روايات

رواية الصدفة التي جمعتنا الفصل الثاني 2 بقلم ندى خالد

رواية الصدفة التي جمعتنا الفصل الثاني 2 بقلم ندى خالد

رواية الصدفة التي جمعتنا البارت الثاني

رواية الصدفة التي جمعتنا الجزء الثاني

الصدفة التي جمعتنا
الصدفة التي جمعتنا

رواية الصدفة التي جمعتنا الحلقة الثانية

_كنت فاكرك مش هتيجي، بس تعرفي كان فيه حاجة جوايا متأكدة انك جاية!
كنت واقفة قدامه وافتكرت كلامه امبارح وانه قالي انه عارف ان هاجي في نفس المعاد بكرة وقتها قولتله لا بس الغريب ان هنا النهاردة!
قعدت قدامه وبصيتله وقولت: النهاردة اول مرة اعرف انه الكافيه دا ليه كذا طريق، أو انا الي كنت مصرة أمشي وكأني تايهة وأنا عارفة بالضبط انا رايحة فين! بس من كلامك حسيتك حد تايه زيي، وعلى اتفاقنا بره المكان دا إحنا منعرفش بعض!
_أنا تايه وفرحت ان لقيت حد تايه معايا عارفة زي اي؟ اتنين تايهين لقوا بعض مش غريبة شوية دي؟، هتحكي ولا أبدأ أنا
: احكي انت
_روتين غريب ثابت كل يوم بيكرر نفسه، اصحى الصبح الساعة 7 اروح اشتغل 14 ساعة، بمرتب نوعا ما كان كويس، عدى على الوقت دا اربع سنين، اربع سنين مكنتش فيهم موجود في حياة كل ال حواليا، او انا حتى مكنش عندي حياة، افطر الصبح اروح الشغل، افضل شغال لحد 9 بالليل اروح اكون مرهق انام وهكذا، عارفة؟ ال مضايقني ان دا الي كنت عاوزه، فيه حد يكره!
دا نفس الوضع الي حلمت بيه في يوم من الايام، كانت جملة غريبة حد قالهالي «علشان تاخد حاجة بتحبها لازم تضحي بحاجة بتحبها برده»، غريبة الدنيا مبتديش حد كل حاجه، يعني انا واثق ان لو كان ربنا مدانيش الشغلانة دي كنت هفضل زعلان وهفضل اسعى ليها طول عمري!
: ليه حد يكره انه يكون بيشتغل حاجه بيحبها؟ حاجة بتحققله كل حاجه تقريبا!
_هه! مين قالك انها حققتلي كل حاجه بالعكس هي سلبت مني كل حاجه، ادتني الوضع الإجتماعي، الفلوس، ولكن خدت مني الناس الي المفروض اتمنظر قدامهم بالوضع دا!
قبل ما اشتغل كان عندي شلة صحاب، اهلي كان كلهم موجودين، بس لما بدأت ابعد بدأوا يستغربوا، يسألوا، وانا وقتها مكنوش فارقين ليا، كنت بتقدم في وظيفتي، كنت برسم احلام لنفسي، مخدتش بالي انهم مبقوش! في وقت هما زهقوا او عملوا الواجب وخلاص، والدتي زهقت كل يوم وهي قاعدة تستنى قدام الباب، كانت كل يوم سقف طموحاتها بينزل، آخر مرة فاكر ملامحها كويس وهي في المستشفى وتعبانة وبهتانه، كنت مستغرب شكلها اتاريني مكنتش حتى باخد بالي منها، ولا ملامحها، كأني كنت متعود وخلاص لحد ما!
: ما أي هي كويسة؟؟
_لا جاتلها جلطة مفاجئة وانا مكنتش موجود، مكنتش معاها بسبب…
: بسبب انك اناني، انت كان دايما عندك وقت قبل شغلك او حتى بعده بس انت مفكرتش غير في نفسك!
_يمكن كنت كده،، عدى سنة وانا بلوم في نفسي ليل نهار، كان وكان وكان بس انا تعبت كل حاجه راحت!، عارفة لما حكيتلك ان بقرأ للكاتبة إياها كان بسبب انها بتكتب عن الناس وعيوبهم، عن حياتهم، يمكن اوقات كنت بعذر نفسي واوقات بلومها، النهارده انا عند32 سنة، معنديش اي حاجه حقيقي وكأن عشت الوقت الى عدي والعمر معذرنيش، جرى بيا وانا مخدتش بالي، حتى ايام الاعياد كنت بقول لنفسي خلاص مش مهم، نشتغل النهارده علشان نبقى اعلى! الناس مغفلين الفرح الحقيقي لما توصل لأعلى حاجة، بس طلعت انا الي مغفل! كانت بتبصلي في المستشفى وبتوصيني على نفسي، بتقولي اوعى تنسى تفطر قبل ما تروح شغلك، خد بالك من صحتك، اتجوز واعملك عيلة، كانت كل كلامها عليا وكأنها خلاص مبقتش متعشمة فيا حتى! عارفة؟ انا كنت فاكر انها اكيد مش هتموت، الطب دلوقتي وصل لأعلى تطوير ليه، مستحيل تموت بل بالعكس ازمة وهتعدي، وانا كنت دافع في المستشفى كويس! لحد ما فيه يوم جاني تليفون وسط ما انا قاعد وسط الورق وراميه بكل عشوائية، البقاء لله في والدتك!
مكنتش مصدق وقتها ازاي وليه وبتكلم الشخص الغلط!
: غريبة انك كنت ضامن الحياة كده رغم انها خاينة!
_كنت حاسبها، حد بيحسب كل حاجه بالورقة والقلم، معتقدش وقتها كنت مفكر ان فيه حاجه مبتتحسبش، عارفه الي يزعل اكتر؟ في عزاها محدش من صحابي ولا معارفي جه، كنت لوحدي عدى طبعا معارف الشغل الي كنت بعملهم للمصالح، واقف لوحدي تماما، مش بلوم عليهم لأن وقتها اكيد مكنش فيهم حد يعرف أصلا، طيف والدتي كان بيطاردني في كل حتة، تفريزات التلاجة والبامية الي مخزناها، السندوتشات الي كانت عاملهالي يومها عفنت في الطبق، الي كالعادة مكلتهاش، سجادة الصلاة بتاعتها، مصحفها، الراديو، صوت التقشبندي، كل حاجة كانت شبهها، هي كانت كل حاجه ومن غيرها انا بقيت ولا حاجة، كانت بتكتب مذكراتها، كانت بتكتب عن اليوم الي كانت مبسوطة ان خدت الشغل دا فيه، عن حزنها بعد ما بابا مشي، عن اشتياقها لحبيبها الي كانت دايما بتشوفني فيه، دا كان كلامها، ازاي اصلح كل دا، ازاي اعيش وهل انا من حقي أعيش؟
: مش من حقك تعيش علشان كنت اناني! عارف؟
:عارف؟
انا كنت طول عمري البنت الهادية، الي تحطها في مكان ترجع تلاقيها مكانها، زي اللعبة…
بصيت عليها لقيتها بتتنهد من الزعل وكملت: بالضبط زي اللعبة ال ملهاش لازمة الا اما نعوز نلعب بيها، انا كنت كده بالنسبة لأهلي.. كان كل اهتمامهم بأخويا الكبير واختي، كانوا اول فرحتهم، كنت بلاحظ اهتمامهم بيهم في ابسط التفاصيل، زي اخويا ذاكر ولا، اختي سرحت شعرها تسريحة مميزة النهاردة ولا لا، هدومهم مكوية، الاكل الي بيحبوه هو الي بيطبخ، شكل الهدوم الي بيحبوها لازم يتجاب، حتى في الفراخ لما ماما كانت دايما تسألهم تحبوا تاخدوا اي، وهي عارفه بابا بيحب اي، وأنا أنا فين؟
كنت شايفة ان اكيد فيه حاجه فيا غلط، وقتها كنت طفلة، مكنتش مستوعبة غير انه عقاب وان اكيد كل ما كنت اهدى واشطر في المدرسة كل ما العقاب دا هيخلص بسرعة… لحد ما..
_كنت عارف وقتها انها بتحاول تمنع دموعها حاولت اشجعها تكمل: لحد ما في يوم كان عندنا امتحان، اخويا واختي علشان كانوا اكبر مني وقتها مروا بنفس الامتحان دا، عمري ما انسى يومها بيتنا دا كان شكله اي، كان فرح وقرايبنا مليين البيت، كانت شهادة الابتدائية ! ، يومها وعدت نفسي ان لازم العقاب دا يخلص وانهم اكيد هينهوه لما اجيب درجة عالية، كنت بذاكر كويس اوي، وبحاول اهو مع نفسي، بينما ماما كانت مشغولة في انها بتذاكر لاخواتي انا كنت بقف حوالي ربع ساعة قدام اوضة المدرسين عشان الاستاذة تقرألي النص، لحد ما جات النتيجة، يومها كنت الاولى!
جريت اقول لبابا، كنت مبسوطة من سذاجتي كنت فاكرة ان خلاص، يومها قريبتنا في المدرسة جابتها وباركتلنا، بس عارف؟ فرحتهم كانت عادية اوي، تحت العادي، يمكن انا ظلمتهم وقتها لانهم اعتادوا على الموضوع دا، هو كده نصيب الاخر الاصغر ان اهله مروا بنفس التجارب مع اخواته فبمقاش عندهم شغف ليه، يومها قلبي اتكسر، كنت بقف ايام كتيرة ببص لتسريحتي لشعري وتسريحة اختي، كانت بتاعتي عادية اوي، كانت ماما بتعملهالي كل يوم، بينما اختي ماما كانت بتختارلها تسريحة كل يوم، احساسي ان مش كفاية بالنسبة الاهلي خلاني ابذل قصارى جهدي مع صحابي علشان ارضيهم، في النهاية مكنتش كفاية برده، هو تقريبا كده الي بيقدم كل حاجه مبياخدش حاجه، ايام عيد ميلادي ولياليه كانت بتعدي عليا سواد، كنت بدخل في نوبة عياط لساعات، ودا بسبب ان كنت دايما بستنى الباب يتفتح ويدخلوا عليا بتورتة، بهدية، او حتى يقولوا كل سنة وانتي طيبة في وقتها، بس الي كنت بلاقيه كل سنة وانتي طيبة عابرة على الفطار، كانت بتتقال بسرعة اوي لدرجة ان مكنتش بحسها، لحد ما انفجرت، قلت كل الي في قلبي وقتها، كنت في اولى جامعة واخواتي كانوا في رابعة جامعة، وقتها انفجرت لأني حتى جامعتي محدش اهتم يختارها معايا ولا حتى تقديمها، رحت عملت كل حاجه لوحدي، للحقيقة انا كنت اتعودت لحد ما رجعت البيت لقيت البيت كله مقلوب، دا لأن اخويا شال مادة
_من حقهم يزعلوا على فكره!
: عارفة عارفة والله، انا مكنتش غيرانه من اخواتي قد ما كنت عاوزة اشوف في اهلي خوفهم عليا، فرحهم ليا، كنت عاوزة مشاعر عادية، لا مبالغ فيها ولا حتى بتتقال على الماشي كده وخلاص ك روتين، طب عارف يومها لما انفجرت حصل اي؟
لقيت ماما بتتحرك ناحيتي وبتقولي ان مكنتش كده وان حساسة زيادة وبغير من اخواتي وبكرههم دا لأني حقودة من جوايا، يمكن وقتها مكنتش عارفه انا حقودة ولا بس ال كنت متأكده ان مكنتش بكره اخواتي بل بالعكس، وقتها قلتلها انا بس عاوزاكي تبصي على اوضتي، هدومي، جامعتي، انتي مختارتيش معايا ولا حاجه ليه دايما انا كنت لوحدي؟
لقيت بابا بيرد عليا وقتها وبيقولي ان اكيد اعصابي تعبانة من الجامعة وان محتاجة ارتاح، حتى مواساتهم ليا كانت غريبة جامدة من غير مشاعر، وقتها بطلت اعشم فيهم يومها خلاص كانت نهاية المحاولات من جهتي لأهلي وهما.. هما محاولوش اصلا، قررت وقتها ان اعيش وخلاص، دورت على شغل كان في مكتبة كان بسيط بس كنت عاوزة اهرب من البيت، قلتلهم ان الجامعة بعيدة وان هاخد سكن طالبات، عارف؟
كان في قلبي وقتها ذرة عشم واحدة انهم هيرفضوا، لا لاقيتهم قالولي ان ال يريحني اعمله بدون تردد واهم حاجه تكون صحتي بخير، مشيت، كنت بشتغل وهما بيبعتولي فلوس، فلوس شغلي وجزء من فلوسهم كنت بحوشها، كنت في آداب الماني ف كنت بطور اللغة وبحاول اشتغل، سعتها قررت اقفل كل ندبات قلبي وانسى، واشتغل كتير يمكن اتلهي، بس كانت بتيجي الايام بتاعة الاعياد والاجازة، وغصب عني كان لازم ارجع البيت، كنت ببص عليهم كنت بشوفهم صورة كاملة لعيلة مثالية، عيلة انا مليش وجود فيها، لما كنت برجع من السكن بدخل البيت الاقي ماما في وشي ترحب بيا، الحقيقي كانوا بيرحيوا بيا جامد، بس وقتها انا كنت عارفه ان الفجوة كده الي بتزيد بينا، عدت الايام واتخرجت، اشتغلت مترجمة، مرتب كويس فلوس كويسة، نقلت لوحدي
: عايشة لوحدك!!!
آه عشت لوحدي، في بيت تيتة القديم، وكده ابقى طمنتهم اني مش في بيت غريب، وهما اختاروا الي يريحني، ك العادة
بس تعرف اي المشكلة؟ لما بعدت حسيت ان مكنتش فاهماهم وان بس كنت عاوزاهم يحبوني بنفس طريقة حبهم لإخواتي، برغم ان كنت هادية، مبعملش مشاكل، هما آه مكانوش كاملين بس مكانوش وحشين، اوقات كتير برجع البيت دلوقتي الاقي ماما مليالي التلاجة خضار وأكل، غاسلة هدومي، بس انا كنت حقيقي وقتها مش عاوزة اشوفها،، وقتها اتأكدت ان أنا انانية زيك بالضبط! حتي شغلي بشتغله بالعافية عشان ببساطة لازم اجيب لقمتي ومحتجلهمش، بحوش اغلب مرتبي، مبخرجش، بس عشان خايفة في يوم فلوسي تخلص وأرجع، بس عارف؟ رغم ان عملت كل الي عاوزاه انا مش مبسوطة، وتايهه، حاسة ان كان نفسي اوي ابقى في البرواز الي بنيته في دماغي عن العيلة السعيدة، تايهة لدرجة ان النهاردة قاعدة بتكلم مع حد معرفوش عن مشاكل خفت احكيها لأقرب الناس ليا! تفتكر انت لما اخترت تمشي ورا عقلك وتختار شغلك كنت صح؟ وانا لما سمعت لقلبي وغضبه كنت صح؟
: الساعة 10!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصدفة التي جمعتنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *