رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السادس 6 بقلم لادو غنيم
رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السادس 6 بقلم لادو غنيم
رواية حواء بين سلاسل القدر البارت السادس
رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء السادس
رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة السادسة
#حواء_بين_سلاسل_القدر_ح_6
#أديبة_الأحساس_العازف_لادو_غنيم
ـــــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺”
ــــــــــ
”
رأه أخيه قتيلاً تسبح من حولهُ الدماء’و’بجوارهُ تجلس’ريحانه فى حاله من الصدمه بدموعاً أمتزجت بدماء “فارس” ‘و’بيدها منجلن حاد يغرقهُ دماء أخيه’فـَسرع بالركض’و’الجلوس بجوارهُ يتفقد نبض يدهُ’فـشعرا بنبضاتهُ أسفل أبهمهُ. فـسقطط الدموع من عينيه بتنهيده أخرجت معها خوفهُ القاتل علي أخيه’ انحنى يقبل جبينهُ بـخفقات قلب تـمزق أوتارهُ’أحترقت أجوافهُ بـوجعاً يكسر عظامهُ تزامناً’رفعَ جسد أخيه يضمهُ لصدرهُ تزامناً معا كلماتهُ ذات البحه المرهقه بالخـوف الباكى”
متخفش يا حبيبي أنا جانبك’أنا “جواد” أبوك يالا أوعى تسيب أبوك لوحده في الدنيا ‘و’تمشي’أنا ماليش غيرك’انا عايش عشانك
يا خويا’
حملَ أخيه بين ذراعيه’و’نهضا مسرعاً للسياره’ثمَ وقفا أمام الباب الخلفى للسياره يـُصيح بغضبً”
“ريحانه” تعالى أفتحى الباب بسرعه “فارس” دمه بيتصفا’
أرتجف جسدها بـرهبه مما يحدث حولها’و’نظرة إلى طلتهُ المـُرغبه لكيانها’و’هـى ترا دموعهُ الجشه تتساقط علي وجهاً حاد بالصرامه’فـنهضت سريعاً’و’ركضت إليه’و’فتحتهُ لهُ فـوضع أخيه ‘و’أغلق الباب بأحكامً عليه’ثمَ أمسك بذراعها’و’سارهَ بها للأمام’و’فتحَ لها الباب’و’ادخلها ثمَ أغلقهُ عليها’و’تجهاَ مُسرعاً لمقعدهُ لـيقود السياره بـاسرع سـرعه يستطيع التحكُم بها متجهاً لأقرب مشفى’
ـــــــــــــــ”
“و” بعد ساعةً تقريباً’بـالمشفى خرج الطبيب من حجرة العمليات’فـاسرع “جواد” بالوقوف أمامهُ يسألهُ بندفاع يأكُل قلبهُ من شدة خوفهُ عليه”
طمنى على “فارس” عايش صح’
ربت الطبيب على منكبهُ ببتسامه مشرقه”
صح”فارس”بخير الحمدلله’
عادا الأمان إليه بكلماتً كالدواء لـقلبهُ المتألم’و’
نفخ هواء جوفهُ الساخن بالخلا’تزامناً معا مسح عرق جبهتهُ”
طب حالتهُ إيه طمنى عليه’
عدا مرحلة الخطر’اصابتهُ بالمنجل مخترقتش بطنهُ بالكامل’و’دا من أسباب نجاتهُ’هـو حالياً أتنقل للغرفه بتاعتهُ’و’كلها ساعات’و’يـفوق من البنج’
تمام’
بس ياريت يا “جواد” باشا تعمل تحقيق في الموضوع لأنها شبه جريمة قتل’و’أنا مردتش أتصل بالشرطه بوجوك ساعتك ظابط’و’اللى جواه دا أخوك’و’من الأفصل أنك أنتَ اللى تحقق في الموضوع بنفسك’
أومأه برسميه’فغادر الطبيب’اما هـوَ فـستدارَ ينظر”لـريحانه”بعين ضيقها بشراسه’و’سارهَ إليها’حتى توقف أمامها يـُلقى أسئلتهُ عليها ”
إيه اللي خرجكم من البيت’و’مين اللى عمل كدا فـى “فارس” أنتِ شوفتى كُل حاجه بما إنك كُنتِ معا’قـوليلي مين اللي عمل فيه كدا !!’
رفعت عينيها الـتى تُشبه حُمرة الـفراوله الداكنه’و’نـهضت تناظرهُ بـقلب يرتجف خوفاً تزامناً معا نطقها لتلك الكلمات التى تشبه الفيضان الذي، سيغرق حياتهما”
“ياسر”
قطب جبهتهُ مستفهماً ”
“ياسر” مين؟
جـوزي’
تجحظت عينيه بـشراسه يحتويها الـذهول’مما صرحة به’فـقبض علي مرفقها بـقوة كادت تكسرهُ'”
جوزك أزي أنتِ بتقولي إيه’!!
أرتجف كامل جسدها من شدة إلم مرفقها’و’بشراسة ملامحهُ’فـحاولت التحدُث ببكائاً لم يكُف عن الهُطول’تزامناً معا صوتها المرتجف”
من سنه’أتقدملى شاب أسمهُ”ياسر”تبع مرات أبويا’و’خلونى وافقت عليه’و’كتب عليا سوري زي مانت ما عملت’جوازي منُه كان فـى السر عشان عائلتُه كبيره’و’كان لما بيحب يقعد معايا كان بيجيلى بيت بابا يبات معايا يوم أو أتنين’بس كان عصبى’و’دايماً بيقولى أنتِ طالق’الحد. لما طلقنى بالتلاته’و’عشان نرجع لبعض قالى أنى لازم أتجوز واحد غيرهُ مُحلل’عشان كدا أتجوزتك’
أرتجف جسدهُ ببسمه يملئها الحنق’لـم يكُن يصدق أنهُ مُجرد ورقه فـى لعبتها’فـشدد من قبضتهُ عليها يبوح ببحه يملئها الـتوعود”
يعنى “ريحانه” هانم طلعت متجوز’و’مطلقه’و’وخدانى كوبري عشان ترجع لحبيب القلب “ياسر”
أنا أسفه’مكنش قصدي أزعلك’هـُما فـهمونى أن جوزنا عادي’و’لما تطلقنى هـقدر أرجع “لياسر” حبييي’
عزفت الكلمه بلحن الإلم على أوتار قلبهُ لتُعلن أنكسارهُ للمره التانيه’لكن تلك المره الأنكسار هشـهش رجولتهُ مما جعلهُ يـُفرغ غضبهُ بصفعة لـوجنتها اليسار’جعلتها تنزف من فمها’و’أنفها’تزامناً معا إرتمائها علي المقعد’و’هـى تشهق بالم باكى’تزامناً معا صرامتهُ الجـشه”
حبيبك إيه’أنتِ مفكرانى هـسيبك ترجعيلهُ’أنا مش كوبري يا روحمك عشان تعدي من عليا’بالله يا “ريحانه” لـهوريكى اللى عمرك ما شوفتيه حتى فـى كوابيسك’و’الكلب اللى كُنتِ متجوزاه أنسي أنى أسيبك لى’حتى لو فضلت سايبك زي البيت الوقف’و’الا طيلنى’و’الا طيله’
عارضت بحركه رأسيه مرتجفه بـخوفاً”
لاء أنتَ قولتلى أنك هتتجوزنى لمُدة شهرين’و’بعد كدا هـطلقنى’
جذبها من منتصف ذراعها بـحده أكثر”
دا لما كُنت مفكرك بريئه’و’على نياتك’بس طلعتى تربية “غوايش” الغازيه اللي فتحها عالبحري لكُل رجالة البلد’و’مشاء الله عليكِ طلعتى أوسخ منها’كُنتِ متجوزه فـى السر’و’لما الكلب اللي معاكِ طلقك بالتلاته’قـررتى أنك تتجوزي واحد مُحلل مُغفل تقضيلك معا كام يوم ‘و’يطلقك عشان تقدري تتجوزي الكلب بتاعك تانى’بـس حظ أمك الأسود أنهُ وقعك معا”جواد ابن رضوان الهلالى”اللى هـيوريكى يعنى إيه اللي بيحصل للشخص اللي بيحاول يلعب عليه’مش أنا اللى ابقا مُحلل يابنت القص’طلاق مش هطلق حتى لو شوفتك بتموتى تحت راجلى’
أندفعت تقول بـقلقاً”
“ياسر” مش هـيسبنى ليك’هـو بيحبنى’و’أنا كمان بحبهُ’و
قاطعها بصرامه حاده”
أخـرسي خالص يا تربية “غوايش”وسختك تخفيها عشان مقطعش لسانك’بالله لـو سمعتك بنتطقى حاجه عنهُ هـحدفك فـى بئر ملوش ئرار عشان تعفنى عشان العفانه لايقه أوي على’و’ساختك’من الحظه دي أعتبري نفسك بقيتى مسجونتى’و’سجنك مش هيخلص مهما عملتى أنتِ’و’المحروس بتاعك’
نزعَ إنجذابهُ لها من جدور قلبهُ’و’كانهُ لم يراها من قبل’اما هـى فلم تـكن تستطيع فعل شئ سوا الخوف الذي باتا يأكُل جسدها’
قتل” فارس”لـيه أنطقى’
عاود السؤال بـصرامه’فـرتجفت تُجيبهُ بـلبكه”
هـحكيلك اللى حصل’
ضيق عينيه مثل الذئاب يتلهف لـسماع ما ستروي علي أذنيه’فـذاد خوفها الذي باتا يـظهر علي هيئة أرتجاف يـكبل جسدها’فـاصبحت على موعد لتذكر ما حـدث منذ عدة ساعات’
“حدث فـى وقتِ مضا”
تجلس”ريحانه” بالمقعد الأمامى المجاور “لفارس” بسيارتهُ المتجها لـبيت أبيها’مـنغمسه فالبكاء خوفاً من يحدث له مكرهُ’و’بين الحظه’و’الأخري ظهرة سياره “Gb” سوداء’أعترضت طريقهم’مما جعلا “فارس” يوقف سيارتهُ بالحظه الأخيره قبل أصطدامهُ بها’و’التفت يتفحص بعينيه زوجة أخيه خوفاً من أن يكون قد حدثَ لها مكرهُ
“أنتِ كويسه !!
اومأة بـرهبه مما حدث’فـلتفت’و’نظرا” لغوايش”الجالسه بالمقعد الخلفى’فـرئها بخير’فـستدار للأمام ينظر عبر الزجاج للسياره السوداء’التى خرج منها رجُالين ضخمين يـرتدون بدل سوداء’و’نـظرات بذات الون’يراهم يـقترباً من سيارتهُ فـأسرع بالخروج لهم’فـستقبله أحدهم بـضربه قويه علي رأسه بـمواخرة السلاح’فـسقط فاقداً للـوعى’رأت “ريحانه” ما حدث بعين إتسعت بـرجفه جعلتها تخرج خوفها بصرخه هزت كيانها’
متصواتيش كدا’دول رجالة”ياسر”بيه’
هتفت “غـوايش”لـتطمئنها فراوضها فـضولها المُخيف أكثر”
“ياسر” هـو بيعمل إيه هنا’؟
“أبوكى مش عيان’و’الا فيه حاجه أنا عملت التمثليه دي كلها عشان” ياسر”بيه وصل’و’كان عاوز يشوفك’و’لما اخوه “جواد” صمم أنه ياجى معانا’بعت للبيه رساله عشان يعمل حـسابُه’
صـرحت بما تخفيه’فـخرجة “ريحانه” من السياره دون أن تنطق بأي كلمه’و’سارة إلى “فـارس” بـقلقً’فـوجدة الحارس يـمسك بيدها ياخذها للسياره السوداء’و’فتح الباب’و’ادخلها’و’أغلقهُ’فبلعت لعابها بـرهبه’و’هـى ترا زوجها السابق يناظرها بـعين مليئه بـالمكر’
“وحشانى يا” ريحانه”إيه أنتِ مش فرحانه عشان شوفتينى’
تمتمت بـعفويه مندفعه بـلوم”
لاء مش فـرحانه عشان الراجل اللي بيشتغل عندك ضرب “فارس” و هو أصلاً معملوش حاجه عشان يـضربُه’
قطب جبهتهُ مستفهماً بمكراً”
ما يـضربه أنتِ مالك إيه اللي مزعلك’؟
هتفت بعبث”
عشان هـو طيب’و’معملش حاجه تزعلنى’و’بـعدين “جواد” لـما “فـارس” هـيحكيله هـيزعقلى أنا’!!
أهتزا ببسمه بارده”
لاء متقلقيش مـش هيزعقلك عشان مش هـيعرف أن رجالة جـوزك السابق هما اللي عمله كدا’
ظهرا الحزن عليها فلوت فمها بعتاب”
هـو أنتَ مش هترجعلى بقا مش قولتلى لو أتجوزتى راجل غيري محلل هقدر أتجوزك تانى بعد ما يطلقك’
أحتضن وجنتها اليسار بيدهُ’يخدرها بسحر كلماتهُ الهادئه”
فعلاً قولتلك كدا’و’لسه عند وعدي عشان كدا جاتلك عشان أعرف ايه اللي حصل بينك أمبارح’أنتِ’و’جواد”عملتى اللي قـولتلك عليه’و’خـلتيه يـقرب منك’
قوصت حاجبيها بتسأول”
أيوه أنا عملت زي ما كُنت قايلى’لـبست لبس قصير’و’واقفت قدامهُ بـس هو خرج’و’سابنى لـوحدي’مش عارفه ليه
فـرك انفهُ بـضيقاً فـسالتهُ بـعبث”
هو أنتَ عاوزه يـقرب منى ليه’
عشان أقدر أتجوزك تانى’لأزم يـقضيى لليله معاكى’
تذكرت ما أخبرتها بهَ “غـوايش” عن مفاهيم لليلة الحب’فـتلونت وجنتيها بـحمرة الخجل تسألهُ”
بـس اللي مرات أبويا حكت هـولي عشان أعمله معا”جواد”حاجات غريبه’و’باين أنها قليلة الأدب’أنا هـتكسف أعمل كدا معاه’
قالهُ بدم بارد”
لاء ما تتكسفيش لأزم تعملى اللي طلبته منك’عشان نقدر نـرجع لبعض’
حـاضر’هـعمل كل اللي بتقولي عليه’عشان احنا بنحب بعض مش أنتَ قـولتلى أن أنا’و’أنتَ بنحب بعض’؟
سألتهُ بـسطحيه لم تكن تدرك حتى معنا الحب’و’مشاعر الحبيب’فـهى تمتلك من الجهل ما يـجعلها مـثل الطفل الصغير الذي يلقنه الناس الكلمات منها الحسنه’و’البذيئه فـيرددها دوأن يدرك ما معناها الحقيقي’هذا ما يحدث معها تماماً يلقنها”ياسر” الـكلمات’و’المفاهيم الخاطئه لـترددها’و’تعيشُ بها دوان أن تعرف المعنى الحقيقي لها’_نظرا لـها متمتماً بـهدؤ يـلقى ماتبقي لديه ”
طبعاً بنحب بعض أنا بحبك’و’أنتِ مش بس بتحبينى’و’متقدريش تـعيشي من غيري’
زمة فمها ببسمه عفويه”
وحشتنى النومه فـى حضنك’و’أنتَ بتقرالي حواديد’
هنرجع نتجوز’و’هاخدك تعيشي معايا فـى القصر بتاعى اللي فـى القاهره’و’مش هخليكى تبعدي عن حضنى تانى’بـس عاوزك تـسمعى الكلام’و’متقوليش أي حاجه عننا “لـجواد”
حاضر ”
طب ياله أنزلي روحى عند “فارس” أطمنى عليه’و’متنسيش تـخلى”جواد”يـقرب منك’و’تعملى معاه كُل اللى’غوايش”قالتلك عليه’
أوماة ببسمه’و’خرجة من السياره’ فلم تجد”غوايش”و’الا “فارس” فراوضها القلق عليهما فـبدأت بالحبث عنهم حتى عثرت علي “فارس”خـلف الأشجار بطلتهُ المرعبه التى جعلتها ترتجف من الخوف’و’تسقط جالسه بجوارهُ’تـمسك بالمنجل الذي، أرتخت بيداها عليه’
“فـى الوقتِ الحاضر”
أكيد رجالة الكلب بتاعك هما اللى طعنهُ أخويا”
هتفَ بـحده فـرتجفت تنفى براسها”
مـعرفش أنا قولتلك اللي عملته معرفش حاجه تانى’و’الله”
زم فمهُ ببسمه كارها أشد من كره العرب لليهود”
اللى قـولتيه هيخلينى أعمل فـيكى اللي أنا عايزه بضمير مستريح’مـش البيه عايزك تقضي معايا لليله’ماشي هنفذ طلبه عشره علي عشره لدرجة أنه هيدينى جايزة تقدير على المجهودي اللي هبذله’لكن طلاق بـردو مش هـطلقك’ينسا أنى أرجعك ليه’تـعرفى أنا مستعد أسلمك لـعزرائيل’و’الا أنى أسلمك “لياسر”
أنتَ ليه بتكرهنى’!!
سـالتهُ ببكاء’فالقاها على المقعد بـصرامه”
لأنك متستهليش غير الكره’أحمدي ربك أنى لسه سايبك على وش الدنيا بعد اللى حكيتى هـولي’بالله يا “ريحانه” لـهخلى حياتك الجايه معايا أسود من عتمة الـقبر’
تـوعد لها بالكثير فما فعلتهُ لا يـغتفر’فـكيف نغفر ذنوباً مثل جمرة النار تـحرقنا بين الحين’و’الأخر”ما فعلتهُ جـعلهُ يـلقى ببزرة أعجابهُ بـها لـجوف قلبهُ لـتسجن إلى وقتاً غائب لا يـعلم أن كانَ سياتى أم لا’
ــــــــــ”
بذات الوقت لـدي “ثـريا”بـمكتب أحد رجال التاريخ التى ذهبت إليه لـتعطيه اوراق تأمين سيارتهُ’كانت تتفحص بـعينيها هذا المكتب البديع الممتلئ بـقطع أثار غير أصليه’و’خرائط’و’ساعات حائط قديمه’
” بعتذر اتاخرت عليكى’؟
التفتت ببسمه لمن يحادثها تقول بـنفى”
عادي’و’الا يـهم حضرتك أنا مستمتعه بـالنظر للتحف’و’فرش المكتب’
أجابها السيد “رأفت” البالغ من الدهر سـتونا عاماً”
أي حد بيدخل المكتب بتاعى بيحس أنه رجع بالزمن لسنين وراه’
دا حقيقي فعلاً حسه أنى فـى سنة ١٩٤٠مثلاً’أكن ماما بتحكيلى حكاية المكتب’
الماضى بنقدر نسمع حكاويه من ناس عاشوا قبلنا أنما المستقبل مبنقدرش نـعرف حاجه عنه لأن محدش عاشوا’
ضيقت عينيها بـفضولاً بهدؤً”
ياه لـو فى حد رجع من المستقبل’و’حكالى عن حياتى كلها هيحصل فيها إيه’
تنهدا بـيأس”
متفرحيش كدا’عشان جايز اللى هتعـرفيه هيـزعلك مش هيفرحك’
أنتبها الـفضول أكثر”
كلامك سابق لأوانه’أنا متاكده أنى لو كنت فـى المستقبل’و’عرفت إيه اللي عشته فـى الماضي هبقى مبسوطه’و’مش هغير فيه أي حاجه’
أصرارها الفضولى’جـعلا العـجوز يـخرج من الكومود ساعة يد غريبة الهيئه’و’ضعها أمامها”
الساعه دي عثرت عليها فـى مقبره فـرعونيه سـاعه مـلعونه بـتدخلك فـى فجوات زمنيه للـزمن اللي تختاريها لا اما للماضي’لا اما للمستقبل’تقدري تجربيها أظبطى عقاربها على المدة الزمنيه اللى عايزاها’و’أضغطى على ختم العالم’هـتلقى نفسك بقيتى فـى الزمن اللى أختارتيه’
ظنت أنهُ يـمزح’أو’أوصيبَ بالجنون’فـحملت الساعه’و’حركت عقاربها الزمنيه على مرور ثمانين عاماً أي عام “٢١٠٤”و’قـبل أن تضغط على الختم’أوقفها الـعجوز قائلاً’اختارتى الماضى’و’الا المستقبل’!!
المستقبل’
لما تنهتى رحلتك فـى المستقبل’و’تـحبى ترجعى للزمن بتاعك’هـتلقي الساعه مدفونه جـنب الـهرم الأكبر على بـُعد نـص متر فقط’بس خلى في بالك لأزم قبل ما تضغطى على الختم’تكونى بتفكري فـى الشخص اللي عايزه تـبقى عنده لا اما هتوهى فى المستقبل’و’مش هتعرفى توصلى لأي حاجه عنك’
حركت حاجبيها بـضحكه ساخره أطلقتها بعد حديثهُ الذي ظنت أنهُ مُجرد هلويس عجائز’ثمَ ضغطط على الختم’و’هى تتمنى أن تصبح فـى بيت صغيرها أدم بعد مرور ثمانون عاماً “ظلت واقفه لثوانى تنظر للعجوز بسخريه بسبب عدم حدوث أي شئ مما قالهُ’حـتى أتت الحظه التى لم تكن تنتظرها بتاتاً’شـعرت بمصباح شمسئ أضاء بعينيها جعلها تحجب الضوء برفع مرفقيها كدرع واقى من قـوة الضوء’تزامناً على اصدار ضوضاء صاخبه بـأصوات حيوانات’و’قطارات’و’أصوات امواج البحر’دبا الخوف بـقلبها مما يحدث’فـجلست علي عقبيها فـى وضعية السجود تضم جسدها من رهبة تغيرات ما يحدث حولها’حتى تلاشات الضوضاء’و’الضوء’و’سمعت صـوت عـزف موسيقى راقيه على البيانوا’فـرفعت رأسها من على الأرض
لتتفاجئ بجلوسها فـى لايڤينج قـصراً شـديد الفخامه’فـاسرعت بالوقوف بـفزع لم تكن تتخيل أنَ كلام العجوز جائز حدوثهُ’فـها هى الأن بعام”٢١٠٤”بعد مرور ثمانياً عاماً للمستقبل’
“أنتِ” المرافقه الجديده اللى بعتها السيد “بهاء”
التفتت بـفزع لمن يحادثها فكانه رجلاُ مُسن بالغ من الدهر ٨٦عاماً’لم تكن تفهم بعد الذي يحدث’فـجنون ما حدث’و’حقيقة الساعه الزمنيه شوشة على تفكيرها’مما جعلها تندفع بسؤلاً”
أحنا فين’و’سنة كام”
قطب المُسن جبهتهُ بـرسميه”
سنة٢١٠٤.و’فين’فاحنا فى القصر بتاعى’
فركت شعرها بـانكار ‘تزامناً معا التفاتها حولها بجنون'”
لاء مستحيل ٢١٠٤ المستقبل’فى قصرك لاء أكيد فـى حاجه غلط’
حاجه غلط أنتِ مش عاوزه تشتغلى عندي’
أشتغل عندك إيه’و’أنتَ مين أصلاً’
تـنهدا المُسن بـمسايسه لما يحدث”
تبقى المرافقه بتاعتى تهتمى بأكلى و شربي’و’لبسي’و’قـرأت الكتب ليا’اما اسمى ايه فـواضح أن “بهاء” كالعاده نـسي يقوله بسبب الزهايمر اللي عندهُ’أعرفك بنفسي أنا السيد
“أدم خليل السوالمى”أشهر عازف بيانو فـى منتصف السبعينيات أي سنة” ٢٠٧٢”من حوالى خمسه’و’تلاتين سنه تقريباً’
إتسعت مقلتيها بـذهولاً مرعب صعقَ نبضاتها’
فكيف تقف أمام صغيرها الذي مرا الزمن به’و’أصبح مُسن على’وشك الأحتضار’لم يستطيع عقلها تحمل مايحدث مما ادي إلى فقدانها للـوعى’و’السقوط أمام أبنها المُسن’
ــــــــــ”
فـى الحاضر لـدي “هشام” كانَ يجلس فـى حجرة نومهُ’يتحدث معا أحدهم عبر الجوال’
أنتَ عاوز أيه بالظبط’قـولتلى تعمل أي حاجه عشان “جواد” يتجوز “ريحانه” و’عملت’قولتلى’أطلع خوفها’و’أعمل حالى بعتدي عليها و عملت’أفهم ناقص ايه تانى عشان تـقولى على مكانهم’
داخل حـجرة مظلمه يجلس أحدهم على مقعد متحرك’و’أمامهُ شـاشه عليها صـورة “جواد” يناظرهُ بحقداً مُخيف'”
لسه بدري أحنا لـسه بنقول يهادي’
فزعا من جلستهُ بعتراض حاد”
هو ايه اللى لسه بدري أنا نفذت كل طلباتك يوميها مقابل انك تقولي على مكان “غنوه’و’ابنى”
فعلاً أنا قـولت كدا’بس مش بالسهوله دي أقولك على مكان حبيبتك’و’أبنك’بس قولى هما أهلك يـعرفوا أن كان عندك حبيبها حملت منك’و’هـربت خوفاً من أنك ترفض أنك تتجوزها’و’ترفض الأعتراف باابنك’!!
صق على أسنانهُ بـحنقاً”
لاء محدش يـعرف’المهم هـتقولى على مكانهم أمتا’
قـريب’
أغلق “المجهول” الجوال اما “هـشام” فجلسَ على حافة فراشهِ بـغضباً يـحرق عروقهُ’يتذكر ما حدث البارحه’لليلة الحفله”
“حدث فـى وقتِ مضا”
بالأمس بقصر الهلالى’حيث الموسيقى’و’الضيوف’حينما آتى همام’و’ستاذاً”هشام”للـذهاب قليلاً’دخلا إلى مكتبهُ’يتفحص بعين دامعه’صـوره لحبيبته السابقه”غنوه’و’هـى تحمل ولداً صغيراً”يـشبههُ كثيراً’و’صوره أخري لشهادة ميلاد الصغير’بأسم “أمان هشام على الهلالى’و’أسم الأم” غنوه فـراج الأسيوطى’تلك الشهاده كانت شهادة عودتهُ للحياه من جديد فقد ظلا على مدار ثلاث سنوات يبحث عنها دوان جدواه’حتى أرسل لهُ هاتان الصورتين’برساله بها خمس كلمات فقط”
لو عاوز تعرف مكانهم أتصل’
تحتوي الرساله علي رقم هاتف’فـتصلا سريعاً’فـلم تمر ثوانى’و’أجابهُ ذلك المجهول”
كنت عارف أنك هتتصل’؟
هتفَ بندفاع الهفه”
فين”غنوه’و’ابنى”!!
“غنوه’و’أمان بخير، أوي’أنا أعرف عنوانها’و’كل حاجه عنها هى’و’أبنك’بس لو عايز تعرف مكانهم’لأزم تسمع كلامى’و’تنفذه بالحرف الواحد’
فضولهُ للعثور عليهما جعلهُ يندفع قائلاً”
هعمل اللي هتطلبه بس قولي على مكانهم’؟
تبسم المجهول بـكراهيه”
هـقولك بس لما تنفذ’عاوزك تخلى “جواد” ابن عمك يتجوز خطيبتك”ريحانه”و’النهارده’
تجحظت عينيه بـذهولاً من هذا الطلب العجيب”
أنتَ بتقول ايه يعنى أزي أجوز هالوا’و’ليه يتجوزها’و’أزي يحصل’
دا طلبي لازم يتنفذ'”ريحانه”بتخاف”لو قاسية عليها هتجلها نوبة الصرع’يسلام بقا لو كان فى وجود “جواد” و’الحريم طبعاً هتبقا الحظه المناسبه اللى تقول فيها أنها مراتهُ’و’طبعاً خوف الست “معالى” من الفضيحه هـيخليها تاكد على كلامك’و’تجوزهم’؟
أنتَ هتستفاد ايه من كل دا’و’ايه اللي يضمنلى أنك تقولي على مكان”غنوه’و’أمان”
مفيش ضمان’و’ملكش دعوه هستفاد ايه’لو عاوز مساعدتى عشان تعرف مكانهم نفذ اللى طلبته منك’و’خـلى فى علمك فى حد هيرقبك’و’يقولى عاللى بيحصل سلام يا “هشام” باشا”!
أغلق “المجهول” الجوال تاركاً”هشام”فـى حيره من أمرهُ’لكن شوقهُ للعثور على حبيبته’و’صغيرهُ كانَ بمثابة الأختيار الأول’و’الأهم له’و’قررا أن يفعل ما طُلبَ منهُ’و’بالفعل دخل عند”ريحانه”بعدما تركها “جواد” و’تعمد أخافتها لـتاتيها النوبه’و’حينها إتى “جواد” و حاول ردعهُ بعيداً عنها’فقررا الأستمرار بالشجار معهُ’ليذيد الأمر سوء’و’تخرج النساء’ولم تمر دقائق’و’نجح الأمر’و’صرحة “معالى” أمام الجميع أنَ “ريحانه” زوجة”جواد”و’ستمرا بالتمثيل’و’الشجار معا والدته لـيثبت لمن يراقبهُ أنهُ يفعل ما أمرهُ المجهول به’
و’بعد أن غادرو المنزل ليتم كتب كتاب”جواد “و’ريحانه” إتاه رساله صـوتيه على ذات الرقم من “المجهول’يطلب من” هشام”شيئاً أشد بشاعه”
براڤو عليك نفذت بحترافيه’دلوقتي جه دور الخطوه التانيه’و’الأصعب’تطلع حالاً لعند”ريحانه”و’توهمها أنك عاوز”تغتصبها”و’تهددها بكلام يرعبها’و’تسبها’و’تنزل’و’تنبه عليها أنها لو جابت سيرتك “لجواد” هتخطفها’و’تقتله’دا أمر تنفذه من غير نقاش’يا اما تقرئ الفاتحه على روح أبنك’و’متنساش فى حد بيراقبك’
شعرا بـالجنون من ذلك الطلب حاول أن يرفضهُ كثيراً لكن خوفه من خسارة صغيرهُ للأبد’جـعلته يحسم قرارهُ’و’بالفعل صعدا إليها’و’اوهمها أنهُ يحاول الأعتداء عليها جسدياً’من ثم أرعبها بتحذيرهُ’ثمَ خرج من عندها’و’تصلا عليه قائلاً بحزناً من حالهُ على ما فعلهُ معا زوجة ابن عمهُ الذي يضعهوا بمكانة الأخ”
نفذت طلبك ”
عفارم عليك’
دلوقتي أول ما هياجى”جواد_”ريحانه”هتحكيله على كل حاجه عملتها معاها’و'”جواد”مش هيسكت’و’هـينزل يتخانق معاك’عاوزك تعامله وحش و تكدب كلام مراتهُ’خلى فـى علمك اللى مراقبك لو حس انك هتعترف أو هتلمح بحاجه ليهم’هيدينى رنه’و’ساعتها هزعل’و’مش هقولك على عنوان حبايب قلبك’عاوزك تتعامل بكره حتى قدام أمك أتكلم بقذاره و حقد على”جواد”مش عايز حد يحس أنك بتمثل’و’لو نفذت كل الأوامر هتلقينى بتصل’و’بديك عنوان “غنوه’و’أمان”
أغلق الجوال’فستعد “هشام” لتنفيذ أخر جزء بالعبه’و’بالفعل عندما واجههُ”جواد”كذبهُ’و’تشاجر معهُ’بعد أن تركوا القصر’أكمل تمثيلهُ معا والدتهُ لـكى يتاكد المراقب من ولاء “هشام” لهم’
“فى الوقت الحاضر”
أستيقظ “هشام” من مذكرتهُ على صـوت جوالهُ الذي يدق برقم’و’الدتهُ’فحملهُ’و’هتفَ بجدية ”
خير يامى’
هتفتَ”معالى”ببكاء يـهز قلبها’من داخل سيارتهَ”
مش خير خالص”فارس”حد قتلهُ
فزع من فوق الفراش بـغضباً التحم بـالخوف’الذي أسرع بهطول دموعهُ”
يعنى ايه اتقتل’مين اللي قالك كدا
لسه حد مكلمنى من المستشفى’و’بلغنى الخبر’أنا رايحلهم دلوقتي أطمن عليه’
ركض للأسفل بـلهفه’و’هو يجفف دموعهُ”
ماشي أنا مسافة السكه’و’ابقا عندهم”
قاده سيارتهُ بـسرعه فائقه تعلن عن مدا محبتهُ’و’خـوفهُ على ابن عمهُ’
ـــــــــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)