رواية عشق مهدور الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق مهدور الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق مهدور البارت الحادي والعشرون
رواية عشق مهدور الجزء الحادي والعشرون
رواية عشق مهدور الحلقة الحادية والعشرون
بعد مرور عشر أيام
ب آتلييه شهيرة
شعرت بسعادة غامره وهي تتصفح تلك الجريدة الشهيرة الخاصه بعالم الموضه والأزياء، التي تحتل صورتها غلاف العدد الشهري، ومديح بها بأنها من أيقونات الموضه التي مازالت تستمتع بجمالها ورشاقتها وحضورها المميز.
تبسم رامز الجالس أمامها قائلا بفخر: رغم إن الديفليه بقاله عشر أيام بس لسه صدي نجاحه مدوي في وسط الفاشون كله حتى في مجلات ومواقع مشهورة إتواصلوا معايا عاوزين إنتر يوا مع النجمه اللى أذهلت الجميع في الدي ليه، شوفتى لما سمعت لى ووافقت عالعرض، الأتلييه بقى له جماهيريه مضاعفه مش هتصدقى مين من المصممين كلمونى وفي منهم اللى طلب منى مباشرة إننا ننظم له دي ليه خاص بيه، الخطوه دى كان لازم تتعمل من زمان.
تبسمت شهيره له قائله: فعلا، بس إنت عارف أسعد كان معارض في الموضوع ده.
تهكم رامز قائلا: وفيها أيه هو يعنى كان إتعرف عليك منين ماهو من عرض زى ده، وأعتقد أنه مهتمش الدليل إنك مبسوطه.
سهمت شهيرة للحظات وهي تتذكر شجار أسعد معها عبر الهاتف بعد أن رأي بعض الصور لها كذلك تهديده المباشر لها أنها لو كررت ذلك لن يكون هنالك فرصه أخري لبقائهم معا في البدايه إرتبكت وخشيت أن ينفذ تهديده لكن…
تجاهلت تهديد أسعد بعد أن رأت كل هذا النجاح والشهرة التي عاودت لها الثقه بقوة بعد إختفاء سنوات كانت تظهر في صورة منظمة عروض أزياء فقط، أسعد لم يعقب كثيرا كل ما قاله كان تهديد وليد اللحظه فقط، وربما كانت عصبيته بهذه الفترة بسبب بتلك الإنتخابات، هكذا إهتدى عقلها كى تستمتع بتلك الضجه حولها، تشعر بزهو.
بمنزل أيمن.
كانت تتمدد بجسدها فوق الفراش تشعر بتوهان بسبب تلك المفاجأة، هي مازالت زوجة آصف، مازال يطبق بجبروته عليها، ظنت أنها تحررت منه لكن كانت خدعه منه إستمرت بوهم لمدة خمس سنوات أن آصف إنتهي من حياتها لكن عاد مره أخرى يصفعها بحقيقة قاسيه، أجل قاسيه، هي لا تود العودة تتذكر تلك المشاعر التي خذلتها بقسوة الحقيقه أنها ذات شآن لديه لكن هي كانت مجرد عاطفة وقت تبدلت مع أول إختبار، أصبحت رغبة إنتقام، إرتجف جسدها بخضة بسبب سماعها لجرس المنزل، حاولت النهوض من فوق الفراش، لكن شعرت فجأه بتيبس في جسدها، شعرت بعجز للحظات تذم نفسها، لكن إتخذت القوة وقالت: مستحيل أسمح لإحساس العجز ده يتملك مني مرة تالته.
حاولت إستجماع قوتها بصعوبه نهضت من فوق الفراش وضعت قدميها على الأرض وثبت واقفه للحظه مازالت تشعر بالتيبس، لكن نداء سحر عليها كآنها كان دافعا لها سارت في البدايه بخطوات بطيئه الى أن خرجت من باب الغرفه عادت تسير طبيعيا، وإستغربت وقوف والداتها عند باب المنزل أمامها شخص آخر، سرعان ما قالت لها: سهيله تعالى.
وصلت سهيله إليها تفاجئت بقول هذا الشخص سألا: حضرتك سهيله أيمن الدسوقي.
أنا محضر من المحكمه ولازم تمضي لى على إستيلام الإخطار ده.
رغم إستغراب سهيله، لكن قامت بالتوقيع له وإخذت منه الاخطار، ثم غادر، اغلقت سحر خلفه الباب تشعر بريبه وقالت ل سهيله إفتحى الجواب، ربنا يستر؟
بالفعل فتحت الإخطار وبدأت بقراءة محتواه، إنصدمت قائله بذهول: ده إخطار من المحكمه بحكم تنفيذ أمر بيت الطاعة!
ذهلت سحر وضربت على صدرها بخصه قائله: بيت الطاعه!
هو وصل ب آصف الحقارة للدرجة دى، طبعا مستحيل ده يحصل، كفايه إننا إتفاجئنا إنه خدعنا وإنك لسه على ذمته، ده مستحيل، أنا هتصل على أيمن يجي دلوقتي ونروح للمحامي يشوف لينا حل.
زفرت سهيله نفسها بغضب، تذكرت آخر كلمات آصف قبل آيام
المرة التالته إنت اللى هتيجي لحد عندي
إذن لم يكن حديث فارغ، نظرت ل سحر تحاول رسم الهدوء
قائله: المحامى ممكن يكون مش فاضى دلوقتى أو في المحكمه، ماما أنا عارفه غرض آصف كويس.
تسألت سحر: وأيه هو غرضه، مش مكفيه اللى حصل منه قبل كده، راجع يفاجئنا من تانى إنك لسه مراته، ودلوقتى كمان طالبك في بيت الطاعه.
تنهدت سهيله بآسف قائله: ده مش طلب يا ماما ده حكم واجب التنفيذ، ومتخافيش أنا اللى لازم أواجه آصف كفايه كده كتير.
تركت سهيله سحر وذهبت الى غرفتها أبدلت ثيابها بأخري، وخرجت تفاجئت سحر بذالك سألتها: مش واخده أجازة النهارده من الشغل في المستشفى، رايحه فين؟
ردت سهيله: أنا مسافره القاهره يا ماما هواجه آصف بنفسي.
إرتجف قلب سحر وقالت بخفوت: تروحى فين، إستني هتصل على باباك وهو يتصرف معاه.
ردت سهيله بقوه: لاء كفايه كده يا ماما أنا أكتر واحده عارفه آلاعيب آصف، اللى كان لازم أواجها من البدايه وأتأكد فعلا إن الطلاق مش راجعي، وكان لازم أقرا الورق كويس قبل ما أمضى عليه، آصف مخادع.
تركت سهيله سحر وتوجهت نحو باب المنزل، رغم عدم رغبة سحر التي حاولت منعها.
سارت سهيله الى موقف السيارات الخاص بالبلده، صعدت الى إحدى السيارات المتجه الى القاهره مباشرة.
عصرا
ب مكتب آصف
أثناء إنشغاله بدراسة إحدي القضايا، صدح رنين هاتفه، جذب هاتفه وتبسم ترك دراسة تلك القضيه وقام بالرد مازح: قولى سيادة الطيار فين النهاردة.
تبسم آيسر وهو يقول: ألمانيا.
إستغرب آصف قائلا: غريبه بقالك أكتر من عشر ايام قاعد في ألمانيا في الاول قولت واخد أسبوع أجازه، أيه هي ألمانيا حلوه أوى كده، مش سبق وقولت إنك مش بترتاح فيها، ولا يمكن هتلر حاجزك عندك.
ضحك آيسر قائلا: مديت فترة الأجازة، بتقول فيها، والله دى فعلا، أخت هتلر في الإطهاد.
ضحك آصف قائلا بخبث: مين اللى أخت هتلر، دى واضح إن هواك جاي على ألمانيا.
تنهد آيسر قائلا: والله مش ناقص سخافتك، ومعرفش أساسا أيه اللى خلانى أتصل عليك، شكلك رايق.
تهكم آصف بحنق وإستهزاء: رايق عالآخر…
قطع إسترسال حديث آصف رنين الهاتف الأرضى الخاص بالسكرتيره.
تنهد آصف قائلا: خليك معايا دقيقه.
رفع آصف سماعة الهاتف وقام بالرد أخبرته السكرتيره: مدام مي المنصوري معايا عالخط التانة دلوقتي وبتقولى إنها بتتصل على حضرتك موبايلك مشغول.
تنفس آصف وزفر نفسه برتابه قائلا تمام حوليها عالخط ده.
لحظات وسمع إندفاع مي بالسؤال: بتصل ليه مش بترد عليا، أعتقد بينا أعمال شخصيه…
قاطعها آصف بصد قائلا: بينا أعمال خاصه بالشغل فقط، وأعتقد مكتب مفتوح عشان الاعمال دى، هنتظر حضرتك الليله في مكتب عالساعه تسعه، ودلوقتى متآسف معايا إتصال مهم.
وضع آصف سماعة التليفون، ثم زفر نفسه بضجر، لكن إنتبه الى حديث آيسر الذي مازال على الهاتف: مالك هي زبونه رخمه ولا تكون ليها نوايا تانيه.
إستهزأ آصف قائلا: نوايا تانيه زى أيه، أساسا النوعيه دى متلفتش نظري، بقولك هترجع إمتى لسه مطول في ألمانيا.
تنهد آيسر: معتقدش الأجازة خلصت، ومدتها كمان خمس أيام وفاضل فيها يوم واحد، هرجع أستلم شغلي من تانى، بس هرجع عالقاهره الأول.
تبسم آصف قائلا: تمام، بقولك إتصل على ماما طمنها عليك، عشان سألتنى عنك الصبح، وقالت إنك مش بتتصل عليك، شكلك مشغول أوى عندك مع هتلر، وناسى الدنيا كلها.
ضحك آيسر قائلا: تمام هتصل على ماما، أهو أطلب منها تدعيلى ربنا يحنن قلب هتلر عليا، يلا أسيبك لزباينك اللطاف.
أغلق آصف الهاتف ووضعه على طاولة المكتب وإضجع بظهره على المقعد، لكن عاود هاتفه الرنين، جذبه وقام بالرد يسمع للآخر: آصف بيه جيبت لحضرتك المعلومات اللى كنت طلبتها بشآن شاكر المنصوري، زى ما توقعت قبل كده وقولت لحضرتك، ال يلا فعلا شاكر متجوز فيها من البنت اللى كانت سكيرتيرته، بس في حاجه كمان حصلت، مي المنصورى عرفت بكده، بس معرفتش رد فعلها.
تهكم آصف قائلا: تمام، شكرا لك، هحولك بقية أتعابك على حسابك في البنك.
أغلق آصف الهاتف وشعر بآسف، كان يظن أن شاكر قد يوصله لبداية معرفة قاتل أخيه، لكن خاب توقعه، لكن مازال هنالك فرصه، ربما يعلم شاكر أى معلومه قد تفيده لاحقا، إنتبه الى تلك الورقه الموضوعه على المكتب جذبها وتبسم وهو يقرأها قائلا: مش قادر أتوقع رد فعلك يا سهيله.
تذكر يآسه بعد أن صدمته بحقيقة سامر المخزيه كذالك طلبها للطلاق وإصرارها عليه ورفضها مقابلته مره أخري بعد ذلك، حتى لقاء البحيرة الأخير بينهم كان عاصف لقلبه رأى مدى رهبتها منه، سفحت قلبه تلك النظره التي كانت بعينيها، [بالعودة لسنوات، قبل أن يوافق على طلب سهيله الإنفصال]
كان يشعر بالضياع كل شئ هدم أمامه، بحماقته الذي إستسلم لها، هدر بغباوته عشقه، بعد أن إستسلم للأوهام.
فكر في المماطله بالوقت عل سهيله تتراجع عن ذلك، لكن كان هنالك والداها يصران على ذالك الإنفصال
صدفة، أو ربما نجده إلاهيه آتت له
إتصال إبراهيم عليه وقتها وطلب لقاؤه، بالفعل تقابلا بأحد مطاعم كفر الشيخ
إستغرب إبراهيم من ملامح آصف البائسه، فهو تزوج قبل أيام فقط، مزح قائلا: قولى بقى يا عريس أيه أخبار الجواز معاك، أوعى تكون قاسى مع العروسه، الستات صنف ناعم يحب الحنيه والدلع.
نظر آصف له بسخط صامت، عن أى حنيه ودلع يتحدث وهو كاد يوصلها للموت
زاد إستغراب إبراهيم سائلا: في أيه مالك ساكت كده ليه، أيه اللى حصل اللى يشوف البؤس اللى مرسوم على ملامح وشك ميقولش عريس مكملش أسبوع.
تهكم آصف بسخريه وحنق قائلا: وعاوزنى أبتسم وأنا داخل على طلاق.
ذهل إبراهيم قائلا: طلاق!
إنت مكملتش أسبوع يا جدع، أيه اللى حصل.
شعر آصف بخزى وهو يقول: أنا السبب مش هى، دماغك ميروحش لبعيد أنا تمام بس في حاجه حصلت ومتسألنيش أيه هى، أنا محتار مش عارف أعمل أيه، سهيله مصره على الطلاق، حتى رافضه إنها تقابلني، وباباها عمال يلح عليا حتى قالى إنهم متنازلين عن كل مستحقاتها من نفقه وقايمة عفش ومؤخر، حاسس إنى مخنوق مش قادر أفكر.
شعر إبراهيم بآسف على حال آصف الذي يراه بهذا المنظر المهزوم لأول مره منذ معرفتهم بالجامعه، تنهد قائلا: وأنت مش عاوز تطلقها بسيطه أرفض الطلاق، هدد إنك ممكن تطلبها في بيت الطاعه.
نظر له آصف قائلا: أصلها ناقصه، بلاش تفكر قولى كنت عاوزنى ليه؟
رد إبراهيم: سيبك من كنت عاوزك ليه، لأنه مش مهم، المهم دلوقتي نشوف حل لمشكلتك، إنت بتقول إنك مش عاوز تطلق، وفي نفس الوقت مجبور عالطلاق بسيطه إستخدم الشرع والقانون، ومش هقولك بيت الطاعه متخافش بس إنت دارس قانون شرعي كمان وعارف إن في محايلات كتير تقدر بيها تنفذ لمراتك طلبها وفي نفس الوقت تسيب لنفسك مدخل لفرصه تانيه معاها.
إنتبه آصف وفهم قصد إبراهيم، تبسم بإنشراح قائلا: إزاي كانت تايهه عنى، بقولك أنا هحتاجك، بس ك محامى خاص بيا.
ضحك إبراهيم مازح: وماله طالما هتدفع أتعاب مناسبه يا سيادة القاضي.
تبسم آصف قائلا: هدفعلك اللى تطلبه بس يحصل اللى أنا بخطط له في دماغي.
فى اليوم التالى.
تواصل آصف مع أيمن وأخبره أنه قام بتطليق سهيله لدى المأذون، وأنه سيرسل محامى خاص به ومعه بعض أوراق خاصه بتسوية بعض الحقوق بينهم، وافق أيمن وسهيله على ذالك
بعد ثلاث أيام
ذهب إبراهيم الى منزل والد سهيله التي للتو عادت مع آسميه من شقة البحيره
أخرج إبراهيم ملف خاص قائلا: أنا مفوض من السيد آصف بتسوية حقوق مدام سهيله الماديه سواء عن النفقه والمؤخر وكمان قايمة العفش.
رد أيمن بدلا عن سهيله: سبق وقولنا له كل الحاجات دى متنازلين عنها، قصاد أنه يطلق وطالما طلق يبقى خلاص.
برر إبراهيم ذالك قائلا: دى إجراءات قانونيه ولازم تتم غير إنها حقوق مدام سهيله وأنا مفوض بها، ده ملف خاص فيه نسخه من قسيمة الطلاق كمان هنا تنازل من مدام سهيله إنها أخدت جميع حقوقها الشرعيه المذكوره، المفروض إنها تمضى عليه.
تنهدت سهيله بضجر وأخذت قسيمة الطلاق لم تقرأ سوا عنوان القسيمه كذالك بحثت عن توقيع آصف فقط، تنهدت براحه قائله: تمام أنا موافقه أوقعلك على التنازل عن مستحقاتى.
تبسم إبراهيم قائلا: تمام إتفضلى ده شيك خاص بكل مستحقات حضرتك، وإتفضلى إمضى على التنازل ده.
لم تأخذ سهيله الشيك، وأخذت الملف الذي به ورقة التنازل قرأتها ثم قامت بالتوقيع عليها، تبسم إبراهيم ونهض واقف جوارها وأزاح تلك الورقه لورقه أخري أسفلها: في كمان وثيقه تانيه كمان تحت دى تفيد إن وصلك كافة مستحقاتك الماليه في الملف غير التنازل ياريت تمضى عليها هي كمان.
كادت سهيله أن تقرأ تلك الوثيقه لكن شغلها إبراهيم قائلا
إتفضلي الشيك.
نظرت له سهيله بإستياء، وقامت بالتوقيع دون قراءة الوثيقه الأخري وأخذت منه الشيك وقامت بتمزيقه قائله: أنا قولت متنازله عن كل شئ يكفيني الطلاق وبس.
أومأ إبراهيم لها قائلا بإنصياع: تمام، أنا مجرد مفوض ودى حريتك، هستأذن أنا.
إستأذن إبراهيم، بينما سهيله شعرت براحه، قائله: كده خلصت من قيد آصف.
بعد قليل ب سرايا شعيب بغرفة خاصه
إستقبل آصف إبراهيم نظر له بلهفه سألا: مضت على التوكيل.
كاد إبراهيم أن يراوغه لكن حالة آصف المزاجيه لا تسمح بذالك، أومأ له بموافقه، وقال له أنا بكره هروح أسجل التوكيل ده في المحكمه وبعدها بصفت موكل عام عنها هرجعها لعصمتك من تانى، بس إياكش تعد الجمايل، ومتنساش إن معايا توكيل مفوض بالزواج من مدام سهيله يعنى أقدر مش بس أرجعهالك، كمان أقدر أرفع عليك قضية خلع.
تبسم آصف قائلا: دا أنا كنت أخلع عينيك.
[عودة].
عاد آصف من تلك الذكريات يشعر أنه ربما كان مخادع، وتحايل بالشرع والقانون، لكن كما يقولون
كل شئ في العشق مباح.
ألمانيا
– كش ملك.
قالها مبتسم وهو ينظر الى عينيها اللتان تشعان بضجر، بعد ثلات محاولات فازت عليه بسهوله، هذه الجوله الرابعه خسرتها بكل سهوله أمامه أيضا لكن ليس بمزاجها كما يفعل هو، كزت على أسنانها بسحق، كيف خدعت ولم تنتبه الى حركة قطع الشطرنج، هل تستسلم للخسارة وتنهى تلك الجولات بعد فوز ثلاث جولات تستسلم لأول هزيمه…
رفعت وجهها ونظرت الى عينيه اللتان ينظران لها بترقب، أو بالأصح بتوقع هي لن تنسحب مهزومه، لكن خاب توقعه حين فكرت بدهاء هو ينتظر أن تطلب جوله أخري تعلم نواياه من خلف تلك الجولات هو إطالة الوقت، ضيقت عينيها بخبث ومدت يدها تصافحه قائله: تمام أنا عندى روح رياضيه، مبروك إنت الفايز.
وضع يده بيدها مصافحا يقول: عندنا في مصر الفايز هو اللى بيحكم الخسران في اللعب.
نظرت له متسأله: شو يعني إنت بدك تحكم علي.
أومأ برأسه مؤكدا: دى أصول اللعب.
تنهدت قائله: بس أنا كسبت تلات جولات ومحكمتش عليك بشئ.
راوغها مبتسم بإعتراف: فعلا، ده حصل، بس أنا كنت بطلب جيم تانى، إنما إنت إنسحبت من أول هزيمه.
تأففت بضجر قائله: تمام نلعب جيم خامس.
ضغط على يدها بقوه وباليد الأخري قام ببعثرة قطع الشطرنج قائلا بمكر: ده كان قبل ما تنسحب، دلوقتي انا اللى ليا الحكم.
تنهدت بضجر قائله: أوكيه شو هو الحكم اللى بدك ياه.
أخفى تلك الوقاحه لنفسه هامسا: والله لو بمزاجي كنت طلبت حاجات كتير أوي، بس عارف لو بس قولتلك أقلعي النظارة مش بعيد تقلع رقابتى أو يمكن تحدفنى من البلكونه على جدور رقابتي تتكسر، خليك محترم يا آيسر، فكر بسرعه في طلب مناسب.
إهتدى عقله للطلب، حين دلف عليهم مدحت يحمل صنيه عليها بعض أكواب مشروب دافئ قائلا: عملتلكن هوت شوكيلت دافي، وصايه مش هيك بيقولوا المصريين.
المصريين!
هذه هو الطلب، تبسم آيسر قائلا: هيك بيقولوا يا عم، وبما إنى كسبت في الشطرنج والمفروص في حكم لازم يتنفذ، أنا قررت من إنى أبدله من حكم لدعوة خاصه لزيارة مصر
وبما إننا في مصر بنقول خير البر عاجله، أنا راجع مصر بعد بكره أيه رأيك تجيوا معايا على نفس الطيارة.
نظر مدحت الى روميساء وتبسم بموافقه، لكن إعترضت كعادتها: لاء هدا حكم ما بعرف نفذه هلأ، كيف راح أخد أجازة من الشركه ياللى بشتغل فيها.
لم يحتاج آيسر الى إقناع روميساء هنالك من أناب عنه قائلا: وأنا موافق جدا، ومو صعبه تاخدي أجازة إنت تقريبا مش بتاخدي أجازات غير الرسميه، وأسبوع أو إتنين في مصر فرصه هايله إيلنا نغير جو ببلد جميل متل مصر أم الدنيا.
لكن لابد من إعتراض، واقفت بعد محايلات عدة كان بطلها مدحت، بينما آيسر يتلاعب من بعيد حتى لا يظهر أنه يضغط عليها، لكن تبسم بزهو حين قالت روميساء بإقتناع: خلاص بابا، بكره راح روح الشركه وأطلب أجازة أسبوع واحد بس مو أكتر من هيك.
تبسم مدحت كذالك آيسر الذي حدث نفسه متوعدا: بس إنت تنزلي مصر، وأوعدك أنسيك ألمانيا، ولبنان نفسها، يا جميلتي.
مساء
بالقاهرة.
توقف سائق سيارة الأجره قائلا: هو ده العنوان اللى قولتليى عليه حضرتك.
تنهدت سهيله تستجمع شجاعتها وأخرجت مبلغ مالى أعطته له ثم
ترجلت من سيارة الأجرة، وقفت لحظات تنظر الى ذاك المبني الأنيق تهكمت بداخلها ماذا ظنت أن يكون لديه مكتب محاماه صغير غرفه وصاله لابد من مبني فخم يليق ب آصف شعيب
تركت النظر الى. المبني ودلفت الى داخله رأت إحدى الفتيات تجلس خلف مكتب بمدخل المبني.
ذهبت نحوها بتلقائيه، ألقت عليها المساء: مساء الخير، ممكن أعرف مكتب آصف شعيب.
نظرت لها الموظفه بتمعن وإستغربت من تلك التي تبدوا بوضوح من ملابسها البسيطه والمحتشمه، وتقول إسم صاحب المؤسسه بلا ألقاب سابقه لإسمه، صمتت لحظات.
زفرت سهيله نفسها بضجر وعاودت السؤال: من فضلك فين مكتب آصف شعيب، ولا أقولك أنا هسأل أى حد تاني، يمكن معين خارسه في الإستقبال.
تضايقت منها موظفة الإستقبال وقالت: لاء أنا مش خارسه، ومكتب مستر آصف في الدور التالت، بس إنت عاوزاه في أيه، لو جايه عشان وظيفه…
لم تكمل الموظفة بقية حديثها حين تركتها سهيله وتوجهت نحو مكان ذلك المصعد، ودخلت إليه مباشرة دون السماع الى تحذير تلك الموظفة أن هذا المصعد خاص بالرؤساء فقط، أغلقت باب المصعد وضغط على رقم الطابق، بعد لحظات توقف المصعد.
وقفت للحظات بالمصعد تزدرد ريقها تشعر برهبه لكن تغلب عليها الغضب وحسمت أمرها لابد من مواجهته لم تعد تبقى تلك الجبانه التي تخشى رؤياه، بالفعل حسمت أمرها وخرجت من المصعد تهكمت هنالك أكثر من موظف و موظفه بردهة الطابق الواسعه، توجهت الى إحد الموظفات وقالت مباشرة: فين مكتب آصف شعيب.
تركت الموظفه العمل على الحاسوب الذي كانت تعمل عليه، كذالك بقية الموجودين بالردهه
نظروا لها بإستغراب.
شعرت سهيله بضيق من نظراتهم لها وعاودت السؤال: قولى لى فين مكتب آصف ولا أقولك أنا هوصل له بنفسي.
بدأت سهيله بفتح أول مكتب أمامها كان مكتب يبدوا أنيق لكن تعمل به إمرأة أنيقه، نظرت لها سهيله بتهكم قائله: لاء ده مش مكتب آصف آسفه.
أغلقت المكتب وتوجهت نحو باب مكتب آخر لولا أن إعترضت إحد الموظفات وقفت أمامها وكادت تمنعها من الدخول وقالت لها بتعسف: إنت مين وداخله تتهجمي على مكاتب المؤسسه، أنا هطلب لك أمن المؤسسه.
نظرت لها سهيله بسخط وجذبتها بعيدا عن باب المكتب وقالت لها بإستبياع: الأفضل تطلب الأمن المركزي.
نحت الموظفه جانبا وفتحت باب المكتب ودلفت إليه مباشرة
رفع آصف وجهه ونظر نحو باب المكتب تفاجئ
ب سهيله أمامه…
ظن للحظه أنه يتخيل أغمض عيناه لوهله ثم فتحها
تيقن أنه لم يكن يتخيل، إنشرح قلبه لكن سرعان ما نهض واقفا يرسم بسمه على شفاه، كذالك نهض الشخص الآخر الذي كان يجلس معه يتناقش بأحد القضايا الخاصه به.
خرج آصف من خلف مكتبه وحاد بنظره عن سهيله التي تبدوا ملامحها متجهمه بوضوح، مد يده ل للعميل صافحه قائلا: تمام نتقابل بكره الصبح في المحكمه نكمل بقية الإجراءات.
غادر العميل المكتب.
بنفس الوقت آتت تلك الموظفه التي كانت تمنعها من الدخول ومعها فرد أمن، نظرت ل آصف وقالت بتبرير: آسفه يا مستر آصف أنا حاولت أمن…
توقفت الموظفه حين أشار لها آصف بالإنصراف
هى وفرد الأمن
بالفعل إمتثلت الموظفه هي وفرد الأمن.
نظرت لهم سهيله بسخط وتهكمت، لكن سرعان ما إرتجف جسدها حين رأت آصف كاد أن يغلق باب المكتب نظرت له ب ريبه لكنها أخفتها خلف قولها بتعسف: متقفلش باب المكتب، ولا خايف الموظفين بتوعك يسمعوا أمجاد الرئيس بتاعهم.
شعر آصف بغصه في قلبه، يعلم أنها مازالت تخشى وجودها معه بمكان واحد، لكن نظر لها ورسم بروده المعتاد عنه قائلا: واضح إنك متعصبه، تحب أطلبلك ليمون يروق أعصابك.
نظرت له بغضب وقالت بإستياء: هتفضل حقير لحد إمتى يا آصف، إنت إختارت طريقك وأنا طريق بعيد عنك ليه مصر إنك تزود كرهي لك، أنا بكره اليوم اللى دخلت فيه سرايا شعيب وشوفتك فيها.
شعر بنصل حاد يرشق بصدره، لكن مازال صامت، ينظر لها فقط.
تضايقت من صمته وفتحت حقيبة يدها وأخرجت ورقه منها ومدت يدها بها له قائله: أيه ده؟
لم ينظر آصف الى الورقه يعلم ما بها إتكئ بيديه على حرف المكتب وأجابها ببرود: أعتقد الدكتورة بتعرف تقرأ كويس.
تهكمت سهيله وشعرت بغصه في قلبها وقالت: فعلا بعرف أقرأ كويس، وعشان كده أنا هتصرف بنفس طريقتك الدنيئه وهرفع عليك قضية خلع.
تبسم آصف بتهكم قائلا: أنا محامي، وهديك إستشاره مجانيه، مستحيل يتقبل منك قضية الخلع، قبل ما تنفذى حكم الطاعه اللى في إيدك.
نظرت له بغضب ساحق وقالت له: طبعا القانون بقى لعبتك اللى بتتسلى بيها، وتأذى بيها على مزاجك، وبسهوله قدرت توصل لل الحكم ده، بس أنا مش هنفذ الحكم ده يا آصف، مستحيل أنا وإنت يجمعنا مكان واحد، غير بسهوله هاخد حكم في قضية الخلع كفايه أقول إنك سادي عنيف، وسهل أقدم تقرير المستشفى اللى يثبت ده.
شعر بوخز قوي يضرب قلبه ونظر لها بندم، لكن سهيله لم تنظر له، وكادت تتوجه نحو باب الغرفه، لكن آصف جذبها من معصم يدها وسريعا أغلق باب الغرفه وحاصرها وبلا إنتظار قبل شفاها قبلات حنونه وشغوفه ممزوجه بإشتياق.
بينما سهيله إرتبكت من المفاجأة وتلجم عقلها لوهله قبل أن يرتجف جسدها وتدفعه عنها بقوه حتى ترك شفاها، إبتعدت عنه سريعا يرتعش جسدها وبرد فعل تلقائى رفعت يدها وتهجمت عليه بغضب وكادت تصفعه على وجهه، لكن أمسك كف يدها ضغط عليها بغضب قائلا: مفيش قدامك حل غير إنك تنفذى قرار المحكمه بإلزامك ب بيت الطاعة، لأن القرار واجب التنفيذ، ولو رفضت تبقي ناشز ووقتها صعب توصل للطلاق أو حتى الخلع.
سحبت يدها من يده سريعا قائله بإستبياع: بتحلم يا آصف، حتى لو كنت بدلت تقرير المستشفى، وإشتريت ضميرهم على هواك، فأنا مستحيل يجمعني بيك مكان واحد ولو وصل الأمر أنى أقضي بقية حياتى…
قبل أن تستكمل بقية إستهجانها، جذب آصف هاتفه ومفاتيح سيارته من فوق المكتب ثم جذب يدها مره أخري يجذبها للسير نحو باب المكتب قائلا: بينا كلام كتير
مش هينفع نكمله هنا.
حاولت سهيله سلت يدها لكن هو كان يطبق عليها بقوه، جعلتها غصبا تستسلم للسير خلفه رغم رجفة جسدها الذي تغاضى عنها آصف وهو يسير بسرعه رمق مديرة مكتبه بنظره قائلا بآمر: إلغى كل مواعيد النهارده، والمهم حوليه على مستر إبراهيم.
أومأت له بآستغراب، كذالك نظرات العاملين بالمكان إستغربوا ذلك الموقف، كذالك إبراهيم الذي تقابل معه أثناء خروجه باب المصعد، نظر ناحية سهيله سريعا خمن سبب العصبيه الظاهره على ملامح آصف تبسم سائلا: على فين يا آصف ناسى ميعادك مع مي المنصورى.
رد آصف بلا مبالاة: إبقى قابلها إنت أو حتى إلغي الميعاد.
قال آصف هذا ودلف بسهيله الى المصعد وأغلق الباب وضغط على ذر نزول المصعد، تبسم إبراهيم قائلا: ربنا يكون في عونك، صحيح إن كيدهن عظيم، وإحنا الرجاله غلابه.
نظر إبراهيم أمامه الى تجمع بعض الموظفين، رسم الجديه قائلا: واقفين كده ليه، يلا كل واحد على شغله مش عاوز أى تقصير.
بينما بداخل المصعد حاولت سهيله سلت يدها من يد آصف سرعان ما تركها لكن جذبها مره أخري حين ذهبت نحو ذر المصعد بتلقائيه إختل جسدها لتقبع بين يديه شبه بحضنه للحظه كانت كفيله بزلزلة قلب آصف، وهي بين يديه، لكن سرعان ما دفعته بيدها تشعر برجفه تشعر ببداية إختناق قائله بإندفاع وغضب: إبعد عنى، وقف الاسانسير.
لم يستغرب آصف تلك الرهبه التي تظهر على سهيله، سبق وأخبرته أن لديها رهاب الاماكن المغلقه، لكن شعر بوخزات قويه من تلك النظره التي بعينيها له، نظرة توهان أكثر من ذالك الرهاب، بالفعل توجت مره أخرى الى ذر المصعد وضغطت عليه لكن كان قد وصل الى الطابق الأرضى، سرعان ما فتحت الباب وخرجت من المصعد، وقفت للحظه تستنشق الهواء قبل أن يجذبها آصف مره أخري من يدها، حاولت نفض يده عنها بإستهجان، كذالك نظرت الى هؤلاء الموظفين، كادت تستنجد بهم وتطلب منهم المساعدة لكن لديها يقين أنهم لن يفعلوا ذلك، ف آصف هو صاحب ومدير هذه المؤسسه، وكل منهم يخشى فقد وظيفته، سارت خلفه بصعوبه الى أن دخلا الى مرآب السيارات الخاص بالمؤسسه، ضغط على جهاز تحكم صغير بيديه سمعت صوت صفير فتح أمان السياره، جذبها أصف نحو تلك السياره، نظرت سهيله حولها بترقب، فتح آصف باب السيارة الأمامى، نظرت له سهيله بعصبيه قائله بآمر: سيب إيدي وإبعد عني يا آصف وكفايه كدب وخداع وتدليس حقيقة إنت عارف إننا إنفصلنا وجوزنا إنتهى من قبل ما يبتدي.
بعد ما وصلت لهدفك وإنتقمت مني، سيبنى خليني أرجع كفر الشيخ، كل شئ بينا إنتهى، وإنسى إنى أرجع أصدق إنك بتحبني اللى بيحب مش بيأذى اللى بيحبه بيتمنى له السعادة حتى لو بعيد عنه.
غص قلب آصف وتغضنت ملامحه قائلا بصدق ولوعه: ياريت كنت أقدر إنى أتحمل بعدك عني، صدقيني غصب عنى كنت بموت كل لحظه…
تهكمت سهيله وقاطعت حديثه تنظر له بإزدراء: بطل كذبك ده يا آصف، زمان كان بيدخل عليا وبصدقه عشان كنت ساذجه، بس فوقت بعد لما وصلت للموت على إيديك.
شعر آصف بنصل يسفك قلبه ونظر ليدها التي مازال يقبض عليها بيده إزدادت مرارة تلك الغصة في حلقه، علم من محاولة سهيله سلت يدها وتهجمها عليه أنها لن تهدأ بسهوله، رفع يده الأخرى.
وجذب سهيله عليه بقوه بلحظه ترك يدها قبل أن تلتقط سهيله نفسها فاجئها آصف حين وضع يده فوق العرق النابض بعنقها وضغط عليه بقوه أفقدتها الوعى.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشق مهدور)