روايات

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس البارت الثامن والخمسون

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الجزء الثامن والخمسون

أسرار الماضي لبنت الناس
أسرار الماضي لبنت الناس

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الحلقة الثامنة والخمسون

اسرار الماضي لبنت ناس
بقلم / رينا الهادي
الجزء الثاني الفصل السادس عشر
الصلح خير ( ١٦)
أكملت فيروزة : أيوة هو امين و مجتهد لكن الطبيب كان وشة متفسر لي كويس قوي يا اغا انت كنت أقوي لما جانا خبر بنتنا هتنهار علشان نديم !
برهان بذهول : علشان نديم !!! أنا مصدوم منك ؛ أحيانا بحس انعي معرفكيش ناس كتير بيقولوا عليك قاسية حتي بناتك لكن أنا شايفك غير كدة لية القسوة في الكلام كدة فيروزة ؟
فيروزة : عندنا مسئوليات كتير برهان زي عمران و أولادها؛ خلاص ياما عدينا محن عارفة إنك معتبر نديم إبنك وهو عندك محل ثقة و إحترام لكن قضاء ربنا كدة نحمد ربنا أن الحادث دة ما كنش معاة حد من الأولاد أو بنتي ؛ أنا متقبلة خسارة لكن مش هتقبل خسارتك فاهم اغا لازم تقوم و تآف علي رجلك و تسندنا كلنا بنتك أهية جايا علينا .
نظر برهان الي ابنتة: عرفتي حاجة جديدة ؟
عمران : واضح أن الحالة صعبة و مش قادرين يسيطروا عليها أنا كلمت دكتور يلماز يجي يشوف حالتة تسمح بنقلة مستشفي تانية ( نظرت إلي امها ) آنة آقول للأولاد ولا أعمل إية ؟ هو هيبقي كويس صح , صح آنة ؟ انا مش هقدر أعيش من غيروا آنة نديم أنا بعشقة مش بحبة رغم انيغ عارفة أنة مش بيحبني ربع حبي لية .
برهان : إية الكلام دة نديم مخلص طول الوقت ليك و لبيتة ما يعملش كدة غير واحد بيحب أهل بيتة .
,عمران بتوهان : بيحب أهل بيتة و بيعشق أولادة لكن مش أنا لازم يعرف إني بحبة أنا عمري ما قولت لة و إعترفت بمشاعرى لة هتحسر لو مات و هو ما يعرفش قد إية بحبة والله بحبة .
برهان بنظرة لفيروزة : في واحدة تعيش مع زوجها أكثر من عشرين سنة و ماتقولوش لة بحبك ؟ لية ؟ أومال عايشة معاة ازاعي الراجل محتاج الكلمة الحلوة إنت ما علمتيش بنتك حاجة خالص يا فيروزة لا حول ولا قوة الا بالله .
في مصر
أدخلت عائشة أنهار و رانيا وقالت لهم أن نهر ستغيب اليوم و غدا .
أنهار : تغيب لية عندها إمتحان النهاردة ؟ هي تعبانة ؟
عائشة : لأ متعاقبة مع أخوها في الخزانة .
رانيا : مين دي إللي متعاقبة يا خالتي ؟ هي نهر بتكسر لك كلمة أو حتي بتهمل في حاجة دي أطيب واحدة فينا .
عائشة : روحوا مدرستكم علشان ما تتاخروش و ما تجوش بالليل و قولوا للمدرسين أنها غائبة اليومين دول .
أنهار : إحنا جايين بدري زي كل يوم ممكن نشوفها بس دقيقتين .
عائشة : أنا كنت هطلب منكم توصلوا للخزانة غطا ليها و شوية كتب و مخدة و الأدوية بتاعها .
أنهار : ماشي يا خالتي حاضر يلا يا أنهار ممكن يا خالتي تاخدي بالك من الشنط .
عائشة : خدي شنطتك معاك أوضة نهر لاني معايا مفتاح الخزانة هاجي معاكم علشان تدخلوا لها الحاجات و إبتسمت لهم هسبكم تقغدوا معاها شوية بس ما تتاخروش علشان المدرسة .
مشت أمامها كلا من رانيا و أنهار إلي حجرت نهر وضعوا شنطهم و حملوا أغطية و أكثر من وسادة و بعض الكتب و ذهبوا اليغ باب الخزانة بإنتظار فتح القفل الموجود علي الباب .
فتحت لهم القفل و دخلوا رتبوا المكان و تاكدوا من أن نهر تستطيع أن تنام ببعض الراحة علي ارض الخزانة الصلبة بعد ثم خرجوا .
انهار : ممكن نقف نتكلم معاها يا خالتي .
عائشة : أنا داخلة هقعد في المضيفة و أفتح بابها علشان أعرف لما تمشوا و أقفل البوابة وراكم كلموها من الشباك و سيبوها لأنها مانمتش كويس بالليل سلام .
نظروا في آثارها إلي أن إختفت من أمامهم و جروا إلي الشباك .
أنهار باندفاع إلي الشباك : إنت يا هباب البرك يا محراك الشر وقعت بين أمك و أختك بإية خليت أمك تقلب عليها و تعاقبها ماهو بالعقل نهر عمرها ما زعلت خالتي رقية أبدا إنطق يا مصيبة .
عمر لم يرد عليها و أدار وجهة عنها .
نهر : ما عملش حاجة يا أنهار سيبة في حالة هي بس آنة عرفت إني جبت لة أكل بالليل و هي كانت منبة عليا بالليل .
رانيا : لية ما كان بياكل لية منعت عنة الأكل أكيد عمل مصيبة صح هببت إية هو شكلها إمبارح كان مش علي بعضة .
عمر : ابدأ أطعت شوية كتب و قلت مش هذاكر معاهم و عورت عم إبراهيم و هو بينقلني هنا .
رانيا :بسسس كدة ؟ لأ حلال فيك التعذيب مش الجوع ماسمعتيش الكلام لية يا نهر أو ما أكلتهوش في الخباثة لية ؟
أنهار : و دي عاوزة كلام بتقولك عرفت إنها أكلتة مش شافت إنها أكلتة و نظرت لعمر إنت قولت لها علشان تعاقب نهر عادي ما إنت نهر عاملة لك برجلة في مخك إنت وأبوك و طبعا أبوك موصيك الوصايا العشرة كلها علي إزاي تآذي نهر و تزهق خالتي في عيشتها صح يا أبا الغضب .
رانيا : يخربيت مخك بجد يا عمر ؟ طب هتسفيد إية علي الأقل لما كانت برة كانت ممكن تساعدك .
نهر : بس يا بنات هو أصلا ما كنش عاوزني أتحبس حتي دافع عني و قال لآنة تسبني أمتحن النهاردة .
أنهار بلوي شفتيها لأعلي : أيوة كان طيب كان حنين ؛ إتنيلي علي خبتك هو أما يقولها حاجة هتعملها و هي زعلانة منة طبعا هتعند و تعمل العكس و دة بالضبط إللي هو عاوزة مش كدة ؟ إبن أبوك بصحيح و العرق دساس عمرة ما هيكون قلبة عليك خلاص أبوة زرع فية الغل و الحقد من زمان ، و هيكون ديما شوكة في ظهركم عمرة ما هيكون قلبه عليكم إحنا رايحين المدرسة و أنا راجعة هاجي أطمن عليك وأبقي آجي أذاكر معاك بعد العصر خدي بالك من نفسك وأنت يا سي عمر ربنا يعينك علي نفسك .
خرجوا و ذهبوا للمدرسة و عائشة أغلقت البوابة ورائهم بعدها أحبت أن تطمئن إلي أن نهر ستنام مشيت بهدوء بعدما خلعت ما بقدمها حتي لا يلاحظوا صوت عندما إقتربت من الخزانة كان الهدوء هو سيد الموقف إلتفتت لتغادر لكنها
سمعت صوت عمر يقول : أنا فعلا إللي قولت لماما إنك أكلتيني و علشان أغيظها وريتها قشر الموزة و اليوسفي بس ما كنتش حاسب إنها هتحبسك قولت مش هتهوني عليها خصوصا إنك لسة تعبانة و كمان عندك إمتحان و هي عارفة إنك سهرانة تذاكري طول الليل ماتخيلتش إنها تحبسك صدقيني ؛ قولت بكدة هاخد حجة إنها بتعاملني بطريقة و بتعاملك بطريقة و إنها مش عادلة و ما تقدرش تجي عليك أنا يا نهر ديما لوحدي ما فيش حد بيحبني غيرك إنت بس أيوة أنا عارف مافيش حد بيهمة أمري إنت بس إلي بتحسسيني إني بني آدم بابا مش مهم حاجة في الدنيا غير أنة يحافظ علي ماما تحت جناحة و تخدمة و بس و ماما كنت شايف انها كل إللي يهمها إنت و بس إتجوزت علشان تجيب لك عيلة؛ بتهتم بكل حاجة ليك قلبها عليك حتي لما حبت ترجع و هي فاقدة الذاكرة رجعت علشانك قالتها ليا أكتر من مرة إنت ليك عيلة أختك لأ ، أنا مش مهم أبدا يا نهر و أنتي علشان تقدري تعيشي بتشتغلي طول الوقت أيوة بتقعدي معايا شوية لكن قليل, نهر أنا بسمع كلام بابا مش حب فية لأ خوف و رعب منة, مش قادر أنسي منظرك و إنتي فستانك غرقان دم و لا قادر أنسي منظر ماما و هي بتجري وراءة بالسكينة, بابا هان علية يعمل فيك كدة و إنت بنت زي ما بيقولوا أومال أنا هيعمل فيا إية؟ إنت فاهماني ؟ أنا بابا بيجيب ليا حاجات كتير أيوة و مش حارمني من شئ , بس حارمني من أهم حاجة و هو الحنية أو بمعني أصح الأمان إنت ماما بتحن عليك و تحميك لكن أنا لا مش زيك أو بتحن عليا شوية لكن مثلاً ما تقدرش تبعدني عن بابا أو آذاة , إنت تقدري تعيشي بعيد عننا في بيت لوحدك لكن أنا لا, أنا بابا يزعلك و يزعل ماما أو حتي يفتح دماغها و يضربها و يحبسها لكن في الاخر ممكن تبعد و تبات في بيت تاني أنا لأ تحت رحمتة و هفضل تحت رحمتة هفضل معاة حتي لو ماما أخدتني فترة مش هيسبني مع أنة مش بيقعد معايا بيرميني لمرات عمي تهتم بيا أو عمتي أو ستي يقعدوا يكرهوني في اليوم إللي إتولدت فية مرات عمي حنينة لكن عندها ولادها بتهنم بيهم أكتر , عارف إنك مش فاهمة أنا بقول إية ولا أنا كمان والله ما فاهم حاجة .
نهر : كل دة في قلبك يا عمر !!! ياااااة ماطلعتش هايف زي ما كنت فاكرة و طلعت معبي و شايل , أسمع يا روح أختك أنا و آنة روحنا فيك و بنحبك أكتر من روحنا, سيبك من أن آنة بتقسي علينا أحيانا بس بتعشقنا و إذا كانت بتحبني لأني زي ما بتقول يتيمة بتحبك لأنك أنت سندها و سندي بعد ربنا و في المستقبل, عمر آنة إذا كانت مطمئنة عليك فلأنك راجل و لك عيلة و عمرها ما بخلت عليك بحب أو رعاية بس سواد الليل إللي كانت بتجي ليا فية مطمنة إنك في بيتك مع أبوك ويا هتلعب علي الكمبيوتر يا هتنام إنت معظم الوقت رافض تكون معاها قرب منها شبر هتقرب منك ميل صدقني , وأنا أسمح ليا أكون جزء من حياتك بص إية رائك في الإجازة أخدك معايا شرم الغردقة أسوان أي مكان و هعلمك فية السباحة و ركوب الخيل و تسوق بسكلتة .
عمر بضحك : يا لاااااهواااااي إنت راشقة في أي تعليم وخلاص .
نهر : تعليم اللعب حلو هتقوي جسمك و هتطلع طاقتك الزيادة و تصفي ذهنك .
عمر : موافق لو الست الوالدة محبستناش .
نهر : الست الوالدة هتسامحنا لو إعتذارنا و سمعنا كلامها خلي بالك هي بقت مسئولة عننا لوحدها و لازم نساعدها علي قد ما نقدر أرجوك عمر خالينا نكون في حضن بعض و نحمي بعض .
عمر : هفكر يا نهر بس ما تزعليش مني لو أخذت صف بابا مش صفكم ساعتها هيكون غصب عن قلبي و هيكون تفكير بعقلي .
نهر : أنا مش عارفة إنت إمتي كبرت قوي كدة عموما خد وقتك سواء معانا أو علينا إنت جوة قلوبنا.
إنسحبت عائشة بهدوء مثلما جائت و أخذت تفكر في كلامهم .
في تركيا
صحي إيمري من نومة متأخر و ذلك لسهرة علي الأب و هو يعمل إلي ساعات متأخرة من الليل نادي علي سينام فلم يجد رد فتح الموبيل ليري أن الساعة تجاوزت العاشرة عرف ان سينام ذهبت ألجامعة نزل بكسل السلم و صنع لنفسة سندوتش و كوب كبير من النسكافيه وضع الطعام علي رخامة المطبخ و بدأ يأكل تفحص الهاتف وجد أن عائشة طلبتة مكالمة واتس كما تعودت إتصل بها واتس و كلمها علم منها ما حدث مع نديم و كيف أن نديم مصمم علي أن يخبر أبيها بوجودها علي قد الحياة واد أنها أوهمتة أنها تتكلم من السنترال و كانت تكلمة من فونها واخبرنة إنها بعثت بما أوكله لها من عمل علي إميلة أغلق الهاتف معها و قد طمانها أنة سيحاول مع نديم أن يكتم سرها قليلا الي أن تستقر نفسيا علي الأقل مع أولادها .
عبث بهاتفة ليفتح علي أخبار البلد و صدم من عنوان كبير يقول حادث مروع لرجل الأعمال والمهندس المعماري الفذ في شركات برهان اغا للإستثمار العقاري و صور للسيارة و أخري و هم يخرجوة و هو فاقد الوعي من العربة ليلبس ثيابة و يتوجة بسرعة إلي المشفي حيث ذكر الخبر إسمها .
كان الخبر منتشر بقوة و قد علم أولاد نديم بالخبر من الميديا و إتجهوا أيضا المشفي وصل أولادة و إيمري في نفس الوقت ليصعدوا للطابق المراد فإيمري بنفوذة إستطاع الدخول و الصعود إليهم أما أولاد نديم فهم أبناء المصاب و كان من الطبيعي صعودهم و أمام المشفي كان الكثير من الصحافة والإعلام ليغطوا هذا الحدث .
جري كلا من آدم و ايزل بٱتجاة أمهم عندما راؤها منهارة و الطبيب يقول المريض أعطاكم عمرة ممكن تدخلوا تودعوة .
جري الجميع إلي الغرفة كان برهان أغا جالس علي كرسي بجانب نديم و هو متشبث بيدة و دخل عليهم كلا من فيروزة وعمران بعدها ادام وايزل و هم غير مستوعبين فقدان والدهم خرج برهان أغا خارج الغرفة و هو يشير إلي فيروزة لتلحقة .
فيروزة بإستغراب : إية أغا لية خرجتني هو نديم كان عاوزك لية فية حاجة مهمة قبل ما يموت قالها لك ؟
سمع إيمري هذا الجملة و تصنم مكانة .
برهان : مش فاهم حاجة كل إللي قالة أنقذ عائشة بنتك و اعرف من إيمري مكانها .
فيروزة : بدموع كان واعي و هو بيقول كدة ؟
برهان : مش عارف كان شبة تايهة أعتقد , هو يعرف عائشة بنتنا يا فيروزة ؟
فيروزة بإرتباك واضح : إية أغا مش هو بعلاقات والدة قدر يجيب لنا جثتها و كان معانا في الدفن و أتعرف علي عمران وقتها يعني عارف أننا كان عندنا بنت إسمها عائشة .
برهان : إزاي أنقذها هو يقصد إية ؟ و إيمري مين الي اساله عليها ؟
فيروزة : مش وقتة أغا زي ما بتقول كان تايهة وإللي إعرفة أن فية تحت يدة مهندس أسمة إيمري في الشركة أو ممكن سكرتير عمران برضوا إيمري عموما لازم نكون سند لأحفادنا و بنتنا دلوقتي وأنا هبقي أشوف إيمري بعدين يلا برهان يلا .
كان برهان أغا في دنيا أخري فقد ٱرتفع علية الضغظ ولم يعد يدري بنفسة من زكري موت إبنتة و صدمتة في موت من كان بمثابة إبنة فسحبتة هالة سوداء و لم يعد قادر علي الصمود ليقع و لكن فيروزة كانت أسرع منة فسندتة سريعا و صرخت لياتي من يساعدها و ينقلوا برهان أغا لداخل غرف المشفي .
صدم إيمري من كلامهم و مشي لإستقبال المشفي و من بعض معارفة أراد أن يعرف سير التحقيقات في الحادث و علم أن نديم كان بطريقة الصحيح لكن بسرعة أكبر قليلا أما سائق الحافلة فقد كان مخمورا و أخذ إتجاة عكسي عند مفرق طرق و لم يستطع أحد منهم التحكم في القيادة ليفادي الآخر إذا فالخطأ خطأ سائق الحافلة و إيضا قضاء و قدر .
فكر إيمري ما هذا القدر في اليوم الذي يقرر فية نديم مصارحة الأغا يموت هذا الميتة و إيضا يوجد أكثر من إيمري في حياتهم لماذا يلعب القدر هذا اللعبة لماذا لم يخطر ببالهم هو ربما لآنة بعيد عنهم و في مدينة أخري هم يعرفوة لكن ليست معرفة شخصية بل معرفة عمل أنتهي من فكرة وإحتار أيقول لعائشة لتكون بجانب أسرتها أم يتركها في مشاكلها الخاصة حاليا لتستطيع القدوم في أقرب وقت .
ثاني يوم حضر ايمري مراسم الجنازة مع عدم وجود برهان اغا الذي كان غائبا عن الوعي بالمشفي لا يدري شيئا عن الحياة .
عند نهر
أتتت أنهار بعد المدرسة كما أمس و ومعها ماذا درسوا اليوم شعبة رياضة و صور بالموبايل لما كتبوا اليوم في الحصص .
أنهار : بصي يا ست الناس أنا استأذنت الست الوالدة إني أديك الموبيل بتاع رانيا تكتبي إللي صورناة من زمايلك في الفصل رانيا هتيجي تاخد منك الموبيل العصر بت يا نهر أنا قولت لأبويا يجيب درة مشوي و هجيبة لك سخن المغرب أجيب كام كوز درة.
نهر : سخن و تفضحينا و تشم ريحة الدرة آنة و يبقي ناقص تيجي تتحبسي معانا .
ضحك عمر بصخب : آة و اللهي تعملها دي حبست نهر و هي عندها امتحان تروح تقول لأبوك لو سمحت هحبس بنتك مع عيالي علشان ما سمعتش الكلام .
أنهار : ما شالله لكم نفس تهزورا , اولا خالتي ماقلتش ليا ممنوع أديكم حاجة و لعلمكم هي قاصدة ما تقوليش أومال يعني هتعيشوا إزاي بالتغذية الذاتية زي النباتات إنتم محبوسين من إمبارح الصبح من غير أكل فكرتيني بت يا نهر أنا جبت لك الشيكولاتة اللي بتحبيها يلا فاشيت الحصالة و قولت أعمل معاك واجب ما تديش الواد دة علشان إتسبب في حبسك .
نهر : لية كدة مش كنتي بتحوشي لعيد الام ؟
أنهار : هو تمن شيكولاتة هياثر يا نهر دول كلهم خمستاشر جنية يالله حظ أمي شكلي هاعقد أجيب لها طقم الكوبيات الي أجل غير مسمى .
لتضحك نهر و تقول : يعني هو طقم السنة اللي فاتت لسة عايش .
انهار : علي رائيك والله يا بنتي ما في حاجة بتدوم الأيام دي ؛ سلام بقي علشان هتأخر علي امي باي يا نهر باي يا مصيبة يا صغيرة .
أتت عائشة لهم بعد خروج أنهار عائشة : يلا علشان تأكلوا حاجة كفاية جوع كدة أنا مش عوزاكم تتأذوا .
عمر : لا والله إية الحنية دي لسة فاكرة علي فكرة نهر بتاخد دواها علي معدة فاضية بس ماية .
نظرت لة عائشة دون كلام ثم فتحت الخزانة ليخرجوا و ياكلوا دخلوا المطبخ و جدوا رز و سلطة و سمك بلطي مشوي و مقلي .
عمر : يا عصافير بطني إللي بتهووهو .
أكلوا جميعا من غير كلام و غسلوا أيدهم و كانت عائشة معلقة علي الشاي لم يصدق عمر نفسة عندما صبت لهم الشاي .
عمر : مش مصدق عنيا إنت هتشربينا شاي كمان إنت سخنة و لا حاجة .
عائشة : كل واحد يجي ياخد كوبايتة و يغسلها بعد ما يشرب و الخوض بعد كدة يتغسل المواعين إللي فية .
كاد أن يتكلم عمر لكن نهر وضعت يدها علي فمة لتقول : حاضر أنة كفاية إنك تعبتي نفسك و عملتي أكل .
ليبتسم عمر و يقول : والله ألذ أكل كلتة من زماااااان , و لا الواحد من كتر الجوع حس إن الأكل حلو بالنسبة ليا أنا فاكر إني مش بأكل السمك بس والله السمك دة طلع لذيذ قوي يا رووووقة .
لتنظر لة عائشة بإستغراب و تقول : رووووقة ؟
عمر : آة ما أنا نويت أدلعك بقولك إية هو ينفع تسامحيني و نفتح صفحة جديدة تسمعيني و أسمعك و لا لسة قلبك أسود من ناحيتي ؟
عائشة : عمر الأم ما يبقي قلبها أسود من ناحية أولادها .
عمر : طب أنا آسف و فعلا أنا ذوتها و بجد مش بضحك عليك علشان يعني محبوس و مضايق و كنت جعان و شرقان شاي و عصير و لا علشان جنبي وجعني من نومت الأرض و لا علشان ببرد بالليل وعاوز انام علي سرير زي مخاليق ربنا ولا علشان البت نهر صعبانة عليا و هي مش قادرة تتحرك نو روقة آبسولوتلي أقسم بالله أنا أقر و أعترف إني هحاول إتعدل بس بالله عليك يا شيخة واحدة واحدة عليا أنا زي إبنك برضو .
نهر : و أنا كمان آسفة آنة إني زعلتك ممكن تسامحينا .
نظرت لهم عائشة و قالت : ماشي شوفوا هتروحوا فين بس خدوا الحاجات إللي في الخزانة و إغسلوا الأطباق والكوبيات ؛ آة عمر إنت هتقعد فين معايا و لا مع نهر .
عمر : لا معاك إنت , نهر صاحباتها رغايين قوي و بيقلبوا دماغي أقسم بالله قاعدتهم أصعب من الحبس في الخزانة .لتضحك نهر و هو معا .
نهر بإستغراب : مالك آنة شكلة مش مبسوطة و قلقانة خير .
عائشة : مفيش نهر ما تشغليش بالك .
نهر : و حياة عمر عندك فية إية ؟ مش يمكن أساعدك !
عمر : لأ بقي ما دام قولتي و حياة عمر يبقي مش هتقول دي بتعزني قوي .
عائشة : إنت إللي جحش و مش عارف إنت عندي إية ماشي يا نهر علشان حلفتيني بالغالي إحنا أصلا في مركب واحدة و صمتت قليلا لتتنهد بعمق و تقول : أولا قلبي مقبوض من إمبارح حسة فية حاجة غلط بتحصل عند أهلي و خصوصا والدي ثانيا في حاجة غريبة حصلت إمبارح إيمري كلمني صوتة كان زي مخضوض مصدوم قالي عندي ظروف هتخاليني مقدرش أتباع شغلي و بعت لي ميلة والباسورد و كمان لينك أدخل بة علي حسابة وأعمل إجتماعات وصفقات في شغلة مع ناس من كذا دولة إزاي جالة قلب يخليني وأنا قليلة خبرة وا أعتبر جديدة في الشغلانة أمسك مسئولية زي دي أنا عندي خلفية عن شغلة بما أني بترجم و بقوم بشغل حسابات معاة بس مش لدرجة أكون مكانة في إجتماعات مهمة زي دي إمبارح كان فية إجتماع من الساعة ستة إلي الساعة تسعة بالليل ماتتخيلوش أنا كنت مرعوبة و مش قادرة أسيطر علي أعصابي لولا إني إتحججت بأن الكاميرا عطلانة كانوا أكيد ماكملوش الإجتماع أنا كنت بغرق في عرقي من التوتر و النهاردة كمان كان فية زووم ميتنج لكن مع كذا مسئول من الشركة و بحاول أكلمة أخد رأية في حجات مش بيرد تخيلوا ؟
عمر : هو حر في قراراتة صحيح ما ينفعش يمسك شركتة لواحدة ست علي رأي المثل مسكوا الحمار مفتاح القرار .
نهر : لسانك يا عسل إية كمية الدبش إللي طالعة من بوقك دي إسمعي أنة حضرتك ذكية و مجدة وأهم صفة فيك أمينة وهو متاكد من كدة غير إنك عندك فكرة حتي لو بسيطة عن الشغل والأجهزة الطبية يعني هو أدري إنت عندك خلفية إية تقدري بها تمشي الشغل و عادي جداً لآنة ملوش إللي يثق فية يلجأ ليك و أكيد أكيد هو عامل حسابة يكون فية بعض التلفيات أو الخسارة هو ذكي و عصامي و لك الفخر آن واحد بأهمية عمي إيمري يثق فيك إنك تمسكي شغلة دة غير أن حضرتك من قبل ما تشتغلي عندة كان أي ورقة بتجي تحت إيدك تحبي تقرأي فيها حضرتك عندك معلومات عامة كتيرة جدا وأنا واثقة إنك هتنجحي في الإختبار دة .
عمر : يا بنت الإية يا نهر تصدقي أنا صدقتك وأنا كمان واثق إنك هتنجحي في الإختبار دة بس لو ماشيتي الشغل لازم تطالبي بمكافأة و تجبي ليا ألوان و لبس و كدة ماشي ظبطيني .
ابتسمت عائشة بحب : شكلك هتتعبني معاك .
نهر : لو فية اي مساعدة أقدر أقوم بيها أنا معاك و هحضر معاك أي إجتماع تحبية .
لتحتضن عائشة نهر وتقول ربنا ما يحرمني منكم
لتدخل في تلك اللحظة رانيا و هي تقول : أووووبا دة أنا فايتني كتير إنتم إتصالحتوا من ورايا .
نهر : دخلتي إزاي من البوابة ؟
رانيا : خالتي قالتي أعمل إية و أفتحها من برة علشان مش كل شوية تطلع تفتحها و قالت كمان لو قولت لحد هتقطع خبري أنا و أنهار بس المهم أنا كنت جايبة لكم حمامتين بالهنا و الشفا .
نهر : إثنين إية الكرم دة ؟
رانيا : أيوة ياختي مهو إنت كنتي محبوسة مع أخوك لو جبت واحدة الطفس دة هياكلها و يسيبك جعانة شوفت يا عمر أنا واثقة في ندالتك إزاي ؟
عمر بضحكة سمجة : ظريفة قوي شوفتي يا ماما كانوا بيسربوا لنا الأكل و جابوا لنا إمبارح كمان إحبسيها بقي أم لسان طويل دي .
عائشة بضحكة : إنت الواحد لازم يفكر قبل ما يعمل معاك معروف .
رانيا و هي فاتحة فمها علي آخرة : ولااااة مش إنت في خامسة و أنا ثانية ثانوي بس إنت فاقعت لي مرارتي ( وأخرجت من كيس مخبأ بشنطتها الحمام ) خودي يا نهر انت واحدة وانا واحدة وهو لأ .
عمر : كنت بهزر معاك يا أبلة رانيا و بعدين نهر لسة واكلة سمك يستاهل بوقك و حابسة بشاي كمان حتي شوفي المواعين في الحوض أد إية انا مش بحب السمك صح يا نهر .
نهر : أيوة صح إديلوا الحمامة اللي طلعت من ذمتك ليا أنا مش بحب الحمام أوي .
رانيا : و حتي لو بتحبي برضوا هديديهالوا ماشي خد يا عمر و أعطتة واحدة .
عمر : مش كان طالع من ذمتك إثنين ؟
رانيا : لا وربنا ما يحصل هو واحدة لك بس أنا ما أخدش منابي و قلت أسيبة لنهر بما أن نهر مش هتاخد يبقي أخد منابي مش هديك الإثنين ( نظرت لعائشة و قالت ) هاخد طبق يا خالتي أكل حمامتي و هغسل طبقي ورايا ممكن .
عائشة : طبعا ممكن ( نظرت لعمر ) مش لسة واكل سيبها شوية علي ما تهضم .
عمر : لا انا بطني ناشفة باقلها كذا يوم هاكلها دلوقتي الا لو عاوزاني أكل بعدين .
عائشة : براحتك ( نظرت لنهر ) إغسلي كوبايك والاطباق اللي أكلتي فيها وعمر برضو يغسل كوبايتة والاطباق اللي أكل فيها و أدخلي بعدها مع رانيا ذاكروا شوية ( نظرت لعمر ) عمر مش علشان ولد تخلي نهر تغسل بدالك كلنا هنا لازم نساعد بعض من فضلك ممكن .
عمر : ماشي هاكل و أغسل و آجيلك الأوضة .
بعد مدة قليلة جائت أنهار و معها اكواز من الذرة و فرحت جدا لخروج نهر أكلوا البنات مع بعض و تركت أنهار إثنين لعمر وعائشة
كان هناك إجتماع ولبست عائشة زي رسمي و عقدت شعرها كعكة و فتحت اللاب و نبهت علي عمر أن لا يصدر صوت إلي أن تنتهي
كان عمر مبهور بها و بثقتها و هي تتكلم لم يفهم شيئا مما قيل لعدم معرفتة باللغة التركية او الالمانية التي كانت أمة تتكلم بها بعد الإجتماع الذي مكث الساعة إلا الربع و بعد أن أغلقت عائشة الكاميرا .
عمر : تصدقي كاني بتفرج علي فليم أجنبي أية اللغات إللي كنتي بتتكلمي بيها دي أنا عارف إن تركي و لغة كمان .
عائشة : كويس إنك لاحظت إنهم لغتبن أيوة تركي و الماني حبيبي ما إنت لو كنت سمعت كلامي زي ما نهر كنت عرفت لكن مش كنت بترضي أعلمك لغة .
عمر : و أوجع دماغي لية بلغات ملهاش لازمة إحنا هنا بناخد إنجليزي و لما نكبر شوية هناخد فرنساوي و هشتغل هنا أعمل انا اية باللغات الثانية .
عائشة : يصراحة مش فاضية دلوقتي أفهمك دلوقتي هذاكر مع حضرتك أي مادة لأن سيادك متاخر في كلة تحب نبدا بإية ؟
عمر : علي طول كدة طب إستريحي شوية .
عائشة بحملقة بالعين : عووووووومممممممر
عمر : هندسة نبدا بهندسة يا ست الكل بس والنبي انا طفس والبت أنهار قالت هتجيب درة ممكن نشوفها جت ولا لأ علشان دماغي مش هركز بيها وأنا بفكر في الدرة .
عائشة : اللهم طولك يا روح تعالي نشوف قدامي .
في تركيا
بعد حضور إيمري الدفن كان يوجد عزاء في القصر و قرات قران للجميع كان الرجال في حديقة القصر والنساء داخلة
جاء فجاءة مجموعة من الشباب و الشابات و كلهم بكاء وانهيار دخلت الشابات للقصر وكان يبدوا علي الشباب انهم يعرفون التركية بضعف ففهم نديم انهم اقرباء نديم من مصر بعد قليل إتجهوا الي آدم وتكلموا معة دقائق بعدها غضب آدم بشدة و هو يقول هو دة إللي جابكوا عاوزين تعرفوا بابا كتب وصية فيها إية أنتم بتتكلموا في وصية في يوم الدفن عموما آهو لة إبن وبنت وزوجة واعتقد شرعا كدة مالكوش ورث ويا تقعدوا باحترامكم يا سعيكم مشكور .
رفيق : انت بتطردنا من أول يوم وفاة عمي .
آدم : وإنت إحنرمت وفاتة في العزا بتكلمني في وصية .
رفيق : جايز التعبير خاني لكن تصرفك غبي و بيقول إنك ما تعرفش في الأصول تطرد قرايب أبوك من عزاة .
ادم : أصول اية إنت عاوز تجنني أنا والدي فقدتة فجاة وجدي بين ايدين ربنا ووحدة ربنا اعلم بحالي وجاي ما اعدش عشر دقايق إنت إية مش بشر ؟
ايمري : بس بس إية دة رجاء كل إللي صور بلاش نشر أرجوكم و إحترموا الميت و البيت إللي إحنا فية .
فإتجة الي آدم وقال : مش كدة يا إبني القصر كلة صحافة ماتخليش حد يجرك للغلط خد قرايبك وأدخل القصر و إستضفهم فية علشان خاطر ابوك وانا هتصرف لو حد صور إلي حصل .
ادم : إنت مين اصلا ؟
إيمري : صديق لوالدك مش من الشركة ممكن تلم الموضوع إنت لسة في بداية طريقك أرجوك مش وقتة أو مكانة التهور قدام الناس حتي لو هما جروك بلاش .
أدام باقتناع : تمام شكرا ليك متاكد إنك هتتصرف لو حد صور ؟
إيمري : مش بقول كلمة مش قدها إتفضل إنت وقريب والدك .
أشار آدم لهم و قال لهم بالعربية : إتفضلوا معايا جوا بلاش فضايح

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت الناس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *