روايات

رواية أماريس الفصل العاشر 10 بقلم حنين عادل

رواية أماريس الفصل العاشر 10 بقلم حنين عادل

رواية أماريس البارت العاشر

رواية أماريس الجزء العاشر

رواية أماريس الحلقة العاشرة

احتضنته بقوة لم تستطع كبح دموعها فانهمرت كالشلال !
أخذ يهدئها بابتسامة وحنان بالغ:
اهدي يا داده سامية أنا رجعتلك أهو !
جلست على مقعدها المهتز وجلس بجانبها فنظرت له بعينين مليئتين بالدموع :
اتبسطت لما بعدت عني يا يحيى! كنت قضي جمبي الوقت الأخير اللي فاضل ليا !
فتح عينيه بخوف ونهض سريعًا وشرب كوبًا من الماء .
حاول تهدئه نفسه: لا أكيد هي كويسة إن شاء الله مافيش حاجة إوعي يا دادة دا انا ما أقدرش أعيش من غيرك !
تنهد بحزن: وحشتيني يا داده أوي بس إن شاء الله هرجعلك .
ساره نحو النافذة ونظر منها فوجد الشمس مشرقة وكأنه يوم جديد تعجب أنه قد نام كل هذه الفترة.
دلف الحمام ليغتسل وهو يفكر فيما رآه في حلمه والخوف يجتاح قلبه وعزم على الرجوع إليها سريعًا راجياً الله أن تكون بخير
خرج ليرتدي حلته التي زادته وسامة فوق وسامته ثم خرج من السلم المؤدي إلى قصره جلس بجانبها ونظر لها بترقب : ها قررتي إيه ؟!
تنهدت ثم قالت : أنا معك أيها المختار !
تنهد بارتياح وابتسم : كنت عارف إنك ذكية وأكيد مش هتقبلي بقوانين أماريس .
_ليس ذكائي هو من دفعني للقدوم معك.
ابتسم يحيى وفكر في انغه السبب إنها لا تريد الابتعاد عنه فسألها مبتسماً وهو ينتظر الإجابة على أحر من الجمر : أومال إيه السبب ؟
_الذي دفعني للمجيء معك هو فضولي لرؤية العالم الخارجي.
شعر بالغصه في قلبه لقد أحبها لا بل عشقها وهي لا تكن له أية مشاعر.
قاطعت شريده بصوت عال : أيها المختار ما الذي تفكر فيه؟!
أجابها بحدة : مش لازم أقولك على كل اللي بفكر فيه!
فسألته في غرابة من أمره : لمَ أنت غاضب ؟
فزفر بضيق قائلاً: مش غاضب ولا نيلة المهم إحكيلي عن آران ده .
فردت لانا : إنه وحش ضخم حاد الذكاء ماكر جداً قوي لدرجة لا توصف رأسه كرأس الثور يمتلك جسدًا مفتول العضلات كجسد إنسان لا تستطيع توقع ما سيفعله.
ثم تابعت : كل من حاولوا الاقتراب منه لم ينجوا من وحشيته يزج بهم في سجنه الموحش ليتلقوا أسوء أنواع العذاب والعقاب الذي يمكن أن يتلقونه إنه وحش كاسر .
صمت قليلاً وهو يفكر كيف سيهزم هذا الوحش ثم قال : طب إيه هي نقطة ضعفه أكيد ليه نقاط ضعف .
_لا أعلم نقاط ضعفه أو لم أبحث في الامر ولكن يمكن أن تفيدني البلورة في أمره .
فنهض يحيى سريعًا : طب يلا مستنيه إيه؟!
ابتسمت لانا : لا تتعجل فالتمهل والتفكير يوصلك إلى مبتغاك وفي التعجل الندم !
سار وهو ممسك يدها وجذبها خلفه : أحسن حاجه إننا نمشي من هنا بأسرع وقت ، الله أعلم أماريس هتوصلنا لفينة؟
وصلا إلى منزلها سريعًا ودلفا للداخل فوضعت الأحجار الملونة في أوراق زرقاء ووضعت فوقها الورد الأزرق وهي تُتمتم بكلمات غريبة ثم وضعت البلورة الزرقاء في منتصفها وجلست أمامها ويحيى بجانبها فشعت نورًا قوياً أضاء المنزل بأكمله وأضاءت الرموز المنقوشة على الجدار أخذت تقول كلمات غير مفهومة فظهر الوحش أمامها في البلورة فنهض يحيى فزعًا حتى التصق بالحائط!
ثوانٍ معدودة وانتهى كل شيء .
ابتلع ريقه بخوف واقترب منها ثم قال : ها عرفتي إيه ؟!
تنهدت بيأس: نقطة ضعفه هي نقطة ضعفك أنت هل تعرف ما هي نقطة ضعفك؟
نظر لها بغرابة : إزاي نقطة ضعفي هي نقطة ضعفه إزاي ؟
وإزاي جسمه زي جسم إنسان برأس ثور.
فأجابته لانا وهي تلملم أشيائها : لقد أراد من أماريس أكثر لم يرد أن يكون من الچاما أراد كل شيء سريعًا أراد التميز عنهم بالقوة والذكاء والدهاء فبلغت أنانيته وعنان السماء لذا تحول إلى وحش لذا قد حذرتك قبلًا إياك والغرور فهو يدمر صاحبه وهذا ما قد حدث لآران.
فأمسك رأسه وكأنه يحاول الاستيعاب أكثر ثم قال :
إزاي حد اناثني يؤتمن على باب خروج أماريس؟!
_ لم يعد ملك نفسه لقد وافق على العقد منذ زمن عقد الوفاء لأماريس إن أخلفه صار رمادًا عاقبته أماريس بجعله حاميها كل هذه الفترة وحولته إلى مسخ لا يستطيع أحد هزيمته سلبت منه كل شيء وحرمته من نعمها فأصبح شغله فقط هو حماية الباب ، أراد الذكاء والدهاء و أراد عدم الامتثال والتحول للچاما فكان من أكبر الخائنين لذا أعطته ما أراد ولكن كما تريد هي!
ثم تابعت: إنه من بلدتك!
نظر لها في دهشة : من عندنا مين ؟ معقول يكون أمي ؟!
_لا إنه رجل جاء منذ عشرين عامًا بالمرة السابقة
أخذ يفكر مليًا ، يا ترى من هذا الشخص ؟
وكيف سيعرف نقطة ضعفه ؟!
جلس ووضع رأسه بين راحة يديه ثم قال : ونقطة ضعفي إزاي نقطة ضعفه!
جلست بجانبه وقالت مبتسمة : الآن يجب عليك التصالح مع ذاتك لتعرف ما هي نقطة ضعفك.
أمسك عنقه بضيق وهو يعتصر عقله كيف يعرف ما هي نقاط ضعفه ؟
قاطعت شروده متسائلة : لماذا جئت إلى أماريس ما الذي دفعك للمغامرة ؟!
فأجابها : عشان أدور على أمي وعشان….. ثم صمت.
فسألته مرة أخرى : وماذا أيضاً ؟!
فرد وكأنه اهتدى وأخيراً : أنا نقطة ضعفي أمي ، وأكيد أمي أنا مش نقطة ضعفه ، يبقى أكيد نقطه ضعفه هو (هي أمه)
ثم تابع وهو يفكر بصوت عال: وبما إنها من قريتي فالبيوت هناك محدوده يا ترى هو ابن مين؟
صمت قليلًا ثم أردف: معقول تكون أمه هنا زي أمي ؟!
فردت لانا : لا على ما أظن لو كانت موجودة هنا لكن لاذ بالخلاص فإن رآها ستزال لعنته.
فقال في دهشة : نقطة ضعفك في أماريس تنجيك سبحان الله .
زفر بضيق يحاول الوصول لأي شيء.
ابتسمت لانا ووضعت يدها على كتفه : اهدأ أيها المختار وفكر على مهلك.
خرج من منزلها وخرجت خلفه التفت لها وقال:
طب سبيني دلوقتي وإن احتجتك هاقولك.
أومأت برأسها وغادرت تاركه إياه ، سار حتى وصل إلى قصره ودلف إلى غرفته وهو يفكر من تكون والدة هذا الوحش يا تُرى؟
أحصى أهل قريته يوجد إثنان عجائز وبما أنه هنا منذ عشرين عامًا فلا غيرما بالتأكيد .
ولكن يا ترى من منهما ستكون والدته ؟
تمعن في التفكير فتذكر أن إحداهما لم تنجب إلا ولدًا واحداً وتوفى صغيراً في حادث أما عن الأخرى فلم يكن له اتصال بها .
جلس على فراشه سعيدًا وقد توصل لنقطة ضعفه ولكنه يتساءل كيف سيستخدمها إذًا؟
كانت الشمس قد أوشكت على الرحيل فجلس يشاهدها من نافذته وهي قرص برتقالي اللون فما أجمل منظر غروبها .
نظر إلى السماء يطلب بقلب خاشع التوفيق والسداد من الله فهو مقبل على أكبر تحدي في حياته.
مرت ساعات بدون أية أحداث مهمة سوى التفكير فيما قد يحدث ووضع الاحتمالات سار في الممر ليلاً لأول مره فوجد الرموز المنقوشة مضاءة في منظر مبهج باللون الأزرق ورائحة ذكية كرائحة المسك تعجب فهو يرى ذلك لأول مرة دخل الغرفة ليرى الدرع الذي قد ارتداه و هو يحارب الضخم ارتداه وهو يشعر بثقله ولكنه تحامل على نفسه وأمسك سيفه الضخم وبدأ يتدرب به حتى صار خفيفًا رويداً رويداً وكأنه لا يرتدي شيئا!
تدرب لوقت طويل حتى غلبه التعب فخلعه وذهب إلى غرفته لينعم بحمام دافئ.
وقفت امام الجبل تنظر بحزن بالغ وما أن رأته قادماً يرتدي درعه الحديدي ويمسك سيفه الضخم ركضت إليه واحتضنته مبتسمة فقال بسعادة :
إنتِ كويسة يا داده وحشتيني أوي .
فردت عليه بفرحة لا توصف: أنا مبسوطة أوي يا يحيى أخيراً هيحصل اللي بستناه بقالي سنين .
نظر لها بغرابة : وإيه اللي بتستنيه بقالك سنين؟!
فقالت : لا تخف ولكن احذر ….

يتبع..
لقراة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أماريس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *