روايات

رواية قصة حنين الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم صباح عبدالله

رواية قصة حنين البارت الثالث والثلاثون

رواية قصة حنين الجزء الثالث والثلاثون

قصة حنين
قصة حنين

رواية قصة حنين الحلقة الثالثة والثلاثون

في المستشفى، يقف كل من عاصي وقاظم ونوال ونوران وحنين أمام غرفة العمليات التي يوجد فيها نبيل. صمت مرعب يسيطر على الجميع، ويقطع هذا الصمت صوت نوال التي أردفت قائلةً ببكاء وهي تنظر إلى باب غرفة العمليات:
_يا رب استرها يا أبوكم يا ولاد. قلبي مش مطمئن، حاسة إن أبوكم حصل له حاجة، قلبي في ولعة.
أجاب قاظم مهدئًا وهو يضع يديه على كتف أمه:
_اهدي بس يا أمي، فَال الله ولا فالك. إن شاء الله بابا هيكون بخير.
ثم نظر إلى نوران وقال بحزن وهو يسند نوال التي أوشكت على السقوط:
_لو سمحتي يا نوران، ممكن تجيبي كوب ماء؟
نظرت نوران له بتطرف عين ثم قالت بحنق:
_حاضر؟
وقبل أن تتحرك من مكانها، كانت حنين تقف أمام نوال وهي تحمل في يديها كأس ماء، وقالت بصوت ضعيف من شدة البكاء:
_اتفضلي يا ماما، اشربي. وما تخافيش، إن شاء الله بابا نبيل هيكون كويس. أنا واثقة في رحمة الله.
تنظر نوال لها بغضب، كما لو كانت رأت شبحًا وليست إنسانة. ثم تأخذ منها كأس الماء بعنف وتلقيه على الأرض بقوة، محطمة الكأس إلى شظايا، وتقول بصراخ وهي تدفع حنين بعيدًا عنها بعنف لدرجة أن حنين سقطت على الأرض بقوة، ولم يجد أحدًا ينقذها من هذا السقوط المؤلم:
_ابعدي عني يا وش الفقر! انتي السبب في كل حاجة، روحي منك الله. من يوم ما دخلتي بيتي والمصائب بقت تنهال علينا.
نظرت حنين بخجل إلى عاصي الذي يقف أمامها، ثم نظرت إلى الأرض بخجل وبكت في صمت. ذهب إليها عاصي وقبض على معصمها بقوة، ما جعلها تقف أمامه. ثم قال بجمود ودون أن ينظر إلى أحد:
_خد بالك من أمك يا قاظم. شوية وهرجع، مش هتأخر.
ثم أخذ حنين وذهب دون أن يقول حرفًا آخر، وحتى لم يرد على قاظم الذي قال:
_استنى يا عاصي، هتروح فين؟

**في السيارة عند عاصي وحنين**
نظرت حنين إلى عاصي وأردفت قائلة بتساؤل:
_ممكن أعرف أنت واخدني على فين؟
لم يجب عاصي ولم ينظر لها حتى. نظرت حنين بيأس إلى النافذة ثم قالت بغضب مكتوم:
_طيب يا رب تفضل ساكت كده على طول.
نظر لها ذلك المتحجر بطرف عينه ولم يقل شيئًا، وهي أيضًا لم تقل شيئًا. وظل كلاهما صامتًا حتى أوقف عاصي السيارة أمام منزل ضخم في مكان مهجور، وقال ببرود وهو يفتح باب السيارة:
_أنزلي.
فتحت حنين أيضًا باب السيارة وخرجت منها، وهي تنظر إلى المنزل وإلى المكان الذي هي فيه بذهول، وأردفت قائلة:
_أنت جايبني فين؟
أجاب عاصي قائلًا ببرود:
_إنتي شايفة إيه؟
أجابت حنين بضيق:
_ما ترد زي الناس، هتخس يعني؟
نظر عاصي إليها ببرود ولم يقل شيئًا، وهذا ما جعل حنين تزداد غضبًا وأردفت قائلةً بنفاد صبر:
_يارب صبرني.
نطق ذاك المتحجر أخيرًا قائلًا بضيق مصطنع:
_إيه؟ عاجبك الوقفة؟ ادخلي اخلصي، عاوز أرجع المستشفى.
نظرت حنين إلى المنزل بقلق ثم قالت:
_أدخل فين؟
أجاب عاصي بنفاد صبر وهو يقبض على معصمها:
_هو إيه اللي هدخل فين؟ أنا مش ناقص غبائك ده.
ثم تقدم نحو باب المنزل وهو يسحبها خلفه، فأردفت حنين قائلةً وهي تتألم من أثر قبضته على معصمها:
_آها! إيدي يا بني آدم.
كانت ستقع، لكن التفت يد ذلك العاشق حول خصرها. نظرت إلى عينيه بعمق وهي داخل أحضانه، وهو أيضًا كان ينظر إليها بعمق شديد، وكان كلاهما يتمنى لو يتوقف الزمن عند هذه اللحظات النادرة. وكلا منهما عيناه تحكي مقدار الحب الذي يخبئه في قلبه تجاه الآخر. يقطع هذه اللحظات صوت رنين الهاتف. يبتعد عاصي عن حنين، وهي أيضًا رجعت إلى الخلف بعد خطوات، وهي تفرق في يديها بخجل. بينما أخرج عاصي الهاتف من جيب الجاكت ونظر إلى شاشة الهاتف ليعرف من المتصل، ولم يكن غير قاظم. أجاب عاصي بلهفة قائلًا:
_أيوة يا قاظم، أنا جاي أهو.
أجاب قاظم دون مقدمة، ويبدو أنه يبكي:
_أبوك مات يا عاصي.
عاصي بصدمة:
_إنت بتقول إيه؟
أردفت حنين قائلة بتساؤل:
_هو في إيه؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**في فيلا خالد…**
يقف خالد يحمل الهاتف في يديه ويظهر عليه الدهشة، لا يفعل شيئًا سوى النظر إلى سلوى التي تجلس على الكرسي أمامه. أردفت سلوى قائلةً بتساؤل وهي تحدق في خالد:
_خير يا خالد، في إيه؟
لكن لم يُجب خالد، فقد كان ينظر إلى الهاتف فقط. تنهض سلوى من على المقعد وتتقدم نحو خالد وهي تقول:
_مالك يا خالد؟ في إيه في التلفون؟
وفجأة تلقت صفعة قوية على وجهها، وصرخ خالد بصوت عالٍ قائلاً وهو يدفع سلوى بعيدًا عنه:
_ابعدي عني يا مجرمة.
ثم أكمل بصوت مخنوق بالبكاء:
_حنين بتكون بنتي؟ أنا عندي اتنين توأم؟
ثم أمسك سلوى من رقبتها بقوة وهو يقول:
_انطقي، فين ابني التاني؟ مين هو؟ انطقي قبل ما أخلص عليكي، فين ابني؟ عملتي إيه؟
أجابت سلوى بدهشة وهي لا تستطيع استيعاب شيئًا، بينما تحاول أن تفلت من قبضة خالد:
_انت بتخرف؟ بتقول إيه يا خالد؟ حنين مين اللي بنتك؟ ومين ابنك؟ ده انت حصل لعقلك حاجة؟
وفجأة تلقت صفعة ثانية على خديها جعلتها تسقط أرضًا، وصرخ خالد في وجهها بصوت عالٍ قائلاً بغضب:
_أنتي مفكراني نايم على وداني؟ مش عارف أنتي بتعملي إيه من ورا ضهري؟ أنا عرفت كل حاجة، وكل أفعالك الوسخة، وهو اللي حكالي كل حاجة.
قال ذلك وهو يشير إلى شخص يقف عند باب المنزل. تنظر سلوى إلى ذلك الشخص وتقول:
_معقولة؟ انت!

**في منزل الشباب**
رياض بدهشة:
_أنت بتقول إيه يا زياد؟
محمد بحزن:
_اهدى يا رياض، والله العظيم مش زي ما أنتم مفكرين. أنا عمري ما بصيت لحنين أكتر من أخت، ولما فعلًا حبيتها كنت ناوي أطلبها بالحلال. أنا والله بحب حنين من كل قلبي، ومستحيل أفكر أخدها بالشكل ده. أنا ما كنتش في وعيي، حتى مش فاكر لحد دلوقتي إيه اللي حصل.
أمسك رياض بمحمد من لياقة قميصه وضربه بقوة على وجهه وهو يقول بصوت عالٍ:
_إيه اللي حصل؟ اللي حصل يا أستاذ إنك قربت من أختي واعتديت عليها وأنت مسطول وسكران.
يبعد علي وعماد رياض عن محمد، ويقول علي بصوت عالٍ وهو ينظر إلى كل من محمد ورياض:
_اهدى يا رياض، ومش تنسى إنت عملت إيه وكانت فين أختك لما صورت لها الفيديوهات والصور اللي انت نشرتها لها. أنا معاك إن محمد ممكن عمل اللي إنت بتقول عليه وقرب من حنين وهو سكران فعلًا.
ثم قال بصوت أعلى وهو يشير إلى رياض بإصبعه:
_بس إنت كنت في وعيك وعارف وفاهم إنت بتعمل إيه كويس أوي، فما تجيش دلوقتي وتعمل فيها دور الأخ الحنين. إحنا كلنا بنحب حنين، وكل واحد بيعتبرها أخت له، مش إنت لوحدك اللي أخوها. وأظن إن أكتر واحد فينا كان بيخاف على حنين هو محمد. إيوه أنا معاك إنه ممكن يكون غلط، بس دون وعي وكان ناوي يتجوز حنين بس عاصي سبقه واتجوزها. إنت مش كنت دريان بحاجة من اللي بتحصل، علشان كده ما تجيش دلوقت وتحكم فين الغلط وفين الصح. إحنا دلوقتي لازم نكون إيد واحدة عشان نعرف نرجع لك إنت وحنين حقكم من أبوك ومن اللي ظلمكم.
أجاب رياض بحزن وهو ينزع آثار بكائه وينظر إلى شيء ما:
_عارف إني غلط، بس اللي حصلي كان عقاب كافي من ربنا. أنا حصلي شلل، وهفضل طول عمري قاعد على كرسي بعجل.
يبكي الجميع وهم ينظرون إلى الكرسي المتحرك الذي أصبح قدم رياض. يعانق محمد رياض بقوة وهو يقول ببكاء:
_ما تخافش يا رياض، إحنا كلنا معاك. مش هنسيبك غير لما ناخد حقك إنت وحنين، صدقني.
يعانق رياض محمد أيضًا وهو يقول ببكاء:
الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي
_آسف يا صاحبي، وعارف إن إخواتي رجالة ومش هيسيبوني أنا وحنين. بس اللي أنا عاوز أعرفه هو مين أبويا؟
أجاب عماد بجمود:
_أبوك بيكون الأستاذ خالد السوفي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *