روايات

رواية قصة حنين الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت الثامن والعشرون

رواية قصة حنين الجزء الثامن والعشرون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة الثامنة والعشرون

في العيادة: يقف الجميع بقلق أمام الغرفة التي يستلقي فيها نبيل، بينما ذهبت نوران مع الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لنقل الدم إلى نبيل.
داخل غرفة الفحوصات، تجلس نوران على أحد المقاعد، تفرق يديها من شدة التوتر، وتحدق في الممرضة التي تقف أمامها حاملة حقنة. تتوجه الممرضة نحو نوران لأخذ عينة من دمها، وهي تقول: “ارفعي يدك يا مدام لو سمحتي.”
تحدق نوران إلى الممرضة بقلق واضح على ملامحها الشاحبة. تكمل الممرضة قائلة بتهديد خفيف: “مالك يا مدام، خايفة ليه كده؟”
نوران: “لا مش خايفة، بس بتوتر شوية لما بشوف الحقنة.”
الممرضة بابتسامة: “ما تخافيش، دي شكة صغنونة خالص، مش هتحسي بحاجة.”
تنظر نوران بيأس إلى الممرضة، ولم تجد خيارًا آخر سوى الامتثال لأوامرها، وهي تغلق عينيها بقوة وتضغط على أسنانها. تغرز الممرضة الحقنة في ذراعها وتقوم بسحب بعض الدماء.
الممرضة تبتسم: “خلصنا يا مدام، اهدي خالص.”
تأخذ الممرضة عينة الدم وتذهب لإعطائها للطبيب. ظلت نوران جالسة تنتظر ما سيحدث، وهي تفكر في مخرج من هذا المأزق. وبعد عشر دقائق، يخرج الطبيب حاملاً أوراق الفحوصات في يده، وينظر إلى نوران قائلاً: “متأكدة يا مدام إن فصيلة دمك AB؟”
ترد نوران بثقة مصطنعة، وتحاول السيطرة على الوضع قبل أن يكتشف أحد الحقيقة. أخرجت بعض المال من حقيبتها ووضعته في جيب الطبيب، وقالت بخبث وهي تدور بعينيها في الغرفة للتأكد من أن لا أحد من العائلة يراها: “مش عايزة حد من الناس اللي بره دول يعرفوا إن فصيلة دمي B مش AB.”
ينظر الطبيب إلى المال الذي في جيبه ويبتسم ابتسامة جشعة: “أمرك يا فندم، بس هنجيب الدم منين؟ لو ما تحولش دم ها يموت.”
تنظر نوران إلى الطبيب بغيظ وتقول بحقد: “طيب والله ياريت يموت ونخلص منه، ما تخافش هي هتتبرع بدمها.”
تقول ذلك وهي تنظر إلى حنين التي تقف عند الباب، باكية. ينظر الطبيب إلى حنين، ثم يقول: “طيب كده تمام، بس مين دي؟ شكلها مش غريب علي.”
تجيب نوران بغضب: “مالكش دعوة، شوف شغلك وبس.”
ثم تتجه نحو حنين وتقول بغيظ: “كويس إنك وصلتي في الوقت المناسب، وإلا كنتي هتندمي.”
تجيب حنين ببكاء: “أنا مش يهمني اللي بتقولي ده، كل اللي يهمني إن عمي نبيل يقوم بسلامة، بعد إذنك، مافيش وقت للكلام الفاضي ده.”
ثم تذهب حنين باتجاه الطبيب لإتمام الفحوصات، وتترك نوران تغلي دماؤها في عروقها. تقول حنين للطبيب: “لو سمحت يا دكتور، يلا بسرعة، أنا مستعدة أتبرع بكل دمي بس أهم حاجة يقوم بسلامة.”
**بعد ساعة:**
خارج غرفة الفحوصات، تجلس نوال على أحد المقاعد، بينما يقف عاصي وكاظم أمام باب الغرفة. تقول نوال ببكاء: “هو في إيه؟ ليه الدكتور ونوران غابوا بالشكل ده؟”
يرد كاظم وهو ينظر إلى ساعته: “هم فعلاً غابوا، بقيلهم ساعة دلوقتي، أنا هروح أشوف في إيه.”
وقبل أن يتحرك كاظم من مكانه، تخرج نوران وهي تتظاهر بالدوار، مستندة بيديها على الحائط لتثبت للجميع أنها تبرعت بالدماء فعلاً إلى نبيل. يركض إليها كاظم الذي يحملها قبل أن تقع، ونوال تقول ببكاء: “أسم الله والنبي حرسك وضمك يا بنتي.”
نوران، وهي تتظاهر بالتعب وتنظر إلى عاصي الذي ظل واقفًا في مكانه، غير مبالٍ بما يحدث حوله، تقول: “أنا اتبرعت بدم لبابا نبيل وإن شاء الله هيقوم بسلامة.”
ثم تغلق عينيها وتدعي الإغماء، بينما في الجانب الآخر تنام حنين التي تبرعت بأكثر من نصف دمها لنبيل. تحاول النهوض من على الفراش، لكن فقدان الدم جعل جسدها ضعيفًا للغاية. لم تستطع التحرك، جسدها كان يرتجف بشدة، وكانت تحارب للبقاء مستيقظة، لكن النعاس غلبها وأخذها في سبات عميق، ولم يكن هناك من يبقى بجوارها.
اليوم التالي الساعة 6 صباحاً:
تم نقل الدم إلى نبيل، لكنه ما زال نائمًا ولم يستيقظ بعد. غادر المستشفى كاظم الذي ظل قلقًا على نوران، ونوال التي كانت ترفض بشدة ترك زوجها في هذه الظروف، لكن بعد إصرار شديد من عاصي، استسلمت وغادرت هي أيضًا. بينما ظل عاصي جالسًا طوال الليل أمام غرفة والده.
في احد غرف المستشفى
حنين ما زالت نائمة على الفراش، تبدو كالأموات، يعلق في ذراعها محلول، وبعض الفيتامينات والمقويات لتستعيد قوتها وعافيتها. بعد محاولات عديدة، تفتح عينيها ببطء شديد، ثم تغلقهما سريعاً خوفاً من الأضواء التي هجمت عليها. بعد لحظات، تحاول أن تفتحهما مرة أخرى، ولكن هذه المرة بحذر شديد حتى تعتاد على الأضواء. تحدق في سقف الغرفة للحظات، ثم تدور بعينيها في جميع أنحاء الغرفة على أمل أن تجد أحداً بالقرب منها، لكن خاب أملها عندما لم تجد سوى أساسيات الغرفة وبعض أدوات الطب.
تنهض من على الفراش بعد أن نزعت الأسلاك الخاصة بالمحلول من ذراعها، لكنها تترك الحقنة في ذراعها لأنها لم تستطع نزعها. تخرج من الغرفة بخطوات ثقيلة جداً وهي تسند على كل شيء يقابلها كي لا يسقط جسدها على الأرض من شدة ضعفها. عندما خرجت، تقع عيناها على عاصي، الذي كان يجلس علي المقعد واضعاً رأسه بين يديه، غارقًا في نوم عميق. فرت دمعة من عينيها غصباً عنها، وذهبت إليه وهي لا تعلم ما الذي سيحدث بعد ذلك. تفوهت بصوت ضعيف جداً وهي تضع يديها على كتفه بلطف قائلة:
حنين (بصوت ضعيف): “عاصي… عاصي.”
يفتح عاصي عينيه ويرفع رأسه ليتفاجأ بها تقف أمامه. في لحظة، تحولت نظراته إلى غضب شديد، نهض من على المقعد مثل الوحش. أخافت حنين منه لدرجة أنها تراجعت إلى الخلف عدة خطوات، بينما قال هو بغضب شديد:
عاصي (بغضب): “إيه اللي جابك هنا؟”
وقفت حنين تنظر إليه بخوف، ومن شدة الخوف وضعف جسدها لم تقدر أن تقول شيئاً. فقط كانت تدور عيناها على ما يحدث. غضب عاصي من تجاهلها الرد عليه، فصفعها على وجهها دون أن يعلم ما بها، وأردف قائلاً وهو يقبض على معصمها بقوة ويسحبها خلفه إلى إحدى الغرف الخاصة بالمستشفى. عندما دخل الغرفة، رماها أرضاً لتقع متألمة من الهبوط القاسي، وقال بغضب وصوت عالٍ:
عاصي (بصراخ): “مش قولتلك رجلك مش تخطي باب الأوضة لحد ما أرجع! إنتي إيه؟ مش بتفهمي ولا عاوزة تمشي على هواك من غير ما حد يحكمك؟ بس اسمعي يا حلوة، إنتي دلوقتي بقيتي مراتي، عارفة يعني إيه مراتي؟”
ترد حنين ببكاء وهي تتألم بشدة وتحاول أن تظل قوية أمام هذا الثور الذي يقف أمامها:
حنين (ببكاء): “والله يا عاصي، لما عرفت اللي حصل لعمو نبيل ما قدرتش أسيب نفسي وما أجيش أطمّن عليه.”
وقبل أن تكمل حديثها، يرن هاتفها. كان من سوء حظها أن المتصل كان محمد، ذلك المدعي. تحدق حنين إلى الهاتف وإلى عاصي بذهول وتوتر، وملامحها تعكس خوفها لدرجة أن وجهها بدأ يتعرق بلا سبب. ينظر عاصي إليها بشك وإلى الهاتف، فيخطفه منها قائلاً:
عاصي (بغضب):”مين اللي على التليفون؟”
اتسعت عيناه عندما عرف من المتصل، واشتعل غضبًا. الأفكار المزعجة حامت حول عقله. فتح السماعة ووضع الهاتف على أذنيه دون أن يتفوه بحرف، ليسمع صوت الآخر قائلاً:
محمد (على الهاتف):”حنين، أنا فكرت كويس ومن الأفضل الجنين ده ينزل. فكري كويس، وأنا هخد لكِ معاد مع الدكتورة ونروح مع بعض.”
تحدق حنين، التي ما زالت تجلس على الأرض، وترتجف من شدة الخوف، ولا تقدر أن تقول شيئاً. حتى دموعها اللعينة هربت منها في تلك اللحظة. جن جنون عاصي ليرمي الهاتف أرضاً، فيتحطم الهاتف إلى أشلاء. أردف بفحيح مرعب:
عاصي (بفحيح مرعب): “يا حلوة، وعاملين فيها إخوات وحبايب؟”
حنين (بخوف): “عاصي والله مش زي ما أنت مفكر، اهدي وأنا هشرح لك كل حاجة، والله مش زي ما أنت مفكر.”
صمتت قبل أن تكمل حديثها عندما تلقت صفعة قاسية على خدها من هذا الثور الغاضب، الذي قال بصراخ:
عاصي (بصراخ):”انتي تخرسي خالص، مش عاوز أسمع صوتك!”
ثم قبض على ذراعيها من المنتصف في مكان الحقنة، فصرخت من شدة الألم. ازداد هو عنفاً، وأردف قائلاً بغضب وصوت عالٍ وهو يهز جسدها بعنف:
عاصي (بغضب):”عاوز أعرف من إمتى وانتي على علاقة بالجدع ده؟ انطقي بدل ما أخلص عليكي!”
تجيب هي ببكاء وصوت ضعيف:
حنين (ببكاء): “سبني يا عاصي بالله عليك، مش قادرة… هموت. حرام عليك، أنت مش فاهم حاجة، اهدي وهفهمك كل حاجة، والله مش زي ما أنت مفكر.”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *