روايات

رواية وعد في العتمة الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى

رواية وعد في العتمة الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى

رواية وعد في العتمة البارت الثالث

رواية وعد في العتمة الجزء الثالث

وعد في العتمة
وعد في العتمة

رواية وعد في العتمة الحلقة الثالثة

ظل دكتور معاذ جالس فى مكانه، متكاء على جذع الشجرة التى تظلله، يطلق أنفاس متتابعه من الدخان وكان وضع سترتة فى حضنه، انها من الحالات النادره التى لا يسأل فيه المرء نفسه ماذا يمكننى فعله، انهض جسدك يا معاذ، الحياه تستمر، دونه او دونك…
غادر المقابر ولوح لأول سيارة أجرة ودعى من كل قلبه ان يكون السائق صامت، انه لا يمانع فى كتابة العنوان فى ورقه
لكن سماع كلمه او كلمات فى تلك اللحظه يمكنها ان تدفعة لأرتكاب جريمة.
حسنآ فعل السائق، سأل عن الوجهه وحدد الآجرة ثم ايقظ مذياعه وسرح مع نفسه سامحآ لمعاذ ان يتمطى على راحته
على سلم المشفى فتحت الممرضه ريهام عينيها الواسعه اصلا بنظره متسأله
دكتور معاذ؟ انت قلت انك مش هتيجى المستشفى النهردة؟
همس دكتور معاذ بنبره رنانة وهو يرفع حاجبه كأنه يتذكر
قلت هناك احتماليه لعدم حضورى يا ريهام
صفقت الممرضه ريهام الدفاتر على بعضها، دى الحالات إلى حضرتك هتعاينها النهردة !
سيبيها فى المكتب لو سمحتى، انا محتاج اغسل وشى
ثم استدار بسرعه، ريهام؟ اعملى حسابى فى السندوتشات إلى هتشتريها انتى والممرضات.
جلس دكتور معاذ على المقعد يعاين الملفات،رمقها بنظرة مطوله كأنه عدو
اول أمس كان يجلس هنا رجل محكوم عليه بالأعدام
رجل من المفترض اننى كنت اساعده
وانا الذى وقعت قرار احالته لحبل المشنقه، اتفهم ان ضميرى يعمل بقوه وينبح مثل كلب ، كان مصر على أقواله
جلس هنا فى صمت وكان يطرق الطاوله باصابعه اللعينه كانه يلحن اغنية
وقعت عينه على البقعه التى كان مدحت يضربها باصبعها
كان هناك خدش واضح فى الطاوله
جرح فى الخشب لم يلمحه دكتور معاذ من قبل، حاول أن يتذكر مدحت وكيف كانت اظافره وما يعنى ذلك
حالات الخدش تأتى من الارتباك او يحاول المرء أن يجبر نفسه على قول امر غير مقتنع به
او ان يكون مرغم على الاعتراف بشئ يكرهه
ضيق معاذ حاجبيه بتركيز محاولآ تذكر كم مره طرق مدحت الطاوله، سبعه؟ عشره!؟ لم يكن الأمر واضح بالنسبه له
اشعل سيجاره وعينه على الخدش، اقترب من الطاوله
برقت عيونه من الدهشه، كان يظنه خدش واحد ‘
شكلت الخدوش مجموعات منفصله، متابعده لكنها متصله
كل مجموعه بها خمسة خدوش غير واضحه، دقق أكثر حتى كادت عينيه ان تلتصق بالخشب
فى اخر مجموعه ست خدوش، محى اخر واحد فيها بعنايه
كان مدحت يعنى ما يفعله ولم يسمح بالخطاء
ان كان فعل ذلك فأنه كان يآمل ان يلاحظ شخص ما
الأمر وينتبه له، ليس هو بالطبع إنما شخص يحب الالغاز
ثلاثة خمسات ماذا يعنى ذلك؟ فتش فى كتب علم النفس التى قرأها، مدلولات الأرقام والاشارات، بارتوفيز؟ فلدونسى
ميكاربوتا، لا لا لا وأطلق معاذ دفعه من الدخان الأزرق حلقت فوق رأسه مثل غيمه
طرق الباب وآطل منه وجه جميل، السندوتشات وصلت يا دكتور معاذ
دون أن يرفع بصره همس، ليس الآن، اتركينى بمفردى، اغلقى الباب ولا تسمحى لذبابة ان تمر للداخل
امتعض وجه ريهام وصفعت الباب بقسوه لا متناهيه تدل على الحنق والاستنكار
ليس من المعقول ان يكون مدحت فعل كل ذلك فى جلسه واحده
كم مره حضر مدحت للمعاينه داخل مكتبه؟
مرة؟ مرتين؟ فتح سجل المعاينات، دخل مدحت المكتب مرتين فقط
واحده كانت منذ أكثر من أسبوع والأخرى اول امس، مدحت لم يكن مريض معاذ، كان تحت ملاحظة دكتور سعيد ثم نقله مدير المستشفى تحت رعايته
نهض معاذ من مكانه وارتطم بلوحة جدرايه فوق مكتبه لوحة معلقه على الجدار يحرص دكتور معاذ على مرافقتها فى كل مكان يعمل به، تصور إطار من الطبيعه بخلفية صفراء وسحب صفراء وشجرة بافرع كثيفه تجلس تحتها على العشب طفله تحمل دمية، اللعنة!! شعر معاذ بالآلم فى رأسة
وضع يده فى مكان الوجع
فى نهاية إطار اللوحه لاحظ معاذ مجموعه من الخدوش تشبه شرطات بقلم رصاص، ثلاثة مجموعات، خمسة خدوش
الأمر لا يمكن أن يكون صدفه.
ركض دكتور معاذ فى الرواق ذو الواجهه الزجاجيه وقد كرمش قميصه الموف إلى الكوع،مغرقآ اياه فى بنطال ازرق ضيق يضغط عليه حزام من الجلد، شعرة الناعم المموج فى طريق واحد وسيجارتة فى فمه
عبر مدير المشفى الذى يتمشى داخل الرواق بعيني بومة تدوران بحثأ عن صيد وفتح مكتب دكتور سعيد وهو بلهث
انتبة دكتور سعيد الذى كان ينظر إلى كمبيوتره
استدار بسرعه لمواجهته
فيه ايه يا معاذ خضتنى؟
مش تخبط يا اخى على الباب يمكن بعمل حاجه لا اخلاقيه فى مكان العمل؟
ضرب دكتور معاذ الطاوله براحتى يده، انا عارف اخرك يا سعيد، انت بتخاف من مراتك واى راجل بيخاف من مراته بيخونها
حاول دكتور سعيد ان يطلق ابتسامه تاهت وسط الصدمه
__مدحت زار مكتبك كام مره
مدحت مين يا معاذ؟
مدحت، مدحت المريض إلى اتحكم عليه بالإعدام شنقآ
__ انت لسه الموضوع دا شاغل بالك؟ يا اخى وقعت قلبى
___كام مره يا سعيد؟
مرتين تلاته مش فاكر
حاول تفتكر يا سعيد!؟ وحدق معاذ بالطاوله تاركآ دكتور سعيد يعبث بدفتر ملاحظاته
ابتسم لما شاف الخدوش علب طاولة دكتور سعيد، ثلاثة مجموعات، تلت خمسات
ها كام مره يا سعيد؟
تلت مرات يا معاذ، ها ارتحت؟ ممكن تسيبنى اكمل شغلى؟
تكمل شغلك؟
ولا تكمل إلى بتعمله؟
وضع سعيد عينيه فى راس معاذ، هتفرق يعنى؟
__ايوه هتفرق لكن مش وقته دلوقتى سلام
مدحت خضع للمعاينه فى مكتب دكتور سعيد تلت مرات
وانا مرتين بس
الأمر عشاوئى ولا يمكن الاعتماد عليه، فى حالات الاوعى العقليه المنتقاه خارج البؤرة الذهنيه لازم الإشارات تكون متطابقة ودا محصلش هنا
فى الرواق تنهد معاذ بارتياح اتكاء على الدرابزين ولقى نفسه قدام غرفة المراقبة
ابتلع معاذ ريقة، وفتح الباب، هو انا ممكن اغلس عليك دقيقه؟
اتفضل يا دكتور خير؟
عايز اراجع الكاميرات مكتبى الخاصه بالمعاينات الطبيه
يوم وأخرج معاذ دفتره وذكر التواريخ
حدق بتركيز وتحقق ان مدحت خضع للمعاينة فى مكتبه مرتين فقط
شكر الموظف وقصد مكتبة، داخل المكتب خضع معاذ لجلسه من اللوم والتقريع على يد مديرة
سيجاره يا معاذ وكمان قدام الموظفين والمرضى؟
دا انت مفكرتش حتى تمسى عليه
اعتذر معاذ، كان فى غاية الأسف فعلا ووعد المدير ان يا يكرر فعلته النكراء مره اخرى
فى نهاية نوبته قرر ان يعرج على مطعم ويتناول وجبة فاخرة ترضى معدته الثائرة
قبل نهاية السلم سمع صوت ينادى عليه
اها تذكر معاذ عندما استدار موظف غرفة المراقبه ولوح له
__اعتقد يا دكتور فيه حاجه هنا لازم تشوفها
كان الفديو يصور مكتبه، مدحت يتلفت فى كل اتجاه قبل أن يفتح المكتب
كان المكتب خالى، قصد مدحت الطاوله خدشها باظافره خمس خدوش قبل أن يصل للوحة الجداريه ويفعل معها مثل ما فعل فى السابق
كان ذلك فى اليوم الى تم فيه نقل مدحت للسجن
تصدع جسد معاذ، ترنح مثل ورقة شجرة هبت عليها عاصفه هوجاء، الشيطان، تلت خمسات ٥٥٥ رمز الشيطان
لا تنسى التعليق والايك
ضع صفحتى مشاهدة اولا see first لتظهر لكن المنشورات اول بأول فور نشرها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وعد في العتمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *