روايات

رواية تجربه فريده الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير توفيق

رواية تجربه فريده الفصل الخامس 5 بقلم زينب سمير توفيق

رواية تجربه فريده البارت الخامس

رواية تجربه فريده الجزء الخامس

تجربه فريده
تجربه فريده

رواية تجربه فريده الحلقة الخامسة

وقف البـاص قبل المدرسة بشوية كالعادة، لكنها منتبهتش، كانت شاردة في أحداث أمبارح، كرم لما وصلها وأعتذرلها على اللي حصل، بسمته الخفيفة، وملامحه الهادية وتعامله الراقي معها.. هو غير.. غير كل الناس اللي شبهه وأصحابه، بيتعامل معها وكأنها بني آدم، مش بيبص لخلفيتها الأجتماعية ولا حسابها البنكي، موقفين تلاتة جمعهم سـوا، قدروا يخلوها تحس بالراحة معاه..
بسمة خفيفة أترسمت على ملامحها، أختفت أول ما أفتكرت نقيضه، إيسـو!
إن كان كرم الهدوء والسكينة والراحة فهو العكس تمامًا، زوبعة، بركان.. قنبلة ممكن تنفجر في وشـك في أي لحظة، محدش يقدر يتوقع رد فعله ولا يعرف بيفكر في أية
من أمبارح وهي في حيرة، عمل مواقف كتير سيئة معاها، بس موقف حمام السباحة أول ما نفى إنها مش عملته، صدقته علطول، على رأيه، اللي زيـه معندوش حاجة يخاف منها علشان يكدب!
أتنهدت بتعب منه، بتتمنى كل دا يخلص ويسيبها في حالها!
صوت السواق فوقها من سرحانها – ياأنسة.. وصلنا
– أسفة، مخدتش بالي
قالت بأعتذار وهي بتقوم وتاخد شنطتها، نزلت من الباص وبدأت تتمشى، لحد ما وصلت للمدرسة، لقيته في وشها.. إيسـو.. واقف عند البوابة وكأنه مستني حاجة.. او حد.. هـي!
أول ما لمحها أتعدل في وقفته، قربت من البوابة خطوتين، كانت هتعديه، لكنه مسكها من دراعها يوقفها، بصتله و – بالنسبة للي حصل امبارح أنتِ..
قاطعته وهي بتبعد أيده عنها – متقلقش مش هيتكرر تاني، مش هحضر حفلة من حفلاتكم تاني.
– دا أضمن ليكِ أصلًا مينفعش حد زيـك يحضر حفلة من النوع دا.. وقبل ما تستنتجي من دماغك السبب فلا.. مش علشان الأسباب العبيطة اللي بتفكري فيها، بس لأنك غير أي حد موجود هنا، أنتي أنقى من أنك تكوني موجودة هناك، روز وجيسي حسابهم معايا علشان ودوكي هناك وخلوكي تقابلي وتتعاملي مع واحد زي وائل
بصتله برفعة حاجب.. متعجبة مستغربة اللي بيقوله!
كان خايف عليها مثلًا؟
مستحيل!
– قبل خيالك ما يوديكي بعيد، اللعبة اللي بلعب بيها محبش غيري يلعب بيها، لما أخلص منها يمكن وقتها أفكر أسيبها لغيري
بصتله بسخرية و – كدا وضحت!
بعدت أيدها عنه المرة دي، ووقفت في وشـه تمامًا، تواجهه ورفعت عيونها تبص لعيونه و – قولي ياإيسـو.. نهاية اللي بيحصل دا أية؟ إني أسبلك المدرسة وأمشي؟ قولتلك مش هعمل كدا، مستقبلي وحياتي كلها واقفة على المدرسة دي، ياأموت فيها ياأتخرج منها، متستناش مني أهرب منها..
كان ساكت.. شارد!
قبل ما ترتسم بسمة غريبة على وشـه و – قولتلك مش عايزك تمشي..
– أومال عايز أية؟ تفضل تكمل تعذيب نفسي فيا، تعيشني في رعب علشان تستمتع بغضبي وخوفي على قولتك؟
مـد شفايفه بحيرة و – الأول كانت الحاجات دي مليانة إثارة بالنسبالي بس..
رجعت ملامحه للجدية وشاورلها بصباعه كام مرة بـ لا و – مبقيتش كافية!
بصتله بعدم فهم و – مش فاهمة!
قرب خطوة منها كمان و – ولا انا كمان فاهم.. لو كنت فاهم كنت هبقى أحسن بكتير
في اللحظة دي أيد أتحطت على كتف إيسـو وشـدته بعيد عنها و – أنت قدام بوابة المدرسة ياحلو مش عايزين نتعاقب بإرتكاب فعل مخل كمان كفاية البلاوي اللي علينا
قالها شامي بمرح وهو بيخليه يلف معاه ويمشي لجوه المدرسة ويسيبوا نيللي تدرك إنهم كل دا عند بوابة المدرسة! حوارهم الشيق دا كان على مرأى ومسمع المدرسة كلها
بصت حواليها وبالفعل كل العيون كانت عليها!
وفي نص اليوم كانت الحيرة شغالة
هل الفتاة الجديدة لعبة إيسـو الجديدة..
ولا حبيبته الجديدة؟
****
دخل إيسـو وشامي لركنهم الخاص، كان قاعد كرم وجيمي، بيلعبوا لعبة سـوا وباين عليهم الحماس، قرب إيسـو من كرم وقعد قصاده و – أية اللي حصل لما وصلتها أمبارح؟
– ميـن؟
– متستعبطش أنت عارف أقصد مين
هز كتفه بجهل و – روح أسألها لو عايز
– كرم..
نطق أسمه قبل ما يشيل الدراع من ايده ويرميه بعيد بإهمال ويرجع يمسك راسه ويخليه ينتبهله و – حصل أية أمبارح؟
– أية اللي يهمك في أنك تعرف اللي حصل؟
– مش لازم تعرف
قالها وهو بيقف ويديله ضهره قبل ما يكمل – بس البنت دي تلزمني.. يعني أبعد عنها ياكرم
– وأن مبعدتش
قالها بتحدي، لف إيسـو يبصله برفعة حاجب و – هتبعد.. فأبعد بمزاجك بدل ما أخليك تبعد غصبًا عنك
قرب كرم منه وهو بيقول بعصبية بدأت تتفاقم – أنت بتهددني!
وقف جيمي بسرعة وكتفه.. و – أية في أية أهدوا شوية
قرب شامي من إيسـو يمسك كتفه بتحذير و – أرسلان! براحة شوية مش دي اللي هتخليكم تخسروا بعض
إيسـو وعيونه على كرم – انا مش عايز أخسره علشان كدا بقوله يبعد عنها
كرم – لية كل دا؟ بتحبها؟
سكت.. فكمل كرم – لو أجابتك أه هبعد.. أي إجابة غير دي يبقى أنا اللي هبعدك من طريقها، مش هسمحلك تعمل فيها زي غيرها.. وتدمرها
قال أخر كلماته ونظرات تحدي شرسة تبادلوها سـوا، قبل ما يتنهد شامي و – ينفع توقفوا المهزلة دي وتتكلموا بعقل شوية، كرم أبعد عنها وانت ياأرسلان سيبها في حالها، أنسوها خالص كأنها مدخلتش المدرسة أصلًا.. ممكن؟
بصوله الأتنين من غير رد
فكرر – ممكن؟
بعد إيسو أيد شامي عنه وأخد شنطته والجاكت بتاعه ومشى.. نفض كرم أيد جيمي عنه وخرج هو كمان
ووقف جيمي يبض لشامي بحيرة وقلة حيلة
إحساس غير مطمئن ماليهم، حاجة غير لطيفة هتحصل..
إحساس.. بيتمنوا يخيب!
****
وقت الغداء، دخلت نيللي مع جيسي وروز للمطعم، لمحوا شامي وجيمي مع بعض، وكرم لوحده.. وإيسـو لوحده! كل واحد في ملكوت لوحده وجيمي وشامي بيتابعوهم بنظرات متضايقة
المطعم كان صوته هادي، الكل عيونهم عليهم، الأربع رفاق متفرقين لأول مرة تقريبًا، كله عنده فضول يعرف السبب!
همست جيسي ليهم – دي أول مرة تحصل، أن الأربعة حاجة تفرقهم عن بعض!
سألت نيللي بتعجب – هما أصحاب للدرجة دي!
– من الطفولة.. مفيش أي حاجة قدرت تخليهم يفارقوا بعض او يتخاصموا ولو للحظة، رغم أختلاف شخصياتهم، وتصرفاتهم لكن كمان الاختلاف فشل يفرقهم
تدخلت روز في الكلام – عمر ما كرم مثلًا كان موافق على أسلوب التنمر اللي بيعمله شامي وإيسـو بس عمره ما وقفهم عند حدهم، وجيجي كان دايمًا متحفظ.. بيشارك حسب الشخص، وإيسو وشامي صاخبين جدًا حياتهم مليانة بالمشاكل عكس جيمي وكرم اللي حياتهم بتميل شوية للهدوء بس برضوا مفرقش مع صداقتهم..
هـزت راسها بتفهم للي بيقوله، رغم عدم حبها ليهم، بس حبت نوع الصداقة اللي بتجمعهم!
وقفت جيسي و – جيمي بيشاورلي رايحة أشوف عايزني في أية ومنها أعرف حصل أية
روز بضيق – حالًا بعتيني أول ما صالحتيه
– طلع برئ، حبيبك الخاين هو اللي وزه
قالت كلامها بضحكة خفيفة قبل ما تبعد وتسيبهم بعد ما سابتلهم بوسـة في الهوا
ضحكت روز قبل ما تبص لنيللي و – تعرفي أنا بحب شامي من قد أية؟
خدت تنهيدة كبيرة قبل ما تكمل – من مـدة انا مبقيتش بحسبها حتى، بس من أول ما وعيت وعرفته وأتصاحبت على الشلة ودخلتها وانا بحبه، بتعجبني المقالب اللي كان بيخلينا نعملها سـوا، صح كان بيبيعني وبيسيبني أخد العقاب لوحدي بس كان بيجي يعتذرلي بعدها ويديني بونبوني وانا زي الهبلة كنت بسامحه كل مرة
قالت أخر كلامها بضحكة خفيفة
قبل ما تتنهد وتتابع – انا واثقة من إنه بيحبني.. بس مش واثقة من وفاءه ليـا، هو عارف إني بحبه بجنون وخايفة يكون دا سبب إنه مستسهل أفعاله معايا.. عارف إني بقياله فبيروح ويجي وقت ما يحب، وخايفة نزيد في الخناق يحس بالملل ويبعد خالص.. خايفة كتر سنين الحب بيننا تخليه يزهق ومن غير ما أحس حبه يبهت ويحب غيري.. وأتفاجئ بـ دا في اي لحظة.. وقتها ممكن.. ممكن
مكملتش وأخدت نفس طويل تكتم فيه دموعها، بصتلها نيللي بحزن.. مشكلتها مش عارفة تطمنها
متعرفش مين شامي وأية شخصيته، مش ضامناه.. تخاف تديها أمل وشامي يسحبه منها بأفعاله
أتنهدت وهي بتتمنى إنه ميجرحهاش..
مشيت روز علشان تدخل الحمام، وبقيت هي لوحدها، سرحت في صنية الأكل قدامها، رفعت عيونها بالصدفة وقعت على إيسـو، كانت عيونه عليها، قاعد وسط زحمة، بنات وأولاد كلهم التفوا حواليه من ساعة ما قعد لوحده، بيكلموه، وهو ولا مهتم.. عيونه بس عليها هي!
بطريقة مربكة.. ملهاش تفسير.. لية نظراته تكون كدا؟ كأنه بيحتويها، شايلها وحاططها في عيونه، منتبه لكل همسة ولمسة وشاردة منها، كل تفصيلة!
نظراته أختلفت في لحظة، أستوحشت، وهي قلقت!
قبل ما تفهم أية اللي بيحصل معاه، سمعت صوت كرم وهو بيقعد جنبها – نيللي!
بصتله.. لقيتها فرصة علشان تبعد عن عيون إيسو اللي محصراها و – نعم
– بنادي عليكي مش واخدة بالك
– معلش شردت
– كنت هقولك.. مجتليش فرصة أمبارح أعرفك بـ دا، بس أمبارح كنتِ جميلة أوي
أبتسمت بخجل وهي بترفع خصلة من شعرها تحطها ورا ودنها، مـد أيده هو ورفعها ليها، بصتله بتفاجئ.. وخجل وإرتباك!
قبل ما تسمع صوت حاجة بتخبط بصوت مدوي، رفعت عيونها بقلق، كان إيسـو وقف عن كرسيه وهبده بغضب وطلع من المكان..
زوبعة!!
زي ما وصفته بالظبط!
رجعت تبص لكرم اللي كان بيبصلها بنفس النظرات الهادية.. بتطمنها مهما كان المكان مليان قلق ودوشـة.. دوشـة كان سببها دايمًا إيسـو!
****
كمل مشي في الممـر، لمح تربيزة موجودة عليها فازة في الممر هبدها بأيده كسرها، مشى يكسر في اي حاجة يلاقيها في طريقه ووراه جيمي وشامي اللي بيلطم!
– أبوك لسة دافع دم قلبه في تصليح إتلافات المعمل اللي كسرته على دماغ الولا اللي طردته..
كأنه مسمعش حاجة، كمل – طيب كفاية مصيبة ابن الوزير بتاعة أمبارح، دي لسة هتوصله إنهاردة طازة وهتلاقيه عاملك حفلة أستقبال معتبرة في البيت
كأنه بيكلم حيطة سـد! بص لجيمي اللي رفع كتفه بقلة حيلة..
أخد نفس عميق قبل ما يقرب من إيسـو ويكمل تكسير معاه
مبدأ شامي وإيسـو في الحياة
إن لم تستطع إيقافه.. أقترف الجريمة معه!
هز جيمي راسه بمعنى مفيش فايدة.
حصل اللي كان خايف منه، الحب..
هو الشئ الوحيد اللي كان يقدر يهدم صداقتهم
ويبدو إنه نجح
والغريب إن محدش عارف إنه الحب!
وممكن ميكونش الحب
****
تمام، مر يومين تلاتة، الأجواء هادية فيهم، إيسو بعيد عنها، بعيد عن الكل، غايب عن المدرسة، الأجواء رايقة، مفيش مصدر إزعاج او خوف، توطت علاقتها أكتر وأكتر مع جيسي وروز، كلام خفيف مع جيمي وشامي اللي دايمًا حاسة إنه مش طايقها، وتعامل لطيف مع كرم..
– نطلع السطح؟
– هنقعد عليه شوية، عايز أقولك حاجة
– أمم.. أوك!
أبتسم وجالها صوته من الفون – يبقى اشوفك بكرة باي
– باي
قفلت وسرحت في خيالها، أيامها في المدرسة بقيت لطيفة، زي ما كانت عايزة بالظبط، بس لية حاسة وكأن في حاجة ناقصة؟
تاني يوم، طلعت السطح لقيت كرم بالفعل مستنيها، ابتسمت وهي بتقرب منه، ملمحتش نهائيًا الشخص التالت اللي معاهم على السطح اللي لمحها وهي طالعة فطلع وراها.. لأنها.. لأنها وحشته؟
وقطع فترة راحته علشان يشوفها!!
فترة الراحة اللي أخدها أساسًا علشان يبعد عنها، ويقدر يبعدها عن تفكيره، بس منجحش، كل محاولاته إنه يبعد عنها وينساها منتجش عنها غير إنها مبعدتش عن باله لحظة، بقيت ملزماه طول الوقت!!
غزت تفكيره، زي ما غزت كيانه و.. قلبه! لكنه متوقش إن دا اللي هيحصل، لقاءه بيها بعد أيام من البُعد يكون بالقسـوة دي، وهي مع غيره، بتضحكله، وتبتسم وتميل على حضنه!
بنظرات صدمة كان بيبصلهم، وعيون حمرة، مغلولة.. مصدومة.. مجروحة كان

بيتابعهم بيها!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تجربه فريده)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *