روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل السادس 6 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل السادس 6 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت السادس

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء السادس

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة السادسة

خان يونس الآن في بطن الحوت فلنسبح جميعا بقلب رجل واحد أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..
______________

أمسكت «ياسمين» هاتفها وهي تنظر لمحتوى الرسالة التي وصلتها من «عمر» بتعجب وهي تقرأها فكان يخبرها فيها بأن تذهب إلى خزانتها الخاصة وتفتحها
ولا تعلم ما علاقة هذا به ولكنها تركت الهاتف من يديها ثم أتجهت ناحية خزانتها كي ترى ما بداخلها..

توسعت عيناها بصدمة وهي تنظر إلى الصدوق الذي بداخله بدهشة ولا تعلم كيف وصل إلى هنا ..،
أخرجته وهي تستطيع بالكاد تحمله فقد كان ثقيلاً للغاية وكبير ومازالت تجهل ما يوجد به..

وضعته بصعوبة على فراشها ثم أخذت تفتحه بتمهل وضربات قلبها تتسارع مما يوجد بداخله وهي تشعر بالحماس والتعجب في آنِ واحد..

وجدت صف كبير من جميع أنواع الشوكولاتات التي تفضلها..، أخذت منها وقتاً حتى أستطاعت إخراجهم جميعاً ثم وجدت العديد من الاموال بورقة مائتي موزعة اعلى الصندوق مما جعلها تنظر لهم بصدمة كبيرة ثم قامت بلمهم جميعاً وهي تضعهم على جانب حتى تخرج ما بداخله..

وجدت فستان باللون السيمون ملفوف بشريط ومعه نقاب وخمار من نفس اللون وعليه الكثير من الورود من أسفل ومن عن الأكمام ثم وجدت كارت صغير أعلى الفستان مكتوب فيه «الورد للورد يا جميل»

توسعت بسمتها بشدة وتسارعت دقات قلبها وهي تضع الفستان على جسدها وتقف أمام المرآه وهي تنظر لنفسها بإعجاب من جمال تصميم هذا الفستان الراقي والمميز وتشعر أنه يشبهها كثيراً وصُنع خصيصاً لأجلها…

تركته على الفراش ثم أكملت البحث في محتويات الصندوق التي لم تصل إلى نهايته بعد حتى وجدت الكثير من علب الأسكين كير والكريمات والعطور التي تفضلها وأيضاً العديد من علب الميك اب بأجود الانواع…

وخارج الغرفة كانت تقف «روان» وهي تتحدث في هاتفها خلف الباب وهي تراقب «ياسمين» وتتحدث بصوت منحفض قائلة:

“دموعها نزلت بتأثر مسحتهم وبعدين شالت كل الاسكين كير والميك اب وحطتهم على السرير اللي عمرك ما جبتلي زيهم يا معفن وبعدين رجعت تاني للصندوق اللي أكبر من حياتي وخدت نفس كبير علشان تقدر تكمل وحقها تتعب الصندوق اكبر مني شخصيا المهم بتطلع دلوقتي الخاتم والسلسلة وبتبصلهم بإنبهار كبير والصراحة حقها ثم أغروقت عيناها بالدموع مجدداً تأثرا ولبستهم ودلوقتي بتبص لنفسها في المراية وهي بتبتسم و…”

توقفت عن الحديث وهي تجد من يمسكها من ياقة ثيابها وهو يرفعها قائلاً بتحذير:

“احنا مش قولنا نبطل شغل التجسس دا!”

أبتلع «عمر» ريقه وهو يسمع صوت «زين» من الطرف الآخر على الهاتف وأن تلك الغبية قد كُشفت ولن يستطيع أن يعلم رد فعل «ياسمين» عند رؤية بقية الصندوق..

بينما «روان» نظرت له بتذمر وهي تحاول إزالة يده الممسكة بها كما لو كانت لصة سارقة ثم أردفت:

“مهو اللي هددني أعمل كدا وألا هيطفى السجاير ف قفايا اللي انت ماسكني منه دا”

شدها من ثايباها ثم توجه نحو غرفتهما وهو يوبخها بعدما أغلق المكالمة في وجه «عمر» مما جعل الأخر يسبه بضيق لانه خرب عليه لحظاته ومعرفة رد فعلها..

أما عن «ياسمين» ظلت تخرج ما بداخل الصندوق وهي منبهرة فلأول مرة بحياتها تحصل على هدية مثلها
وكل الأشياء التي كانت بداخل الصندوق مُختارة بعناية ومن الأنواع التي تفضلها…

سمعت إشعار من هاتفها ذهبت مسرعة وهي تلتقطه وتتفحص الرسالة فكانت مرسلة من «عمر» عبر الماسنجر وهو يقول “أتمنى تكون الهدية عجبتك”

ترددت في الرد عليه أم لا ولكنها حسمت أمرها بالأ تجيب ثم تركت الهاتف من يديها دون أن تجيب عليه
وهي تجلس على الفراش و تنظر حولها على غرفتها التي أمتلئت بالهدايا الثمينة والتي بعمرها لم تتخيل أنها تحصل عليها… ماذا ستكون رد فعله إن علم بقرارها أنها تود فسخ الخطبة بعد كل ما فعله لأجلها؟؟…

لمَ لا تعطيه وتعطي نفسها فرصة وتتجاهل حديث «حور» وأيضا تتجاهل رأي «زين» أخيها بأن «عمر» لا يناسبها؟؟ وأيضا تتجاهل شعورها بذلك…

سقطت دموعها ولأول مرة تشعر بهذا الضياع
هي تحبه وتريد أن تكمل حياتها معه ولكنها في نفس الوقت تعلم طباعه جيداً وأنه ليس المواصفات التي تريدها ولا بالشخص الملتزم الذي كانت تحلم به..

ورغم ذلك ستعطيه فرصة وتعطي أيضا لنفسها فرصة
لربما كان هو الشخص المناسب لها ويتغير كما تغيرت «روان» وكما تغير أيضا «ليث»…،
راقت هذه الفكرة لها كثيراً وشعرت بالراحة ثم أخذت تدور وتضحك في الغرفة بسعادة كبيرة لكونها لم تنفصل عنه..

أمسكت الورود والتي كانت ذو رائحة عطر نفاذة ثم أبتسمت وهي تشمها بعمق لأنه وضع العطر الذي يستخدمه عليها كي يجعلها تشعر به معها هنا..
ثم قامت بإرتداء الفستان وأخذت تدور في الغرفة وهي تشعر بأنها بخفة الفراشة وتتخيل رد فعله لو رآها بهذا الفستان..!!

وعلى الطرف الآخر كان «عمر» يجلس في مكتبه وهو ينظر إلى الهاتف بضيق من تجاهل «ياسمين» وعدم ردها على رسائله حتى بعدما فعل ما في وسعه لأجلها لم تجب عليه بكلمة شكر حتى! رغم أنه أستأذن من أبيها كي يعطيها الهدية ويضعها في غرفتها..

زفر بحنق وهو يترك الهاتف من يديه ليسمع صوت صديقه وهو يسأله قائلاً:

“مالك يابني قاعد عامل كدا ليه؟”

نظر له «عمر» ثم ابتسم بتكلف وهو يقول:

“مفيش انا كنت مرهق بس شوية”

أومأ له الأخير بتفهم ثم هم للتحدث مرة أخرى ولكن توقف عندما رأي «علا» خطيبته قد أتت وهي تتوجه ناحية مكتبها فنظر لها بحماس وهو ينتظر رد فعلها عندما ترى الهدية التي وضعها لها..

أمسكت «علا» بوكية الورد الموضوع على مكتبها وعُلبة الهدايا المزينة بطريقة جميلة بجوار الورد وهي تشعر بالسعادة الكبيرة حتى توجهت ناحية «مصعب» خطيبها وأحضنته بحب شديد تعبيراً عن إعجابها بالهدية
ليبادلها الاخر الحضن وهو يخبرها كم يحبها ومستعد أن يفعل اى شيء لأجلها…

كان كل هذا تحت نظرات «عمر» المتحسرة فهي أحتضنته لأنه أتي لها بورد وخاتم
بينما هو أخذ أياماً يحضر الهدايا إلى «ياسمين» ولم تشكره حتى!! هل تسرع بخطبتها؟ هل لأنه يحبها عليه يتحمل كل هذا التشدد والتعقيد؟ الا ترى كيف يتعامل المخطوبان في هذا الزمان؟
هو حتى لا يطلب منها عناق او قبلة فقط أن تتحدث معه دون أن تكون بهذا العقيد وهو لا يشعر بما يشعر به الخاطب من مشاعر أثناء خطتبه كما يسمع من الجميع دوماً..

عاد صديقه وهو يجلس جواره قائلاً ببسمة واسعة:

“ياخي الواحد مش عايز يتجوز وعايز يفضل خاطب على طول”

رفع الأخير حاجبه بتعجب فهو لا يتمنى شيء سوى أن تصبح «ياسمين» زوجته وتنتهى تلك المرحلة المعقدة بالنسبة له وهذا يخبره بأنه يريد أن يظل هكذا؟ بالطبع فمن حقه فهو يفعل معها كل شيء اذا لمَ الزواج؟ ليسأله وهو يقول:

“غريبة مع إن اى اتنين مخطوبين بيبقى نفسهم يتجوزوا”

“الخطوبة دي أجمل فترة ممكن تعيشها في حياتك من حب ودلع وخروجات وفسح وكل اللي انت عايزه بتعمله وانت مبسوط اما الجواز بقى مبيبقاش فيه الحاجات دي خالص ونكد ومعرفش اى والحاجات اللي بنسمعها من المتجوزين دي.. فخلينا مخطوبين احسن علشان الواحد مش ناقص نكد”

أبتسم «عمر» بتهكم.. فها هي أكثر فترة من المفترض أن يكون سعيداً مع خطيبته لا يفعل، ولم يذده حديث صديقه إلا ضيقاً وغماً…

🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸

كانت «حور» جالسة وهي تتصفح رسائل تلك البيدج الخاصة التي صنعتها خصيصاً للمتزوجات لحل مشاكلهن الزوجية وكانت قد راكمت عليها العديد من الرسائل لإنشغالها.. لذا فتحتها وهي تحاول أن تجيب على أكبر قدر منهما وأخذت تقرأ احدي الرسائل والتي كانت محتواها كالاتي..

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي مشكلة وأتمنى تساعديني فيها زوجي بحس إنه مش حنين او معندوش مشاعر وبيشوفني بعيط ومش بيفرق معاه ودي حاجة بقت تقفلني منه ومخيلاني مش قادرة أكمل معاه لانه مش بيحتويني ولا حنين عليا.. هل دا سبب كافي يخليني أسيبه؟؟؟”

أخذت «حور» نفساً عميقاً وهي تدعو الله أن ينير بصيرتها ويرشدها للحل الصواب ثم أجابت على الفتاة السائلة وهي تكتب لها رسالة محتواها كالاتي:

“أكيد دا سبب كافي يخليكي تتقفلي منه لإن طبيعي إننا بنحتاج اللي يواسينا.. بس الاول عايزة أسال سؤال انتِ بتعيطي كتير؟ “

قرأت الفتاة الرسالة ثم أخذت تكتبت في الرد وبعدما أنتهت قامت بالضغط على الإرسال وقد كتبت:

“انا دمعتي قريبة وبعيط كتير على اتفه الاسباب لاني مبقدرش اتحكم في دموعي ولو موقف بسيط ممكن يعيطني لإني حساسة جداً وانا بكون منتظرة منه يحايلني بس مبيحايليش رغم انه كان بيصالحني في الاول وحاسه انه مبيحبنيش”

تفهمت «حور» سبب مشكلتها من الاساس لذا كتبت لها وهي تحاول إصال ما تقصد كاتبة:

“انتِ لما بيكون عندك ابن بيعيط بتحايليه شوية لكن لما تلاقيه كل شوية بيعيط بتزهقي وتسيبه يعيط رغم انه ابنك وبتحبيه.. وكذالك الازواج طبيعي انه هيزهق لما يلاقيكي كل شوية بتعيطي.. انا عارفة إنه صعب عليكي لكن حاولي تتحكمي في دموعك ومتعيطيش على ابسط الامور يعني خلى دموعك غالية عليه بحيث انها متنزلش غير لما يكون الموقف يستحق ووقتها هتلاقيه أتأثر لانه مش متعود على دموعك وهيصالحك..
الموضوع هيكون صعب شوية وخصوصا اننا كستات عموما دمعتنا قريبة لكن مرة على مرة حاولي تتحكمي في دموعك لحد ما تقدري”

تحدثت قليلاً معها ثم أنهت الحوار وقامت بفتح رسالة أخرى والتي كان محتواها كالاتي:

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… انا عندي مشكلة
زوجي مرتبه كويس الى حد ما بس انا بشتغل علشان نكون مترفهين أكتر المشكلة إن أحيانا ممكن ارجع مش الشغل متأخر ولما جوزي بيطلبني بكون تعبانة وبرفض
هو دلوقتي عايزاني أسيب الشغل وانا رافضة تماما..، للعلم إن دا مش دايما دي في الايام اللي بيكون عندي فيها ضغط وياريت متقوليش اسيب الشغل”

“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته… بس انا مش هقولك سيبي الشغل كملي الشغل طالما حابة وعلشان تحلي المشكلة دي خلي زوجك يتزوج واحدة تانية تديله حقوقه وانتِ أترفهي بفلوس الشغل”

لم تعجب الفتاة برد «حور» ولم يكن هذا الرد الذي تريده لتجيبها وهي تكتب قائلة:

“لأ طبعا ازاي اخليه يتجوز وبعدين هو قادر يشيل مسؤلية بيت علشان يفتح بيتين”

أخذت «حور» نفساً عميقاً وهي تستعد كي تجيب عليها وتحاول بقدر الامكان أن تنتقى كلماتها كى توصل لها الأمر بسهولة…

” انتِ بتقولي ظروفه كويسة يعني شغلك دا شيء اضافي مش ضرورى وطالما شغلك خلاكي تقصري في ابسط حقوق زوجك يبقى اكيد مقصرة في بيتك وعيالك
ثم إن زوجك لو قليل الدين دا هيخليه يبص لبره رغم إنه مش مبرر ليه لكن سبب من الاسباب
وبخصوص انك بتقولي مش هيقدر يفتح بيتين ف الحرام مفيش اسهل منه دلوقتي ووقتها شغلك مش هينفعك بحاجة
نصيحة مني.. ياما تنظمي وقتك وتقدري تفرقي بين شغلك وحقوق زوجك يا تسيبي الشغل خالص ودا الافضل وتهتمي ببيتك وزوجك “

أنهت معها وهي تدعو الله أن يهدي سرها ثم قامت بفتح رسالة أخرى غيرها والتي كان محتواها كالاتي:

“اولا حابة اقولك اني بحبك وبحب نصايحك وعلشان كدا بعتلك لاني بثق في رأيك..
انا والدتي توفت من حوالي سبع شهور وكانت مريضة والشهادة لله والدي مقصرش معاها وفضل واقف معاها للاخر وكان مستعد يعمل علشانها اي حاجة بس توفاها الله ومن وقتها وبيتنا في حزن شديد وطبعا كنا واثقين إن بابا مستحيل يفكر يتجوز غيرها لانه كان بيحبها ولكن اتصدمنا لما لقيناه بيقول إنه عايز يتجوز وكلنا رافضين الفكرة ورافضين إن واحدة تيجي مكان أمنا
هل دا غلط إننا نمنعه من الزواج لإن دا شيء غصب عننا؟”

حزنت «حور» بشدة وقد تذكرت والدتها كثيراً وقبل أن تجيب تخيلت نفسها مكان تلك الفتاة.. هل كانت ستقبل بأن يتزوج أبيها بأمراة غير أمها وتقيم بمنزلهم وتأخذ مكانها؟ بالطبع لا رغم أن هذا حقه.. إلا إنها لم تكن لتمانعه أيضاً..

“من الصعب على اي إنسان إنه يشوف حد تاني مكان والدته وطبعاً انتوا كلكم حاسين بالخيانة من وأبوكم لمجرد إنه عايز يتجوز واحدة تاني.. والصراحة انا لا ألوكم على هذا الشعور لإنها حاجة خارج إرادتنا..،
لكن لو بصينا للموضوع من زواية تانية إن فيه رجال كتير او أغلبهم اصلا مش بيقدروا يقعدوا لوحدهم ولازم يكون معاهم ونس ف مهما كان بيحب والدتك وكان مخلص ليها إنه يفكر يتجوز بعد وفاتها دي مش خيانة دا شيء طبيعي إنه مش قادر يقعد لوحده وهو طالب حلال..،
اذا كان ربنا حلله يتزوج 3 كمان غير زوجته وهي عايشة
طب ما بالك وهي ميتة؟ مش زواجه أحسن من إنه يروح يعمل حاجة حرام في السن دا؟ ودي حاجة غصب عنه وانتوا اكيد كبار وفاهمين دا
ثم إن كلكم هييجي عليكم وقت وتتزوجوا وهو هيكون لوحده ويمكن وقتها يكون صعب يتجوز..،
تعالوا على نفسكم وسيبوه يتزوج والموضوع فعلا صعب وانا مقدرة دا بس انتوا كمان راعوا شعوره وإنه مش هيقدر يقعد لوحده كتير ومع الوقت هتتعودوا وربنا هيصبركم والله يرحم والدتك يارب”

شكرتها الفتاة ثم تحدثت معها عن الموضوع ذاته ومخاوفها فأجابتها «حور» ثم أنتهت معها وقامت بفتح رسالة أخرى.

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أزيك يا حور عاملة اى كنت حابة اكلمك في موضوع مسببلي مشكلة
زوجي مش بيصلي وللاسف حاولت معاه كتير وبرضو مفيش فايدة وأكتر من مرة خانقنا ويقولي ملكيش دعوة دي حاجة بيني وبين ربنا
وانا تعبت ومش عارفة اعمل معاه اى”

أغمضت «حور» عيناها بحزن وخصوصاً لأن هذه المشكلة يعاني منها الكثير من الزوجات مع أزواجهن والسبب أنهن رضين بالزواج ممن لا يصلون من البداية..

“أتكلمي معاه مرة واتنين وتلاتة براحة كلميه عن أهمية الصلاة وإنك عايزاه يصلي علشان تكونوا سوا مع بعض في الجنة وإن الصلاة أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة وإنه لو مات وهو مش مصلي مش هيلاقي مبرر يقوله لربنا… عرفيه إن عياله هيقلدوه سواء بالحلو او الوحش ومش هيقدر يخلى عياله يصلوا وهو مبيصليش.. والأهم من دا كله بقى إنك تدعيله كتير في كل ركعة إن ربنا يهديه.. الصلاة مش بسهولة كدا زي ما احنا فاكرين هي سهلة علينا لاننا اتعودنا وبقت شيء أساسي عندنا لكن الشخص اللي مبيصليش الصلاة هتكون تقيلة عليه وهيحس انها زي الجبل وكل ما ذنوبه بتكون كتيرة وكل ما بتكون صعبة عليه ف ادعي ربنا يهديه ويصلي”

أنهت معها وظلت تجيب على العديد من الرسائل حتى شعرت بالتعب لتغلق هاتفها ثم تقوم كي تنهي واجابتها المنزلية..

🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸

كانت «روان» جالسة وهي تفرك في شعره بيدها بينما هو منسجم وهو مغمض العينين ومستند برأسه عليها بينما هي قطعت الصمت وهي تناديه:

“زين”

همهم يجيبها وهو مازال على نفس وضعيته، بينما هي صمتت ولا تدري من أين تبدأ بالحديث في هذا الموضوع لذا تحدثت وكأن الأمر عادي بالنسبة لها وهي تقول:

“انت مش كنت قايلي إن فيه واحد صاحبك بيدور على عروسة ملتزمة؟”

أومأ لها بالإيجاب وهو يهز رأسه مؤكداً حديثها رغم تعجبه سؤالها ، لتقول وهي تنظر له:

“طب انا عندي واحدة صاحبتي كويسة وملتزمة اى رأيك تقوله؟”

فتح عينيه أخيراً ثم أعتدل في جلسته ووجه نظره نحوها وهو يجيبها رافعاً حاجبيه بتعجب:

“ومين صاحبتك دي بقى!! شكلك بقيتي تصاحبي من ورايا”

أبتسمت بتوتر ولا تدري أتجيبه أنها «سهير» ام لا
وتخشى أنها عندما تخبره يرفض ولكن اذا لم تخبره فلن يعرف خصوصاً بعد إرتدائها للنقاب لتقول بكذب:

“واحدة انت متعرفهاش اتصاحبت عليها في المسجد مع ياسمين وحور وهم كمان صاحبوها وحبوها”

صدقها «زين» بالطبع وهو يهز رأسها مبتسماً لها مما جعلها تشعر الذنب وترددت في التراجع وإخباره الحقيقة ولكنها خشيت من رد فعلها لمَ فعلته «سهير» بها وأنها بالتأكيد لن تتغير..

“المهم تكون كويسة وملتزمة وعلى ضمانتك”

“متقلقيش طالما مجايب مراتك”

أقتربت منها وهو يمسكها من خديها بلطف قائلاً:

“طالما مجايب مراتي الحلوة يبقى انا واثق أنها كويسة.. قوليلي أسم والدها اى علشان اخلى أحمد يسأل عليهم ويحدد معاه ميعاد”

شعرت بالتوتر وهي تخشي أن يتذكر أسم والدها رغم أنه من الصعب عليه أن يتذكره خصوصاً وأن لديه الكثير من الطلبة لتجيبه وهي تملى عليه الاسم قائلة:

“والدها أسمه أحمد منصور”

شعر بأن هذا الأسم ليس غريب عليه وأنه قد سمعه من قبل ورغم ذلك لم يكثر له وهو يقول:

“تمام هكلم أحمد بس قوليلي الاول باقي التفاصيل علشان اقدر أقوله”

أخبرته عنها بشكل عام ليومئ لها بالموافقة وأنه سوف يحادث صديقه بينما خرجت هي كي تساعد «ياسمين»
في أعمال المنزل وتحضير الطعام..

وما إن رأت «ياسمين» مازالت منشغلة في الهدايا التي جلبها لها «عمر» حتى قررت بأن تقوم هي اليوم بجميع أعمال المنزل وتتركها..

وبالفعل قامت بتنظيف المنزل وهي تشعر بالإجهاد فقد كان كبيراً عليها وقد تبقى لها غرفة الصالون فقط ذهبت كي تنظفها حتى وجدت «جنة» ابنة عمها وهي تجلس واضعة قدماً فوق الأخرى وتمسك بهاتفها تعبث به والتي ما إن رأتها حتى أبتسمت لها بتكلف ثم عادت لهاتفها مجدداً..

بينما «روان» تجاهلت وجودها ثم قامت بتنظيف الغرفة حتى قطع عملها هذا صوت «چنة» وهي تقول:

“وانتِ بقى ياروان متجوزة زين علشان تشتغليلهم خدامة هنا؟”

توقفت «روان» عما كانت تفعله وهي تنظر لها بضيق ولا تعلم بما تجيبها وقد إنزعجت من تدخلها ورغم ذلك لم تقوى على الرد لتأتي «عايدة» من خلفها وهي تقول:

“طب ما كنتي تقومي تساعديها يا چنة بدل طولة لسانك دي؟”

طالعتها «چنة» بإنزعاج فهي بالأساس لا تعمل اى شيء بمنزلهم كي تأتي وتفعل هنا؟ لتجيبها ببرود وهي تقول:

“انا مبخدمش حد ثم إني هنا ضيفة”

جلست «عايدة» على المقعد المقابل لها ثم وجهت بصرها نحوها وهي تقول بسخرية:

“ولما انتِ عارفة ياحبيبتي إنك ضيفة.. متعرفيش برضو إن الضيف بيقعد بإحترامه ومبيدخلش في شئون البيت؟ ولا لازم تجيبي الكلام لنفسك!”

غضبت «جنة» من ردها الوقح لتجيبها بنبرة مقتضبة:

” انا موجهتلكيش كلام على فكرة ولا هي عينتك محامي عليها وانا معرفش؟ “

أبتسمت لها «عايدة» بتهكم وهي تجيبها بسماجة:

“كل حد في البيت دا يخصني واللي ييجي جنبه أفرمه.. ف خليكي بعيدة يا چنچون علشان متتحطيش في اللستة السودة جنب أمك وأختك”

هبت «چنة» من مكانها وقد تمكنها الغضب لتقول بصوت مرتفع قبل أن ترحل:

“على الأقل دول أحسن منك”

صفرت «عايدة» بإستمتاع لأنها أستطاعت إخراجها فقد كانت تحتاج الغرفة وتريد إخراجها بينما أقتربت منها «روان» وهي تقول:

“شكراً ياعايدة”

أجابتها الأخرى ببرود كعادتها وهي تقول:

” قولتلها كدا علشان اطلعها من الاوضة ومش أكتر لإن انتِ فيكي لسان يرد عليها.. ولو خلصتي اقفلي الباب وراكي”

علمت «روان» بأنها لا فائدة منها لذا تركتها وغادرت ثم توجهت ناحية المطبخ كي تقول بإحضار الطعام وقد شعرت بالإرهاق لأن المنزل كبير عليها حقاً…،
ليتردد في ذهنها حديث «چنة» بأنها تعمل خادمة هنا
ليوسوس لها شيطانها بأنها تفعل هذا وحدها والجميع يجلس دون أن يفعل شيء وتقوم هي أيضاً بإحضار الطعام لهم جالسون مكانهم!!..

حاولت نزع تلك الأفكار من عقلها فهي من طلبت من «ياسمين» أنها ستتولى أمور المنزل اليوم بعدما رأت إنشغالها ولكن كلام إبنه عمها قد لعب بعقلها ولم تفق إلا على صوت «زين» وهو يناديها وقد عاد من الخارج فوجدها بالمطبخ ليقطب حاجبيه وهو يقول:

“بتعملي اى”

أجابته دون أن تنظر له وهي منهمكة بتحضير الطعام:

“بجهز الغدا”

ليسألها مباشراً وهو يقترب منها قائلاً:

“طب وفين ياسمين؟”

تركت ما في يديها وهي تجيبه بتوتر:

“شفتها مشغولة في الهدايا اللي جابها عمر ف سبيتها وقولت اعمل انا”

غضب «زين» من حديثها ثم نادي على أخته بصوت مرتفع مما جعل «ياسمين» تترك كل ما في يديها وتأتي إليه مسرعة وهي تقول:

“فيه اى يازين.. بتنادي ليه كدا؟”

أجابها وهو يحاول التحكم بغضبه قائلاً:

“مبتعمليش ليه مع روان وانتِ عارفة إن البيت تقيل عليها؟”

صمتت «ياسمين» قليلاً ولا تدري ماذا تقول فيبدو أنه غاضب وقد إنزعجت من تدخله في الأمر لتجيبه بهدوء قائلة:

“كنت مشغولة في كام حاجة بس وروان قالتلي أنها هتعمل كل حاجة وبعدين انا وهي بنظبط أمورنا وبنقسم سوا”

بينما «زين» لم يقتنع بحديثها فهو لم يتزوج بها حتى يجعلها تعمل هنا للجميع وخصوصا بعد قدوم أبناء عمه فلن يجعل زوجته تخدم لهم جميعاً، ليقول بنبرة تشوبها الضيق والغضب:

“روان مش مطالبة أنها تعمل حاجة هنا وإن عملت حاجة علشان تساعدك ف دا تكرم منها لكن دا ميدلكيش الحق يا ياسمين تسبيها تعمل كدا حاجة وياريت دي تبقى آخر مرة يحصل فيها كدا”

“خلاص يا زين محصلش حاجة لكل دا”

تفوهت «روان» بهذه العبارة وهي تحاول تهدئة الوضع بينما هو رحل دون أن يجيب وقد كان يبدو عليه الضيق بينما «ياسمين» إنزعجب منه بشدة وقد تبادر في ذهنها حديث «چنة» عندما أخبرتها بأنه طوال عمره يفضل «روان» عنها، ليس فقط الان لأنه زوجته بل حتى عندما كانوا صغاراً كان يهتم لشأنها أكثر منها.. ولأول مرة بحياتها تجعلها غيرتها تشعر تجاه «روان» بالنفور رغم أنه لا ذنب لها ولكن دلال أخيها لها هو السبب
حتى إنه غضب منها الان بسبب «روان» حتى ولو كان كلامه صحيحاً لكن طريقته هي التي جعلتها تشعر الغضب منه..فاقت من شردوها على صوت «روان» المهتز وهي تقول

“ياسمين زين ما يقصدش..”

لم تجب عليها وأكتفت بإيماءة بسيطة ثم بدأت تساعدها في تحضير الطعام وهي ملتزمة بالصمت مما جعل «روان» تشعر بغصة في حلقها بسبب شعورها بالذنب وأنها هي المتسببة في كل هذا رغم أنها لم تفعل شيء!!

“عجبتك الهدايا اللي جابها عمر؟ انا اللي قولتله على الحاجات اللي بتحبيها”

تفوهت «روان» وهي تحاول مجارتها في الحديث وتغيير الموضوع، اما عن «ياسمين» فقد أبتسمت رغماً عنها عندما تذكرته وتذكرت الهدايا التي جلبها لها
وما إن لاحظت «روان» شردوها وهي تبتسم حتى نغزتها في كتفها قائلة بمرح:

“لأ دا انتِ شكلك بقيتي واقعة بقى… الواد عمر دا معلم والله”

ضحكت «ياسمين» بخجل وهي تضع يديها على وجهها وقد شعرت بتورد وجنتيها لتباغتها «روان» قائلة بضحك:

” هحح فينك ياسي عمر تيجي تشوف الخدود الوردي دي”

لتجيبها «ياسمين» وهي تضع يديها على وجهها بأكمله قائلة بخجل:

“يوو يا روان بس بقى”

قهقهت بخفة وقد نجحت في إبعاد الحزن عنها ونسيت ما حدث منذ قليلا، بينما «ياسمين» لم يغب عنها علمها بأنها أرادت أن تضحكها وتنسيها الأمر لذا أبتسمت بدورها وهي تدعو الله لها ولأخيها وقد تطردت تلك الوساوس مع عقلها وقد أقتنعت بأن أخيها محق فيما فعل فهي ليست ملزمة لأن تقوم هي بكل شيء…

“كدا متبقاش غير الحلويات هنعملها ولا نخلي زين يشترى حلويات جاهزة أسرع علشان عمر زمانه جاى؟؟”

سألتها «روان» وهي تنهي آخر شيء في يدها بينما قامت «ياسمين» بغسل يديها جيداً بعدما أنتهت ثم اجابتها بدلال:

“لا مش هنشترى انا هعمل الحلويات بنفسي علشان هو بيحب ياكلها من ايدي”

ضيقت «روان» جفونها بشك وهي تقترب منها قائلة:

“انا عارفة اه إن عمر مقطع السمكة وديلها ومفيش واحدة تقاوم كارزمته بس مش لدرجة يخليكي كدا… انا أبتديت اقلق عليكي منه”

تركت «ياسمين» العجين حتى يتخمر ثم تحدثت وهي تستند على الثلاجة المجاورة لها قائلة بحب:

“عمر يعمل اللي هو عايزه”

تشنج وجه «روان» وهي تنظر لها بصدمة وتضرب كف بكف أخيها الئيم استطاع إيقاع الفتاة بحبه لا بل عشقه
هذا المحتال! لتجيبها وهي تلوى فمها قائلة بتهكم:

“طب خلي بالك يا صغيرة على الحب منه علشان مبتقاش ترجعي تعيطي بعد كدا”

تجاهلتها «ياسمين» وأنهمكت في صنع الحلويات له بحب والبسمة لم تخفى من وجهها وشعورها بأنها لم تتركه وتفسخ الخطبة يجعلها سعيدة للغاية…
تتخيل نفسها بأنها في منزله وتصنع له حلوته المفضلة وترتدي ثياب وردية مثل حياتها التي ستصبح وردية معه فتذداد بسمتها أكثر…

ياله من شعور جميل بحق.. فنحن نعشق الخيال لأنه يأتي كما نريد.. ولكن هل ستصبح الحياة أيضاً كما نريد أم اننا لم نجو من براكين الغدر؟

أنتهوا من تحضير كل شيء ثم ذهبا لتغيير ثيابهما والتجهيز وتحديداً «ياسمين» التي أحضرت فستاناً أنيقاً وفوقه يزينه الخمار والنقاب وقد أهتمت بمظهرها كي تبدو في هيئة حسنه تنال إعجابه…

طرق «عمر» المنزل ففتح له «أحمد» والد زين الباب والذي قليلاً ما يكون موجود بسبب إنشغاله في العمل..
بينما دلف «عمر» بخطوات واثقة نحو غرفة الصالون وقد إنتشرت رائحة عطره في المكان بأكمله
هذا فضلا عن الثياب التي كان يرتديها والتي ذادت من وسامته ثم جلس في إنتظار قدوم ياسمينته

أنتهت «ياسمين» من إرتداء ملابسها ثم وقفت أمام المرآه تتأكد بأن كل شيىء لها على ما يرام فقطع هذا دخول «چنة» ابنه عمها وهي تقول ببرود:

“خطيبك جه يا ياسمين وقاعد مستنيكي”

تعجبت الأخرى من تدخلها ورغم ذلك هزأت رأسها بمعنى أنها أنتهت لتقول «چنة» وهي تنظر للهدايا التي تملئ الغرفة مردفة:

“بس مش غريبة يعني؟”

رفعت «ياسمين» رأسها مضيقة حاجبيها وهي تقول بتعجب:

“هو اى اللي غريب؟”

لتجيبها الأخرى وهي تقول بسخرية:

“إنك تتخطبي لواحد زي عمر!!”

عدلت «ياسمين» من حديثها وهي تضيق معلقة بإقتضاب:

“أسمه البشمهندس عمر”

أبتسمت الأخرى بخبث وقد تيقنت من ظنونها بأن تحبه وليس مجرد ارتباط بالخطوبة لتقول وهي تجلس على مقدمة الفراش:

“من حقك بصراحة تغيري عليه انا لو منك هغير”

غضبت «ياسمين» منها بشدة وقد نفذ صبرها منها لتجيبها وهي تقول بهدوء:

“عايزة توصلي لاي يا چنة من كلامك دا؟”

“كنت مستغربة إنك ازاي وافقتي عليه رغم إنكم متشبهوش بعض خالص.. يعني هو چان كدا في نفسه وتحسيه مقضيها وانتِ ماشية بقال الله وقال الرسول وعارفين إنك واضعة شروط معينة في اللي هترتبطي بيه”

ورغم أن «ياسمين» كانت ترى بأنها محقة في حديثها إلا إنها لم تكن لتعطي لها فرصة للتحدث عن خطيبها بهذا الشكل لتجيبها وهي تقول ببسمة متكلفة:

“معاكي حق فعلاً انا كنت واضعة شروط معينة بس هو جه وخلاني لغيت كل الشروط دي وأكتفيت بيه وبيتغير وهيتغير علشاني وكفاية إنه مستعد يعمل اى حاجة علشان يرضيني”

أغتاظت «چنة» بشدة من ردها ولم تتوقع أن تجيبها بهذا الرد رغم علمها بأن «ياسمين» لا تصمت عن حقها عكس «روان» التى لا تستطيع الرد وتفضل الصمت..

تحركت «ياسمين» من أمامها بدلال ثم تحدثت برقة قبل أن تخرج موجه حديثها لها قائلة:

“عند أذنك بقى علشان خطيبي قاعد مستنيني بره”

خرجت «ياسمين» من الغرفة ثم أتجهت نحو «الغرفة» التي يجلس بها «عمر» وقد كان يجلس ومعه «زين» بالغرفة لتطرق الباب أولا ثم ألقت تحية السلام وجلست على مقربه منه لتكون المسافة كافية لأن يسمع كلاً منهما الآخر…

أتت «روان» وهي تضع المشاريب أمامهما ثم ألحقت بها «چنة» وهي تمسك بأطباق الحلويات وتضعها ناحية «عمر» ثم مدت يدها له كي تسلم عليه وهي تقول:

“أزيك يا بشمهندس”

توتر «عمر» في البداية ثم مد يده لها كي لا يحرجها بينما هي «نظرت» إلى «ياسمين» بإنتصار ثم خرجت دون أن تتضيف شيء فيكفي ما فعلته..

بينما «عمر» ما إن لاحظ نظرات «ياسمين» الغاضبة حتى أردف بتوتر:

“انا مكنتش أقصد أسلم بس هي اللي مدت أيدها واتكسفت أحرجها”

أغتاظت «ياسمين» بشدة ورغم ذلك ظلت محافظة على هدوئها ثم أردفت بحنق:

“انت حر ياعمر انت اللي هتاخذ الذنوب مش انا”

بينما هو قال ببسمة كي يغير مجرى الحديث مردفاً:

“قولي عمر تاني كدا!!”

أبتسمت رغماً عنها فهو دائماً قادر على تهدئتها بعفويته التي تحبها، ظلوا يتحدثان في مواضع شتى وقد أخبرها «عمر» بأنه لا يشعر أنهما مخطوبان ويريد على الاقل محادثتها فهو حتى عندما يأتي هنا لا يستطيع أخذ راحته معها في الكلام لتجيبه بعدما فشلت في إقناعه قائلة:

“انا موافقة إننا نتكلم يا عمر”

نظر لها بصدمة وهو يشعر بالسعادة التي لم تدوم وأختفت بسمته عندما أكملت حديثها قائلة:

“بس هيكون شات وهدخل زين معانا فيه”

بُهت وجهه وهو ينظر لها بحنق ثم أضاف متهكماً بسخرية:

“ولزمتها اى بقى هو انا اسيبه هنا علشان اكلمه شات”

كانت تعلم بأن تلك الفكرة لن تعجبه ولا كانت تحبذها من الأساس ولكنها تحاول أن ترضيه بشتى الطرق
لتقول مغيرة مجرى الحديث قائلة بخجل:

“بالمناسبة.. شكراً على الهدية”

نظر لها وهو يقول ببسمة:

“عجبتك الهدية؟”

أومأت له بالإيجاب وهي تخبره عن سعادتها بالهدايا وإعجابها بهم وأن إختياره راقى وظلوا يتحدثان في مواضيع شتى حتى أنتهت المقابلة ورحل..

مر اليوم بسلام واليوم الذي يليه دون حدوث اى جديد وقد أتى موعد زيارة «أحمد» لمنزل الفتاة التي أخبره عنها «زين» وهو يدعو الله أن يوفقه هذه المره ولازالت تلك الفتاة التي رآها يوم الزفاف تؤرق نومه ويفكر بها
وكم تمنى لو كانت من نصيبه!!

أخذ «زين» معه كي لايذهب بمفرده خصوصا وأنه لا يعرف أهل تلك الفتاة ولم يحبذ الذهاب بمفرده هذه المرة بعدما قد تحدث مع والدها وأخذ منه ميعاد ولم يشعر بالراحة من الحديث معه ورغم ذلك ذهب..

كان يسوق وهو يفكر بأمر الفتاة التي رآها ولا يعلم لمَ ولكنه فجأة أخذ يدعو الله بأن يجعلها من نصيبه رغم أنه لا يعلم عنها شيء!!

نزل من سيارته أمام العنوان الذي ذوده لها والد الفتاة وهو ينظر له بذهول فاتحاً فمه قائلاً:

“معقول هو دا البيت!!”

ضحك «زين» وهو يربت على كتفه قائلاً:

“ياعم قول ماشاء الله”

أبتسم «أحمد» وهو يسمى بسره وينظر للمنزل أو القصر وإن أصح القول فكان فاخرا بحق ويبدو عليهم الثراء ليقول وهو يبتلع ريقه بمزاح:

“انا بقول بينا نرجع ونفضها سيرة من اولها”

شده «زين» من ثيابه وهو يتقدم إلى الأمام ويقول:

“أجمد كدا وخليك واثق من نفسك هم مش هيلاقوا أحسن منك لبنتهم”

سار كلاهما حتى توقفا أمام المنزل ثم طرق «زين» الباب وأنتظرا حتى فتح لهما والدها الباب وقد كان يبدو عليه الثراء الفاحش وملابسه المنمقة وهيبته الطاغية..
رحب بهما وهو يدخلهم إلى جناح الضيوف مرحباً بهما بحفاوة..

جلس معهم وهو يتحدث معهم في مواضيع عامة حتى أستأذن كي تدخل إبنته فستأذن «زين» ثم خرج في الغرفة الأخرى ولحق به والدها..

وبعد قليل دخلت «سهير» على أستحياء وقد تخلت عن نقابها هذه المرة وأرتدت فستان أظهر رشاقة جسدها دون أن يحدد تفاصيل جسدها ولم تضع اى من مساحيق التجميل على وجهها وبالطبع لم يتعرف عليها «أحمد» لأنه لم يرى وجهها من قبل..

جلست على مسافة ليست بالبعيدة وهي مطرقة رأسها بخجل حتى سمعت صوته وشعرت بأنه مألوفاً بالنسبة لها لترفع عينها كي تنظر لها وما إن رأته حتى تحدثت بصدمة:

“انت!!”

تعجب «أحمد» منها وقد شعر أيضا أن نبرتها ليست غريبة عليه.. كيف لا يعرفها وهو حفظ صوتها عن ظهر قلب! ليقول بصدمة هو الاخر وهو ينظر لها قائلاً:

“معقول!!”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *