روايات

رواية ظلمها عشقا الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايمي نور

رواية ظلمها عشقا الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايمي نور

رواية ظلمها عشقا البارت الثامن عشر

رواية ظلمها عشقا الجزء الثامن عشر

ظلمها عشقا
ظلمها عشقا

رواية ظلمها عشقا الحلقة الثامنة عشر

:بتكلمى مين؟
شهقت بفزع تلتفت خلفها لتراه يقف ورائها تماما وجهه مكفهر وعينيه الحادة تمر فوقها كحد سكين لترتجف بخوف وهى تجيبه بصوت متلعثم
: دى سماح اختى .. كنا بتكلم عن .. عن….
فى طرفة عين كان امامها يقبض فوق وجنتيها باصابعه يضغطها بقسوة وهو يفح من بين انفاسه
: عن ايه انطقى .. عاوز اسمع كنتوا بتتكلموا عن ايه .. ولا تحبى اقولك انا بتتكلموا عن ايه … طبعا عن جوزتك السودا وحظك المهبب اللى وقعك فيا مش كده ؟
حاولت هز رأسها له بالنفى ، عينيها تنطق بالصدمة لما تسمعه منه ، ولكن قسوة قبضته منعتها من التحرك وقد اغرورقت عينيها بالدموع والخوف..
تحاول التحدث تنفى عنها اتهامه لكن صوتها لم يخرج سوى بهمهات متقطعة
:أبداً .. والله .. أبداً .. محصلش .. انا كنت بكلمها عن..
ازدادت اصابعه بالضغط عليها بوحشية حتى كاد ان يقتلع فكها بيده ، عينيه تتحول للوحشية يضغط فوق حروف كلماته بشدة قائلا بأزدراء وبصوت شرس
: كدابة واحقر خلق الله .. وكان لازم اعرف ان ده هيحصل من زمان.
دفعها عنه بقسوة حتى كادت ان تسقط ارضا لكنها تمالكت نفسها تنظر اليه بوجهه شاحب ، تتسع عينيها وهى تتطلع اليه بذهول وصدمة تشير الى صدرها بيدها ترتعش شفتيها وهى تحاول اخراج صوتها من بينهم تسأله بصعوبة وخفوت
: انا يا صالح .. بتقولى انا كده؟!
لم يجيبها بل اخذ يدور فى ارجاء الغرفة كأسد مجروح حبيس يتحدث لنفسه بذهول محتقر
: يومين بس ومقدرتيش تستحملى غيرهم .. وجريتى بعدها تحكى وتشتكى .. ده امانى حتى بعد ما طلقتها معملتش اللى انتى عملتيه..!
وقفت كتمثال صخرى تنظر اليه ، تصلها اتهاماته كحمم تصب فى اذانها تصارع الالم فى قلبها وتناضل للوقوف على قدميها وهى تسمع منه اتهاماته وسوء ظنه بها..
لا تدرى ماذا فعلت حتى تنال منه كل هذا ، حتى اتى على ذكرها لتصرخ بصوت باكى منهار توقفه عن قول المزيد
:بس كفاية لحد كده .. انا مبقتش مستحملة اسمع حاجة تانى منك.
توقفت خطواته ينظر ناحيتها تلتمع عينيه بالغل والغضب ترتفع ابتسامة شرسة فوق شفتيه وهو يسألها بفحيح وحشى
:بتوجعك سيرتها اوى؟!
وبتكرهى تسمعى اسمها مش كده؟!
عارفة ليه؟!
علشان بتعرفك قيمتك وانها انضف واحسن منك مليون مرة.
لو كانت الكلمات تقتل لسقطت الان تحت اقدامه جثة هامدة لكنها لم تكن تملك تلك الرفاهية ، بل وقفت امامه تنزل دموعها تغرق وجهها تقف عاجزة غير قادرة حتى على ان ترمش وعينيها مجمدة فوقه..
يظهر عذابها والمها داخلهم بينما هو وقف فى مواجهتها ينقبض قلبه لرؤيته لها بتلك الحالة امامه بعد كلماته القاسية تلك يشعر بالدنائة والاحتقار لما قاله ، راغباً بضمها اليه معتذرا عن قسوته ؛ لكنه سرعان ما نفض عنه احساسه هذا يلعن عشقه لها فلا مزيد من ضعف وخضوع قلبه لها بعد الان.
يراها تتقدم منه ببطء وخطوات متعثرة كأنها تجد صعوبة فى الحفاظ على توازنها وتلك النظرة بعينيها كأنها هى من تعرضت للغدر هنا وليس هو تهمس بصعوبة من بين شهقات بكائها
:عمرى ما هنسالك اللى سمعته منك ده .. ولا هسامحك على اللى خلتنى احسه دلوقتي .
وبرغم الرجفة في قلبه وشعوره بالضعف لرؤيته لها تتألم امامه هكذا ؛ الا انه ابتسم ساخراً بأحتقار قائلا بصوت غير مبالى
:وتفتكرى ان دى حاجة تهمنى .. فوقى واعرفى مقامك ايه من النهاردة !
طعنها بكلماته دون شفقة تترنح من قسوتها ثم تركها وخرج من الغرفة كأنه لم يعد يحتمل وجوده معها فى مكان واحد ، ما هى إلا ثوانى حتى سمعت الباب الخارجى يغلق بعنف ارتجت له الارجاء ، لتقف مكانها يتوسلها جسدها حتى ينهار أرضاً ، لكنها تجاهلته تمسح دموعها بتصميم تسير هى الأخرى نحو الخارج تحث جسدها على الصمود والتحرك فلم يحن وقت الانهيار الان.
************************
اسبوع مر عليها كالدهر الى الان وهي مازالت فى منزل اهلها ، تجلس فى فراشها القديم جسد بلا روح بوجه شاحب وعيون غائرة ، تضم ركبتيها الى صدرها وهى تستند برأسها عليهم..
تتطلع الى الفراغ كالمغيبة ، بينما يظل عقلها يعيد عليها شريط تلك اللحظات مرات ومرات حاولت فيهم وضع يدها على ما اقترفته فى حقه من ذنب .. حتى يؤلمها بتلك الطريقة لكنها لا تستطيع ان تعلم اين يقع خطأها.
فهى المجنى عليها هنا وليست الجانية كما صور لها بسوء ظنه بها ، فهو من تزوجها عن خداع ولم يعطيها ابسط حق لها فى الاختيار ، لا تنكر بانها كانت قاسية فى حديثها معه عند معرفتها بالامر ، لكن كان هذا رغماً عنها..
فقد تعرضت لصدمة اطارت منها تعقلها كله ولم تكن أبداً سترفض الاستمرار معه بعد علمها بالحقيقة ، فيكفيها هو من العالم كله ، لكنه لم يعطى لها الفرصة حتى لتخبره بهذا بعد كلماته القاسية كطلقات الرصاص والتى استقرت فى صدرها.
مقارنته غير العادلة بينها وبين الاخرى فهى لم تخنه ولم تخرج سره حتى لاختها كما اتهمها لمجرد سماعه لحديث اساء فهمه ولم يعطيها الفرصة حتى لدافعها عنها نفسها ، يكلل لها الاتهامات ثم خرج من الغرفة ومن المنزل كله بعدها لم تجد هى امامها سوى تصرف واحد اهتدى له عقلها وفى تلك اللحظة ، فقد كانت تحتاج لمن يهدئها ويحنو عليها تسير ناحية الباب تخرج من المنزل هى الاخرى كالمغيبة تصل الى منزل اهلها ، لتلقى بنفسها فى احضان شقيقتها تبكى بحرقة وشهقات متألمة حتى اصاب الهلع سماح وهى تحاول الاستفهام منها عما حدث .. لكنها لم تستطع اخبارها بما جرى بينهم والى الان لم تخبرها بما حدث بينهم و لا سبب تركها للمنزل.
تسقط بعدها فى النوم مرهق افاقت منه على رنين هاتف وصوت شقيقتها تتحدث فيه بخفوت
:ايوه هى هنا معايا .. بس نايمة دلوقتي
شعرت بالتردد والقلق فى صوت شقيقتها لتعلم هوية المتصل حين قالت
:حاضر يا صالح هقولها … لما تصحى.
اغلقت الخط تنظر بعدها امامها بوجوم لتلتفت ناحية فرح حين شعرت بتحركها فى الفراش تبتسم لها بصعوبة قائلة بمرح مصطنع
:صح النوم يا ابلة … ايه كل النوم ده … جاية تنامى عندنا ولا ايه!
اعتدلت فرح فى الفراش بصعوبة تسألها بصوت اجش مجهد
:صالح اللى كان بيتكلم مش كده ؟
ظهرت الارتباك على ملامح سماح تهز رأسها بالايجاب وهى تتحاشى النظر فى عينيها ، لتسالها فرح عما اراده لكن سماح نهضت سريعا من مكانها تهتف بعجالة
: هقوم احضرلك حاجة تكليها واجيلك.
هتفت بها فرح بغضب وبصوت مختنق باكى
:كان عاوز ايه يا سماح … ردى عليا قالك ايه!
وقفت سماح تعطى لها ظهرها تخبرها بصوت متحشرج مشفق
: كان عاوز يطمن انتى هنا ولا لا ولما عرف قال اقولك .. اقولك تخليكى براحتك هنا كام يوم لحد ما يبقى يجى ياخدك هو.
ابتسمت بمرارة لا تعلم لما لم يفاجئها الامر كانها تجده تصرف طبيعى منه لم يصدمها وتنفيذا لطلبله ها هى الان مازالت فى مكانها دون ان يجد عليها جديد.
انتبهت على صوت فتح الباب ودخول
سماح وقد تهيئت للذهاب للعمل قائلة بحنان
: انا رايحة على الشغل مش عاوزة منى حاجة قبل ما امشى!
هزت لها رأسها بضعف بالنفى لتكمل سماح
:طيب انا جهزت الفطار ليكى برة .. والعيال ومرات خالك خرجوا من بدرى مش هيرجعوا الا على المغرب .. يعنى افطرى ونامى شوية وارتاحى عما نرجع اتفقنا..!
اومأت لها ببطء مرة اخرى تعاود نظراتها الشرود ، لتقف سماح تتطلع نحوها بشفقة وحزن قبل ان تتنهد تخرج من الغرفة ، بينما ظلت فرح جالسة مكانها كما هى فى عالم اخر يمر عليها الوقت ببطء حتى سمعت طرقات فوق الباب الخارجى حاولت تجاهلها فى البداية…
لكنها واصلت الطرق بألحاح جعلها تنهض ببطء وتعثر حتى الباب تفتحه لتتسع عينيها بذهول وهى تهتف بتسأول واحتقار
:انت؟! عاوز ايه .. خالى مش هنا .. ولا حد تانى هنا !
اجابها صوته المرتجف وعينيه تمر عليها بشهوة اصابتها بالنفور والتقزز كحالها دائما عند رؤيته ، لتسرع فى ظبط حجابها فوق رأسها بتعثر تحجب نفسها عن نظراته تلك وهو يقول
:انا جاى علشانك انتى يا فرح .. جاى اطمن عليكى وعلى حالك.
توحشت نظرات عينيها قائلة بعضب
:وانا مش عاوزة اشوف خلقتك .. وامشى من هنا بكرامتك بدل ما تنزل من غيرها.
اقترب منها يحاول الدخول عنوة لا يبالى لحديثها ولا لغضبها قائلا بتلهف متوسلاً
: انا بس كنت عاوز اقولك ان انا فى ضهرك .. ومستعد من جنيه لمليون لو عاوزة تخلصى منه.
توقفت بغتة عن محاولتها دفع الباب فى وجهه تسأله بحدة
:وانت عرفت منين انى زعلانة مع صالح!؟
توتر وجه انور يتلعثم فى حديثه قائلا
:هااا عرفت .. عرفت من خالك .. وبعدين ما كل الحارة عارفة انك هنا زعلانة وسايبة البيت ليه.
لوت فرح شفتيها قائلة بسخرية
:ااه قولت لى .. بس اللي متعرفوش بقى ان انا لا يمكن اسيب صالح ولو علشان
د عمرى كله .. فهمت ولا تحب تفهم بطريقة تانية.
تراجع كالمصعوق حين وجدها تنحنى على حذائها ترفعه فى وجهه وهى تصرخ به بحدة وغضب
: هتمشى من هنا ولا اعرفك شغلك ومقامك واخلى اللى ميشترى يتفرج عليك يا راجل يا ناقص يا عايب يا جوز الاتنين انت !
لم ينتظر مكانه طويلا يهرول هاربا من امامها خوفا من الفضيحة حين رأها تهجم نحوه ، وقد رأى العزم والتصميم على وجهها على فعلها حقا به ، ينزل الدرج كل اثنان معا يسقط ارضا فى اخره بعنف ثم يعتدل واقفاً مرة اخرى..
يجرى فوراً فى الشارع غافلاً عن وقوف حسن امام المقهى المقابل للمنزل مع احدى الاشخاص ، وقد لمح خروجه من المنزل بتلك الطريقة ليعقد حاجبيه بقلق وتفكير لبرهة قبل يستأذن من صديقه ، يسرع فى اتجاه منزلهم وقد وجد ان من الواجب عليه ان يخبر شقيقه بما رأى وهو عليه حرية التصرف .
*****************************
: استاذ عادل .. ممكن اكلم حضرتك كلمتين !
لم يرفع عينيه اليها يستمر فى النظر الى الاوراق امامه ، وقد اصبح فى الفترة الاخيرة يتعامل معها برودة وعدائية .. جعلت من جو المكتب بينهم دائماً فى حالة توتر وضغط ، لكنه وجد ان هذا هو الحل الانسب حتى يستطيع تخطى تلك المشاعر والتى اصبحت تنتابه نحوها..
يتحاشى النظر اليها حتى لا ترى تلك النظرة بعينه نحوها فهو يكره نفسه ويحتقرها اضعافا بسببها ولا يرغب فى رؤية المزيد منها
هى أيضاً..
يعلم جيداً انه اصبح يتصيد لها الاخطاء وبات عنيف وكثير التذمر منها لذا اجابها بصوت حاد متذمر
:مش وقته يا سماح انا مشغول .. ولازم اخلص الورق ده حالاً .. مدام مفيش حد بيشتغل هنا غيرى.
احتقن وجهها بالدماء تشعر بالحرج منه ومن تلميحاته المستمرة عن عدم كفائتها فى العمل والتى اصبحت تلازم حديثه معها فى الفترة الاخيرة لتتنفس بعمق قائلة بصوت اجش حازم
:علشان كده كنت عاوزة اكلم حضرتك واقولك انى هسيب الشغل من اول الشهر.
رفع وجهه ببطء نحوها ينظر اليها بصدمة وعدم تصديق لتهز رأسها تكمل بصوت شجاع رغم الارتجافة به
:انا شايفة انى مش نافعة فى شغل المكتب وزى ما حضرتك قولت انك اللى قايم بكل حاجة فيه .. يبقى الافضل تشوف واحدة غيرى تفهم فى الشغل احسن منى.
هب واقفا يخبط بكفيه فوق المكتب بعنف جعلها تهب بفزع وهو يهتف بها غاضباً
:نعم سمعينى تانى كده .. يعنى ايه كلامك ده يا ست سماح !
فتحت شفتيها المرتعشة تهم باعادة ما قالته مرة اخرى ، لكنها توقفت تطبق شفتيها معا حين صرخ بها مرة اخرى وقد اعماه غضبه تماما
:مش عاوز اسمع حاجة تانى عن الموضوع ده وانسى خالص الهبل ده .. مفيش حاجة اسمها اسيب الشغل فاهمة ولا لا ؟
غصت بالخوف منه لكنها اسرعت تجيبه بثبات قدر استطاعتها لا يثنيها غضبه عن قرارها فقد طفح بها الكيل منه ومن خطيبته وحركاتها المستفزة معها
:لا مش فاهمة .. واظن من حقى اسيب الشغل فى الوقت اللى يعجبنى .. بس انا هطلع جدعة مع حضرتك وهفضل موجودة فى المكتب لحد اخر الشهر واللى هو بعد اسبوعين لحد ما تشوف واحدة غيرى.
ضيق عادل عينيه فوقها بحدة وبوجه بارد يقف ينظر اليها وقد ساد صمت حاد المكان جعلها تململ فى وقفتها من قدم الى اخرى قلقة حتى تحدث أخيراً قائلا بهدوء شديد
:تمام يا سماح زى ما تحبى .. بعد اسبوعين نبقى نشوف الكلام ده.
همت بالرد عليه معارضة تؤكد عليه موقفها لكنه هتف بها بحزم
:قولت خلاص يا سماح واللى عوزاه هيحصل .. انتهينا منه الكلام ده .. اتفضلى شوفى شغلك يلا.
لا تعلم لما شعرت بخيبة الامل من رده هذا ولا بغصة البكاء التى ارتفعت الى حلقها ، لكنها تماسكت تهز رأسها له بالموافقة ثم تخرج فورا من الغرفة ، ليهبط فوق مقعده بهمود يضع رأسه بين كفيه يحاول الثبات والهدوء حتى لا ينهض ويحطم المكان من حوله تفريغ عن احباطه وغضبه منها ومن نفسه.
***********************
كانت تجلس فوق الاريكة ومازال بيدها حذائها تتنفس بسرعة وغضب وهى تسب وتلعن ذلك الحقير ومعه خالها هو الاخر ، حتى تعالت الطرقات فوق الباب مرة اخرى فتنهض واقفة تتقدم نحو الباب وهى مازالت ترفع حذائها عاليا فى يدها هاتفة بحدة وشراسة
:على الله تكون رجعت تانى يا عرة الرجالة .. علشان ادوقك بجد طعم شبشبى وهو نازل فوق نفوخك يفتحه.
فتحت الباب تهم بالانقضاض عليه ولكن تسمرت يدها فى الهواء كالمشلولة ، تتعالى ضربات قلبها الخائن بلهفة وشوق حين رأت هوية الطارق تراه بعيونها المشتاقة ، يقف مستنداً على اطار الباب بهدوء لم يخدعها لثانية بعدما رفع عينيه المظلمة اليها وهو يسألها
: انور كان بيعمل ايه هنا يا فرح وعاوز ايه؟!
اذا هذا ما جاء به وليس كما صور لها قلبها الخائب بأنه هنا لنيته فى الاعتذار لها ورغبته فى رجوعها اليه ، لتلقى بخيبة املها بعيدا تجيبه بهدوء مستفز هى الاخرى وهى تلقى بحذائها أرضاً وترتديه قائلة
: عاوز اللى عاوزه … وبعدين كل واحد حر فى بيته يستقبل فيه اللى يعجبه … ايه كنا بنيجى عندكم ونسألكم فلان كان بيعمل ايه هنا؟!
صمت بعد اجابتها الحمقاء تلك ينظر الى موضع قدميه وهو مازال على وقفته المسترخية ، لكنها رأت تحفز عضلات صدره ؛ فكانت كأشارة لها بأنه على الحافة ولا يحتاج الى المزيد من الضغط..
تهم بالرد عليه بأجابة اخرى تهدء من الوضع ، لكنه فجأة اعتدل فى وقفته يندفع الى داخل المنزل بعد ان وضع يده فوق فمها يلفها من خصرها بيده الاخرى ثم يدفعها على الباب لينغلق خلفها بقوة ، وقد ارتطم ظهرها به لتصبح محاصرة بينه وبين جسده القوى ، وقد ضغطه فوقها يقترب بوجه منها يفح بصوت اجش شرس وعينيه المظلمة تأسر عينيها المرتعبة بنظراتها الحادة
: لسانك ده هاجى فى مرة واقطعهولك … وصدقينى هيبقى قريب اوى .. ولحد ما ده يحصل مش عاوزك تفتحى بوقك ده تانى … فاهمة !
صرخ بكلمته الاخيرة مؤكداً عليها لتسرع فى هز رأسها له بالايجاب بقوة ، ليمرر نظراته فوق وجهها يتفحصها ببطء شديد ارتجفت له قبل ان يسألها مرة اخرى بهدوء ما قبل العاصفة يعيد سؤاله عليها مرة اخرى كأنه يمهل لها الفرصة مرة اخرى لاجابة ترضيه
: ها قولتيلي بقى انور كان هنا ليه .. اصل مسمعتش كويس المرة اللى فاتت !
بعد سؤاله نزع يده ببطء عن شفتيها المرتجفة تتابطأ انامله فوق شفتيها ، تشعر بنعومة لمسته فتجعلها تغلق عينيها مرتجفة تسقط فى دوامة شوقها اليه للحظة رائعة حتى شعرت بدفء بانفاسه فوق بشرتها حين همس فى اذنها بتهديد اخرجها من حالة التية تلك
: هااا تتكلمى وتقولى كان بيعمل ايه هنا .. ولا…؟
فتحت عينيها بسرعة وقد اشتعلت وجنتيها للحظة الضعف هذه منها لتجيب بحدة وغضب
:مش انت قولت مفتحش بوقى ولا انت بتتلكك وخلاص..!
اغمض عينيه ينتفس بقوة لتدرك بأنه قد نفذ صبره تماماً وان ارادت النجاة والعيش ليوم اخر فلتعطيه اجابة ترضيه على الفور ، ولكن بماذا تخبره فان علم بما اراد انور قوله لها لصوره قتـ.يلاً تحت قدميه فى التو واللحظة..
فاخذت تبحث فى عقلها عن اجابة محايدة تنهى بها الموقف
:كان بيسأل عن خالى .. علشان بقاله اسبوع مسافر .. وقبل ماتسألنى … لا مدخلش هنا سأل من على الباب ونزل على طول.
رأت الشك وعدم تصديقه لها فى عينيه لتهتف به بغضب وهى تدفعه بقسوة فى صدره حتى تبعده عنها ، لكنه كان كالصخرة فوقها لم يتزحزح خطوة واحدة
:طبعا مش مصدق .. بس وايه الجديد بجملة اللى بتفكره عنى .. مش اول مرة يعنى.
وقف كما هو يحاصرها بجسده عينيه هى الشيئ والذى كان يتحرك به ، نظراته مبهومة غامضة للحظات طويلة مقلقة لها ، كأنه يجرى حديث خاص مع نفسه ويقرر ان كان سيصدقها ام لا..
قبل ان يبتعد ببطء عنها فتشعر بأنسحاب روحها بأنسحابه بعيداً عنها يلفها الاحباط وقد علمت انه ذاهب الان بغير رجعة بعد ان حصل على اجابته ، لكنها تسمرت مكانها تتسع عينيها حين سمعت يحدثها قائلاً بصوت عادى كأنه امر طبيعى ما يطلبه منها
:البسى يلا علشان هترجعى معايا على البيت.
سالته بعدم فهم وغباء حل عليها فى تلك اللحظة
:بيت مين علشان معلش مش فاهمة !؟
ثم عاودها الادراك فجأة تهتف به وهى ترفع سبابتها توقفه عن الحديث حين هم باجابتها ، ثم اخذت فى الثرثرة بسرعة تتحرك بعيدا عنه بعدة خطوات تعطى له ظهرها
: ثانية واحدة .. تقصد بيتك مش كده … طبعا بيتك اومال هيكون بيت مين … ما هو خلاص البيه رضى عنى وقال ارجعى وانا طبعا لازم انفذ زى الـ***من غير اعتراض .. اومال ايه مش البيه امر .. يبقى الجارية عليها التنـ….
شهقت صارخة بفزع حين امسك بها يجذبها بعنف للخلف حتى ارتطمت به يلف ذراعه حول خصرها كالقيد يمنعها من الحركة بعيداً عنه ، فاخذت تقاومه تدفعه بقسوة فى صدره تضربه بقبضتها ضربات عنيفة محبطة ، بينما وقف هو بثبات وهدوء تحت سيل ضرباتها الهوجاء كأنها لم تكن ..
لكنها سرعان ما تجمدت حين انحنى عليها فجأة يغرس اصابعه بقسو.ة فى خصرها يوقفها عن الحركة يفح من بين انفاسه قائلاً بخشونة شرسة
:ادامك حل من اتنين تنزلى على رجلك ادامى زى اى ست مؤدبة شاطرة بتسمع كلام جوزها … يا تنزلى متشالة على كتفى زى شوال الرز وادام الحارة كلها ونخلى اللى ما يشترى يتفرج علينا .. هاا تختارى ايه؟!
تراجعت تنظر اليه تحاول ان ترى مدى جدية ما قاله ، لتراه وقد وقف امامها ثابت كأنه واثق تمام الثقة من انها ستخشى وترتعب من تهديده وتسرع فى تنفيذ ما يريده منها ، ليتلاعب بها شيطانها تبتسم بثقة تامة واستفزاز وهى تدرك استحالة تنفيذه لتهديده هذا خوفاً على مظهره والقيل والقال عنهم داخل الحارة .. وانه لم يكن سوى تهديد فارغ منه يخيفها به
: مش متحركة من هنا .. وابقى ورينى بقى هتنزلنى غصب عنى ازاى؟
تنهد بأستسلام يدس اصابعه فى شعره بنفاذ صبر ، لتتسع ابتسامتها وقد علمت بفوزها عليه لكنه وعلى حين غرة انحنى عليها يمسك بذراعيها بيد وبالاخرى يلف بها ساقيها يلقيها على كتفه كما قال تماما كشوال من الارز.
فاخذت تصرخ وهى تقاومه تصيح به بغضب حتى ينزلها أرضاً لكنه لم يعير لصراخها بالا او اهتماما ، حتى خرج بها من باب الشقة غلقه خلفه بهدوء وثبات كما لو كان ذاهب لنزهة ، لكنها لم تستسلم تهمس له بحنق من بين انفاسها خوفا من ان يصل صوتها للجيران
:عارف لو منزلتنش والله يا صالح هصوت والم … اااه.
اطلقت اهة الم قوية حين هوت يده تصفـ.عها فوق مؤ. خرتها تصمتها عن اتمام باقى حديثها ينزل بها الدرج بسرعة كانها لا
تزن شيئ قائلاً ‌ بخفوت غاضب كما لو كان لنفسه
:بجد لسانك ده عاوز اقطعه … وانا خلاص جبت اخرى منه ومنك … بس اصبرى نوصل البيت الاول…
ارتجفت بخوف تهمد حركة جسدها تتسأل فى صمت عن حقيقة تنفيذه لتهديده وهو يسير بها بخطوات سريعة غير مبالى بنظرات وهمهمات الناس من حولهم عند رؤيتهم لطريقة حمله لها.
حتى وقفت احدى النسوة وهى تشهق بتعجب و ذهول تسأله بفضول عما حدث ، ليجيبها بصوت جاد هادىء
: رجليها اتجزعت ومش قادرة تمشى .. شلتها فيها حاجة دى؟
اسرعت المرأة تنفى وهى تفسح له الطريق يمر من جوارها يتخطاها لترفع فرح رأسها من فوق كتفه ويدها تمسك بحجابها حتى لا يسقط عن رأسها قائلة بترحاب حاولت به اظهار الامر طبيعيا كأن لا شيئ غريب يحدث
: ازيك يام احمد وازى البت بنت ابنك .. سلميلى عليها وحياة الغالى .. لحد اما ابقى اشوفها.
ثم ابتسمت لها بتصنع وهى ترى المرأة فاغرة فاهها بذهول تراقبهم بأهتمام وفضول حتى دلف بها أخيراً داخل منزلهم فاخذت تقاومه من جديد صارخة بغضب
:نزلى بقى يخرب بيت كده … عجبك الفضايح وعمايلك السودا دى … ااااااه.
صرخت بقوة حين هوت يده فوق مؤ.خرتها مرة اخرى تصفـ.عها بقوة لتضغط فوق اسنانها بألم قائلة له بتهديد وحنق
: عارفة لو ضربتنى تانى والله لعضك فى كتفك خلينا نتقلب بقى من على السلم ونخلص.
لم يعير تهديدها اهتماماً وهو يصعد الدرج بسرعة اهتز لها سائر جسدها تشعر الدوار يلف رأسها من اهتزازه المستمر ، حتى توقف بها أخيراً امام الباب الخاص بشقتهم يخرج المفتاح من جيبه يفتح الباب يحملها للداخل ثم يغلقه خلفهم قبل ان يضعها أرضاً ، لتترنح فى وقفتها تشعر بالدوار يكتنفها ، لكنها اسرعت بالتماسك..
هامسة بخوف وهى تتراجع الى الخلف قائلة بخفوت وتحذير هى تراه يتقدم منها ببطء وفى عينيه تلك النظرة المهددة مرة اخرى
: خليك عندك انا بقولك اهو … عارف لو ايدك اتمدت عليا تانى…..
قطعت حديثها تتسع عينيها وهى تراه يتخطاها كانها هواء امامه يسير ناحية الغرف الداخلية لتتنفس الصعداء براحة واطمئنان ، سرعان ما اختفيا حين توقف مكانه فجأة ، ثم يلتفت نحوها مرة اخرى يرمقها ببطء من اعلاها لاسفلها ببطء جعل قلبها يسقط بين قدميها هالعا ، حين تحدث بهدوء شديد ارعبها اكثر من غضبه قائلا بتهمل
: متفتكريش انى نسيت موضوع لسانك ده .. لاا .. بس حسابنا بعدين مش دلوقت … واياكى سامعة … اياكى ايدك تفتح الباب ولا حتى تلمسه .. المرة دى جبتك متشالة على كتفى .. المرة الجاية مش عاوز اقولك هجيبك ازاى خلى عقلك الحلو ده يفكر فيها لوحده وعلى مهله …
ثم تركها يتحرك لغرفة النوم تقف وقد سقط فاها ، حتى كاد ان يلامس صدرها للحظات ظلت خلالهم مذهولة قبل ان تهمس بصوت مرتعب مصدوم
: يخرب بيتك يابن انصاف دانت طلعت مجنون وانا مش عارفة .. يا عينى عليا وعلى بختى كان مستخبى ليا كل ده فين .. داهية ليكون ناوى يقطع لسانى بجد !

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ظلمها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *