روايات

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس البارت التاسع والخمسون

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الجزء التاسع والخمسون

أسرار الماضي لبنت الناس
أسرار الماضي لبنت الناس

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الحلقة التاسعة والخمسون

صلة الرحم والصداقة (١٧)
آدم : إنت مين أصلا ؟
إيمري : صديق لوالدك مش من الشركة ممكن تلم الموضوع انت لسة في بداية طريقك ارجوك مش وقتة او مكانة التهور قدام الناس حتي لو هما جروك بلاش .
أدام باقتناع : تمام شكراً ليك متاكد إنك هتتصرف لو حد صور ؟
إيمري : مش بقول كلمة مش قدها إتفضل إنت و قرايك .
أشار آدم لهم وقال لهم بالعربية : إتفضلوا معايا جوا بلاش فضايح .
بعد أن دخلوا جميعا داخل القصر أصطحبهم آدم إلي الطابق العلوي حيث أن الطابق السفلي كان ملي بالنساء المعزيين و العيون الفضولية .
بعد الجلوس تكلم آدام بالغة العربية فقد كان ندبم حريص علي تعليم أبناؤه اللغة المصرية فقد كان كل أسبوع بشاهدون معا فيلم مصري كما علمهم و أهتم بتحفيظيهم برهان أغا أجزاء من القران و الاحاديث النبوية .
آدام : إتفضلوا خير ممكن تتكلموا (و أشار إلي رفيق ) إنت أكبرهم اتفضل .
رفيق تنحنح ليجلي صوتة : اسمع آدام أنا جيت من امريكا رغم إني في الدراسة و قاسم و معاذ من مصر برضو في دراسة و حتي البنات علشان العزا و الواجب لكن كمان إحنا مستقبلنا كلنا و حياتنا كانت في إيد عمي أيوة مش أبونا لكن خلانا نعتمد علية في كل شئ مصاريف الدراسة المعيشة حتي الفسح كان بيخيرنا نصيف فين و نقضي الأعياد وإجازة الصيف فين إختار معنا كليتنا و مدارسنا من بعد ما باباإتوفي دلوقتي فجاءة و بدون أي مقدمات توقي مش كان مريض نكون علي الأقل مستعدين لتغيير حياتنا الترم الأول خلاص إندفع لينا كلنا و أنا زي ما إنت عارف متزوج و معايا ولد و عمي مشكور ساعدني في الجواز لكن برضو لسة طالب فأعذرني إني إتكلمت في حاجة زي دي لكن دة من قلقي أرجوك قدر.
آدم :لية أنا أقدر وإنتم لأ, إطمنت لما لاقتكم جيتوا قلت سند و ظهر ليا لكن تقولوا لي البقاء لله شد حيلك و الجملة اللي وراها عمي كتب وصيتة ولا لأ , عموما أنا معرفش أي شئ عن فلوس أو شغل بابا اللي يعرف كل شئ عن والدي جدي و هو من إمبارح محجوز بالمستشفي في العناية و معاه جدتي .
معاذ : و إحنا المفروض نستني جدك لما ربنا يعفي عنة علشان نعرف راسنا من رجلينا .
آدام برفع إحدي حاجبية : لأ طبعا مفروض تيجو تعزوا زي أي غريب و تاخدوا و أنتم ماشين حسابة من البنك حتي لو كنا بالليل او لسة العزا ما إنتهاش إنتم مش واخدين بالكم إن العزا اللي تحت بتاع والدي وأنتم معطليني عنة .
نادين : معليش يا آدم فعلاً دة مش وقتة هروح عزا الستات تحت وإنتم إتفضلوا للعزا و نتكلم بعدين مش وقتة فعلاً .
رفيق : أنا حاجز طيارة بعد بكرة مش هقدر أسيب بيتي و مراتي و دراستي كتير ان شاء الله يكون جدك فاق و فعلا الظروف هي إلي حكمت بكدة آسف بس لازم نعرف هنعمل إية الفترة الجاية .
آدام : ممكن أسألك سؤال محيرني ؟
رفيق بابتسامة : طبعا إتفضل .
ادام : إللي أعرفة عنك إنك بتاخد السنة في إثنين إنت قربت علي ثلاثين سنة إزاي جالك قلب تتجوز و تخلف وإنت مش قادر تصرق علي أهل بيتك ؟ إية الإستهتار دة لية والدي يصرف عليك و علي عيلتك ما دام مش هتقدر تتحمل مسئولية ؟ لية تتجوز و إنت طالب و طالب فاشل كمان ؟
معاذ : إحترم نفسك يا آدم مش علشان مقدرين ظروفك تسوق فيها رفيق هو كبرنا و مش هنسمح لعيل زيك يقل منة .
آدام : مش بقل منة بسال سؤال و طبعا لازم تدافع عنة مش كنت من سنة تقريبا عاوز تتجوز إنت كمان بس والدي ما وافقش او تلاقية من كتر مصاريفكم ما كنش معاة و العيل إللي زيي بيصرف علي نفسة جدي بيشغلني من وأنا اثناشر سنة صح بيدفع مصاريف الكلية و العيشة في البيت لكن من زمان مش باخد مصروف و بصرف علي نفسي عربيتي عادية معايا من أربع سنين مش بغيرها كل سنة من جيب غيري عن إذنكم عندي عزا و مستني اجغابتك عليا بعدين يا آبية رفيق .
معاذ : نفهم من كدة انث مش مرحب بينا هنا .
ادام : القصر فية أكتر من جناح للضيوف لكن في المبني دة و(شاور علي مبني ملاصق ) وإنتم نزلتم فية أكثر من مرة تقدروا تستخدموة ونزل سريعا و هو مخنوق منهم .
معاذ : الواد دة شايف نفسة علي إية ؟ و لا علشان ضامن مستقبلة وعيشتة .
نادين : يعني فقد باباة و إحنا متفقين نتكلم معاة تاني يوم انا مش عارفة لية إستعجلتوا تفاتحوة في موضوع الفلوس و الوصية هو إنتم أصلا عارفين فية وصية او لأ؟
معاذ قرب منها و قال جنب ودنها : ما تعمليش حمامة السلام الوديعة عارف إن عينك منة من زمان و مالة يا حبيبة أخوك أنا موافق بس ما تنسيش نفسك و تنتقدي إخواتك الكبار .
نادين : لأ أنا بتكلم في الإنسانية يا أبية لية مستعجلين و بعدين بالعقل لية يعمل وصية هو كان يعرف أنة هيموت كلنا إتفجأنا بالي حصل أاكتر حد أكيد أولادة أيوة إحنا هنتاثر بموت عمي أكثر منهم لآنة كان متكفل بينا لكن هم حاليا متآثرين ولازم نحاسب علي كلامنا .
رفيق : إحنا أعصابها كلنا تعبانة من الخبر لكن احنا في مصيبة يا نادين إحنا مالناش مصدر دخل أنا بدرس هندسة في امريكا ومعايا زوجتي و إبني و أخوك بيدرس في الجامعة الألمانية و برضو مصروفتها كبيرة وإنتم في مدارس انترناشونال مفيش غير شيرين خلصت دراستها و إتجوزت وعمك جهزها من كلة و جوزها مقتدر لكن احنا مين هيصرف علينا .
نادين : أيوة يا آبية لكن إحنا مش فقأرة لما بابا سبنا كنت صغيرة لكن ماما قالت إن رهن كل شئ حتي البيت إللي كنا ساكنينة دلوقتي عمي ساب لكل واحد فيكم عربية و عايشين بقصر بإسمنا وفيلا في الساحل لو أجرناها شهور الصيف هتجيب مبلغ محترم أو حتي لو حبينا نبيعها برضو مبلغ محترم غير الهدايا إللي عمي في كل عيد ميلاد كان بيهدينا بيها سواء ليا أو شيرين أو ماما أو حتي مراتك دة جاب طقم الماس لمراتك يا آبية يعني ممكن نعدي الفترة دي خصوصا أن حضرتك وآبية معاذ آخر سنة لكم السنة دي في كليتكم طبعا لو محدش فيكم عاد السنة غير أننا كبرنا ممكن نشتغل .
معاذ : إنت عبيطة ولا بتستعبطي مين فينا هيشتغل هااااة ؟ حضرتك هتشتغلي وتسديدي مصاريف دراستك دة إنت لسة grade11 يعني لسة سنة وبعدها كلية الله اعلم إية ولا هتدخلي جامعة حكومية وأنا أشتغل أية وكليتي عملي أصلا يعني مش فاضي و أخوك هندسة قسم عمارة يعني اوقات بيبات في الكلية أساسا غير أنة بيشوف مراتة و إبنة في المناسبات هنشتغل أمتي وآية وإزاي ؟ بصي حطي لسانك جوة بقؤك ومش عاوز أسمع صوتك إحنا غلطنا لما جبناك معانا عيلة أصلا و بعدين إحنا جايين نشوف حقنا و مفيش في الحق عيب .
نادين : معليش يا أبية أنا متخلفة ممكن تفهمني حق اية ؟ يعني ماما قالت جدي الله يرحمة حرم عمي من الميراث و بابا ضيع الشركة و رهن كل شئ حق إية اللي عاوزينة من عمي أو ولاد عمي؟ كان أخد ورثنا وأنا مش فاهمة .
معاذ بغضب : ناااادين ما دام حمارة و مش بتفهمي يبقي بلاش تفتحي بؤقك هو فية حد بيشيل ولاد حد حتي لو أخوة غير لو كان فعلا كان واخد حقة و زيادة .
نادين : ايوووووة إية بقي هو الحق دة ؟ أنا كبرت ومن حقي أفهم .
رفيق : بس بقي كفاية إنتم جايين هنا تتخانقوا و إية يا ست نادين فية إية فجاءة كبرتي و عاوز تفهمي ما قالك حطي لسانك جوة بؤقك .
نادين بدموع : آبية أنا جيت لان عمي بالنسبة ليا هو بابا إللي رباني وعلشان أقف مع آدم وايزل مش علشان وصية وڤلوس لكن إنتم إتكلمتوا في العزا و كمان مستعجلين تمشوا و لا كآن إللي مات عمكم اللي كان أحن عليكم من بابا الله يرحمة ، عمي مش ملزم يصرف عليا بالأسلوب إلي كان بيصرف بية ما كنش بيرفض طلب لحد فينا لية محسسني إننا شوية كلاب عاوزين أي عظمة ناخدها و بس حتي لو مش من حقنا .
ضربها معاذ بعنف : إحنا شوية كلاب يا كلبة و لا علشان حبيب القلب هتاقلبي علينا .
نادين ببكاء : أنا ماطلبتش غير إني افهم , لية بتعملوا كدة و عمي أخد إية مننا يستاهل أننا نعمل كدة في عزاة .
معاذ : هقولك و مش عاوز أسمع نفسك بعدها فاهمة .
اومأت نادين ببكاء‌
معاذ : جدك كان بيفضل عمو نديم عن بابا حتي أنة خالي بابا يشتغل معاة من صغرة و ماكملش تعليمة مع أن جدك كان مهندس و عندة شركة لكن عمك بعد الثانوية جدك بعتة أمريكا يتعلم علشان يكون سندة و صرف علية كتير وكتير قوي كمان و دة أثر علي وضع الشركة و بعد ما عمك اتخرح حتي قبل ما يتخرج في آخر سنة بعد الترم الأول إتجوز عمران هانم و قرر يساعد برهان أغا في شركتة و ساب جدك و أبوك علشان كدة جدك حرمة من الميراث ما هو أخد حقة أصلا و زيادة شويتين ثلاثة و كان سبب أن جدك يموت بحسرتة و بعدها بابا مات من الحزن علي جدك .‌
نادين بابتسامة: و إنت مصدق كلامك دة ؟ طب ما هو عمو صرف علي ابية رفيق إللي راح نفس الكلية و نفس القسم وكل سنة باثنين و صرف عليك و علي شيرين و عليا وكمان علي معتز أخونا يعني صرف علي خمس أفراد غير ولاد عمتو أهتم بدراستهم و جاب لعمتو فيلا و لينا فيلا و قصر إية ما سددتش لسة اللي علية بابا ما ماتش حزن علي جدو لا كان ……‌
عاجلها معاذ بكف آخر أقوى من الأول و هو يقول أنا مش قولت مش عاوز أسمع صوتك اية هتكدبيني كمان يا وقحة فعلا تربية عمك عاوزة تقولي علي بابا إية عاوزة تقولي زي الصحف ما قالت كان بتاع ستات و بيشرب و فاشل و خسر فلوسة في البورصة ؟ إنت من هنا لغاية ما نمشي مش عاوز أشوف خلقتك يا حيوانة .‌
جاء آدم جريا علي سلالم البيت ‌
آدم أخذ نادين بحضنة سريعا عندما راي إرتجافها و دموعها و وضع يده علي خدها .‌
آدم : الخادمين نادوا عليا من العزا قالوا أصوات خناق في الدور العلوي ماتخيلتش إنك تمد إيدك علي أختك كدة حصل إية يخليك تعمل كدة فيها ؟ و لا فاكر علشان والدي مات يبقي خلاص مالهاش ظهر .‌
معاذ : أسمع يا آدم مالكش تدخل بين الإخوات و لا إنك تاخدها في حضنك كدة إنت فاهم .‌
ادم و كأن شياطين الأرض إمامة : لا مش فاهم و لا هفهم نادين دي أختي الصغيرة و هتفضل أختي سواء رضيت أو لأ و تربيتي أنا و بابا الله يرحمة فاهم و إلي هيدوس لها علي طرف أنا هدوس علي رقبتة .‌
آتي إيمري هو الآخر جريا وراء آدم لم يفهم شيئا مما قيل لآنة لا يعرف العربية لكنة سمع كما سمع الجميع أصوات الشباب .‌
ايمري بالتركية : آسف علي التدخل و لكن هل تريد مساعدة آدام أو هل توجد مشكلة .‌
ادام : شكرا إيمري بيك يمكنك الإنصراف فأنا قادر علي حل مشاكلي .‌
إيمري : حسنا بني أردت أن أساعد وأن أقول لك أن احد مصادري إتصل بي و يقول إن برهان أغا افاق و هو مصر أن يحضر العزاء لكن الأطباء حذروا من أي إجهاد علية فيجب ضبط النفس و لا يجب أن تعلوا أصواتكم بهذة الطريقة أمامة ، أظن فاهم أتمني تفهمهم كذلك ( أخرج كارت من جيبة) و قال دة فية أرقامي لو إحتجت أي مساعد ليا علاقات بمؤسسات الدولة مضر أمشي لأني بنتي منتظراني، و برهان أغا قدامة حوالي نصف ساعة علي ما يجي هنا .‌
تهلل وجهة ادمغ وقال : شكرا لك ثم نظر للشباب ‌جدي فاق و هيجي لو عاوزين حاجة بلاش تتكلموا معاة النهاردة لآنة تعبان و عاوز يحضر العزا وجذب نادين من يدها يلا نادين إنزلي تحت مع الستات اقعدي مع ماما أو ايزل ولو تعبانة روحي ريحي إنت عارفة أوضتك فين أنا لازم أنزل دلوقتي تعالي أوصلك ليهم جذبها برفق و نظر إلي قاسم الذي يخرج من عينية نظرات نارية إبتسم آدم رغم حزنة و أخد نادين ونزل واقترب من أذنها وقال قاسم عنية بتطلع شرار لولا عزا بابا كان أعطاني قلمين مش ناوية تحني علي الولد وتعطية فرصة .‌
تفجاءت نادين: إية إلي بتقولة دة أبية .‌
آدم : آبية ، أنا آبية نادين إلي إنت حاسة بية ناحيتي مجرد إعجاب تعود حب أخوي مش حب حقيقي أنا كمان لما إتعرفت عليك كنت صغير كنتي تقريبا ثلاث سنين قلت لبابا لما أكبر هتجوز البنت دي ما عرفتش أنة مجرد إعجاب غير لما كبرت قاسم شاب كويس وإنت لسة في بداية حياتك و صغيرة جدا علي فهم مشاعرك بس لو عاوزة نصيحة بلاش مشاعر وحوارات الفترة دي ركزي في مستقبلك وأي رياضة مفيدة تطلعي فيها طاقتك إشغلي يومك اقرائ .‌
نادين بحزن : أي حاجة المهم أبعد تفكيري عنك صح آبية ؟‌
آدم بتنهيدة : لأ مش صح حبيبتي أنا بخاف عليك زي أختي الصغيرة و أحيانا بحس إنك بنتي .‌
نادين : مش للدرجة دي الفرق بنا خمس سنين و شوية وهو فية بابا صغير و أمور كدة .‌
آدم : مش بقولك تفكير طفولي بتبصي للشكل مش للشخصية ولو أني شخصية أيضاً ركزي بقي قربنا عند الستات ، الا قوليلي صحيح معاذ أعطاك كف ولا بوكس في وجههك.‌
ضحكت نادين : والله يا أبية أكتر حاجة بحبها فيك إنك حنين عاوز تطلعني من حزني وإنت مكسور أكتر مني ومش إسمها أعطاك إسمها إداك في وشك .‌
ادام : مش مهم التعبير اية المهم انك فاهمة ؛ اية بقي كف ولا بوكس .‌
نادين بدموع : قلمين هنا واحد و هنا واحد .‌
ادام : معليش إبقي خدي من ماما كريم أو اي حاجة تخفف العلامات دي وان شاء الله جدي يجي يعطية فوق راسة .‌
في مصر
‌رقية أنجزت كل المهام الموكلة لها و قامت عملت كيكة للبنات و دة بعد ما ذاكرت لعمر و أعطت له الكثير من التمارين للحل ‌نادت علي عمر و البنات لياكلوا الكيك مع مشاكسة عمر لنهر و أصحابها و صوت ضحكات الجميع و سكبت لهم العصير بعدها .‌
عائشة : يلا يا حلوين نظفوا المكان و أغسلوا الأطباق والكوبيات وإنت يا عمر أغسل طبقك و كوبايتك.‌
عمر : والله عيب و ما يصير أغسل و فية أربع من البنات .‌
عائشة : عوووومر بلاش إستعباط هتغسل طبقك و طبقي و كوبايتك و كوبايتي و لو زودت هتغسل كلة.‌
عمر : لأ علي إية , هغسل أنا مش ناوي أرجع للخزانة النهاردة خاليها وقت تاني يكون جسمي سليم عاوز أنام النهاردة علي السرير بس تشكريني بعد ما أغسلهم آه من حقي مش هغسل طبقك و كوبايتك ؟‌
انهار : صح يا خالتي تسلم إيدك الكيكة بتاعك لا يعلي عليها و العصير كمان تحفة شكراً جدآ وطلعت لسانها لعمر .‌
رانيا : فعلا يا خالتي في الإجازة نيجي أنا و أنهار تعلمينا سر الصنعة .‌
عائشة : ماطرح ما يسري يمري حبايبي إغسلوا الأطباق و يلا روحوا كفاية كدة النهاردة علشان ما تتاخروش .‌
أنهار : هو إية دة يا خالتي؟ كدة وش بتقلبي في ثانية طرد بعد ما أكلتينا كدة علي طول .‌
عائشة : لا حبيبتي خوف عليكم علشان ما تتاخروش و شكرا علي الحمام والدرة .‌
كان عمر يغسل أولا و هو منصت إليهم فقال : أنهار ما حضرتش فقرة الحمام و إحنا حضرنا الدرة بعد ما برد أنا خلصت يلا اللي عليها الدور تجي تغسل .‌
عائشة :أنا داخلة الاوضة خد نصاية لو تحب مع نهر وتعالي ليا أما هنكمل مذاكرة ولا هتنام .‌
عمر : تصدقي أنا تعبان قوي والله وهنام أن شاء الله بعد ما أقعد نصاية مع نهر و أخرج البنات الحلوين دول و هقفل البوابة وراهم كمان يلا يا حلوة منك ليها .‌
دخلت عائشة حجرتها و فجأة فكرت أن تاخد فونها و تكتب علي جوجل بالتركية اهم احداث واخبار تركيا .‌
فتحت الفون و بعد البحث في محرك البحث وجدت الكثير من الأخبار لكن لفت إنتباهها خبر و فاة نديم و صورة سيارتة تعمقت في البحث لتري صور من الدفن لتعمل تكبير الصور وتري عمران و أبناؤها في إنهيار تام وجاء في بعض الصور صورة لإيمري لم تصدق عينها و أخذت الدموع طريقها علي خديها لتري خبر يفيد بانهيار برهان أغا ووضعة الحرج في المشفي و عدم مقدرتة حضور الدفن لتنهار أرضا و هي تبكي بحرقة وتكتم صوتها وشهقاتها حتي لا يسمعها أحد .‌اخذت بأصابع مرتجفة تبعت لايمري رسالة واتس ‌ايمري علمت ما حدث ارجوك رد علي طمني علي والدي و قولي إزاي دة حصل الكلام المنشور علي المواقع بيقول الحادثة بعد ما كلمت نديم بقليل ،هو أنا السبب أنا آخر واحدة أتكلم معاها؟ أكيد أتعصب مني و ساق بسرعة و عصبية ازاي أواجه أختي واولادها وهو مات بسببي .‌
قرا إيمري الرسالة و تنهد بعمق و هو يخرج من العزاء أسرع ليغلق سيارتة علية و يتصل بها ماسنجر .
لتجيب علية عائشة بوجه شاحب وصوت ملئ بالألم والبكاء
‌عائشة : إيمري والدي إية أخبار صحتة ؟‌
ايمري : عائشة ما تخفيش الأغا راجع القصر دلوقتي فيروز هانم كانت معاة في المشفي و كلمت الطبيب المختص برهان اغا قوي وهيرجع احسن من الاول .‌
عائشة : قتلت نديم بغبائي ايمري ازاي هقدر أسامح نفسي قولت لة كلام صعب قوي .‌
ايمري : لأ عائشة دة قضاء و قدر ولكل أجل كتاب سائق الشاحنة كان شارب و مش مركز و طلع علي طريق عكسي عند مفرق أنا قرأت التحقيقات بنفسي ما تحمليش نفسك ذنب مش لك .‌
عائشة : بتقول كدة تهديني يعني مات بعد ما كلمتة إيمري نديم مات مات وانا السبب .‌
إيمري يغضب : قولت لأ مش إنت مش كل حد هيعصبنا هنعمل حادثة و لعلمك نديم قبل ما يموت قال لبرهان أغا أنقذ بنتك عائشة و أسال ايمري عن مكانها لو زعلان أو مضايق منك هيحاول ينقذك من الحيوان الي عندك ؟
عائشة : يا خبر عشان كدة والدي أنهار يا ربي كدة كتير بسببي نديم مات و والدي بين الحيا و الموت ؟ إنت عرفت إزاي ان نديم قال لوالدي كدة ؟
حكي لها إيمري كل ما حدث و أيضا ما حدث مع آدام من أقاربه و سؤالهم عن وصية لنديم .
إيمري : الأولاد فاكرين نديم سايب ثروة و هو إللي معاة في البنوك ما يكملش عشر الالف دولار فقط .
عائشة : عرفت منين حسابة في البنوك مش دي معلومات سرية للعميل ؟
إيمري : لما كنت بدور ورا نديم علي أي خيط أعرف منة وضعة في العيلة و أنا قولت لك قبل كدة أنة لايمتلك اي شئ في شركات برهان أغا ولا يملك اي منشاة كمان نديم قال لي بنفسة عن حسابة في البنوك لا يتعدي ذلك المبلغ .
عائشة : إحساسي بالذنب هيقتلني إيمري , ممكن طلب إيمري أرجوك هموت من الخوف علي والدي .
إيمري : قولي .
عائشة : عاوزة أطمن علي والدي صورة فيديو مش بتقول جاي القصر أرجوك إيمري .
إيمري : انا كنت ناوي ارثوح لسينام لكن حاضر عائشة هستني و أصورة و هبعت لك صورتة او فيديو لكن أنا كمان عندي طلب منك .
عائشة : إتفضل .
إيمري : فكري أن الوقت دة مناسب إنك تكوني بجانب عائلتك هيخفف كتير قوي عنهم وجودك .
عائشة : بكرة يعرفوا من سجل المكالمات أنة كلمني و يعرفوا انعي السبب بموتة هواجهم إزاي ؟
إيمري بعصبية : تاني عائشة تاني قولت مش إنت السبب لية هكدب المهم فكري كويس سلام .
بعد قليل دخل عمر و كانت عائشة بوضع الجنين تبكي بحرقة .
عمر : مالك ماما ما كنتي كويسة فيكي إية ؟ هنده نهر .
عائشة بسرعة : لا عمر لا بص أنا هتصل بالبيت عند أبوك لو ردت إنتصار هكلمها انا لو رد أي حد ثاني إنت هتكلمة و تكلم أبوك تطمنة علية و ما تخافش هسيب الأوضة تتكلم براحتك و هاجي لما تنادي عليا ماشي .
عمر : ااااة يعني إنت عاوزة تكلمي خالتي إنتصار .
عائشة : عمر أبوس إيدك أنا بجد مش تعبانة لأ أنا منهارة ومش حمل كلام إتصلت عائشة برقم البيت و هي تدعوا بتضرع أن ترد إنتصار .
إستجاب الله دعئها لترد إنتصار
إنتصار : السلام عليكم ميم معايا ؟
عائشة ببكاء : انا يا إنتصار محتاجاك قوي أرجوك تعالي ليا بكرة الصبح مش تبيني عندك إنك بتكلميني لو حد عندك قولي رقية تعبانة و رايحة أزورها أنا بجد تعبانة قوي هموت من القهر .
إنتصار : بعد الشر عليك ان شاء اللي يكرهوك من نجمة هكون عندك بس طمنيني فية إية ؟
عائشة : لما تبجي لو مصطفي عندك خلية يكلم ابنة .
إنتصار بتفهم فهي تعرف رقية عندما تصر علي شيء : يا أستاذ مصطفي كلم عمر علي التلفون .
تركت عائشة الغرفة و إتجهت للحمام تغسل وجهها بقوة عسي أن تكون داخل كابوس أخذت تفرك وجهها بقوة و ترمي علي نفسها الماء البارد حتي أغرق مقدمة ملابسها ثم وضعت رأسها كلة تحت المياة و هي تكتم شهقاتها بقوة تريد الصراخ و لا تستطيع تحس بالإختناق و قبل أن تسحبها تلك الدوامة السوداء ظهرت نهر علي باب الحمام مسكت أمها بلهفة قبل أن تقع .
نهر : فية إية آنة مغرقة نفسك كدة لية ؟ ممكن تاخدي برد كدة الجو برد اصلا والماية تلج .
لم ترد عليها عائشة .
لتسحب نهر أمها برفق خارج الحمام لكن أصبحت حركة عائشة ثقيلة لا تستطيع التحرك فوقعت علي الارض مع عدم مقدرة نهر علي أن تثبت أمها لتقع معها .
نهر : آنة ، آنة! فوقي ما تخوفنيش عليك الله لا يسيئك فية إية حصل ؟
نظرت لعين أمها المحتقنة و أنفها الاحمر وسندتها علي الحائط لتدرك أن شيئا ما حدث لا تريد أمها أخبارها بة قامت بسرعة و إتجهت إلي غرفتها لتأتي باثنين من المناشف تضع إحداهما علي رأسها و تنشف شعر أمها المبلول الذي يتساقط منة الماء و تفتح أزرار الفستان و تضع المنشفة الأخري داخلة .
نهر : إهدي كل شئ لة حل بس لو تفتحي قلبك وتحكي لي بصي أنا معاك هنقوم براحة اوضتي وهغير لك لبسك معليش علشان خاطري تحاملي علي نفسك مدت إليها يدها بتشجيع يلا آنة لما تهدي أحكي حصل إية لم تستجيب لها عائشة و ظلت علي الأرض فقط دموع تغرق وجهها وتنظر للفراغ .
نهر وقفت أمام عيني أمها تهزها برفق : أنا مقدرش أستحمل حالتك دي ممكن أروح فيها أنا ماليش غيرك ما توجعيش قلبي عليك كفاية مش عاوزة تحكي أي حاجة قومي معايا وساعديني (نزلت دموع نهر علي خديها بغزارة ) والله هتموتيني بأزمة قلبية بحالتك دي .
ٱنتبهت عائشة لوجهة إبنتها و كلامها لتمد يدها تمسح دموعها و هي تقول بصوت باكي : كلة إلا إنت يا نهر أنا مستحملش إنت كمان تروحي مني .
نهر بابتسامة و هي تجفف دموعها : قومي معايا الله يهديك .قامت معها ببطء إلي غرفتها لتساعدها نهر بخلع ملابسها المبلولة واحاطتها ببطانية سميكة .
نهر : ثواني أجيب لك لبس ناشف دخلت نهر للغرفة و كان عمر يكلم أبية .
عمر : بابا خالي خالتي إنتصار تجيب معاها ووهي جاية بطة محمرة كدة و لو مش هتلحق تجيب واحدة صاحية وتعملها هنا .
اتجهت نهر بسرعة الدولاب أمها و أخرجت عباءة سميكة وخرجت.
مصطفي علي الطرف الآخر نهر: سكت فجاءة لية ؟
عمر : نهر دخلت و كانت بتاخد لبس لماما المهم البطة أوعي تنسي .
مصطفي : وهي انتصار هتيجي لكم لية اصلا .
عمر : معرفش دخلت علي ماما كانت بتعيط وهي الي اتصلت ولما خالتي ردت قالتلها تجي بكرة ضروري وأنها تعبانة وعاوزاها وبعدين قالت لي خد كلم ابوك وخرجت من الاوضة .
مصطفي : تعبانة من اية؟
عمر : معرفش حتي ما قالتش لخالتي إنتصار غير كدة تعبانة وتعالي وبس في حاجة باين عند اهلها كانت بتعيط كان ميت لها ميت .
مصطفي : كلة هيبان إنت بس بكرة خليك قريب منهم وأعرف إية بيحصل وأنا وعد هجيب لك هدية حلوة قوي علشان اتسببت بحبس نهر معاك أنا كنت هقلب الدنيا عليهم لما قولتلي حبستك في حزانة لكن لما قولت حبست نهر كمان معاك وهي تعبانة و حرمتها من الإمتحان قلبي برد إنت قدرت تعمل إللي أنا ما اقغدرتش أعملة طول السنين إللي فاتت عمري ما كنت أتوقع أن رقية تحبس و تجوع نهر دي فعلا إتبدلت وبقت أجمل و أقوي .
عمر بحزن : فرحان أن نهر إتعاقبت ومش زعلان علي إني إتبهدلت و إتحبست و جوعت ؟
مصطفي بضحكة : أحمد ربنا إنك مش تحت ايدي يعني عملت مشاكل في المدرسة واقورت الراجل الي جاي يساعد امك ويدخلك مع أنة يستاهل ومبسوط فية؛ و كمان زعلان علشان اتعاقبت لو عملت عندي كدة كنت رنيتك علقة ما تقؤمش منها بعد شهر لكن كونك ضايقت نهر دة لوحدة لة مكافئة عندي .
عمر بضيق : ماشي خالي ستي تسمح لخالتي تجي بكرة بقي علشان ماتعطلهاش وتعمل الحركات بتعها وتقعد تقول أنا ست كبيرة ومش هقدر علي البيت .
مصطفي : ما تخافش هخاليها تسكت و فكر إنت عاوز هدية اية أجبها لك .
عمر : ما انت ممكن تجيب هدية وماما ترضاش مش هي قالت ٱن أنا مسئول منها وانت ما لكش دعوة بيا ولا بتربيتي وهي المسئولة و إن لك بس لما تعوز تشوفني هتشوفني .
مصطفي بتمطع : لا ما تخفش بكرة فلوسها تخلص وترجع غصبن عنها وهنعيش هنا في البيت الكبير وهبني دور هنا كمان.
عمر بضحكة : و إية بقي هيخلص فلوسها ما هي بتشتغل وكل شهر هيجي لها مرتبها .
مصطفي بغضب : بتشتغل ! بتشتغل إية يا زفت ؟ و فين بتسبكم و تروح في أي داهية ؟ مفيش حد قالي إنها بتخرج غير للسوق بس و طلبات البيت .
عمر : بتشتغل علي اللاب توب تقعد تعمل جداول و تكتب كلام كتير بلغات كتير و النهاردة كان عندها إجتماع و ممشية رجالة بشنبات و ستات بكلمة منها .
مصطفي : مش فاهم حاجة بتشتغل إية يعني ؟
عمر : إلي فهمتة بتشتغل في بيع وشرا الأجهزة الطبية للمستشفيات و كدة و بتعقد تقارن ووتختار بين الشركات إلي هتشتري أو تبيع ليها و هي تقريبا كدة الدراع اليمين لصاحب الشركة لدرجة لما حصلت لة ظروف قالها تحضر هي إجتماعاتة حتي هي كانت مستغربة إزاي تحضر إجتماعات و معندهاش خبرة و اسة جديدة بس النهاردة حضرت معاها الإجتماع بس إية كانت بتتكلم زي البرابنط بثقة كدة و قوة وهيبة .
مصطفي و هو ممسك راسة : الله يخربيتك وما أقولتش من الأول لية يا حمار لسة جاي تفتكر تقول لي .
عمر : كنت محبوووووس ، محبوس في الخزانة !!! اقول لك إزاي و هي واخدة مني الموبيل ؟
مصطفي : غووور يا عمر شوف امك فين وفية إية ؟ وبلغني علي طول لما تعرف حاجة وتتصرف و تقولي فاهم.
اغلق عمر الخط و هو يضحك و يقول أحسن أحسن , فرحان فيا و عاوز تديني علقة و فرحان في نهر إنها إتحبست كانت مرات أبوك هي ؟ أحسن حبست دمة زي ما حبس دمي قال وأخذ يقلد أباة : نهر هي إللي بعدت أمك عننا عاوزاك يتيم زيها .
ثم رجع لصوتة و هو يقول: ما إنت إللي خبطها و فتحت دماغها و خاليتها تنسانا و تفتكر أهلها دي ماسبتش البلد وهجت غير لما شافت وشك وعرفت إنك جوزها ما انت شكلك يخوف برضو دة أنا بخاف منك , يالله المهم هتغدي بطة بكرة .
ذهب عمر لغرفة نهر ليري نهر تغطي أمها بأحكام ورقية تبكي بصمت فقط دموعها تسيل ونهر تمسح لها وتطبط عليها برقة .
عمر : فية إية يا نهر مالها ؟
نهر : مش عارفة يا عمر زي ما إنت شايف لاقيتها في الحمام مغرقة هدومها و بتعيط جامد ومش عاوزة تتكلم اكيد لما تهدي هتقول أو تتحسن انت ما تعرفيش حاجة مش كنت معاها في أوضتها .
عمر : لأ ما أعرفش بس كلمت خالتي إنتصار وقالت لها تيجي بكرة و خالتني اكلم بابا كمان وخرجت من الأوضة .
نهر : طيب ما دام خالتي إنتصار جاية يبقي هتحكي لها المهم تطلع اللي في قلبها أول مرة اشوفها منهارة كدة .
عمر : طب أنا جعان اكل اية وكمان هنام فين ؟
نهر و هي تنظر لة بإستغراب : أكلنا كيك و عصير من أقل من ساعة ,بص مش هقدر أسيب آنة في الحالة دي روح المطبخ كل أي حاجة و أنا هنام جنب آنة و تفتح باب الأوضة الثانية والنور و نام هناك براحتك .
عمر بلوي جانب فمة : مش هعرف أنام هنا فعلا السرير ضيق انت ما تافليش باب أوضتك وأنا هفتح الباب و النور هنا و هناك وهروح اعمل أي حاجة في المطبخ أكلها ماشي .
نهر : روح ياعمر اعمل إللي إنت عاوزة .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت الناس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *