روايات

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس البارت الثاني والخمسون

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الجزء الثاني والخمسون

أسرار الماضي لبنت الناس
أسرار الماضي لبنت الناس

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الحلقة الثانية والخمسون

زيارة عائلية (١٠)
عائشة صممت تنام في المضيفة بعد ما جلست مع نهر خافت تأذي نهر في صدرها أو يقع اي منهم لان السرير ضيق فعلا ليس كما قالت لا تحب آحد ينام بجانبها لكن قضت مع نهر سهرة طويلة في تعلم بعض البرامج علي اللاب لم تنتبة إلا علي الساعة الواحدة لتساعد عائشة نهر في أن تدخل الحمام و تساعد نهر امها بتغير ملابسها و غسيل أسنانها قبل النوم .
إستيقظت نهر السابعة صباحا لتلتقط عكازها و تذهب للحمام ثم تصلي و هي جالسة علي كرسيها و دخلت المطبخ تجهز بعض الأشياء للفطار و إستيقظت عائشة وجدتها في المطبخ .
عائشة : صاحية بدري لية كدة ؟
نهر : الساعة دلوقتي تمانية و ربع بدري فين .
عائشة أفهم من كدة إنك نشيطة .
نهر : يعني عوديني أصلي الفجر لكن النهاردة صليت قضي لان الشمس كانت طلعت و قولت أجهز فطار تحبي آجي أساعدك الأول .
عائشة : و الله مش عارفة مين يساعد مين خليك هتوضي و أصلي واغجي أفطر معاك .
نهر جلست علي الكرسي تنتظر أمها بعد أن غلت اللبن و صبتة و جهزت سندوتش فول و قشرت بيضة لكل واحدة فيهم و شغلت نهر الراديو علي إذاعة القرآن الكريم .
فطروا مع بعض في صمت كلا منهم يفكر في إتجاة إنتهوا .
عائشة : تسلم إيدك حبيبتي مع أن المفروض أنا إلي أجهز لك الفطار .
نهر : بجد يا آنة ؟
عائشة : بجد إية طبيعي الأم هي إلي تجهز ؟
نهر : لأ اقصد بجد حبيبتك مع إنك عائشة مش رقية .
عائشة : سواء عائشة أو رقية فأنا أمك أنا رجعت مصر لأني أم مش هسيب عيالي و أمشي أما حبيبتي فهي الجملة بتتقال كدة علي بعضها .
نهر و هي تدمع : بس إنت حبيبتي و أمي و صاحبتي كمان فلو سمحتي شيلي الحواجز إلي بنا .
عائشة : ربنا يسهل يا نهر أعرف أنا كل الظروف إللي حواليا و أفهم علاقتنا ماشية إزاي و كل حاجة هتضبط ؛تساعديني ألبس و أروح المدرسة و قولي لي أقول إية للتوكوك و أنا رايحة و أنا راجعة وآة في زيارة النهاردة عندنا دكتور علي و غالبا هيجيب أمة و أخوة معاة المغرب .
نهر : آبية علي أنا استغربت أنة مجاش إمبارح .
إستراحت عائشة عندما سمعت نهر تقول آبية علي لتقول : كان عاوز يجي لكن أنا كنت عاوزة أريح فقلت لية لأ , نهر هو فية فلوس إدخرناها ولا عايشين إزاي أنا معايا شوية فلوس لكن محتاجة أعتقد كمان .
نهر : حضرتك معظم معاش بابا بنحطة في البوسطة يعني البريد و لو حصل حاجة طارئة بناخد منة لأن أنا بصرف في العادة من شغلي فأنا بعد إذنك كنت قولت لعمو محمد إني هرد لإبية علي إلي صرفة عليا وقت كنت في المستشفي بس ما ينفعش أنا أسحب لأني زي ما بيقولوا قاصر تحت 18 سنة فلو حضرتك تقدري ممكن تسحبي المبلغ من البريد بالبطاقة و هيتبقي مبلغ كويس برضو أحنا تقريبا مش بناخد حاجة منة من سنين كتير بالعكس بنزود في الإجازة من شغل الفنادق و التبس.
عائشة : هو أنا ما كنتش ليا أي دور في الحياة كدة يعني كنت زوجة الأستاذ و أمكم وبس ؟
نهر : لأ طبعا حضرتك كنتي بتذاكري ليا أنا وعمر وكمان بتذاكري لأي حد محتاج تقوية في اللغة تعرفي عبد الله وعلي كانوا بيجوا تذاكري معاهم زمان واغنت إللي رفعتي مستواهم في اللغات والرياضة آة والله زي ما بقولك كدة, كمان بتفصلي لبسي كلة و لبسك وأحيانا بتعملي لعمر قمصان و بناطيل غير بقي عمو مصطفي يا لاهههههواي طلباتة مش بتخلص بيضرب يجي خمسين كوباية شاي و قهوة غير ما شاء الله بيأكل كتير جدآ و بتهتمي بالبيت هناك و هنا فحضرتك بتعملي مجهود جبار وأحيانا بتشتغلي أون لاين بالقطعة كمان .
إبتسمت عائشة بحب لنهر : لا والله كنت بعمل كووووول دة؟
نهر : آة والله إسألي تيزة إنتصار كدة ؛ حتي إنتي علمتيها الخياطة و إشتغلت في البلد عندها خياطة بفضلك آنة؛ حضرتك أي مكان إنت فية الناس بتتعلم منك .
عائشة : هقول لتوكتوك برضو يوديني البريد أجيب الفلوس كلها أما أشوف الدنيا هتبقي ماشية ازاي فين تعريف الهوية .
نهر : إسمها البطاقة أنا اخذتها معايا قبل ما تسافري كانت في شنطتك هجيبها لحضرتك .
تجهزت عائشة و ذهبت للمدرسة و تكلمت مع الناظر و المدير عن حالة نهر الصحية وأن تحضر علي كرسي متحرك إلي أن تسترد صحتها واغن لا تحضر طابور الصباح حتي لا تسبب مشكلة في دخول الطلاب لفصولهم صباحاً و وافقوا بعدها ذهبت لمكتب البريد و بالبطاقة سحبت المبلغ الموجود بة و كان بجانب البريد سوق إشترت منة بعض الخضروات و الفاكهة مع نظرات سيدات القرية لها باستغراب و إعجاب و رجعت بتكوتوك ساعدها صاحب التوكتوك بدخول ما إشترت داخل الفناء الخارجي للبيت أغلقت البوابة خلفها و كانت نهر تنتظرها في المضيفة مع فتح المضيفة علي الفناء الخارجي .
ذهبت إليها عائشة : إية مأعدك هنا نهر ؟
نهر : قلقت عليك فقولت أستناك هنا .
عائشة : أنا مش صغيرة روحت المدرسة و علي فكرة إتكلمت مع مدرسينك علشان اععرف مستواك بس قالوا إن الدراسة بدأت من شهر و نصف وإنت غائبة من تقريبا نصف المدة دي فما يعرفوش مستواك الحقيقي إية لكن مدرسين السنة إللي فاتت قالوا عليك ممتازة أتمني تكوني عند حسن ظنهم فيك و البريد كان زحمة شوية المهم هدخل أخد شور سريع من الحر و ساعديني أخد الدوا و نتغدي و أنام شوية قبل ما الناس يجوا .
نهر : حاضر آنة .
مر الوقت و جاء علي مع أمة وعبد الله و فتحت لهم عائشة البوابة ليدخلوا علي المضيفة و كانت هناك نهر التي ذهلت من دخول علي بالكرسي المتحرك .
نظر إليها علي و قال : دي أوامر خالتي علشان تقدري تروحي المدرسة ؛الأول عاملة إية ؟
نهر : الحمد لله أبية واحشتيني تيزة .
إنتصار : إنت أكثر يا حبيبتي أنا من الصبح بحاول أعمل لك حاجة فعملت لكم شوية قراقيش يا رب تعجبكم وحمرت بطة و محشي ورق عنب بالهنا و الشفا يا رب .
نهر : ديما تعبة نفسك بس إية الرضا دة جيتوا كلكم من غير ما يعترض حد .
إنتصار : البركة في خبر أن رقية معاك .
نهر : هما هناك عرفوا أن آنة رجعت .
عبد الله : خالتي شرفتنا بالزيارة قبل ما تيجي عندك يا نهر .
نهر : نعم و نظرت لأمها ؛ دة بجد روحتي هناك لية طيب ؟
عبد الله : كانت بتصفي حساب مع عمي وعمتي كمان بس اية ماقولكيش كنت عاوز أروح أبوسها ؟ ( نظر الي عائشة ) بصي حصل شرخ في ضلعة و كدمة في رجلة, بس كرامتة نآحة علية شوية قال يريح عندنا يومين لما عرف أن علي جاي و عاوزنا معاة قال لستي تخلينا نيجي علشان يطمن هو عليكوا و نبقي حمامة سلام بينكم ؟
نهر : آنة أن مش فاهمة حاجة شرخ إية وكدمة إية ؟
عبد الله : انبي يا خالتي إحكي لها أنا , أصل علي كان خرج و أمي مش هتعرف تحكي .
عائشة : أنا شايفة انك رغاي وهتصدعنا و أبقي قول لعمك ولا حمام الدنيا هيصلحوا حاجة بينا و لو راجل يبقي يقرب من حد فينا و بعدين أنا راضية ذمتك إنت حمامة سلام؟ دة أنا حاسة إنك فرحان في عمك .
عبد الله :حاسة مش متأكدة ؟
عائشة لعلي : هو إنت سايلنت كدة علي طول يا دكتور من ساعة ما جيت بتبص لنهر بس ؛ مالك فية إية ؟
علي : أبدأ من ساعة ما خرجت و ما عرفتش أشوفها فبطمن عليها مش اكتر حاسة إنك بتتحسني يا نهر ولا لأ ؟
نهر : الحمد لله أبية ؟
عائشة : نهر كانت مصورة فاتورة المستشفي بالموبايل و عاوزة فاتورة الكرسي علشان تاخد حقك يا دكتور .
علي : عمي إللي غلط و المفروض حساب الحاجات دي علية .
نهر : لا يا آبية إنت و كلنا عارفين أنة مش هيدفع مليم ليا فانت ذنبك إية ؟
عائشة : هو معاة حق هو المتسبب في كدة أقل واجب يتكفل بعلاجك لكن إحنا مش بنقبل فلوس من حد وخصوصاً من معدوم الضمير زية و لأن بنتي قالت لوالدك هتدفع ثمن المستشفي و أنا كلمة بنتي عندي غالية يبقي هندفع و قولت لك يا دكتور إن الكرسي علي حسابي فكتر خيرك إنك تعبت و روحت جبتة و كدة كفاية عليك مش هنقبل حد يصرف علينا .
إنتصار : احنا حد يا رقية إخص عليك دي نهر زي ورد عندي و غالوتها عند علي و عبد الله ما تتقدرش .
عائشة : الحق حق حتي بين الإخوات يا مدام إنتصار و دة آخر كلام عندي .
علي : حاضر يا خالتي .
إنتصار : إنت بتقول إية يا علي ؟
علي : بقول حاضر يآمة علشان لو قولت غير كدة لمدام عائشة هتغضب علينا و مش هتسمح لنا نطمن عليهم و هتبعد و تعاند فحاضر زي ما تحبي المهم يكون فية ود و نعرف نطمن علي بعض .
عبد الله : إنت خايف من خالتي لتغضب علينا !!!! يا عم دي بنتزل علي مافيش عملت فيها المرأة الحديدية و في الاخر كسرت دراعها و عملت لعمك (و شاور بإستهانة بيدة ) شرخ مجرد شرخ و كدمة .
عائشة بغضب: لأ لأ كدة تلم لسانك بدل ما أطلع عليك غضبي و إهدي كدة علشان ما تزعلش مني ، أوك و لا تحب تجرب (ونظرت علي شئ) فنظر عبد الله علية و وجدة الصاعق .
عبد الله : يالهوووواي أنا أبويا قالي مليون مرة لساني هيجيب آخرتي ؛عاوزة تكهربيني يا خالتي !! دة انا طيب و لسان علي الفاضي ؛و بحبك و الله بحبك خد منها يا عم الفلوس خلينا نروح بجميع أعضائنا ألا خالتك تتعصب و لا حاجة حلو كدة يا ست الناس ؟
عائشة : حلو يا حبيبي شاطر ؛ نظرت لعلي ممكن وصل الكرسي من فضلك .
علي : أعطها الوصل وحصلت المبلغ و دخلت غرفة نهر و أحضرت لةالمبلغ و شكرتة .
إنتصار : ممكن ندخل أنا وإنت جوة نتكلم مع بعض زي زمان و لا مش عاوزة .
ابتسمت لها عائشة : لأ طبعا تعالي (و نظرت علي نهر ) ما تأفليش البابين بتوع المضيفة دي الأصول ماشي .
نهر :حاضر آنة ؟
عبد الله : ما تخافيش مش هناكلها دي غالية علينا ؛ يا رب ترجع لك الذاكرة بدل الذل دة .
نظرت لة عائشة بحدة‌ .
عبد الله : إية ناوية تأكليني ولا إية ؟ أقوم أروح و أريحك مني؟
عائشة : أقعد من غير ما تتكلم ؛ الكلام وحش علشانك جرب هتستفيد يالا يا مدام إنتصار .
إنتصار و هي تضحك : والله و جة اليوم إلي تخاف تتكلم فية يا عبد الله .
بمجرد دخول إنتصار و عائشة للداخل .
نهر : أحكي يا عبدو إية إلي حصل هموت من الفضول .
عبد الله حكي ما حدث بطريقتة التي جعلت عينا نهر تتسع شيئا فشيئا و هي لا تصدق ما حدث إلي أن أنتهي عندما رجعوا هو و أبية و عمة للبيت بعد الكشف علية .
نهر : يعني آنة كسرت إيدها علي عمو مصطفي و عمر رجع مع أنة و كمان آنة قالت لة خليك مع أبوك طب هو عامل إية كويس ؟
علي : ما تقلقيش كويس ولا في دماغة حاجة غير العب أخوك مش زيك اللعب بس اللي شاغلة.
عبد الله : بقولك يا نهر ما تودينا المطبخ نعمل دور شاي .
نهر : ما إنت عارف المكان روح إعمل؛ أنا مش هعرف أشيل صنية و أجبها و مش هينفع أوديك آنة تيجي تلاقيني معاك في المطبخ (ضحكت ) تكهربنا إحنا الإثنين دي عائشة مش رقية خالي بالك .
علي بضحك : أو تلاقيك لوحدك دخلت من غير ما تستأذن تكهربك برضو بس لوحدك .
عبد الله : يعني كدة متكهرب و كدة متكهرب أنا مصدع آة, بس مش لدرجة إني علشان أشرب كوباية شاي أتكهرب ؛ طب أطلع أجيب كوبيتين مع علي أي قهوة وإنت تدفع تمنهم يا دكتور إنت لسة واخد فلوس كتير من خالتي وأنا مفلس .
نهر : أنا هتصرف و قامت بصعوبة ساعدها علي في النهوض .
ذهبت إلي حجرتها و وقفت أمامها
نهر : تيزة إنتصار تيزة .
إنتصار خرجت : نعم يا نهر جيتي لية ؟
نهر : عبد الله مصدع و عاوز شاي وأنا مش هعرف أودي شاي المضيفة ممكن تعملي لأن آنة مش هتعرف .
إنتصار : ممكن أدخل المطبخ أعمل دور شاي يا رقية .
عائشة : بقالي ساعة بقولك عائشة طبعا إدخلي و هاجي معاك نعمل لينا كلنا وونشرب مع بعض وبعدين ندخل تاني هنا .
نهر : تيزة في طلب رخم شوية عارفة إني هتعبك بس مش بايدي.
إنتصار : قولي يا حبيبتي ولا يهمك .
نهر : آنة مش عارفة تنام في الأوضة الكبيرة لأنها اكيد مش نظيفة و بتنام في المضيفة وأنا و هي زي ما إنت شايفة ينفع تنظيفها بسرعة علشان تعرف تنام علي سريرها لو مش عاوزة مفيش مشكلة .
عائشة : دة إسمة قلت ذوق و أدب يا نهر ضيفة جاية عندك شاي ماشي لكن تنظف الأوضة إنت محتاجة تفكري قبل ما تتكلمي عيب كدة .
إنتصار : نهر ما غلتطتش هي بتعتبرني خالتها أخت أمها و عادي دي أوضة مش شقة الموضوع كلة عشر دقائق ما تعملهاش حكاية و هي قصدها راحتك و بعدين مابتناميش جنب بنتك لية ؟ كنت بنام جنبها لما كنت معاها و هي أصلا بتخاف تنام لوحدها ؟
عائشة: بتخاف تنام لوحدها لية دي طولي .
إنتصار : أنا رايحة أعمل شاي و هحط قراقيش كمان زي زمان تيجي معايا نهر ولا هتروحي المضيفة .
نهر : آجي يا تيزة .
عائشة تقبلت تغير الموضوع وقالت : يبقي أنا هروح للشباب .
دخلت إنتصار و نهر المطبخ لتبدأ إنتصار في عمل الشاي وتفتح ما جائت بة وتخرج قراقيش للشاي وتضع البطة في الثلاجة و معها حلة صغير محشي.
إنتصار : أمك زي ما هي مش بتحب حد يدخل أوضتها غيرها و إنت .
نهر : لأ تيزة مش دة السبب .
إنتصار : أومال حسيت مش عاوزة أدخل أنظف الأوضة لية ؟
نهر : هي خايفة تدخل الأوضة الدكتور قال أنها مش فاقدة الذاكرة هو بس علقها الباطن عاوز يهرب من الصدمات إلي عاشتها و إن هي لو واجهت الماضي هتفتكر بسهولة كل حاجة ، هي خايفة تدخل عقلها مصور لها لو دخلت الاوضة هنشوف ذكرياتها و هتفتكر كل حاجة و هي مش حابة شخصية رقية إلي ما قدرتش تحمي نفسها و بنتها من عمو مصطفي فبتبعد عن شئ حاسة أنة هيضعفها فاهمة حاجة ؟
إنتصار : فاهمة مش كلة بس فهمت إنها خايفة تدخل الأوضة تفتكر لكن لية مش بتنام معاك ؟
نهر : بتعاقبني عاوزة تقول لي ما أكدبش عليها تاني غالبا فهمت أن بعدها عني دة اكبر عقاب ليا .
دخلت عائشة إلي المضيفة
عائشة : الشاي والدتك بتعملة يا حمامة السلام .
عبد الله : معليش مصدع فعلا ؛ قائم من بدري ومن الكلية علي هنا .
عائشة : لا الطبيعي أننا نضايفكم لكن ملحوقة أخف بس و أعملك أحلي ضيافة .
عبد الله : من غير ما تقولي دة إنت بتعملي كيكة و حلويات تحفة .
عائشة : عاوزة منك خدمة ممكن ولا لآ ؟
عبد الله : اؤمريني يا خالتي ؟
عائشة : نهر حكت لي عن فكرت أختك لما كانت عاوزة تعرف نهر ومامتك بيتكلموا في إية عاوزة أستغل الفكرة شوف يا دكتور تحت التنفيذ إنت , ببساطة هتسألني كحمامة سلام طبعا زي عمك ما قالك ليك ما أرجعش لعمك و تتحاور معايا علشان تقنعني و أنا هجاوبك و كل دة و إنت بتسجل لينا علشان تسمعة لعمك إحتمال يطلع عندة دم و يبعد عن طريقنا لأني مش متقبلة أعيش معاة و لا دقيقة واحدة ؛ موافق؟
عبد الله : إشمعنا أنا بتثقي فيا لية ما قولتيش لعلي .
عائشة و نظرت لعلي المرتقب إجابتها : لأ طبعا علي رزين و بيفكر ما يعملهاش ؛ إنت متسرع و تعملها عادي .
دخلت نهر و إنتصار و مع إنتصار صينية بها الشاي والقراقيش .
عبد الله : حاضر هعمل إلي عاوزة بس نشرب الشاي و نبدأ .
عائشة : شكرا .
عبد الله بغيظ : عفوا أنا مش عارف واخدة الفكرة دي عني لية بس حاضر .
شربوا الشاي و اكلوا من القراقيش في جو من المرح والضحك وبعدها أخرج عبد الله موبيلة علي وضع التسجيل ليقول عبد الله : يا خالتي لية ما تفكريش ترجعي لعمي دة بيحبك و إنت إخدتي حقك و زيادة حتي عمر يبقئ بينكم ؟
عائشة : لأ طبعا هو راجل لا يؤتمن المفروض أنة مش جاهل دة معلم أجيال يعني عندة أكتر من الحد الأدنى من المعرفة أكيد قبل ما يتجوزني كان عارف إن ليا بنت و مع ذلك إتعامل معانا بقلة ضمير بص يا عبدو .
عبد الله : عيون عبدو .
إبتسمت عائشة و أكملت : زمان كنت مع والدي في قريتة اصل والدى علي فكرة من أصل مصري جدة الكبير كان من الحرفيين إلي وصلوا تركيا من مصر علشان كدة كان حريص يحفظنا قران من صغرنا ، فية لوالدي أختين وهو الولد الوحيد و من قرية, كل فترة يزور إخواتة هناك المهم أخدني قريتة كنت ثمن أو تسع سنين و هناك و من غير مقدامات دخل رجل كلة غضب وقطع لشاب وقتها ايدة أنا إترعبت وصرخت و والدي غطي عنييا لكن بعد ما شوفت كطفلة الحادثة دي أثرت فيا جدا لية حد يعمل كدة ؟ و سألت والدي بعدين لية حد يقطع إيد حد بطريقة البشعة دى كان جوابة أن الشاب متزوج جديد من بنت الراجل و إختلفوا فالشاب رفع إيدة علي زوجتة و ضربها علي وجهها و دة رد فعل الراجل علي إلي حصل لبنتة والدي قال بناتنا وكرامتهم خط أحمر كان ممكن يحل خلافة من غير ما يهين مراتة , الضرب حل الراجل اللئيم ضعيف الشخصية أنا ما اقتنعتش صراحة لأن حتي الاسلام قال قطع اليد السارق ، لكن دلوقتي عزرت الراجل الوجع مش في الضرب الوجع النفسي اقوي بكتير ، فقال سبحانه: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) .، وأوصى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجل بالإحسان إلى زوجته، فقال، صلى الله عليه وسلم: “استوصُوا بالنساء خيرًا ” .
إنتصار : بس يا رقية هنا أقصد الارياف يعني عادي أن الراجل يضرب مراتة دة إحنا ياما بنصحي أو بنام علي صوت ست في الشارع بتصوت من ضرب جوزها لها .
عائشة : نسبة الجهل في الريف كبيرة يا مدام إنتصار ولكن مين قال إن الضرب مش بيعمل شرخ كبير جوة الست وبعدين دة للجهلة لكن مربي أجيال عقلة كدة ! قال تعالي : (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا)،و الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وضح الآية وقال : “حق المرأة على الزوج أن يُطعِمَها إذا طَعِم، ويكسوَها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يُقَبِّح، ولا يهجُر إلا في البيت” والضرب كمان لة قواعد زي ما يضربش الوجه والضرب ما ياذيش يعني أيام الرسول كانوا بيضربوا بالسواك حاجة كدة زي القلم الرصاص, غير ٱن الضرب مرحلة أخيرة يعني الأول الزوجين يحلوا المشكلة بالكلام مع بعض, ما نفعش يبقي الهجر في الفراش, ما نفعش حكم من أهلة وحكم من أهلها في الاخر الضرب غير المبرح حتي الضرب يكون زي ضرب الأطفال كدة في أماكن لا يكون فيها عظم يعني مكان يكون فية لحم ولا يكون فية عظم علشان لا قدر الله لو الواحد خرج عن شعور ة ما يكسرش عظمة .
إنتصار : هو الضرب كمان يقعد ينقي يضرب أنهي حتة و دي أنهي حتة فيها لحم و مفهاش عظم يا رقية .
عائشة بابتسامة : زي المعقدة مثلا .
إنتصار : الإية مش فاهمة .
ليقف عبد الله و يضع يدة علي خلفيتة و يقول دي يآمة مش زي ما أبويا ما بيعمل رايح جاي يضربني علي آفايا ( ووضع يدة علية) ودة كلة عظم صح يا خالتي .
عائشة بضحكة : لأ دي منطقة خطر و ممكن يجيلك تخلف و دة واضح بوادرة عليك دي أول إلتقاء الحبل الشوكي العصبي بالمخ و فية أجزاء مهمة ما ينفعش الضرب فيها .
إنتصار : كدة عبد الله ما ينفعش يضرب أصلا المعظم دة معندوش لحم أصلا .
ليضحك الجميع و يقول عبد الله: أبقي قولي لابويا بقي .
عائشة بحزن : عمك الليئم بقي ضربني أنا و بنتي لدرجة أن راسي إنفتحت و بتوجعني لغاية دلوقتي مش بس كدة الدكتور النفسي قال إن ذاكرتي موجودة أنا بس بهرب من واقع أنا رفضاة يعني وصلني أن عقلي الباطن يجبرني أنسي فترة كبيرة من حياتي خوفا منة ؛ أنا عرفت أن نهر بنتي ومالهاش حد غيري قبل ما أقابل أهلي وقررت تأجيل معرفتهم بجودي متخيل إنت لو والدي عرف إن بنتة بتتضرب و حفيدتة علي فكرة والدي أصبح لة شركة من أكبر و أهم شركات تركيا يعني و هو قاعد علي كرسية و بإشارة منة متخيل ممكن يعمل في عمك اية ؟
عبد الله : ممكن يقتلة ؟
عائشة : القتل هيريحة لكن ممكن يبعت حد يجيبة تحت رجلية ويعذب فية ليل ونهار, في أبو سينام عرف حكايتي كلها ولو جرا لي حاجة أكيد هيروح لوالدي ويعرفة ؛ولو و بقول لو رجعت لعمك صدقني مع أول يوم هآقطع لة دراعة مش إيدة أنا نار في قلبي منة وخصوصا لما بشوف وصلني لأية.
علي : قلبك أبيض يا خالتي هتودي نفسك في داهية لية ؟
عائشة : لا أنا أتعدم أو أتسجن و لا يهني حد, مهما كان الحد دة , ٱتربيت علي كدة ويلا قوموا روحوا بقي الدنيا ليلت واتاخرتوا .
عبد الله : إنت قلبتي لية كدة علي العموم ورايا مذاكرة وعلي عندة عيادة يلا يا عم نمشي وقفل تسجيل موبيلة .
إبتسمت عائشة وقالت : كدة ممكن نقعد مع بعض براحتنا أنا بس كنت عاوزة أعمل إني بطردكم علشان يفهم من التسجيل أن ما حدش عزيز أو هياثر عليا آسفة بس كنت عاوزة رد فعل طبيعي (نظرت لإنتصار ) مدام ممكن معليش تسختي الأكل إلي جبتية النهاردة نأكل مع بعض .
علي : فعلا يا خالتي عندي عيادة و الواد دة عندة مذاكرة .
عائشة : نأكل مع بعض الأول من فضلك مش كفاية مش عارفة أضايفكم ممكن يا مدام تسخني الأكل .
عبد الله : علي حسب الأكل إية لو عادي نروح لو حلو نقعد.
إنتصار : يعني هناكل الأكل إللي جايبنة يا رقية ما يصحش أفرش و أجيب جبنة و أقلي بطاطس .
عبد الله : يلا نروح .
عائشة : من فضلك من إللي جبتية لو سمحتي .
إنتصار : ماشي هسخن المحشي والبطة .
عبد الله : أنا قاعد يا علي لو عاوز روح الحق العيادة وانا هاخذ نايبك عادي .
عائشة : ولا يبان عليك انك آكيل .
عبد الله : ببذل مجهود جبااار والله من الفجر لآخر الليل ومحدش مقدر .
سخنت إنتصار الأكل و أكلوا جميعا في جو أسري جميل و نظفت إنتصار المطبخ وعملت دور شاي و إستاذنوا للخروج .
قبل الخروج نهر لعلي : أبية من فضلك إتصل بجدو عبد العزيز طمنة عليا واقولة مش عارفة اكلمة لان الموبيل مسحوب مني .
عائشة : بلاش يا علي الموبيل مسحوب علشان المكالمات إلي ملهاش لازمة و علشان تركزي في المذاكرة لكن جدك غير هخليكي تكلمية وهكلمة معاك اوك .
نهر بفرحة : أوك شكرا .
مشي علي و أخوة وأمة سعداء من تقبل رقية لهم و إطماناهم علي نهر ورقية.
و كلمت نهر ورقية عبد العزيز الذي فرح بالمكالمة كثيرا واطمن هو الآخر .
صباحاً جائت باكرا كلا من أنهار و رانيا لنهر
نهر : لسة فاكرين ماجيتوش إمبارح لية ؟
أنهار : خالتي قالت لنا إمبارح جاي ليكم ضيوف وقالت نجي بدري علشان نساعدكم لأنك هتيجي معانا النهاردة المدرسة.
رانيا : هتيجي إزاي يا نهر إنت مش قادرة تمشي .
عائشة : أنا جهزت لك شوية حاجات بسيطة تاكليها في المدرسة بنات ساعدوا نهر تغير لبسها يلا أنا جبت كرسي متحرك هنروح ونيجي بة.
رانيا : هنمشي للمدرسة و نيجي بية لكن نهر هتطلع إزاي الدور الثاني في المدرسة .
عائشة : إتصرفت و إتكلمت مع مدير المدرسة يلا علشان لسة هتدخل الحمام قبل ما تمشي وهنسرح لها شعرها .
نهر : لا أنا هعرف اسرح لنفسي .
بعد ساعة إلا ربع كانت نهر جاهزة للخروج قعدت نهر علي الكرسي وأخذت أنهار تدفع الكرسي للامام ورانيا حملت حقيبة نهر مشت معهم عائشة الي المدرسة
رانيا :خالتي ما تجيش اخر النهار أنا و أنهار هنجبها البيت بس أنا هزوق الكرسي و أنهار تشيل الشنطة
عائشة : لا حبيبتي هاجي قبل ما تخرجوا علشان أكون معاكم مع أني مش بعمل حاجة لكن لازم يكون معاكم حد كبير.‌
وصلوا المدرسة و أدخلتها معهم و إستقبلها أحد الأساتذة وعاملين نظافة ساعد العاملين نهر بالصعود بالكرسي للدور الثاني وجلست معها عائشة في فصلها و إنصرفت عندما إنتهي طابور الصباح و دخل الطلاب فصولهم.‌
رجعت عائشة للبيت مشيا ما أن وصلت حتي إتصلت بعبد الله الذي أخذت رقمة قبل مغادرة أمس.‌
عائشة : صباح الخير يا عبد الله الوقت مناسب أكلمك.‌
عبد الله : أيوة يا خالتي أنا في الميكروباص رايح الجامعة أيوة الوقت مناسب خير .‌
عائشة : سمعت عمك التسجيل ؟
عبد الله : أيوة يا خالتي و كان نصيبي تهزيق من أبويا أنما اية عنب .‌
عائشة : معليش يا حبيبي المهم مصطفي قال أو عمل إية ؟ عاوزة افهم هعمل اية الفترة الجاية .‌
عبد الله : كسر الأوضة بتاعتة مليون حتة جاب عاليها واطيها و أقعد يصرخ و يكسر في كل حاجة قدامة وجعة كلامك باين ؛ هي ستي قاعدت تهدي فية و تقول لة يطلقك بس هو كان بيتجنن أكتر .‌
عائشة : يعني مش بيتعلم و برضو بيغضب و يثور و طبعا مالقاش حد يطلع على فية ٱم كسر البيت همجي زي ما هو شكرا عبدو .‌
إية هيحصل هنشوف بعدين

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت الناس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *