روايات

رواية أماريس الفصل السادس 6 بقلم حنين عادل

رواية أماريس الفصل السادس 6 بقلم حنين عادل

رواية أماريس البارت السادس

رواية أماريس الجزء السادس

رواية أماريس الحلقة السادسة

أخذ يسير خلفها حتي وصلت لمكان معزول عن بقية أماريس صحراء كبيرة في منتصفها باب ضخم خشبي أسود اللون يقف أمامه حارسان أسودان يرتديان دروعًا حديديه تبرز عضلاتهما الضخمة المفتولة .
فسألها متعجبًا: إيه ده؟
فردت : إنه چستار
فضحك ساخرًا: فهمت أنا كل اللي فات عشان تقوليلي چستار واشمعني دول سود مش زي الچاما
تبسمت لانا ثم قالت : چستار هو مكان كل مغرور أحب نفسه وقاده الغرور أما عن الحارسان فكانا من الچاما ومنحا هبة چستار القوة والتميز.
أمسك يحيي رأسه وزفر بضيق حتي قالت : أيها المختار لما التعجل فستعلم كل شئ عن أماريس لا محال.
انحني له الحارسان فنظر لهما وقال : المختار لا يفهم شيئاً في هذا الموال !
فضحكت على كلماته ثم أشارت على علامة الكف الموجودة على الباب وضع كفه عليه بخوف ففـتح
دخل وكأنه دخل مكانًا آخر تعجب كثيرًا حينما نظر حوله كانت منطقة قديمة قبيحة المنظر وكأنها مقلب للقمامة تفوح منها رائحة كريهة جداً
وضع يده على انفه من أثرها ثم قال: إيه ده إيه الريحه دي ؟!
ابتسمت : إنها رائحة الغرور
قال ساخراً : هو الغرور بقا ليه ريحه ؟!
ظلت تسير وهو خلفها ينظر حوله إنها أرض شاسعة وبها مباني مخيفة شبهها بمنازل السحرة في برامج الأطفال وبابها مقفل بالحديد محصنة يقف على كل مبنى شخصان ضخمان أسودان اللون وكلما مر على أحدهم انحنى أمامه فتساءل في نفسه كيف لأحد أن يعيش في مثل هذه القذارة والرعب المحيط به من كل حدب وصعب نظر للأرض فوجدها سوداء هي أيضاً.
وقفت لانا أمام باب كبير من الحديد فُتح تلقائياً حينما نظر يحيى إليه
دخل فوجد وكأنه سجن كبير وبداخله أشخاص كُثر لكل شخص غرفة وكأنه سجن انفرادي
اقترب من إحدى الغرف فوجد رجلاً شعره الأبيض الطويل يخفي وجهه والعجيب في الأمر أن يداه ليست حمراء ولا سوداء إنها قمحية اللون !
نهض من مجلسه في ركن السجن وتقدم من يحيى حتى صار الحاجز بينهم القضبان الحديدية
ثم قال بانهيار : لماذا جئت إلى هنا اهرب انجو بحياتك إنها لعنة ليست بأرض الأحلام إنها أرض الشيطان
سمعه يتألم فجآة وعاد إلى ركن مظلم في زنزانته فرأى أن الحارس قد ضربه
كان سيسير إلا أن استوقفته كلمته :يحيى
فالتفت له في دهشة : هو انت تعرفني ؟!
أخذ العجوز يردد: ما تنساش يا يحيى لا تخاف ولكن احذر
وجد أن لانا تجذب يديه للرحيل فسار خلفها وهو ينظر للعجوز بدهشة ثم تنهد ونظر إلى حيث يسير فرأى مقعداً كبيراً من الخشب الأسود ككل شيء في چستار !
قالت له مبتسمة : اجلس عليه أيها المختار
هز رأسه بالقبول ثم صعد السلم لهذا المقعد الغريب وجلس عليه !
_الآن قد بدأ عملك
فرد يحيي بغرابة: أيوه أنا هاعمل إيه يعني؟
_ستحكم علي هؤلاء الخونة ! ثم أشارت عليهم
كان السجناء يسيرون مكبلي الأيدي ضعفاء في حالة يرثي لها ومن تأخر في السير كان الحراس السود يعنفونه ويضربونه ثم اصطفوا أمامه .
نظر لهم يحيي ثم نظر إلي لانا قائلاً : إيه جريمتهم وإزاي أنا أحكم علي حد ؟
فردت لانا : جريمتهم الخيانة لقد خانوا أماريس وستحكم عليهم لأنك المختار.
تنهد بضيق: يادي المختار طيب عملوا ايه يعني ؟
_لقد رفضوا الخضوع لقوانين أماريس رفضوا أن يكونوا من الچاما ورفضوا أن يعودوا لأرضهم .
فقال في دهشة : ودي الجريمه ؟!
فأجابته : إنها الجريمة العظمي مخالفة قوانين أماريس.
_واحكم عليهم بإيه دول؟
فردت : إنهما عقوبتين لا ثالث لهما إما الرمي في بحر چيراك أو إرسالهم إلي آران
فنظر لها بغرابة وسألها : وإيه بحر جيراك وآران دول؟
فأجابته لانا : بحر چيراك هو بحر الظلمات فهو بحر يرمى فيه كل الخائنين يحتوي على مادة تسبب الموت في ثانيه فتذوب فيها الأجسام ولا يعود لها أثر حتى الخالدين يخافون منه
ابتلع ريقه بخوف ثم قال: آه وإيه آران ؟
ابتسمت: إنه حامي أماريس لا يعلم أحد شكله أو مظهره هو من يفتح البؤرة الخضراء كل عشرين عامًا وينادي بإسم أماريس
نظر لهم بشفقة ثم قال : ينفع يوم تاني ؟!
_بالتأكيد فكل شيء هنا خاضع لأمرك .
ضاق صدره بهذه الرائحة النتنة المقززة فقام بالسير عازمًا على الخروج ولانا تتبعه وكل من مر عليه ينحني له خرج من هذا السجن الكئيب ثم اغلق الباب خلفه أخذ شهيقًا كبيراً وكأنه يخلص رئتيه من أثر هذه الرائحة .
سار معها بدون أي حديث حتى وصل لغرفته حتى أنه لم يلحظ الطريق نظر لها وأخبرها أنها يمكنها الرحيل الآن فأومأت برأسها وقامت بالانحناء له مبتسمة ثم غادرت تذكرها حديثها أن أهل أماريس ينسون حياتهم السابقة وزاد الخوف بقلب في قلبه لأنه انشغل بجمالها ونسى سبب مجيئه الرئيسي.
قال في قراره نفسه أنه يجب عليه أن يبادر قبل أي شيء في العثور على والدته .
نام على فراشه يفكر كيف لو كانت نست حياتها السابقة وأصبحت من الچاما هل ستذهب تضحيته هباء ؟!
تذكر مربيته العجوز ودعا الله أن تكون في أحسن حال وصحة نظر في الساعة المعلقة على الجدار فوجدها تتكون من ست ساعات فقط هل يحسب اليوم هنا على ست ساعات فقط!
هل يحسب اليوم هنا علي ست ساعات فقط !
خرج عن صمت قائلاً : بس أنا حاسسها زي اليوم اللي عندنا الساعه هنا زي أربع ساعات عندنا ما تستغربش يا يحيى كل حاجه هنا غريبه أهم حاجه ما تنساش أنت جيت هنا عشان إيه ؟!
نهض من على فراشه واتجه نحو خزانة الملابس وقام بفتحها ونظر في خزانة الملابس وجدها مثل ملابسهم الفضفاضة المزخرفة أخذ منها وأخذ خفاً منقوشًا ومزخرفًا كالملابس في أسفل الخزانة ودلف إلى الحمام.
كان كبيراً جداً وجزء منه كحمام سباحة مليء بالورود تعجب فمظهره من الخارج لا يدل على هذه المساحة الكبيرة ولكن لما لا فكل شيء عجيب هنا !
قام بخلع ملابسه التي كان يرتديها منذ دخوله للبؤرة ونزل في الماء وأراح جسده وقام بغلق عينيه ليريح عقله .
************
رسائل قد تظن أنها أضغاث أحلام ولكنها رسائل توجه إليك هل ستهتدي أم ستكابر وتظن نفسك من ستفوز احذر فأماريس لا تعطيك الفرصة مرتان.
نهض من الماء وقد شعر بالراحة حتى قال عنه أنه جاكوزي سحري له رائحة طيبة ارتدى الملابس وكانت على قياسه اقترب من المرآة وقام بتمشيط شعره المسترسل الطويل الذي ينزل على عينيه ابتسم حينما رأي شكله وظهرت غمازته في خده.
خرج من الغرفة وسار حتى وصل الى المكان الذي دخل منه وما أن وقف أمامه حتى فُتح له تلقائياً فخرج وأُغلق خلفه ليظهر مقعد العرش المرصع بالألماس هبط السلم الملئ بالأوراق الزرقاء والورد الأزرق اتجه إلى المنازل التي رآها قبلاً ووقف أمامها وهو يريد رؤية كل وجه من وجوه الچاما حتى يعثر على والدته نعم إنه كان صغيراً لكنه يتذكرها جيداً يعطي لنفسه الامل أنه سيجدها وتتذكره مد يده وقام بالدق على أول باب في إتمام هدفه .
نظره بشرود للباب : أقنع نفسي أنني جئت فقط للعثور عليها وتوبيخها على ما بدر منها ومعرفة هل كان تركها لي في أكثر وقت كنت أحتاجها فيه يستحق ولكنها ليست الحقيقة لقد جئت هنا حتى أحتضنها كثيراً وأعبر لها عن حبي الذي أحاول إخفاؤه وراء كراهيتي وعن مدى اشتياقي لها أردت أن أقص عليها كل ما حدث في حياتي لتساندني وتوبخني أيضاً إن غفلت عن تحقيق أحلامي أردت أن أقول أنني كنت أفتقدها في كل تفاصيل حياتي أردت سماع كلمة ابني التي لم أسمعها إلا قليلاً حتى أنني لم أعد أتذكر صوتها أين أنتِ يا أمي ؟!
وهل القلب الذي أحب وعشق قادراً على أن يكره ؟!
خرج له رجل حينما رآه قام بالانحناء أمامه قائلاً : چاما
فرد يحيى: عاوز اشوف كل اللي في البيت……

يتبع..
لقراة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أماريس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *