روايات

رواية قصة حنين الفصل السابع والعشرون 27 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل السابع والعشرون 27 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت السابع والعشرون

رواية قصة حنين الجزء السابع والعشرون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة السابعة والعشرون

أمام غرفة نبيل، وقفت الخادمة فتحية التي أصدرت ضجيجًا قويًا أفزع الجميع. خرج نبيل على صوت صراخها وأردف قائلاً: “في إيه؟ إيه اللي حصل؟”
لم تمر لحظات إلا وقد أتى كاظم، نوران، ونوال، لتصرخ فتحية قائلة وهي تحدق إلى نبيل الذي جالس أمامها على كرسيه: “ألحق يا أستاذ نبيل، فيه حية!”
لكن قبل أن يستوعب نبيل ما تقول فتحية، وقبل أن يصل إليهم أحد، كانت هناك حية سوداء بالفعل بالقرب من كرسي نبيل، وكانت أسرع من الجميع. في لحظة واحدة، قامت بلدغه من أسفل قدمه ثم هربت قبل أن يتمكن أحد من القضاء عليها. صرخ نبيل من شدة الألم الذي سببته لدغة هذه الملعونة: “آآآآآه!”
ركض كاظم خلف تلك الملعونة ليقضي عليها، بينما هرعت نوال إلى زوجها الذي كان يصرخ من الألم، وقالت بصوت ممزوج بالبكاء: “يا لهوي، نبيل!”
بينما قالت نوران بخوف مصطنع: “نبيل، إنت كويس؟ لازم نوديه المستشفى في أسرع وقت.”
**في غرفة عاصي وحنين…**
وقفت حنين تحدق إلى باب الحمام بذهول، لا تصدق ما سمعت. هل حقًا عاصي هو من يتحدث إليها؟ ولماذا هو غاضب هكذا؟ هل يمكن أن يكون اكتشف السر الخطير الذي تخبئه عن الجميع؟ كل هذه الأفكار كانت كافية لأن تغرقها في بحر من الخوف والدمار. تشجعت وتقدمت بضع خطوات تجاه الحمام وهي تحمل في يديها منشفة بيضاء، وقفت أمام الباب ترتجف وتدعو الله ألا تكون شكوكها صحيحة.
طرقت برفق على باب الحمام، ولم تمر لحظات حتى فتح عاصي الباب، لكنه لم يفتحه بالكامل، فقط على قدر ذراعه، ومد يده ليأخذ المنشفة منها وهو يقول بغضب مكتوم: “إنتِ فين يا بنت؟ هاتي الفوطة بسرعة.”
هنا لم تتحمل حنين أكثر، فانهارت دموعها بهدوء على خديها. رفعت يديها لتسلمه المنشفة، لكن عندما لمست يدها يد عاصي، شعرت بقبضة قوية تمسك بمعصمها وتشدها داخل الحمام. وقفت حنين تحدق في عاصي الذي كان يقف أمامها عاري الصدر، فقط ملفوفًا بمنشفة زرقاء. ملامحه لم تبشر بالخير. ارتجفت حنين أكثر عندما رأت قطع الأوراق الممزقة. هنا تأكدت أن شكوكها صحيحة، وأن عاصي اكتشف كل شيء. تفوهت قائلة بعد عدة محاولات والكلمات تعلق في حنجرتها: “عاصي، أهدى بس، وأنا هفهمك كل حاجة…”
قاطعها عاصي بصفعة قاسية، جعلت قلبها يقع بين قدميها. لم تستطع رفع عينيها بعد هذه الصفعة، فاكتفت بالبكاء في صمت. بينما قال عاصي من بين أسنانه: “سؤال واحد بس هسأله لكِ، مش عاوز أسمع غير ‘أه’ أو ‘لأ’. انتي كنتي في علاقة قبل ما أعرفك؟”
تحدق فيه بعيون مكسورة، لا تصدق أن هذا هو نفس الشخص الذي كان يمدح أخلاقها، يسألها الآن إذا كانت شريفة أم لا. هزت رأسها بعنف نافية، لكنه صرخ في وجهها قائلاً: “أنطقي يا بنت! مش عاوز أرفع إيدي عليكِ تاني!”
وقبل أن تجيب حنين التي انفجرت في البكاء، صدر صوت صراخ وضجيج قوي من الخارج. نظر كل منهما إلى الآخر بتساؤل عن سبب هذا الضجيج. أردف عاصي قائلاً وقد نسي ما كان يتحدث عنه قبل قليل: “في إيه؟ ليه أمي بتصوت كده؟”
حنين: “مش عارفة والله. هنزل أشوف في إيه؟”
كانت ستذهب حقًا، لكن أمسكها عاصي من ذراعها بعنف قائلاً بصوت أشبه بالصراخ: “إنتِ رايحة فين؟”
حنين بألم: “هنزل أشوف في إيه؟”
عاصي بغضب: “بقولك إيه يا بنت! أنا مش ناقص قرف، اقعدي هنا لحد ما أرجع، ولما أرجع هشوف إيه حكايتك. مش عاوز رجلك تخطي خطوة واحدة برة الأوضة دي. كلامي مفهوم؟”
قال ذلك وفر هاربًا من أمامها قبل أن تسمع أي شيء تريده أن تقوله. بينما انهارت هي على الأرض، وانهالت دموعها بغزارة على خديها وهي تقول بين شهيقها المستمر: “آه يا رب، أعمل إيه دلوقتي؟ أروح لمين؟ أقول إيه؟ إذا أنا نفسي مش عارفة إيه اللي حصل، وإزاي بين يوم وليلة أكون حامل؟ أنا لازم أعمل حاجة!”
**في الأسفل…**
هبط عاصي من على الدرج وهو يسأل: “خير يا أمي، في إيه؟”
ويجنّ جنون عاصي عندما يرى والده نبيل الذي أزرق جسده بسبب سموم الحية ويتعرق بشدة، بينما يقف الجميع حوله يبكون. تصرخ نوال ببكاء قائلة: “الحق أبوك يا عاصي!”
يركض عاصي كالمجنون على الدرج، وهو ينظر إلى والده بخوف وقلق من منظره. وصل إليهم وحمل والده الذي أغشي عليه، متسائلاً عن سبب ما حدث: “إيه اللي حصل لبابا علشان يوصل للحالة دي؟”
تضع نوران الملعونة يديها على كتفيه قائلة ببكاء وهي تحوم حوله كالأفعى: “كان في ثعبان وقرص بابا نبيل يا عاصي، علشان خاطري اعمل حاجة!”
يحدق عاصي إليها للحظات في حيرة ولا يستوعب من أين أتت كل هذه المصائب. لم يتفوه بشيء، بل حمل جسد والده على ذراعيه وركض إلى الخارج وهو يحمله. كان كاظم يركض أمامه ويفتح باب السيارة لعاصي. وضع عاصي والده داخل السيارة، وجلس كاظم في مقعد السائق، بينما جلس عاصي بجانب والده، وفي الجانب الآخر جلست نوال، وعلى المقعد بجوار السائق جلست العقربة نوران.
بعد نصف ساعة من الركض على الأسفلت، كان الجميع يقف أمام باب العيادة. صرخ عاصي بصوت مليء بالخوف والقلق وهو يحمل جسد والده ويخرجه من السيارة بمساعدة شقيقه كاظم: “دكتور! حد يجيب دكتور بسرعة!”
**في المنزل…**
لم تتحمل حنين أن تظل سجينة في الغرفة كما أمرها زوجها وهي تستمع إلى هذا الضجيج القوي الذي يصدر من الأسفل. حملت جسدها على قدميها وركضت إلى الخارج. هبطت من على الدرج ورأت بعينيها الجميع يركض إلى الخارج وعاصي يحمل والده على ذراعيه. حدقت بدهشة للحظات قبل أن تقول ببكاء: “إيه اللي حصل لعمو نبيل؟”
أجابت فتحية التي كانت تبكي: “والله يا بنتي مش عارفة أقولك إيه، بس كان في حية سودة في البيت، الله أعلم جات إزاي ولا دخلت البيت إزاي، قرصت الأستاذ نبيل وهربت، وربنا يسترها عليه، سم الأفعى السودة مش سهل، ربنا يسترها.”
“حية سودة قرصت عمو نبيل؟ طيب تعرفي هم راحوا على أي مستشفى؟”
فتحية: “والله يا بنتي مش عارفة، استني يا بنتي رايحة فين؟”
ركضت حنين إلى الخارج قبل أن تستمع إلى ما تقول فتحية، وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة: “أنا لازم أروح المستشفى دلوقتي، ممكن يحتاجني عاصي أو حد.”
**في العيادة…**
خرج الطبيب من الغرفة التي كان فيها نبيل قائلاً: “مين أهل المريض اللي جوه ده؟”
ركض الجميع إلى الطبيب وقالوا بصوت واحد: “خير يا دكتور؟”
الطبيب: “بصراحة يا جماعة، أنا مش هكذب عليكم، حالته خطيرة جدًا والسم انتشر في جسمه. لازم نعمل له عملية نقل دم. إحنا أديناه حقنة هتوقف انتشار السم، بس لازم نغير دمه في أسرع وقت، وللأسف مافيش غير كيسين دم من فصيلة دمه. محتاجين حد يتبرع له بدم ضروري.”
ترد نوران قائلة بخبث: “هي فصيلة دمه إيه يا دكتور؟”
الطبيب: “فصيلة دمه AB.”
تنظر نوران إلى الجميع بتوتر وهي تفرق في يديها: “دي نفس فصيلة دمي.”
ثم تحدق إلى عاصي وهي تدعي البراءة على وجهها: “أنا مستعدة أتبرع له بالدم.”
ينظر الجميع إلى نوران بذهول، وخاصة عاصي. بينما قال الطبيب: “طيب كويس، تفضلي معنا يا آنسة.”
يقاطعه كاظم قائلاً وهو ينظر إلى نوران بحب: “مدام يا دكتور لو سمحت.”
يحمر الطبيب خجلًا ويقول: “أعتذر، تفضلي يا مدام عشان نعمل التحليل بسرعة.”
يذهب الطبيب، وتتبعه نوران وهي تفرق في يديها بقوة وتلعن نفسها في ذهنها: “يا لهوي، إيه اللي أنا عملته ده؟ أنا فصيلة دمي B! أعمل إيه دلوقتي؟”
الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *