظة اختها و زوجها بنظرات مختنقة كمن يسكت علي وضع مزعج بصعوبة !! أما فاتن فظلت تنظر لكرم باعجاب لاحظته حفيظة فقالت له : كرم .. متي ستتزوج اختك ؟!
أجاب كرم : في نهاية الاسبوع !!
حفيظة : مبارك ان شاء الله
كرم : آمل أن تحضرين و تشرفي حفل الزفاف البسيط في بلدتنا
حفيظة : بكل سرور لكنني سأعود بعد غد للمنصورة حيث قصري لان أعمالي هناك تراكمت فمنذ مجيئي هنا قبل سفري لأسوان لم أعود لهناك و شوكت يرسل لي خطاب تلو خطاب ليحثني علي المجئ !!
كرم : ليعينك الله يا فندم
حفيظة : سأرسل لكم تحياتي و باقة من الزهور مع هدية خاصة للعروس
كرم : شكرا لكِ سيدتي
فاتن بحماس : خالتي .. هل يمكنني الذهاب ؟!
حفيظة بروية: يمكنك يا حبيبتي فأنا أثق بكرم كثيراً سيصطحبك لهناك ثم يعيدك إلي هنا . أليس كذلك؟!
كرم : بكل سرور !!
نظرت شفيقة لزوجها و قالت بهمس : أرأيت ؟! ابنتي تطلب اذناً من خالتها أمامنا!!
سلامة: نعم.. اذن حان وقت الانتقام !!
شفيقة و هي تضغط علي السكين الذي بيدها : نعم !! حان الوقت !!
__________بقلم elham abdoo
هنا انتهي الفصل التاسع ليجد يوسف نفسه أمام فصل جديد بعنوان
١٠- المحطة الأخيرة
هنا تأوه يوسف و أيقن أن ذلك الفصل سيحمل أجوبة عديدة لكثير من التساؤلات التي بذهنه عن جميع شخصيات الرواية فازداد تشوقاً لكنه كالعادة نسي الوقت خلال استغراقه بالقراءة و الآن عليه النوم لأنه غداً هو يومه المميز حيث اطلاق العدد الأول من الصندوق
في الصباح ذهب للعمل و شاهد العدد الأول الذي قرأه كأنه ليس من كتبه و أعده بيديه مع السيد رؤوف و السيد أشرف حمدون !! أعجب جداً بالصورة التي خرج عليها العدد و رأي صدي جيد جداً علي موقع و صفحة الجريدة علي مواقع التواصل!!
قرأ تعليقات الناس و تشوقهم للعدد الجديد و لمعرفة ما ستحمله الأحداث ثم جلس يراقب ارتفاع اعداد الاعجابات و التعليقات و مشاركة العدد أو أجزاء منه..
جاء زملائه لتهنئته بذلك الصدي الكبير و النجاح المبكر و السريع ثم جاء السيد رؤوف و هنأه ثم شجعه للاستمرار بنفس النهج و الحماس لبناء علاقة جيدة مع الجمهور و المتفاعلين و الرد علي استفساراتهم..
لم يكن مصدقاً لما يحدث و كأنه داخل حلم حتي استقبل اتصالا عبر الإنترنت من صديقه علاء الذي اتصل ليهنئه أيضاً و يبلغه أن الاصداء جيدة هنا ايضاً و كثيرون متشوقون للعدد القادم !!
قال له يوسف : أنا سعيد جداً بالنجاح ده لكن كنت مستني فرحتي تكمل و ريم ترد عليا
علاء : هي لسه مردتش ؟!
يوسف : آه.. شكلها مش ناوية
علاء : و هتعمل ايه ؟!
يوسف : بفكر ابعت لها ورد علي بيتها او علي المرسم
علاء : اووووووبا .. رومانسية بقي و كده .. ده واضح أننا اتجرأنا اوووي !!
يوسف: المهم دلوقتي .. هتساعدني ؟!
علاء : طبعا .. عاوز تبعت ورد ايه و امتي ؟!
يوسف : بص .. عاوز بوكيه حكاية يوصلها .. خليه ورد أبيض و احمر مع بعض و ياريت النهارده يوصلها اول م تفتح المرسم كده
علاء : يا سيدي !! اشمعنا بقي احمر ف ابيض؟!
يوسف : مش عارف .. جه ف بالي بوكيه بالالوان دي !! حلو ؟!
علاء : أكيد .. اللون الأحمر لون الحب و الأبيض مش عارف بس هو بيحلي أي حاجه
يوسف: الله يطمنك
علاء : إن شاء الله هيعجبها و هيرجع المية لمجاريها
يوسف: إن شاء الله.. المهم لما يوصل ابعتلي
علاء : تمام يا صاحبي ..
____________بقلم elham abdoo
بعد انتهاء دوام يوسف عاد للسكن بعد أن سبقه رفيقاه و عندما فتح الباب وجدهما قد أعدا له احتفالا صغيراً بقالب من الحلوي، رقصا معه علي الاغنيات المصرية التي يحبها ثم تناولوا من قالب الحلوي بسعادة و بعدها ذهب كل منهم لسريره كي يستريح و بينما نام رفيقاه، ظل هو منتظراً لرسالة علاء حتي تصل مع أنها لازالت السادسة مساءا في مصر و بقي ساعة أو أكثر علي موعد المرسم !!
قرر العودة للكتاب و البدء في الفصل العاشر حتي تصله تلك الرسالة الموعودة!!
_________بقلم elham abdoo
جلس منصور بك مع أبنائه الثلاثة في حديقة منزل كاريمان و في يد كل واحد منهم كوب من الشاي كي يساعدهم علي مقاومة ذلك الطقس البارد ..
منصور بك : سالم اخبرني عن طبيب ماهر في أمور الابصار، سيراسله غداً بتلغراف ليحضر في اسرع وقت و يقوم بفحصك ..
عزيز : أتمني أن يقول كلاما جيدا
كاريمان : هل صحيح أن طبيب المبرة هنا أبلغك أنه لابد من جراحة ؟!
عزيز : نعم و نسبتها لا تتعدي ال خمسون بالمئة!!
ثريا : ضع أملك في الله
عزيز : رغم كل ما حدث بسببي و الدمار الذي احدثته، أشعر أن الله لن يتركني في هذا العقاب الشديد طويلاً
منصور بك : الله يرحم يا بني دائماً و أبداً
كاريمان : مازلت لا أعلم كيف فعلت حفيظة بك هكذا؟! و لمَ؟! ألم يكفها ما فعلت بي ؟!
عزيز : علمت ما بقي خفياً عليها و لذا لحقت بي و كانت تنوي معاقبتي مع ابنة اختها في المنصورة لكن ما حدث لي جعلها تكتفي و تذهب و تتركني !!
كاريمان : لن استريح الا عندما أراها في السجن تتلقي عقابها
تأوه عزيز و قال : هذا صعب قليلا !!
كاريمان : غداً سأذهب مع سالم لتقديم وهيبة و اخيها للمخفر و بعدها سننفذ أمر المنادي كي نحصل ع معلومات نكمل بها الطريق
ثريا : ليوفقكما الله يا اختي !!
عزيز : ما حدث لنا مؤخراً زعزعنا جميعاً و قلب حياتنا رأساً علي عقب، لم يبقي احد منا في حاله السابق بل كأن مطرقة عظيمة انهالت علي رأس كل واحد منا بقسوة شديدة !!
ثريا : نعم .. أنت محق !! لا أنكر أن ما حدث لكاريمان جعلني اتقوي لأجلها لكن غياب هدي يحرقني من الداخل كنار تأكلني رويداً رويداً !! لا أعلم أين هي ؟! ماذا تفعل الان ؟! هل تخطتني و نست أمها أم مازالت تسأل عني ؟! أموت كل يوم و لا أعرف كيف سأستمر هكذا ؟!!
كاريمان بتأثر : خرج ذئب من داخل فاضل !!
عزيز و قد تذكر سرقته لاخته فاستاء من داخله و قال : ليت الندم ينفع!! فربما يندم فاضل لحرمان ابنته من امها و لكن بعد فوات الأوان!!
منصور بك : لا أصدق أن عزيز هو من يتحدث !! خرج من داخلك شخصاً حكيماً !!
عزيز : شعور العجز الذي شعرت به، ظلام كثيف يحيط بي و ألم يعتصرني كلما تذكرت أن ما حدث لي لا يحق لي فيه إلا لوم ذاتي !!
ثريا: نعم ! أنا أيضا أتألم مثلك فما حدث لي تسببت به لنفسي و أصعب ما قد يختبر به المرء هو جلد ذاته !!
منصور بك : لنتخطي كل ذلك الألم و نفكر في حلول لان الندم و اللوم لا يغيران شيئاً
كاريمان : ستشرق الشمس علينا من جديد و ستنقشع الغيوم .. أنا أثق في ذلك !!
تأوهت ثريا بألم و قالت : يا ليت !!
__________________ بقلم elham abdoo
ذهبت الجميع للنوم في المزرعة و ساد الصمت في جميع الارجاء الا في غرفة شفيقة و سلامة فهناك جلس الاثنان علي كرسيين متقابلين و علي منضدة صغيرة اخرجت شفيقة ورقة من داخل ملابسها كانت قد حشتها في صدرها، بسطتها عليها و قالت بابتسامة : انظر يا سلامة إلي ذلك الكنز !! انظر و متع بصرك جيداً
لمعت عينا سلامة و قال : ما هذا ؟!
شفيقة : في اليوم الذي كنت أعبث فيه بأغراض حفيظة وجدت تلك الخريطة، نظرت بها في البداية فلم أفهم و لكنني بقيت طيلة الليلة احملق بها حتي فهمت ماذا تخص ؟!!
تسائل سلامة و هو ينظر لرسم توضيحي يخص مبني كبير متعدد الغرف و الممرات و بجانبه رسم آخر صغير و قال : هل تلك هي المزرعة ؟!
شفيقة : ظننت هذا في البداية و لكن عندما تدقق النظر ستجد أن الرسم غير مطابقة لهيئة مباني المزرعة أو حجراتها !! انظر !!
سلامة : اذن ماذا تخص ؟!
شفيقة : هل تتذكر زيارتنا لقصر الهانم شقيقتي فيما مضي ؟!
اتسع بؤبؤ عيني سلامة و قال : هل تقصدين أن تلك الخريطة هي للقصر الذي بالمنصورة نفسها ؟!
ابتسمت شفيقة و قالت : و أخيراً …
سلامة : و هل فهمت شيئاً من هذا الرسم المبهم؟!
شفيقة : انظر معي !! يتضح من ذلك الرسم أن تلك هي واجهة المبني و هذا الممر هو الذي يقود للطابق الثاني
سلامة : هل تفكرين بالسطو علي القصر ؟! هل سنأخذ المقتنيات و كل ما خف وزنه و غلي ثمنه ؟!
شفيقة : و كيف سنتخطي الحراسة و نفعل ذلك يا ذو الذكاء الحاد ؟!
سلامة : فيم تفكرين اذن ؟!
شفيقة : انظر معي !! إلي ذلك الرسم الذي بجانب المبني ! هل تعرف ما هذا ؟!
سلامة : ماذا ؟!
شفيقة : انه القبو .. في كل قصر للاغنياء هناك قبو به قطع الذهب التي لا تعد !! تخيل ماذا يمكن ان نفعل اذا امتلكنا بعض من ذلك المال ؟!!
سلامة: و هل الوصول للقبو ثم المال لن يلفت الحراسة ؟! مثلما تهكمتِ عليَّ منذ قليل ؟!
شفيقة : استمع لي جيداً، سنذهب غداً لندور حول القصر و نراه علي الواقع جيداً و بتركيز و نعرف هل هناك حراس علي الباب الخلفي أم لا و كم عددهم و أين يتمركزون ثم نعد خطة ندخل بها دون أن يلاحظنا أحد ثم إن تمكَّنا من الدخول سنبحث في الداخل عن القبو حتي نجده و لكن علينا الانتظار حتي يحل الليل و تهدأ الحركة ..
سلامة : هذا الذي تفكرين فيه، أمر في منتهي الخطورة !! لو أمسك بنا فقد انتهي أمرنا
شفيقة : لن انكر الخطورة لكنني لن استمر هكذا فسآخذ ذلك المال و سأصبح سيدة أمام حفيظة رأس برأس !!
سلامة : و كيف سنفتح باب القبو ؟!
شفيقة : الليلة سأقوم بمهمة خطرة و لكنها ستسهل لنا الكثير !!
سلامة: ما هي ؟!
شفيقة : سأذهب لغرفة نومها و أنسب جميع مفاتيحها علي قطعة من العجين ثم نذهب غداً و نصنع مفاتيح حقيقية تفتح كافة أبوابها الحصينة!!
سلامة : و هذا أيضاً في منتهي الخطورة !! أنا خائف جداا
شفيقة : الخوف في تلك المرحلة سيعرقلنا !! لا تخف بل تشدد !!
سلامة : متي ستنفذين تلك المهمة ؟!
شفيقة : عندما تغرق اختي العزيزة في النوم فما أعرفه عنها أنها ثقيلة النوم و هذا يسهَّل مهمتي أكثر !! سننفذ بعد منتصف الليل !!
سلامة : و إن نجحتِ بالمهمة، كيف سنعلل لها غيابنا غداً ؟!
شفيقة : ذلك أسهل ما في الأمر !! سنقول إن فائق مريض و سنظل بجانبه !!
سلامة : أتمني أن يمر الأمر بسلام !!
شفيقة : لا تخف يا عزيزي فليس هناك متعة دون خطورة !!
سلامة : و اختك برغم حرصها الشديد في كل شئ، كيف تركت تلك الخريطة هكذا دون أن تحفظها مع اوراقها الثمينة في خزنة ؟!
شفيقة : لكل جواد كبوة !! و لعلها نستها من اجل حظنا نحن !!
سلامة : لعل !! هل سنظل ساهرون لمنتصف الليل ؟! قد غلب علي النعاس!!
شفيقة: نم أنت و ارتح !! أنا سأظل ساهرة حتي أتمم مهمتي !
سلامة : لا يمكن .. سأبقي معك مستيقظاً حتي ننهي الأمر معاً فسأراقب لكِ الطريق !!
شفيقة : أصيل يا زوجي !!
_________بقلم elham abdoo
جلس ايفان في غرفته قلقاً مما حدث اليوم و شعر بالحرج من ايماءات اخته و اهتمامها بمنير الذي كان ملحوظاً و بعد أن استلقي للنوم قرر الذهاب إليها و مناقشة الأمر معها، طرق باب غرفتها فرَّدت قائلة : أخي.. تفضل
ايفان : هل مازلتِ مستيقظة!!
سيمون متهكمة : لا .. بل أرد عليك من أحلامي !!
فتح ايفان الباب و قال : لن أطيل عليكِ، سأقول كلمتين ثم سأرحل و أتركك تنامين فلدينا عمل في الصباح الباكر
سيمون : و انا اعرف ما جئت لأجله فأنا أفهمك أكثر مما تفهم نفسك يا أخي !!
ايفان : و فيم سأتحدث يا ذكية ؟!
سيمون : في محاولاتي لجذب منير !!
ايفان : اختصرتِ عليَّ المقدمة و الجمل الطويلة !!
سيمون : و سأختصر عليك الموضوع بأكمله !! أخي كما قلت لك سابقا أنا لا يعجبني حالي و أحاول أن أحسن منه و لا أري في ذلك عيباً لذا اذا سمحت اتركني و لا تتدخل في حياتي!!
ايفان: لا تنسي أن ذلك صديقي و زميلي ف العمل، أنا أستشعر الحرج!!
سيمون : لمَ أتيت به إلي هنا اذن؟!
ايفان : سمعني أتحدث عن حبي لطهي الطعام فدعي نفسه للمنزل ليتذوق فهل أقول له لا ؟!
سيمون : يا أخي .. إن عقدك هذه اضاعت من بين يديك أميرة ك كاريمان و الان نفس تلك العقد ستضيع مني منير !! من فضلك لا تكرر نفس الخطأ مرتين!!
ايفان : انتِ واثقة من النجاح اذن ؟!
سيمون : و بشكلِ كبير فلا تقف عائق أمامي !!
ايفان بتحدي : لنتراهن اذن ؟!
سيمون : علي ماذا ؟!
ايفان : إن فشلتِ لن تعودي لتلك الطريقة في صيد زوج من جديد ؟!
سيمون : و إن نجحت ؟!
ايفان : سأعود أنا لفرنسا و أتركك هنا زوجة لرجل غني مثل منير
حزنت سيمون و قالت : و لمَ لا تبقي معي هنا يا أخي ؟!
ايفان : لن ارغب حينها في البقاء هنا أكثر !!
سيمون : لكن هذا الرهان يحزنني في حالتيه!!
ايفان : هل تتراجعين عن منير اذن؟!
سيمون : لا .. أنا ماضية قدماً تحت أي ظرف
ايفان : اذن لنتصافح علي العهد الذي اقمناه!!
سيمون: حسناً
___________بقلم elham abdoo
في منزل كاريمان ذهب كل واحد منهم للنوم حاملاً معه همومه و أحزانه، ثريا تذرف الدمع علي هدي !! و عزيز يعود بذاكرته علي كل ما حدث حتي ليلة النور الأخيرة!! يأسف لحاله و يأمل بقادم يعيد اليه بصره من جديد !! أما كاريمان فتذكرت كلمات سالم الرقيقة عن زهرته البيضاء الغالية، كلما جفت الأرض بينهما و شعرت بالعجز جاء هو و غمرها بسيل جديد من محبته و حنانه!! بالرغم مما حدث بينهما لكنه بارع في إصلاح العطب و تنقية الأجواء ! لم يفعل سحراً لكنه اعترف بخطئه و لم يكابر، ثابر و سيثابر مجددا من اجل تحقيق براءتها أمام الجميع.
قامت عن استلقاءها و ذهبت نحو خزانتها ثم أخرجت الصندوق الخشبي المحفور بنقوش بارزة و غائرة صنعت تبايناً فريداً، ضغطت علي الجزء السفلي و انفتح الدرج الخفي فظهر الخاتم ذو الحجر الأخضر البراق !! وضعته في اصبعها البنصر الذي تحكي الاساطير عن ارتباطه بشريان يصل للقلب مباشرةً و لذا اختير كإصبع لخاتم الخطبة !!
شعرت بالامتنان للصدفة التي جمعتها بذلك الرجل الشهم المحب ثم تذكرت أن تلك الصدفة هي ” عزيز ” فحزنت من جديد علي ما جري له و وضعت الخاتم في مكانه كما كان ثم اعادت الصندوق للخزانة و خلدت لنومٍ عميق ..
____________بقلم elham abdoo
ظل سلامة يتثاءب علي كرسيه و ينظر لساعته منتظراً أن يأتي الوقت المحدد و لكنه لم يستطع المقاومة فغط في نوم عميق و طلع من أنفه صوت شخير مؤلم أزعج شفيقة التي كانت تراقبه في أسي فها هو زوجها الوفي الذي يقلق عليها قد نام و حلم و ستضطر هي للخروج لمهمتها دون أن يساندها أحد !!
الليلة يجب أن تحضر المفاتيح لأن غداً هي فرصتهما الأخيرة قبل أن تعود حفيظة لقصرها بعد غد و تزداد الأمور صعوبة !! فطالما هي هنا فالقصر أهدأ و الجميع هناك في تراخي!!.
خرجت من غرفتها و هي تسير علي أطراف أصابعها حتي وصلت لغرفة حفيظة و بعد عشر دقائق عادت لغرفتها ففزع سلامة و استفاق ثم قال : هل سنذهب الآن؟!!
ابتسمت شفيقة و هي تحمل صندوق صغير وضعت فيه قطع العجين الحاملة لصور نسخ المفاتيح و قالت : قد انتهيت يا زوجي العزيز فلم اوقظك لأن صوت شخيرك العظيم جعل الأمر أكثر أماناً فذهبت و عدت في غضون دقائق !!
ابتسم سلامة لانتهاء المهمة دون أن يشعر أو حتي يشارك و قال : أحسنتِ يا زوجني العزيزة
شفيقة : لكنك يجب أن تستيقظ و تستفيق معي في القادم فأنا احتاجك معي به .. افهمت ؟!
سلامة : بالطبع يا عزيزتي .. سترين سلامة النشيط بعد الآن!!
شفيقة بتهكم: سأحاول تصديقك !!
سلامة : هيا لننام الآن كي نستيقظ بنشاط غداً
شفيقة : هيا ..
_________بقلم elham abdoo
اما بسمة فقضت ليلتها حزينة في منزلها الكبير و لا تعرف كيف ستكَّفر عن ذنبها بعدما طردها عزيز من أمامه !! ليتها لم تتسرع و تشي به !! ليتها لم تفعل ذلك الشر الذي يؤلمها الآن بنتائجه!!
ظلت تلوم نفسها و تبكي حتي نامت دون أن تشعر !!
_________بقلم elham abdoo
في الصباح جاء سالم ليصطحب كاريمان كي يسلما وهيبة و اخيها للمخفر كي يبدآ المرحلة التالية من البحث و في ذلك الوقت كان عزيز يتناول افطاره مع والده و اخته منتظراً قدوم الطبيب الجديد !!
أما شفيقة و زوجها فقد اصطعنا رسالة مزيفة وصلتهما من فائق و تظاهرها بالذهاب للاطمئنان عليه !!
__________بقلم elham abdoo
عندما وصلت بسمة للمبرة قابلها الطبيب بشري و قال لها أنه قد وصلت رسالة من كبير الأطباء صدقي باشا رداً علي رسالتها له فالتقطتها بلهفة كبيرة لكنها حزنت عندما قرأت رده الذي قال فيه ” عزيزتي بسمة .. أنا أعرف قلبك الطيب النقي و حبك لمساعدة الناس و لكن عزيز هذا ليس فقير او محتاج فيمكنه العلاج عند أي طبيب آخر و إن أصر عليَّ يمكنه زيارتي في انجلترا كي أفحصه و ها هو عنواني قد تركته لكِ في الرسالة .. دمتِ بخير ”
حزنت بسمة لأن أملها في نجاح الجراحة علي يد طبيب ماهر مثله كان كبيراً و الآن ماذا ستفعل فهل سيوافق عزيز علي السفر اليه خاصةَ بعد ما علم ما فعلته به ؟!
قررت الذهاب اليه بعد وقت العمل و طرح الفكرة عليه لعله يقبل !!
________بقلم elham abdoo
أما فاتن فقد ظلت طيلة النهار تنتظر عودة كرم الذي غاب عن المزرعة بسبب انشغاله في أعمال و اشغال زفاف اخته، هي تحتاجه بشدة فقد سمعت حديث والديها صباحاً في الحديقة الخلفية عندما قالا
شفيقة : الان سنذهب للقصر بعدما اقتنعت حفيظة بحجتنا
سلامة: عقلي لا يكف عن التساؤل: كيف سيكون شعوري عندما نصل لكل تلك النقود و نصبح أسيادا بعد الاستعباد؟!!
ظلت فاتن قلقة و لم تستطع القول لخالتها لأنها لن ترحمهما ابداً إن علمت !! تسائلت في عقلها ما هذا القبو اللعين الذي يطمع الجميع في ما به ؟!! تخلصت من عزيز فجاء الدور عليهما !! اللعنة !!
تري متي ستأتي يا كرم و هل سنلحق بهما قبل أن يمسك بهما أم لا ؟!
_______________________ بقلم elham abdoo
انتظر كاريمان و سالم خبراً جيداً او معلومة مفيدة بعد أن دار المنادي في كل البلدة و أعلن عن مكافأة مجزية لمن يدل عن أحد الحارسين او كلاهما !!
بعد العصر جاء رجلاً خمسينياً يطلب سالم و قال له : أعرف مكان ذلك الذي في الصورة المرسومة !!
هنا ابتسم سالم و شعر أن تلك هي لحظات انقشاع الظلمة الذي تعني انطلاق الفجر !!
الجميع كان في انتظار لشئ ما فعزيز في انتظار الطبيب و بسمة في انتظار موافقته للسفر أما ثريا فهي دائما في انتظار هدي !! و فاتن بقيت في انتظار كرم كي تمنع والديها اللذان كانا بانتظار الوصول للمال و هناك ايضا سيمون و ايفان اللذان بانتظار الكاسب و الخاسر بالرهان و اخيراً الحبيبان ينتظران أيضا الوصول للأدلة و اظهار الحقائق!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *