روايات

رواية أماريس الفصل الثامن 8 بقلم حنين عادل

رواية أماريس الفصل الثامن 8 بقلم حنين عادل

رواية أماريس البارت الثامن

رواية أماريس الجزء الثامن

رواية أماريس الحلقة الثامنة

كان يسير في مساحات خضراء شاسعة والأنهار حوله وما إن رآه حتى ركض نحوه ووقف أمامه فرحًا واحتضنه بسعادة ولكن كان كغير العادة يرتدي لباساً أبيض اللون نظيفاً فضفاضًا يشع من وجهه النور
أمسك وجهه بيديه وقال : إياك أن تقف يا يحيى لا تضيع التضحيات هباء صدقني هذا أفضل لي لقد ارتحت راحة أبدية
تبدلت ملامح يحيى للحزن : هو أنا بحلم ؟!
ابتسم أباه قائلاً : لا تحزن فهذا كان مقدراً لي لا تيأس وأتمم مهمتك ثم غادر هذه الأرض الملعونة وكن المنتصر
فرد يحيى بحزن : أنا خسرت خلاص أنا اللي كنت السبب في موتك!
ابتسم : انظر حولك إلى هذه المساحات الخضراء الجميلة والأنهار إنه النعيم الأبدي الذي أعده الله للمتقين لقد رأف بحالي ورحمني انا سعيد جداً وفرح بما أتاني الله من فضله إذا فلما تبتأس.
_ قلبي واجعني أوي يا بابا مش قادر أنسى.
احتضنه وهو يشد من ازره وقال: لا تخسر كن الفائز وأتمم مهمتك اعثر على والدتك ثم غادر لا تخف ولكن احذر .
استيقظ من نومه ليرى خصلاتها النازلة على وجهه فنظر لها بغرابة وقال: لانا فيه ايه؟!
ابتعدت عنه بخجل وقالت : أنا آسفة ولكن انتابني القلق بشأنك وخفت عليك كثيراً لما مررت به أمس هل أنت بخير؟
نهض من على فراشه وجلس على جانبه وقال ساخراً : أنا بأفضل حال ولما لا أكون بخير؟!
ثم تابع وهو ينظر لها بتركيز : هو انتِ كنتي تعرفي انه ابويا ؟!
صمتت قليلاً ثم قالت مبتسمة : الآن عليك اجتياز الاختبار الثاني هل تنتظر إلى الغد ؟
علم أنها لا تريد الإجابة عن سؤاله فأيقن أنها كانت تعلم لقد عاشت في أماريس فترة كبيرة ومن الطبيعي أن تكون قد تأثرت بها تذكر كلمات والده (لا تخف ولكن احذر ) فأيقن أنه يجب عليه الحذر حتى منها.
قاطعت شروده: أيها المختار لما لا تجيبني؟!
فأجابها سريعاً : الآن سأحارب.
فردت بدهشة : الآن ولكن عليك أن تستعد و…….
فقاطعها بحدة صوت عال : الآن
انحنت له وقالت: أمرك مطاع هيا بنا .
جذبته من يده وسار خلفها حتى وصلت إلى غرفة ودخلتها كان ينظر لها ولم ينتبه على الطريق كل انتباهه كان معها وهي تتجاهل نظراته.
دلفوا إلى الغرفة ليجد درعاً حديديًا منقوشًا برسومات غريبة وخوذة طبق الأصل كالدرع
فتح فاه من شروده حين رأى السيف الضخم الذي رآه في حلمه .
قاطعت لا نا شروده: هيا فلتستعد!
ثم غادرت تاركة إياه اقترب من السيف بحذر ونظر له بخوف وهو يسأل نفسه هل هذا السيف خطير .
ارتدى الدرع والخوذة وأخذ يحرك عنقه يميناً ويساراً محدثاً صوتاً وهو ينظر للسيف بخوف حتى جاءه صوت لانا : الآن أيها المختار!
أمسك السيف بخوف وسار خلفها.
كان السيف ثقيلاً عليه ولكن تدريجياً أصبح خفيف الوزن وأمسكه بأريحيه أكبر وكذلك الدرع الذي شعر أنه يمده بالطاقة فتح المقعد وهبط السلم المليء بالورد الأزرق والأوراق الزرقاء وسار بجانب منازل شعب اماريس وكلما رآه أحدهم سار خلفه حتى وصلوا لمكان كالصحراء يتوسطه مقعد ضخم من الذهب المرصع بالألماس الأزرق .
أصوات البوق العالية تعم المكان شعر وكأنها هزة أرضية فكانت الأرض تهتز بقوة ولكن تبين أنها خطوات وكأنها العملاق كان الغبار يحول دون الرؤية حتى توضحت ليعود للخلف سريعًا من الفزع عندما رأى هذا الضخم أمامه إنه مثل الچاما ولكنه ضخم كعشر رجال فكان طول يحيى لا يتعدى ركبته عضلاته المفتولة مخيفة فكيف سيهزمه إذًا أين التكافؤ ؟!
نظر إلى لانا بصدمة فأشارت على عقله وفهم مقصدها إنها تخبره أن عقله أقوى من هذا الضخم أخذ يتراجع خطوات للخلف فهجم عليه الضخم بسيفه فأطاح به بعيداً ليسقط بقوة على ظهره نهض يحيى سريعًا يتأوه من الألم الذي سري بجسده ولاحظ أن حركته بطيئة ففكر في كيفية استغلال هذا الأمر .
انتبه جيدًا لحركته الجديدة فتفاداها وبدأ الأمل يتسلل إليه أنه بإمكانه أن يهزمه تفادى حركاته الهجومية واحدة تلو الأخرى لاخرى وكان يريده أن يتعب حتى ييسر له مهمته زادت حركات الضخم بطئًا ولانا كانت تشاهده مبتسمة فقد علمت ما الذي يجول بخاطره.
نظر يحيى للمقعد الذهبي الموضوع له ليجلس عليه كالعرش وله سلم كبير ركض سريعًا نحوه وصعد السلم سريعًا ووقف على المقعد في الوقت نفسه الذي جاء فيه الضخم فقفز على كتفه سريعًا وباغته بضربة قوية بسيفه في عنقه فصرخ العملاق بصوت مرعب وخارت قواه وسقط أرضًا صريعاً .
قفز يحيى على المقعد مرة أخرى قبل سقوط العملاق تعالت أصوات الأبواق وأصوات الچاما المهللين : چاما.
جلس علي المقعد منهكًا ووضع سيفه بجانبه فصعدت لانا له مبتسمة : هنيئاً لك أيها المختار لقد اجتزت الاختبار الثاني قوة عقلك أكبر من قوة جسدك وهذا أمر يفتقده الكثيرون إنها هبة كبيرة.
نظر يحيى على العملاق الساقط أرضًا بحزن فقد صار قاتلاً بكل دم بارد لقد أصبحت حرباً للبقاء ثم تنهد ونظر لها :وبعدين.
ابتسمت: الآن عليك أن تختار شريكة حياتك
فضحك ساخرًا :وهنا بنتجوز وكده زي عندنا ولا هانقضيها !
لم تستطع مقاومة ضحكتها وأجابته : كل ما تريده يحدث هنا .
فصمت قليلاً وكأنه يفكر ثم قال: يعني ممكن أبويا يرجع تاني؟
فأجابته بحزن: لا فما تضحي به لا يعود.
نهض وأمسك يدها ورفعها عاليًا ونظر للچاما وقال : اخترتك تكوني شريكة حياتي .
ثم نظر لها بمكر : هتكوني قد ثقتي.
تلعثمت وقالت : بالطبع أيها المختار فقط اعلم أننا نتشارك كل شئ وقدرنا واحد.
التف الضوء الأزرق حوله من كل مكان ولم يعد هناك مجال للرؤية وكأنه ضباب قد احتل المكان وفرض نفسه عليه ثم تلاشي كل شئ فوجد أنه يرتدي العباءة التي رآها في حلمه فوضع يده علي رأسه ليجد أنه يرتدي تاجًا فنظر إلى لانا الواقفة بجانبه فوجدها ترتدي تاجًا وثوبًا كعباءته أيضاً.
هلل الجميع بسعادة : چاما !
ابتسمت لانا وانحنت له: ملك أماريس وملك قلبي لقد أصبحت الآن مِلكٌ لك.
فرد يحيي مبتسماً: لا أصبحتِ ملكتي .
حملها ودار بها فتعالت ضحكاتها.
عاد كل من الچاما إلي منزله وسار يحيي ولانا سويًا فتوقف في الطريق وسألها وهو ينتظر الإجابة علي أحر من الجمر:
هو إنتِ هتبقي شريكة حياتي عشان أنا أمرت وأمري هنا مطاع ولا عشان حاسة بمشاعر ناحيتي !
نظرت له بعينيها البنيتين بابتسامة واحمرت وجنتيها من الخجل فنظرت أرضًا .
فضحك يحيي ونظر للأمام وأكمل مسيرته .
أعلنت الشمس عن الرحيل وجاء الليل .
نام علي فراشه ولانا جالسه بجانبه نظر لها بتركيز وكأنه يريد أن يقول شيئًا.
ابتسمت وقالت : هل تريد أن تقول شيئاً؟!
اعتدل وجلس علي الفراش وقال : أنا ماعرفش أي حاجة عنك دخلتي إزاي وليه عاوز أعرف ؟!
تنهدت بحزن وهي تحاول تذكر شئ ما.
فتابع يحيي: وإنتِ عمرك زي عمري خمسه وعشرين سنة مثلًا إمتي دخلتي هنا وعرفتي كل حاجة عن أماريس…

يتبع..
لقراة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أماريس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *