رواية الصندوق الفصل السابع والستون 67 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الفصل السابع والستون 67 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق البارت السابع والستون
رواية الصندوق الجزء السابع والستون
رواية الصندوق الحلقة السابعة والستون
#سطوع_نجم_وسقوط_آخر
أغلق يوسف الكتاب و ذهب في نوم عميق أتاه بعد يوم مرهق لطيف !!
في الصباح ذهب ليصطحب ريم للجريدة و هناك عُقِدَ اجتماع ضمهما مع مدير التحرير السيد رؤوف و السيد أشرف حمدون مسئول التنسيق و التنظيم و محامي الجريدة..
رحب السيد رؤوف بريم ترحيباً خاصاً و سأل عن أحوالها و أحوال ابنة عمته مدام نيرة ثم بعد ذلك انتقلا للحديث عن العمل و التعاقد و مواعيد إرسال الرسمات مع كل عدد، المقابل المادي الذي عرضه السيد رؤوف كان كبيرا و مفاجئاً لريم فهي منذ سنوات عديدة ترسم كل شئ و في أغلب الوقت لا تربح الا القليل !! ذهبت و جالت في أوروبا و لم تتلقِ سوي عشر هذا المبلغ في أفضل حالاتها !!
ضحك السيد حمدون و قال لها : كان من الممكن عرض مبلغ أقل لكن تعرفي يا ريم ليش كل هاد المبلغ ؟!
ريم بتساؤل : لا .. ليه ؟!!
السيد حمدون : أنتي متابعة أكيد لرد فعل الجمهور علي العدد الأول!! مو ؟!
ريم : آه .. متابعة طبعا، نجح جدا الحمدلله و التأثير علي الناس رائع !!
السيد حمدون : صورتك اللي مع العدد و الربط بينك و بين القصة هاد خلي الناس شاعرين أنو بيتابعوا قصة لها أصل، تاريخ حقيقي مرتبط بعائلة مستمرة للحين !! و من شان هاد قرر مجلس الإدارة تقديرك، من شان تعاونك معنا و مرونتك و روحك العالية يلي جعلتك تعطي جزء من تاريخ و أثر عيلتك ل يوسف من دون ما تطالبي باسترداده !! هاد شي نادر و قيَّم ل إلنا ..
ريم بابتسامة: شكرا لحضرتك بس فعلا ده كتير!!
السيد حمدون : لا .. مو كتير و لا شي
السيد رؤوف : انتي تستاهلي كل خير يا ريم .. المهم عندنا الالتزام بالمواعيد و الجدية
ريم : متقلقش حضرتك كل حاجه هتتم في مواعيدها و أنا مش هتأخر ابدا ان شاء الله
يوسف : متقلقش خالص حضرتك، ريم بترسم اي حاجه و كل حاجه و بتحلي اي حاجه ترسمها !! بتحس أن خطوط الصورة بتحكي تعبيرات حالة معينة مش مجرد نقل و خلاص
السيد حمدون بإعجاب : أنت متذوق للفن يا يوسف و هاد شي جميل.. رح تشكلون فريق عمل رائع
يوسف : إن شاء الله
_________بقلم elham abdoo
بعد إتمام الاتفاق و توقيع العقود دعاهما السيد رؤوف لتناول الغداء في مكان قريب للجريدة ..
بعد تناول الطعام، ذهب يوسف لغسل يديه و تأخر قليلا و هنا قال السيد رؤوف لريم : يوسف شاب كويس جدا علي فكرة !!
ريم بحرج : آه .. فعلا!!
رؤوف : أنا مش بتدخل في خصوصياتك بس بحكم القرابة و معزتي ليكي و لمامتك عاوز أبقي معزوم في الفرح قريب !!
ابتسمت ريم و قالت بهدوء : احنا لسه في أول الطريق .. يوسف فعلا عاوز ياخد خطوة بس عقله متشابك شويه!!
رؤوف : ازاي ؟!
ريم : يعني!! الجواز مش في أولوياته!! فيه جواه مشاعر حلوة ليا بس معظمها محبوس !! محتاج زلزال يقلب كل موازينه و يغير ترتيب كل الحاجات في دماغه !! حاجه قوية تجيب اللي فوق تحت و اللي تحت فوق !!
رؤوف : طب دلوقتي الجريدة دي هتغير حياتكم نهائي !! بالفلوس اللي بتاخدوها دي كل عدد تقدروا تبنوا عش سعيد و تختصروا سنين في شهور !! الحظ معاكم مش ضدكم !! الفرصة اللي خلقها ليكم الكتاب ده فرصة عظيمة و نادرة !!
ريم : دا حقيقي!! أنا منكرش أن يوسف بدأ يتحرك أسرع و صارحني بعد وقت طويل و كنت بدأت أيأس لكن امتي هيبتدي ياخد خطوة و يكلم ماما أو نرتبط رسمي .. مش عارفة !!
رؤوف : هيبقي قريب اوي ان شاء الله .. دلوقتي مفيش حاجه تمنع
ريم : إن شاء الله
___________بقلم elham abdoo
في المساء ذهبا إلي أحد المولات لأن ريم رغبت في شراء بعض الهدايا لوالدتها و لياسمين و سليم و لها ايضاً قبل السفر ..
انشغل عنها يوسف في أحد المحلات التي تبيع الساعات الرجالية الأصلية و اشتري لنفسه واحدة قيَّمة و غالية الثمن، أخرج من جيب بنطاله علبة صغيرة و فتحها و قدمها لها و كانت اسوارة فضية تحمل حروف اسمها متتابعة باللغة الإنجليزية.. لم تنكر فرحتها بتلك الهدية الجميلة و لكن ما تلقته كان أقل مما تطمح اليه !! فهي الآن تحلم بخاتم خطبة، ذاك الخاتم الذهبي التقليدي الممسوح!! أو بحديث عن موعد لتوثيق تلك العلاقة أمام الاهل و المعارف و الأصحاب!! انتظرت اعترافه وقتاً طويلا فهل سيحتاج وقتاً كلما أراد اتخاذ خطوة في طريقه إليها أم ماذا ؟!
حاولت تسكين نفسها باعترافه الذي أنقذ كل شئ قبل الانهيار لكنه لن ينجح في تهدئتها في كل مرة !!
ظلت طوال الليلة بين الاستماع لأحاديثه التي كان أغلبها عن العمل و القصة و ردود أفعال المتابعين و لم يكن لقصتهما معاً حيزاً من الحوار مما يعني أنها لازالت في مرتبة دنيا داخل عقله!!
ذهب معها الي المطار حيث محطتها الأخيرة هنا في دبي، جلس معها يحتسيان الشاي الذي هو مشروبها المفضل ثم في الثالثة صباحاً طارت مع الطائرة عائدة إلي أرض الوطن، حملت معها سعادة النجاح و إلي جانبها خوف و ترقب !! انها تخاف من خيبة الأمل !! تخاف من ندم جديد علي موعد معها !! تخاف أن يضطرها يوسف لخلعه من قلبها مثلما ينخلع ضرس انتهي أمره و لم يعد صالحاً للبقاء أكثر !!
خلع الضرس صعب و مجهد لكنه يزيل الألم و يعطي فرصة للعودة لتذوق الطعام و نكهاته من جديد !! فهل سيخطو يوسف كما هو منوط به !! أم سيصبح ضرساً عائقاً عن فرح و سعادة كل الوان الحياة ؟!!
تأوهت و نظرت من نافذة الطائرة لتضيع و هي ترسم المنظر الذي رأته !!
__________بقلم elham abdoo
عاد كل منهما لعمله و حياته و لكن يوسف أصبح أكثر مشغولية مع كل عدد جديد يصدر من السلسلة!! و أصبح يقضي معظم وقته في إعداد و ترتيب الأعداد لتقديمها لمدير التحرير و الوقت الذي كان يقضيه في قراءة القصة أصبح مخصص لقراءة تفاعلات المتابعين و الرد عليها حيث أنه الان أصبح مشهوراً يتابعه ملايين !! و الجمهور يسأل و يتحاور معه عن القصة، يتوقعون أحداثاً و ينتقدون أفعال الاشرار في الرواية حتي أنهم بدأوا في تخيل شخصيات القصة حسب رأيهم و حتي الرسمات التي واظبت ريم علي ارسالها مع كل عدد، كانت مسار إعجاب الجمهور و تفاعله و هذا كله نجاح كبير للقصة لم يكن يوسف أو ريم يصدقانه !!
لشهور ظل الحال علي هذا المنوال و تواري يوسف عن اللقاء مع شخوص القصة و أحداثها من زخم وقته و مسئولياته !!
تواصله مع ريم لم ينقطع قط لكنه كمن ألقي كلمة حركت الماء الراكد ثم لا شئ !! أسوأ شئ يمكن أن تفعله في انسان هو أن تعطيه املاً زائفاً يقتله ببطء ثم تتصرف كأنك لم تفعل شيئاً !!
في داخلها ثورة كبيرة فهل ستقضي عمرها بأكمله في انتظار تقدمه خطوة !! و هو كمن يخطو داخل حقل ألغام خاشياً حتي الموت !!
تلك الوردة الأصيلة تخشي أن تذبل و تتساقط أوراقها من كثرة الجفاف !! منعت كل من أراد الاقتراب كي يرويها منتظرة ذلك البطئ المتردد الذي سيتسبب في قتلها رويداً رويداً عن ضعف و ليس عن قصد !!
__________بقلم elham abdoo
استيقظت كالعادة ذات يوم و لكنها غيَّر حالة الطقس داخلها عندما قال : أنا جاي يا ريم .. جاي مصر بعد بكره !!
ريم بسعادة و تفاجؤ: بجد ؟! خير؟!
يوسف : كتب كتاب علاء و مني يوم الخميس الجاي ف عرفت أحضر كذا جزء للمجلة و هاخد أجازة سريعة و راجع
ريم : طيارتك امتي ؟!
يوسف : هوصل مصر السبت علي خمسة المغرب كده
ريم : تيجي بألف سلامة، بس قولي علاء هيجي يستقبلك ؟
يوسف : آه.. بس أنا هجيلك علي المرسم بعد م اوصل
ريم بسعادة : و انا هستناك
يوسف : إن شاء الله
رغم أنه لم يسعي لتلك الاجازة لأجلها أو لأجل مقابله والدتها و بالرغم من أنه لم يلمح لشئٍ كهذا أيضاً لكنها تمنت أن يأخذ تلك الخطوة أثناء تواجده في مصر فمن ينتظر بصبر يتمني الجبر فلعل الله يجبرها في ذلك الوقت و يتمم الأمر الذي انتظرته طويلا !!
___________بقلم elham abdoo
عاد و في داخله حنين لكل ما تركه هنا!! نحن هكذا نشكو من الوطن و من حالنا فيه و لكن عندما نتبعد عنه يشتعل داخلنا الشوق نحو الأهل و الأماكن و الأصحاب!! يوسف والديه متوفين و لذا حنينه الكبير كان لصديقه و للشارع الذي سكن به مدة طويلة و لكل ما كان عادي و مألوف و مكرر !! لذا اتفق مع صديقه علي استجئار شقة في نفس العقار كي لا يشعر بغربة و كانت المفاجأة عندما علم أنه سيسكن في شقة هبة ” الجارة المطلقة ” التي تعرفت علي أحد الأثرياء و تزوجته ثم انتقلت للعيش معه في أحد الفيلات بالتجمع الأول !!
يبدو أن الحياة قد بسطت إليها يد العطاء و قدمت لها ما هو أفضل مما سعت اليه !!
بمجرد دخوله العقار ألقي نظرة علس شقته السابقة التي تغيرت بشكل جذري بعد ان تبدلت و تجددت ألوان الدهانات و وصل إليها الأثاث الجديد الذي بعث في المكان روح البهجة و الفرح، كأنها ليست شقته التي تركها!! كأنها مكان آخر لا يعرفه فهي الآن شقة علاء التي أوشك علي أن يدخل القفص الذهبي بأقدامه !!
دخل للشرفة التي لطالما جلسا بها و تبادلا أطراف الحديث فإذ بتجديدات ايضاً جعلت الأمر مختلف تماماً فمني تحب الورود و النباتات كثيرا و قد ملئت المكان بهم و كست الأرض بسجاد أخضر يعطي احساس العشب ووضعت قفص لعصفورين أضافا للمكان طابعاً رائقاً و جميلاً !!
قال يوسف: المكان هنا أحلي من الشقة بحالها !!
علاء : ده صنع ايد مني . هي بتحب الورد و الزرع و العصافير
يوسف : باقي أيام و تخش قفص الجواز برجليك يا حلو !!
علاء : عقبالك أنت و ريم !!
يوسف : ياخي محلاها عيشة الحرية !!
علاء بقلق : قصدك ايه ؟! امال كنت بتعمل كل اللي عملته و ترجعها ليك ليه ؟! هي لعبة !!
يوسف : لا طبعا .. أنا مشاعري ناحيتها حقيقية و صادقة بس أنا بتمرجح بين حبي ليها و حبي للحرية!!
علاء : حرام عليك اللي بتعمله ده !! هي مش هتفضل مقطوعالك لحد م تعجز !!
يوسف : يا سيدي حاضر .. المهم جاي معايا بكره نستلم العربية من الجمرك ؟!
علاء : طبعا يا صاحبي هو انا عمري سبتك .. بس العربية غالية و تلاقيك دفعت فيها كل اللي حوشته؟!!
يوسف : تقريبا !! بس مش خسارة فيها .. دي كانت حلم من أحلامي
علاء : طيب و باقي معاك حاجه تشبك بيها الغلبانة دي و لا ايه؟!
يوسف : لا .. هستني شويه كمان علي م احوش شويه و بعدين آجي و أنا ببرستيجي عربية و فلوس و ممكن أشتري الشقة و كله يبقي جاهز
علاء : و هي هتصبر كل ده من غير اي حاجه ؟!
يوسف : م انا صارحتها بمشاعري !! هو ده مش كفاية ؟!!
علاء : لا مش كفاية !! هي محتاجه تقدير و اهتمام !! مش كفاية أنها صابرة و مستنية لحد دلوقتي !! كان لازمتها ايه العربية ؟! كنت اخطبها بشبكة حلوة و ادفع مقدم شقة و حتي تحسسها أنك بتخطط للمستقبل معاها مش راكنها ع الرف!!
يوسف : متقلقش يا صاحبي .. ريم بتحبني بجد و هتصبر عليا ..
علاء بقلق : يا خوفي تكون بتختبرها في رهان خسران !! البنت كويسة و خسارة حقيقي تروح منك !!
يوسف : لا .. مش هتروح .. اطمن !!
علاء : لما نشوف
يوسف : أنا هقوم اروح لها زي م وعدتها
علاء : تمام .. سلملي عليها و انا هكلمها بنفسي اعزمها ع الفرح
يوسف: يوصل يا صديقي
_________بقلم elham abdoo
ألتقته بشوق برز من عينيها ثم دخل و جلس في المرسم بين اللوحات التي تكاثرت هنا و هناك لكن الغريب أن ريم كما هي !! لم تستخدم المال الذي تقاضته طوال عدة أشهر و هو ليس قليل كي تجدد المرسم أو تشتري شقة قريبة من والدتها كما تطمح !!
مازالت ترتدي حلي بسيطة من تلك التي تباع بمحلات الاكسسوارت اي لم تشتري ذهباً تحفظ به مالها كالفتيات و السيدات !!
سألها قائلا : غريبة يا ريم !! الفلوس مش باينة علي أي حاجه تخصك !!
ريم : و ده حلو و لا وحش ؟!
يوسف : لازم تتعلمي تستمتعي و تجددي كل حاجه حواليكي.. امال الفلوس اتعملت ليه؟!
ريم : و مين قالك اني مش بعرف استمتع !! أنا بس شايلة الفلوس في البنك لحد ما خطتي للوقت اللي جاي تتوضح!!
شعر يوسف أنها تضربه بكلامها في صدره فقال متجاهلا الأمر: يعني أنا مثلا .. تعرفي عملت ايه بالفلوس اللي كسبتها ؟!
ريم بتأمل : عملت ايه ؟!
يوسف: جبت عربية بس ايييييييه .. هتعجبك جدا لما تشوفيها.. هستلمها بكره من الجمرك
ريم بتعجب : اممممم .. الف مبروك .. ربنا يديلك خيرها و يكفيك شرها !!
يوسف : مش فرحانة ليه ؟!
ريم : بالعكس!! المثل بيقول لو حبيبك في خير، تفرح له !! بس كنت فاكرة انك هتفكر في شقة مثلا في الأول و بعدين العربية !!
يوسف : دي كمان دورها جاي و فيه حاجات أجمل لسه هتتعمل
ريم : زي ايه ؟!
يوسف : زي الشقة اللي ان شاء الله تجمعنا !! و زي ارتباطنا!!
ريم : آه. ده في الدور اللي جاي ؟!!
يوسف : صدقيني مش هيطول!! فات الكتير مبقاش الا القليل!!
ريم بغير اقتناع : اممممم .. علي خير
يوسف : علي فكرة علاء بيسلم عليكي و هيتصل يعزمك ع الفرح يوم الخميس
ريم : ألف مبروووك ليه و ل مني
يوسف : الله يبارك فيكي .. تيجي نخرج شويه ؟!
ريم : لا معلش .. اليوم انهارده كان متعب فهروح أنام !
يوسف : طيب مش مشكلة .. ايه رأيك بكره نتقابل ؟!
ريم : للأسف مش هينفع .. عندي معرض ٣ ايام !!
يوسف : يعني مفيش وقت ليا خالص !!
ريم : لا ازاي ؟!! طبعا فيه .. نتقابل يوم الفرح ان شاء الله
يوسف : بس كده ؟!
ريم : معلش بقي .. م هو انت قولتلي قبلها بوقت قصير و كنت خلاص ارتبطت بمواعيد !!
يوسف : مش مشكلة .. نتقابل يوم الفرح .. هتنزلي دلوقتي أقفل معاكي المرسم ؟!
ريم : لا .. روح انت، أنا مستنية عميل هسلمه لوحة و همشي
يوسف : لا هستني معاكي و نقفل مع بعض
ريم : زي م تحب
___________بقلم elham abdoo
انشغل يوسف خلال الأيام السابقة لزفاف صديقه بتسلم السيارة و استخراج رخصة لها و رخصة قيادة خاصة به ثم بدأ بقضاء الوقت مع صديقه حتي جاء يوم الزفاف..
ارتدي بذلة تليق به و بمكانته الجديدة كرجل ميسور الحال ووقف ينتظر قدوم ريم التي تلكئت في القدوم قدر الامكان و لكنها لم تستطع عدم القدوم من اجل علاء و مني، تمت دعوتها مع ياسمين مرتين متتاليتين بمحبة و اصرار !!
بينما كان يرقص مع صديقه العريس وقعت عينه عليها و بينما عم الحزن و الانكسار نظراتها لم يعي يوسف مقدار ما ألَّم بها من جراء استهانته بها ووضعها علي دكة البدلاء كلاعب خامل متروك لعل اللاعب الأساسي يمرض أو يتم يخطئ فيتم طرده !!
تقدمتا برفقة سليم للداخل أما مدام نيرة فقد اعتذرت عن المجئ لمرض زوجها ..
جلستا علي طاولة فارغة و تم تقديم المشروبات لهما بينما تقاسيم وجه ريم أظهرت غضب لم ترغب في اظهاره
قالت ياسمين : ده جاي علينا . هتعملي ايه ؟!
ريم : ولا حاجه !!
ياسمين بتعجب : ولا حاجه ازاي ؟! لسه عاوزة تسكتي و تستني ؟!!
ابتلعت ريم ريقها و قالت : مفيش داعي لأي كلام بعد كده .. أنا لا بقيت عاوزة أواجه و لا حتي أتكلم !! خلينا نعمل الواجب و نمشي بهدوء
أقبل يوسف ووصل لطاولتهما ثم قال: مساء الخير .. نورتوا الفرح
ياسمين بابتسامة طفيفة رسمتها بصعوبة : شكرا ..
يوسف : ريم ..
التفتت له ريم و انتظرت ليقول ما يريد !!
اكمل يوسف قائلا : م تيجي تسلمي ع علاء و مني و نرقص معاهم شويه ؟!
ريم بهدوء : لا معلش .. أنا لسه جايه و مرهقة .. روح انت و انا شويه و هاجي وراك
يوسف : تمام ..
انصرف يوسف فقالت لها ياسمين : أنتي بتفكري ف ايه؟! و هتعملي معاه ايه ؟ أنا مش فاهماكي!!
ريم : عارفة لما الكلام يفقد قيمته !! لما يبقي زي عدمه !!
ياسمين : نازل عشان فرح صاحبه و مفكرش ينزل عشان يكلم مامتك و يحدد معاد للخطوبة.. لا و بيتعامل عادي !! ده ينقط!!
ريم : معلش !! تعالي بينا نروح نبارك للعروسة و نهيص معاها شويه
ياسمين بتعجب : عادي كده ؟!!
ريم بابتسامة : آه … عادي !! خدي بالك أنا لا هتكلم و لا هعاتب و لا هعمل مشكلة زي زمان !! الموضوع انتهى!!
ياسمين : هتقوليله أنه موضوعكم انتهي امتي طيب ؟!
ريم : مش لازم أقول ! هو يعني كان قالي بيخطط لايه !! و لا قالي علي العربية قبل م يجيبها!! و لا قالي علي خططه و أفكاره!! سيبيه كده .. هو ميستاهلش أني أقوله حاجه !!
ياسمين : أصح قرار اخذتيه بس مش معاكي ف موقفك ده .. لازم تصارحيه!!
ريم : لا .. لما يوصل للرقم بتاعي في جدوله و يقولي هبقي أقوله !!
ياسمين : أسوأ حاجه لما أكتر ناس حبيناهم يبقوا هم السبب في قسوة قلوبنا و تجمد مشاعرنا !! هو اللي عمل كده فيكي !!
ريم : الصبر يا اما بينوَّل يا اما بيقسي !!
ياسمين : للأسف !!
ذهبتا بعد ذلك للرقص مع العروس و لم تمانع ريم في مشاركة يوسف بعض الحركات أثناء الرقص !! هي أصبحت تري أن العتاب أو اللوم من أفعال الحب التي لم يعد يستحقها!! و لذلك توقفت !!
أما يوسف فعينيه لاحظتا حزنها و كتمانها لكن هناك انسان عندما يضمن ولاء و حب آخر له، يستغل ذلك بأسوأ صورة !! لذا ظل مطمئناً هادئاً معتبراً أنه مهما حدث بينهما فهناك أمل للعودة مثلما حدث من قبل !!
ودَّعها وداع هادئ و كأنه لا يري حزنها و قال : ريم .. أنا راجع دبي بكره .. عارف أنك زعلانه بس معلش استحمليني شويه كام شهر كمان !! يمكن في الشتا الجاي نتمم خطوبتنا!!
ريم بعيون ثابتة : يمكن !!
يوسف : طيب هتيجي تودعيني بكرة و لا لا ؟!
ريم : معلش مش هينفع !! معلش بقي متزعلش
يوسف : عندك شغل ؟!
ريم : آه …
يوسف : علي راحتك بس ادعيلي بالتوفيق بقي
ريم بجمود: طبعا .. ربنا يوفقك!!
يوسف : احنا زي م احنا في تسليم الرسومات .. مش كده ؟!
ريم : أكيد .. ده اتفاق و عقد !!
يوسف : طيب الحمدلله .. أشوفك
علي خير في الاجازة اللي جايه !!
ريم : إن شاء الله
انصرفتا من الزفاف و في طريقهما لشقة ياسمين قالت لها : شوفتكم واقفين سوا .. حصل حاجه ؟! قالك حاجه؟!
ريم : هو قال .. بس اللي قاله معجبنيش !! ده مسألش تحبي نعمل ايه حتي ؟!! ماشي في خطته كأنه هو العقل و أنا عليا التنفيذ !!
ياسمين : قولتيله كده خلاص ؟!!
ريم : لا !! لسه شويه ع ما يعرف !! أنا هطبق معاه مبدأ تكافؤ الفرص !!
ياسمين : يعني ايه ؟!
ريم : يعني زي م عرفت انه جاي ف الاخر و عرفت أنه اشتري عربية قبل م يستلمها بيوم !! لسه بدري علي ما يعرف قراري !!
ياسمين بقلق: ربنا يستر !!
________بقلم elham abdoo عاد يوسف لدبي و غداً سيعود لدوامه في الجريدة، استلقي علي سريره ليستريح ثم أمسك كتابه الذي فارقه لمدة كبيرة بسبب الانشغال فقرر فتحه و الاستمتاع به في آخر ليلة في اجازته قبل العودة للعمل من جديد ..
_________بقلم elham abdoo
طلب ايلاريون مهلة قصيرة من القنصلية لترتيب أمره و إعادة توازنه قبل مغادرته نحو التحقيق في بوليس أسوان ..
ذهب نحو منزل حفيظة و لم تجعله حالته النفسية المرتبكة من اتخاذ تدابير الحيطة و الحذر و طلب مقابلتها سراً كما في السابق لكنه ذهب إليها طالباً مقابلتها من الباب الأمامي الكبير !!
انزعجت حفيظة من تصرفه بشدة لأنه يضع علامات استفهام كبيرة علي علاقتهما و خاصةً في ذلك الوقت !!
طلبت من الخدم إدخاله لقاعة الضيوف حالما تأتي !!
دخلت و نظرت اليه بقوة فوقف غاضباً و قال : ألقي القبض عليَّ!!
حفيظة : نعم .. لدي علم !!
ايلاريون : و ما العمل ؟!
حفيظة : بذلت قصاري جهدي كي أمنع ذلك الطبيب من الوصول لهناك و التعرف علي ذلك الرجل و لكن لم ينجح الأمر!! حتي أنني قمت باختطاف اخته للضغط عليه و تغيير موقفه و أقواله في القضية و لكن لم ينجح الامر أيضاً !!!
ايلاريون بخوف و لوم : ماذا أفعل الآن؟! هل ستتركيني أقع في ذلك المأزق ؟! أليس هناك شئ في عقلك يمكنك فعله من أجلي ؟!
حفيظة بتفكير عميق: افكر في تهريبك خارج البلاد!! هل لديك استعداد لهذا ؟!
ايلاريون : ليس لدي اختيار !! اي حل سيكون أهون من المحاكمة و السجن !!
حفيظة : اذاً سأرتب الأمر وفقاً لذلك !!
ايلاريون : كيف؟! لم يبقي هناك وقت فيجب أن أسلم نفسي للقوة بعد قليل !! حصلت علي ذلك الوقت بصعوبة من القنصلية بشكل ودي !! لا أستطيع احراجهم و الهروب الآن!!
حفيظة : ماذا تقول انت؟! هذه القنصلية هي من أسلمتك لهم !! هل تلعب الآن دور الوطني و تفوت عليك فرصة الهرب ؟!
ايلاريون : القنصلية تنفذ القانون و تراعي مصالح بلدي مع الدول الأخري!! الخطأ ليس خطئهم بل خطأي أنا الذي وثقت بكِ ووضعت نفسي بدلا عنكِ في كل المخطط حتي أنهم لا يعرفون غيري و لا احد منهم يعرف أنكِ انتيِ الرأس الأكبر في القصة !! كنت اميناً في خدمتك و الآن أنتِ لا تفعلين شيئا من أجلي !!
حفيظة بحرج : لا، لن اتركك بالطبع !! .. انظر!! أكمل طريقك و تسليم نفسك للقوة و انا سأحل الأمر دون وضع القنصلية في حرج !!
ايلاريون : كيف يكون ذلك ؟!
حفيظة : لا يهم أن تعرف .. المهم هو أنك ستكون اليوم علي متن سفينة ستأخذك مقدونيا و سأعطيك مالا يكفيك و يفيض !! عندما تهدأ الأمور يمكنك العودة لبلدك أو الانتقال لأي بلد آخر كما تحب !!
ايلاريون بإمتنان : شكراً لكِ
__________بقلم elham abdoo
ثريا التي عادت دنياها تنير من جديد بعودة هدي، خرجوا لنزهة صغيرة حيث سيشترون لها الحلوي و الألعاب و أيضا الاقمشة الملونة الجميلة كي تصبح أثواب أنيقة لتلك الصغيرة !! رفض عزيز الذهاب معهم و فضَّل البقاء في وحدته و ظلامه لكنه فوجئ بصوت بسمة يناديه من جديد قائلا : سيد عزيز !! هل يمكنني التحدث معك قليلا في أمر هام !!
مط عزيز شفتيه و قال : ماذا تريدين من جديد يا بسمة ؟! ألا تفهمين؟!! لا أريد سماع صوتك بعد الآن، لا تأتِ هنا مرة أخري !!
بسمة بصوت متكسر هادئ : هل يمكنك سماعي مرة أخيرة ؟!
عزيز بغضب : لمَ ؟!
بسمة : هناك أمل جديد في عودت…..
قاطعها قائلا : أمل ؟! في ماذا ؟! أنا اسعي الآن لتقبل الأمر الذي كنتي أنتي سببا في حدوثه!! دعيني و شأني !!
بسمة بدموع لم تستطع منعها : من فضلك.. أسمح لي بالشرح!! أنا كتبت لصدقي باشا عن حالتك مرة أخري و قد أتي من اجلك و يريد منك السماح له بفحصك .. هو طبيب خبير و له باع طويل بالجراحة و العلاج و يمكنه أن يقول كلمة أخيرة في حالتك !! لا تمانع من فضلك!!
عزيز : هل سيكون هناك جدوي من ذلك ؟! أم سأتأمل ثم أعود للظلام من جديد ؟! لا .. لا داعي !!
بسمة: كيف تقول هذا ؟! المحاولة و الاصرار افضل من ذلك اليأس فقد يكون النجاح مُقدَر في جولة تحمل العدد رقم مئة !! دعك من هذا اليأس و لا تكف عن المحاولة!!
صمت عزيز و لم يرد
بسمة : من فضلك !! لقد أتي قاطعاً البحر من أجلك !! لا ترده ..
عزيز : هل اتي من الخارج حقا؟!!
بسمة : نعم و هو ينتظر الآن في المقهي الذي أمام المبرة حتي أخبره بميعاد الزيارة .. متي تكون متاحا للفحص؟!
عزيز : الآن !!
بسمة بحماس و سعادة : اذن لأذهب و أخبره علي الفور !!
عزيز : لعله خير يا بسمة
بسمة : خيراً إن شاء الله .. لا تقلق
________بقلم elham abdoo
عاد إيفان من المخفر بصحبة رجال سالم إلي بيته مرة أخري و جلس ليحتسي قهوته برفقة السيدة بثينة التي سألته و قالت: هل سيمون شقيقتك في مكان آمن الآن؟!
إيفان: نعم .. هي في منزل صديق لي من الاعيان، منزله عليه حراسة و آمن بشكل كبير ..
السيدة بثينة : ذلك الرجل الذي حررها من الاختطاف ؟!
إيفان: نعم .. هو صديقي
السيدة بثينة : صديق حقيقي و وفي !! وضع نفسه في خطر لأجلك و لولا جهده هذا لكانت القضية ذهبت لمنحي مختلف تماما !!
إيفان: هذا حقيقي .. لا يمكنني بأي شكل شكره بشكل كافي علي صنيعه هذا !!
السيدة بثينة : الحظ الكبير في الحياة هو حب حقيقي و عائلة مترابطة و صديق وفي !!
ابتسم إيفان و قال : حققت الشطر الاخير فقط من الحظ !! فالحب لم ينجح معي و العائلة نصفها أخذه الموت !!
السيدة بثينة : لعل حبك الحقيقي لم يقابلك بعد !!
إيفان : نعم .. أنا سأنتظره و من خلاله سأحقق عائلة مترابطة من جديد !! لننهي تلك القضية أولا كي يعود الحث لأصحابه ثم يأتي كل شئ علي مهل !! لولا تلك الظروف و الخطورة لكنت سافرت للاطمئنان علي سيمون الآن
السيدة بثينة : انتظر حتي يزول الخطر و في كل الأحوال سيسافر سالم و عائلة كاريمان للمنصورة بعد انتهاء التحقيق هنا كي يحضروا جلسة القضية في محكمة المنصورة المختلطة، لتسافر معهم حينها و غير ذلك ألم تقل أنها في مكان آمن ؟!
إيفان: نعم .. بكل تأكيد !!
علي الجانب الاخر قضت سيمون ليلتها السابقة في دفء و ترحاب عائلة منير الذين تعاطفوا معها و رحبوا بها و عاملوها بلطف و اهتمام ..
قرر منير تأجيل حفل خطبته الكبير حتي يعود صديقه من ظرفه الصعب و اكتفي بعمل حفل صغير يقتصر علي الاهل فقط من أجل الا يكسر خاطر خطيبته و عائلتها!
أعجبت سيمون بلطفه الزائد و معاملته الرقيقة لخطيبته و أهلها عندما أتوا بالأمس..
علي طعام الإفطار جلست معهم علي المائدة و هي تتذكر كيف أعتذر لهم برقي و كيف يقدر ظرف صديقه و يؤجل حفله من اجله ثم كيف أعد من أجلها فريقاً للبحث الدقيق حتي وجدها و أنقذ الموقف برمته !! هو بالنسبة لها من بعد الآن: بطل !!
لم يعد مجرد فرصة حلمت بها من اجل زواج من رجل ثري !! لكنها تشعر بغصة كلما ذُكر اسم تلك الخطيبة!! ليتها تعرفت عليه قبل ذلك بقليل !! الحلم يجعلها تتأمل و الواقع يخبرها أن تستسلم لأنه قد تأخر الوقت كثيراً !!
__________بقلم elham abdoo
في المزرعة كان كرم ينتظر فاتن في الأسفل ريثما تتجهز و تذهب معه لقضاء اليوم كاملا في زفاف شقيقته، تأخرت و هي تحتار ماذا سترتدي قبل الذهاب بينما وضعت الثوب الذي اعدته خصيصا للحفل في المساء في حقيبتها!!
ارتدت ثوباً أحمر في البداية لكنها وجدته زائداً علي أجواء القرية و البقاء في بيت ريفي بسيط و لذا احتارت بين ثوبين واحد أبيض مرقط بالأسود و الاخر أزرق داكن بسيط !!
في النهاية وقع اختيارها علي الثوب الابيض المرقط مع حذاء أسود دون كعب !!
عندما شاهدها كرم ابتسم و قال : ستبدين هناك كأميرة تواضعت و جلست علي العشب !!
ضحكت فاتن و قالت : لست أميرة و قد رايت عائلتي و تعرفهم جيداً!!
كرم : نعم .. لكنك لا تشبهين عائلتك و لا تشبهين أحدا قط !!
فاتن : ماذا تقصد ؟!
كرم: أقصد أنكِ أنيقة كأميرة رغم أنكِ من عائلة بسيطة !! تحبين العامة و العاملات و لكنك لست منهم أيضاً !! كوردة نادرة لا تجد حقلاً تنتمي اليه !!
فاتن : لا أعرف ماذا أشعر حيال كلامك هذا !! فبعضه يسعدني و بعضه الاخر يذكرني لمن انتمي أنا فأحزن!!
كرم : عشتِ ظروفاً خاصة و حياة ليست اعتيادية و لذا تفردك يعد شيئاً مبرراً و جميلاً !!
فاتن : اذن هل تري أنني فريدة الآن و لم تعد تري عيوبي التي انتقدتها سابقاً ؟!!
كرم : أري جميع ما بكِ !! الذي يعجبني و الذي أتمني أن يتم إصلاحه و لكن بوجه عام أنتِ ذات قلب جيد يا فاتن و هذا يكفي
ابتسمت فاتن و قالت : اذن هيا بنا
___________بقلم elham abdoo
وصل صدقي باشا برفقة بسمة لمنزل كاريمان، قابل عزيز في الحديقة و بعد إلقاء التحية و تقديم الضيافة بدأ الطبيب الكبير في فحص العينين و مكان الضربة و سماع تفاصيل ما قبل الحادث !!
سأله قائلا: متي خضعت لتلك الجراحة ؟!
ردت بسمة قبله قائلة : في اليوم الذي أرسلت لك الخطاب فيه !!
عزيز : لما يا حضرة الطبيب ؟! هل هناك شئ ما ؟!
صدقي باشا : أري أنك بحاجه لجراحة أخري عاجلة لكنني لا أود إرهاق جسدك و خاصة عينيك بعملية أخري في وقت قصير !!
عزيز : هل هذا خطر ؟!
صدقي باشا : لا .. لكنه مرهق فقط !!
عزيز : إن كان الخضوع لجراحة سيعيد بصري مرة أخري فأنا أتجاهل أي شئ !! الارهاق أو غيره لا يهم !!
صدقي باشا : أري أمل في عودة البصر اليك لان عينيك تبدو بصحة جيدة و السبب في داخل رأسك !! في مركز الابصار !!
عزيز : هذا ما قاله طبيب قنا و بالرغم من هذا فشلت الجراحة!!
صدقي باشا : دعني أحاول و ربما يدي تصل الي ما لم تصله يد طبيب قنا !!
عزيز : و هو كذلك .. لكن دون تأخير من فضلك فكل يوم يمر عليَّ في الظلام يسحبني نحو كآبة بالغة !!
صدقي باشا : اذن لنجريها ظهر الغد
عزيز : و هو كذلك ..
صدقي باشا : أنا سأفعل ما بوسعي و لكن ضع بعقلك النجاح و عدمه علي كفتين متعادلتين و كن علي استعداد بتقبل اي منهما !!
عزيز بألم: سأحاول !!
_________بقلم elham abdoo
أسلم ايلاريون نفسه لقوة بوليس المنصورة و في عربة تابعة للمخفر سافر مع عدد من الانفار بصحبة ضابط صغير برتبة ملازم ..
غرق ايلاريون بالتفكير فتري هل ستنفذ حفيظة وعدها أم لا ؟! لابد أن تفعل شئ، ليس كرما منها بل لأجل إنقاذ اسمها و سمعتها !!
بعد قطع مسافة عدة كيلومترات حدث هجوم مسلح علي العربة من ستة أفراد مسلحين !! عرف ايلاريون أنها هي من الوهلة الاولي فخرج بصحبتهم بعد انتهاء الاشتباك حيث قتل نفرين من قوة المخفر و اصيب الملازم بجروح أما النفر الثالث ففر هارباً من وجه الموت !!
وصل النفر لقوة المخفر و أبلغ اليوزباشي جلال بما حدث فذهب علي الفور لموقع الحادث و تم نقل الملازم رشدي للمبرة حيث تلقي رصاصتين واحدة في كتفه و الأخري بساقه و لذا ادخلوه للعمليات سريعاً قبل أن يفقد دم أكثر!!
قبل دخوله أشار بيده لليوزباشي و قال بصوت ضعيف : سيدي !!
اقترب منه جلال و قال : ماذا بك ؟! لا تتحدث كثيرا كي لا ترهق ..
رشدي : سمعتهم يا سيدي !!
جلال : من هم ؟!
رشدي: المحقق و من حرروه من قبضتنا ! قال لهم الي اين ؟! فقالوا سيسافر علي الفور للاسكندرية حيث الميناء !
جلال : يبدو أنهم خططوا لتهريبه خارج البلاد !!
رشدي : بالتأكيد !!
جلال : لا تقلق فأنا لن أهدأ حتي أجده و سأقدمه بنفسي للتحقيق !!.
استراح رشدي لسماع ذلك الوعد و بعدها ذهب لإخراج الرصاصات و ايقاف النزيف ..
___________بقلم elham abdoo
ذهبت كاريمان مع سالم للمبرة الجديدة، ذلك المكان الذي كلما جاء ميعاد افتتاحه انتهي الأمر نهاية سيئة !! وقفت كاريمان تنظر بألم و تتذكر مجهودها الكبير الذي راح هباءا فقال سالم : لا تحزني هكذا!! بعد انتهاء القضية سنعيد افتتاحه مرة أخري و يتحقق حلمك به
كاريمان : تقصد افتتاحه مرة ثالثة !!
سالم : و ستكون المرة الأخيرة و المرة الناجحة بإذن الله !!
كاريمان : آمل ذلك !!
سالم : أفكر الآن!! هل نفتتحه أولا أم نعقد خطبتنا أولا ؟! بأيهما تفضلين أن نبدأ ايامنا السعيدة؟!
ابتسمت كاريمان و قالت: لا أعرف!! اختر أنت؟
سالم: اختار أن يندمج الفرح في ليلة واحدة !!
كاريمان : لا .. قد تشائمت مما حدث سابقا .. لا تربط هذا بتلك !!
أمسك سالم يديها و نظر للهندباء في رقبتها و قال : لا وجود للتشائم في حياتنا فما حدث ليس سحر أو حسد بل تصرفات سيئة و مكائد عرقلت الأمر !! لكن تلك المبرة هي عمل خيري جيد سيخدم اهل البلدة و لذا لا تتشائمي من فعل الخير حتي و إن تعثرت الخطي قليلاً
كاريمان باعتراض : قليلاً ؟!
ابتسم سالم و قال : نعم.. اقول هذا لأن السعادة ستدوم طويلا و هذا الذي حدث لن يعد سوي قليل !!
كاريمان : كلماتك تبعث داخلي امل جديد و تعالج الشقوق التي تركتها تلك الأحداث السيئة !!
سالم : لا أريد أن تفكري بشكل سلبي في اي شئ فنحن سنصنع مستقبل جيد لنا و لأولادنا..
ابتسمت كاريمان و نظرت داخل عينيه بحب و كأنما في داخلهما حمل العالم بأسره !!
__________بقلم elham abdoo
وصلت فاتن لقرية كرم الصغيرة و أعجبها ما يحدث هناك كثيراً و اندمجت في الأجواء بشكل لم يتوقعه !! ارتدت ثوب بسيط كان لأخته و بدأت في الجلوس الي جوار والدته التي كانت تصنع الخبز ثم بعدها انجذبت نحو رائحة طيبة انبعثت من المطبخ فذهبت لهناك فإذا بخالاته و بناتهم و بعض الأحفاد يعدون طعام العرس استعدادا لاطعام المدعوين ..
جلست معهم و احبتهم و طلبت منهم أن تفعل معهم أي مهمة حتي و لو كانت بسيطة ..
ظل كرم يتنقل بين إعداد الفناء الذي أمام منزل العريس لحفل الزفاف و بين منزله حيث ينقل الأغراض أو يفعل هذا او ذاك و خلال كل هذا التقت أعينهما التي بحثا بها عن بعضهما طيلة اليوم حتي أتي المساء حيث انتهي تناول الطعام و ذهبت فاتن لتستعد و ترتدي ثوبها الانيق و هنا اصطحبها كرم للزفاف !!
كل الاعين كانت عليهما عندما دخلا كعريس يصطحب عروسه!! سمعا التهامس حولهما فلم يتضايقا ربما لانهما في داخلهما أرادا بعضهما البعض !!
جلست فاتن مع الفتيات في الداخل أما هو فبقي في الخارج مع الرجال و لم تستطع هي الا ان تنظر اليه من النافذة حتي جاءت احد الفتيات و اصطحبتها قائلة : سأريكِ بحيرة رائعة في المنزل من الخلف
رآها كرم تذهب بعفوية لكنه تعجب من سحبها لذلك الاتجاه فأشارت له بيدها بأنها ستعود بعد قليل!! لم يطمئن فذهب بهدوء ليري رجل يمسكها بعنف و يحاول سحبها بعيداً واضعاً يده ع فمها كي لا تصدر صوتاً !! أما تلك الفتاة فاختفت تماما !!
قفز واثبا لانقاذها لكن ذلك الرجل سحب سكين من جيبه ووضعها علي رقبتها ثم قال : إن اقتربت سأقتلها !! لا تتدخل أيها الشهم !!
سأله كرم : ماذا تريد منها ؟!
الرجل : خالتها سيدة ثرية جدا كما سمعت فسوف تدفع اي فدية أطلبها !! لا تتدخل أفضل لك !!
كرم : لكنها في مكاني و رعايتي!! اتركها و سأعطيك ما تريد و أكثر !!
تهكم الرجل و قال : ماذا ستعطيني انت؟!! أذهب بعيدا فأنا أحذرك!!
أخرج كرم من جيوبه ثلاث أكياس مملوءة بالمال كان قد احضرها ليعطيها لأخته كهدية زفاف و قال : أيكفي هذا القدر ؟!
الرجل : بالطبع لا !!
كرم : انظر !! أنا عرفتك و إن لم تاخذ ما هو معي الآن و هربت بها فسوف تقيم خالتها الدنيا و تأتي بك لا كي تسجن !! بل كي تأخذ روحك !! اتركها و خذ ما معي بدلا من ألا تأخذ شيئا و بالإضافة لهذا تفقد عمرك !!
فكِّر الشاب و احتار فقال له كرم : لا تتصرف بتهور و اتركها .. خالتها سيدة واسعة النفوذ !! ستجعلك تندم علي يوم ولادتك !!
الرجل : اذن ألقي بتلك الأكياس علي مقربة مني !!
ألقي كرم بأكياس النقود بالقرب من قدميه فانخفض للاسفل بحذر و التقطهم ثم تركها و هرب بعيداً بأقصي سرعة!!
التقطت فاتن أنفاسها بينما أقترب منها كرم و ربت علي كتفها و قال : تباً لأموال خالتك !! قد سئمت !!
فاتن : و أنا أيضا فثراءها أصبح نقمةً عليَّ
كرم : الحمدلله لم يتفاقم الأمر!!
فاتن : شكرا لك أنك نجحت و اقنعته
كرم : رجل بسيط رغم دناءة عقله، طمع للحظة في مال خالتك لكنه خاف علي الفور من نفوذها و عقابها !!
فاتن : عندما نعود للمزرعة سأعطيك ما دفعت من المال
كرم بانفعال : بالطبع لن اقبله !! انتِ بأمانتي و هذا عوض عن تقصيري في حمايتك !!
ابتسمت فاتن و دهشت من شخصيته فعزيز كان يدفعها للخطر كي تجلب له المال و عائلتها استغلتها لنفس السبب أما هو فدفع عنها فدية و أنقذها من الاختطاف لمرة ثانية !!
كرم : هيا نعود للحفل كي لا ينتبه الناس لغيابنا !!
أما جلال فذهب لتتبع كل الطرق المؤدية للاسكندرية و لكن دون جدوي !! تُري ما الطريق الذي قطعه ذلك الهارب ؟!!
لكنه لن يفقد الأمل أبداً و سيعثر عليهم و الآن عليه الذهاب لمحور آخر في البحث و هو الميناء !!
ذهب مسرعاً نحو الميناء و في ظلام الليل وصل إلي هناك ..
كان الميناء يعج بالحمالين و عمال الرصيف و الذاهبون هنا و هناك و المسافرين و مرافقيهم، بحث هنا و هناك برفقة فريقه حاملين المشاعل !!
لم يصل للهارب و لا لأي رجل مشتبه به قد يكون من فريق التهريب !! ذهب لمدير الميناء و طلب اذناً لتفتيش كل السفن و الحمولات و ظل يفتح الصناديق واحدا تلو الاخر و يبحث داخل كل سفينة بعناية و كانت المفاجأة.. ايلاريون مخبئ داخل أحد صناديق البضائع !!
ابتسم جلال للقبض عليه فلكل مجتهد نصيب !! قبض عليه و عاد به مع أشعة شمس الصباح لمخفر المنصورة تمهيداً لارساله لأسوان !!
نزل الخبر علي حفيظة نزول الصاعقة فقد تكرر فشلها في افشال تلك القضية مرة أخري!! فما العمل الان ؟!
اما فاتن فبعدما باتت ليلتها في منزل كرم انطلقا للعودة للمزرعة في الصباح الباكر و قلبها ممتلئ بالاطمئنان لذلك الرجل الذي أعطاها معني جديد لكلمة ” رجل ” بعدما فشل والدها و حبيبها السابق في ذلك !!
________بقلم elham abdoo
مع ظهر اليوم حضر عزيز برفقة عائلته للمبرة و لحق بهم سالم إلي هناك ..
تم تجهيز غرفة العمليات للجراحة و تجهيز عزيز الذي دعي الله كثيراً في قلبه أن يتحنن وينير عتمته هذه المرة !!
دخل صدقي باشا و استعد ثم طمأنهم و بدأت الجراحة ..
لمدة اربع ساعات ظل في الداخل حتي قلق جميعهم في الانتظار !! ثم خرج و ظل نائماً للمساء !!
عندما استيقظ أراد من الطبيب إزالة تلك اللفائف من علي وجهه لمعرفة النتيجة لكن صدقي باشا قال أنه يجب الانتظار لصباح الغد .. كم هو صعب الانتظار لتلك الساعات فلن ينام حتي الصباح كي يعرف مصيره و يستريح !!
ذهب جميعهم للنوم و ظل والده برفقته و قامت بسمة بتفقده عدة مرات و حاولت طمأنته و طمأنة نفسها فقد يكون هناك نهاية لشعور الذنب هذا !!
__________بقلم elham abdoo
في الصباح التالي و بعد قضاء يوم كامل في الطريق وصل اليوزباشي جلال و ايلاريون و القوة لأسوان و في الوقت الذي كان صدقي باشا يقص اللفائف البيضاء عن عيني عزيز، كان هناك رجل مختبئ ع الطريق بعين حادة مثل الصقر .. أطلق رصاصة موجهه بعناية علي رأس المحقق كي يميته و يميت الحقيقة معه و قد أصاب ووقع الهدف في منتصف الجبهة فأرداه قتيلا في الحال !!
أما عزيز فبمجرد نزع اللفائف رأت عينه اليمني شعاع متسلل للغرفة من النافذة فصرخ بسعادة : ها أنا أري !!
في وقت سطوع نجم عزيز من جديد سقط نجم ايلاريون من السماء و انقطع ما يربط حفيظة بجرمها الكبير!! فماذا سيحل بالقضية و كيف ستكون ردة فعل كاريمان ؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)