روايات

رواية على حافة الهاوية الفصل الثامن عشر 18 بقلم ولاء عمر

رواية على حافة الهاوية الفصل الثامن عشر 18 بقلم ولاء عمر

رواية على حافة الهاوية البارت الثامن عشر

رواية على حافة الهاوية الجزء الثامن عشر

على حافة الهاوية
على حافة الهاوية

رواية على حافة الهاوية الحلقة الثامنة عشر

 تعرفي لما جيت أحط في وشي زيك حمد زعق لي! أصلا أنا كنت بايتة مع ستي وروحت حطيت بقى راح بعد يزعق، روحت قولت له إيه هو أنت مخلفني وناسيني وقعدنا نتخانق.
– يا ستي الحمد لله إنك معملتيش زيّ علشان ما اشيلش ذنبك.
– لاء إحكي لي.
اتنهدت وأنا باصة قدامي وعيني على الطريق والزرع ودماغي مع اللي فات:- الحكاية بدأت من وأنا صغيرة، لما ماما وبابا مكانوش مهتمين بيا ولا بوجودي، وبينسوا وجودي معاهم بالأيام، أنا فاكرة إني بعد ما سافرت معاهم من هنا هما جابولي مربيين، بعدها بدأت أكبر وأنا لوحدي، مش متشافة ولا حد حاسس بوجودي، ولا حتى حد يعرفني، لحد ما دخلت الجامعة، بدأت السوشيال ميديا بقى تأخد وقتي كله، اتعرفت على نهلة، قررنا نعمل فيديوهات كدا بالحظ بعدها لقينا الموضوع عجبنا، كل فيديو مشاهداته بتزيد عن اللي قبله، اتعرفنا ساعتها على شيرين كانت بنت بسيطة بتعمل فيديوهات زيينا وبقينا شلة، اتعرفنا بعدها على أصحاب لينا شباب، بدأت بقى شهرتنا تزيد ونتعرف ونخروج ونروح ونيجي مع بعض، لحد ما في مرة سافرنا، و وإحنا راجعين العربية عملت حادثة مات فيها الشباب وأنا والبنات طلعنا بكسور بقى.
بصت ليا بصدمة:- يلهوي، وبعدين.
ساعتها كملت وأنا قاصدة أتغاضى عن موضوع شهاب، محبتش أفضح نفسي.
– ولا قبلين، أنا ساعتها بعدما حصلت مشكلة معاهم نهلة وشيرين مشيليني الذنب مع إن دا كان قضاء وقدر، حتى أنا جات عليا فترة حاسة بالذنب، المهم بعدها هما عادوني وكرهوني، وأنا بعدت، وربنا وقع في طريقي سهيلة غيرت فيا شوية، بعدها بقى بعدنا وحبة انتكاسة بعدها سمعت بودكاست عرفته من صفحة حمد ودا اللي كان السبب في تغييري، وطبعاً حمد كان ليه دور كبير فى تغييري .
– حلو البودكاست دا على كدا؟
– آه جداً، حتى حمد قالي إن صاحب البودكاست دا صاحبه وقريب منه وكمان البودكاست دا معروف.
– اسمه إيه ؟
– يوسف الضبيحاوي.
– ودا ملفتش انتباهك لحاجة؟!!
– إن يوسف صاحب حمد واللي شغال مع جدك اسمه يوسف الضبيحاوي؟
بصيت ليها وأنا مصدومة وبحاول أستوعب كلامها:- بس لحظة، يوسف دا صوته يبان مألوف ليا، بس حساه مختلف ، بس هو مقارب ليه!
كانت هتصوت مني فقالت بنفاذ صبر:- وضحي.
– يعني.. يعني يوسف صاحب البودكاست لهجته عادي زي أهل المدن، مش صعيدية.
– جنات، هاتي البودكاست دا.
فعلاً سمعت كلامها وجبته، سمعت منه دقيقة وبعدها بصت لي:- صباح الفل بجد يا جنات، دا نفس الشخص، بس اللهجة مغيرة الصوت حاجة بسيطة، علشان اللهجة بتغير نبرة الصوت أصلاً.
– هنا، حاسة إن شكلي كلاون.
– قوي الصراحة .
– ليه، ليه بتصارحيني ليه؟!!
يا أني عليا، يعني أنا كنت معجبة بصاحب الصوت، وشخصيته، وفي الأسبوع دا أعجبت بيوسف وشكله ومن كلام تيتا عنه، يطلع نفس الشخص، كسفة والله.
– تعالي نروح، ستي بترن.
– ماشي .
مشينا على البيت، كان الليل بدأ يليل، والغروب بين الزرع والغيطان يخبل، روحنا وقعدنا مع ستي، والحقيقة إن القعدة معاهم ممتعة.
عدا أسبوعين هنا كانت بتروح وتيجي معايا فيهم، أول مرة يبقى معايا صاحبة بجد من بعد سهيلة وما احسش إني وحدي، أول مرة مأحدسش إني يتيمة بالرغم من وجود ماما وبابا بوجود تيتا وجدو.
جدو مطلعش قاسي وشديد زي ما كنت مفكرة، جدو طلع شايل جواه حنية الدنيا بس بيظهرها في وقتها المناسب، ويوسف، الحقيقة إن جمعني بيه مواقف وأنا بناوله الشاي.
– خدي طلعي الشاي لجدك ويوسف يا جنات.
– حاضر يا ستي.
خدت منها الصينية وطلعت بيها لحد عتبة باب البيت، ساعتها قام يوسف يأخدها مني، وقتها أنا قولت له وأنا متوترة:- هو أنا حابة أشكرك.. الصراحة يعني على إنك سبب في كل اللي أنا فيه دا.
بص ليا باستفهام فكملت كلامي بتوتر:- يعني على البودكاست اللي غيرني 180 درجة، وعلى أفكاره وأفكار الحلقات، و… وعلى طريقة كلامك الهادية اللي مخلتنيش أنفر وأخاف.. شكراً.
بص ليا وبعدها مسك مني الصينية وهو بيقول:- الحقيقة إن مش أنا لوحدي صاحب البودكاست، حمد ليه مجهود كبير في الموضوع دا.
جدي ساعتها نادي عليه، فهو بص ليا وفي عينه لمعة وبعدها قالي بطريقة تحمل معاها كل معاني الذوق وهو خافض نظره:- أستأذنك أنا علشان جدي بينادم عليا، ممكن تخلي حمد يبقى يوضح لك لما ييجي.
دخلت وأنا قلبي بيدق بسرعة، طريقة كلامه… هادية قوي، نبرة صوته باللهجة الصعيدي على عكس البودكاست وطريقته جذبتني، الحقيقة إنها في كلتا الحالتين جاذباني.
رجع حمد بالليل، ستي وجدي كانوا ناموا، عملت له يأكل وجبت الشاي وقعدت جنبه.
بص ليا وهو بيأكل:- حاسس إنك عايزة تقولي حاجة..
فركت إيديا الاتنين في بعض وأنا بقوله:- أنتو صحاب البودكاست ؟
خد حبة من كوباية الشاي وهو بيسأل بعدها:- إحنا مين؟
بحلقت ليه وأنا بقوله:- حمد بلاش إستعباط.
– حاضر يا ستي.
خد حبة من كوباية الشاي وانسجم، مش مستوعب باينه إنها كوباية شاي مش أكتر! ما علينا..
كمل كلامه:- من سنتين ونص وفي سهرة كدا مع يوسف، قولته إننا ممكن نستفيد من معلوماته وطريقة كلامه الهادية ونعمل بودكاست زي الناس اللي هناك.
– هاه وبعدين؟
– ولا قبلين، أنا أحدد فكرة الحلقة، ونجمع معلومات إحنا الاتنين من الكتب عند جدك بما إن ماشاءالله عنده مكتبة جوة على شوية معلومات معانا وبحث، وبعدها البودكاست اتشهر بطريقة مكناش متوقعينها.
– طيب ولية باسم يوسف بس واسم مش مذكور؟
– عادي أنا كدا كدا مبحبش جو السوشيال ميديا.
– طيب ومعرفتنيش ليه من الأول!
– علشان محدش كان يعرف هنا أصلاً بموضوع البودكاست، وكنا بنسجله عند يوسف في أوضته.
– يلا تصبحي على خير.
– وأنت من أهل الهنا.
قولتها بإبتسامة لعوب الصراحة فبص ليا:- إتملي هاه!
– تتهنوا ببعض يا عم، عقبالي أنا بس.
– نينيني، في حد يعرفك أصلا ؟
– أنا بشتغل بروجر، أنت إيش دراك أنت في شهرتي؟
– واضح إنك لقطتي اللهجة يا بت أبوي.
– أيوا يا واد أبوي.
ضحك بعدها على كلامي ودخل نام، وأنا طلعت أنا كمان أنام، لكن عقلي عمال يعيد ويزيد في شكل يوسف، ملامحه، طريقة كلامه، نبرة صوته، أحم طريقة لبسه، بيرفكت الصراحة، لايق له الجلاليب الصعيدي قوي.
بعد تلات أيام، كنا واقفين أنا وهنا في الموقف مستنين أي مواصلة، ولكن الحقيقة وكإن مواصلات البلد كلها خلصت في الوقت دا.
في عز ما إحنا واقفين في الحر سمعت صوت عربية بتزمر جنبنا، عدلت وشي لقيته يوسف.
-إركبوا، ليه؟ بتاع إيه ؟
– جدك هو اللي قالي وأنا مالي بقى، كمان عرفت إن عندكم امتحان، جايين ولا أشوف مصالحي؟
لاء، لاء بجد!! بقى هو دا اللي كنت منبهرة بهدوءه، بصي بيكلمني إزاي ؟!!
شدتني هنا وهي بتقرب من العربية وبتفتح الباب اللي ورا، وبتتكلم من تحت ضرسها:- شكراً يا يوسف، معلش هي جنات مستغربة بس.
مالت عليا وإتكلمت بصوت واطي:- إتهدي، وراعي إننا ورانا امتحان، وبعدين جدك اللي باعته خلاص بقى .
سكتت علشان ما اتحطش في موقف محرج أكتر من كدا.
شغل العربية ومشي بينا.
– تحبوا تشربوا عصير إيه؟ علشان أنا نازل أجيب ليا، فهجيب لكم معايا.
– شكراً.
– العفو يا أستاذة جنات، هجيب تلاتة قصب.
ديموقراطية يوسف تحفه بجد، دا حتى مامشيش غير أما خد رأينا نشرب إيه.
جابه ووصلنا، نزلنا وساعتها أنا كنت معدية من جنب العربية، قال هو بصوت هادي:- حلي على مهلك، دا امتحان مش نهاية العالم عرفت من حمد إنك وأنتِ صغيرة كنتي بتخافي من الإمتحانات.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية على حافة الهاوية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *