روايات

رواية الصندوق الفصل الثامن والستون 68 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الثامن والستون 68 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت الثامن والستون

رواية الصندوق الجزء الثامن والستون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الثامنة والستون

#العلامة_هي_يد_مرقطة
كل الوقوف حول عزيز في تلك اللحظة لم يكونوا مصدقين أن نور عينيه قد عاد إليه من جديد !! هب والده من مكانه و ذهب بالقرب منه و احتضنه قبل حتي أن ينهي الطبيب نزع اللفائف عن العين اليسري !! أما كاريمان و ثريا فاحتضنتا بعضهما البعض بتهلل لانقشاع تلك الغمة أما الأكثر فرحة و سعادة هي بسمة !! كانت سعادتها هادئة و ساكنة مثلها، دون صوت أو مشاركة مع أحد، رغم أن صدقي باشا الذي كان سببا في تلك اللحظة أتي من أجل دموعها و معاناتها لكنها لم تكن أبدا الفتاة التي تعرف كيف تظهر ذاتها او انفعالاتها، هي مثل النبتة الخجولة التي بمجرد لمسها تنكمش علي نفسها للداخل حرجاً أو خوفاً من الأذي !! ..
ظلت واقفة في جانب من الغرفة تنظر بابتسام و سعادة لعيني عزيز و تحمد الله و تشكره كثيرا لانه استجاب و أعاد له بصره ..
قال الطبيب بعد أن أنهي نزع اللفائف : هل تراني جيدا الآن يا سيد عزيز ؟!
ظل عزيز يمر بعينيه علي كل الواقفين حوله، يدقق ملامحهم و نظراتهم فقد افتقد كل هذا من الحادثة، نظر للنافذة و لنور الشمس الذي يدخل منها، للشجر الظاهر منها و للعصفور الذي وقف يغرد أمامه و كأنه يعطيه المباركة و التهنئة !!
نظر لوالده الذي جلس بجانبه و احتضنه مرة أخري ثم أقبلتا الشقيقتان و احتضناه بحب أما سالم فبرغم المتاعب التي طالته من عزيز و سببت له الكثير من الضغط و المشكلات لكنه سعيد لأجل رؤية حبيبته سعيدة،قال له بصوت ثابت و قوي : الحمدلله علي سلامتك يا عزيز !!
تأوه عزيز و أطلق زفيراً بارتياح و رد قائلا : لتسلم يا سيد سالم !! لتسلم يا حضرة الطبيب، ليسلم جميعكم و لا ترون شيئا عصيباً مثل هذا أبداً
صدقي باشا: لم تجب علي السؤال : هل تراني جيدا؟! بنفس رؤيتك السابقة؟!
عزيز : نعم أراكم !! هناك بعض التشويش في عيني اليسري و لكن لا بأس فما أنا به الآن كان منذ دقيقتين، حلماً صعباً بعيداً لكنك حققت المعجزة يا حضرة الطبيب .. شكرا جزيلا لك !!
صدقي باشا : يجب أن أفحص عينيك الآن جيداً و نري سبب ذلك التشويش كي نعالجه
عزيز : أشعر كما لو أنني في حلم !! لا أصدق عودة النور لعيناي !! يا الله … كم هذا جميل !!
سالم : لعل ما حدث يجعلك تنتبه لنفسك و لما تخطوه قدمك بعد الآن!!
فهم عزيز أن اللوم الذي كان مخبئا من أجل حالته سيخرج كله الآن بعد أن تعافي !!
نظر لوالده فرأي نظرة حنان لم يتذوقها منذ زمن بسبب المشكلات و الخلافات المستمرة و قال : أبي !! لا أعرف كيف أعبر عن سعادتي !!
منصور بك : الحمدلله يا بني !! هذا فضل من الله و كرم منه .. احترس من الآن مثلما قال السيد سالم !
نظر عزيز لنظراتهم نحوه مرة أخري و شعر بالسعادة فتلك الحادثة برغم مرارتها لكنها أعادته محبوباً و مقبولاً بينهم من جديد !! هذا هو الخير الموجود بأي شر نلاقيه !!
الآن يستطيع البدء معهم من جديد و لكن من المقلق أن يعودوا للنصح و الإرشاد بتلك السرعة..
أرجئ التفكير في كل ذلك حتي يستعيد توازنه و صحة ابصاره بشكل كامل و لذا الآن سيفرح و ينظر بدقة لكل شئ من جديد !!
مال سالم علي باب الغرفة و نظر لعزيز بتمعن قائلا في داخله : عاد الثعلب من وعكته!! لعله لا يعود لمهاجمة صغار الخراف و امتصاص دم الدجاجات من جديد !!
_______بقلم elham abdoo
أثناء فحص صدقي باشا لعينيه لاحظ كسل بسيط في عينه اليسري فقال له : هناك احتمال بأن عينك اليسري تضررت من جراء ما حدث .. سأعطيك بعض الأدوية و سننظر جميعنا للنتائج !!
عزيز بقوة و سعادة : لا بأس فأنا متقبل للنتيجة هذه حتي و إن لم تتغير !! أنا الآن مثل رجل مفلوج وقف علي قدميه و مشي لكنه فوجئ بجرح صغير في قدمه !! لا بأس يا حضرة الطبيب .. لا بأس أبداً !!
تَفَّهم صدقي باشا فرحته فكل ذلك طبيعيا جدا ثم نظر لبسمة التي ملئت السعادة عينيها و هنا أحس بقيمة نجاح تلك الجراحة!! هذه الفتاة الصغيرة ذات العينين اللاجئتين اللتين تجبراك علي نجدتهما !! رسالتها جعلته يعبر البحر و رؤيتها سعيدة هكذا لا تقدر بثمن بالنسبة له !!
نظرت له بإمتنان ثم تركت الغرفة و مضت لأنها لن تستطيع حبس سعادتها أكثر !! بحثت عن حسنية صديقتها و عندما التقتها ارتمت في حضنها بسعادة قائلة : انتهت الأزمة أخيراً يا حسنية !!
حسنية : هل نجحت الجراحة ؟!!
بسمة : نعم !! أخيراً زال هذا الثقل عن قلبي !! مازلت لا أصدق !!
حسنية : برغم شروره فقد عاد له البصر !! ربما من اجلك أو من أجل ألم عائلته !!
بسمة : لا تكوني قاسية القلب !! الرجل عاني كثيرا في أزمته !!
حسنية : يكفي أن تكوني أنتي رقيقة القلب يا صديقتي أما أنا فأعيش وفقاً للواقع و للوحوش التي نعيش بينهم !!
بسمة : لن أناقشك الآن فأنا في قمة السعادة و اريد الآن تناول افطار جيد مع كوب شاي دافئ .. ما رأيك ؟!
حسنية : بالطبع!! هيا بنا
________بقلم elham abdoo
استيقظت فاتن و ارتدت ثيابها لتكون علي رأس العمل وسط الفتيات و العاملين ..
بعد قليل خرج كرم من غرفته و جاء إلي عندها و ألقي التحية فقالت له : هل نحتسي الشاي معاً ؟!
كرم : نعم .. لا بأس
أشارت فاتن لاحدي الفتيات لتعد الشاي ثم قالت : لأقول لك شيئاً
كرم : تفضلي ..
فاتن : الزفاف أمس كان جميلاً و صحبتك لي و تعرفي الي عائلتك !! كان يوماً جميلا بكافة تفاصيله !!
كرم : حتي ذلك اللص الذي خطط لخطفك و طلب فدية ؟!
فاتن بحزن : أسوأ ما لاحقني في حياتي هو استغلال الناس لي أو استخدامي للحصول ع مال خالتي !! خالتي امرأة قوية و يصعب استغلالها أو أخذ شئ منها دون سماحها و لذا يبحث الطامعون عن وسيلة أسهل للوصول لمالها و في الغالب كنت أنا تلك الوسيلة !!
كرم : تقصدين والديكِ ؟!
فاتن : ليس ذلك فقط، في الماضي أحببت شخصاً و كان حبي من طرف واحد.. أذلني بحب غير متبادل و استغلني للحصول ع مال خالتي و بسببه كنت سأخسر خالتي للأبد و لكنها سامحتني و نست كل شئ بسبب حبها لي
كرم : هي تحبك كثيرا بالفعل .. أين هو ذلك الشخص الآن؟!
فاتن : لا أعرف و لا أريد أن أعرف!! الشخص الذي يحولك لانسان سئ و يقتادك في طرق مظلمة و ملتوية لا يجب أن يبقي في حياتك !! عليك طرده قبل أن يميتك بسمومه و ظلامه !!
كرم : ماذا فعل بكِ؟!
طأطأت فاتن رأسها بخجل و لم ترد فأكمل كرم قائلا : ماذا فعل ؟! .. هل ابتزك عاطفيا كي تحصلي علي المال من خالتك و تعطيه له ؟! أم ماذا؟!
فاتن بحرج شديد بحيث لم تستطع النظر لعيني كرم : اخشي لو قلت لك .. تحتقرني!!
كرم بتعاطف : لا .. لن يحدث !! علاقتي و معرفتي بك جعلتني أفهم شخصيتك و كيف تفكرين!! أنا أعي قلة خبرتك و سذاجتك التي تجعل الآخرين يتخذونك كخطوة في طريق مال خالتك !!
فاتن : عزيز !!
كرم : هذا اسمه ؟! عزيز !!
فاتن : نعم !! جعلني كالمسحورة و لا أعرف كيف دخلت معه لذلك القبو و سرقنا مال خالتي و عندما كررنا الأمر تم كشفنا بطريقة مخزية!!
حملق كرم متعجبا بشدة ثم نظر لحرجها و ندمها و قال متعاطفاً : لا عليكِ .. لابد أن خالتك تدرك أن قلبك نظيفا من الداخل و لذا تجاوزت الأمر
فاتن : نعم .. هي تحبني كثيرا و هذا هو ما يجعلها تسامحني بعد كل خطأ فحبها الكبير هذا يعوض غياب حب والداي اللذين كما رأيتهما، يسبحا في فلك مختلف تماما عني!!
كرم : نعم .. و انا لازلت أستشعر الخطر من انسحابهما هكذا دون مقاومة !!
فاتن : معك حق .. سأعود اليوم للمنصورة و أتحدث معهما و احذرهما و سآخذ منهما ما نسخاه من مفاتيح ثم سأذهب الي عند خالتي و أقضي معها بعض الوقت ثم أعود .. المزرعة بأمانتك
كرم : و هو كذلك ..
_________بقلم elham abdoo
في منزل منير بالمنصورة جلست سيمون في الحديقة الخلفية بعظ الإفطار تفكر بأخيها و ما حدث معه !! تري متي سيعود فمحكمة للقضية ستعقد هنا علي أية حال !!
اليوم هو المقرر لعقد حفل الخطبة العائلي الصغير لمنير و خطيبته و هي لا تفضل بقاءها هنا و في الوقت نفسه لن يتركها منير تغادر منزله حتي يأتي إيفان و يسلمها له !! منير رجل مستقيم علي الرغم أنه لا تجمعه قصة عشق أو ما شابه مع خطيبته لكنه لا ينظر لأي امرأة سواها و لم تفلح معه محاولات لفت النظر أو التلميح التي حاولت سيمون جذبه بها خلال الوقت الذي مضي عليها هنا !! هو يرد عليها بتهذب، يسأل عنها و عن راحتها في إقامتها معهم، يتابع أعماله و اشغاله أو يقرأ الجريدة مع قهوته !! رجل روتيني له ثوابت لا يخرج عنها !! رشحت له والدته تلك العروس فرآها و أعطي موافقته ثم تقدم لخطبتها ع الفور، هذا ما روته لها أخته !! هو ليس رجل شهواني يسهل اغرائه بل هو شاب خلوق عقلاني هادئ الطبع فضلا عن كونه صديق وفي يقف عند كلمته !!
رأته يعبر بالقرب منها ليصعد السلم فأشارت له بهدوء، هبط الدرجات التي صعدها ثم اقترب إليها و قال : خيراً يا سيمون ؟! تبدين قلقة !!
وقفت سيمون و ردت قائلة : اقلق من أجل أخي !! افكر بأن أسافر لأسوان الآن كي أطمئن عليه !!
منير بتعجب : غير ممكن يا سيمون !! القضية لم تنتهي بعد و أخشي أن يصيبك مكروه .. لابد أن تنتظري هنا حتي يعود اخوكِ و تنتهي القضية فلا يصيبك أذي !!
سيمون : معك حق .. اذن سأعود لبيتي هنا .. يكفي هذا القدر هنا !!
منير بتساؤل : لمَ ؟! هل ضايقك أحد عندنا ؟! قولي لي بصراحة !!
سيمون : لا !! مطلقاً و لكنني احتاج للعودة لمنزلي .. من فضلك لا تصر أكثر!!
رأي منير الضيق بعينيها فقال : اذن انتظري سأرسل تلغرافا لأخيكِ لنعرف كيف يجري الأمر و إن كانت الأحوال مطمئنة سأتركك تذهبين لمنزلك كما يحلو لكِ
سيمون بتأفف: هل يمكنني الذهاب ثم إن ظهر أن هناك قلق ما سأعود لأكون ضيفتكم من جديد .. ممكن ؟!
منير: غير ممكن .. أبقي معنا من فضلك، لأجل سلامتك و فور وصول رد أخيكِ سأبلغك به كي نتصرف علي أساسه .. يتوجب علينا توخي الحذر فتهور واحد قادر علي قلب كل موازين الأمر !!
سيمون بضيق : حسناً ..
منير : هل تذهبين مع اختي و خطيبتي محاسن كي يشترين لوازم حفل اليوم؟!
جلست سيمون بكمد علي كرسيها و قالت : لا .. لا يلزمني شئ !! سأجلس هنا أنتظر خبرا منك !!
منير : مثلما تريدين .. بالاذن منكِ ..
___________بقلم elham abdoo
طلب صدقي باشا من عزيز البقاء بالمبرة حتي صباح اليوم التالي ليبقي تحت ملاحظة الأطباء هنا لكنه طمأنه علي حالته قائلا أن ما حدث هو تقدم كبير يرقي الي مسمي المعجزة !!
في ذروة سعادة منصور بك بشفاء ابنه قال : سنقيم غدا حفلاً علي شرفك يا حضرة الطبيب الكبير!! سنحتفل بابني علي شرف ضيافتك فسيادتكم صاحب الفضل بعد الله الذي من علينا بذلك الشفاء !
ابتسم صدقي باشا و قبل الدعوة قائلا : ليس أنا صاحب الفضل بل الله وحده و أنا مجرد وسيلة فأكم من جراحات اجريتها بكل دقة و لكنها لم تنجح هكذا !! و لن ننسي تعب الفريق الطبي هنا بأكمله فهم جميعا يستحقون الشكر و العرفان !
كاريمان : بكل تأكيد فالجميع هنا مدعوون عندنا غداً و سيشرفنا حضوركم ..
صدقي باشا : و أنا يسعدني الحضور وفقا لهذا ..
انصرف صدقي باشا و تركهم مع عزيز فقالت
ثريا : اذن لأذهب مع كاريمان للمنزل كي نري ما الذي سنعده لحفل الغد فالمنزل يحتاج للعديد من الترتيب و التنظيف !! يجب أن نقف علي رأس العاملين هناك و نعد لكل شئ بدقة كي يخرج الحفل علي أكمل وجه ..
منصور بك : حسنا .. اذهبا و أنا سأبقي بجانبه حتي تعودا
اقترب سالم من كاريمان و قال لها هامساً : أنا سأذهب لقوة بوليس أسوان لاطمئن علي سير التحقيقات فربما يكون ايلاريون قد أدلي بأقواله الآن و كل شئ دخل في نصابه الصحيح !!
كاريمان بتفاؤل : يا ليت !! أنا سأذهب مع اختي و سأنتظر خبراً منك عما جري
سالم : حسنا .. ربما يكون اعدادك القادم للمنزل هو لحفل خطبتنا !!
كاريمان بابتسامة : أتمني ذلك ..
سالم : إلي اللقاء يا أميرة
________بقلم elham abdoo
بعد قليل وصل سالم إلي بوليس أسوان و دخل لمقابلة اليوزباشي ماهر الذي كان جالساً بوجه مكمد باهت حزين !! قرأ سالم ما بين عينيه فقلق مما سيسمعه !! بعد إلقاء التحية جلس ثم سأله قائلا : هل وصل ايلاريون ؟!
اليوزباشي ماهر : نعم .. وصل في بداية الصباح و لكن مع الأسف !!
سالم بتوتر و انفعال : أسف ماذا ؟! لا تقل شيئا سيئا من فضلك !!
اليوزباشي ماهر: و كم بالحري هو سئ !! انه الاسوأ علي الاطلاق!!
وقف سالم و قال: قل بسرعة من فضلك .. ماذا حدث ؟!
اليوزباشي ماهر : ايلاريون وصل إلي هنا لكنه كان مرصوداً من قبل قاتل مأجور !! أصابه برصاصة في منتصف جبهته قضت عليه ف الحال !!
صدمة سالم كانت شديدة جداً فذلك الخبر يعني موت خيط الأمل الاخير الذي يربط هؤلاء المنفذون البؤساء برأس الافعي !! ماذا سيقول لكاريمان و كيف ستستقبل الخبر ؟!! قد عاد لوجهها الأمل و الابتسام عندما علمت أن إدانة حفيظة علي فعلتها أصبحت وشيكة !! مات الأمل الآن!! دُفنَ الدليل الوحيد!! حفيظة لم تُظهر نفسها الا لذلك المحقق فهي كالاخطبوط ذو الثماني أذرع الذي يُشَّغلهم جميعا من كرة عقله الصغير التي هي ايلاريون !! و كما أن الأخطبوط يستطيع تعويض اي ذراع يُقطَع منهم بسهولة !! فهي أيضاً لم تخسر شيئا فقطع أذرعها بالقبض عليهم لن يؤذيها بل ستعود للتمدد و الانتشار بأذرع جديدة ستنمو في داخلها من جديد !!
أكثر ما كان يحزنه هو كسرة قلب حبيبته عندما تعلم !! فقدان الأمل يصاحبه ألم شديد و هي لم تتعافي من ألم جرح تلك الفضيحة بعد حتي يعود و ينفتح بشكل أكبر هكذا !!
أكمل اليوزباشي و قال : اليوزباشي جلال محبط جدا أيضا حيث حاول اللحاق بهذا المجرم لكنه نجح في الهرب!! لا أعلم أين ذهب جلال فقد أبلغني ثم خرج للصحراء كتائه أو مجذوب !!
سالم : ماذا سيجري الآن في سير القضية ؟!
اليوزباشي ماهر : في الغالب سيتم محاسبة المنفذين المقبوض عليهم و ينتهي الأمر!!
سالم : هذا غير مرضي و غير عادل !!
ماهر : أعلم و لكن المنفذين انفسهم لا يعلمون شخصية المحرض الحقيقي !! اسم حفيظة هانم لن يزج بالقضية دون دليل دامغ !!
فرك سالم عينيه بحزن و ألم : أنا سأنصرف الان فما سمعته جعل عقلي كأنه ليس بمكانه !!
ماهر : ليعينكم الله !!
_______بقلم elham abdoo
وصلت فاتن لبيت أبويها بعد أن اوصلها كرم لكنها رفضت أن يبقي معها قائلة : أنا لست ضعيفة يا كرم !! سأنهي تلك المهمة و سأعود للمزرعة بعد يومين أو ثلاثة علي الأكثر فلا تقلق !! كما قلت لك المزرعة بأمانتك ..
وقفت أمام المنزل الصغير ذو الباب المتهالك و استرجعت ذكرياتها الأليمة به و خاصةً ما حدث في آخر مرة جاءت إلي هنا ظناً أنها ستجد مأمناً و ملجئاً لها !!
طرقت الباب بتردد ففتح لها سلامة الذي فوجئ برؤيتها ثم قال : فاتن !! أهلا بكِ يا ابنتي !
دخلت بخطي وجلة ثم جلست علي أول كرسي وجدته أمامها و كأنها تسَّكن خوفها بالتقوقع داخل حواجزه!!
جلس سلامة مقابلها و قال بسذاجة: هل عرفتي خطأك و اتيتي لاعادتنا للمزرعة ؟!
نظرت له فاتن بحرج و توتر ثم نظرت بانتباه لمصدر يأتي منه صوت وقع قدمي شفيقة التي جاءت بقوة و قالت : من أتي ؟!
التفت سلامة لها و قال : ها هي فاتن عادت !! ربما عادت لتصطحبنا للمزرعة من جديد !!
استهزأت شفيقة و قالت : أحقاً؟! أنت حقاً ساذج يا زوجي !! ابنتك هذه لا تقل عن مستوي سذاجتك !! فأنا أخمن أنها أتت مبعوثة برسالة أو خطة وضعتها حفيظة !! أو ربما حملت لنا تنبيه جديد !! أو لعلها ستهددنا كي نغادر البلدة قبل أن تحرقها حفيظة !! و هي آتيه بمنتهي السذاجة كي تخبرنا بهذا !! أليس كذلك ؟!
نظرت لها فاتن في محاولة للنفي و اظهار القوة : لا .. لم يرسلني احد !! أتيت من تلقاء نفسي
شفيقة : عجباً !! ماذا تريدين اذا ؟!
فاتن: أريد تحذيركما !!
قاطعتها شفيقة بتهكم و قالت لزوجها: ألم أقل لك؟!
فاتن: استمعا لي !! أنا قلقة من استسلامكما هكذا و اخشي أن يسحبكما الشيطان لطرق حالكة السواد !! اعلما أن الإبتعاد عن حفيظة هو الحل الآمن الوحيد .. عيشا بسلام و أنا سأدبر لكما مبلغاً ماليا جيدا في بداية كل شهر سيلبي احتياجكما و يكفيكما و لكن عداني أنكما لن تقتربا من مال خالتي بأي شكل من بعد الآن!!
شفيقة باستهزاء : قد سئم الذئب من أن يعيش ككلب بعد الآن!!
فاتن بقلق : ما معني ذلك ؟! لا تفعلا شيئا متهورا تدفعان ثمنه باهظاً بعد ذلك !!
شفيقة : لا تنشغلي من أجلنا و عودي لمزرعتك و لحياتك .. نحن سنتدبر أمرنا !! أليس كذلك يا سلامه؟!!
سلامة : نعم .. بالطبع !!
فاتن : إن اقتربتما من مالها لن ترحمكما !! ربما في المرة القادمة لا أستطيع اللحاق بالأمر !! استمعا لي !!
شفيقة : بالطبع يا ابنتي .. لا تقلقي فنحن لن نفعل شيئاً !! كان خطئا و قد تداركناه!!
فاتن بشك : اذن .. أين هي المفاتيح التي قمتما بنسخها ؟!
نظرت شفيقة بدهاء و قالت : قد اوقعناها في ذلك اليوم !!
فاتن : حقاً؟! أم أن هذا وراءه كارثة جديدة ؟!
شفيقة : يمكنك البحث بكل مكان اذا أردتي و يمكنك أيضا فحصنا نحن أيضا!! لا مشكلة !!
سلامة بارتياب: بالطبع!!
فاتن : لا .. لن افعل لكن ليبقي تحذيري في عقلكما و لتتذكرا ما قلته جيدا!!
شفيقة : لا تقلقي ..
فاتن : ما يقلقني هي جملة الذئب الذي سيعود ذئباً مرة أخري !!
شفيقة : نعم .. لن نخدم لدي اختي مرة أخري أو نتقبل منكِ الفتات كما عرضتِ !! بل سنبحث عن طريق جديد يحقق لنا حياة كريمة و عادلة !!
فاتن بتفكير :هذا جيد .. سأتركما الآن و أتمني صدق روايتكما هذه!!
سلامة: صدقي يا ابنتي و لا تقلقي !!
شفيقة : أبقي معنا حتي طعام الغداء!!
فاتن : لا .. شكرا لكما
__________بقلم elham abdoo
بينما جلست حفيظة هانم في حديقة منزلها تحتفل في هدوء و تعاظم بالخبر السعيد !! دخل سالم منزل كاريمان بخطوات هادئة متوجسة، نظر فوجدها واقفة مع راشدة و عاملين من الرجال تعطيهم تعليمات تنظيف الحديقة و تقليم الأشجار كي تظهر بشكل جيد أمام المدعوين في حفل الغد !!
ظل واقفاً ساكناً في مكانه لا يعرف كيف سيعطيها خبراً كهذا !!
التفتت فوجدته واقفاً بوجه غير مطمئن فصرفت العمال لأعمالهم و اقتربت اليه ثم قالت : ماذا جري ؟! وجهك يعطيني إشارات مقلقة !!
سالم محاولا ارجاء قول الخبر : أين ثريا ؟!
كاريمان : ذهبت مع أحد الخادمات لشراء بعض اللوازم .. لماذا تسأل عنها ؟!
سالم : و أين هدي ؟!
كاريمان بضيق : بالطبع ذهبت مع ثريا !! قل لي ماذا فعلت في نقطة البوليس ؟!
سالم : سأخبرك و لكن أريد منك أن تبقي هادئة كي نفكر بعقلِ و روية !!
كاريمان بقلق و تعجب : كلامك هذا يقلقني أكثر فأكثر !! قل علي الفور من فضلك !!
أمسك سالم بيدها ثم أجلسها أمامه علي كرسي و قال : ايلاريون …
كاريمان : هل هرب ؟!
ابتلع سالم ريقه و قال : لا .. قُتل !!
وقفت كاريمان و ثبتت نظرها علي سالم الذي شاهد صدمتها بأسي و صمت و أمسك بيدها محاولا تهدئتها فقالت : قتلته !! كي تمحي الحقيقة و تجعل القضية بلا ثمن !! تلك الافعي !! تلك المتلاعبة المجرمة !!
نزعت يديها من بين يدي سالم فقال لها : اهدئي .. حاولي أن تتماسكي من أجل …
قاطعته قائلة : من أجل ماذا …. قل لي من أجل ماذا ؟! فقد انتهي كل شئ !!
ظلت تدور في الحديقة كمجذوبة و تمد يديها بحسرة و عجز و تقول : بعد البحث و السفر و اطلاق منادي بمكافأة !! بعد القبض على الرجال و إعداد كل شئ !! بعد أن تبقي علي النصر و ظهور الحقيقة خطوة واحدة !! أفشلت كل شئ مرة أخري !! انتصر شرها عليَّ مرة أخري !! لا أصدق !! لااااااا.. سحقاً لنهاية مثل هذه !! سحقاً لمجهود ضاع سُدي ….. آه ….
جلست علي الأرض و لامست ركبتاها العشب، طأطأت رأسها لأسفل و أنزلت علم النصر الذي كانت قد رفعته عالياً !! وضعت وجهها بين يديها و بكت باهتزاز عنيف !! لأول مرة يراها سالم هكذا فبرغم كل ما مرت به من قبل لم تسمح له أن يري انكسارها !! لا شئ علي أرض تلك الدنيا يستحق في نظره دموعها هذه !! وقف عاجزاً يراها تطلق صيحات الألم ..
انتظر قليلا كي تهدأ لكنها متألمة من الداخل، من عمق قلبها ..
رفعها من معصميها بهدوء و قال : كاريمان !! لا تبكي رجاءاً فأنتِ لا تحتاجين دليل براءة في نظري !! كنت أبحث معك كي يستريح داخلك و كي نثبت للعالم هذا الافتراء و بالفعل الجميع يعلم ذلك الآن
كاريمان و قد غطت وجهها الدموع: و لكن من أجرمت في حقي حرة طليقة الآن!! تهزأ بي و بسمعتي و بعائلتي !! انتقمت مني ظلماً و تسببت لأخي بالعمي حتي أنه نجي بمعجزة !! كل هذا لابد و أن تنال عقابها عليه !! لا يمكن أن أترك حقي و أكتفي بجرذان صغيرة استخدمتهم كالدمي في تنفيذ مخططها !! لا يمكنني قبول هذا !! مستحيل !!
سالم : انتِ محقة و لكن ما العمل الان ؟! لا أري طريق أمامي نسير فيه نحو الحقيقة !! الأمر أصبح صعباً جداً
كاريمان : تلك الحقيرة قطعت آخر أمل لي كي تؤمن نفسها !! هذا ليس عدلا و لا يمكنني قبول هذا !!
سالم : دعينا نهدأ و نفكر لبعض الوقت ربما نصل لحل أو لثغرة ما !!
كاريمان : اتركني من فضلك بمفردي .. احتاج أن أبقي مع نفسي قليلاً !!
سالم: هل أنتِ واثقة؟!!
كاريمان : نعم .. أنا بخير، لا تقلق
تركها سالم بقلق و ألم عميق حيث ذهب ليتمشي في أرضه الواسعه كي تأخذ من ضيقه و تخبئه داخل ترابها !!
_______________بقلم elham abdoo
بعد انصراف فاتن أغلق سلامة الباب ثم عاد لزوجته متسائلا : لماذا لم تقبلي المبلغ الذي عرضته علينا ؟!! هل مازلتِ تخططين لما ببالك ؟!
شفيقة بغضب : إن كنت قد اعتدت الجلوس و قبول حسنة قليلة تمدها لك يد الاغنياء فتصرفها و تظل بائساً منتظراً لميعادها المقبل فأنا لم اعتاد و لم أحب و لم أستحسن كل ذلك أبداً و كما قلت لابنتك : الذئب سيعود ذئباً فلا يليق به حياة الكلاب !!
سلامة : تعقلي يا شفيقة فحفيظة قد تصنع منا طعاماً للكلاب التي لا تحبين معيشتها !! و ان حدث شئ ف القصر فسيكون شوكت هذا أول من سيشي بنا!!
شفيقة : الان بدأت احترم عقلك !! يجب أن ننتبه علي شوكت حبيبنا قليلا !! أليس كذلك ؟!
سلامة : ماذا تقولين أنتِ ؟ هل سنقتل كل من يقابلنا من اجل الثروة ؟! طريقتك هذه سترسلنا حتما للسجن !!
شفيقة : لا تقلق يا عزيزي فالليلة سيتم كل شئ وفق ما خططت اليه !! و ستغمرنا الأموال من اصبع قدمنا حتي تغطي جسدنا و تصل إلي رقبتنا !!
سلامة بخوف : لا !! لا أستطيع!!
شفيقة : ماذا تقصد ؟! أتتراجع و ستتركني وحدي ؟!
سلامة بصوت متقطع: نعم .. لا عمل لي بقتل الأرواح!! هذا شئ صعب و خطر !!
شفيقة : تباً لك يا جبان !! ستري بعد أن أصل لهدفي !! و لكن حينها لن يكون لك مكان بجواري !!
سلامة : هذا أفضل لي فقلبي لا يقوي علي ما تريدينه !! اذهبي انتي أما أنا فسأبقي !!
شفيقة : أبقي هنا وحدك !! في الفقر و الثياب البالية و البيت الصغير الحقير هذا !! أبقي كي تنتظر معونة تزيدك فقراً بالحاجة إليها و انتظارها !! أبقي أيها الجبان !!
تركته شفيقة و ذهبت لتعد عدتها في الداخل حيث التنفيذ سيكون الليلة .. في جنح الظلام !!
________بقلم elham abdoo
بعد مغادرة سالم بقليل ذهبت كاريمان مسرعة و أعدت حقيبة صغيرة ووضعت بها مال كافي ثم نادت لراشدة و قالت لها : قولي لثريا عندما تعود أنني سافرت للمنصورة بشكل عاجل ..
انطلقت نحو مرسي مراكب النيل لتصل للمنصورة بشكل أسرع فهي ذاهبة لمحاسبة تلك المرأة بنفسها !!
ستتخذ مركباً يقطع الطريق حتي القاهرة و من هناك ستركب القطار الي المنصورة فلا طاقة لها للعربة و الخيول !! ربما منظر الماء يعطيها ليس سرعة فقط بل احتمالا و صبراً !!
_________بقلم elham abdoo
وصلت فاتن لقصر ياقوت بك و دخلت إلي خالتها و احتضنتها بقوة فتلك هي السيدة التي أحبتها أكثر من والدتها !! تلك المرأة التي تفرض علي الجميع أن يعد لها ألف حساب، تضعف و ترق أمامها و تنفذ لها رغباتها !!
نظرت لخالتها مطولا و تذكرت ما فعلته لأجلها من بداية خطبتها لعزيز ثم انتقامها من كاريمان وصولا الي مسامحتها بعد حادثة القبو !! لم تتركها أيضا بعدها بل عادت برغم الغضب و جعلتها تدير المزرعة و تعيش كسيدة مرة أخري بعد أن وصلت لحالة مذرية خلال يومين فقط من طردها !! شعرت بالشكر و العرفان تجاه خالتها و نظرت إليها بحب لكنها تخاف سم الافاعي التي تدور حول مالها و ثروتها فالمال كما أنه يعد نعمة فقد يصبح نقمة علي أصحابه من حقد بعض الآخرين عليهم !!
حفيظة : أنا سعيدة بقدومك يا فاتن .. افتقدك هنا كثيراً
فاتن : و أنا أيضا يا خالتي .. أفتقدك كثيرا جداا و لهذا أتيت !!
حفيظة : و لكنك تركتِ المزرعة ؟! لم تحبي هذا عندما اقترحته عليكِ
فاتن : تركت كل شئ في امانه كرم
حفيظة بتعجب : أري تقارب يحدث بينكما ؟! خيرا ؟!
فاتن بحرج : كنت مخطئة بحقه فهو شاب أمين و مهذب .. لا تعرفي كيف حافظ عليَّ بشكل دقيق في زفاف شقيقته لأنك وضعتني أمانة لديه !!
حفيظة : هو بالفعل شاب جيد و علي خلق و الا لما أئتمنته عليكِ
فاتن : نعم .. هو كذلك !!
حفيظة : أري أنه أفضل كثيرا من المشئوم السابق عزيز و بالرغم من رغبتي بشاب من وسطنا كي يحظي بكِ لكن لو تحبين كرم فلن أعارض زواجكما!!
فاتن : زواج ماذا يا خالتي !! الرجل يعاملني بلطف و تهذيب لكنه لم يقل شيئا كهذا مطلقاً .. نحن أصدقاء!!
حفيظة : أنا أري بعينيه ما هو أكثر من ذلك لكنه ربما يخشي رفضك أو رفضي أنا !! لاختلاف المستوي ففي النهاية هو يعمل لدي !!
فاتن : ربما ..
حفيظة بابتسامة : لا مانع لديكي !! تنتظرين فقط ان يتكلم !!
ابتسمت فاتن و لم ترد فقالت حفيظة : دعينا نترك كل شئ للوقت ليفصح عنه !! هيا بنا لنشرب قهوتنا بهدوء في الحديقة
فاتن : هيا
__________بقلم elham abdoo
عندما عادت ثريا للمنزل فوجئت بخبر سفر كاريمان و ذهبت مسرعة للمبرة لتخبر والدها فهي لا تفهم لما قد تسافر اختها علي عجلة هكذا و قبل تحديد موعد للمحاكمة!!
أما سالم فعاد لمنزله و قابل إيفان الذي كان جالسا بصحبة والدته، قص عليهما الخبر الصاعق فغضب إيفان لضياع مجهوده سدي و عرف أن حفيظة لن تقترب منه الآن بعد موت المحقق الذي كان مخبئ جرائمها !!
قال بحزن : الان انا سأسافر للمنصورة لأطمئن علي أختي فلا خوف من الموت الآن!!
سالم : ألن تنتظر حتي نسافر جميعنا معاً قبل المحاكمة ؟!
إيفان: لا أستطيع الانتظار فأختي كانت مختطفة و أشتاق لرؤيتها بشكل كبير!!
سالم : إذن كما تريد .. فلتصحبك السلامة ..
إيفان: شكرا لوقوفك معي و حمايتي .. لن أنسي لك ذلك ابدا
سالم: لم أفعل سوي الواجب !! و ان نحدثنا عن المعروف فأنت سبقتني في ذلك المجال بأميال !!
تذكر إيفان يوم اصابته من قبل عزيز و قبوله إخفاء معرفة سالم بالأمر ثم قال : أنت رجل شهم و تستحق يا سالم
سالم : و انت ستظل شخص غالي بالنسبة لي
إيفان: شكرا لك .. سأذهب الآن لأعد حقيبتي للسفر .. بالاذن منكما
سالم : تفضل
انصرف ايفان بينما قالت السيدة بثينة : الان ربما فقدت كاريمان برجاً من عقلها !!
سالم بحزن : و أي فقد !! كادت تجن عندما سمعت بالخبر !!
السيدة بثينة : لمَ تركتها اذن ؟!
سالم : هي طلبت البقاء بمفردها فتركتها لكنني سأعود إليها في المساء لأطمئن عليها ..
السيدة بثينة : أفعال حفيظة فاقت الحد .. ماهذا الاجرام؟!
سالم : هذا جنون !! كل من يقف بطريقها تزيله!!
السيدة بثينة : تعقدت القضية بل انها انتهت بلا قيمة !
سالم : مازلت أري أنه لا شئ بلا أثر !! لو دققت جيداً فربما أعثر علي طريق للحقيقة
السيدة بثينة : لا مستحيل يا بني .. ليوفقك الله !!
سأذهب لليوزباشي ماهر مي أعرف منه تفاصيل ما حدث صباحا فربما أجد ما يساعدني !!
السيدة بثينة : حسنا يا بني ..
___________بقلم elham abdoo
صدم منصور بك عندما تلقي سفر كاريمان و قال : لابد من سبب قوي لهذا !! كيف لها أن تذهب هكذا دون انتظارنا!!
عزيز : ربما حدث تقدم في القضية ؟!
منصور بك : أو تأخر !! ذهابها الصامت هذا يقلقني كثيراً
ثريا : ماذا سنفعل ؟!
منصور بك : أبقي هنا مع عزيز حتي أذهب للمخفر و أفهم ماذا حدث بالضبط ..
ثريا : حسنا..
________بقلم elham abdoo
ذهب إيفان لمنزله فوجد تلغرافاً ينتظره، منير يسأله عن الأحوال و يخبره برغبة سيمون في الذهاب من عنده فهل الظرف مواتي لذلك ؟!
أيقن أن ذهابه الآن واجباً ليعود لأخته في أسرع وقت فأستأجر عربة تقله نحو المنصورة و ذهب ..
________بقلم elham abdoo
في منزل منير كانت الاعدادات تجري علي قدم و ساق، الورود تعلق علي سلم البيت من أوله لاخره و الطعام يعد و الحلوي و الوان من الطعام و الشراب فوالدته برغم أن الحفل يقتصر علي مدعوون أقلاء لكنها رغبت في أن يتم كل شئ علي أكمل وجه و لذا نشرت أجواء الفرح و البهجة في عموم المنزل ..
راقبت سيمون كل ذلك بضيق فكم تمنت أن تكون تلك خطبتها هي علي منير فمحاسن لا تربطها به علاقة خاصة!! لعنت حظها العسر و حاولت إخفاء الاستياء عن وجهها فذهبت لغرفتها و اخرجت ثوب أرجواني حريري فاخر كانت قد اشترته الشهر الفائت بمبلغ يساوي نصف ما تتحصل عليه من المدرسة شهريا !! حبها للملابس و الأحذية جعلها دائما مفلسة و أحيانا مدينة!!
________بقلم elham abdoo
في نقطة البوليس وجد منصور بك سالم هناك ينتظر اليوزباشي ماهر الذي ذهب في مأمورية طارئة و لم يأت بعد !!
قص له ما يعرفه و هنا استاء منصور بك بشدة و قال : لم نكد نفرح بشفاء عزيز حتي جاء ذلك الخبر السئ !! كيف قتل ؟! كيف بهذه السهولة ؟!
سالم : ارسلت قاتلا مأجوراً أصابه في منتصف جبهته !!
منصور بك : لهذا سافرت ابنتي !! لم تطيق البقاء هنا!!
سالم بتفاجؤ : ماذا ؟! هل سافرت كاريمان ؟!
منصور بك : نعم .. تركت خبرا مع الخادمة، حتي نحن تفاجئنا بهذا !!
وقف سالم باعتراض : لما لم تخبرني ؟!
منصور بك : يبدو أن عقلها لم يستطع التعامل مع حقيقة كهذه ففضلت الهروب !!
سالم : قلت لها اهدئي و سنفكر بحل للموقف لكنها لم تستمع لي !
منصور بك : لا تؤاخذها يا بني فهي معذورة مما يحدث لها !!
تأوه سالم و لم يرد و عندما تأخر اليوزباشي انصرف منصور لانه لم يعد بحاجه للبقاء أما سالم فترك خبرا له حتي عندما يعود يرسل له كي يأتي للقاءه ثانيةً !!
___________بقلم elham abdoo
عاد سالم لمنزله و لم يذهب للداخل بل بقي في الايكة التي جمعت لقاءاته حلوة المذاق مع كاريمان، هنا يشعر بالراحة و يستطيع التفكير بهدوء فلعل عقله يعمل قليلا و يهبه طرف خيط جديد ينقذ به تلك القضية قبل أن يسدل عليها الستار !!
___________بقلم elham abdoo
بدأت الخطبة و البس العريس الذهب لعروسه و صفق الجميع و هنا بدأ رقص الفالس..
كانت سيمون تجلس برتابة حتي أتي الملازم عفت و بحث عنها في وجوه جميع الفتيات فكما يقولون بينما تفكر انت بمن لا يراك يبحث عنك بدقة شخص آخر يري فيك أعظم أحلامه !!
دعاها للرقص فلم ترده ففي النهاية هو انقذها في ذلك اليوم بالإضافة لكونه شاب لطيف و مهذب ..
ضمها بين ذراعيه و سألها مباشرة دون مقدمات: هل في حياتك احدا؟!
سيمون تفاجئت من جرأته و قالت : لما تسأل؟!
الملازم عفت : لأنني أريد خطبتك من أخيك وقتما يأتي سالما .. هذا الجزء لم يكن هناك ما يمنع ؟!
سيمون بتعجب : هكذا ؟!
عفت : كيف هكذا؟!
سيمون : أنت لا تعرفني !! لا تعرف شيئا عني !!
عفت : لكنني سأعرفك و ستعرفينني أما بالنسبة لطريقتي فهذا أنا .. واضح و مباشر !! كما ترين
سيمون : و ما هي بطاقة التعرف عليك ؟!
عفت بابتسامة : عفت حكيم البهنسي .. ملازم بالبوليس المصري .. من عائلة بسيطة .. اتحصل علي راتب يمكنني من إقامة عائلة و حمل مسئولية بيت !! سيزيد راتبي كلما تلقيت ترقية .. لا علاقات لي بنساء من قريب او بعيد .. لي أخين و ثلاثة أخوات و انا في الوسط بينهم !! ما رأيك ؟!
حزنت سيمون داخلها لانه ليس ثريا فكان من الممكن أن توافق عليه ع الفور لو كان من الاعيان !!
سألته قائلة : كيف تمكنت من دخول مدرسة الشرطة ؟!
عفت : اتسالين من اجل حالتي البسيطة ؟!!
سيمون : لم أقصد احراجك!!
عفت : علي العكس !! أنا فخور بمثابرتي فقد عملت أثناء الدراسة قبل مدرسة الشرطة في بيت أحد الاعيان الكبار و أصبحت علاقتي به حسنة و لذا توسط لي و أصبح لي مكان بالمدرسة التي حلمت بدخولها منذ الصغر !!
سيمون : أنت حقاً مكافح !!
عفت : شكرا لكي .. متي ستبلغيني بقرارك ؟!!
احتارت سيمون و قالت : دعني افكر و عند لقاءنا القادم سأخبرك
عفت : متي يكون لقاءنا ؟!
سيمون : دعه للقدر !!
_________بقلم elham abdoo
تأخر الوقت و ذهبت حفيظة للنوم أما فاتن فظلت في غرفتها قلقة حائرة فكذبة ضياع المفاتيح تلك لم تنطلي عليها !! تري ماذا يخططان؟!
في ذلك الوقت خرجت شفيقة من بيتها في الظلام الدامس مرتدية ثوب أسود كي لا يميزها عن الظلام و في حقيبتها آداة الجريمة !!
استقلت عربة كانت تنتظرها بينما راقبتها أعين سلامة المرتجفة !!
أما كاريمان فقد استقلت القطار و ها هي علي مشارف المنصورة و في عقلها شئ واحد .. حساب حفيظة !!
في ذلك الوقت أيضا ذهب سالم للمخفر ثانية دون أن يدعوه اليوزباشي لكنه لم يستطع النوم دون أن يجد طريقا لحل ذلك اللغز فذهب الي هناك !!
وجد اليوزباشي قد وصل للتو قابضا علي متهم في قضية أخري فجلس أمامه و قال : عذرا .. أتيت إليك في وقت كهذا .. تبدو متعبا !!
اليوزباشي ماهر : لا عليك .. أعي صعوبة موقفكم في القضية!! ماذا جري ؟! هل هناك أمر عاجل !!
سالم : وددت أخذ تفاصيل ما حدث في الصباح فربما خيط صغير لا يري يقودنا لتلك السيدة !!
اليوزباشي : يمكنك الاطلاع علي المحضر الذي سجلنا به أقوال اليوزباشي جلال و من كان معه . ها هو .. تفضل
أمسك سالم المحضر و ظل يدقق به جيدا ثم انارت في عقله جمله صغيرة و هي ” يد القاتل المأجور كانت مرقطة !! ربما كان أبرص أو لديه مرض جلدي !! ”
هل تلك العلامة المميزة ستوصله لذلك القاتل كي يحصر رقبة حفيظة ؟! هل سينجح بهذا ؟؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *