روايات

رواية رهان خاسر الفصل الثالث 3 بقلم سلمى سمير

رواية رهان خاسر الفصل الثالث 3 بقلم سلمى سمير

رواية رهان خاسر البارت الثالث

رواية رهان خاسر الجزء الثالث

رهان خاسر
رهان خاسر

رواية رهان خاسر الحلقة الثالثة

بعد أقل من ساعه علي معرفتها به حين طلبت منه الزواج في لحظة تهور وعدم تفكير، صارت زوجته هذا هو الواقع الذي لن تستطيع ريم الهروب منه أو مواجهته، بعدما وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه، فبعد أن استوعبت ما أقدمت عليه بزواجها منه وبدأ التفكير في تخليص نفسها من ذلك الزواج،أتت عدم خبرتها وبراءتها سبب لاستسلام جسدها الخائن واحاسيسها المرهفه التي غزاها حمرة بحنان واحتواء رومانسي لم تعرف عنها شئ من قبل
ليكتب لها القدر معه مصيرًا اخر فقد أصبحت زوجته شرعًا وقانونًا ،عند هذه الحقيقة اتنتفض جسدها هلعًا وصاحت فيه بجزع وحزن يعتصر قلبها الم وانين:
ابعد عني ارجوك ابعد عني، انت عملت ايه حرام عليك دمرتني دمرتني انا ضعت خلاص،
انتفضت حمزة من شدة صراخها وانهيارها الغير مفهوم فهي زوجته بشرع الله وبرضاها، ولم يتجراء عليها بتاخذها زوجة الا حين تجاوبت معه واستلمت اليه دون ضغط او إجبار، نهض عنها يبحث عن ثيابها،
ليعثر علي روبه فارتداه علي عجل وسألها بلهفه:
ريم سامحيني انا اسف حقك عليا لو كنت المتك، بس ده طبيعي صدقيني مع الوقت بيزول الالم
لكن ايه حكاية دمرتني دي، مش فاهم انت موجوعه ولا مصدومه من انك بقيتي مراتي بجد
حدقت به بحزن تتجرعه كالسم يتغلغل في شريينها، وفجأة اجهشت بالبكاء وقالت:
ايوه دمرتني واستغليت برائتي، لو انت فعلا راجل بجد كان أولي تنتظر عليا علي الاقل لحد ما ناخد علي بعض وتنال مباركة ماما واهلك علي جوازنا
لاننا ارتكبنا غلط كبير في حقهم، عارفه اني غلطي اكبر. بس انت الراجل كان أولي تجي منك المبادرة مش مني أنا، ليه عملت كده حرام عليك كسرت فرحتي وفرحة امي بأنها تشوفي بفستان زفافي،
اخذ حمزة نفس عميق واعقبه بتنهيده حارقه وجلس بجوارها لكنها ابتعدت عنه بنفور واضح، مما جعله يستغرب،نفورها بعدها عنه مع محاولتها المستميته في ستر جسدها عن عيناه، كأنه غريب عنها وليس زوجها الذي ارتوت من عشقه منذ لحظات، زفر بضيق ولم يعقب علي رد فعلها عن قربه لها ورد عليها قائلًا:
واحنا لسه فيها يا ريم، محدش هيعرف باني تممت جوازي منك لا اهلك ولا اهلي، ومن بكرة الصبح هجي واتقدم لوالدتك وهطلب من اهلي يحضرو علشان يطلبوكي ويتعرفو عليكي، بس قبل كل ده
لازم اعرف السر وراء طلبك الجواز وبالسرعه دي، بالذات بعد ما تأكدت من عفتك وبراءتك بنفسي،
ارتبكت بشدة وخافت من الإفصاح عن سرها حتي لا يعاند في تطليقها بدافع الأنتقام للاستهانه برجولته وكبرياءه، واغمضت عيناها لبرهه سأله نفسها كيف السبيل للهروب من الرد علي سؤاله، والخلاص من هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه بغباء وتهور دون تفكير بالعواقب المترتبة علي اندفاعها،
فتحت عيناها فجاة وطالعت محياه الوسيم، ليترسخ بداخلها شعور بالثقه، بأنها لكي تخرج من محنتها تلك يجب عليها التروي والتفكير جيدًا قبل كل كلمة تتفوه بها فمن خلال تعامله البسيط معه تأكدت انه رجل عاقل ورزين و جاد وملتزم أخلاقيا، ولن يسمح أو يسامح في الاستهانه به فقالت بتوتر ردًا عليه:
اكيد.طبعا هقولك كل حاجه، بس مش وقته انا تعبانه وحسا بوجع رهيب وتكسير بجسمي، فأرجوك أجل الكلام لبعدين وسيبني دلوقتي اروح علشان ارتاح
بالنهوض فأمسك حمزة دراعها وارجعها الي وضعها وعيناه تجوب صفحته وجهه بحيرة فسألها بحدة وعدم استيعاب لفكرة الخروج وتركه:
تروحي فين ياريم ليه مصره تعصبيني ، ده خلاص بقى بيتكهمت، قلت هطلبك اه وهعملك فرح يعوضك ويفرح والدتك بيكي واهلي طبعا، لكن ده ميمنعش انك بقيتي مراتي فعليًا، ومكانك هنا معايا، وفي ليلتنا الاولي وبحالتك ده مقدرش اسمح ليكي تروحي، فاهمه ولا افهمك اكثر، يعني من الاخر كده انسي حكاية انك تروحي والليلادي بالذات
وضعت ريم وجهه بين يداها واجهشت بالبكاء فجذبها حمزة الي صدره وربت علي كتفها بحنان:
اهدي يا ريم، جوازنا خلاص بقي واقع لا أنا ولا انت هنقدر نهرب منه، الافضل دلوقتي نفكر في مستقبلنا سوا، وازاي نظبط امورنا مع اهالينا
تململت بين أحضانه وابتعدت نفسه عن صدره وقالت بالم يمتزج بنبرات صوتها الحزين:
طيب ممكن تسيبني دلوقتي انا مش متحمله نفسي
وعايزه انام، وياريت تخرج علشان البس ممكن
ابتسم حمزه وربط علي شعرها بحنان، نهض من جوارها قائلًا بتفهم واضح لخجلها منه:
حاضر هخرج علشان تبقي براحتك وبعدها ريحي
فجأة انحني وقبل راسها :
انا اسف لو كنت المتك ياريت تسامحيني، عن اذنك
خرج وتركها تلملم شتات نفسها وروحها الممزقة، سترت جسدها المستباح، وكفكف عبراتها التي سالت بغزارة حسرة وانكسار علي ما دفعت من جسدها وبراءتها التي ذبحت ثمن لاندفاعها وتهورها
تماسكت قائلًا وحاولت النهوض لكنها لما تستطيع، جذبت قميصه الملقي بجوارها وسترت به جسدها ثم أخذت تبحث بعيناه عن ثيابها، فجأة دلف اليها حمزة حاملًا بين يداه مشروب قدموا لها قائلًا؛
خدي اشربي. ده هيهدى الالم اللي في جسمك، وكمان باكو الشيكولاته ده هيفوقك اكيد بتحبي الشيكولا
واسف مره تانيه لاني استعجلتك، كان في دماغي. تصور تاتي ورسم وتخطيط لليلة زفافي أولها أن اسعد عروستي واعيشها. الفرحه واحتوائها بجد
لكن الأمور خرجت عن السيطرة وحصل اللي حصل
تناولت منه ريم المشروب الذي استثاغت طعمه فقد كان محلي بعسل النحل، واغرتها الشيكولاته التي اتي بها، فهي نوعها المفضل فالتهمتها باشتهاء مما حسن من مودها وجعلها تشعر ببعض السكينه والراحه،
ابتسم له حمزة بأريحية وتركها ودلف الي المرحاض لم يغب كثيرًا عاد إليها ومازالت البسمه تزين ثغره وفجأة حملها بين يداه وعاد الي المرحاض وقال لها قبل احتجاجها علي حمله لها وسؤاله:
انا جهزت ليكي الحمام خدي حمام دافئ هيريحك ويظبط مودك وهجيب ليكي تشيرا قطن من هدومي هيكون مريح عليكي أكثر من القميص ولا طمعانه فيه رغم اني اكثر حاجه بكرهه حد يلمس هدومي لكن انت، خلاص من دلوقتي كلي ملكك
انزلها داخل البانيو وقال لها بحنان جم:
استرخي خالص وخدي حمامك علي راحتك، لما تخرجي هتلقيني مجهزلك كل حاجه يا عروستي
تركها وغادر دون أن يفرض عليها قيود أو يعرض مساعدته في تحميمها، وهذا ما جعل افكارها تتشتت وتصاب بالحيرة والقلق من القادم ، متسائلة
كيف الهروب من هذا الشخص الحنون ذو القلب الكبير والأخلاق الحميدة غير وسامته المتجسدة في أفعاله الرجولية معها بيخاء؟!
نعم تمم زواجه منها ضد رغبتها، لكنها لم ترفضه أو تحتج علي تجرأه عليها، فاحتواءه وحنانه ومعاملتها الرقيقه معها، جعلتها تستسلم اليه دون عناء، والان يعاملها كانها عشيقة روحه وحبيبته التي اختارها ولم توقعها الظروف في طريقه، فهو يخاف عليها كنفسه ويراعاها باهتمام وحنان بالغ، لم تلتمسه في احد منذ وفاة ابيها الحبيب،
أصابها التفكير بالتوتر والعصبيه، اكثر فضغطت علي يدها بغيظ وقهرة وحيرة صارخه بصمت:
يارب يارب انقذني من نفسي تعبت، ليه حطيتني في الاختبار ده، بين انسان اتجوزته وظلمته علشان انقذ ارتباطي من حبيبي اللي اختارني واختارته يارب
ظلت تعاتب وتلوم نفسها وتجلد ذاتها فتعامل حمزة معها اربكها وإتمام زوجه بها دمر كل أحلامها
اما حمزة من أن تركها في المرحاض خرج الي الغرفة
ونظر الي الفراش وابتسم بحبور، حين راي دليل عذريتها يزين الفراش، وهذا ما اكدله انها لم تتزوجه للهروب من فضيحة مست بها ليظل السؤال
لماذا عرضت نفسها عليه ؟! وكانت علي استعاد ان تذهب الي غيره أن رفض كي تتزوج باسرع وقت، ماهو الشئ الذي تهرب منه أو تخافه،
زفر بحيرة تارك للوقت يظهر كل شىء في حينه، دنا من الفراش، نزع الشرشف المزين برمز عفتها، تلمسه بتحفظ شديد وتقديس وحفظه في أحد الإدراج ،
اخرج شرشف اخر ورتب الفراش ثم أخرج لها أحد تشيرتاته القطنيه، ومعها منشفه وقال من خلف الباب:
انا خارج من الاوضه بعد ما جهزت ليكي كل حاجه،
خلصي وأخرج بدون خجل
سمعت ريم غلق باب الغرفة خرجت مسرعه من المرحاض عائدة الي الغرفه اخذت تبحث عن ثيابها لكنها لم تجد إلا تشيرت له، جففت جسدها وارتدت التشيرت،ثم استلقت علي الفراش ودثرت نفسها بالغطاء تدري به كل جسدها عن عيناه،
سمعت طرق خفيف علي الباب، دلف حمزة بعدما سمحت له، فقد استأذن هذه المره حتي لا يعرضها للاحراج والارتباك
ابتسم لها ومن تشبثها بالغطاء واعطي لها كوب دافئ
من الكوبان التي يحملهم وقال بود:
ده بقي مشروب سحري هيهدي اعصابك ويخليكي تسترخي وتنامي، وقبل ما تسالي هطمنك ده كاكاو
بصراحه بيجيب معايا نتائج مدهشه وقت توتري
وانا واثق انه هيكون مفعوله كده معاكي خدي
تناولته منه علي استحياء فهو يفعل كل ما بوسعه من أجل ارضاءها والتخفيف عن صدمه إتمام زوجهم،
وفعلا كم توقع، بعدما تناولته شعرت بالهدوء يسكن جوانحها والاسترخاء يسيطر عليها،نهض حمزه حاملًا الكوبان وخرج من الغرفه وعاد سريعا،
فراها تتوسد وسادتها نزع عنه روبه واندس بجوارها، فهبت مذعوره لمحاولته احتضانها وصرخت به:
ابعد عني مش عايزاك تلمسني كفاية ارجوك وشكرًا لكل حاجه بتعملها معايا أو عملتها بس لحد هنا كفاية
قطعت حديثها فجأة وأخذت تجهشت بالبكاء المرير، علي حياتها المستقرة التي دمرتها بتهورها،
جلس حمزة امامه يكفكف دموعها التي لا يعلم سببها فما حدث بينهم حقه، فهي زوجته بشرع الله وليس بالأجبار إذا ماذا بيها يتبدل حالها هكذا بين الحين والآخر دون سبب،اشفق عليها من حزنها علي نفسها وضمها الي صدره بحنان واخذ يربط علي ظهرها برفق واحتواء، وهو يقرأ عليها بعض ايات من القرٱن
الي أن هدأت أنفاسها وجفت عبراتها رفع راسها عن صدره ونظر الي عيناها الباكية منذ قليل وقال برقه وحنان بالغ جعل رجاف قلبها يرتجف بارتباك هولًا من عذوبة كلماته وجمال أشعاره التي تنساب من بين شفتاه بصدق تصيب قلبها البرئ بمشاعر هوجاء لم تعرفها سابقًا مما جعل الفراشات تترقص بقلبها و بين جوانحها سعيدة بانتشاء لما تسمع منه حين قال:
لا ادري أعيناكي هذه ام كلاليب اختطفت قلبي وقيدت وجداني في سلاسل من حرير لا تري ولكن تحس فأصبحت ليكي اسير،
ثم رفع يداه واحتضن وجهها بين كفاه واكمل :
ا وجنتاكي هاتان ام هم زهور برية حمراء ترعرت وازدهرت ونثرت عطرها النفاذ فسرقت بعبيرها انفاسي وزلزلت كياني وراحة بالي
ثم لامس شفتاها بأحد أصابعه مستكملا :
ا تلك شفتاكي ام حبتان من الكرز الحلو تذوقت طعمهم فكان كرحيق عسل روي ظمي فصار شفائي وترياقي من مر علق ايامي قبل لقياكي يا ملاكي الجميل
وفجأة ضمها الي صدره واكمل
احضنك هذا ام جنة الخلد فتحت لي ذراعيها وعشت في نعيمها لحظات تمنيت أن تكون سنوات يا جناني.!
كان لعذوبة حديثه ورقته وحنانه عليها السبيل بأن تعيش بين أحضانه لحظات عشق اخري هزت كيانها واكدت لها بأنه سرق روحها واخضع جسدها الي رغباته بها ولن تفلت بسهوله من سلطانه عليها، لينقضي الليل وهي بين أحضانه ينال منها حقوقه كزوج اقتحم معاها دنيا العشق والغرام بالحلال
***********
اشرقت شمس الصباح ومعها تبدأ رحلة جديدة بين طيات الحياة لتسرد حكايات تجسد طريقنا الذي نختاره، أما نختار الصواب ويكون طريق مفروش بالورد ام يخوننا حسن الاختيار ونعيش مع نار تحرقنا وتدمر ما فينا.
داعبت الشمس عيناها فانهضت. مسرعا تنظر الي حمزة المسجي بجوارها والقابض علي خصرها بتملك،
حاولت كثيرًا معه الي ان خلصت نفسه من بين يداه، وجذب التشيرت الخاص به وارتدته، وخرجت من الغرفة تبحث عن ثيابها فالتقطت بلوزتها وبنطالها من علي الأريكة ودلفت الي المرحاض تحممت بسرعه حتي انها نست غلق الصنبور
دلفت الي غرفته ونظرة اليه بحسرة وأخذت حقيبتها وهاتفها وانصرفت من الشقة قبل أن يستيقظ،
دون أن ترك اثر له أو عنوان يستطيع منه الوصول اليها، كانها سراب اوحلم مره به وليس زواج برباط مقدس جمعهم الله به ولن بنفصم بسهوله،
بعد أقل من ساعه علي رحيلها استيقظ حمزة شاعرًة بالانتشاء والسعادة تملاء وجدانه فقد عاش ليلة مع زوجته لم يكن يحلم بها، او يتخيل أن يتزوج بهذه السرعه من فتاة يحلم كل شاب الارتباط بمثلها،
فجأة قطب ما بين حجباه عابسًا فعروسة الجميلة لم تكن بجوارها نهض مسرعا لكي يبحث عنها، فسمع صوت خرير المياه بتلمرحاض، فظن انها بالداخل ، ابتسم بخيلاء وتحدث اليها بتودد:
الجميل صحي وساب حضني ينفع كده ماشي،عمومًا حسابك بعدين، خدي انت حمامك علي ما اجهز ليكي احلي فطار لاحلي وأطعمة والذ عروسة
خرج من الغرفة ذهبًا الي المطبخ اخذ يخرج ما في الثلاجة بروح منطلقه وفرحه تسكن قلبه وعيناه التي تشع ببريق السعادة والبسمه تعلو ثغرة فراح يدندن لحن عذب بصوت شجي اغنية محمد منير؛
نعناع الجنينه المسقى فى حيضانه، شجر الموز طرح ضلل على عيدانه،
يا ست البنات ماحلا الجمال فيكى مهما اعمل و اسوى الوصف ما يكفيكى، الروح و الجسد تاخدى وما يكفيكى بس خلى العيون عشان تعاين فيكى
فى عشق البنات انا فت نايبى اليوم طرمبيلى وقف عجلاته بندر يوم، قدمت شكوتى لحاكم الخرطوم
يأجل جلستى لما القيامه تقوم
قطع عليه استرساله في الغناء رنين هاتفه بنغمه مميزه يعرفها جيدًا ابتسم ورد بتودد:
ست الحبايب صباح الخير علي عيونك يا امي
ردت والدته بعتاب:
صباح النور يا حمزة، كده يا بني تقلقنا عليك طول الليل، مش قولت هتخلص شغلك وتجي تقضي معانا يومين، ايه حصل وتليفونك كان مقفول ليه
زفر بضيق من نفسه فاحداث الامس جعلته ينسي وعده مع والدته وأخواته الذين ينتظرون زيارته، فرد عليها بحذر محاولًا كسب رضاها للعفو عنه:
حقك عليا يا ست الحبايب، جالي شغل فجاة عطلني، عن السفر ليكم، سامحيني وانا هفرح قلبك باحلي امنيه تتمتيها قلت ايه
صاحت بدهشه ممزوجه بالفرحه:
بجد يا حمزه خلاص نويت تتجوز، يا فرحة قلبك يا جليلة، قولي هتاخد مين فريدة بنت خالك ولا زهرة بنت عمتك قولي بسرعه وفرح قلبي
تافف حمزة من رغبة والدته بالزواج من أحد افربائه
وقال بحسم ودون مواربة:
لا يا ماما لا دي ولا دي، بنت تأتيه خالص، بنت ناس اخلاق حسب ونسب وجمال
تنهدت والدته بضيق وقالت:
هي رضيت عليك البنت اللي شحتفت قلبك عليها سنتين، ايه وافقت أخيرًا بنت …..
قاطعها حمزة بضيق وطمئنها:
لو سمحتي ياماما بلاش تجيبي سيرتها هي مغلتطش معايا من حقها ترفض ارتباطنا، خلاص بقي ربنا يصلح حالها ويسعد قلبها وحياتي ادعيلها دي جوهرة
تنهد بقوة واكمل:
خلينا في عروستي عايز اقولك انها قمة في الادب والاخلاق اول ما تشوفيها هتحبيها، المهم انا هروح اقابل والدتها النهاردة واحدد معاها ميعاد علشان تجو تخطبوها رسمي ونحدد ليلة الزفاف اتفقنا
صاحت فيه والدته بحيرة من أمره:
تقابل امها ليه الواجب تطلبها من ابوها احسن، اوعي تكون هي صاحبة الكلمه يا حمزة،
ضحك حمزة ملاء شفتاه من ظن والدته هتف بمرح:
هي فعلًا والدته صاحبة الكلمه لانها يتيمه والدها مات من ثلاث سنين، وانا لسه معرفش حد من أهلها فأكيد لما اتكلم مع والدتها هعرف مين ولي امرها،
تنهدت والدته براحه وقالت بمزاح أدركه حمزة فهو يعلم طيبة قلب والدته:
اه فهمت طيب اسمع اوعي تتفق علي مهر ولا شبكه ولا اي حاجه في العفش، الا لما اقعد معاها الاول واشوفهم ليكونوا طماعنين فيك يا ضنايا
علت ضحكت حمزة ورد عليها بجدية:
متقلقيش عليا يا ماما، انا اختارت صح ولعلمك كل الحاجات دي شكليات، عن نفسي لو طلبو ايه حاجه مهما كانت غالية انا موافق لاني مش هتنازل عنها
صمتت والدته مفكره لبرهه، شاعرة بأن ولدها اختار عروسه ولن يتراجع عن اختياره حتي إن لم تكن هي نفسها حبيبتها التي طالما تغني بعشقه لها وحلم بالارتباط بها وعزف عن الزواج من أجلها رافضًا الارتباط بأحد غيره، لتاتي تلك الفتاة وتغير فكره ويرغب بالزواج بها، اخذت نفس عميق سعيدة من أجل ابنها الذي سينال الاستقرار أخيرًا في حياته:
ماشي يا حمزة فهمت عايز تقول ايه، ومدام يا ابني انت مقتنع بيها وخلتك نسيت اللي كانت كفياك علي بوزك ومنشفه ريقك شهور وشهور، انا موافقه وهكلمك ابوك ونخليه يباركلك بس قولي عروستك اسمها ايه ان شاء الله
تجلت الراحه والسكينه علي محياه من تفهم والدته علي تأكيد الارتباطه بها دون غيرها وقال:
اسمها ريم يا ماما، لعلمك ريموبنت متعلمه وأخلاقها زي اخواتي بالظبط ااكدلك لما تشوفيها هتحبيها والله
ردت والدته عليه بسعادة:
ماشاء الله اسمها حلو طيب هي ريم في نفسها كده ولا اسم مش علي مسمي ، ومعصفره وسفروته زي بنات البندر الرفيعين كخله سنان ويقول رشاقه
انطلقت ضحكه مجله من حمزة عن وصفه والدته علي عروسه ورد عليها بثقه وفخر:
لا يا ماما اسم علي مسمي غزاله بحق ربنا سبحان من أبدع وصور فيها، من الاخر كده مزه ابنك وقع واقف يا حجه جليلة
انشرح قلب والدته فابنها سعيد ومسور بها وهذا ما أسعد قلبها وجعلها ترحب بها حتي قبل أن تراه، فهي كام لا تريد لابنها غير السعادة والهنا مع شريكة حياته
فقالت بارتياح:
خلاص يابني مدام انت فرحانه بيها وقلبك هيرقص من الفرحه علشانه، انا موافقه ومن النهاردة هي بنتي الثالثه وعهد الله عليا ما ازعلها لجل خاطرك
شكرها حمزه لدعمها ووعدها في القريب سيحدثهم ليحضرو خطوبته وتحديد الزفاف واستاذن منها علي ذلك كي ينتهي من تجهيز الفطار،
اغلق معها وحمل صنية الفطار ودلف الي غرفة النوم وصدم عندم لم يجد ريم وتملكه القلق عليها،
وضع الصينية علي الطاولة وطرق الباب برجاء ولهفه:
ريم ريم انت بتعملي ايه كل ده ردي عليا يا ريم فيكي حاجه طمنيني عليكي
حين لم يأتيه الرد حذرها من قيامه بفتح الباب عنوه
وايضا لا مجيب، حينها دفع الباب بقوة ودلف الي الداخل ليري المرحاض خاليًا ولا يوجد به احد،
خرج مسرعا يبحث عنها في كل أنحاء الشقة لكن لا يوجد له أثر لتختفي ريم من حياته فجأة كم دخلتها فجأة بعد أن سرقت روحه وراحة باله ليصرخ بالم:
ريئيييييييييم لاءءءء ؟!
**************

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية رهان خاسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *