رواية عيسى القائد الفصل الرابع 4 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد الفصل الرابع 4 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد البارت الرابع
رواية عيسى القائد الجزء الرابع
رواية عيسى القائد الحلقة الرابعة
لا.. لا مش هدفنها دلـوقتي، نسـرين بتخـاف من الضلمـة، لما الصبح يطـلع، خلاص الفجر قرب يأذن “..
استسـلم عيسـى وجـلس بجـواره في طرقـات المشفـي، وضع منتصـر رأسه المتعبه علي كتف عيسى فربت عيسى علي ظهـره يقول بحزن:
” كـله مقدر ومكتـوب…
قـال منتصـر بخفوت:
” أنا عارف مين اللي عمل كدا يا عيسى…
نـظر له عيسـى فأبتلـع منتصـر غصتـه يقـول بألم:
” من شهـر ونص في شخص بيهـددني، عاوزني أسلمـه ورق شغل وملفـات خاصـة بتاعت الشركـة وأنا طبعا رفضـت، بس كانوا بيهددني أنا، بحياتي أنا مش بيهـا! “..
شدد علي قبضتـه وهو يتـذكر تلك التهـديدات، وصـورتهـا وهي علي الأرض لم تفـارقـه بعد، اشتدت حدة ملامحـه وبرزت عروق يـده، وقال بصوت حاد غاضب:
” لكـن وربـي نهايـته علـي إيدي، وقبا ما يبـات جسمها في التربـة هكـون مخلص عليـه “..
أوقفـه عيسـى ثم أخـرج هاتفـه يضعـه أمام عينيـه فأخذه منتـصـر وهو يـرى ذلك الشخص بقفص يجـلس ينـظر أمامـه بخـوف يضم قدمـه إلي صدره حتي أن رجفـته كانت واضحـه للكاميـرات، تحرك المصـور ليري منتصـر قفصـا أخر يسبق ظهـور ما بـه صوت زئيـر علمه منتصـر علي الفـور يهـمس بصـوت متوعد:
” تـايجر!! “..
أخذ عيسى هاتفـه مرة أخري يقـول بصوت مختنق:
” أنا كنت عاوز أخليـه وجبـة عشاء لذيـذة لتايجـر، بس تايجـر بيحب اللحمة نص سوا “..
قال منتصـر بحده:
” ومحدش غيـري هيجهـز العشاء لتايجر النهـاردة، بس خلـيني.. أكرم نوسـه الأول “..
جـلس منتصـر وقد لانت ملامحه الحادة وحل محـلها الحزن الشـديد والقهـر وهو ينظـر تـجـاه المشرحـه لا يصدق حتي أين يجـلس هو!!
سيعـود لديـاره ولن يجـدها، سيمرض ولن تداويـه فهي سكنـه ومسكـنه وحبـه الأول الذي عشقه في الطفـولة والصبا والشبـاب…
خـرج من المشـرحه وتحـرك تجـاههم يقـول بجديـه:
” مسـاء الخير أنا دكـتور سليـم مغـاوري، أولا البقـاء لله “..
لم يجيبـه أحدهما حيث نظر كلا منهمـا للأخر بصدمـه عند سماعهـم للإسم، حسنا فالمدعو” سليم مغـاوري ” يعمل في تجـارة المخـد’رات بإسمه فقط دون أن يُظهر وجهه، فقط اسمه الثنائي لا أكثـر، أشار عيسـى بعينه لمنتصـر بالصمت فعاد منتصـر لسليم يقـول بهدوء:
“ونعمه بالله”..
أكمل سليم حديثه برسميـه:
” قبـل القت.ـل كان في محـاولة بالإعتد’اء، والواضـح إن دا كان الهـدف الأساسي للجـاني.. الضحيه كانت متعلمه اي فن من فنون القتال او الدفاع عن النفس؟! “..
اومأ منتصر برأسه:
” أيوا، هي مكانتش ضعيفـه، هي كانت رياضيـه وكانت بتلعب ملاكمـه بس بعد الجواز وقفت، يعني بقالها سنه بالظبط “..
أكمـل سليم بجديه:
” فشـل الجاني في محـاولة التعد’ي عليهـا خلاه يلجأ للقتـ.ل، لو كان الهجوم الهدف منه القت.ل في البدايـة كان الجاني هيستخدم سلا’حه لكنـه استخـدم سكينـه من المطـبخ عندك وبرغم كدا السكيـنه مش عليها غير بصمات الضحيـه، لكن لقينـا خصـلات شعـر بين ضوافرها و بنسبة ٩٠ في الميه دا شعر الجـاني، أو شعر حد من اللي قرب من الضحيه بعد الوفاة “..
قال عيسى بجديـه:
” منتصـر وأنا بس اللي قربـنا منها، بس أنا ملمستش ايديهـا خالص، ومنتصـر لما وصل كانت اتوفت،و مراتي مقربتش منها خالص و كمان هي محجبـه فبنسـبة ١٠٠ في الميـة دا شعر القا’تل “…
تنهـد سليم يقـول بحذر:
” مطـلوب مني أخد عينة من حضرتك و الأستاذ منتصـر و كمان المدام بتاعت حضرتك “..
أقتـرب منتصـر من سليم يمسكـه بغضـب يصـرخ به بصوت غاضب:
” قـصدك اي!! أني قت.لـت مراتي!! “..
دفعـه سليم بضـيق يحـاول أن يحتوي الموقف و يتفهم ما يمر بـه منتصـر فقال بحده:
” استاذ منتصـر أنا طبيب شـرعي، مش ظابط وأنا بنفذ اللي بيطـلب مني علشان التحقيقـات، و قـاسم باشا أمر ان الجث.ـة متخرجش قبل ما نثبت ان الDNA بتاعكم أنتم التلاته مش متطـابق مع العينة اللي أخدناها من الضحيـه “…
تأفف منتصـر بضيق وهو يتراجـع للخـلف يستند بظهـره علي الحـائط، لا يستطيـع التحمـل، سيفقد عقـله قبـل نهاية اليـوم بكـل تأكيـد..
تحـرك للداخل في الطريق المؤدي للمشرحـه ليمنعه سليم:
” مينفعش تدخـل دلوقتـي “..
صاح منتصر بإنفعـال:
” هو اي اللي مينفـعش!! عاوز أشوفها.. فين أم مديـر المخـروبة دي!!! “..
قـال سليم بضيق:
” لو عملنا التحـاليل حضرتك هتقدر تشوفهـا، مش هتاخد وقـت صدقني هنخـلصها في أسرع وقت علشان نخرجـلك الجثمان.. بعد انكم يا جمـاعة تفهموا الوضع.. دي جر’يمة قت.ل…
نصيحـه مني أعملـوا التحـاليل لأن لو البوليس وصل لحـاجه جديدة هيفضلوا متحفظين علي الجثـه “..
جثـة، جثمـان، لا يـصدق منتصـر أن تلك الكلمـات تقال عن حبيبتـه فأنهار أرضـا يستند بظهـره علي الحائط يدفن رأسه بيـن قدميـه وبكـى بتعب و انهيار وآسي، وحزن أسر قلبـه و فتته…
قـال عيسـى بهدوء:
” هنعمل اللي أنتم عاوزيـنه، أنا هروح أجيب زوجـتي من البيـت “..
أومأ لـه سليم ولكن قبل رحيـله قال بهدوء:
” الأستاذ منتصـر ممكن يستنـي في مكتـبي لحد ما حضرتك ترجـع “..
” متشكـر يا دكتور سليم”..
انحـني عيسـى يجـلس أمام منتصـر الذي فقد أعصـابه فربت عيسى علي ظهـره بحزن:
” تعـالا اقعد في المكتـب.. يـلا يا منتصـر “..
وقف عيسى يمد يـده لمنتصـر فتشبث منتصـر به واستند عليه يتحـرك بتعب تجـاه المكـتب، تركه عيسـى بالداخل ثم تحـرك بسـيارته سريعـا عائدا لقصـره..
جـلست والدتـه تبكـي بحزن شديـد و بجـوارها زمرد تواسيهـا وتحاول التخفيـف عنهـا، اقتـرب منها عيسـى وجـلس بجوارها فمالت تجـاهه ليأخذها بين يديـه يربت عليها:
” كـل واحد ليه عمره يا ماما “..
قالت زينات بحزن:
” قلبي وجعـني عليها أوي يا عيسى، دي كانت زي النسمـة وعمرها ما أذت حد و لا وجعـت حد بكـلمه، ليه يحـصل فيها كدا يا عيسـى ليـه!! “..
قال عيسـى بحزن:
” بسببي”..
تطـلعت الإثنتـان لـه بصدمه ليكمـل بغضـب يحـاول كتمه بداخله:
” أنتي عارفه ان معتصم عارف عن شغلي كـل حاجه، واللي عاوزين يشتروه علشان يوقعـوني كتير، و منتصر كان في حـد بيهـد’ده علشان يخرج أوراق مهمه من الشركـة و الشغل وهو رفض “…
اتجـه بأنظـاره تجـاه زمرد يُكمـل حديثـه:
” منتصر مش بس شغـال عندي و دراعي اليميـن، هو بيعتبـرني أخوه ومستحيـل يخوني، بس طبعا متوقعتش ان الموضوع يوصل لمـو’ت مراتـه عشان شوية أوراق!! همـا كانوا بينفـذوا تهد’يدهم ليـه و نسرين راحت ضحيه “..
قـال عيسـى بآسي:
” ماما أنا هدفن نسـرين في مدافن السيدات بتاعـة عيـلة والدك “..
أومـأت زينـات برأسها موافقه وهي تحـاول التحكم في شهقاتهـا وبكاؤهـا لتسأله زمرد بحيـره:
” فين أهلها؟! “..
قالت زينات بحسره:
” هي ومنتصـر كانوا في ملجـأ واحد، ميعرفوش لا أب ولا أم.. ملهـاش حـد، مكـانش ليهم غير بعـض “..
قـال عيسـى بجديه:
” زمرد محتاجيـنك في المستشفي، أنا وأنتي و منتصـر هنعمـل تحليل مطابقه لعينة شعر لقـوها في ضوافر نسـرين، البوليس مش راضي يخرجها من غير ما نعمل التحـاليـل، منتصر كان بيتخـانق بسبب كدا بس أنا مش شايف قدامي غير اننا نخرجها بقي كفاية مرمطـه “..
ألتفـتت تبحث عن خمـارها ونقابها وقد تركتهم منذ آتي بهـا من بضعة ساعات، من وقتها تجـلس بجـوار والدته تواسيهـا عندما علمت بالأمر..
وضعت خمـارها سريعـا وفوقـه نقابهـا ثم اتجـهت تربت علي زينـات بحزن:
” بالله عليكي يا طنط كـفاية عيـاط، صلي الفجر و ادعيـلها بالرحمـة “…
وقفـت زينـات تقـول بجديه:
” أنا هاجي معاكم، عاوزة أشوفها يا عيسـى”..
هز عيسى رأسـه برفـض و أقتـرب تجـاهها يقول بحزن:
” مش هتستحمـلي يا ماما و هتتعبـي، خلـيكِ هنـا و صلي وادعيلها “..
” لا يا عيسـى هاجي، ملهـاش لا أم ولا أخت يقفـوا علي غُسـلها، أمك مش ضعيـفة وأنت عارف.. دقيقـة واحده هغير هدومي، أوعي تمشي “..
اومأ لها بإستسلام ثم جـلس علي الأريكـه بتعـب، ينظـر للأعلي بشـرود، تدمـرت حيـاة منتصـر بلحـظة واحـدة، لفـظت نسـرين أنفاسها الأخيرة و رحـلت عن عالمنـا وأغمضت عيناها عن دُنيـانا، وهذه هي نهايـة الرحلة مهما طـالت…
ابتعـد عن اخوتـه لسنـوات لئلا يكـونوا نقطـة ضعف أو تهـديد لـه، ولكن بلحـظة ضعف تزوج منهـا و وضعها هي أمام المخـاطـر بأكمـلها، إن أحبها حقا مـا كان ليتزوجـها هو فقـط أراد زائـرة أحلامه و أراد منـع ظُلم عمـه المماثل لأبيـه.. هي بريئـه، بسيطـة عاديـة تحـاول الإندماج في عالمه الباهت المزيـف، لا يملك مشاعر الحب ليقدمهـا لهـا، هي نقيـه وهو كان يـري نفسـه ملاكـا لرفضـه أي فتاة تُجـبر عليـه و يساعدهـا، ولكنـه كان يتغافـل عن معصيـته مع غيـرهم من سمحـوا لـه بما لا يحـل لـه أبدا..
اعتـدل يلتقـط أنفاسـه ليـجدهـا أتت أمامـه بكوب من المـاء البـارد وشطـيرة صغيـرة علي حاملة الطعـام الصغيـرة:
” أنت علي فطـارك من إمبـارح ولسه بكرا اليـوم طـويل، أنا بصراحه معرفش حاجه لسه في المطبخ وإلا كنت عـملتلك حاجـة تانيه “..
أمسك بيدهـا وربت عليهـا بهدوء ثم أخذ الطـعام يتنـاولـه و احتسي كـوب الماء البـارد لعلـه يُطفئ نيـران قلبه، سحبـت يدهـا بهدوء وابتعـدت تبحث عن هاتفـها الذي تركـته لتشحـنه من فتـرة، أخذته مع وصـول زينـات بذلك الرداء الأسـود…
دلفـت زينـات لذلك المكـتب ولم تشعـر بنفسهـا إلا وهي تضم منتصـر تربت عليـه بحنان و هو تشبث بـهـا ازداد بكاؤه وكأنه انتظر من يشـاركه الضعف والبكـاء بدلا من قوته الزائفه التي اصطنعهـا أمام عيسـى..
سحـب عيسـى والدتـه لتجـلس علي الكرسـى المقـابـل لمنتصـر في النهايـة هو ليس ابنهـا الحقيقـي، قال منتصر بخفوت:
” الدكـتور خد مني العينـه، روحـله أنت و مراتك علشان نلحق ندفـن قبل الضهـر مش هبهدلها الليل و اليوم كـله، كفايـه عليها كدا “..
تحـرك عيسـى للخـارج يسحـب زمـرد خلفـه و بالفعـل أنتهـي الأطبـاء من تلك الإجراءات خـلال ساعـات قليـله، وأنتهـي الغُسـل فـدلف منتصـر يقتـرب منهـا بأعين مرهقـه من كثـرة البكـاء، جثا علي ركبتيـه ليصبح وجهه أمام وجهـها وقـال بين دموعه:
” هتوحشيني يا قلب منتصـر، كنتي نعم الزوجـة يا نوسـه، راضي عنك و أتمني مكونش ظلمتك في يـوم، لو دا حصـل سامحيـني “….
ابتعـد عنهـا بصعوبـه و بـدأت مراسم الدفـن، كان يُغلق ذلك القبـر تاركا روحـه وأنفاسـه بداخـله، ابتعـد الجميـع حتي ان عيسـى أرسـل زوجته و والدته مع أحد حراسه الموثوقيـن وبقي خـلفه…
قـال منتصر بتعب:
” روح أنت يا عيسـى أنـا قاعد شوية”..
” هو أنا سألتك هتقعد شوية ولا كتير!! أنا هفضـل معـاك مش هتحرك من غيـرك “…
تحـرك منتصـر معـه بعد مرور سـاعـة أخرى، أصر عيسـى عليه أن يأخذه لقصـره ولكنـه رفض رفضـا قاطعـا يقول بصـوت مليئ بالغضـب والتوعد:
” خـدني عنده… خليني أبرد نـاري يا عيسـى”..
نـظر عيسـى أمامه بملامح جـادة تخـفي خلفهـا الكثـير من الغضـب و الدهاء والمكـر، تخطـت سرعته الحـد المسمـوح بـه ولكنه يعلم بأن هذا الطـريق خاليـا من السيـارات، وأخيـرا توقف أمام مبـني قديم، تستطـيع من الخارج سماع صوت زئيـر ذلك النمـر الجائـع..
ابتسم عيسـى بخبث وتحـرك للداخـل وخلفـه منتصـر، فتح لهـم الحراس البـاب فتحرك الإثنـان بهيبـة و حضور طاغي برغم يومهم المتعب وكل ما مروا بـه..
اقترب منـتصر ينظر بتشفي لذلك الذي تصبب عرقـا وهو ينظر بخـوف يري مصيـره بين أسنان ذلك النمر الجـائع فقال بصوت مرتجـف:
” أنا.. والله ما قولتلـه يقت.لهـا، هو اللي غـبي.. خلينا نتفـاوض يا منتصـر!!!، متنـسـاش أنا نبيـل الصيـرفي.. ورايا اللي أكبر من عيسـى اللي أنت بتتحـامى فيـه “..
” صـح، عندك حـق خلينا نتفـاوض ”
كـان عيسـى يجـلس بعيـدا يتـابع المشهـد أمامه و لا ينـوي التدخـل بأي شكـل حتي إن أثـار نبيـل استفـزازه بكل الطـرق، تحـرك منتصـر لداخل القفـص و بدون أي مقدمـات كور قبضـته و لـكم نبيـل بقـوة لدرجـة أنه سمع صـوت تكسـر عظـام فكـه و ارتطم جسد نبيـل بالأرض بألم حاد في وجـهه ولم يكـتفي منه منتصـر بل أنقص عليـه بوابـل من الضـر’بات المؤلمـة و هو يراها أمامـه، يراهـا غارقـة في الد’ماء، يري مو’تتها القاسيـة…
خـرج منتـصر و أحضر زجـاجه من الماء ثم أفرغهـا علي رأس ذلك الفاقد لوعيـه فابتعد نبيـل للخلف يقول بتعب:
“كفـاية، كـفايـة.. اؤمره يبعـد يا عيسـى”..
رفـع عيسـى نظراته تجـاهه بكبـرياء و غرور فهـو يعلم جيدا بأن منتصـر حتي في هذه اللحظه سيمتثـل لأوامـره ولكنه قال بغضب:
” أنا بحـرم نفسي اني أخد حق واحده كنت بعتبرها أختي علشان منتصـر يطفـي نا’ره ويكتفي منك.. أنا اللي جايبك هنا يا نبيـل مش منتصـر… لتكـون فاكـر اني مكنتش عارف بتهـد’يداتك!! بس أنت بالنسبـالي حشـرة متسواش، أنا عارف من قبـل ما البوليس يكتشف ان اللي أنت باعته مكانش نـاوي علي قتـ.ل، بس نصيبك الأسود هو اللي وقعـك تحت ايـد عيسـى و منتصـر “..
نـظر عيسـى تجـاه منتصـر يأمره:
” اخرج يا منتصـر، خلي تايجـر يرحب بضيفنـا “…
تحـرك منتصـر للخـارج وأشـار عيسـى بعينه للحـراس فأقتـربوا من ذلك القفص يحـركوه فأصبح بـاب القفصيـن متقابـليـن وبمجـرد فتحـهم سيصبح قفصـا واحدا، أشـار عيسـى لمنتصـر أن يفعـلها بنفسـه، فتحرك منتصـر يقف فوقـهم يسحب البابيـن و قد علت صوت أنفـاسه وهو يُشــاهد ما يحـدث فقد أقتـرب منـه تايجـر و علت صـوت صرخـات نبيـل المرتعبــه وكـاد يُغشي عليه من خـوفه حتـي شعـر بسهـم يصيب ذلك الحيـوان فترنح تايجـر قليلا ثم سقط…
نـظر نبيـل تجـاه مصدر ذلك السهـم ليجـده هو بنفسـه:
” عيسـى “..
نـظر له عيـسـى بتقـزز ليهبـط منتصـر من أعلي القفصـين ومد يده يربت علي تايـجر:
” متزعلش مني يا صاحبي، بس متنفعكش اللحمـة الفاسـدة “..
نـادى عيسـى أحد حـراسه أو يمكننا القـول الحارس الخـاص ب تايجـر وأشار له أن يأخذه للداخـل:
” و… سيبـوه هنا البوليس قدامه دقيقـتين بالظبـط “..
تحـرك عيسـى وخـلفه منتصـر وقبـل خروجهم للسيـارة ألتقوا بقـاسم الذي قال بحده:
” مكـانش في داعي للتصـرفات دي يا عيسـى بيه “..
ابتسم عيسـى يقول بسخرية:
” يا رب بس يوصـل عندكم للإعد’ام يا قاسم باشا، ولو دا محصـلش يبقـي هضطر أوسخ إيدي بد’مـه، القضـية لسه متقفلتش، أنا عاوز الواد اللي عمل كدا بأوامر نبيـل “..
أكمل حديثه بسخـرية أكبر:
” ولا أني أشك أنكم توصلوا قبـلي يا حضـرة الظـابط.. “..
تحـرك عيسـى من أمامه و بالطبـع خلفه منتصـر لينـظر قاسم تجـاهه بضـيق و اتجــه للداخـل ليفتح عينيه بصدمه:
” دا الراجـل بينازع!!! “..
…………………………………………………
كـانت تحـك ذقنهـا الصناعيـه بضـيق وتأفف، انتفضـت علي صوت فتح الباب وإغـلاقـه بقـوه و غضـب بدي علي ملامحـه، نظرت تجـاهه بريب فهو متغيـب منذ البارحـه ويبدو أنـه يواجـه مشاكـل بعمـله…
ولكنـها لم تهتـم وبدأت في تسخـين الطعام الذي أعدتـه مسبقـا وبدأت في وضـعه علي الطـاولـه فرأتـه يعـود من جديد يجـلس علي السفـرة يتنهـد بتعب، فضولهـا لم يمنـعها أبدا من التدخـل في شئـونه:
” مالك يا دكتور؟! “..
تأفف سليم يقـول بضيق:
” الحـالة كانت زي الزفت امبـارح، بنت مكمـلتش خمسـة وعشـرين سنـه جـايـه مد’بـوحه… جوزهـا كانت حـالته صعبـه أوي، أنا لولا بحب شغـلي و شاطر فيه كـان زماني في مستشفي الأمراض العقـليه من اللي بشـوفه “..
قـالت زيـن بآسي:
” ربنا يرحمها، اهي استريحـت من الدنيا وقرفها “…
نظـر تجاهه سليـم بضيق:
” أنت يا ابني بائس ليـه كدا!! شغال هنا بقـالك يجـي شهرين وعمري ما شوفتك مره بتنـزل تخرج و لا ليك أهل ولا صحـاب بيكـلموك!! “..
أرتبكـت زين من تطـرقه للمـرة الأولي عن حيـاتها فقـالت بتوتر:
” أصل أنا شخص إنطـوائي مبحبش الناس ولا الزحمـة و لا بحب الدوشــه “…
كـانت كل تلك الصفات عكس شخصيـتها الحقيقـية، فالملل يكـاد يقتـلها في هذا المنـزل ولكنـها تخشي أن يجـدها أحد من أهلهـا أو ضاحـي و أهلـه، ولولا فقـدانهـا لهاتفهـا لكانت تواصلت مـع أخيـها ولكن سـُرقت حقيبتهـا في محطـة القطـار بالقاهـرة….
قـال سليم بمـلل:
” عاوز أحلق دقنـي بس المكـنه بتاعتـي باظت، مش معـاك واحده أظبط بيهـا نفسي دلـوقتي علي ما أبقي أشتري واحده”..
حكـت رأسهـا بتردد تقول بحيره:
” لا أنا.. اه دي استخدام شخصي وأنا بصراحه مبحبش اشارك حاجتي “..
نـظر سليـم تجـاهه بضـيق وعاد ليكمـل طعامـه بمـلل و ارتكـنت زيـن علي طـاولة المطبـخ تأكـل أظافرهـا بمـلل حتي انتهـي فأقتـربت تنظـف السفـرة و تحـرك هو يغسـل يديـه ثم عاد يـُلقى بجـسده علي الأريكـه وهي انسحـبت كعـادتها بعدما يعود من عمله و ينتهـي من الطـعام تذهب للغـرفة ولكنـه أوقفهـا..
” زيـن هاتلي التيشـرت الأبيض من الدولاب “..
خلـع قميصـه و ألقاه لهـا فأخذته بإرتبـاك وهي تنـظر أرضا و بعـدما ابتعدت عنه هربت دمـعه منها تهمس ببكاء:
” يا رب اغفـرلي، يا رب اغفرلي.. “..
وقفـت أمام خزانتـه تبحـث عمـا يـريد أخذتـه فألتفتت لتصطـدم بجسـد كالحـائط، يقف كالسد المنيـع أمامهـا، رفعت عيناها له تنـظـر له بتعـجب بينما هو ابتسم يرفع يده يسحـب عن رأسها ذلك الشـال يقـول بسخـرية:
” التمثليـة طالت وبوخت اوي علفـكرا… “..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عيسى القائد)