روايات

رواية أماريس الفصل السابع 7 بقلم حنين عادل

رواية أماريس الفصل السابع 7 بقلم حنين عادل

رواية أماريس البارت السابع

رواية أماريس الجزء السابع

رواية أماريس الحلقة السابعة

خرج له رجل حينما رآه قام بالانحناء أمامه قائلاً : چاما
فرد يحيى: عاوز اشوف كل اللي في البيت
قام بالانحناء مرة أخرى قائلاً : چاما
ثم خرج من في المنزل فكانت امرأة وانحنت له قالت الكلمة ذاتها : چاما
نظر لها يحيى وقال: ممكن أشوف وشك ؟!
كانت تنظر أرضًا وما زالت منحنية فرفعت وجهها حتى دقق النظر في وجهها ولم تكن هي والدته فهيعرف ملامحها جيداً .
غادر والأمل يملأ قلبه أنه سيجدها كان يدق على كل باب ثم يطلب منه نفس الطلب ثم يدقق في وجه المرأة فيه لاحظ ان كل منزل لا يوجد فيه سوى امرأة ورجل ولا يوجد اطفال .
مر على كل المنازل ولكن لم يجد ما يبحث عنه.
عاد إلى حيث يمكث بخيبة أمل كبيرة ثم عاد يبث في نفسه الطمأنينة أنه ربما تكون هناك أماكن أخرى يبحث فيها .
دخل قصره وقد حل الليل سار فيه حتى وجد مكان مفتوح كحديقة دخلها وجلس ثم أراح جسده ونظر للسماء فوجدها خضراء لامعة
قال في دهشة : يا الله إيه الجمال ده ؟!
أخذ يحدق بها بابتسامة ثم ذهب في نوم عميق .
أمــــــــــــــاريـــــــــــس
استيقظ فجأة حينما سمع كلمة أماريس بصوت عال جداً ومرعب أخذ يعيد خصلات شعره الطويل من علي وجهه وهو يتساءل هل سمعها بنفس الصوت المرعب أم كان يتخيل أم كان يحلم !
وجد فتاتين أتيتا إليه ثم انحنيتا له بإحترام
نظر لهما ثم قال : لا أريد شيئاً منكما انصرفا
ظلتا واقفتين ولم تتحركا لتأتي لانا من خلفهما مبتسمة: كيف حالك أيها المختار ؟
_الحمد لله مش المفروض بينفذوا أوامري ليه مامشوش ؟!
فأجابته مبتسمة: لأنه يوم هام لك ويجب عليهما إعدادك لتخرج في أبهي صورة فأنت الآن أصبحت ملك أماريس ويجب عليك إتمام مهماتك لتتوج
فرد يحيي: يعني هاعمل ايه يعني هايلبسوني التاج وكده؟
_ نعم ولكن قبل أي شئ يجب أن تفعل ثلاث أشياء الأولي أن تتعهد بالوفاء لأماريس.
وتابعت : الثانية أن تختار شريكة لحياتك هنا!
فنظر لها مبتسمًا وقال : سهله!
_الثالثة أن تثبت أنك محارب قوي بمحاربة أقوي رجل في أماريس إن ربحت فستكون الملك أما إن خسرت
وصمتت .
فرد يحيي: وإن خسرت ؟
_لن تخسر بالتأكيد !
صمت قليلًا ثم قال: هي البؤرة دي مش بتفتح إلا كل عشرين سنه بس؟
_نعم ولكن باب دخول أماريس ليس هو باب الخروج منها فباب دخول أماريس يفتح كل عشرين عامًا أما باب خروجها يفتح إذا قاتلت آران الحامي وانتصرت عليه فيمكن أن يُفتح الباب ولا يوجد طريقة أخري وإلا فعليك الانتظار إلي أن تفتح في ميعادها .
فضحك قائلاً: طب ما كده أي حد عاوز يمشي هايمشي
فضحكت لانا: لم يستطع أحد هزيمة آران فهو يفتك بكل من يقترب منه .
_ ما عدتش فاهم حاجه إزاي إختارتني وفي نفس الوقت مهدد إني مش هبقى الملك لو خسرت ؟!
ابتسمت : أماريس تحسن الإختيار دائماً فقط لقد وثقت بك الآن عليك الوثوق بنفسك .
ثم نظرت للفتاتين قائلة: هيا يا فتياتي جهزا المختار الآن أيها المختار عليك أن تواجه مصيرك.
زفر بضيق ثم نظر الخلاء وهو يفكر فيما سيواجه من هذا الذي سيقاتله ليثبت أحقيته بملك اماريس ما هذه الأرض الغريبة كل شيء هنا غريب لقد جاء فقط لإيجاد والدته والآن ينشغل بأمور أخرى هل سيؤثر عليه سحر أماريس بهذه السرعة وينسى كل شيء حتى هويته أم سيكون من الچاما أصحاب الكلمة الوحيدة التي تحمل كل المعاني.
كانوا قد جهزوه وصار في أبهي حُلة يرتدي الثياب البيضاء المرصعة بالذهب وقبعه كقبعات ملوك الهند.
نظرت له الفتيات في إعجاب واضح قالت لانا وهي تنظر له بإعجاب: يمكنكما الآن الانصراف
غادرت الفتاتين وما زالت لانا تنظر لها مبتسمة فضحك يحيى: إيه حلو ؟
فردت لانا : كل ما في اماريس جميل .
فضحك : فعلاً كل ما في اماريس جميل صحيح مين البنات دي؟
عقدت حاجبيها: ولماذا تسال؟
فضحك حين شعر أنها تغار عليه وقال : عادي بسأل .
فردت بضيق : إنهما خادماتاك وانا سيدتهما
ثم تابعت: هيا بنا الآن ستتعهد بالوفاء لأماريس
بدأت لانا بالسير وقام بالسير معها ينظر لها مبتسماً فقد احمرت وجنتيها بسبب غضبها الذي حاولت أن تخفيه حتى وصل لجبل عال وجد أن الجاما على كل جانب من الجبل نظر لهم وعلامات الدهشة على وجهه ثم نظر لها
ابتسمت لانا قائلة: الآن ستصعد للجبل.
فسألها يحيى : هل ستأتين معي
فأجابته : لا سأكون معك دائماً ولكن عليك تجاوز اختباراتك بنفسك لقد توحدت روحنا سويا ولكن كل شخص هنا يخوض معركته وحده ، وحدك فقط تستطيع أن تكون الملك بقوتك البدنية وبقوة إرادتك وحدك تستطيع النهوض وعبور أي مأزق حتى ولو كان هناك جيش في ظهرك أنت فقط من تستطيع.
نظر لها مطولاً فكلما رآها كانت تبتسم قد عشق تلك الابتسامة على وجهها وشعر أنها تنسيه غرابة هذا المكان وقلقه الدائم منه قام بالصعود على الجبل وتفاجأ أنه كلما خطا خطوه نحو القمه وجد خطواته سلسه فكان كسلم سهل الصعود حتى وصل للقمة .
نظر حوله في كل مكان لم يجد أحدًا حوله إذًا لمن سيتعهد بالوفاء وكيف؟!
غلب الظلام على السماء وغربت الشمس فجأة حتى ابتلع ريقه من الخوف تنهد وهو ينظر يمنه ويسره وماذا الآن إذن؟
ظل واقفاً فترة حتى جلس عندما شعر بالتعب رفع رأسه ونظر للسماء الخضراء اللامعة المتلألئة وابتسم لاحظ ضوء أزرق اللون يحيط به نظر له بغرابة والخوف اجتاحه وكأنه استنشق الكثير منه وأصبح في جوفه شعر بالاختناق والألم يسري في جسده ثم تلاشى الضوء الأزرق نهض سريعًا ونزل من على الجبل ليجد لانا تنتظره وشعب اماريس مهللين : چاما
ثم غادر كل منهم إلى منزله
ابتسمت لانا : هل علمت ما الذي عليك فعله؟
صمت قليلاً ثم قال في دهشة : أقدم قربان والقربان هيكون أعظم خونة اماريس
اتسعت عيناه من الصدمة ونظر لها بخوف فكيف علم هذا ولم يخبره أحد به
ابتسمت قائلة :لا تخف ولكن احذر
نظر لها في غرابة هذه الجملة قد سمعها من قبل أخذ يتذكر أين سمعها حتى تذكر الرجل العجوز في السجن أيقن أن فضوله قاتل ألقى به في أحضان الكوارث ولا يعلم ما الذي ينتظره يكاد عقله ينفجر من الذي يحدث حوله ولا يفهم شيئاً فأصبحت حياته مليئة بالغرابة يحاول استيعاب كل على حده فما الجديد أيضًا ؟!
متي سيجد والدته ولكن هل سيغادر إن وجدها وسيترك فرصته في أن يبقى خالداً وينعم في خيرات اماريس
تذكر اللون الأزرق فسألها : هو ايه سر اللون الأزرق هنا الورق الأزرق الورد الأزرق حتي النور ده !
ابتسمت قائلة: الأزرق هو لون العقل وهو مهدئ أساسي يؤثر علينا عقليا فالأزرق الغامق يحفز على التفكير بوضوح وصفاء بينما الأزرق الفاتح يهدئ ويسكن العقل ويساعد على التركيز ويعتبر الأزرق هو لون الوضوح في التواصل مع الاخرين كما أنه يعطي إحساساً بالسعة فهو لون السماء.
وتابعت مبتسمة: واماريس تختص باحتلال العقول لذا أخبرك الضوء الأزرق بما عليك فعله هيا فلترتاح فلديك غداً يوم حافل.
نظر لها بخوف وتنهد وتذكر أنه سيقدم أحد أعظم خونة اماريس وأكثرهم فطنة قلبه القوي هو ما جعله يعيش حتى الآن وقوة إرادته فاقت الحدود
سارت لانا ويحيى بجانبها وسألته: هل أنت م…مُرتاح؟!
فرد يحيى: أنا خايف هو أنا عرفت إني لازم أقدم قربان أعظم خونة اماريس بس هقدمه إزاي وفين وازاي هعرفه ؟!
توقفت عن سيرها وقالت : إنك ذكى وستعرف لقد اختارتك اماريس وستساعدك أما عن كيفية تقديمه فستلقي به في چيراك بحر الظلمات والآن عليك أن ترتاح و غداً ستجتاز أولى مهماتك
وصلا إلى حيث يمكث وودعته لانا بابتسامتها التي تجعله يتناسي اي شيء يقلقه أو يحزنه
نام على فراشه ونظر للسقف يفكر كيف
سيجد أعظم خونة أماريس حتى غلبه النعاس.
كان يقف أمام بحر مياهُه حمراء اللون يرتدي عباءته المتطايرة بفعل الهواء وعلى رأسه تاج مرصع بالالماس الأزرق السماء تمطر بغزارة وأصوات الرعد مخيفة كان في يده سيف ضخم وفي اليد الأخرى العجوز الذي قال له( لا تخاف ولكن احذر.)
ضحك بصوت عال ثم دفعه إلى بحر چيراك بحر الظلمات ليذوب في ثوان وسط صرخاته من الألم ليعلوا صوت البوق وصوتٌ يقول : اماريس
تعالت ضحكات يحيى وهو ينظر لجسد الرجل الذي يذوب في الماء وكأنه لم يكن .
اقتربت منه لانا واحتضنته والهواء يداعب شعرها الأسود الطويل أزال خُصلاتها من على وجهها وتعالت ضحكاتهما سويًا
استيقظ من النوم وهو يتصبب عرقًا مسح وجهه بخوف وحمد الله على أنه كان حلم!
أخذ يسأل نفسه لما تأتيه هذه الأحلام وهل سيفعل هذا بكل دم بارد مثلما فعل هل سيتحول لوحش أخذ يطمئن نفسه أنه حينما يجد مبتغاه سيغادر ولن يظل ثانية واحدة.
فتح خزانته وأخذ قميصاً أبيض فضفاضًا منقوشًا ومزخرفًا بألوان مبهجة وبنطالاً ودلف إلى الحمام واغتسل سريعًا ثم خرج.
كان جائعاً فضحك وهو يشتهي الأكلة المصرية الشهيرة الفول والطعمية والخبز الساخن والبصل الأخضر
فقال مبتسماً وهو يحك رأسه : اماريس
وجدها على المائدة في ثوان فجلس وبدأ في تناول فطوره ولكن كل ما يشغل باله هو ما رآه في الحلم نفض عن رأسه تلك الأفكار وانتهى من فطوره ثم نطق باسمهت لتكون أمامه في ثوان معدودة
جاءت مبتسمة وقالت : كيف حالك أيها المختار هل أنت مستعد؟
تنهد :مستعد يلا
سارت وسار خلفها ينظر على منازل الچاما بتركيز لعله يجد والدته ولكن دون جدوى حتى وصل إلى چستار سجن اماريس
انحنى له الحارسان ووضع يده على الباب ففُتح فكتم أنفاسه من قذارة الرائحة المنبعثة من هذا المكان نظر إلى لانا بتفكير وهو يمسك رأسه ثم قال : هو أنا هاعرف إزاي أعظم خونة أماريس؟!
ابتسمت قائلة : إنك ذكي وستعلم وحدك أعظم خونة اماريس هؤلاء الثلاثه هم أكثر من قضوا وقتًا هنا الآخرون يرتجعون عن قرارهم إلا هؤلاء.
ثم أشارت على ثلاث زنزانات أمر الحارس بفتح أول زنزانة ودلف إليها فوجد من فيها يجلس في ركن مُظلم عزم على أن يحدثهم ومن يكون أكثر ثباتاً على موقفه سيكون أعظم خونة اماريس جلس يحيى على الأرض بجانبه بخوف وهو يتحشرج ثم سأله : أنت ليه من خونة أماريس ليه مش بتقبل بالأمر الواقع ؟
فرد عليه وهو لا يظهر وجهه : لا أريد أن أتحول للچاما .
_ليه ما أنت عارف إن كل حاجه لها ضريبه!
فصمت السجين نهض يحيى وما زال لا يرى وجهه ثم غادر ويحدث نفسه أنه ليس أعظم خونة اماريس لأنه يمكن أن يرتجع عن قراره ولكن لما لم يرتجع إذن أهذا غباء منه أم ماذا ؟!
دلف إلى ثاني زنزانة وسأله السؤال ذاته فأجابه : لا أريد نسيان حياتي السابقة وأن أعيش بلا هوية لقد انبهرت بها في البداية وأحببتها لكنها تريد تقديم تضحيات كبيرة أنا لست مستعداً لها.
ثم تابع : لا أريد نسيان أمي وأولادي الذين أحببتهم وتركتهم بدافع الفضول الذي قادني إلى هنا .
_طيب ما ترجع ليهم ! إنت ليه أناني ؟
فرد ضاحكاً وهو في جانبه المُظلم ينظر للجدار: وأترك الفرصة في أن أكون خالدًا أيعقل!
نهض يحيى وغادر وهو في حيرة من أمره ودلف إلي ثالث زنزانة وجلس ليتفاجأ بالسجين يخرج من ركنه المُظلم إلي الضوء ليراه يحيي.
اتسعت عيناه من الدهشة حينما تذكره فهذا الرجل صاحب الجملة التي لا زالت ترن على مسامعه ( لا تخاف ولكن احذر )
وهو من جعل الخوف يجتاحه منذ وصوله إلى هنا حتى أنه لم يتركه في أحلامه وجاء له .
ابتلع ريقه وقال : ليه مش بتقبل بالأمر الواقع؟
فرد الرجل غاضبًا وما زال وجهه غير واضح : لأن أماريس ظالمة تريد أن تسلبني كل شيء تسلبني كوني إنسانًا وتحولني إلى مسخة لا تفقه شيئاً تعيش بدون هدف وهوية فهل تكون هذه حياة تريد سلب إنسانيتي وسلب أعظم نعمة قد توهب للإنسان أن يكون له أطفال إنها تعطيك النعيم الأبدي ولكنه وهم زائل
ثم تابع بحزن: لقد سلبتني حياتي ثم زوجتي وابني أردت أن أعود للأرض ولكن لن أترك حبيبتي هنا والآن سآنال عقوبة فضولي وأني كنت بلا ارادة قوية الآن حتى ستسلب أنفاسي
تنهد يحيى بحزن و قد علم أنه أعظم الخونة لأنه يراها غير عادلة ويكرهها بكل ما فيها ولأنها قد فعلت شيئاً ما لحبيبته
نهض يحيى وكان سيغادر إلا أن صوت العجوز أوقفه : ارحل انجو بحياتك لا تخطئ مثلما أخطأت لم أصبر حتى أنال النعيم في الجنة وبحثت عنه في الأرض والآن كما تراني خسرت دنيتي وزوجتي وابني أيضاً أسأل الله أن يسامحني على فعلتي .
غادر يحيى الزنزانة واتجه الى لانا الواقفة يزعجها ضوء الشمس
ابتسمت لانا : هل وجدته؟!
فأجابها يحيى بقلق : أيوه
ثم أشار على العجوز الاخير فضحك العجوز بلا مبالاة وبدون خوف.
أشارت لانا إلى الحراس السود أن يأتوا بالعجوز فأمسكوه وسارت لانا هي ويحيى والعجوز خلفهم وكلما تأخر خطوه ضربه الحراس بقوة فينتفض يحيى من الفزع كان يسير ويختلس النظر إلى العجوز و كلما نظر له ظهرت ابتسامته من تحت شعره المسترسل على وجهه حتى وصلوا إلى بحر مياهُه حمراء اللون.
ابتسم العجوز وقال : افعل ما لم أستطع فعله.
نظر له يحيى بغرابة فما الذي يقصده يبدو أن قصة هذا الرجل كبيرة جدًا وقفوا أمام بحر مياهُه حمراء تغلي كالحمم البركانية و بدأ المطر بالهطول بغزارة.
رفع الرجل شعره النازل على وجهه ليزيل الماء غبار وألم سنين طويلة ورفع وجهه للسماء لاستقبال الماء لعله يغسل ذنوبه كما يدعي
استعد الحراس أن يدفعوه ويحيي ينظر أرضًا بحزن وخجل وهو يعيد الحلم بكل تفاصيله رفع رأسه لينظر له ويطلب منه المغفرة اتسعت عيناه من الصدمة وصاح بصوت عال : لأاااااااااا
في الوقت نفسه قد دفعه الحراس إلى الماء ليذوب رويداً رويداً.
صاح يحيى ببكاء: بابا طلعوه طلعوه!
ركض نحوه وكان سيقفز فأمسكه الحراس بقوة أخذ يقاومهم وهو يصيح باسمه .
ابتسم العجوز متناسيًا الألم وقال : افعل ما جئت من أجله ولا تكن مثلي اعثر عليها وأخبارها أنني أحببتها بجنون أنا من أخطأت وهي من تحملت خطئي لا تخف ولكن احذر!
وتلاشى في البحر وكأنه لم يكن .
صرخ يحيى بصوت عال: بابااااااااا
ثم أجهش في البكاء تركه الحراس فجثا بركبتيه أرضًا وهو يبكي ويصيح : مش بعد ما ألاقيك بعد كل السنين دي أموتك بإيدي لا !
ثم تابع وهو ينظر ليده : أنا حتى ما حضنتكش ما قولتلكش أنا بحبك قد إيه وإني كنت بحلم إني أشوفك .
أخذ يضرب يده في الصخور على الشاطئ بغضب وكلما جُرح شُفي جرحه سريعاً .
اقتربت منه لانا والمطر ما زال يهطل بغزارة
وساعدته على الوقوف ثم قالت : يجب عليك أن تكون قوياً فضرائب اماريس ليست بالسهلة ودع قلبك ومشاعرك بعيداً فكما قلت اماريس تختص بالعقول .
دفعها بغضب وقال : مش عاوز مش عاوز أفضل هنا مش عايز أي حاجة أنا عايز أمشي.
غادر الحراس ووقفت أمامه وقالت : إذن فلتغادر ولكن بعد عشرين عامًا حينما يفتح باب امارس مرة أخرى .
غادر يحيى ودموعه تتساقط حتى وصل إلى قصره دلف إليه وشرع في البكاء
_ أنا اللي موتتك سامحني .
وكأي إنسان يحاول تناسي أحزانه بالنوم نام على فراشه في وضعية القرفصاء يحتضن نفسه وكأنه يحاول تهدأت نفسه والحد من روعه.
ثم ذهب في سُبات عميق والحزن يعتصر قلبه….

يتبع..
لقراة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أماريس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *