روايات

رواية بحر العشق المالح الفصل السابع والأربعون 47 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية بحر العشق المالح الفصل السابع والأربعون 47 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية بحر العشق المالح البارت السابع والأربعون

رواية بحر العشق المالح الجزء السابع والأربعون

بحر العشق المالح
بحر العشق المالح

رواية بحر العشق المالح الحلقة السابعة والأربعون

رغم أن ليالى الصيف قصيره، لكن هذه الليله كانت طويله…
بمنزل زهران.
بجناح عواد
إعتدل نائمًا على ظهره ورفع إحدى يديه وضعها فوق رأسه ثم مال جانبًا برأسه يتمعن بالنظر لتلك النائمه جواره التى كان يشعر أنها كانت مُستيقظه قبل قليل لكن يبدوا أنه مازال للأدويه المُسكنه التى كانت تتناولها تآثير رغم توقفها عن تناولها،لكن خطفتها سَكرة النوم،تنهد يشعر بحِيره،للحظات لام نفسه
متسألًا،لما أدخلتها الى حياتك هى كانت القريبه للقلب البعيده عن العقل، لما تركت لجام عقلك يفلت ليتحكم قلبك، لما أدخلتها الى عتمة قلبك،
لما، ولما، ولما، أسئله جوابها الوحيد هو…..
أنك كنت تعشقها وإزداد عشقك لها… لما لم تتركها على شط النجاه بعيدًا عنك.. لما سحبتها معك الى جوف أمواج قلبك المالحه…لو ظل ينظر لوجهها كثيرًا سيضعف ويُقظها ويُخبرها كم آلامهِ كثيره وأنها كانت ومازالت وستظل الجزء المُحفز له على تجرُع علاج مُضني لفؤادهُ وجسدهُ،لكن هو غير قادر على تحمُل إختيارها،حتى لو ضحت وقبلت به مع إحتمال أن يعود جليس مقعد متحرك مره أخرى، كان دائمًا يختار السباحه ضد التيار ويُعانده،ربما آن الآوان أن يترك نفسه وحيدًا لجرفة التيار.
نحى غطاء الفراش عن جسده ونهض من على الفراش يشعر بآلم،جذب علبة السجائر والقداحه وأخذ مئزر له وإرتداه وزم طرفيه عليه بعشوائيه،ثم فتح باب الشُرفه بهدوء ثم أغلقهُ خلفه وذهب نحو إحدى المقاعد الموجوده بالشُرفه وجلس عليها،أشعل إحدى السجائر نفث دخانها ينظر أمامه الى أضوية المنازل المُحيطه،كان من ضمن تلك الأضويه ضوء يظهر من مكان منزل والد صابرين
ذالك المنزل الذى يومًا ضاعت أمامهُ أحلام فتى صغير كان يرى المستقبل مُزهر يتمنى فقط أن يأتى يومًا ما ويضمهُ والده الى حضنه يمدحه أنه أصبح مثلما أراد سباح عالمى،وكذالك طبيب مشهور
لكن شاء القدر له أن تنتهى تلك الأمال باكرًا
أضحت أمانى ضائعه
عاد بذاكرته الى قبل أيام قليله
حين جلست لجواره صبريه بحديقة المشفى
[فلاشــــــــــــــــ/بـــــــــــاك]
ترك رائف عواد مع صبريه التى جلست جواره على ذالك المقعد الرُخامى
بتردد منها وضعت يدها على يد عواد الذى كان يضعها فوق المقعد،
إستدار عواد بوجهه ينظر ليد صبريه التى وضعتها فوق يدهُ،كاد يسحب يده من أسفل يدها لكن هى تمسكت بيده،تنظر لوجهه،تلاقت العيون تحكى وتبيح لبعضها بآلم وآنين مكبوت من سنوات بالقلب،آن الآوان أن يُفصح عنه ربما يجد هذا الآلم الدواء،وينتهى الآنين.
دمعه فرت من عين صبريه،تعجب عواد لتلك الدمعه،لكن تحدثت بحقيقه هى تعلمها جيدًا عن فتى كانت هى بمثابة صديقته الوحيده،وكان هو خازن أسرارها،كذالك هنالك شئ آخر قد يكون نسيهُ وسط تلك الآلام القسوه الذى شب عليها:
إنت قلبك مش زيهم يا عواد.
نظر لها عواد بعدم فهم،فأكملت توضيح حديثها: إنت اللى كنت على درايه بقصتى أنا مروان حبيبي لإنك كنت
(مِرسال الغرام)بينا،ولا نسيت دى كمان…
إنت قلبك مش قاسى زى جاد،ولا أبويا …إنت قلبك كان مُشتاق دايمًا للحب والحنان،كلمة مدح كانت بترضى قلبك،زى دلوقتي كده كل أملك صابرين تفتح عنيها،أنا عرفت حقيقة مصطفى من جمال التهامى،حاسه بقلبك إنت جواك إعصار بيدمر قلبك،زيي زمان أنت كنت فى نفس وضعك فى يوم من الأيام
لما كنت بلوم نفسى إن بسبب آنانيتى إتسببت فى قتل أخويا،أخويا اللى فى يوم نعتنى بأبشع الألفاظ الدنيئه..
عشان أختارت أمشي وراء قلبى وبدل ما أتجوز من شخص كل مميزاته أنه مش “مروان التهامى” إبن’صابرين زهران’، أخت جدك بعد ما جوزها رفض بيع حتة أرض لجدك بسبب طمعهُ إن الأرض على سكه رئيسيه للبلد جوز عمتى كان رافض يبيعها عشان مروان هيعمل فيها مشتل خاص بيه، لكن جدك كان عاوزها طمع فى تمنها اللى السهم فيها بمبلغ يغوي، بس طبعًا جبروت جدك ساوم على قلب عاشق، ساوم مروان وقتها وقاله الأرض،يأما أنا هجوز بنتى بعد يومين بالظبط، وحتى لما مراون أقنع جوز عمتى و وافق على بيع الارض له رفض وقاله صبريه مستحيل هتتجوز مروان والأرض كمان هاخدها بأى شكل هى كانت أرض زهران من البدايه وهترجع لهم حتى لو على جثث ولاد عيلة التهامى،وفعلاً كان هينفذ وعده وطلب من واحد من العمال اللى كانوا شغالين عنده أنه يتجوزنى خلال يومين،وحبسنى وقتها فى اوضتى ومنع أى حد حتى يقف قدام باب اوضتى يسمع آنيني يمكن قلبه يحن عليا حتى إنت وقتها سفرك عند جدك فى إسكندريه عشان إنت الوحيد اللى مكنتش هتسمع كلامه، بس للآسف رجعت يوم ما أحلام إنتهزت فرصة إن مفيش غيرى انا وهى فى البيت، وفتحتلى الباب وقالتلى إهربى،
عارفه هتستغرب إن أحلام تعمل خير، هى فى الحقيقه مكنش غرضها الخير، هى كانت عاوزه يحصل فضيحه كبيره وزى ما قال عليا جاد ووصمنى وقتها إنى نجسه،مروان أقسم وقتها أنى شريفه بس جاد طبعًا كان جاى وناوى عالشر الطمع كان مالى قلبهُ إنت وصلت على آلاخر جاد إستفز مروان بما فيه الكفايه سواء نعتى أنا وهو بأبشع الألفاظ والإتهامات، مروان كان بيحاول يضبط نفسه لأقصى حد لكن اللى رفع السلاح الأول كان جاد وكان غرضه قتلى أنا مش قتل مروان،الرصاصه اللى ضربها وقتها مروان كانت دافاع عنى، قارن يا عواد نفس اللى حصل مع مصطفى هو اللى حصل فى الماضى،إن اللى جاي وفى غرضهُ الشر هو اللى بيدفع التمن.
نظر عواد لـ صبريه يرى بعينيها الصدق،هو كان أعمى،أو بالأصح إستعمى بإرادتهُ وقتها بسبب شعور الفقدان والإحتياج اللذان كان ومازال يشعر بهم،كيف نسي يومًا حين كان يأخد تلك المراسيل الكتابيه من صبريه ويذهب بها الى مروان،كذالك العكس مراسيل مروان لـ صبريه،كان ذالك إحساس خاص بقلبه،تمنى وقتها أن يعيش قصة مثيله لهم مع حبيبته يومً ما،وتذكر أيضًا ذكرى طفله كانت تلعب مع إثنين من الصبيه، شعر بالغِيره منهم كان يتمنى عائله بها أخ أو أخت يستطيع اللعب معهم،رأى سذاجة تلك الطفله التى كسعها أحد الطفلين لتقع أرضًا ويتلوث فستانها الوردى بالتراب ويأتى أحد الطفلين يساعدها على النهوض وينفض ذالك التراب عن فستانها،وهى تترغرغ الدموع تضع يدها فوق معصم يدها الأخرى تنظر الى ذالك الجرح الصغير،ثم نظرت بعينيها الى الذى كسعها بمجرد أن تبسم لها إختفت تلك الدموع وعادت سريعًا تلعب معه كآن آلم ذالك الجرح الذى بمعصم يدها إختفى،وما كانت تلك الطفله الإ صابرين والطفلين كانا فادى ومصطفى الذى كسعها وسامحته بمجرد إبتسامه منه لها.
عاد من ذالك الشرود على لسعة عُقب السيجاره لإصبعه التى سُرعان ما ألقاه من يدهُ ينفخ مكان اللسعه الذى إختفى آلمها بسهوله،لكن هنالك بعض الآلام لا يختفى آلامها تترك ندوب واضحه،
زفر نفسه بغصات قويه تضرب بقلبه صابرين وهى بالغيبوبه الأسم الوحيد التى همست به كان مصطفى،هل مازالت تكن له بقلبها مشاعر؟
جاوب عقلهُ…بالتأكيد هى تزوجت بك فقط بلحظة إندفاع منها من أجل هدف إثبات أنها مازالت طاهره
لكن فيما بعد يبدو أنها ندمت على ذالك الإندفاع.
وسط تلك الامواج العاتيه بعقل عواد،رأى دخول بعض السيارات الى فناء المنزل،علم أن الزفاف إنتهى وأنهم عادوا للمنزل من الجيد أنه يجلس بمكان مُظلم لن يراه أحد لكن كان هذا فقط ما صوره له عقله فهنالك من رأتهُ وتعذب قلبها على شعور الآسة الذى يختلج قلبها بقوه على أبنائها
الثلاث أولهم عواد ثم غيداء،وبالآخر مصطفى الذى فقدته مرتين…
على ذكر مصطفى،إقتربت منال تأخذ طفلتها من تحيه التى تحملها،لكن قالت تحيه بحنان:
دى نايمه خلينى اوصلها للسرير عشان متقلقش وتصحى.
وافقت منال فهنالك إستفسار بعقلها لابد له من تفسير منطقى.
بالفعل دخلت منال ووالداتها خلف تحيه التى وضعت الطفله على الفراش ودثرتها بالغطاء ثم قبلت رأسها وخرجت من الغرفه رأت منال ووالداتها على وجوههن أسئله هى تعلم جيدًا إجابتها،لكن يبدوا أن تلك الإجابه ليس وقتها الآن حين آتت إحدى الخادمات الى الإستراحه بلهفه تقول:
ست تحيه،الست أحلام معرفش جرالها أيه بتتآلم بصوت جامد.
اسرعت تحيه بالخروج خلف الخادمه وذهبت الى غرفة أحلام التى تتأوه بآلم ساحق،كذالك دخل فهمى الى الغرفه ورأى أحلام التى بعد أن كانت لا تستطيع الحركه تفرك جسدها بالفراش تتأوه
تهزى بندب على حالها تهبش بيديها بملآه الفراش كآنها تُصارعه،رأى أفعال أحلام هذه كل من بالمنزل،سالت دموع البعض والبعض حاجد القلب مثلها لا يتعظ
سريعًا تمالكت تحيه نفسها من تلك الحاله التى علمت أنها صراع خروج الروح من الجسد وقسوته جففت دموعها بخشوع وخشية ذالك الآلم الذى لا يُقارن بأى آلم مهما كان قسوته قائله بحزم:
الكل يطلع بره،وإتصل عالدكتور يا فهمى يجى فورًا.
بعدقليل
خرج الطبيب من غرفة أحلام قائلاً بإنهزام:
للآسف دى بتحتضر، مفيش أيدينا غير الدعاء لها ربنا يرفق بها.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل سالم التهامى
فتحت شهيره باب المنزل، دخلت فاديه تحمل ميلا، نظرت خلفها لوالداها قائله:
أنا مصدعه من دوشة القاعه و السهر هدخل أنيم ميلا وأنام جنبها انا كمان تصبحوا على خير.
رد سالم وشهيره بنفس الوقت:
وإنتِ من أهل الخير.
بعد لحظات بغرفة سالم وشهيره وقف سالم يتخفف من ثيابه تساعده شهيره التى تبسمت قائله:
تعرف اللى أسمه رائف ده شخص لطيف وظريف ويدخل للقلب.
تنهد سالم قائلاً:
فعلاً،هو ووالده كمان إنسان عِشري.
أخذت شهيره الحديث من سالم:
عِشري فعلاً وحاسه إن فى توافق بينه وبين فاديه وأن لها معزه خاصه عنده،بس عندى يقين إن السبب فى ده هو رائف مشوفتش نظراته لـ فاديه
ده عينيه متشالتش عنها طول الفرح.
تنهد سالم قائلاً: قصدك أيه.
تبسمت شهيره: قلبى حاسس إن رائف عنده مشاعر لـ فاديه، والا ليه سايب بنته معاها بقالها مده… لو معندوش مشاعر وثيقه لـ فاديه كان هيبقى مطمن على بنته معاها غير بسمعه تقريبًا بيتصل عليها يوميًا.
تبسم سالم قائلاً:
إنت بتتصنتى على فاديه.
ردت شهيره بنفي: لأ والله دى بتيحي صُدف،حتى حاسه كمان إن فاديه عندها يمكن مشاعر هى كمان بس متشتته بين قلبها وعقلها،الإتنين خذلوها قبل كده يمكن ده مسبب ليها خوف إنها تدخل تجربه جديده وتقابل نفس الفشل.
تنهد سالم وهو يجلس على الفراش يشعر بصدع فى قلبه قائلاً:
فعلاً كان فى صديق ليا،إبنه أرمل ولما عرف إن فاديه إتطلقت طلبها منى لأبنه وأنا قولت أقولها من باب المعرفه،إتفاجئت إنها رافضه موضوع الجواز مره تانيه،حتى لما قولت لها مش هتخسر حاجه لما تقابله يمكن يحصل وفق،قالتلى لأ هى خلاص جربت حظها.
جلست شهيره جوار سالم على الفراش تدمع عينيها قائله:
مش معنى إن حظها كان مع إتنين أسوء من بعض إنها تؤد شبابها وتحرم نفسها أنها تكون أم،هى لسه تقدر تخلف ويبقى لها ذُريه من صُلبها.
تنهد سالم قائلاً:
ده اللى قولته لها،بس هى برضوا رفضت الموضوع.
تنهدت شهيره قائله بتفكير:
تفتكر يكون عندها مشاعر،لـ رائف وده سبب رفضها.
رد سالم:
معتقدش،حتى لو عندها مشاعر هى زى ما قولتلك خايفه تخوض تجربه جديده جواها خوف مش بس من فشلها،هى خايفه من أثار التجربه الاولى اللى عاشتها لسنين فى خضوع تعطى وتقدم وفى الآخر تجني النُكران.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل جمال التهامى،بشقة فادى
جلس فادى على ساقيه يُمسك يدي ساميه المنهاره بالبكاء والنواح على سنوات من العمر قضتها زوجه تفعل أى شئ لنجاح عائلتها، وقوبل ذالك فى النهايه بالطلاق يشعر أنه يكاد يقفد عقلهُ، كمن يمُر بمنعطف ضيق يقبض على نفسه.
بينما للحظة توقفت ساميه عن البكاء بنواح ونظرت الى فادى،ورأت صدرهُ العاري الذى يظهر من أسفل قميصهُ المفتوح،تعلم أنها صعدت له بوقت حرج،لكن تغاضت عن ذالك مُبرره أنها ليس لها سواه الآن
عادت للنواح مره أخرى حين عادت غيداء وبيدها كآس ماء وأقتربت منها بشفقه قائله:
إهدى يا طنط خدى إشربى،أكيد فى سوء تفاهم،وفادى دلوقتي هينزل عند عمى ويهديه.
قالت غيداء هذا ونظرت لـ فادى وتشير له برأسها أن يحاول تهدئة والداته،تعجب كثيرًا،أليست تلك التى أخبرته قبل قليل أنها أجهضت جنينهم بدم بارد…هل ما تفعله من مواساه لوالدته شفقه أم شماته،يشعر أنه أمامه مثل العاري بليالى الشتاء القاسية البروده،بينما غيداء بداخلها شعور بالشفقه،لكن شمت بـ فادى وهى تراه يحسد بصره ان تتلاقى عينيه مع عينيها،هو أفسد فرحتها بأبسط الأشياء حتى بعقد القران الذى تم بالمنزل بعد أن أخبروا المأذون عن زواج عرفى سابق بينهم،فتمم الزواج على أنها”ثيب”(سبق لها الزواح) رغم ذالك كان وكيلها فهمى المخذول فعقد القران ما هو الا تصحيح مسار لزواج عُرفى تم بالفعل بينهم…عُقد قرانها بالمنزل فقط وأشهر زواجهم بحفل حناء بعد عقد القران بالمنزل دون مظاهر،كانت الحجه هى
مرض زوجة والداها.
إرتجفت يد ساميه وهى تأخذ الكأس من يد غيداء وكادت تسكُب المياه لكن غيداء تبتت يدها على الكأس وقربته من شفاها حتى تحتسى بعض القطرات، رفع فادى عينيه بنظره الى غيداء، التى حادت بصرها عنه وإدعت النظر لـ ساميه.
شعر فادى بضنين،وهو ينهض من أمام والداته واقفًا يُزفر نفسه بضيق قائلاً:
أنا نازل لـ بابا.
ترك فادى ساميه مع غيداء التى جلست جوارها صامته لا تعرف ماذا تقول لها وتواسيها، بينما نظرت لها ساميه بإستخفاف، وقامت بالتمثيل عليها وعاودت البكاء الحار والندب على إستغلال جمال لضعفها بعد كل تلك السنوات حتى أنه لم يرفق بقلبها وأعطها فرصه تسعد بزواج إبنها الوحيد بعد ذالك الإكتشاف الذى كسر قلبها لأكثر من مره، وقعت غيداء بطيبتها وسذاجتها بكذب وإدعاء ساميه، دخل لها شك ان فادى بالتأكيد يُشبه والده ذالك القاسى الذى لم يرآف بضعف زوجته.
بينما الحقيقه كانت بالطابق الأسفل
فتح فادى باب الشقه ودخل إليها، تفاجئ بوالده يجلس محنى الظهر على أحد مقاعد الردهه، نطق:
بابا!.
رفع جمال وجهه قليلاً ونظر نحو فادى يقول بتبرير دامع العين:
سامحنى
مقدرتش أتحمل كذبها أكتر من كده. .. أنا سبق وقولت لها لو كنتِ تعرفي حقيقة مصطفى قبل كده قوليلى بلاش أتفاجئ، بس هى ضيعت الفرصه وفضلت مستمره فى كدبتها، ولو مش الصدفه هى اللى كشفتها كنت فضلت مخدوع، وياريتنى فضلت مخدوع، نفسى كل اللى حصل يطلع كابوس وأفوق منه الاقى مصطفى عايش، وانه إبنى من صُلبى مش طفل إتبدل بالمستشفى يوم ولادته، مش عارف إزاى قدر يعيش بدون ما يعذبه ضميره وهو بيخفي حقيقة طفل قلب أمه إتقهر عليه حتى ملحقتش تشوفه.
جلس فادى على ساقيه أمام والده يشعر بتهتك فى قلبهُ، لاول مره يرى والده بهذا الضعف يبكى أمامه
اليوم كان من المفترض ان يسعد بزفافه لكن كانت نهاية اليوم قاسيه بدايتًا من إخبار غيداء له انها أجهضت الجنين وان زواجهم عقاب لهما الأثتين، ثم صدمة طلاق والدايه…. وتلك الصوره الباهته التى رأها لهما الأثنين كذالك فحوى حديث والده الذى يبرهن أن والداته كانت تعلم أن مصطفى ليس إبنها، لكن من ذالك الشخص القاسى القلب الذى تحدث عنه والده،تسأل فادى:
قصدك مين يا بابا وأيه حكاية تبديل المستشفى.
سرد جمال لـ فادى عن سماعه صدفه قبل قليل لحديث ساميه مع أخيها عن حقيقة مصطفى وأنها علمت أنه إبن عائلة زهران،تفاجئ أخيها وقتها ليس فقط من ذالك،ولكن كانت المفاجأه الكبرى هى سماع جمال لها،
جمال الذى نظر لهم بإزدراء،تفاجئت ساميه من وحود جمال،هى ظنت أنه لم يصل بعد من الزفاف،لكن ربما مجيئه الآن أظهر الحقيقه المُره وزاد من مرارتها علقمًا تجرعه على مرات كل مره يزداد العلقم بحلقهُ،أيقن فادى أن هذا كله عقاب له أنه يومً ظن أن يأخذ القصاص من تلك الضعيفه البريئه التى قضى على برائتها وشهر بها ظنًا أنه أخذ بالثأر بنفس السيف البطار الذى شطر قلبه هو الآخر.
……….ــــــــــــــــــــــ
ليله طويله إنتهت ومعها أحلام وعشق مازالت تائهه بين الأمواج،بين شد وجذب.
بمنزل زهران
مازالت هنالك من تُصارع بضنين خروج روحها تتعذب تهزي كآنها تطلب وتناجى الموت أن يُريحها سريعًا،لكن خروج الروح ليس سهلًا على الأخيار ما بالك الأشرار.
بعد المغرب
طلبت تحيه من عواد الذهاب الى غيداء وتهنئتها حتى لا تشعر أنها منبوذه أكثر من ذالك كما طلبت منه أن يصطحب صابرين معه…على مضض وافق عواد
بعد قليل بمنزل جمال زهران
بشقة فادى
فتحت غيداء باب الشقه تفاجئت بعواد واقفًا خلف تلك الخادمه التى تحمل بعض الاغراض،أفسحت غيداء الخادمه كى تدخل الى الشقه وخلفها عواد ،بينما ظلت نظرات تتبادل بين عواد وغيداء،
إنقطعت تلك النظرات حين تنحنحت صابرين الواقفه على باب الشقه،بلا تفكير من غيداء ألقت بنفسها تُعانق عواد تسيل دموعها زخات،وهى تقول بندم:
أكيد بابا وماما مصدقوا إنى إتجوزت وهيعقبونى على غلطى الكبير.
ضمها عواد بأخوه هامسًا:
بلاش تفسرى على هواكِ الموضوع مختلف،حتى ماما هى اللى طلبت منى أجى وأصبح عليكِ وعلى التنين اللى إتجوزتيه،أنا عمرى ما شوفت يمامه إتجوزت غراب ولا حدايه.
رغم عنها تبسمت غيداء،بينما تأثرت صابرين بذالك وكادت تدمع عينيها لكن أكتشفت شئ جديد بعواد،لديه قُدره على الأحتواء والمزح أيضًا الذى إزداد حين آتى فادى الى مكان وقوفهم بمدخل الشقه،همس عواد بصوت شبه مسموع:
لأ ده مش غراب ولا حدايه ده طائر الرُخ الأسود.
رغم أن فادى تسمع على حديثهم وسمع همس عواد لكن رحب بهم،ربما يسير بمبدأ أكرم عدوك بمنزلك،أو هنالك تفسير آخر هى غيداء الذى يود بدأ صفحه أخرى معها.
بعد قليل جلس عواد مع فادى وحدهم كان الصمت سيد الموقف،بينما صابرين ذهبت مع غيداء الى المطبخ بحجة مساعدتها،وقفت على باب المطبخ تشعر بتهكم هذه الشقه يومً ما جُهزت من أجلها لم تكن تختار أى شئ كل شى كان إختيار ساميه،لا تعرف سبب لذالك الشعور الذى تشعر به الآن هو الامبالاه،دخلت أكثر من مره لتلك الشقه للغرابه كانت تشعر بإفتقار للمشاعر الآن عكس سابقًا كانت تشعر ببروده وصقيع بها،أيقنت ان ذالك الشعور كان لسبب أن هنا لم يكُن لها مكان،مكانها كان بعيد عن هنا،قدر رُسمت فصولهُ بترتيب إلهي.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمنزل زهران
فاضت روح الى بارئها إنتهت رحلة العذاب
تحول المنزل الذى بالأمس كان به عُرس اليوم به مآتم، هكذا هى الحقيقه
لا شئ يدوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر تقريبًا.
بمنزل زهران
بجناح عواد
تسآل بإستخبار:
كنتِ بتحبيه؟
رغم أن صابرين تفهم مقصده لكن ادعت البلاهه قائله:كنت بحب مين؟
رد عواد وهو ينظر لشفاها يتمنى أن يكون الرد بالنفى:
مصطفى إبن عمك.
ركزت فى النظر لعيناها تنتظر ردة فعله بعد جاوبها:
أكيد كنت بحبه،مش كان جوزى.
شعر بغيره قاتله لكن إدعى البرود ونظر لشفاها وقرب جسدها منه وأعتلاها قائلاً بتملُك:
أنا بس اللى جوزك.
قال هذا وأنقض على شفاها بالقبلات ويديه تسير على جسدها بتملك يدمغ جسدها ببصماته،يثبت لها أنه هو الوحيد من كان ومازال جسدها قولًا وفعلاً…تجاوبت معه هى الاخرى تشعر بنشوه سعيده بتلك القبلات واللمسات.
بعد قليل تنحى عنها نائمًا جوارها مازالت هناك بينهم نظرات العيون هى من تتحدث فقط كل منهم يُفسرها على هواه فـ بعد الليله ستكون هنالك نهايه واحده “الفُراق”
اللذان إتفقا عليه.
سحبهم غفوة النوم
فى الصباح الباكر أستيقظ عواد نظر الى وجه صابرين
كم ملامحها هادئه ورقيقه إقترب منها يستنشق من أنفاسها،لكن بسبب إنارة شاشة هاتفه عاد لرُشده،لكن قبل أن ينهض من جوارها وقع بصره على يدها اليسرى، رأى ذالك الخاتم الذى ألبسهُ لها ليلة زفافهم، رفع يدها بهدوء وسلت ذالك الخاتم من بنصرها بهدوء حتى لا تشعر به وتسيقظ بالفعل سلته من إصباعها، نهض بعدها ذهب الى الحمام بعد قليل خرج وبدل ثيابه وكتب تلك الرساله الصغيره ثم وضعها أسفل هاتفها الموضوع على طاوله جوار الفراش وقف لثوانى ينظر لها ثم غادر بهدوء.
بعد قليل إستيقظت صابرين نظرت لجوارها الفراش فارغ
ما الوقت، لابد أن النهار قد سطع، نهضت سريعًا حين تذكرت أن عواد لديه رحلة سفر ربما مازال الوقت لابد أن تُخبرهُ أن ما قالته بليلة امس ما كان سوا إغاظه منها له هى لم تشعر بأى مشاعر نحو مصطفى
توجهت نحو مكان هاتفها،رأت تلك الورقه الموضوعه أسفله،فتحت الورقه وقرأتها
“لسه عند وعدى ليكِ بمجرد ما هرجع من السفر هينتهى جوازنا،أو يمكن تحصل حاجه تانيه تنهى جوازنا وتكونى إنتِ الوحيده اللى إستفادت من جوازنا”
كانت هى تلك الرساله المختصره،بلا مقدمه وبلا نهايه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بحر العشق المالح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *