رواية خداع قاسي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ديانا ماريا
رواية خداع قاسي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم ديانا ماريا
رواية خداع قاسي البارت الثامن والعشرون
رواية خداع قاسي الجزء الثامن والعشرون
رواية خداع قاسي الحلقة الثامنة والعشرون
في تلك اللحظة أفلتت الصينية من يدي داليا من الصدمة فوقعت على الأرض وتحطمت كؤوس العصير التي أصاب جزء منها قدم داليا ليجرحها.
شهق كل من عايدة وعلياء ونهضوا عند سماع الصوت فيما توقفت جودي ورائها مذهولة مما تراه، كانت داليا صامتة ولا تبدي أي رد فعل غير الدموع الظاهرة في عينيها.
نظر كلا من عايدة وعلياء للمشهد أمامهم بعيون متسعة ثم انتبهوا لقدم داليا التي بدأت تنزف فحاولت علياء التقدم من الجانب قائلة بقلق: أبعدي عن الازاز يا داليا شكل رجلك اتعورت.
قالت عايدة بسرعة: روحي أنتِ شوفي رجلها يا علياء أنا وجودي هنلم الدنيا هنا متقلقيش.
أخذت علياء داليا من يدها للحمام وحينها لم تتمالك داليا نفسها وانهمرت دموعها وهي تبكي بشدة فظنت علياء أنها تبكي من ألم قدمها.
قالت لها بشفقة: معلش يا حبيبتي استحملي أقعدي لحد ما أغسل لك رجلك من الدم.
جلست داليا وقامت علياء بتنظيف الجرح الذي لم يكن كبيراً أو عميقاً لحسن الحظ ولفته بشاش طبي، ثم ساعدتها على النهوض وهي مازالت تبكي بحرقة مما آثار استغراب علياء التي غسلت لها وجهها المحمر بالماء البارد ثم ساعدتها حتى تصل لغرفتها وترتاح.
جلست داليا على سريرها واسندت ظهرها فقالت علياء: أنا هروح أجيب لك حاجة تشربيها.
ذهبت وجلست داليا مكانها تنهمر دموعها بصمت، لقد صفعتها الحقيقة بأقسى الطرق الممكنة أدهم يحب فتاة أخرى! لم يحبها هي كانت تعيش في الوهم لمدة طويلة.
بكت بحرقة، قلبها يؤلمها لأنها رغم أنه لم يكن أي إشارة من جانبه كان لديها الأمل لتحلم به وبحبه والآن تبعثرت كل أحلامها، هو يحب فتاة أخرى وسيتقدم لها، ربما هذه صفعة أخرى لها من الحياة حتى لا تحلم بما ليس ملك لها.
في الخارج وبعد تنظيف كل شيء أعدت علياء عصير، وقفت جودي بجانبها: تعرفي إيه اللي حصل يا خالتو؟ الصينية دي وقعت إزاي؟
تنهدت علياء بينما تحضر صينية تضع عليها كأس العصير: والله معرفش يا جودي الدنيا كانت تمام أنا مركزتش ومشوفتش كنت قاعدة مع عايدة بنتكلم وقالتلي أدهم هيخطب فجأة سمعنا صوت الدشدشة دي!
وقفت جودي تفكر فيما انتهت علياء وكانت على وشك الخروج حين وقفت أمامها جودي بابتسامة: خليني أنا اللي أوديه يا خالتو واقعد معاها شوية بالمرة خليكي مع ماما أنتِ.
أعطتها علياء ما بيدها فذهبت جودي التي طرقت الباب وتدلف لتلاحظ أن داليا تمسح دموعها بسرعة قبل أن تراها.
جلست جودي أمامها قائلة بمرح: إيه يا ديدا سلامة الشوف أبقي خدي بالك المرة الجاية.
هزت رأسها دون أن ترد فقالت جودي باستغراب: مالك يا داليا؟ وبعدين كل العياط ده علشان اتعورتي؟ ما أنتِ إيدك اتكسرت قبل كدة ومكنتيش بتعيطي.
حاولت داليا التبرير بتوتر: لا ده بسبب أنه الصينية وقعت على رجلي يا جودي والازاز خلاها تحرقني أوي مش حاجة مهمة يعني.
قالت جودي بمكر: ااه قولتيلي يمكن مش بسبب حاجة سمعتيها ضايقتك مثلا؟
ارتبكت داليا: لا لا حاجة إيه أنا بس رجلي واجعاني، أنا هنام دلوقتي شوية.
ثم تمددت وأعطت ظهرها لجودي حتى لا يظهر عليها شيء يكشف مشاعرها الداخلية فابتسمت جودي ونهضت لتخرج فيما بقيت داليا تعاني عذابها الداخلي.
مرت بضعة أيام تحسنت فيهم قدم داليا ولكن ظهر التغيير عليها بشكل كبير فكانت هادئة أكثر من المعتاد وحتى أنها لا تولي ريان الإهتمام المعتاد عليه لدرجة أنه تذمر من ذلك واشتكى لوالديه.
دلف أمجد لغرفة النوم قائلا بغضب: أنا قولت لا يعني لا!
وجلس على الأريكة بينما ولجت علياء ورائه باعتراض: لا وخلاص كدة هو إحنا لسة اتناقشنا!
قال باقتضاب: أنتِ قولتيلي وأنا قولت اللي عندي مش موافق يا علياء وبعدين البنت لسة صغيرة!
شهقت علياء وردت بتذمر: صغيرة فين يا أمجد هي طفلة! داليا كبيرة وواعية وبعدين هو أنا قولتلك جواز علطول، أنا مش فاهمة سبب رفضك الغريب ده!
فرك يديه وهو يحاول أن يتحجج بأي شيء: قولتلك البنت لسة صغيرة محتاجة تنضج وتكبر الأول علشان تقرر صح.
دخل ريان في تلك اللحظة ليتابع أمجد وهو يشير إليه: الطفل المسكين ده هيعمل إيه لوحده من غير أخته؟ مش هيقدر يتحمل على بُعدها تخيلي هيحس بأيه لما يعرف أنها هتسيبه وتمشي.
اتسعت عيون ريان بذهول وسأل والدته بصوت خائف: هي ديدا هتمشي؟ ليه يا ماما إحنا زعلناها؟
كانت داليا ذاهبة للمطبخ حين لمحت مايحدث، ولجت بتعجب: إيه مالكم كدة؟
ركض ريان إلى داليا وتعلق بساقيها وهو يبكي: ديدا متمشيش حقك عليا لو زعلتك متبعديش عني.
نظرت له داليا بصدمة ثم رفعته لأحضانها فتمسك بها بقوة حاول تهدئته وهي لا تفهم شيء مما يحدث حولها: مالك يا حبيبي متعيطش أنا مش هبعد عنك أبدا.
نظر له أمجد بابتسامة نصر، تنقلت نظرات علياء بينهم، وفجأة انتزعت ريان الباكي من أحضان داليا لتلقيه إلى حضن والده الذي تلقفه بصدمة بين يديه.
قالت بغيظ: خليك مع بابا يا حبيب بابا هو يسكتك زي ما خلاك تعيط يمكن يعقل شوية ويبطل حركات العيال دي.
ثم التفتت لداليا وأمسكت يدها بحزم: وأنتِ تعالي معايا يا داليا عايزاكِ في موضوع مهم.
وسحبت داليا المذهولة ورائها حتى دخلوا لغرفتها وأغلقت الباب ورائها بإحكام حتى لا يأتي أمجد ويخرب محادثتهم الهامة.
جلسوا على الأريكة التي في غرفتها لتقول علياء بصوت جاد: داليا أنا عايزة أقولك على حاجة مهمة.
استمعت داليا باهتمام فتابعت علياء بهدوء: فيه عريس متقدم لك.
نظرت لها بدهشة وظهرت على وجهها علامات الرفض فتابعت علياء بسرعة: لا اسمعيني الأول قبل ما تحكمي.
تنهدت داليا وهي تخفض رأسها، أردفت علياء بجدية: العريس هو أدهم ابن أختي.
رفعت رأسها على الفور تنظر لعلياء بعيون متسعة من الصدمة.
قالت علياء بلطف: طبعا أدهم مش غريب بس أنا هعرفك عليه تاني ده الواجب هو عنده دلوقتي ٢٦ سنة وبيشتغل شغل كويس وشاب محترم جدا يا داليا والله.
ظلت داليا صامتة، أمسكت علياء بيديها وقالت بصدق:أنتِ عارفة غلاوتك عندي والله يا داليا ما علشان ابن أختي بس أدهم ده مش هتلاقي زيه في الدنيا شاب طيب جدا جدا وحنين أوي ولا عمره هيجي عليكِ ولا يهينك أبدا، حتى لما أدهم بيتعصب بيسكت خالص علشان ميديش رد فعل يندم عليه وراجل وأد المسئولية، وأنتِ طبعا عارفة عايدة وجودي طيبين أوي وملمهمش في أي حاجة من اللي بنسمع عنها الأيام دي، يعني أنتِ هتدخلي بيت أنا هبقى مطمنة عليكِ فيه، فكري يا حبيبتي كويس.
دمعت عيون داليا من شدة السعادة التي تشعر بها ولم تتمكن من النطق بحرف واحد منا آثار استغراب علياء: مالك يا داليا؟ للدرجة دي الموضوع مضايقك؟ على فكرة لو رفضتِ محدش هيزعل ده نصيب.
قاطعتها داليا على الفور برعب: لا طبعا أنا موافقة!
فغرت علياء فاهها بصدمة بينما انتبهت داليا لما قالته ونظرت لها بدهشة، احمر وجهها بشدة فأدارت وجهها للناحية الأخرى وهي تلوم نفسها على تسرعها وغبائها.
بسرعة فكرت علياء بما حدث يوم كانت عايدة هنا وربطت الأمور ببعضها فابتسمت بفرح وهي تحاول جعل داليا تنظر لها إلا أن داليا أغمضت عيناها رافضة من شدة الإحراج الذي تشعر به.
ضحكت علياء بخفة: مفيش داعي تتكسفي مني، على العموم أنا دلوقتي فهمت، داليا أنتِ بتحبي أدهم؟
وضعت يدها أسفل ذقنها لتدير وجهها لتصدم أن داليا تبكي: بتعيطي ليه يا حبيبتي؟
ارتمت داليا تخفي وجهها في حضنها، ربتت علياء على ظهرها بحنان: أنا كان لازم أخد بالي بس خير، شكلنا هنفرح بيكم قريب.
ابتسمت داليا بخجل وهي مازالت تخبئ وجهها فضحكت علياء: يلا علشان عندنا مواجهة حلو مع أمجد.
ابتعدت داليا وظهر القلق في عينيها: تفتكري بابا هيرفض؟
طمأنتها علياء بثقة: لا سيبي لي أنا الموضوع ده، أمجد يا داليا مش قادر يصدق أنك بقيتي عروسة.
نظرت لها داليا وقالت بامتنان:شكرا يا طنط يا علياء أنا مش عارفة أقولك إيه بجد.
ربتت علياء على يدها بابتسامة: على إيه يا حبيبتي.
ارتبكت داليا وحاولت الكلام لتعبر عن ما داخلها إلا أنها عجزت فتطلعت لعلياء وقالت بتأثر: مش علشان ده بس، شكرا على كل حاجة عملتيها علشاني من ساعة ما دخلتي حياتنا، أنا كنت وحشة جدا معاكِ وأنتِ عمرك ما لومتيني على حاجة عملتها أو قولتها، عاملتيني كويس أوي كأني بنتك وعوضتيني عن…..عن الأم اللي مكنتش ليا.
قالت كلماتها الأخيرة بصعوبة بسبب رجوع بعض الذكريات الغير محببة لقلبها.
تأثرت علياء بشدة من كلمات داليا فضمتها بحب: يا حبيبتي أنا مزعلتش منك، أنتِ كنت لسة صغيرة ومش واعية وصدقيني يا داليا أنا عارفة أني عمري ما هكون بالنسبة لك أم حقيقية بس أنا بعتبرك بنتي اللي مخلفتهاش.
تمسكت بها داليا بشدة كم تغيرت الأمور بينهما خلال تلك السنوات بسبب صبر ولطف علياء ونضج داليا الذي اتخذ بُعداً آخر بسبب وجود ريان في حياتها.
نهضت معها حتى يتحدثوا مع أمجد وحين فتحت علياء الباب وجدت أمجد يتراجع بسرعة وهو يحمل ريان فنظرت لهم علياء بدهشة: أنت كنت بتسمعنا يا أمجد!
قال أمجد بارتباك: بسمع إيه يا علياء! إيه اللي بتقوله ده، أنا كنت جاي علشان ريام عايزك خدي!
ثم أعطاها ريان فقالت بجدية: طيب عايزين نتكلم في موضوع مهم وأنت عارفه.
ذهب أمجد ليجلس فتبعته علياء مع داليا.
قالت علياء بهدوء: طبعا أنت عارف الموضوع يا أمجد مستنية ردك علشان أرد على عايدة ووالد أدهم يكلمك وتحددوا ميعاد.
رفع أمجد حاجبيه بدهشة: ميعاد إيه! هو أنا وافقت، أنتِ عارفة أني مش موافق وتقولي لي هييجوا؟
وقفت علياء واضعة يدها في خصرها بحدة: نعم! أنت بترفض ابن أختي! ماله أدهم بقى يا أستاذ أمجد؟
رأى أمجد أنه جعل الوضع أسوأ فحاول تهدئة الأمور: أنا مقولتش حاجة عن ابن أختك هو شخص كويس بس بنتي مش عايزة وعايزة تركز في دراستها دلوقتي.
نفخت علياء وتقدمت لتقف أمامه قائلة بعتاب: أنت بتتكلم بجد يا أمجد؟ هو أنت أخدت رأي داليا أصلا؟
أشارت لها: شوف بنتك يا أمجد بدل ما أنت غافل عن أي رأي غير رأيك.
نظر أمجد لابنته فوجدها مخفضة الرأس تنظر إلى الأرض والتوتر واضح عليها.
سألها أمجد: أنتِ إيه رأيك يا داليا؟
قالت داليا بصوت منخفض:اللي حضرتك تشوفيه يا بابا.
انتبه أمجد وبدأ يدرك ما كان غافلاً عنه وأنه بالفعل يستبد برأيه ومن الواضح أن ابنته ربما معجبة بالشاب أو لديها قبول له.
شعر بالضيق فلوح لهم بعدم اهتمام: اعملوا اللي أنتوا عايزينه.
فرحت علياء وذهبت على الفور لتتصل بعايدة تخبرها فاقتربت داليا من والدها تسأله بحزن: بابا أنت زعلان؟ أنا مستعدة موافقش لو أنت مش موافق.
نظر أمجد لابنته بتأثر وابتسم بحب وهو يجلسها بجانبه: يا حبيبتي، لا مش زعلان يا داليا بس جاتلي فجأة كدو لحظة استيعاب أنك خلاص كبرتِ.
تنهد أمجد ونظر لها بحنان: أنا مش عارف امتى كبرتِ وبقيتي عروسة.
حدقت إليه داليا بحب ثم عانقته بشدة.
عادت علياء لتخبرهم أن والد أدهم سيحدثه والاحتمال الأكبر أنهم سيأتوا غدا.
همس أمجد بغيظ: بالسرعة دي مستعجلين أوي على إيه هما ماصدقوا!
في اليوم التالي كانت داليا في غرفتها حين فتحت جودي الباب وهي تطرق عليه بشكل مرح وتغني: افرحي يا عروسة أنا العريس.
ضحكت داليا بشدة ثم وقفت على سريرها تشاركها برقص مرح حتى أطلقت زغرودة فرحة.
غمزتها جودي بعبث بعد أن دخلت: لا بس طلعتِ بتحبي الواد أخويا زي ما أنا كنت حاسة ومقولتليش، ايه بدأنا شغل عمتو الحرباية من دلوقتي.
عقدت حاجبيها وردت بتلقائية: بس أنتِ اللي عمتو الحرباية!
وقفت جودي تحك رأسها بتفكير: اه صح معاكِ حق.
تابعت بحماس: يلا نجهز أنا سبقتهم على هنا وماما سابتني بالعافية قال إيه أخت العريس ولازم تيجي معاه!
تجهزوا وقد ارتدت داليا فستان بسيط من اللوم الأزرق الداكن أكملته بحجاب يناسبه بنفس اللون، حين حضر أدهم مع بقية عائلته توترت داليا بشدة وانتظرت أن تناديها علياء حتى تخرج.
نادتها علياء فخرجت تحمل صينية العصير بتوتر.
مازحتها عايدة قائلة: خدي بالك لاتقع زي المرة اللي فاتت عايزين نفرح المرة دي.
ابتسمت داليا بخفة وهي تضعها أمامها فأشارت لها عايدة لتجلس بجانبها.
ابتسمت عايدة ببشاشة: بصي بقى يا داليا أنا هكلمك بصراحة أنا مكنتش أعرف في الأول أدهم قصده على مين لحد ما قالي أنه عليكِ وأنا فرحت أوي أصل بالنسبة لي اللي أعرفه أحسن من اللي معرفوش يعني بدل ما يجيب بنت غريبة منعرفش عنها حاجة ولا صفاتها ولا أصل ولا فصل أنا مبسوطة أنه اختارك بنت جميلة وذكية زيك وكفاية أدبك وأخلاقك.
احمر بوجهها وابتسمت بخجل وهي تنظر للأرض بحياء بسبب مديحها المستمر لها.
ثم تابعت: وطبعا أنتِ عارفاني مليش في شغل الحموات ده ومبحبوش أنا يهمني سعادة ابني.
ثم أشارت لجودي بلامبالاة: وأخته الهبلة دي ملهاش في أي حاجة ولا بتهش ولا بتنش وصاحبتك يعني الحمدلله كلنا مع بعض.
صاحت جودي معترضة: يا ماما!
لوحت لها عايدة بيدها بعدم اهتمام وتابعت حديثها مع عمة داليا فيما كان الرجال يتحدثون في غرفة أخرى.
كان والد أدهم هو من بدأ الكلام بصوت رزين ليرد عليه أمجد بهدوء حتى بدأ أدهم يتحدث فكان أمجد طوال الوقت يناظره باستهجان وقد لاحظ أدهم منذ أن جلس لكنه أجل سؤاله عن السبب.
قال له أمجد فجأة: أنت عارف يا أدهم أنا ميهمنيش الماديات والكلام الفاضي ده أنا أهم حاجة عندي راحة بنتي وسعادتها هتقدر تعمل كدة؟ هتبقى أد المسؤولية دي؟
أجاب أدهم بابتسامة: طبعا ياعمي الحمدلله بابا رباني من صغري على كدة وبفضل الله اتعلمت وفاهم حاجات كتير من أهمها أنه الماديات شيء تافه مقابل الاستقرار في الحياة الزوجية والتفاهم والمودة بين الزوجين وأنه العلاقة لو مفيهاش احترام وود متبادل تبقى مُهلكة للطرفين وبس وأني واجبي أقدر شريكة حياتي وأحافظ عليها.
أصمتت إجابة أدهم أمجد الذي نظر له بإعجاب رغما عنه إلا أنه ظل عابسا ولم يجد ما يقوله أما أدهم فقد فهم ما يجول بخاطر أمجد وابتسم في الخفاء.
لاحظ أمجد أن علياء تشير له من الخارج فأستاذن من الحاضرين وذهب إليها بتعجب: في إيه؟
قالت علياء بهدوء: إيه الشباب مش هيقعدوا مع بعض شوية؟
رد أمجد باستنكار: ويقعدوا مع بعض ليه إن شاء الله؟
نظرت له علياء باستغراب: نعم؟ علشان يتكلموا مع بعض مثلا ويتعرفوا!
قال أمجد باستهجان: يتعرفوا على إيه ماهم يعرفوا بعض!
زفرت علياء بنفاذ صبر وقالت بحزم: يلا علشان داليا تقعد مع أدهم يا أمجد.
كان الفوز في ذلك الجدال من نصيب علياء فخضع أمجد مرغما وجلست داليا مع أدهم وحدهم، كانت تفرك يديها بتوتر وهي تنظر للأرض بابتسامة خجولة.
سمعت صوته الهادئ يقول: لو حابة تسألي على أي حاجة اتفضلي.
رفعت بصرها لتجد وجهه الوسيم قريب منها فازدادت دقات قلبها.
قالت بتوتر: ليه…ليه أنا؟ قصدي يعني متوقعتش أنه….
لم تكمل حديثها بسبب التوتر الذي تشعر به فابتسم وقد فهم قصدها.
أجاب بصدق: بصراحة أنا إنسان بحب المباشر والصريح مليش في اللف والدوران، أنا كان عندي نية وكنت مستني الوقت المناسب علشان أصرح بيها، لما بقيت مستعد بفضل الله وجه الوقت المناسب اتقدمت لك، وعلى العموم كل حاجة هتتوضح لك أكتر بإذن الله مع الأيام.
ابتسمت داليا بسعادة وهي تدرك أنه يلمح لإعجابه بها وقد انتظر حتى يأخذ خطوة رسمية ولا يلهو كما يفعل غيره وشعت الطمأنينة والراحة داخلها.
بعد موافقتها عليه حددوا موعد الخطوبة بعد أسبوع وقد اختارت داليا أن تكون بسيطة في منزلها، أتى اليوم الموعود وارتدت داليا فستان بلون البنفسجي الفاتح مع بعض مساحيق التجميل الخفيفة التي أبرزت جمالها وقد حضرت جودي من بداية اليوم لتساعدها.
نظرت لأدهم بذهول: إيه ده ورد أصفر! ده المفضل ليا!
ابتسم أدهم لها وقد لمعت عيناه: ما أنا عارف علشان كدة جيبته.
أخذته منها وهي تحدق إليه بسعادة لأنه يعلم ماذا تفضل وأحضره لإسعادها!
كانت الخطوبة تسير على ما يرام بعد أن تبادل أدهم وداليا الخواتم وأتى وقت التصوير أصر أمجد على أن يكون الأول وقد استأثر بداليا لفترة طويلة فنظر أدهم لخالته شاكيا لتتقدم علياء وتشد أمجد من يده: تعالى يا حبيبي أقعد أرتاح شوية.
لم تتح لأدهم الفرصة لأن أقارب داليا وصديقاتها انضموا حتى يلتقطوا الصور معها وأخيرا اتاحت له الفرصة فوقف بجانبها وقد وقفت داليا مبتسمة وبين يديها باقة الورود.
فجأة شعر أدهم بشخص يدخل بينهم من الوراء فنظر ليجده أمجد الذي وضع يده حول كتف داليا والأخرى على ذراعها شبه يعانقها فيما أعطى ظهره متجاهلا أدهم كليا وهو يبتسم للكاميرا.
نفخ أدهم بحنق ونظر لعلياء التي كانت مشغولة مع الضيوف، أشار لها أدهم لتنقذه فلاحظ أمجد الذي أدار وجهه: في حاجة يا حبيبي؟
رد أدهم بهدوء: لا ياعمي.
قرب أمجد وجهه لوجه أدهم وبصوت خافت: مش عاجبك أنها بتتصور مع أبوها ولا حاجة؟
أجاب أدهم بأدب: لا طبعا ياعمي.
تابع أمجد باستفزاز: لايكون مش عاجبك بس.
انتبهت علياء أخيرا فهزت رأسها بيأس لتسحبه من يده: تعالى معايا يا حبيبي.
قال أمجد باعتراض: بس أنا كنت بتصور مع بنتي!
ردت علياء بصبر وهي تجاريه: بس أنت متصورتش معايا عايزين نتصور صورة رومانسية كدة وبعدين نتصور مع ريان.
نظرت داليا لوالدها بحنان وقلبها يتضخم من الحب، إن والدها يغار كما غارت هي عليه من قبل! راقبته يحمل ريان ويحيط علياء بذراعه مبتسماً، قلبها ملئ بالسعادة التي تحيط بها.
زفر أدهم بارتياح وقال لداليا بابتسامة مشاكسة: أخيرا بقى يلا نتصور الصورة اللي مش عارفين نتصورها من الصبح دي!
رفعت رأسها لتطلع إليه داليا بحب وبابتسامة عريضة: يلا.
تمت بحمد الله.
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خداع قاسي)