روايات

رواية وفازت القلوب الفصل الرابع عشر 14 بقلم زكية محمد

رواية وفازت القلوب الفصل الرابع عشر 14 بقلم زكية محمد

رواية وفازت القلوب البارت الرابع عشر

رواية وفازت القلوب الجزء الرابع عشر

وفازت القلوب
وفازت القلوب

رواية وفازت القلوب الحلقة الرابعة عشر

بعدما إنتهت دعاء من سرد ما حدث في تلك الأعوام الأربعة . عاونها آسر بذكر التفاصيل الخاصة بمالك.
عم الصمت فى الغرفة والصدمة كانت جلية على الجميع .
مالك شعر بالضياع مما سمعه أيعقل أن يكون مخطط قذر هو من تسبب في فراقهما؟
مخطط جعله يذبح روحها وينهش جسدها كالحيوان المسعور، تذكر ذلك اليوم الذى ذبحها فيه ولازال صراخها يدوى في عقله وإستنجادها بأبيها منه وامها الراحلة، ولكنه ماذا فعل لم يسمع لتلك الصرخات وقام بقتلها بدم بارد. وهل أكتفي بذلك لا بل أطلق عليها وابلآ من الإتهامات التى هى بريئة منها كبرائة الذئب من دم إبن يعقوب . ويا لوقاحته وجبروته لم يكتفى بذلك قام بذبحها مرة أخرى ، وهى تستنجد بوالديها بالإضافة إلى مازن إبنها ذلك السر الذى أخفته خوفا على أبيها من الصدمة. يالها من جبل تحمل تلك الصعاب دون أن ينحني أو ينكسر. ………
محمد كان يشعر بالشفقة والألم نحوها، كيف لها أن تتحمل كل هذا بمفردها؟
خططت لكل شئ حتى لا يكشف أمرها. فهى وحيدة كيف لها أن تثبت برائتها بمفردها؟
تحملت وتحملت ولم تشتكى من أجل والدها.
كم هي مضحية. وكم هى ضحية.
نظر إلى ذلك القابع أمامه الذى ينظر للاشئ بتوهان ،فسرعان ما غلت الدماء في عروقه ووقف وإتجه ناحيته ووضع يديه حول عنقه محاولا خنقه قائلا بغضب :-
اه يا كلب يا مجرم. هقتلك لازم أخلصها منك ومن شرك يا حقير. لازم.
ثم تابع بصدمة :-
ومازن !مازن حفيدى طول الوقت دة وأنا مش واخد بالى. دايما بقول إنه فى حاجة منك بس كنت بكدب إحساسي. ليه يا أخي ليه ظلمتها وظلمت إبنك. بتدارى على عملتك يا حقير وانت تروح تعمل فيها كدة. ليه؟ ليه؟
أما مالك فكان مستسلمآ من صدمة ما سمع، فليقتله فلربما هذا يشفع خطأه، لذا لم يتحرك قيد أنملة. ترك والده يفعل ما يشاء.
تدخل آسر مسرعا يحاول جذب محمد من رقبة مالك وبالفعل نجح قائلا :-
إستهدى بالله كدة يا عمى. إهدى بس كدة.
محمد بغضب :- أهدى إيه وزفت إيه؟ الكلب دبحها ودمرها وواقف قصادى وعاوز يتجوز ولا كأن فى حاجة حصلت، حقير صحيح.
دعاء متدخلة :- إهدى يا عمى علشان صحتك. قدر الله ما شاء فعل. إنفعالك وحش على صحتك أنا مقدرة موقف حضرتك لإنى عشت دة معاها لحظة بلحظة و عارفة هو صعب قد إيه بس إحنا لازم نتماسك علشانها يا عمى علشان ترجعلنا ملكية من تانى.
ثم إتجهت لمالك بتشفى وهى تراقب حزنه الدفين ذاك، فليتعذب ويرى بعضا مما رأت.
فقالت بشماتة :-
ها يا أستاذ مالك صدقت ولا هتكدبنى ، ما أنا صاحبتها مش كدة ؟ عارف رغم اللى عملته فيها كانت ملتمسالك العذر إنك زيك زيها ضحية لعبة قذرة ،إستنتك على الأساس دة لحد ما ترجع ويوم ما ترجع تجرحها بكلامك ال**** دة ،وكمان هتتجوز وتسيبها قد إيه إنت واحد حقير، سافل، معدوم الإنسانية. ………
واه إفتكرت، ثم ذهبت إلى مكتبها وفتحت الدرج ثم أخرجت فلاشة واعطتها له قائلة :-
خد دة إتفرج على الفيديو دة اللى هيبرأ صاحبتى من إتهامك ليها إنها ليها علاقة بالدكتور طارق ال**** . على فكرة انتو الاتنين ما تتخيروش عن بعض .انتو الاتنين عاوزين تنهشوا فيها زى الكلاب. …..
شعر بالأسى حيال كلماتها تلك ولكنها محقة، ولكن لحظة ماذا فعل ذلك الطارق لكى تقارنه به. أوصل الفلاشة بهاتفه وشغل الفيديو وما إن رآه حتى أحمرت عيناه من الغضب.
فجز على أسنانه بغضب قائلا :-
ألاقيه فين الزفت اللى إسمه طارق دة؟ ها قولى. …………
دعاء بسخرية :- ليه ماهي رخيصة بقى؟ يهمك فى إيه إنك تعرف؟
مالك بغضب :- دعاء انا مش ناقصك، قولى هو فين إخلصى. ؟
دعاء :- هتلاقيه في قسم الأسنان هناك روح إسأل عليه .
خرج بغضب وهو لا يرى أمامه متجها لطارق فهو في حاجة إلى أن يفرغ غضبه وقد أتت له الفرصة مقدمة على طبق من ذهب. …..
عند محمد والد مالك موجها حديثه لآسر :-
آسر روح وراه ليرتكب جريمة النهاردة كفاية واحدة.
آسر :- ماشى يا عمى أنا رايح أهو.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ذهب يبحث عنه بغضب إلى إن وصل إلى قسم الأسنان وسأل عنه أخبروه بإنه يوجد في مكتبه ودلوه على مكانه، ذهب مسرعآ وفتح الباب بقوة حتى إصتدم فى الحائط بدون إستئذان ، إنتفض طارق من مجلسه على إثرها.
طارق وقد عرفه من خلال وقوفه مع مليكة في المرة السابقة.
طارق :- نعم خير فى حاجة؟
إغتاظ مالك من بروده فقام بلكمه بقوة أوقعه أرضا. قام طارق وسأله واضعا يده مكان اللكمة. :- إيه قلة الذوق دى يا بنى آدم إنت.
مالك بغضب :- أنا هوريلك الذوق على أصله يا روح أمك.
لم يفهم طارق عما يتحدث حتى إنهال عليه مالك بالضرب. يفرغ شحنة غضبه فيه.
دخل آسر المكتب ووجد ما يفكر فيه صحيح،
مالك ممسك بذلك الطارق ويبرحه ضربا شديدا حتى نزف وجهه بأكمله
مالك مستمرا في ضربه :- دة تحذير بسيط لو قربت من مليكة تانى هموتك.
ضحك الآخر بإستفزاز قائلا بوقاحة :- مضايق ليه ، دة حتى اللى ياكل لوحده يزور.
مالك لاكما إياه بقوة :- اه يا ابن ال*** طيب تعالى بقى دة أنا هموتك النهاردة.
آسر متدخلآ :- مالك سيبه دة كلب ولا يسوى خلاص هتضيع روحك عشانه.
مالك بغضب :- سيبنى يا آسر. سيبنى بقولك.
آسر :- يا صاحبي إهدى بس وتعالى إنت مش شايف عملت فيه إيه؟
مالك بتهديد :- وأخلص عليه كمان لو قرب من طريقها تانى.
نجح آسر في تخليص طارق من مالك فأخذه بعيدا وخرجا من المكتب.
أخذ يسير بسرعة خارجا من المشفى متجها إلى سيارته أتبعه آسر.
آسر :- مالك أقف رايح فين؟
ولكنه لم يسمع له وتابع سيره وخرج من المشفى وصعد إلى سيارته ، فقفز آسر إلى جواره فهو متهورا حينما يغضب فلا يتوقع ماذا سيفعل؟
أخذ يقود بصمت وسرعة إلى أن وصل إلى النيل. فنزل من سيارته وأقترب من المياه ثم وقف صامتا ينظر امامه بشرود ، تحت نظرات آسر التى تراقبه.
ركع فجأة على ركبتيه وأخذ يصرخ بغضب منه وله. وأخذت الدموع وجنتيه طريقا للعبور.
أشفق آسر على حاله وأقترب منه قائلا بهدوء:-
مالك. إهدى مينفعش اللى إنت بتعملوا في نفسك ده .
مالك معاتبآ نفسه :- واللى عملته معاها ينفع بردو ؟ آااااااه.
أنا إيه اللى عملته دة؟ أنا أستاهل الموت يا آسر على اللى عملته فيها. أستاهل الموت.
خلاص دمرتها مش هقدر أرجعها تانى.
بس أنا مكنتش أعرف والله ما كنت أعرف. أنا عارف إنى متهور وتهورى دمرها بس والله ماكنت أعرف.
أنا عملت كدة علشان بحبها مقدرتش استحمل إن حد تانى يلمسها غيرى أو إنها تحب غيرى.
أنا تعبان أوى يا آسر. دلوقتى بس حسيت قد إيه إنى واحد ظالم دى كانت بتترجانى علشان ما اعملش فيها كدة، كانت بتستنجد بمازن إبنها ينقذها من أبوه الحقير . آااااااه يا آسر. أنا ظلمتها أوى. وخايف ليبعدونى عنها.
أنا ندمان والله ندمان.
ثم تابع بشراسة :-
بس وحياتها عندى لأخلى اللى عمل الملعوب القذر دة يبكى بدل الدموع دم. بس ألاقيه ويوقع تحت إيدى. وأول الخيط الزفت حسام دة. دة أنا هشرب من دمه.
آسر :- خلاص إهدى دلوقتى وفكر بالعقل الخطوة اللى جاية عاوزة عقل مش تهور.
مالك :- عندك حق. لازم أرجع حقها من كل اللى ظلمها. …..وأولهم أنا. …………
آسر :- طيب يلا نرجع على المستشفى دلوقتى علشان تودوها الفيلا. ……
أومأ له بقبول ثم إتجها إلى السيارة وصعدا
فيها وإنطلقا إلى المشفى.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى نفس الوقت، علم مختار والبقية بأن مليكة فقدت النطق مرة أخرى بسبب رؤيتها لحادث مماثل لصديقتها الذي حدث منذ أربع سنوات.
فذهبوا لهناك للإطمئنان عليها.
وها هم بالخارج يقفون خارج الغرفة لأن دعاء أخبرتهم بأنها بحاجة إلى الراحة.
على جانب تقف لبنى وسلمى يتحدثان بقلق
لبنى :- تفتكرى قالتله حاجة؟ دى تبقى مصيبة. يعنى كل اللى ببنى فيه إتهد.
سلمى :- مش إنتي هددتيها إنها لو فتحت بوقها هتقولى لأبوها العيان.
لبنى :- طيب إفترضى قالتلوا. إحنا لازم نشوفلنا كارت تانى غير أبوها دة نهددها بيه هى كويس دلوقتى إنها مش بتتكلم زى المرة الفاتت. بس مااعرفش ليه. ؟
سلمى بخبث :- متقلقيش دي خوافة وأنا عرفت إيه اللى هيسكتها خالص وكمان يخليها تعمل اللى إحنا عاوزينو.
لبنى :- إشجينى يا فنانة.
سلمى بخبث :- مازن.
لبنى بإبتسامة نصر :- برافو عليكى إزاى مختش بالى من حاجة زى دى. ؟ تمام عاوزين بقى نلاقيها لوحدها ونهددها.
سلمى :- متقلقيش هناك فى الفيلا هنلاقيها لوحدها يكون عمها مش معاها.
لبنى :- تمام.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
فى الظهيرة كانت مليكة ممدة على فراشها في غرفتها ، بعد أن أتوا بها وسط إعتراض محمد على حمل مالك لمليكة من المشفى إلى السيارة ومن السيارة إلى غرفتها. ……….ولكن إعترض مالك ولم يسمع لأحد، وقام بحملها. وها هو الآن يسندها على الفراش برقة بالغة.
محمد بغضب :- أهو عملت اللى فى دماغك. ؟ يلا غور من هنا ملمحش وشك فى الاوضة دى تانى. فاهم ؟
مالك برفض :- لا أنا مش هبعد عن مراتى.
محمد بسخرية :- مراتك ! لا يا شيخ. طيب ما تتنفخش أوى كدة علشان لو كانت صاحية مكانتش سمحتلك إنك تقرب منها سنتى واحد.
أصابته كلمات والده فى الصميم، نعم إنه محق للغاية. لقد فقدت النطق بسببه مرتين وترتجف وتتشنج حينما تسمع صوته فما بالها إن علمت إنه من قام بحملها. ؟ غبي. .غبى غبى.
كلمة سب بها نفسه مرارا داخل نفسه على ما آلت إليه الأمور. ………..فاق من شروده حينما دلف الصغير مازن مع الدادة سعدية حينما علم بأن أمه عادت. ………………………………….
ركض الصغير وتعلق ببنطال والده يشده منه قائلا :- بابا .بابا ……
وقعت هذه الكلمة على مسامع مالك وكأنه يسمعها منه لأول مرة. نظر إليه وكأنه يراه لأول مرة ولأول مرة يمعن النظر فيه لديه نفس عينيه الرماديتين و وجهه جميل وبرئ كأمه. نزل إلى مستواه وعانقه بقوة ولبراءة الطفل بادله العناق ………………
شعر مالك بمدى حقارته وأن الحسنة الوحيدة التى ترتبت على ذلك الجرم الذي فعله هو إنه أتى بذلك الملاك البرئ على تلك الدنيا. ……..
كان عناقا يود أن يبث له مدى أسفه لتركه طوال تلك السنوات دون أن ينعم طفله بحنانه ورعايته.
تكلم مازن بألم :- بابا. .إنت. …أوجعنى. ..
مالك :- أنا آسف يا حبيبي. آسف.
مازن على وشك البكاء :- بابى. ..أنا …عاوز مامى. ….تل سوية تموت. …..خليها تصحى بابى. ..
مالك بحنان :- بعد الشر يا مازن. يا حبيبى ماما تعبانة وأدناها حقنة ، ودلوقتى نايمة.
مازن :- ليه بابى؟ تلت سيتولا تتير زيى.
مالك بمهاودة :- اه يا حبيبى علشان كده إدناها حقنة. ..وهى نايمة دلوقتى. ….إيه رأيك تيجى معايا دلوقتى؟
مازن :- نروح فين بابى؟
مالك :- نروح الاوضة بتاعتى نسيب ماما تاخد راحتها.
مازن :- وتحتيلى حدوتة بابى. …..
مالك بحنان:- اه يا ميزو هحكيلك حدوتة. يلا بينا.
مازن ببراءة :- إستنى بابى انا عاوز أبوس مامى.
واخذ يعد على أصابعه قائلآ:-
بوسة الصبح وبوسة الضهر علشان صليت تله تله يا بابى. سطور مازن بابى.
مالك بصدمة من حديث إبنه، من يقزفها بالإتهامات الشنيعة، تعلم إبنه تعاليم دينه.
ذهب الصغير وأعتلى السرير بصعوبة ثم إقترب من وجه أمه الشاحب وقبلها قبلة قوية في خدها الأيمن وأخرى مثلها على خدها الأيسر. ثم توجه إلى والده قائلا :-
يلا بابى أنا خلاص بوست مامى.
محمد بمرح :- وأنا يا سى مازن مليش بوسة ولا إيه. ؟
مازن :- ماسى جدو بس انزل تحت علسان انت طويل. ….
محمد ضاحكا وهو يحمله :- ماشى يا سيدى أهو خليتك طويل زيى. هات البوسة بقى.
قام الصغير بتقبيله ثم قال :- يلا نزلنى جدو علسان أروح مع بابا. .
أنزله محمد واسنده على الأرض.
مازن :- يلا بابا سيلنى فوق.
مالك بحنان :- حاضر يا حبيبى.
حمله مالك بين ذراعيه وألقى نظرة أخيرة متألمة على مليكة ثم غادر الغرفة فى صمت. …………..
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت وتين في المطبخ تجلس على طاولةالمطبخ تأكل الآيس كريم وتلعقه بإستمتاع شديد وإلى جوارها القطط آسر ووتين.
دخل آسر باب الفيلا بعد إرهاقه اليوم من الصباح حتى الظهيرة مع صديقه. فشعر بالصداع، فذهب إلى المطبخ لإعداد كوبا من القهوة. ………..
نزلت وتين من على الطاولة وأخذت القطتين فى طريقها للخروج ولكن تسمرت مكانها حينما رأته عادت للمطبخ مرة أخرى ولم تعرف ماذا تفعل فهى لا تريد رؤيته بعدما أخبرتها زوجة عمها بتلك القبلة.
وضعت القطتين وعلبة الآيس كريم على الطاولة وأخذت تبحث عن مكان وسرعان ما وجدت ضالتها.
فتحت باب الدولاب الأسفل للمطبخ ودخلت فيه وأغلقت الباب . فذفرت بإرتياح إنه لن يراها ، ووضعت يدها على فمها حتى لا يصدر منها أى صوت .
بمجرد دلوفه إلى المطبخ إشتم رائحتها فعرفها على الفور منذ ذلك العناق الذى بادلته إياه عند جده في الصعيد.
ولكنها غير موجودة، ، ولكن مهلا مهلا ماذا تفعلان هاتين الهرتين هنا بمفردهما وعلبة الآيس كريم أيضا كل هذا يدل على إنها هنا.
لم يعطى للأمر أهمية و إتجه ليحضر القهوة
أخذت القطط فى المواء مما أزعجه فقال صائحا :- إيه فى إيه كفاية دوشة، زى صاحبتكو بالظبط. هى راحت فين وسيباكم هنا هى ناقصة قرف .
غضبت وتين من حديثه على قططها ولكن إلتزمت الصمت.
أتت الخادمة وقالت بأدب :- فى حاجة محتاجها هنا أعملهالك يا آسر بيه؟
آسر :- لا روحى إنتي شوفى وراكى إيه .
إنصرفت الخادمة فأراد كوبا ليسكب فيه القهوة. فأخذ يبحث بإنزعاج قائلا بصوت مسموع :-
هشوفها فى الدولاب اللى تحت وخلاص.
حبست وتين أنفاسها بقوة واغمضت عيناها بشدة. عندما سمعت كلماته.
أخذ يفتح واحدا تلو الآخر إلا أن أطلق صرخة فزعة عندما فتح الضلفة و وجدها بالداخل.
صاح بإنزعاج :- الله يخرب بيتك سرعتينى. بتعملى إيه عندك؟ مجنونة!
إطلعى إخلصى من عندك. بتعملى إيه هنا؟
خرجت وتين من مكانها ووقفت بخجل أمامه واضعة عيناها في الأرض.
صاح مجددا :- يلا. إتكلمى بتعملى إيه عندك يا متخلفة إنتي. قطعتيلى الخلف.
وتين بتوتر :- أصل أصل. …أصل. ………
آسر :- أصل إيه؟ ما تتكلمى هو أنا هشحت الكلام منك ولا إيه.
لم تعرف ماذا تقول فلمحت إجابة ساذجة فى عقلها نطقتها على الفور
:- أصل أنى كنت بلعب إستغماية مع البسس بتاعتى حتى شوف أهو بيدوروا عليا. ….
جن جنون آسر فمسكها من عنقها من الخلف قائلا بغضب :- بت إنتي. انتى عاوزة تجننينى ولا إيه؟ إستغماية إيه اللى مع قطط؟
وتين بتألم من مسكته لها :- أى أى سيبنى يا آسر الله يخرب بيتك سيبنى يا حمار.
آسر بذهول وغضب:- وكمان بتشتمى دة إنتي نهارك أسود النهاردة يا عم مصيلحى.
وتين بخوف من منظره :- آسر إنت هتعمل إيه؟
آسر :- بصى بقى قدامك خيارين ملهمش تالت. الأول
:- يا تقولى كنت مستخبية ليه هنا؟
ثم نظر إلى شفتيها قائلا بوقاحة :-
يا إما تجيبى بوسة يا عم مصيلحى.
فرغت فاهها من وقاحته، فهو وضعها في موقف صعب، ماذا عليها أن تفعل. ففكرت هل تبكى بصوت عالى كعادتها؟
وكأنه قرأ أفكارها فقال محذرا :- واه لو هتعيطى زى العيال يبقى هنفذ الخيار تانى وانتي حرة بقى.
ها سامعك. إتكلمى.
وتين بدموع :- طيب مينفعش أقول آسفة ؟
آسر برفض :- لا ويا انا يا انتى النهاردة .
وتين :- انا كنت مستخبية منك إنت علشان مش أشوفك.
آسر باستغراب :- ومش عايزة تشوفينى ليه إن شاء الله؟ يكونش بعض، إخلصى يا بت أنا مصدع على آخرى
وتين :- أاااااا. …….
ثم فجأة أتتها حيلة فشهت فجأة وهى تنظر إلى أعلى رأسه.
آسر بإستغراب :- فى إيه؟
وتين بصدمة مصطنعة :- إلحق يا آسر فى حشرة فوق راسك. اوعى تتحرك لتقرصك.
آسر تاركا إياها دون أن يشعر ، فشغله الشاغل الآن هو تلك الحشرة التى تقبع فوق رأسه.
آسر بإشمئزاز :- شيليها. …شيليها بسرعة.
وتين :- حاضر. استنى هجيب منديل أمسكها بيه بس إنت اوعى تتحرك.
إمتثل لامرها أما تلك المخادعة تسحبت خلفه ببطئ وأمسكت بالقطتين وهرولت إلى غرفتها.
وعندما نظر خلفه لم يجدها ثم وضع يده بترقب على رأسه فلم يجد شئ فصاح بغضب :- اه يا عم مصيلحى الكلب والله لأوريكى .
جرى خلفها يتتبعها ولكنها إبتعدت فعندما وجدته يصعد السلم خلفها صرخت وجرت بكل سرعتها حتى دخلت غرفتها واغلقتها بسرعة بالمفتاح. …………..
طرق الباب بعنف قائلا :- إفتحى الباب دة أنا هموتك بقى عيلة زيك تعمل فيا أنا كدة؟
أتت زينب على تلك الضوضاء، فإستغربت وجود آسر أمام غرفة وتين يطرق على الباب بعنف ووجهه غاضب. تقدمت إليه. .
زينب :- آسر بتعمل إيه عندك؟ وبتخبط ليه على الباب بالشكل دة؟
آسر بغضب :- الهانم فاكرانى عيل زيها ، وبتغفلنى و بتشتمنى كمان الهانم اه لو قدامى دلوقتى. أفتحى الباب بقولك.
وتين من الداخل بخوف :-
لاه امشى الأول. يا مرات عمى إلحقينى .
زينب بضحك:- آسر إعقل هتعمل عقلك بعقلها. وانتى يا تينا إفتحى الباب يا حبيبتى.
وتين بخوف :- طب هو مشى؟
زينب :- لا يا حبيبتى إفتحى ومش هيعملك حاجة أنا موجودة.
وتين :- طيب يا مرات عمى.
فتحت الباب بحذر وبسرعة البرق إختبئت وراء زوجة عمها.
حاول آسر الوصول إليها فصرخت فزعة متشبثة بملابس زينب من الخلف بقوة قائلة :-
إلحيقنى يا مرات عمى حوشيه عنى. ..
زينب بحزم :- آسر أقف مكانك إيه شغل العيال دة وبتتريق عليها حضرتك وبتقول عيلة وإنت إيه ها؟
آسر بغضب :- أنا لازم أربيها على الشتيمة دى أنا يتقالى يا حمار. ؟
زينب لوتين :- إعتزرى لآسر يا وتين.
وتين بغباء :- ما أنا إعتزرتله بس رفض وقالى إنه عاوز. …يب….
فى أقل من ثانية كان فمها مكبل بيد آسر الذى وضعها عليه حتى تتوقف عن الكلام. ..
زينب بدهشة من تصرفه :- إنت حاطط إيدك على بوقها ليه؟ شيل إيدك. …
آسر بتبرير :- أصل. …أصل هى كانت عاوزة تقولك إنى كنت هضربها مش كدة يا وتين. وقد كانت نظراته كفيلة بأن تجعلها توافق على الفور .
هزت رأسها بسرعة موافقة على كلامه .
فسحب يده من على فمها قائلا :-
بس أنا خلاص عفوت عنك وهكتفى بالإعتذار دلوقتي ولو إتكرر الشغل دة تانى هتشوفى وش مش هيعجبك أبدا . ثم غمز لها دون أن تراه والدته ففهمت هى مقصده فخجلت منه ونظرت للأرض.
نظرت لهما زينب بعدم إقتناع وصمتت
وتين :- أنى آسفة يا آسر.
آسر بطيبة مصطنعة :- خلاص يا ستى قبلت الإعتذار.
ثم قال بخبث :- ممكن تعمليلى فنجان قهوة علشان مصدع خالص على ما آخد شاور. …
نظرت له بصدمة وخوف في آن واحد، فهو خبيث ولن يدع الأمر يمر مرور الكرام. ….
آسر ببراءة لأمه وهو يغادر وبخبث دفين:-
إبقى قوليلها على قهوتي يا ماما بحبها إزاى ،علشان لما نتجوز تكون عارفة.
إبتسمت زينب قائلة وقد وجدتها فرصة فى تقرب آسر منها :-
ماشى يا حبيبى روح انت وانتى يا تينا تعالى معايا أقولك آسر بيحب القهوة بتاعته بتكون إزاى؟
سارت معها كالمغيبة من الصدمة كيف له أن يمثل دور البراءة هذا أمام أمه ، ومعها يكون شخصا قاسيا ووقحا معا ..
ماذا ستفعل فى تلك المشكلة. ؟
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
إستيقظت مليكة تتأوه بضعف فنظرت حولها بذعر، فوجدت نفسها فى فراشها في غرفتها
فإستغربت وجودها هنا. وأخذت تبحث عن مازن فلم تجده فقلقت و أخذت تبكى بصمت. قامت من على الفراش بضعف(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد ) وخرجت من الغرفة تمشى مستندة على الحائط بوهن إلى إن وصلت إلى الأسفل فلم تجده فجلست على الأرض تبكى بصمت وعيناها تجول المكان بحثا عنه، قلقت للغاية فهي لم تره منذ الأمس.
أين ذهب؟ هل حدث له مكروه؟ وعند هذه النقطة تحاملت على نفسها ووقفت مجددا وذهبت ناحية المطبخ فلمحت الدادة سعدية فهرولت إليها ناسية ألمها. ….
سعدية :- أهلا يا بنتى. حمدا لله على سلامتك .
أشارت إليها مليكة بأن تخبرها أين مازن؟
فهمت سعدية ذلك فقالت بإشفاق :-
ما تقلقيش يا حبيبتى، مازن مع مالك بيه فى أوضته .
فإرتعدت مليكة عندما سمعت إسمه. فأشارت للدادة بأنها تريده الآن.
سعدية :-
حاضر يا بنتى هروح أجيبه.
جلست على الكرسى خلفها بوهن شديد فشغلها الشاغل هو الإطمئنان على إبنها. ..
بالأعلى وصلت سعدية إلى جناح مالك وطرقت الباب ففتحه مالك
مالك :- ايوة خير يا دادة سعدية؟ !
سعدية :- معلش يا ابني أزعجتك.
مالك بإبتسامة :- لا ولا إزعاج ولا حاجة يا دادة.
سعدية :- كنت عاوزة مازن أصل مامتو صحيت قاعدة تحت وعاوزاه.
مالك بإنتباه وفرح :-
مليكة صحيت؟ ! بجد طيب أنا هوديهولها دلوقتى حالا.
سعدية :- ماشى يا ابنى. ثم تركته ونزلت إلى مليكة تخبرها بالأمر وبمجرد أن أخبرتها هزت رأسها بعنف فهى لا تريد رؤيته أبدا. ..
ماذا تفعل فعمها فى الشركة الآن، بمن ستستنجد؟
لم تجد غيرها فمسكت في يدها تحثها على البقاء معها، فإستغربت الدادة ذلك فربتت على يدها بحنان قائلة :- متقلقيش يا حبيبتى أنا معاكى أهو. متخافيش. …
جلست معها وسط إندهاش الدادة من خوفها ذلك. ….
أتى مالك حاملا مازن وبمجرد أن رأته إحتضنت الدادة بخوف وأخذت ترتجف بقوة.
الدادة بخوف عليها :- حبيبتى إهدى مالك كدة بس؟
ثم نظرت إلى مالك قائلة :- إلحقنا يا بنى مالها؟
وعندما وجدته يقترب منها أخذت تصرخ بعنف أفزع الجميع.
مالك بحنان :- مليكة إهدى. مش هعمل حاجة والله.
إلا إنها رفضت وإزدادت صراخا على صراخها مما أدى إلى صراخ مازن عندما وجدها تصرخ.
مالك فى محاولة تهدأتها وحمد الله إن أمه ليست بالقصر .
فقام بترك مازن الذى جرى ناحية أمه، وقال بحنان :- مليكة إهدى أنا همشى أهو همشى إهدى .
وبالفعل رحل مسرعا إلى غرفته وإلى مكانه المعتاد.
يقف أمام كيس الملاكمة يفرغ شحنة غضبه،
كيف أوصلها جرمه إلى تلك الحالة. تخاف من وجوده إلى جوارها بدلا من أن يكون امانها؟ ألمه كثيرا صراخها وأنينها وود أن يحتضنها ليطمئنها ، ولكن كيف وهو سبب صراخها وخوفها. .؟!!! اه ..واه. …..آه. …
لن ينفع الندم بعد ذلة القدم.
فى الأسفل هدأت مليكة من أجل مازن حتى لا يفزع، وضمته بقوة إلى صدرها كأنها تحتمى به.
مازن بطفولة مربتا على كتفها وإلى جوارها الدادة سعدية تنظر إلى حالتها بشفقة.
مازن :- مامى مس تعيطى. هجيبلت سيتولا تتير. أنا هزعق لبابا خلاتى عيطى.
لم ترد عليه وإنما كانت شهقاتها تملئ الأرجاء.
مازن :- مامى ردى عليا. إنتي مس تتلمى ليه؟
دادة سعدية قوليلها إتلمى معايا. مازن عاوز حدوتة زى بابا.
سعدية :- ميزو حبيبى مامى مش هتتكلم علشان أدوها حقنة في بوقها علشان تعبان ولما تخف هتتكلم ياحبيبى إن شاء الله.
مازن :- لا لا مامى إتلمى مع مازن يلا.
سعدية :- حبيبى إحنا قولنا إيه؟ يلا ما تتعبهاش علشان تخف بسرعة.
مازن :- ماسى دادة.
سعدية محدثة مليكة برفق :-
حبيبتى يلا قومى معايا إرتاحى في أوضتك دلوقتى مش شايفة نفسك ولا إيه؟ عينى عليكى يا بنتى كنتي وردة مفتحة إيه جرالك؟
قامت معها مليكة وهى تحمل مازن.
سعدية :- هاتى يا حبيبتى أشلهولك لحد فوق.
هزت مليكة رأسها برفض و صعدت به إلى غرفتها.
وسط دهشة سعدية من حالتها أمام مالك تلك.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
أمام غرفته تقف مترددة أتدلف أم تغادر؟
وقفت تحدث نفسها :-
أنى هعمل إيه دلوك؟ يا مرارى. ..يا مرارى. ..
الله يخرب بيتك يا وتين يعنى لازم تتسحبى من لسانك وتشتميه.
أنا. ….أنا خايفة منه ليعملى حاجة. …..دة طلع قليل الحيا ومش متربى.
ومرات عمى اللى مبسوطة متعرفش اللى فيها ياعينى.
ثم قالت مشجعة نفسها :- أنى هدخل وأحطها وأطلع علطول.
ثم فتحت الباب ببطئ وأدخلت رأسها منه فنظرت في جميع أرجاء الغرفة فلم تجده.
فزفرت بإرتياح ودخلت ووضعت القهوة وفى طريقها للباب أغلق فجأة وتم محاصرتها عنده.
نظرت له بصدمة ، متى ظهر ومتى أغلق الباب؟
آسر بخبث :- إيه ياعم مصيلحى. مستعجلة على إيه بس؟ .
وتين بخجل :- أاااااا. …لو. ..لو سمحت يا آسر أنى عاوزة امشى .
آسر بمكر :- مش قبل ما آخد بتارى.
وتين بفزع :- قصدك إيه بالكلام دة؟
آسر :- قصدي كلى خير يا عم مصيلحى.
هبط فجأة إلى شفتيها يقبلها إلا إنها أزاحته بضعف قائلة ببكاء وخوف :-
لا. ..لا……لا يا آسر أحب على يدك متعملش اكدة دة عيب وحرام.
إبتعد عنها ونظر إليها بإشمئزاز….
آسر :- عشان بس تحرمى وقبل ما تعملى حركة كدة ولا كدة صدقيني مش هتراجع ثانية عن اللى هعمله .و لو روحتى فين هجيبك. فاهمة؟
هزت وتين رأسها بسرعة توافقه على كلامه بخوف شديد .
آسر بحدة :- إطلعى برة .
لم تتردد وتين في الخروج إذ خرجت بسرعة البرق تحمد الله إنه لم يفعل شئ يحاسبها عليه الله فهى تتمسك بتعاليم دينها بشدة

صاح هاتفه بالرنين فألتقطه وما إن رأى المتصل قال :- أيوة هى دى الخلق اللى تفتح النفس على المسا.
قام بالرد عليها :- إزيك يا سوزى أخبارك إيه؟ وحشتينى يا بيبى.
سوزى بضحك:- اه يا ألعبان ومين تانى وحشتك غيرى ؟
آسر :- لا أبدا وحياتك إنتي وبس.
سوزى :- ماشى يا سيدى هصدقك المرة دى مجيتش النادى ليه النهاردة؟
آسر :- لا جيت بدري ومشيت مالك كان عاوزنى في موضوع كدة .
سوزى :- امممم طيب ما تتأخرش علينا دى الشلة كلها بتسأل عنك إنت ومالك.
آسر :- اه ماشى يا سوزى نبقى نيجى يا عمرى يلا سلام.
سوزى :- سلام يا أسورة.
أغلق معها الهاتف وجلس يرتشف القهوة وفجأة لاحت صورة وتين أمام عينيه فقال :- ماشى يا عم مصيلحى دا إنتي حياتك هتبقى معايا عنب.
**************************
فى المساء دلف محمد إلى غرفة مليكة التى كانت تطعم مازن وجبة العشاء.
إقترب منها قائلآ :- مساء الخير يا بنتى. عاملة إيه دلوقتى.
رسمت إبتسامة باهتة وهزت رأسها بمعنى إنها بخير.
محمد :- أحمد إتصل بيا وإضطريت إنى أقوله على موضوع فقدك للنطق دة، بس أنا طمنته عليكى وقولتله انك فقدتى النطق زى ما دعاء قالت للكل .وقالى إن الدكتور حددلوا العملية وهيعملها بعد شهر من دلوقتى يعنى هيتأخر شوية. المشكلة دلوقتى إنى مش عارف أفاتحه إزاى في موضوعك أنا خايف عليه يا بنتى وفى نفس الوقت مش عاوز اسكت لازم يعرف. الله يخرب بيتك يا مالك كله من تحت راسك.
آه يا ربى أعمل إيه دلوقتى؟ أعمل إيه ؟
مازن :- جدو عيب تستم بابا.
محمد :- يا شيخ إتلهى إنت وأبوك.
مازن :- يعنى إيه جدو؟
محمد :- يعنى حاضر يا حبيب جدو مش هشتم بابا تانى.
مازن :- ستور جدو هجيبلك سيتولا.
محمد :- ماشى يا لمض. يلا خلص العشا بتاعك علشان تنام.
مازن :- حاضر جدو.
فى تلك الأثناء كانت مليكة تكتب شيئا فى الهاتف وأعطته لعمها يقرأه
:- عمى بلاش بابا يعرف دلوقتى على ما يعمل العملية ويخف إن شاء الله بعدها بمدة هقوله بس بلاش دلوقتى.
محمد :- حاضر يا بنتى اللى تشوفيه.
يلا بقى الدادة سعدية هتجيب الأكل دلوقتى وعاوزك تخلصيه كله ومتقوليش مليش نفس هتاكلى يعنى هتاكلى مش كدة يا مازن.
مازن :- أيوة جدو. هنديها حقنة لو مس رضيت تاتل.
وبالفعل تناولت العشاء مرغمة وسط مزاح مازن و جده.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد مرور إسبوع
إتفق مالك مع أبيه أن لا يفشيا أمر زواجه من مليكة وأن تمشى الأمور طبيعية.
وأتفقا على تأجيل الزفاف من لبنى لمدة ستة أشهر بعد إعتراض مالك الشديد فهو أراد أن يلغيه من الأساس ولكن والده حمله المسؤولية لإنه هو من وافق منذ البداية فلغيه سيترتب عليه نتائج سيئة. ……
فوافق على تأجيله تلك المدة حتى يفكر كيف سيثأر لمليكة أولا وبعدها يجد حلا لموضوع الزواج ذلك.
أعترضت لبنى وبشدة فهى تخشى أن يفشل مخططها في الحصول على مالك.
أما سلمى وثرية يتابعان الأحداث بشماتة(وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )
مليكة التى تحسنت نوعا ما بإبتعادها عن مالك فهو منذ تلك الحادثة التى صرخت فيها فور رؤيته ، أخفى نفسه عنها حتى لا تراه فتزداد حالتها سوءا
وكم آلمه ذلك فهو يشتاق لرؤيتها ولكن ما باليد حيلة فشفائها الآن هو الأهم.
وكان سعيدا لإنه سيراها اليوم فهى ستذهب معهم إلى الصعيد لكى يحضروا حفل زفاف آسر ذلك الخبر الذى تناولته الصحف بزواج دنجوان ومحطم قلوب الفتيات.
**********************
فى المساء فى قصر مجدى بالصعيد تعلو الزغاريد والموسيقى فهو يوما حافلا يشهد زفاف حفيد مجدى كبير رجال الصعيد بحفيدته الذى أصر أن يكون الزفاف فى الصعيد.
إرتفعت أصوات الموسيقى والمزمار والطبول بالألحان الصعيدية. …
تم كتب الكتاب بحضور الجد الذى كان وكيل العروس وضع يده في يد إبنه والشهود محمد ومالك.
عند تجمع الرجال وقف آسر يتلقى التهنئة من المعازيم. وقف متأففا بسبب ما يرتديه
كتم مالك ضحتكه عليه قائلآ :-
إيه ما تثبت كدة مالك؟هتفضحنا الله يخرب بيتك.
آسر بغضب مكتوم :- يعنى عاجبك اللى لابسوا دة أنا آسر تكون آخرتى جلبية وعمة وعم مصيلحى. نفسى أعرف مين اللى تاففلى في حياتى يا جدع ؟!
والله يا عم مصيلحى لطلعه عليكى بس إصبرى عليا.
مالك :- ياض إثبت كدة فى إيه؟ وأفرد بوزك لأحسن المعازيم يفتكروك مغصوب على الجوازة يا بيضة.
آسر بغيظ :- وليك عين تتريق طيب إسكت وحياة أبوك.
*********
بالأعلى كانت وتين قد إنتهت من زينتها فكانت كالبدر وإزدادت جمالا على جمالها.
زينب :- بسم الله ما شاء الله يا حبيبتى ربنا يحرسك من العين يا عروسة.
ثم إحتضنتها قائلة :- ألف ألف مبروك يا مرات ابنى يا حبيبتى.
وتين بفرحة عارمة فها هى الآن أصبحت زوجته بعد عناء طويل، وستبذل قصار جهدها فى أن تجعله يتيم بها كما هى متيمة به. أحتضنت زينب قائلة :- الله يبارك فيكى يا مرات عمى.
تقدمت وردة بغيظ منها قائلة :- مبروك يا وتين مبروك يا خيتى.
وتين بإمتعاض طفولى فهى لم تنسى ما فعلت بها :- الله يبارك فيكى يا وردة عقبالك.
إحتضنتها أسماء بحب ودموع فرحة :-
ألف مبروك يا صاحبتى، هتسيبينى وتروحى البندر .
وتين بمرح :- أيوة قولى إكدة إنك طمعانة في البندر. متقلقيش يا حبيبتى أكيد هاجى عند جدى حبيبى يعنى.
أسماء :- ماشى يا خيتى خلى بالك من نفسك. وربنا يفرحك يا تينا يا قمر إنتي.
قاطعهم دخول مازن المفاجئ الذى ما إن دلف إتجه ناحية العروس قائلا :- إنتي العروسة؟ إنتي حلوة أوى.
إنحنت وتين حتى وصلت إلى مستواه قائلة :-
إنت اللى حلو وعسل قوى قوى.
إنت مين يا قمر إنت؟
مازن :- أنا مازن إبن مليتة ومالت.
وتين :- تشرفنا يا أستاذ مازن يا قمر إنت.
دلفت سعدية وخلفها مليكة .فقالت سعدية :-
معلش لو عمل ليكم إزعاج أصله هيموت ويشوف العروسة. ألف مبروك يا بنتى.
وتين :- الله يبارك فيكى يا خالتي. ثم نظرت إلى مليكة وقالت :-
أكيد إنتي أمه فيه منك كتير.
إبتسمت لها وأشارت بنعم، ففهمت الأخرى إنها بكماء لا تتحدث. فأشفقت على حالها.
زينب :- يلا يا بنتى حطى الطرحة على وشك علشان ننزل تحت.
وتين:- حاضر يا مرات عمى
أسدلت الطرحة على وجهها ونزلت معهم إلى الأسفل. حتى يسلمها جدها لآسر .
بالأسفل جلست وتين وسط النساء اللواتي أخذن يغنين ويرقصن ويقدمون لها التهنئة
بعد مدة إنتهى العرس وجاء الجد مجدى ومعه آسر وولده محمود. فذهب الجد ناحية المكان الموجود فيه وتين (وفازت القلوب بقلمى زكية محمد )وتوجه ناحيتها ورفع الطرحة من على وجهها وقبلها في جبينها وإحتضنها بحنان أبوى فهو منذ وفاة والديها أصبح والدها ووالدتها.
مجدى بدموع و بصوت منخفض لا يسمعه أحد غيرها :- ألف مبروك يا حبيبة جدك. أنا عارف اللى جاى مش سهل بس طالما إنتي إخترتى الطريق دى يبقى تكمليها أوعى تيأسى من أول ماتش وتستسلمى بسرعة وأنا هساعدك في أى حاجة محتاجاها ماشى يا حبيبة جدك؟
وتين بدموع هى الأخرى :- فاهمة يا حبيبى أنا بحبك اوى يا جدى. ربنا يخليك لينا يا رب
مجدى منزلا الطرحة إلى موضعها السابق قائلآ :- طيب يلا علشان أسلمك لجوزك يا بتى.
قشعريرة سارت في أوردتها عند سماع تلك الكلمة. أحقا أصبحت زوجته؟
سارت معه بخطوات مرتبكة وخجلة للغاية حتى وصلا إليه.
مجدى واضعا يد وتين في يد آسر قائلا :- اليوم سلمتك أمانة كبيرة قوى يا ولد ولدى بتمنى إنك تحافظ عليها. أوعاك تزعلها فاهم.
آسر ببسمة مصطنعة :- ما تقلقش يا جدو .
مجدى :- ألف مبروك يا آسر ربنا يفرحكم ويرزقكم بالذرية الصالحة.
إرتجفت وتين على تلك السيرة فشعر بها آسر الممسك بيدها….
بعد مباركات من الجميع صعد آسر بوتين إلى الجناح الذى خصصه مجدى لهما.
دلفت وتين إلى الداخل بخطوات مرتبكة خجلة وقلبها يقرع كالطبول.
دلف آسر خلفها وقفل الباب بقوة جعلتها تنتفض فى مكانها .
نظر آسر إليها من رأسها إلى أخمص قدميها بنظرات إستهزاء قائلا :-
أتمنى تكونى مبسوطة من اللى حققتيه النهاردة؟ !………………………………….

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وفازت القلوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *