رواية قصة حنين الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم صباح عبدالله
رواية قصة حنين الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم صباح عبدالله
رواية قصة حنين البارت السادس والثلاثون
رواية قصة حنين الجزء السادس والثلاثون
رواية قصة حنين الحلقة السادسة والثلاثون
حيث يوجد الشباب وضع عاصي يديه على جبينه وصمت لبعض الوقت يحاول أن يستوعب ما يقال له، ثم قال:
“أنتم أكيد بتهزروا؟ أنا سايب حنين في مكان ما فيش حد يعرفه. إزاي هتتخطف؟”
ثم توجه نحو السيارة وهو يقول:
“أنا مش فاضي لألعب العيال بتاعكم ده.”
أجاب علي قائلاً:
“ومين قال لحضرتك إن احنا بنهزر يا أستاذ عاصي؟ اتفضل اسمع بنفسك المكالمة اللي جات لرياض الصبح.”
وبالفعل، فتح علي المكالمة التي جاءت لرياض وتم تسجيلها على الهاتف. وسمع عاصي الحديث وكيف أن الشخص يهدد بقتل حنين عبر الهاتف، ويبدو أنه لا يمزح، وهذه ليست مزحة كما توقع. نظر إلى الشباب قائلاً بدهشة:
“حنين… حنين فين؟”
—
**في منزل عائلة عاصي**
دخلت نوران إلى الغرفة التي توجد فيها نوال، وهي تحمل في يديها كأسًا مليئًا بالماء. وضعته على الرف بجوار الفراش، وجلست على أطرافه وهي تضع أناملها في فمها، ويظهر على ملامحها التوتر والقلق. نظرت إليها نوال التي قالت بحزن وصوت ضعيف:
“خير، في إيه يا نوران يا بنتي مالك؟ وفين عاصي؟ مش شايفاه من امبارح.”
تنهدت نوران بهدوء، ثم قالت:
“مش هكذب عليكي، حاسة إن في حاجة بتحصل أو هتحصل مش كويسة. عاصي خرج من شوية وكان باين عليه إن في حاجة؟ وحتى حنين من امبارح مش رجعت ولا حد يعرف هي فين؟ والغريب أكتر إن لا بابا ولا عمته سلوي جُم يطمنوا ويشوفوا إيه اللي حصل. بصراحة أنا قلقانة أوي وخايفة يكون حصل معهم حاجة ومفيش حد يعرف، لأن مش معقول بابا يعرف اللي حصل لعم نبيل وما يجيش.”
نوال: “إن شاء الله خير يا بنتي، اتصلي على عمتك أو الأستاذ خالد واطمني عليهم.”
نوران: “ما هو اللي مخوفني إني بتصل ومفيش حد بيرد.”
نوال: “طيب قومي يا حبيبتي، البسي وروحي اطمني عليهم.”
نوران: “كاظم محذر علي قبل ما يطلع، ما سبش حضرتك.”
نوال بإصرار: “روحي يا حبيبتي، اطمني على أهلك، وأنا اللي بقول لك ما تخافيش من كاظم، وأنا الحمد لله كويسة، ما تشيليش همي.”
نوران: “متأكدة إنك كويسة بجد؟”
نوال بابتسامة حزينة: “أيوة يا حبيبتي، الحمد لله على كل حال.”
نوران وهي تنهض من على الفراش: “طيب أنا هروح أطمن على بابا عشان بجد حاسة إن في حاجة مش كويسة، ومش هغيب هناك نص ساعة وهرجع.”
نوال: “روحي يا حبيبتي، اقعدي براحتك، وما تخافيش أنا كويسة الحمد لله.”
نوران: “طيب أنا هامشي عشان أرجع بسرعة قبل ما كاظم يرجع ويعرف إني خرجت.”
نوال: “ماشي يا حبيبتي.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**في منزل خالد**
حنين بدهشة: “أنتي!”
تبتسم سلوى بشر وتقول:
“أيوة أنا، إيه رأيك في المفاجأة الحلوة دي؟”
حنين ببكاء: “فين بابا؟ عملتي إيه فيه؟ حرام عليكي، ده مهما كان أخوكي.”
تقول حنين هذا وهي تبكي وتنظر إلى تلك الشيطانة سلوى، ولم ترَ بعد جثة عثمان وخالد، فكان كل تركيزها على هذه التي ظهرت أمامها. بينما تفوهت سلوى وهي تضع يديها الملوثة بالدماء، تنزع دموع حنين عن وجهها بعنف وهي تبتسم بسخرية:
“توتوتوا، لا يا حلوة وفري دموعك عشان تحتاجيهم بعدين، لأن اللي جاي هيكون صعب قوي عليكي يا حلوة.”
وهنا نظرت حنين بذهول إلى يد سلوى الملوثة بالدماء وهي تقول بهمس وصوت ضعيف، وما زالت تنظر إلى يد سلوى:
“هو إيه اللي على إيدك ده؟ ب… بابا فين؟”
ثم صرخت بصوت عالٍ وهي تهز الكرسي الذي تجلس عليه بقوة، تحاول أن تفلت نفسها:
“عملتي إيه في بابا يا مجرمة؟ لو بابا حصل له حاجة، أنا هقتلك. أنتي فاهمة؟ هقتلك.”
تقف سلوى خلف حنين، وتضع يديها على ذقنها، وتلفت رأسها في الاتجاه الذي يوجد فيه خالد، وهي تقول:
“أهو أبوكي، أنا مش عملت له حاجة، السكينة هي اللي اتغرست في بطنه من غير قصد. بس بس، مش تزعلي يا حبيبتي، أنتي هتروحي عنده، وأنا اللي هوديكي له عشان تعرفي قد إيه أنا بحبك. بس قولي له ما يزعلش مني، ماشي؟”
ثم تضع السكين على عنق حنين وتقول:
“ما تنسيش تسلميلي على أمك وتقولي لها إني بكرهها أوي.”
وفجأة، يصدر صوت أحدهم من على باب المنزل قائلاً بصراخ:
“لأاااااء!”
ثم يركض الشخص نحو سلوى وحنين، وقبل أن يصل إليهما، تقول سلوى بذهول وهي تنظر إلى الشخص الذي يقف أمامها:
“إنت بتعمل إيه هنا؟”
ثم تقول بصراخ: “استني عندك! لو حد فيكم قرب خطوة واحدة، أنا هخلص عليها.”
يقف عاصي أمام الكرسي التي تجلس عليها حنين، وهو يقول بتوسل بينما ينظر إلى حنين بحزن:
“لو سمحتي، ابعدي السكينة دي وخلينا نتكلم بهدوء، وأنا أوعدك إني هعمل لكِ كل اللي أنتي عاوزاه. حرام! دي… دي حامل. هتموتي واحدة حامل إزاي؟”
تضحك سلوى بصوت عالٍ وهي تقول:
“هاهاهاهااي! تصدق إنك إنسان جاهل؟ مع إنك معيد في الجامعة وراجل أعمال كبير! بس عشان الحلوة دي ما تموتش مظلومة، هقولك حاجة. بصراحة، هي لا حامل ولا بتاع. كل حكاية الحمل دي كانت لعبة مني عشان أفرقكم عن بعض وأرجعك لنوران بنتي، وأكسر قلبها زي ما كسرت قلب بنتي حبيبتي. بس للأسف، بدل ما تطلقها وترميها في الشارع، أنت حبتها أكتر وعملت فيها الملاك الحارس. بس خلاص، بما إن كلكم هنا، شوفوا أنا هخلص عليكم واحد واحد إزاي. بس قبل ما أخلص عليكم، عاوزة أعرف إنتو وصلتوا هنا إزاي.”
يصدر صوت نوران قائلة ببكاء: “أنا اللي جبتهم هنا.”
ثم تصمت للحظات تتذكر ما حدث.
**فلاش باك**
تقف نوران على أحد الشوارع أمام السيارة، وتردف قائلة بغضب وهي تضرب إطار السيارة بقدمها بقوة:
“هو ده اللي كان ناقصني، أوووف! أعمل إيه أنا دلوقت؟”
وفجأة تظهر سيارة سوداء، تقف نوران أمامها وهي تصرخ:
“استنى! استنى! استنى لو سمحت.”
تقف السيارة، وينزل منها السائق وهو يقول بدهشة:
“نوران! أنتي بتعملي إيه هنا؟”
نوران بذهول:
“عاصي، هو أنا بصراحة كنت رايحة أزور بابا وأطمن عليه، العربية الكاوتش بتاعها اتخرم.”
عاصي بتوتر:
“طيب، واحد من الشباب هيفضل معاكي ويصلحلك العربية، وأنا همشي عشان مستعجل.”
نوران بستغراب:
“خير يا عاصي، في إيه؟ من الصبح وأنت مش على بعضك.”
نظر إليها عاصي وذهب نحو السيارة دون أن يقول شيئًا. نظر إلى الشباب وهو يقول:
“لو سمحتم، في حد فيكم يفهم في تصليح العربيات؟”
نظر محمد إلى زياد وقال:
“زياد ميكانيكي.”
عاصي بهدوء:
“لو سمحت، ممكن تشوف عربية المدام؟”
نظر زياد إلى كل من محمد وعلي وقال بعصبية:
“ده مش وقته يا أستاذ عاصي، احنا دلوقتي لازم نشوف حنين فين.”
كانت نوران تقف بالقرب من السيارة وسمعت كل شيء، فقالت باستفهام:
“حنين؟ ليه؟ مالها حنين؟”
أجاب محمد بهدوء:
“حنين مخطوفة، وماحدش يعرف ليه ولا مين اللي خطفها.”
نوران بدهشة:
“مخطوفة!”
علي بضيق:
“يلا يا أستاذ عاصي، ما فيش وقت.”
ثم نظر إلى زياد وقال:
“وانت يا زياد، انزل مع المدام وشوف العربية فيها إيه، وهنكون على اتصال على طول.”
ينزل زياد من السيارة ويركب عاصي. وقبل أن يقود السيارة، تقف نوران أمام نافذة السيارة وهي تقول ببكاء:
“استنى يا عاصي، لو سمحت، أنا هاجي معاكم.”
عاصي بصوت عالٍ:
“هاتجي فين؟ هو احنا طالعين رحلة؟”
نوران ببكاء أكثر:
“رجاءً يا عاصي، اسمحلي أركب معاكم. أنا عارفة إني عملت حاجات كتيرة غلط في حياتي، بس أنا تغيرت والله. وحتي مش بقيت عاوزاك. كل اللي أنا عاوزاه دلوقتي أصلح أغلاطي في حق حنين. وصدقني، أنا عارفة مين اللي خاطفها، وهساعدك وهعمل كل حاجة أقدر عليها عشان نرجعها.”
**نهاية فلاش باك**
نوران ببكاء وندم وحزن، يظهران على ملامحها:
“لو سمحتي يا ماما، سيبي حنين وعاصي في حالهم، أنا خالص تعبت من كل ده. أنا… أنا كل اللي بقيت عاوزة أعيشه هو الهدوء مع جوزي وابني، مش عاوزة حاجة غير كده.”
تنظر سلوى إلى نوران بغضب وهي تقول بسخرية:
“إيه، قلبك حن دلوقتي؟ مش هي دي اللي كنتي عاوزة تقتليها وتخلصي منها عشان أخدت منك عاصي؟”
تنظر نوران إلى حنين التي تجلس على الكرسي، لا يمكنها التحرك بسبب السكين التي على عنقها.
“أيوه فعلاً، أنا كنت عاوزة أشرب من دمها عشان سرقت مني حبيبي عاصي، بس أنا بعد اللي حصل اكتشفت قد إيه أنا كنت إنسانة حقيرة فعلاً.” ثم تنظر إلى عاصي وتقول:
“أنا هعترف لك بكل حاجة يا عاصي عشان تعرف قد إيه أنت محظوظ بحنين مراتك، وأنا أريح ضميري، ومش بقي يهمني إيه اللي ممكن يحصل لي بعد كده. أول حاجة هعترف لك بيها هي أن حنين مش حامل ولا خانتك مع الشخص ده.”
تقول كذلك وهي تنظر وتشاور بيدها نحو محمد، ثم أكملت حديثها ببكاء:
“كل اللي حصل كان من تخطيطي أنا وماما.”
حنين بصوت مخنوق وهي تنظر بطرف عين إلى نوران:
“أنتِ بتقولي إيه؟ إزاي أنا مش حامل وأنا بنفسي عملت الاختبار؟”
نوران: “الاختبار وتقرير الحمل كانوا لي أنا، بس أنا طلبت من الدكتورة تعمل التقرير باسم حنين، واختبار الحمل كان مستعمل قبل كده، بس أنا لعبت فيه ورجعته زي ما يكون لسه جديد. واتفقت مع دكتور الصيدلية إن الاختبار ده يكون لكِ لما عرفت إنك هتعملي اختبار حمل عشان تتأكدي من نفسك، وعشان كان الاختبار مستعمل ظهرت النتيجة إنك حامل فعلاً.”
حنين بدموع: “الله يسامحك يا نوران، ليه عملتِ فيّ ده كله؟”
نوران ببكاء: “عارفة إني إنسانة حقيرة وماليش حق حتى أطلب السماح، بس أنا والله تغيرت يا حنين، ومستعدة لأي عقاب منكِ، صدقيني مش هالومكِ على أي حاجة.”
ثم تنظر إلى عاصي الذي ينظر إلى حنين ودموعه تسير على خده في صمت:
“اعترافي التاني يا عاصي هو موت عمو نبيل.”
تصرخ سلوى بصوت عالٍ وهي تقول:
“أنتِ أتجننتي يا بنت؟”
نوران ببكاء: “لا يا ماما، أنا دلوقتي فوقت من الجنون وياريت تفوقي أنتِ كمان.”
عاصي بغضب وصوت عالٍ: “كملي يا نوران، موت بابا ماله؟”
نوران بدموع: “بابا نبيل مات…”
تقاطعها سلوى بصراخ وهي تضغط بالسكين على عنق حنين لدرجة أخرجت بعض الدماء:
“لو قلتي حرف كمان أنا هقطع رقبتها قدامكم كلكم.”
عاصي بخوف على حنين: “لا، لا، لا! ابعدي السكينة دي لو سمحتي، هي مالهاش ذنب في أي حاجة، كفاية ظلم فيها، حرام عليكي.”
ترد حنين ببكاء وصوت ضعيف: “أنتم كلكم ظلمتوني وجيتوا عليّ من غير سبب، وأنا مش هسامح أحد فيكم.”
أردفت سلوى بسخرية وهي تضغط أكثر على عنق حنين:
“معلش يا حلوة، الكل فعلاً ظلمكِ وجه عليكِ، وأنتِ تعبتي أوي منهم، بس عشان أنا الوحيدة اللي بحبك هخلصك منهم.”
وبالفعل، تمسك حنين بقوة وتضغط أكثر بالسكين على عنقها، تريد تمزيقه بالسكين، لكن فجأة تصرخ نوران بصوت عالٍ وهي تقول بغضب:
“ابعدي عن حنين، أصلاً هقتلك لو عملتي فيها حاجة!”
ينظر الجميع إلى نوران التي تحمل مسدسًا في يدها، نظر لها محمد بدهشة وهو يقول بينما كان يبحث في جيبه على شيء:
“أنتِ إزاي خدتيه؟ رجعيه لو سمحتي، ده مش لعبة، هاتي!”
تنظر نوران إلى محمد وهي تقول:
“أنا آسفة.”
الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي
ثم دون قصد، وهي تنظر إلى محمد، تضغط على زر المسدس لتنطلق منه طلقة، لا أحد يعلم عند من ستتوقف. وفجأة يصرخ الجميع باسم حنين التي تلوثت بالدماء. يركض الجميع نحو حنين، وما زالت سلوى تقف خلفها تحمل السكين في يدها. عاصي بصوت عالٍ:
“حنين، لأ!”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية قصة حنين)