روايات

رواية قصة حنين الفصل السادس والعشرون 26 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل السادس والعشرون 26 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت السادس والعشرون

رواية قصة حنين الجزء السادس والعشرون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة السادسة والعشرون

في منزل عائلة عاصي
**هبطت حنين من على الدرج وذهبت باتجاه المطبخ من أجل أن تعد فنجان القهوة الذي طلبه منها زوجها عاصي. كانت ترتجف من الخوف وتنظر يمينًا ويسارًا، تطلب من الله ألا يظهر أحد من أهل المنزل أمامها، لأنها في حالة لا تسمح لها بالدخول في جدال مع أحد.**
**وقفت حنين عند مدخل المطبخ وهي تحدق في نوال التي كانت تعد الطعام بمساعدة الخدم ولم تنتبه لوجودها. فجأة، قالت الخادمة بتساؤل:**
_”خير يا عروستنا، محتاجة حاجة أعملها لكِ؟”_
**انتبهت نوال على صوت الخادمة، ونظرت خلفها لتعرف أي عروسة تتحدث عنها الخادمة. عقدت حاجبيها بضيق عندما رأت أن حنين هي التي تقف. تجاهلت حنين نظرات نوال التي لا تبشر بالخير، وأرادت أن تتقدم إلى الأمام لتحضر القهوة لزوجها وتغادر، لكن…**
**أوقفها صوت نوال، قائلة بجفاء وصوت خالٍ من المشاعر:**
_”استني عندك، إنتِ رايحة فين؟ مفكرة المطبخ ده زريبة أي حد يدخلها؟”_
**تراجعت حنين إلى الخلف مرة أخرى، وتفوهت قائلة بصوت مخنوق بالبكاء ومتقطع، وهي تفرك كفيها بخجل:**
_”عاصي طلب مني أعمل له فنجان قهوة.”_
**ردت عليها نوال بنفس الجفاء وهي تحدق إليها بكره وغضب:**
_”افضلي مكانك، وفتحية هتعمل القهوة. مش ناقصين قرف على الصبح، إحنا لسه منظفين المطبخ.”_
**ثم نظرت إلى الخادمة فتحية، التي شعرت بالحزن على حنين وقالت لها:**
_”وانتي، اعملي فنجان قهوة واديه لها وخليها تغور من وشي، عشان أنا خلاص جبت آخري. مش ناقصة قرف على الآخر النهارده. كفاية من يوم ما دخلت البيت وكان يوم أسود. استغفر الله العظيم، ما شوفناش يوم عادي زي الناس.”_
**لم تتحمل حنين هذه الكلمات القاسية فانفجرت في البكاء بصمت، وانهمرت دموعها على خديها وهي ما زالت تقف في مكانها. لم تستطع أن تتحرك، ولم تقدر أن تهرب من مصيرها، وهي تعلم أن القادم سيكون أسوأ من ذلك، ويجب عليها أن تكون مستعدة للأسوأ من هذه الكلمات.**
**وبعد دقائق، تم تحضير فنجان القهوة. توجهت الخادمة نحو حنين لتعطيها الفنجان، وهي تبكي على بكاء حنين. ابتسمت حنين لها ابتسامة باهتة مليئة بالأحزان، وأخذت فنجان القهوة وصعدت إلى الأعلى، وهي لا تعلم ما الذي ينتظرها…**

**في غرفة عاصي…**
**ركع عاصي على ركبتيه وهو يحدق بذهول في قطع الأوراق الممزقة أمامه داخل سلة القمامة. أخرج عاصي قطع الأوراق من السلة وبدأ بفرزها على بلاط المرحاض، وجمع كل قطعة بجانب الأخرى. قال بدهشة وهو يحدق في الفراغ أمامه:**
_”معقول تقرير حمل؟ وباسم مين؟ حنيين!!؟ حنين؟ حنين حامل؟ من مين؟!”_
**وفجأة، شعر عاصي بدخول حنين إلى الغرفة، فحدق باتجاه باب المرحاض بغضب أعمت عيناه. نهض وهو يكور يده بقوة لدرجة تضخمت عروقه واحمر وجهه من شدة الغضب. أراد الخروج، لكنه تذكر أنه عارٍ ولا يرتدي شيئًا، فتراجع إلى الخلف وشعر بدمائه تغلي في عروقه. نظر إلى نفسه في المرآة وهو يلهث وصدريه يرتفع ويهبط بجنون، وأقسم لنفسه أنه لو خرج ورآها وهو في هذه الحالة لقتلها دون أن يشعر. فتح صنبور المياه وظل واقفًا تحته لأكثر من ساعة، يحاول أن يهدأ قبل أن يخرج ويواجهها. لكن هذه الأفكار المزعجة لم تتركه في حاله، فكلما أغلق عينيه ليشعر بالهدوء والسكينة قليلًا، كان يتخيل كيف كانت زوجته وحبيبته بين أحضان رجل غيره. وكانت هذه الأوهام كافية أن تجعله يفقد عقله بالكامل.**
**بينما كانت تجلس حنين على أطراف الفراش تحدق في فنجان القهوة الذي برد وأصبح بلا مذاق سوى مرارة مثل حياتها الخالية من الطعم الحلو. كان القلق والخوف يسيطران عليها بالكامل، وكان قلبها يدق مثل الطبول. كان خوفها من هذا الهدوء كافيًا ليجعل قلبها يتوقف عن العمل. وفجأة، وقفت على قدميها مثل التي قرصتها حية، عندما سمعت صوت عاصي قائلاً ببرود يظهر على ملامحه الخالية من المشاعر:**
_”حنين.”_
**تجيب بصوت مرتجف وهي تفرك كفيها بقوة:**
_”ننعم يا عاصي.”_
**عاصي وهو يحاول أن يسيطر على غضبه:**
_”أنا نسيت آخذ فوطة، ناوليني فوطة لو سمحتي.”_
**تحدق حنين في باب المرحاض بشرود وخوف، كما لو كانت ترى شبحًا. وهي تقف في مكانها لا تعلم ماذا يحدث لها، شعرت أن قدميها التصقت بالأرض أسفلها. تستيقظ من شرودها على صراخ عاصي قائلاً:**
_”إنتي يا زفتة، سمعتي أنا بقولك إيه؟!”_
—#الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي
**في غرفة قاظم وتلك الملعونة نوران…**
**قاظم بصراخ وهو يحدق بغضب في تلك العقربة التي تقف أمامه مثل كتلة من الجليد:**
_”إنتي إيه اللي جابك يا نوران؟ ما كانش ده اتفاقنا.”_
**تجيب تلك العقربة بدم بارد:**
_”أولاً صوتك ما يعلاش عليّ. ثانيًا، أنا مش عبادة مستنية أمر من حضرتك علشان يقول لي أعمل إيه وما أعملش إيه.”_
**قاظم بغضب أكبر:**
_”يعني إيه يا نوران؟”_
**نوران ببرود مستفز:**
_”يعني يا شاطر، مش تعمل فيها سي السيد والشوية بتوعك دول عليّ. وما تنساش إن الجواز بيني وبينك مجرد اتفاق لحد ما عاصي يسيب الزفتة حنين ويرجع لي أنا.”_
**يرد قاظم بحنق وصوت عالٍ وهو يتجاهل النظر إلى تلك العقربة:**
_”بس إحنا ما اتفقناش إنك هتجي بسرعة دي وتعملي الحوار اللي عملتيه الصبح.”_
**تجيب نوران بدم بارد وهي تجلس أمام المرآة، تمشط شعرها وهي تنظر إلى نفسها بغرور:**
_”والله بقى اللي حصل الصبح ما كانش مخطط له، وأهلك هم اللي عصبوني. وبصراحة، لو وقفوا في وشي هيحصل أكتر من كده.”_

**في الدور السفلي…**
**في المطبخ، كانت نوال والخادمة فتحية تحضران الطعام. وبعد أن انتهتا من كل شيء، قالت نوال وهي تمسح يديها في منشفة المطبخ:**
_”كده كل حاجة جاهزة، اطلعي نادي الشباب وأنا هاخد عشاء نبيل أعشيه وأدي له العلاج وأنزل.”_
_”أمرك يا هانم.”_
**وعندما أرادت فتحية مغادرة المطبخ، أوقفها صوت نوال قائلاً بتحذير:**
_”استني يا فتحية عندك.”_
**توقفت فتحية وهي تحدق في نوال التي لم تبشر نبرتها بالخير:**
_”أمرك يا هانم.”_
_”خدي إنتي الأكل وطلعيه لنبيل بيه، وأنا هطلع أنادي الشباب بنفسي.”_
**تحدق فتحية في آثار نوال التي تصعد الدرج، وأردفت قائلة بدهشة:**
_”جيب العوايد سليمة يارب، يا عيني عليكِ يا حنين، والله باين عليكِ بنت غلبانة.”_
**ثم أخذت طعام نبيل وذهبت إليه كما أمرتها نوال. وعندما وصلت إلى الغرفة، وقفت أمام الباب وطرقت عليه برقة، فجاءها صوت الغضب من الداخل قائلاً:**
_”أنا ما قلت لكِ ما عاوز أشوف حد منكم يا نوال.”_
**ترد فتحية بخوف وهي تشعر بغصة في حلقها:**
_”أنا فتحية يا أستاذ نبيل، أمرتني الست نوال أن أجيب لحضرتك الأكل.”_
**يرد نبيل بهدوء قائلاً:**
_”طيب، معلش يا بنتي، خدي اللي في إيدك و روحي شوفي شغلك، أنا ماليش نفس للأكل.”_
_”حاضر، أمرك يا بيه.”_
**وفجأة، صرخت فتحية بصوت عالٍ ورمت الطعام من يديها وهي تقول:**
_”ألحقي يا ست نوال! يا لهوووي!”_

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *