روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت التاسع عشر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء التاسع عشر

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة التاسعة عشر

يُمكن لما تمنيناه أن لا يحدث أبداً ،، وهذا خير
ويمكن أن يتأخر حدوثه ،، وهذا أيضاً خير
ويمكن أن يحدث في الوقتِ الذي تمنيناهُ فيه ،، وهذا أيضاً خير
فاعلم أنّ تدبير الله لك كله خير .
❈-❈-❈
سقط الهاتف من يــ.دها ،،، تجمدت أطرافها وسرت برودة شديدة في كامل جــ.سدها .
أسرعت إليها جميلة تردف بخوف :
– ريتان ،،، فيه إيه ؟
نظرت لوالدتها بحسرة ثم نظرت لكارى وأردفت وهى تقف بصعوبة حتى أنها تعثرت وكادت تسقط لولا يــ.داها التى إستندت على المقعد ،،، نبرة صوتها مهزوزة بعثرت كلماتها وهى تقول :
– ك كريم مش جااااي ،،، دى ؟ ،، دي لعبة من مها أبو الدهب ،،، بابا ؟
تحركت بصعوبة خارج الغرفة لتلحق بوالدها ،،، يا الهى ماذا سيحدث الآن تشعر بروحها تنسحب من كل خطوة .
توقفت أمام مدخل الفندق من الداخل حيث رأت والدها يتقدم ،،، قابضة بكفيها وبقوة على فستانها الأبيض الهادئ وحجابها الملفوف بعناية وملامحها التى تشبحت بالألم والعجز والحسرة .
رآها حمدى فتقدم منها وملامح الحزن مرتسمة عليه متعجباً من صدمتها وملامحها المزعورة .
بكت بحرقة تهز رأ سها بقوة مردفة بأسف :
– كريم مش جاي يا بابا ،،، مافيش كتب كتاب .
تصنم جــ.سد والدها الذى إرتفعت نبضات قلبه تلكم صــ.دره بقوة حتى كاد يتوقف عن النبض .
دلف هذا الذى يركض لاهثاً من باب الفندق ،، توقف وهو يراها أمام عينه في تلك الحالة ،، أردف بلهفة وأنفاس متسارعة كأنه كان يجادف في شلالٍ قويٍ عكس التيار ووصل للتو :
– ريتااااان .
لفت نظرها هى ووالدها ووالدتها وكارى إليه ،،، نظرت له بصدمة وأردفت بهمــ.س من بين شفــ.تيها وقلبها يتهوى ويتأرجح بعدم إستيعاب لما يحدث :
– إنت ؟
فلاش باك *
أنتهى من الإجتماع واتجه متلهفاً إلى الفندق هو ومها حيث سيتحقق المراد خلال الغدِ فقط .
دلفت مها غرفتها وتركته واتجه هو لغرفته وتناول هاتفه يهاتف حسن الذى وظفه لحراسة ريتان ومراقبتها في صمتٍ تام ودون ملاحظة أحد فلن يترك أحتمال ولو ضئيل لحدوث ما لا يحمد عقباه .
أجابه حسن الذى كان يقف في مكانٍ ما بعيدٌ عن الأنظار أسفل منزل ريتان ولاحظ مغادرة محمد مسرعاً لذلك تنبه جيداً وها هو يرى كريم يقف أسفل منزلها .
أردف حسن يجيب بتمعن وشرح وعينه منكبة على ما يحدث :
– حمزة باشا ،، فيه حاجه غريبة بتحصل ،، فيه واحد واقف بعربية تحت بين ريتان هانم واضح إنه مستنيها ،، ومحمد الحارس مشي فجأة .
تصنم جــ.سد حمزة يتنبه جيداً ثم أردف بترقب :
– أوصفهولي .
وصفه حسن بأتقان فعلم حمزة أنه كريم بينما أردف حسن عندما لاحظ نزول ريتان :
– حمزة باشا ريتان هانم اللى قولت عليها نزلت هى ووالدتها تقريباً وركبت معاه .
أردف حمزة بغضب :
– وراهم يا حسن وتعرفلي على فين بالضبط .
أغلق معه وهاتف شركة الطيران يحجز فوراً على أول رحلة مغادرة إلى البلاد والتى من حسن التدبير كانت بعد ساعة واحدة من بين خطوط الرحلات كاملة وإلا كان سيحجز طائرةٍ خاصة ولكن ليصل إلى مصر في الحال ،، الآن يتمنى كما لو كانت مصر وبلجيكا كالسبابة والوسطى .
ليسرع دون إخبار مها ويغادر الفندق على الفور تاركاً حقيبة ملابسه الصغيرة ولكنه تناول حقيبة اوراقه معه ،،، ليلحق بها ،،، إن لزم الامر سيرسل أحداً يخطفها ولكن لن يسمح بذلك أبداً ،،، الآن فهم مخطط تلك الخبيثة ،،، كان يشعر بالمكر يلتمع في عيــ.نيها ولكن لهفته وفرحته بالخلاص منها جعلته يصدق ويأتى ليحلها ،،، مؤكد هناك شئ على وشك الحدوث .
في طريقه هاتف مراد الذى أجاب بترقب :
– حمزة ! ،،، أنا كنت لسة هكلمك .
أردف حمزة بحدة متسائلاً بترقب :
– تعرف حاجة عن ريتان ؟
توتر مراد وأردف متلعثماً لقد كان يتآكله ضميره منذ أن علم وكان سيهاتفه ليخبره :
– ر ريتان ؟ ،، أيوة ،، هي ؟ .
أردف حمزة بغضب وهو على وشك الجنون حتى أن سائق الأجرة تعجب وتوتر من صراخه :
– مراااااد أنطق ،،، تعرف حاجة ؟
أردف مراد بحزن واستسلام :
– ريتان هتتجوز النهاردة يا حمزة ،،، كتب كتابها بليل على زميلها .
أغمض عينه والتوت أحشاؤه بشعور مرير بينما تخدرت عروق رأ سه يردف بغضب أسود :
– مش هسامحك طول حياتى يا مراد ،،، لو حصل مش هسامحك .
أغلق مع شقيقه الذى ندم على إخفاء هذا الخبر ،،، هو يعلم عشقه لتلك الريتان وكان عليه أن يبلغه ،،، ولكنه وعد زو جته وبحث عن سعادته .
أما حمزة الذى أصبحت انفاسه معدومة وهو يردد على مسمع السائق أن يسرع .
وصل إلى المطار آخيراً وترجل يركض إلى الداخل ،،، تذكر أمر مها مؤكد ستبحث عنه لذلك قرر مهاتفتها .
تناول هاتفه وطلب رقمها فأجابت من غرفتها والسعادة تتوغلها لسببين أولهما حصولها على تلك الصفقة والثانى نجاح خطتها الإنتقامية من تلك المعلمة .
تنهدت تردف بترقب :
– أيوة يا حمزة ؟،، كنت لسة هكلمك ،، إيه رأيك ننزل نتغدا في أي مكان برا ؟
أغمض عينه لا يريد حتى سماع صوتها ،، يجيبها وهو يضغط على أسنانه حتى كاد يسحقها :
– معلش يا مها ،،، فيه واحد صاحبي من أيام الكلية عايش هنا وعرف إنى موجود وطلب يشوفنى ،، أنا في طريقي ليه دلوقتى ويمكن نسهر سوا ،، على العموم اطلبي ليكي الغدا وأنا هخلص وأرجع على الفندق ،،، وأنتِ لو احتجتى حاجة كلميني .
تململت في فراشها بسعادة تردف ومن شدة حماسها لم تشك في أمره لذلك أردفت :
– أوكى يا حمزة ،، سلام .
أغلق معها ،، لم يكن يطيق حتى سماع أنــ.فاسها ولكنه يعلم دهائها ففعل ذلك حتى لا تنتبه .
بعد رحلة دامت لسبع ساعات هبط في المطار الساعة الثامنة مساءاً وأوقف سيارة أجرى وأسرع إلى الفندق حيث ينتظره حسن الذى أخبره بعدم مجئ العريس إلى الآن .
إنتهى الفلاش باك *
تقدم منها بخطوات متمهلة يطالعها بنظرة عتاب وأنفاسه تخرج لاهثة ،، تساءل بحزن :
– لييه ،،، ليه تعملى في نفسك وفيا كدة ؟ ،،، لتانى مرة هترمي نفسك في النار علشان ايييه ؟ ،،، ليه يا ريتاااان ؟
نظرت له بعجز وتشتت ولم تجيبه ،، ليس الآن ،، الآن عليها أن تنقذ نفسها من تلك الورطة التى أوقعتها بها تلك الأفعى ،،، ولكن أولم يكن في قارةٍ أخرى ؟ ،، كيف ومتى ولماذا جاء ؟ .
أما حمدى الذى يقف مقهوراً بحسرته ،،، تجاهل حمزة ونظر لها يردف متسائلاً بصوت مهزوز مرتعش يخشى عواقب ما سيحدث :
– فهميني إيييه اللى بيحصل ؟ ،،، أقول إيه للناس اللى في القاعة دووول ،،، أقولهم العريس مجاش ليييه ؟ ،، اعمل ايييه بس يا رب ،،، أعمل ايييييه ؟
كان يتحدث وهو على وشك فقدان الوعى ،، لا يتخيل ﻧظرة أقاربه له وكلماتهم اللاذعة ،،، لا يتخيل نظرة المجتمع لإبنته خصوصاً زميلاتها وزملائها في المدرسة ،،، ماذا سيحدث ؟ .
نظرت له بعجز ودموع منهمرة ،،، سيفضح والدها أمام أعينها وستصبح سمعتها علكة في أفواه من لا يرحمون .
نظرت لحمزة تردف بتشتت وصراع ودموع تستهدف قلبه كرصاصات قاتلة فهو لم يعد يحتمل رؤية إنهيارها :
مها أبو الدهب ،، هي اللى عملت كدة ،،، قالت لازم تفضحنى ،، وقالت كمان إن فيه صحافة برا هيقولوا إنى على علاقة غير شرعية بواحد غنى .
نظر حمزة لحمدى وحالته التى يثرى لها ونظر لجميلة التى تبكى بنحيب دون حديث على ما أصابهم حتى كاري تشهق بصدمة وتبكي على حال صديقتها ومراد الذي أتى لتوهِ مسرعاً .
لف نظره لريتان وأردف بترجى وخوف من رفضها ككل مرة :
– إتجوزيني يا ريتان ،،، تعالى نخرجلهم ونكتب كتابنا ونمنع مخلوق يحكى حرف عنك ،، وافقى علشان خاطري .
أصبحت الأرض تميد بها ،، تدور كأنها في طاحونة ،، ما هذا الذي يحدث وكيف ومتى حدث ؟ ،،، مؤكد هي في أحد احلامها الثقيلة ،،، مؤكد نائمة وستستيقظ على الواقع المؤلم الذي تعيشه .
نظرت لوالدها الذى يطالع حمزة بأمل ،،، نظرت لوالدتها التى تترقب قرارها بلهفة ودموع ،، حتى صديقتها كارى تومئ لها تؤيد قراره بسعادة إرتسمت في عينيها اللامعة .
أما هو فطالعته بشرود وصمت وهو يتابع بعيون صادقة مترجية ولهفة عشقٍ أذابه إشتياقاً وحنين :
– وافقى يا ريتان ،،، أنا أصلاً سافرت علشان أخلص من جــ.وازى وارجعلك ،،، سافرت علشان أخلع كل الوجع اللى في حياتى واجيلك فاضي .
كانت تنظر داخل عيــ.نيه تبحث عن الصدق فهى لا تملك أي فرصة للتفكير .
أردف حمدى متألما خوفاً على سمعتها وسمعته التى على المحك وهو على يقين بحب إبنته والآن يري بوضوح حب حمزة الذي يغرق المكان :
– وافقى يا بنتى علشان خاطرى ،، أنا وانتِ مش هنتحمل كلام الناس اللى برا دي ..
أغمضت عيــ.نيها بل إعتصرتها لتنفض منها دموع الضعف والحسرة ثم عادت تفتحهما بنظرة تعجب مشتتة ومشاعر متضاربة وهى تتذكر حديث مها لها وكأنها تحدد مصير مجهول ،، لقد قررت أن تبتعد حتى لا تواجه تلك المرأة في ساحةِ الحرب على رجلٍ عشقته حد النخاع ،، على رجلٍ سكن روحها ،، ولكن يبدو أن طبول الحرب قد قرعت منذ زمن ،، لذلك فلترفع رأسها فالإنحناء لم يعد يفيد ،، لتفرد أدرعتها الواقية ولتواجه فلم يعد الإستسلام مباح ،، لتختار لأول مرة قرارٍ سيسعد روحها وقلبها وجــ.سدها وستحقق أمنيتها الكبرى ،،، لتقرر لمرة واحدة دون أفكارها التى تدمرها ،، لقد كانت على وشك أن تصبح زو جة غيره كمن كانت على وشك السقوط من على حافة الهاوية بإرادتها بعدما دفعها لذلك الزمن والمؤمرات ورصاصات شقيقتها .
دققت النظر في عيــ.نيه البنية اللامعة ينتظر قرارها كإنتظار مصيرٍ عظيم ،، سحبت نفساً قوياً وها هى تطالعه بدموع وتومئ مردفة :
– تمام ،، موافقة .
إنتابته سعادة داخــ.لية بدأت تتوغل في عروقه وأوردته كنقطةِ ماءٍ وانتهت بنهرٍ أغرقه فظهرت بوضوح على ملامحه وأخرج هويته من جيبه مسرعاً يردف بسعادة ولهفة وهو يطالع والدها :
– عم حمدى أنا طالب إيــ.د ريتان منك ،،، أنا بحبها ومحبتش في حياتى كلها غيرها ،، وافق يا عم حمدى لأن هى كمان بتحبي .
طالعه حمدى بتعجب فلأول مرة يرى حمزة الجواد في تلك الحالة الحماسية ،،، عهده عاقلٍ رزين ولكنه الآن كطفلٍ شقيٍ يركض في كل مكان ،،، رآى حمزة حالته فأردف متلهفاً :
– بسرعة يا عم حمدى مافيش وقت .
إنتظمت ضربات قلب حمدى وأومأ له وأسرعا الإثنين إلى الداخل حيث القاعة التى تعالت أصوات الحضور داخــ.لها بعدما لاحظوا غياب العريس والصحفيان يصوران ما يحدث بحماس .
بينما أوقفت كارى ريتان الذاهلة مردفة بسعادة :
– إستنى يا ريتان إهدى الأول مش عايزين حد يلاحظ إنك كنتِ بتعيطي ،، تعالى لما أضبطك .
نظرت لها بتعجب وأردفت وما زالت في صدمتها :
– إنتِ مبسوطة ؟
أومأت كارى وأردفت بسعادة :
– جدااا .
تعجبت من أمرها ،، ولما تتعجب ،، وداخــ.لها دغدغات وصحوة مشاعر لا تعلم سببها ،، ما هذا القدر وكيف تبدلت الأحوال في لمح البصر لتصبح بعد لحظات زو جة حمزة بدل من تكون زو جة كريم أو بدلاً من أن تفضح على يــ.د زو جته ؟
جلس حمزة أمام المأذون وسط تعجب الحضور جميعهم وتساؤلاتهم ولكنه لا يبالي بأحد وكذلك حمدى الذى قرر الصمت مؤقتاً بينما تحدث المأذون بترقب :
نهدى يا جماعة لو سمحتوا ،،، خلونا نكتب الكتاب .
جاءت هى من الداخــ.ل ومعها كارى تخطى أمام الجميع ولكن عيــ.نيها كانت عليه وهو يتحدث مع المأذون متلهفاً ،، حسناً ستعود لحلمها ،،، نعم هذا حلم ،، مؤكد ما يحدث ليس واقعاً فهى تعلم حظها جيداً .
جلست على طاولة المأذون بجانب والدها وكارى تقف مع مراد الذي يصمت منذ أن أتى ويتآكله الندم ولكنه سعيد لوصول شقيقه في أنسب لحظة .
تقف جميلة تطالع إبنتها بسعادة وكانا هناك شاهدان جالسان مسبقاً .
بدأ المأذون في إجراءاته ومع كل حرفٍ يردفه تصدر من حمزة نبضة عشقٍ تنبض كقرعِ طبولٍ السعادة لقصة عشق تعود لعهدها بتخطيط قدرى عجيب لا يصدقه إلى الآن .
إلى أن إنتهى المأذون وأردف :
– بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير .
تنهد حمدى بإرتياح ونظر لإبنته بدموع تكونت في عيــ.نيه بينما لف نظره للحضور يطالعهما برأسٍ مرفوع .
كذلك جميلة تنظر لإبنتها بدموعٍ تحولت من دموع حسرة وعجز إلى سعادة .
تعجب الحضور ولكن لم يتحدث أحد على العلن بل كان الحديث داخــ.لى ،، حتى السيدة منال قاسم تجلس وسط الزميلات متعجبة ولكنها كانت تعلم وترى حب حمزة الخفي لريتان وتتعجب من ذلك ،، وما لم تكن تتوقعه هو حب ريتان له ،، فدائماً تراها جادة برغم حنانها ،، تراها هادئة وحزينة ،، ولكنها حقاً سعيدة لأجلها برغم تعجبها .
حتى الصحفيان اللذان أتيا ليوثقا خبر ترك العريس لعروسته بسبب علاقتها الغير شرعية كما طلبت منهما مها ها هما يوثقان كتب كتاب حمزة الجواد على ريتان حمدى الفولى لينتشر الخبر بسرعة البرق ويصبح كيدها في نحرها .
أما ريتان فتجلس تطالع ما يحدث بصمتِ وتنتظر إلى أن تستيقظ ،، نظرت له ،، رأته يقف يتقدم منها ومع كل خطوة تردد هامــ.سة :
– حلم ،،، أكيد حلم .
وصل إليها وتمــ.سك بكفيها وأوقفها أمامه ،، عندما لامــ.س كفيها شعرت بلمــ.سته التى أرجفت داخــ.لها والتى بعثرت مشاعره ،، تفكر هل يمكن للأحلام أن تؤثر داخــ.لنا هكذا ؟
طالعها بسعادة فاضت وملأت المكان ،، ينظر لملامحها بعشق قائلاً :
– إتكلمى وقولى إنك فعلاً بقيتي ملكى ؟ ،، قولى أي حاجة يا ريتان أنا حاسس إن قلبي هيقف من كتر الفرحة .
شهقت بقوة ،، حقيقة ؟ ،، كل ما حدث حقيقة ،، أمامها ويتحدث معها ويتمــ.سك بيــ.ديها ؟ ،، أصبحت زو جته ! .
عادت الدموع إلى مقلتيها فرآهم فرفع يــ.ديه يحاوط وجــ.هها ويحتويه بحنو ويميل طابعاً قبلة طويلة على جبينها وهو يعتصر عيــ.نيه بقوة وقلبه يقفز فرحاً ثم سحبها قليلاً إليه حتى أدخــ.لها بين ضــ.لوعه يربت على ظــ.هرها بحنو وكأنه يطيب خاطرها وقلبها عن كل ما عاشته خلال السنوات الفائتة ،،، يحتويها بحنو ولا يصدق أنها بين يــ.ديه .
ثابتة لا تعطى أي رد فعل ،، ضاعت قوتها المزعومة وتبعثرت أفكارها ولم تعد تشعر سوى بمشاعر جديدة توغلت لجــ.سدها من لمــ.سته ،،، حتى أنها لا تبتعد بل متصلبة ظاهرياً ولكن هناك فراشات ترفرف عند قلبها وأســ.فل معــ.دتها وعلى طول عمودها الفقري تنبهها بعــ.ناقه التى دوماً كانت تتمناه .
الجميع متعجب وحمدى وجميلة يقفان بجانب بعضهما يطالعانها بسعادة ،، ما يراه في عيــ.نيها الآن كان يراه منذ سنوات وقبل أن تنكسر نظرتها على يــ.د ناصف ،،، أما ما يراه من حمزة فهو الجديد عليه .
أردف حمزة وما زال يربت على ظــ.هرها بحنو :
بلاش دموع علشان خاطري ،،، إهدى وهحكيلك كل حاجة ،،، إهدى يا حبيبة قلبي هنروح ونتكلم .
أنبهتها كلمته الأخيرة ،، تلك الكلمة التى قالها لتوهِ ،،، إبتعدت عنه تنظر جانباً حتى لا يرى السعادة في عيــ.نيها الآن والتفتت تخطو لوالدها وتقف بجواره بصمت .
أما هو فنظر للحضور وأردف بسعادة وثبات :
– ممكن أقول كلمة ؟
هناك من إبتسم له وهناك من يترقب وهناك عيون متنبهة ،، لف يطالعها ويغمز لها بابتسامة شقت ثغره ،،، ثم عاد ينظر للحضور والصحفيان يوثقان حديثه .
تنهد بقوة وأردف بتأثر وحب :
– عايز بس أقول وبكل ثقة إن النهاردة على مدار 36 سنة ده أسعد يوم في حياتى كلها ،،، لإن الوحيدة اللى حبيتها واتمنيتها من زمان جداً بقت أخيراً زو جتى قدام ربنا وقدامكوا .
لف نظره يطالعها ويردف بندم :
– عايز بس أقولها أنا أسف على كل لحظة وجع عيشتيها في حياتك سواء بسببي أو بسبب غيري ،، أوعدك إنى هعوضك عن كل حاجة حصلت ،،، عايز أقولك إنى في اللحظة دي أكتر راجل محظوظ في الدنيا كلها ،،، اللى تكون ملاك زيك بأخلاقها وطيبة قلبها وحنيتها من نصيبه لازم يبقى محظوظ .
كان الجميع يستمع له بتأثر بينما هي تستمع بذهول وكأنها عادت تحلم ،،، إنتهى وعاد يتجه إليها يطالعها بعمق وما زال لا يصدق أيضاً .
تنهدت ولفت نظرها تطالع والدها مردفة بهدوء :
– يالا يا بابا نروح .
نعم تريد أن تركض الآن لغرفتها لتستريح وتهدأ وتستعد لترى ماذا ستفعل .
أما هو فوقف أمام حمدى يردف بتروى :
– عم حمدى خد ريتان وروح وأنا هخلص حبة أمور ورايا وأجى أخدها .
أومأ له وسحب إبنته وزو جته وغادر دون إضافة حرف بينما وقف حمزة يطالع أثرهم إلى أن غادروا ثم نظر للحضور وأردف بثبات :
– شكراً يا جماعة لحضوركم ومشاركتكم فرحتنا ،،، أنا وريتان إن شاء الله هنعمل حفلة صغيرة عندى في القصر واتمنى تنورونا هناك ،، والعصافير اللى هنا أتمنى هما كمان يبقوا موجدين بعد طبعا ما ينشروا الخبر ده النهاردة في كل الصحف زى ما كان مطلوب منهم بالضبط ..
التفتت ينظر لكارى التى كانت تبتسم بسعادة وتومئ له مأيدة بينما تجاهل تماماً وجود مراد وتنهد بقوة وتحرك للخارج ليعود للقصر .
❈-❈-❈
وصل الخبر إلى مها ،،، تجلس تتصفح هاتفها بجنون ،،، كانت تنتظر خبر فضيحة كبرى لتلك المعلمة ولكن الآن ترى خبر إنهيار مكانتها الإجتماعية .
خططت بمكر ودعاء ودقة لتوقع تلك المعلمة وقعة أبدية ولكن عادت خطتها تهاجمها بضراوة .
تهز رأسها بجنون ثم قذفت الهاتف بقوة في الجدار الأمامى فسقط أرضاً وتناثرت أجزاؤه .
وقفت تكسر ما تطوله يــ.دها ،، نزعت الأغطية تحاول تمزيقها ،، كانت كالمجنونة تلوح هنا وهناك .
وقفت تتنفس بقوة في منتصف الغرفة وحولها ما أحدثته ،،، أومأت بغضب أعمى وتوعد تردف بشر يتراقص في عيــ.نيها :
– تمام ،، تمام أوي ،،، لحقتها واتجــ.وزتها ،، وريني هتوقفنى إزاي ،،، مش أنا اللى يتعمل فيها كدة ،،، مش أناااااا ،،، أصبروا عليا .
❈-❈-❈
وصلت ريتان مع والديها إلى المنزل .
دلفت بخطوات متمهلة ثم جلست على أقرب مقعد فلم تعد تحتمل الوقوف .
تقدم منها حمدى وجميلة وجلسا متجواران ينظران لبعضهما بصمت وتعجب وراحة ،، أما هى فتنظر أرضاً بذهول ،، كان من المفترض أنها ستكون الآن في منزل كريم .
كانت طوال الاسبوع تتهيأ نفسياً لتلك الليلة التى لا تعلم كيف ستمر ،،، جمدت قلبها في صقيع كلمات شقيقتها والظروف المحيطة ونوت أن تلقي بنفسها للمجهول ،،، لم تعد تتذوق طعم أي شى مميز فكل الأطعمة أصبحت مُرّة .
خرجت من هذا المنزل صباحاً تودعه وتنزع روحها من صــ.درها وتلقيها داخــ.له قبل أن ينغلق بابه ،،، ظنت أن الحياة ما هى إلا دار شقاء طوال الوقت ،، إستسلمت وسلمت أمرها كله لله ،،، ودار في عقلها جميع المخيلات إلا أن تصبح زو جته في نفس الليلة ،،، لذلك رفعت نظرها لوالدها وأردفت متسائلة بذهول :
– بابا ؟ ،،، هو أنا فعلاً إتجــ.وزته ؟ ،، إتجوزت حمزة الجواد ؟ .
تنفس حمدى بقوة وأومأ يردف بتأكيد :
– أيوة يا بنتى حصل ،، أنا كمان لحد دلوقتى مش مصدق ،، بس لو مكانش حصل كدة كان حصل مصيبة يا ريتان ،،، أنا كنت حاسس أن قلبي هيقف وانا بتخيل قرايبي وكلامهم بيجلدنا ،، ده غير جيرانى وأصحابي وأهل البلد يا بنتى ،،، كل ما أتخيل اللى كان ممكن يحصل أحمد ربنا إن حمزة جه في الوقت المناسب ..
نظر في مقلتيها بعمق وتسائل بترقب :
– بس المهم إنتِ مبسوطة ؟
نظرت له والتعمت عيــ.نيها ثم أخفضت نظرها أرضاً لا تقوى على البوح الآن بمشاعرها ،، تأكد من الإجابة دون أن تخبره ،،، نظر لزو جته التى وجدها تبتسم وتومئ له فزفر بإرتياح برغم عمله بما يمكن أن تفعله مها أبو الدهب ولكن ما رآهُ من حمزة اليوم يطمأنه ،،، رفع رأسه للأعلى وأردف:
– ألف حمد وشكر ليك ياااارب .
وقفت تردف بهدوء لتختلى بنفسها :
– عن إذنكوا تصبحوا على خير .
خطت لغرفتها ودلفت وأغلقت خلــ.فها ،، نظرت حولها للغرفة وعقلها يدور ،،، تزو جته ؟ ،، كُتب إسمها على إسمه ؟ ،، بعد معاناة دامت لسنوات ؟ ،، ماذا قال ؟ ،، سافر ليعود إليها خالياً ؟ ،، ماذا يقصد ؟ ،، هل يمكن أن يكون طلق زو جته ؟ ،، لااا ،، يكفيها أفكار اليوم ،، عقلها لم يعد يحتمل .
زفرت بقوة ثم أتجهت تخلع عنها ثوبها وتبدله بإسدال وتصلى شكراً لله على إنقاذ سمعتها وسمعة والدها ،، ولتنام .
❈-❈-❈
دلف غرفة صغيره بخطوات متمهلة .
وجده ينام بعمق ،،، إتجه إليه وانحنى يقبل جبينه بحنو واشتياق وسعادة .
تقلب الصغير في نومه وفتح عيــ.نيه بنعاس ثم اتسعت عينه يردف بسعادة طفولية :
– بابي جيت إمتى ؟
التقطه حمزة يعانقه بحنو ويردف بنبضاتِ قلبٍ راقصة على سيمفونية عشقها :
– لسة واصل حالاً يا حبيبي ،،، عامل اية ؟
أومأ الصغير وأردف بهدوء :
– كويس يا بابي ،،، مكنتش عايز أنام بس تيتة صفية قالتلى أنام علشان إنت متزعلش منى .
قبله على وجنته وأومأ يردف بحنو :
– فعلاً أنا قولت لتيتة متخليش مروان يسهر ،،، ودلوقتى هدخل أغير واغسل واجيلك ننام سوا .
أومأ الصغير ووقف حمزة يتحرك لغرفته ولكنه تجمد حينما تساءل مروان :
– هى مــ.س ريتان مجتش معاك ؟
سحب نفساً قوياً ،، يبدو ان صغيره ينتظرها كما ينتظرها هو ،، التفت إليه يطالعه بتوتر ثم عاد إليه وجلس يردف بهدوء :
– هتيجي يا حبيبي ،، هتيجي وهتعيش معانا هنا ،، هتعيش في الأوضة التانية ووقت ما تحب تشوفها هتلاقيها .
زاغت أعينه بتعجب ثم نظر لوالده وتساءل ببراءة مستفهماً :
– طيب ومامي ؟ ،،، هتقعد معاها ؟
تنهد حمزة بقوة يهدئ صــ.دره الذي أصبح يضيق ثم نظر لإبنه بترقب يجيب :
– لا يا حبيبي ،،، مامي زي ما إنت عارف بتسافر دايماً ،، بس المرة دي هى هتروح تعيش في مكان تانى ،،، ريتان بس اللى هتبقى معانا .
شرد الصغير قليلاً ،،، قارن داخــ.ل نفسه بين والدته التى دائماً تسافر ودائماً تعامله بجفاء وبين معلمته التى دائماً تحتــ.ضنه وتلاعبه وتميزه عن بقية الأطفال .
نظر لوالده يبتسم ويتساءل بترقب :
– طيب هي هتيجي إمتى ؟
زفر حمزة بأرتياح وابتسم له يردف وهو يتمــ.سك بكفي صغيره :
– قريب جداً جداً ،، يالا أنا هغير وأجيلك .
أومأ بسعادة وعاد حمزة يخطو للغرفة الأخرى التى لم يعد يمر عليها إلا نادراً ،، دلف وأغلق خلفه وجال بأنظاره المكان ،،، سيغير كل شئ هنا ،، حتى الحوائط سيبدلها ،،، سيجعل كل شئٍ يليق بها ،، ولتخرج سيدة الأعمال من حياته ولتولج سيدة قلبه إليها لتنيرها بعد ظلمةٍ داهمتها لسنوات .
مجرد تخيلها تقف أمامه هنا يهتز جــ.سده كاملاً ،،، بداخــ.له حنين واشتياق إليها يحاول التحكم فيه بصعوبة كي لا يركض الآن لعندها ويختطفها ويعود بها إلى هنا .
زفر بقوة ،،، عاد لغرفة صغيره يطالعه بعد أن نام مجدداً ،، زفر وإتجه لخزانة ملابسه وتناول منها ملابس بيتية ثم دلف حمام الغرفة الأخرى ليعتاد عليه مجدداً وليزيل أثر رحلةٍ مرهقة ويرتدى ثوباً أبيضاً نظيف يريح روحهِ .
❈-❈-❈
في منزل بسمة .
رأت الخبر على مواقع الانترنت ..
تلقته بصدمة وهي تهز رأسها مرددة :
– مش معقووول ،،، إزاي ده حصل .
طالعها بهاء الذى ما زال يتجنبها منذ ذلك اليوم وتحاول معه ولكنه أصبح يتعامل ببرود ليعاقبها على ما قالته ولكن صدمتها أنبهته فنظر لها ولم يتحدث بل أسرعت هى إليه كأنها وجدت فرصة لتحدثه مردفة بصدمة :
– بهاء بص كدة ؟ ،، ريتان إتجــ.وزت حمزة الجواد .
تعجب بهاء ونظر للهاتف يرى الصورة ويقرأ الخبر بتعجب ثم أردف :
– معقووول ،، إزاى ده حصل مش المفروض العريس كريم ؟
تابعت الخبر تقرأهُ بذهول ثم هزت منكبيها تردف :
– المفروض كدة ،، ماما لما كلمتنى قالت كدة ،،، بس أهو حمزة هو اللى إتجــ.وزها ،،، أنا لازم أكلم ماما واعرف منها أيه اللى حصل .
كادت تهاتف والدتها ولكن أوقفها بهاء يردف بتهكم :
– وانتِ مالك ومال أخبار أختك ؟ ،،، مش والدتك جتلك هنا علشان تراضيكوا على بعض وانتِ رفضتي ؟ ،، هتسأليها ليه بقى ؟ .
نظرت له بحزن وأردفت بترقب :
– بهاء هو إنت سامحتنى ؟
إبتعد عنها مجدداً يردف بضيق :
– لاء يا بسمة ،،، اللى حصل المرة دي مش قليل ،،، واختك وافقت على كريم ده بسبب كلامك .
أردفت بتهكم وحدة من تجنبه لها :
– يعنى هتفضل زعلان منى بسبب ريتان يا بهاء ؟ ،، طب أهى اتجــ.وزت حب حياتها أهو ،،، متكبرش الموضوع بقى دول كلمتين قولتهم في غضبي .
طالعها بضيق وهز رأ سه بقلة حيلة ثم وقف يردف :
– مافيش فايدة فيكي ،،، أنا بسبب كلامك ملقتليش عين أروح أحضر كتب كتابها كأن أنا السبب ،،، وتقولي كلمتين فى ساعة غضب ؟ ،، أنا داخــ.ل أنام .
تركها واتجه لغرفته لينام بينما هى ألقت الهاتف بقوة في الأريكة فارتدت أرضاً وكتمت صرختها الغاضبة حتى لا يستيقظ طفلها النائم في فراشه .
❈-❈-❈
خرج حمزة من حمامه بهيأته الرجــ.ولية التى تبدلت فغمرته السعادة حتى في خطواته .
نظر للفراش يتأمله ،،، سيبدله بآخر وسيعانــ.قها عليه وينام ويستيقظ على رؤيتها وأنــ.فاسها ،،، سيذوب عشقاً بها وسيذيقها من عشقه الذى يحبسه لسنوات ،، سيعوضها كل ألم ودمعة وسيخبرها بكل ما عاناه .
عاد لغرفة صغيره ،، وقف جانباً في ركن صلاته يؤدى فرضه ويشكر ربه بتدرع وخشوع على ما حدث .
إنتهى بعد دقائق وتسحب بجواره وتمدد ثم تناول حاسوبه النقال وفتحه ليرسل فاكس إلى محامى الشركة البلجيكية يخبرهم بحدوث ظرف طارئ إستدعى نزوله إلى مصر .
جاءه الرد سريعاً وأخبره الطرف الآخر أنه لا توجد مشكلة وسيتم إرسال نسخة الكترونية من العقد إليه .
أغلق حاسوبه وتنهد بارتياح ثم شرد يفكر في مها ،،، يعلمها جيداً ويتوقع الأسوأ منها لذلك عليه أن يستعد لأي ظرف .
❈-❈-❈
صباحاً
يجلس حمزة وسط عائلته التى علمت بالخبر صباحاً بعد ان أنتشر بشكلٍ أقوى حيث يردف سالم بغضب بعدما قرأ الخبر وسأل إبنه :
– يعنى إيه إتجــ.وزتها ؟ ،، إنت عارف إنت عملت ايه ؟
طالعه حمزة بتمعن وأردف بهدوء وثبات ودفاع جندي نادمٍ على خذلانه لوطنه ريتان :
– عارف يا بابا ،،، عملت اللى كان لازم أعمله من سنين لولا إنى سمعت كلامك ،، سمعت كلامك ونفذت رغبتك وقولت لنفسى مينفعش أخرج عن طوع والدى حتى لو على حساب قلبي ،،، وللحظة دي بدفع تمن سكوتى يا بابا ،،، فضلتكوا عليها واختارت عليتنى واتخليت عنها والنتيجة إيه؟ ،، أنا وهى وإبنى بس اللى بندفع التمن ،،، ف لو سمحت متقولش أي حاجة لأن اللى جوايا كتييير أوى وأنا مش حابب نزعل مع بعض .
وقف ينظر بحزن وعتب لمراد الذى يحنى رأ سه خجلاً ثم نظر للجميع وأردف بقوة إتخذها من حبها وامتلاكها :
ريتان بقت مراتى شرعاً وقانوناً ،،، ومها من النهاردة برا حياتى ،، لو العيلة هتتقبل وجودها وتحترمها وتعاملها أحسن معاملة يبقى أنا هبدأ أوضب جناحى علشان تنوره ،،، ولو فرد واحد هنا مش هيقبل وجودها وهيحاول يجرحها بأقل كلمة يبقى أنا هاخدها وهاخد إبنى ونطلع من القصر ،،، ولو عليها أنا متأكد أنها هتبقى كويسة جداً مع الصغير قبل الكبير هنا ،،، عن إذنكوا .
تحرك للخارج وتركهم والجميع ينظرون لبعضهم بسعادة حيث أخيراً حقق حمزة ما يتمناه منذ زمن ،،، جميعهم يعلمون ما عناه وما يعيشه مع مها أبو الدهب المتكبرة لذلك فالكل سعيد .
أما سالم فزفر يفكر ،،، برغم ما مر به طوال السنوات إلا أنه ما زال يقتنع بالطبقيات والمستويات ،،، يبدو أن الطبع يفارق الجــ.سد بعد الروح ،، ولكن عليه ان يعيد جميع حساباته ،، فإبنه الأكبر تضاعفت قوته بعدما أعاد الشركة إلى عهدها وبعد أن أسقطها شريكه بمساعدته ،، تضاعفت قوته من شدة الضغط عليه لسنوات ،،، عليه أن يضمن وجوده بجواره ويرضخ تلك المرة لرغبــ.ته وإلا خسره .
أما حمزة فاستقل سيارته وقرر الذهاب لشقيقته سناء ليخبرها بما حدث بنفسه
❈-❈-❈
استيقظت ريتان منذ ساعة ولكنها لم تبرح مكانها ،،، حيث عيــ.نيها مسلطة على سقفِ الغرفة وجــ.سدها كما هو ثابت تفكر بتعجب وسعادة ،،، لأول مرة تشعر بالسلام النفسي ،،، روحها مستقرة برغم الصعوبات التى تعلم أنها ستواجهها ،،، نعم مجروحة منه وبشدة وستبوح بكل ما تحبسه منذ سنوات ولكنها سعيدة .
نظرته ولهفته ومجيئه من دولة إلى دولة يلهث هكذا كل تلك التفاصيل تسعدها وتدغدغ مشاعرها .
عــ.ناقه الحنون لها أمــ.س وكأنه يطمئن روحها ،،، عيناه التى نظرت لها بلمعة تعكس لمعة نظرتها له .
زفرت بقوة تهدئ نبضات قلبها المتسارعة ثم قررت القيام وبدأ يومها الأول في السعادة
❈-❈-❈
أما مراد فيجلس في غرفته بجوار كاري التى ترضع صغيرها بحنو .
يجلس شارداً فرأته فتنهد بحزن ،، تحمل الذنب معه فهي من أخبرته أن لا يبلغ أحد .
مدت يــ.دها تربت على يــ.ده بحنو مردفة :
– مراد ؟ ،،، حبيبي أنا اسفة بجد ،،، أنا السبب .
طالعها يتنهد بقوة ثم سحب يده واعتدل يردف بندم :
– لاء يا كاري ،،، مش إنتِ السبب ،، إنتِ كنتِ مخلصة لصاحبة عمرك ،،، بس أنا اللى مكنتش مخلص لأخويا ،، كان مفروض موعدكيش ،، ياريتنى ما قولتلك تحكيلي حاجة .
تنهدت بقوة وأردفت بثقة :
– متقلقش ،،، الحاجة الوحيدة اللى هتخلى حمزة يسامحك إن ريتان بقت مراته ،،، إصبر بس لما تيجي القصر هنا وأنا وهى هنحل الموضوع ،، وبعدين حمزة طيب ومش بيزعل منكوا خالص .
زفر يومئ بشرود ،،، نعم هو كذلك ،،، دائماً يميزهم ويفضل سعادتهم وهذا ما يؤلمه ،،، كاد أن يتسبب في خسارة شقيقه العظمى .
❈-❈-❈
أتى المساء ولم يستطع حمزة الوصول إلى مها ،، هاتفها مغلق حتى أنه تواصل مع الفندق البلجيكي يسأل عنها فأخبروه أنها غادرت منذ ليلة أمس بعدما دفعت ثمن ما أفسدته في الغرفة .
إنتابه القلق من رد فعلها وضربتها التى يتوقع من أين ستأتيه وعليه أن يصدها قبل أن تطول أحد ،،، مطمئن من جهة ريتان ولكن جهتان آخران قلق من ناحيتهما .
لذلك قرر الذهاب إلى زو جته ليطمئن قليلاً ،،، حتى الكلمة لها مذاق آخر على لسانه ،،، طعمٍ آخر للسعادة .
داخله قلق لذلك سيذهب إليها ،،، فوجودها أصبح مركز قوته ،، وآخيراً ليتعاتبا

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *