روايات

رواية تجربه فريده الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير توفيق

رواية تجربه فريده الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير توفيق

رواية تجربه فريده البارت الثالث عشر

رواية تجربه فريده الجزء الثالث عشر

تجربه فريده
تجربه فريده

رواية تجربه فريده الحلقة الثالثة عشر

دخلوا بيت المزرعة وهي بتتنهد بتعب، قعد آسر على كرسي ودالا في حضنه، وقعدت هي على كرسي جنبيه، بصلها بنوع من عدم الرضا و – مكنش لازم تقولي إننا متحوزين، هيكتشفوا الحقيقة بدري
– المدة اللي هيعيشها قبل ما يعرف وهو بيغلي رغم صغرها هتكون كافية بالنسبالي
– حالكم غريب أزاي رغم كل اللي عمله فيكِ دا واثقة من إنه بيحبك!
– في ناس بتعرف تآذي اللي بتحبهم أكتر من أي حد تاني.. منهم إيسـو.. رغم كل اللي عمله معايا ويمكن يعمله إلا إنه بيحبني، وانا مقداميش سلاح أحاربه بيه غير إني أستغل حبه ليـا..
بصت للفراغ وشردت بترجعلها ذكريات اليوم كله ونوع من الحنين بيغمرها.. حنين مليان آلم، وهو بيتابعها بنوع من الشفقة
كانت أصغر من إنها تواجه عدو بحجم عيلة رشوان، فكرته بيه زمان لما كان قليل الحيلة زيها ووقع في براثنهم،
– ناوية على أية؟
هزت كتفها بعدم معرفة لسة كلامه بيرن في ودنها، الحكاية منتهتش، مش هيسيبها.. وهي.. مش عايزاه يسيبها!
– مش عارفة!
تكسير وتخبيط مالي الشقة، نوع من الجنون سيطر عليه، لحد ما تعب ووقف للحظة عن التكسير، ووقف وراه شامي ياخد نفسه براحة، أول ما لقاه بيتعدل علشان يكمل جرى عليه وكتفه يمنعه يتحرك خطوة كمان و – قولي أنت جايب صحتك منين أهدئ بقى فرهدتني
– شوفت البجحة! دخلالي بجوزها! جيباهولي بنفسها، بتغيظني، مفكراني مهتم.. تبقى بتحلم، أصلًا انا قايلك نيللي مبقيتش تهمني ومن الماضي، ولا أصلًا بفكر أكلمها تاني، والكلمتين اللي سمعتني بقولهملها دول أي كلام وخلاص قولتلهم علشان أثبتلها إني لسة إيسو بتاع زمان ومتغيرتش وهي متفرقليش.. بُعدها من قربها ميهمنيش، هي مفكرة إن العالم وقف من بعدها! هموت من غيرها، مستنيها! مفكرة إن حالي المتبهدل دا بسببها، تبقى بتحلم.. دي مش فـ بالي أصلًا، ولا عمري..
– أشش.. أنت صح، معاك حق، هي نكرة في حياتك أصلًا
نفض نفسه بعيد عن شامي ولف يبصله و – أيوة نكرة.. وأنا هنسهاها وولا هفكر أجي ناحيتها ولا أجيب سيرتها تاني، هكمل في حياتي زي ما أنا، كأنها مظهرتش
– أنت صح.. أعمل كدا
– هي أتجوزت وخلفت؟ وأية يعني! دي حاجة متكدنيش، انا بس زعلان عليها الزواج المبكر بيهلك الستات بدري
لو أختفت من قدامي تاني ولا هدور عليها ولو فضلت تظهر في الصورة تاني ولا ههتم بوجودها
– دا إيسـو اللي..
جاله إتصال جرى عليه بلهفة فتحه وضغط على الأسبيكر بالغلط فوصل صوت الراجل لشامي – أيوة ياإيسو باشا فضلت متابع العربية إياها اللي قولتلي عليها هبعتلك العنوان دلوقتي وبكرة ولا بعده بالكتير وهيكون عندك ملف مفصل عن كل أفراد المكان.. سلام عليكم
قفل وساد الصمت بص إيسو لشامي وشاور على الفون و – بعمل كدا علشان أعرف هي ساكنة فين وأبعد عن المكان دا خالص
– مصدقك طبعًا
****
تاني يوم الصبح أتفتح باب المزرعة وطلعت منه نيللي، لتقف فجأة أول ما تلمح عربية واقفة قدامها ساند عليها إيسو بجسمه وعيونه على ساعته وعلى الباب كل شوية وكأنه مستني حد.. مستنيها!
أول ما شافها أتعدل في وقفته وشال نضارة الشمس عن عيونه
زفرت بضيق وهي بتمشي من جنبه وتحاول تتعداه، وهي بتقول – أية اللي جايبك هنا؟
– الشـوق..
وقفت عن المشي ولفت تبصله بسخرية، بادلها نفس النظرات و – أعتقد كلامي أمبارح كان واضح، في حوار بينا مخلصش وكلام منتهاش
– مفيش حاجة ممكن تجمع بيني وبينك تاني، مبقاش في طريق ممكن يجمعنا سـوا، سيبني في حالي ياإيسـو
– لو كنتِ عايزاني أسيبك مكنتيش رجعتي يانيللي، لأنك عارفة كويس إني مش هسيبك
– مش هتسيبني على أي أساس؟ وأنت اللي مطلعني من حياتك بأيدك، وعلى قولتلك محبتنيش
– بصي في عيني..
وقف قدامها بالظبط، مسكها من كتفها وخلاها تواجهه
– شوفي من عيني قلبي عايز يقولك أية، دي عيون واحد مبيحبكيش!
– أفعالك.. أفعال واحد مبيحبنيش
خدت نفس طويل وزفرته ببطء و – متخليناش نتكلم في الماضي كتير، انا نفسي نسيته وعديته، وأتمنى منك أنت كمان تتخطاه، مش هنتجمع سـوا كتير لكني ناوية أرجع علاقتي بجيسي ورزو علشان كدا لو تصادفنا بالصدفة خلينا نسلم على بعض كأننا أتنين أغراب وخلاص.. تمام؟
– اغراب!
– شوفتها أشيك بدل أتنين أعداء، اللي عملته معايا صعب بس انا متفهمة إن دا أسلوب حياتك والطريقة اللي بتتعامل بيها شخصيتك فـ مش هقف عنده كتير وألومك، خلاص مبقاش ليه فايدة اللوم.. أحنا مفروض أكبر وأعقل من كدا
وقف يبصلها ويسمعها وعقله في عالم تاني
دي نهاية القصة؟
لية بتتكلم بالتعقل دا، كأنها بتكتب شروط صفقة، مش متوترة زيـه، مش مشتاقة، مش ملهوفة
كأنها قطعت صفحته من دفتر حياتها!
هو بس اللي عالق عند نفس السطر اللي وقفت في حياتهم!
لما افترقوا
– نيللي..
خىج آسر من الباب، لمحهم واقفين، عدل كلمته – حبيبتي..
قرب منهم وحاوط وسطها، بصله إيسـو، بص لأيده اللي محطوطة على حاجة شايف إنها مش ملكه ولا من حقه رغم إنه مفروض جوزها!
لإنها ملكه هو!
نوع من الغل ملاه، حاسس إنه عمره ما هيسامح نيللي على عملتها، إنها وافقت تكون لواحد غيره
بصت نيللي لآسر وأبتسمتله بخفة، بص هو لإيسـو بإستفهام، اللي عيونه كانت غايمة وفكره شارد
– أستاذ أرسلان؟
بصله بعيون مليانة توهان كمل هو ببسمة خفيفة – نيللي حكتلي عنكم كتير وقد أية جمعتكم صداقة مميزة.. اتفضل أفطر معانا
بص للمزرعة وراهم كان حاسسها زي سجن هيكبت على نفسه، مش هيدخل مكان مفترض إنه عشها الزوجي!
– مرة تانية، عن إذنكم
مشى قبل ما يسمع رد، وفضلت هي تبص لآثره بملامح هادية..
– يـلا ندخل..
هزت راسها ودخلت معاه.
****
مر يومين، وهو بيتقلب على صفيح ساخن، مش قادر يفضل ثابت زي مكان وكأنه مش فارقله وجودها، ولا قادر يروحلها، ياخدها بالغصب ويحبسها في قفص، متطلعش منه تاني، تفضل ليه وبس..
حاسس بقلة الحيلة، جواه بركان لو أنفجر هيدمر الكل.
جرس الباب رن، راح فتحه كان والده.. بصله بجمود
– انا عارف إن نيللي رجعت
بسخرية – وجاي تهددني تاني؟ متقلقش المرة دي مش هتعرف تهددني لأنها كدا كدا مستحيل ترجعلي والبركة فيك
– جاي أقولك إني هرجعهالك.. بس في المقابل توعدني
– تاني وعود
– إنك ترجع القصر تاني وتهتم بحياتك وصحتك ومش عايز منك حاجة تانية
– رؤوف بيه، من أمتى الحنية دي!
– بُعدك عني السنتين اللي فاتت كفاية أوي عليا ياإيسو، كفاية أختك عليا.. مش هتكون أنت وهي
بعصبية مكتومة، وبغضب – لية مفكرتش كدا من زمان، وأنت بتبعدها عني وأنت بتبني بيني وبينها ألف سور مش عارف أكسرهم دلوقتي بسببك، جاي دلوقتي تندم! بعد فوات الآوان، بعد ما بقيت لغيري!
– كانت غلطة هصلحها مهما كان التمن، هفهمها كل حاجة وهطلقها من جوزها
– يمكن حبته! هتدمر حياتها للمرة التانية برضوا علشان مصلحتك!
– علشانك، بعدتها عنك علشانك وهقربها وهجيبهالك علشانك.. المهم مشوفكش حزين ياإيسـو
– أبعد عنها خالص، إنساها وسيبها في حالها وكدا تبقى عملت فيا خير
– وأنت هيفضل حالك مبهدل كدا!
– سيبني في حالي أنا كفيل بنفسي..
بصله أبوه بتنهيدة قبل ما يسيبه ويمشي وقعد هو مكانه بتعب لو بس مش متجوزة.. مش مخلفة!
مش هيسمح يكون أناني للمرة التانية
دمر حياتها هي وعيلتها مرة
ومش هيقدر يدمر حياتها هي وأسرتها للمرة التانية!
بنتها.. متستحقش كدا، دي طفلة بريئة مينفعش يكون قاسي عليها كدا..
****
– هتيجي!
– اه هاجي
– بعد اللي قولته! روز عازمة نيللي وجوزها، مش مشكلة بالنسبالك دي؟
– لا مش مشكلة، أقفل بقى هلبس وجاي
– مستنيينك
قفل معاه وقام يلبس، إن مفيش فرصة يبقى قريب منها على الأقل كفاية إنه يشوفها حتى لو مع غيره
حبه ليها وصل للمرحلة دي، يكفيه إن عيونه تشوفها!
دخل المكان المنشود، كان كافية كبير، لمحهم من بعيد قاعدين في ترابيزة نائية شوية، قرب وبسمة خفيفة على وشـه.. واثقة، سلم على الكل وحتى عليها، عيونها كانت متعلقة بيه بس بتحاول متبينش
قعد في كرسي مقابلها بالظبط، جيسي جنبه كانت ماسكة دالا بتلاعبها، بحركة سريعة خطفها منها يلاعبها ويسلم عليها، عيونها الكل أتعلقت بيه بس هو مهتمش
البنت دي اللي منعاه يعمل اي تصرف متهور، كبتاه..
من غير شعور منه في مشاعر غريبة بيحسها ناحيتها، كأنها تخصه!
بص لآسر ونيللي اللي بيبصوله بصات قلق وهو بيقول بضحكة صافية – جميلة أوي ما شاء الله، ربنا يخليها ليكم
شامي بضيق – وأنت من أمتى بتحب الأطفال؟ أنت مش قايلي لو أتجوزت وخلفت هقطع علاقتي بيك علشان بكره زنهم ودا اللي مانعني إني أتجوز أصلًا
تدخل جيمي بسخرية – دا اللي مانعك تتجوز ولا علشان روز كرفالك ولسة مديتكش الأذن
بصله وفتح بوقه بتفاجئ والكل ضحك عليه
كرم – بطل كدب بقى كلنا عارفين إن تأخير خطوبتكم بسبب روز.. من زمان ومحدش بيربيك غيرها
عدلت روز شعرها بغرور وبصلها هو بحنق و – عاجبك كدا؟
– سيبك منهم ياحبيبي دول غيرانين مننا
بصت نيللي لكرم لمحت دبلة في إيده سألت بتعجب – أنت خطبت ولا أية؟
بص لأيده وبصلها ببسمة خفيفة و – حاجة زي كدا
جيسي – فاكرة البنت اللي قصت شعرك في المدرسة؟
شهقت بصدمة و – هي دي؟
بص للأرض بحرج، نيللي بضحكة خفيفة – متوقعتش منك كدا رايح تحب في عدوتي!
– أتعدلت خالص والله وبقيت كويسة
– وبيدافع عنها كمان.. سيدي ياسيدي!
كرم بجدية – على فكرة يوم ما قصت شعرك إيسو مطلبش منها تعمل كدا، هي عملت كدا من نفسها يعني كإنها خدمة بتقدمهاله
كل العيون بصت ناحية إيسو اللي بين إنه مش مهتم ومشغول بالفون بتاعه
هزت نيللي كتفها و – مبقاش ليها لازمة الحوارات دي خلاص بقيت من الماضي
جع أتصال لآسر وأستأذن إنه يطلع يرد بـرة، حمحم شامي و هو بيحط أيده على خده كأنه بيفتكر ذكرى سيئة و – بخصوص السيرة دي فـ.. القلم اللي أدتوهني يومها ملهوش لازمة على فكرة لأن رسوماتك كلها لسة سليمة ومحدش قرب منها، بل لحد دلوقتي محفوظين بأنسب طريقة
ظهر التفاجئ في عيونها، بصت المرة دي لإيسـو، تدخلت روز في الكلام – أحم.. حتى شعرك اللي أتقص، لسة محتفظ بيه كله لدلوقتي..
حاسة إن كل الدوشة اللي حواليها صوتها خفتت، عيونها بس عليه، كأنهم هما الأتنين بس اللي على الترابيزة
رفع عيونه يبصلها في اللحظة دي
– متقولش إن دي ذكريات بتحب تحتفظ بيها من الضحايا بتوعك؟
– معتقدش يفرق معاكِ السبب، ياريت متطالبيش بيهم لأني مش هدهملك، أطلبي أي حاحة في المقابل وهعطهالك
– تقولي لية أحتفظت بيهم
– لإني كنت شايفهم حاجة مميزة ونادرة، أي حاجة تخصك مختلفة، فكان لازم حاجة زي دي نهتم بيها أكتر من كدا مش يتحطوا في خزانة المدرسة بمنتهى العشوائية
بلعت ريقها وهي حاسة إنها عايزة تعيط، مشاعر جواها متفاقمة من اللي بيحصل
إن حبه يبقى من زمان كدا ومتشابك كدا ومتفاقم كدا
مصادقاه، ومصدقة حبه
بس لية رغم كل حبه دا يآذيها بالطريقة دي!
لية مفيش تفسير!
قرب منها آسر بتعجل مش مهتم للتوتر اللي مالي المكان و – نيللي لازم نمشي حالًا
بصتله بتوهان، مسكها من أيدها يقومها ويسندها و – يلا الموضوع مستعجل هحكيلك في الطريق
بصلهم وأستأذنهم بإستعجال وخرج بيها
كانت ماشية وهي مليانة توهان، عايزة ترجعله تعيط وتصرخ تحكيله كسرتها كانت كبيرة أزاي، إنها أستنته قد أية، إنها أتوجعت منه على إنه سابها وخطب غيرها.. على حاجات كتير
لكن فاقت من حالتها لما أنتبهت لحالة آسر الغير طبيعية و – في أية؟
– ديالا بدأت تصحى.. الدكتور بيقول إن جفن عيونها إتحرك وصوابعها، من مؤشراتها أرجح إنها ممكن تفتح عيونها إنهاردة أو بكرة بالكتير
دمعت عيونه و – انا مش مصدق..
أبتسمت هي كمان بسعادة، حضنت دالا جوه حضنها و – ماما بتصحى يادالا..
رددت دالا بنبرة متقطعة تساؤلية – مـا.. م؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تجربه فريده)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *