رواية الصندوق الفصل التاسع والستون 69 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الفصل التاسع والستون 69 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق البارت التاسع والستون
رواية الصندوق الجزء التاسع والستون
رواية الصندوق الحلقة التاسعة والستون
قال سالم لليوزباشي ماهر : هل انتبهت إلي ملحوظة القاتل المأجور ذو اليد المرقطة هذه ؟!
ماهر : نعم .. و عدت لسجلات المسجلين لدينا في مثل تلك الأمور و لكن لا معلومة عن رجل بهذه المواصفات هنا !!
سالم : هل يمكن أن يكون قادماً من بلد أخري لتنفيذ الجريمة ؟!
ماهر : ممكن و لكن مع مراقبتنا لطرق السفر لم يعبر أي أحد بتلك المواصفات من بلدة الي بلدة !!
سالم : و هل بالضرورة يكون قطع الطريق المعروف أو أن يكون قطع الطريق من الاساس؟!
ماهر : هل تقصد انه مازال مختبئا هنا ؟!
سالم : هذا احتمال وارد بشكل كبير و لكن احتمال سفره من طريق الجبل أيضا قائم !!
ماهر : في الحالتين سيكون من الصعب العثور عليه في ظل تلك المعلومات الضئيلة !!
سالم: دعنا نحلل التفاصيل التي بيدنا بدقة، أتذكر الرجلين الذين حاولا قتل الطبيب إيفان؟!
ماهر : نعم .. يوم أتي و تعرف علي عاصم !!
سالم : ما احتمال أن يكون لهذين الرجلين علاقة بذلك القاتل المأجور ؟!
ماهر : تفكيرك منطقي جدا و لكن في الرسمتين اللتين تركهما الطبيب، لا أحد منهما معروف لنا هنا أو له تلك العلامة المرقطة !!
سالم : لما لا يكون هذين الرجلين مرسلين من المنصورة من قبل رأس الحية حفيظة ؟! و لذا لم يتعرف عليهما أحداً هنا ؟!!
ماهر : ذلك أيضا محتمل بشكل كبير و لكن إن وضعنا في الاعتبار أنك تسير بفكرك وراء الاحتمال الصحيح، كيف ستصل إليهما؟! هل ستبحث في كل الوجوه بالمنصورة حتي تصل لهما ؟!
سالم: و لما لا ؟! لن أترك أي ثغرة لا أبحث وراءها .. هذه الخيوط المتقطعة الصغيرة إن جمعناها ببعضها قد تعطينا مفتاح حل هذه القضية !!
ماهر : لكنها مهمة صعبة و تحتاج وقتاً و جهداً كبيراً .. أنصحك بترك الأمر للبوليس، جلال مستاءا جدا مما حدث معه و بعد شفاءه من الجروح سيعود و يبحث في كل ظروف القضية حتي يقبض علي هؤلاء المجرمون
سالم : لا وقت لانتظار جلال، يجب أن أعثر علي الادلة قبل ميعاد المحاكمة التي لابد و أن تكون قريبة
ماهر : ماذا تخطط أن تفعل؟!
سالم : السفر للمنصورة و البحث بها !! لا بديل عن ذلك !!
ماهر : و لكن كن حذراً و لا ترمي بنفسك للخطر و اعلم أنني سأدعمك في اي وقت تحتاجني به !!
سالم : حسنا .. بارك الله فيكم… لكنني محتاج لهاتين الرسمتين كي ابحث عن اصحابهما و أعدك باعادتهما للمحضر عند عودتي ان شاء الله
ماهر : سأعطيهما لك علي مسئوليتي الشخصية و أتمني لك التوفيق
سالم: شكرا لك ..
__________بقلم elham abdoo
انطلق سالم بعد وداع السيدة بثينة بدون تأخير نحو طريق ميناء المراكب و عند عبوره بجانب منزل كاريمان لاحظ وجود أضواء مشتعلة فقرر الدخول ليعلمهم بسفره كي يطمئنوا أنه سيبقي مع كاريمان و يعرف خطواتها و يساعدها ..
وجد منصور بك جالساً مؤرقاً في الحديقة فدخل اليه و ألقي التحية و قال : عمت مساءا يا بك ..
منصور بك باهتمام و تساؤل: عمت مساءا يا سيد سالم .. ما العاجل الذي أتي بك في وقت متأخر كهذا ؟! خيراً ؟!
شعر سالم بالحرج فقال : لم أكن أنوي الدخول لزيارتكم في وقت كهذا لكنني رأيت الاضواء مشتعلة فجئت لأخبركم عن سفري !!
منصور بك : أنت أيضاً ستسافر ؟!
سالم : نعم .. وجدت خيطاً رفيعاً جدا يعيد الأمل بالقضية فسأذهب للمنصورة للبحث وراءه
منصور بك : تعشمت ابنتي كثيراً عندما أعدت لها الأمل يوم بعثت لها رسالة الجرذان في ذلك اليوم .. أتتذكر؟!
سالم بأسي : نعم ..
منصور بك : لن تتحمل كاريمان صدمة أخري بخيبة أخري !! لا أعرف ماذا أقول لك ؟! هل أشكرك علي جهدك أم أحذرك من أن تبعث داخل روحها أملا ينهار داخلها من جديد و يصيبها بالأذي !!
سالم : منصور بك .. أنا لا أفعل ما أفعله من أجل سماع الشكر بل لأنك تعرف ما يربطني بابنتك و أود توثيقه بشكل رسمي في أقرب وقت !!
تعجب منصور بك و لم تعجبه تلك الجرأة و لكن قبل أن يتكلم قاطعه سالم و قال : دعني أكمل … كاريمان سافرت للمنصورة من اجل أنها لن تستطيع التوقف عن البحث عن الحقيقة و اثباتها و لذا محاولتي لن تؤذيها.. أليس كذلك ؟!
منصور بك : هي تبحث لكن ربما لن تجد شئ و تعود و لكنك تبحر بها في آمال بعيدة و في النهاية تنهدم تلك الآمال كجدران مبني متهالك داخلها !!
سالم : هل تريد ألا أخبرها أي شئ حتي أصل لنهايته ؟!
منصور بك : نعم .. من فضلك !!
سالم : ماذا سأقول اذن عن سبب مجيئي ؟!
منصور بك : كي تطمئن عليها مثلا !!
لولا أننا وعدنا فريق المبرة و كل من نعرفهم بالحفل لما كنت تأخرت في الذهاب إليها لأن من المؤكد هي منفعله و مستاءة و مشدودة الأعصاب!!
سالم : سأحاول الوقوف بجانبها و ربما هي من ستصل لحقيقة الأمر و ليس أنا !! من يعلم
تأوه منصور بك و قال : لا أعرف .. كلما اقتربنا من حل ذلك اللغز، نتفاجئ بمتاهة جديدة نضيع داخلها !!
استقام سالم استعدادا للمغادرة ثم صافح منصور بك و قال : خيرا ان شاء الله ..
منصور بك : لتعودا بالسلامة و الحقيقة أن شاء الله .. مع السلامة
_________بقلم elham abdoo
وصلت شفيقة للشارع الخلفي لقصر حفيظة و بحثت عن ذلك الممر الذي خرجا منه بصحبة كرم في ليلة دخول القبو، بهدوء شديد و علي ضوء شمعة خافت أزالت تلك الأحجار كي تكشف عن الممر و بذلت جهداً مماثلاً في ترتيب الأحجار في مكانها مرة اخري كي يبدو كل شيئا طبيعياً !!
تقدمت بخطوات هادئة حذرة في الحديقة و تذكرت سلامة عندما كان معها في المرة السابقة، انتابها احساس بالضيق و الوحدة و لكنها تدرك أنه لا وقت للعاطفة الآن فهناك مهمة و لابد أن تنجزها !!
وصلت لباب الحديقة الذي بفتحه ستصبح داخل القصر، فتحته بسهولة و بطء و عندما خطت خطوتها الاولي في الداخل ابتسمت ثم اتجهت نحو السير إلي جانب الحائط و فتحت الستائر عن بعض النوافذ ليدخل بعض ضوء القمر حتي تطفئ الشمعة كي لا تلفت الأنظار إن استيقظ أحد !!
حاولت تذكر مكان غرفة شوكت أفندي من زياراتها السابقة للقصر، للأسف لا تتذكر سوي الممر الذي به غرفته حيث رأته يدخل و يخرج منه، ذهبت إلي هناك و أضاءت الشمعة من جديد و رأت ثلاث غرف فأي واحدة ينام داخلها ذلك الرجل ؟!
هي تخشي أن يكون مستيقظاً فيفشل كل شئ و تخشي دخول غرفة خاطئة و ينكشف الأمر أيضاً فما العمل ؟!
سمعت صوت وقع اقدام فاختبئت خلف بئر السلم الذي يقود للمطبخ و أخفضت الشمعة إلي أسفل مستوي ليدها و جعلت ضوئها للداخل، سمعت صوت الباب ينفتح ثم صوت رجل يقول: لأتفقد القبو و الحراسة مرة أخري قبل أن أنام ..
عرفت أنه هو فتركته يذهب بهدوء ثم اتجهت نحو غرفته و فتحت الباب ثم دخلت و انتظرت في الداخل !!
بعد قليل جاء شوكت أفندي و فتح الباب و بعدما دخل أغلقه خلفه و في لحظة اتجاهه للسرير وجدها كالشبح في وجهه و قبل أن يتخذ أي ردة فعل كان سلاح السكين في بطنه حتي آخره فسقط علي الأرض دون حراك و لكنها لم تكتفِ بل جذبت السكين و أعطته طعنة أخري في قلبه كي يسكن إلي الأبد!!
وجهت الشمعة نحو وجهه الساكن الشاحب و قالت : عذراَ فأنت مخلص لدرجة وضعتك أمام الموت !!
خرجت من غرفته بعد أن مسحت الدم من علي السكين جيداً ووضعته في حقيبتها مرة أخري مع المنديل !!
خرجت من ذلك الممر ثم اتجهت نحو السلم في حذر و فتحت الباب علي أختها فهي تعرف جيدا غرفتها و تعرف أن نومها ثقيل و لذا منحت قلبها الجسارة للدخول عليها هكذا دون توقع !!
كانت حفيظة نائمة علي بطنها كعادتها و مثقلة في نوم ثقيل عميق، رفعت السكين بعد أن اخرجته و بعزمها غرزته في ظهر شقيقتها النائمة !!
انتفض جسد حفيظة و في جنح الظلام عندما أرادت أن تسحب السكين لتجهز عليها بضربة أخري مميتة سمعت صوت طرق عنيف علي باب القصر و سيدة تصرخ في الخارج بصوت مرتفع جدا فتركت كل شئ و فرت هاربة
الصوت الذي في الخارج كان لكاريمان التي لم تستطع الصبر للصباح حتي تحاسب تلك الظالمة صاحبة الافتر اءات!!
صوتها أيقظ الخدم و حاول الحراس منعها لكنها أصرت علي إبلاغ السيدة في الداخل ثم الدخول !!
في الظلام اختبئت شفيقة في احد دورات المياه لان الطريق لباب الحديقة خطر جدا حيث استيقظ الجميع!!
نزلت فاتن عن الدرج بانزعاج و سألتهم : من الذي يطرق ابوابنا قرب الفجر و يصرخ هكذا ؟!
أحد الحراس : أنها الأميرة كاريمان، صديقتك يا آنستي !! لذا لم نطردها عنوة و جئنا لنخبركم !!
تفاجئت فاتن مما يحدث و سمحت لها بالدخول و حين التقت أعينهما بعد كل هذا الوقت تجمعت مشاعر الغضب و الانفعال الخارجة من كاريمان كدخان ساخن مع الضيق و التساؤل الذي بدي علي فاتن و ساد صمت لدقيقة فقالت كاريمان بانفعال : أين خالتك ؟! سيدة المجتمع الشريفة الفاضلة !!
فاتن بضيق : تكلمي بلياقة عن خالتي، يكفي انكِ أتيتي إلي هنا في هذا الوقت و بتلك الطريقة و سمحنا لكِ بالدخول !!
كاريمان باستهزاء : يالكرمكم و سمو خلقكم !! ألا تدري ما فعلته خالتك أم أنك تدعين ذلك ؟!
فاتن بتعجب : أنا حقاً لا أفهمك ؟! ماذا حدث لتتحدثي بتلك الطريقة ؟!!
كاريمان : لا وقت لدي لاشرح لكِ أفعال خالتك المربية الفاضلة !! اذهبي ايقظيها حالا فهناك حسابا بيننا يجب أن نغلقه !!
فاتن : لا .. نحن لسنا تحت امرتك !! خالتي نائمة الآن!! اذهبي و من ثم عودي في الصباح و اطلبي مقابلتها لمناقشة ادعاءاتك هذه، لعلها تستمع لكِ و تقابلك !!
كاريمان : لن أذهب قبل أن اقابلها .. ألا تفهمين؟!
فاتن بلهجة محذرة: قلت لك في الصباح!! هل ستذهبين طواعية أم سأجعل الحرس يحملونك خارجاً .. عليكِ أن تختاري و لو أنني أرشح الاختيار الأول فهو ما يليق بكِ أيتها الأميرة !!
كاريمان : أنتِ دائما هكذا!! مجرد دمية !! كنتِ دمية في يد عزيز حتي صنع منكِ لصة !!
نظرت فاتن للخدم و الحرس و شعرت بالحرج فقالت بصوت مرتفع : أيتها الكاذبة المدلسة!! اتقولين هذا عمدا أمام العاملين كي تسيئ اليَّ بسبب احقادك و ادعاءاتك !!
كاريمان بابتسامة : أنتِ تعرفين أنني أقول الحقيقة و لكنها صعبة و مخجلة!!
أشارت فاتن لجميع الخدم بالانصراف لأماكنهم و هنا قالت لها بأسي محمل بغضب : انتِ نسيتِ أن من دفعني لذلك هو اخوكِ !! هو أساس كل هذا و انتِ تعلمين أنني لست هكذا !!
كاريمان : نعم !! لذا قلت عنكِ أنكِ كنتِ دمية في يده !! و الآن تجعلك خالتك تعتقدين أنها قدوة و مثل أعلي و هي علي الجانب الاخر تظلم و تخطط و تدبر و تتآمر حتي أنها قتلت شخصاً من أجل أن تخفي جرائمها !!
فاتن بعيون محمرة و عدم تصديق : اصمتي !! لا تتحدثي عن خالتي هكذا !! ماذا تقولين أنتِ ؟! كيف تجرؤين؟!
فاتن : خالتك دبرت لي مكيدة و استحلت أن تخوض في العرض و الشرف حيث أشاعت وجود علاقة محرمة بيني و بين إيفان !! للانتقام من اجل اختطافك!!
فاتن بدموع و بعدم استيعاب و تيهان : ماذا؟! هل أنتِ من اختطفتني ؟! كيف ؟!
كاريمان : بالطبع لم أختطفك !! هي ظنت هذا عن طريق معلومة خاطئة من المحقق الذي وضعته و لذا دبرت لي تلك المكيدة و جعلت أهل البلدة جميعاً يتحدثون و يتهامسون عليَّ و عندما حاولت إثبات الحقيقة لم تترك شئ لم تفعله كي تخفي الادلة !!
جلست فاتن بدموعها المتساقطة عاي أحد الكراسي و لم تنطق ببنت شفه فأكملت كاريمان : أنتِ تعرفيني جيداً و تعرفين أنني لا أفعل جريمة خطف و لا أدعي كلام كذب أو ألقي اتهامات علي برئ !!
فاتن : سأذهب الآن و أوقظ خالتي كي تشرح لي كل شئ !! لابد أن هناك خطأ، مؤكد !! هي لا تفعل قذارة كهذه !! مطلقاً !!
كاريمان : و أنا سأنتظر هنا !!
ذهبت فاتن مسرعة نحو السلم و بعد أقل من عشرين ثانية صرخت صرخة مدوية فصعدت كاريمان بسرعة و من بعدها الخدم ليروا ماذا حدث !! في تلك اللحظات خرجت شفيقة من مخبئها و توجهت نحو باب الحديقة ثم إلي فتحة الأحجار و في هرولة و سرعة خرجت مسرعة نحو الطريق دون لفت نظر الحارس و بعد أن خطت عدة خطوات نظرت للوراء فوجدت الحارس يهرول نحو صوت الصراخ فعادت سريعا و وضعت الأحجار مكانها ثم غادرت مهرولة حتي عادت لبيتها فوجدت سلامة ينتظرها بقلق فقالت بصوت مرتجف بعد أن أغلقت باب المنزل بعنف : نعم !! و خرجت بأعجوبة !! اختلطت الأجواء كثيرا !!
رد سلامة بعيون جاحظة خائفة : هل ماتت ؟!
شفيقة و هي تلتقط أنفاسها: ربما .. طعنتها و لكن لم أتأكد و لكن ذلك سيظهر سريعا فإن ماتت حتما سيصلنا الخبر !!
سلامة بصوت متقطع : أن… أن …. خائ…..ف !!
شفيقة : و أنا !! أنت خائف دون أن تفعل شئ ما بالك أنا !! لنهدأ يا زوجي و نترك التفكير في اي شئ حتي يصلنا الخبر عند طلوع الصباح !!
سلامة بتعجب و بدموع تحجرت في عينيه لخوفه من ردة فعلها: هل ستستطيعين البقاء هادئة؟!
شفيقة بانفعال : استمع لي !! سأتسامح معك في تركك لي أذهب بمفردي و ذلك لعلمي بضعفك و لكن الآن تشدد لان تلك جريمة قتل و حتما سيحدث تحقيق و لذا يجب أن تهدأ و تتدرب علي إجابات ثابتة هادئة أمام المحققين و الا سيحدث ما هو أسوأ و حينها سأزج بك معي في كل شئ !!
ابتلع سلامة ريقة و ذهب نحو غرفة النوم و مد الغطاء علي كل جسده بما في ذلك عينيه و تظاهر بالنوم !! أما هي ففتحت حقيبتها و تذكرت سلاح الجريمة و المنديل فخرجت من المنزل و ذهبت بعيدا لدفنهما قبل أن يطلع الصباح و يصحو الناس ثم عادت و أبدلت ثيابها و جلست تنتظر قدوم خبرها المنتظر!!
__________بقلم elham abdoo
اتجهت كاريمان للغرفة المفتوحة و رأت منظر تقشعر له الأبدان، حفيظة نائمة علي بطنها و ظهرها تنساب منه الدماء من فتحة غائرة في جسدها بطول حوالي أربعة سنتيمترات!! فاتن واقفة في صدمة بدموع منهمرة و كاريمان مازالت علي الباب غير مستوعبة لما تري !! لابد أن تلك السيدة متبحرة في أعمال الشر و لذا رصدها أحد أعدائها و خطط لقتلها بتلك الطريقة البشعة !!
وقف الخدم و الحراس علي الباب بعيون محملقة و عقول حائرة!!
ساد الصمت الذي لم يقطعه سوي صوت تنهدات بكاء فاتن حتي قال أحد الحراس : لابد أن نبلغ البوليس كي يأتي و يحقق في تلك الجريمة !!
نظرت كاريمان للجثة الغارقة في الدماء و قالت : هل مازالت حية ؟! أم انتهي الأمر ؟!
اقتربت منها و حاولت جس نبض عنقها و قالت : أرجوك يا الله .. لا تسمح أن ينتهي الأمر هكذا … يا الله !!
لاحظت نبضاً ضعيفاً، مازال جسدها يثابر متمسكاً بالحياة !!
نظرت لفاتن و قالت : هي مازالت علي قيد الحياة !! مازالت هنا و لم ترحل !!
نظرت لها فاتن بغرابة فما سبب سعادتها تلك و هي من دقيقة واحدة كانت تود اغلاق الحساب مع خالتها القتيلة!!
قالت فاتن للخدم : ليذهب أحد منكما لطلب الإسعاف وآخر لطلب البوليس .. هيا بسرعه!!
تنحت كاريمان و عادت لتقف بجوار الباب بينما اقتربت فاتن من خالتها و ربتت علي شعرها، تذكرت رعايتها لها و محبتها فانهمرت دموعها بشكل أكثر غزارة ثم نظرت ليديها المكتنزتين و لمست أصابعها القصيرة الممتلئة و التي زينت بعضها الخواتم الذهبية !! جاء ببالها في تلك اللحظة عندما كانت تمشط لها شعرها و تضع لها الشرائط الملونة !! بكت كثيراً و نزلت علي ركبتيها أمام حافة السرير و هي لا تدري هل ستنجو خالتها من تلك الطعنة الغائرة أم أن ذلك النبض الخفيض هو حلاوة روح !!
تركت كاريمان الغرفة لان ذلك المشهد صعب و اختلطت فيه مشاعرها بقوة فمن جانب تري أن حفيظة ربما تأخذ جزاء أعمالها القذرة و من جانب ثانٍ تري أن فاتن يجب أن تحزن فالذئب الخاطف له أولاد ينتظرونه و يحبونه أيضاً و رغم كل شئ !! أما من الجانب الثالث و الأخير هي تتمني نجاتها كي لا تموت القضية و الجاني و كل شئ قبل أن تثبت براءتها أو أن تصدر المحكمة حكمها !! قالت في بالها: يا الله.. اسمك العدل، من أجل اسمك اجعل عمرها يطول حتي أجد برائتي فما حدث معي ليس بقليل !! ثم نخستها نفسها من الداخل فكيف أن هذا المشهد الدامي العصيب لم يجعلها تفكر سوي في مسار القضية ليس الا !!
جاء الإسعاف و حمل حفيظة للمبرة بعد أن تأكدوا من بقائها علي قيد الحياة ثم جاء البوليس و بدأ المعاينة و التحقيق مع الجميع !!
_________بقلم elham abdoo
بينما كان سالم في المركب ينظر لصور هذين الرجلين الذين رسمهما إيفان و يتأمل في أن يجد لهما أثراً يحيي الأمل في القضية من جديد، كان إيفان في العربة ذات الخيول يائساً و محبطاً و هارباً كعادته من دوائر الصراع !! كل ما في خاطره هو الاطمئنان علي اخته و العودة لحياته الهادئة من جديد !!
أما سيمون فعلي سرير غرفتها داخل منزل منير ظلت تفكر في عرض الملازم عفت .. ذلك العرض الذي لا يناسب تطلعاتها فهو ليس زوجاً ثرياً أو حتي ميسور الحال !! برغم وسامته و شجاعته و طوله الفارع الذي يجعله حلماً لفتيات عديدات لكن تروس ماكينة عقلها تعمل بشكل عكسي مما عقد مسألة الزواج بالنسبة لها كثيراً !! أصبح منير حلماً منسياً بعد معرفتها بشخصيته و طريقة تفكيره المستقيمة فهل بعد خسارتها لحصان الرهان الأبيض ستضطر للزواج من ذلك الملازم الذي يشبه النمر الأسود!!
هو قوي و زكي و شجاع كالنمر لكنه لن يصبح أبداً ملك الغابة !!
___________بقلم elham abdoo
عندما حضر البوليس كانت فاتن قد غادرت مع حفيظة نحو المبرة بينما بقيت كاريمان في القصر للادلاء بما شاهدته بدلا من أن يتم استدعائها !!
سألها البكباشي: بلغنا أن جريمة قتل تمت هنا ؟!
كاريمان : نعم .. شاهدت القتيلة بنفسي قبل أن يأخذها رجال الإسعاف من هنا قبل قليل !!
البكباشي : من أنتِ ؟!
كاريمان : أنا الأميرة كاريمان منصور الراعي .. جئت إلي هنا من أسوان لأتحدث مع القتيلة بأمر هام جدا
البكباشي بغرابة : هل جئت في منتصف الليل كي تتحدثين معها ؟! ما هو الموضوع الهام الذي تطلب ذلك ؟!
كاريمان بتلعثم و حرج: هناك قضية بيني و بين السيدة القتيلة و جئت كي اتحاسب معها !!
البكباشي باهتمام : تتحاسبين !! أي أن علاقتكما سيئة و أنتما ع خلاف؟!!
كاريمان في محاولة لاظهار الثبات: نعم .. علاقتنا لم تكن جيدة و عندما ستحقق سيادتك مع الخدم و العاملين ستعلم أنني صرخت و حاولت كثيرا عندما أتيت لكي يدخلوني و لكنهم في البداية لم يقبلوا ثم بعد ذلك تم أخذ الاذن من ابنه اختها فاتن فسمحت لي بالدخول و عندما طلبت منها استدعاء خالتها اكتشفت الحادثة
البكباشي : ماذا حدث و ماذا رأيتِ بالضبط؟!
كاريمان : لا أعرف ما حدث فلم اسمع أي صوت أو أري أي إنسان غريب هنا بل فقط سمعت صوت صرخة فاتن فصعدت من خلفها و رأيت حفيظة هانم غارقة في الدماء!!
البكباشي : و أين هي ابنة اختها ؟!
كاريمان : ذهبت معها للمبرة
سجل الكاتب كل أقوال كاريمان ثم جميع الخدم و العاملين الذين أكدوا كل أقوال كاريمان بنفس تسلسل الأحداث..
سأل البكباشي عن غرفة القبو فذكر الخدم أن للقصر مدبر يراعي كافة شؤونه يدعي شوكت أفندي فسأل عنه لكن جميعهم انتابتهم الغرابة لغيابه عن المشهد برغم الضجة الكبيرة التي حدثت في القصر و هو الذي اشتهر بسمعه الدقيق و متابعته لكل تفصيلة دقيقة تحدث !!
ذهب أحد الخدم نحو الممر المؤدي لغرفته و من خلفه البكباشي و فريقه الذي تقدم و فتح باب الغرفة فوجد الرجل ملقي علي بعد خطوات قليلة من الباب مطعوناً في قلبه و جانب بطنه الأيمن !! وجهه أبيض يخبر بموته و عينيه المفتوحتين يبلغان عن وحشية و اصرار علي اماتته و التخلص منه !! صُدم الخادم و الفريق بأكمله ثم تفقد البكباشي أنحاء الغرفة و لم يجد أثرا لسرقة أو بعثرة بالمقتنيات و لا سلاح للجريمة فيبدو أن القاتل كان كل ما يهمه هو القضاء عليه لا محالة !!
لاحظ البكباشي أن السلاح المستخدم هو نفسه و وقت وقوع الجريمة متقارب جدا فمن قتل المدبر هو من أقدم علي قتل حفيظة و ربما لم يسعفه الوقت لطعنها مرة أخري مثل ذلك الرجل بسبب ما فعلته كاريمان بضجتها و صوتها المرتفع !! من المؤكد أن ذلك أربك الجاني فهرب مسرعاً تاركاً حفيظة تصارع ببقايا الروح !!
يبقي السؤال الأهم الذي شغل عقل البكباشي : ما هو الرابط الذي يجعل شخصاً يقتل شوكت في غرفته ثم يذهب لقتل صاحبة القصر ؟! هل هو رجل كان له أعمال جمعته بالسيدة صاحبة القصر و مدبر منزلها ؟! أم ماذا يكون دافعه بالضبط ؟!
لاحظ مجموعة المفاتيح التي خرج جزء منها من جيب ثياب النوم التي ارتداها القتيل في تلك الليلة!! سحبها بهدوء ثم قال للخادم : ما تلك المفاتيح ؟!
الخادم : مفاتيح كل أبواب القصر !!
البكباشي: لا .. تعال معي و أريني كل مفتاح يفتح أي باب !!
ذهب البكباشي خلف الخادم و فتح أمامه الأبواب الخاصة بالقصر جميعا حتي بقي مفتاح واحد فقال له : و هذا ؟! أيها يخص ؟!
رد الخادم : لا أعرف !!
نظر البكباشي للخادم متفحصاً ثم قال : لنكمل المعاينة!!
لاحظت كاريمان ما يتم بالقصر فوقفت و ذهبت للبكباشي و سألته : هل أستطيع الذهاب؟!
البكباشي : إلي أين يا أميرة ؟!
كاريمان : إلي أي مكان !! .. هل أنا مقبوض عليَّ
البكباشي : نحن في بداية التحقيق و لا نعرف بعد من سندين و لذا لا يفضل أن تغيبي عن البوليس !!
كاريمان : أنا لن أهرب كمجرمة علي ما أظن ووقتما تحتاجون اليَّ فقصر عائلتي معروف و تستطيعون استدعائي!!
البكباشي : أنتِ لستِ مدانة حتي الآن و لكن سنطلبك بالفعل عندما تتضح الصورة إن احتجنا لذلك !!
كاريمان : علي أية حال أنا ذاهبة للمبرة للاطمئنان
البكباشي بغرابة : عجيب !! ألم تقولي علاقتكما سيئة ؟!
كاريمان : نعم و لذا لا أريد أن تموت !! هناك حساب بيننا لم يغلق بعد ! و اخشي أن من حاول قتلها سيحاول مرة أخري بالمبرة!!
البكباشي : لا تخافي .. سنضع حراسة عليها حتي تستعيد وعيها أو تفارق الحياة !
انقبض قلب كاريمان عند ذكر الموت فهي لا تريد نهاية كهذه مريحة لحفيظة !! يجب أن تظهر جرائمها و تحاسب علي جميعها !!
البكباشي : تعالي معي في العربة للمبرة فأنا ذاهب علي أية حال
كاريمان : حسناً …
________بقلم elham abdoo
أدخل الأطباء في المبرة حفيظة لغرفة العمليات فور وصولها ثم بدأوا تفحص الدمار الذي أحدثه انغراز تلك السكين لعمق ظهرها و نفاذه للداخل حتي لامس جزء من كبدها الذي عاني نزفاً في أحد جوانبه !!
هناك ايضاً تضرر شديد في الأعصاب المتشعبة في الظهر حول العمود الفقري .. أوقفوا النزيف و بعد علاج الداخل تم تنظيف الجرح و غلقه و بعدها خرجت المريضة النائمة علي بطنها كما أتت إلي غرفة خاصة بها فاستقبلتها فاتن بحزن و بكاء شديدين حتي أتي البكباشي و برفقته كاريمان و طلب الجلوس معها عاجلا لأخذ أقوالها و حين سألها البكباشي عما حدث قصت له ما حدث كما قالت كاريمان و الخدم ثم قال : هل حقاً حدث خلاف من وقت قريب بينك و بين خالتك و طردتك من قصرها ؟!
فاتن بحرج : نعم .. لكننا تجاوزنا الخلاف و عدت إليها من جديد و الدليل علي ذلك أنها جعلتني مديرة علي مزرعتها في قرية تابعة للمنصورة علي بعد ساعة فقط بالعربة
البكباشي : و ما سبب الخلاف ؟!
فاتن : مسألة شخصية !!
رد البكباشي قائلا: لا وجود للأسرار بالتحقيقات يا آنسة !! قولي ما حدث بوضوح فكل تفصيلة قد تفيد في العثور علي المجرم !!
فاتن : كان هناك خلاف علي خطيب لي و هو اخ الاميرة التي كانت في قصر خالتي وقت وقوع الجريمة و يومها أخذ عزيز خطيبي السابق أموال من خالتي فغضبت منا و طردتني و بعد أن انتهت علاقتي بعزيز عدت لها فسامحتني
البكباشي : هل تلك الأموال سُرقت أم تم استدانتها ؟!
فاتن بخوف : تم استدانتها !!
اومأ البكباشي برأسه ثم أخرج مفتاح القبو و قال : أتعرفين هذا المفتاح؟!
توترت فاتن و قالت : لا !!
البكباشي : كيف ؟! ألم تكوني قريبة من السيدة حفيظة و في مكانة ابنتها ؟!
فاتن : نعم..
البكباشي : هذا المفتاح كان في جيب شوكت أفندي الذي وجد مقتولا في غرفته !! كيف يكون معه مفاتيح لا تعرفين أنتِ عنها شيئا ؟!!
فاتن بصدمة جعلتها تقف من مقعدها: قُتل !! كيف و متي ؟!
البكباشي : حتي الآن لا نعرف و لكن كله سيتضح و الآن هل تخبريني عن المفتاح ؟!
فاتن : قلت لك لا أعرف!!
البكباشي : غريب !! وجدنا في غرفتك سلسلة مفاتيح بها نفس مفاتيح شوكت أفندي بالضبط و لكن يزيد عليها ثلاث مفاتيح ! ربما هم للمزرعة التي تحدثتِ عنها!!
فاتن بخوف و توتر و انفعال جعلوها تتلعثم ثم تقول: هذا مفتاح القبو ؟!
البكباشي : اي قبو ؟!
فاتن : قبو المال !!
البكباشي: لم نلاحظه أثناء التفتيش !!
فاتن : هو مخبئ عن الأنظار لكنه في أسفل القصر بممر هابط للاسفل !
البكباشي باهتمام : و لمَ اخفيتِ الأمر في البداية ؟!
فاتن : خشيت أن تظنوا أن لي علاقة بالقتل من اجل الحصول علي المال !!
البكباشي : و لماذا أتي ببالك هذا الاحتمال ؟! أليس لخالتك عداوات أو خلافات مع أي أحد لنضعه في دائرة الشك ؟!!
فاتن : كان لها بعض الخلافات لكن خلافاتها لم تكن تحدثني عنها أبداً
البكباشي : حتي خلافها مع صديقتك الأميرة!!
فاتن بتوتر: لا .. لم أكن علي دراية بأي شئ مطلقاً و عندما شرحت لي كاريمان الأمر ذهبت لاستدعي خالتي فوجدتها مقتولة!!
أجهشت فاتن بالبكاء فقال البكباشي : الان سأطلب منكِ الذهاب معي للقصر لتدليني علي مكان القبو مي نفتحه و نقوم بفحصه فربما نجده فارغاً و هكذا نعرف أن دافع القتل هو السرقة !!
فكرت فاتن في والديها فهذه الفعلة فعلتهما بالتأكيد لكنها لن تزج بهما في القضية حتي تعرف الي ماذا سيتجه الأمر!!
ردت عليه بعد دقيقة من التفكير و قالت : نعم .. سآتي معك
البكباشي : هيا بنا
_________بقلم elham abdoo
أثناء سير البكباشي للخروج من غرفة التمريض التي تم أخذ أقوال فاتن بها أمر زوج من الانفار بالبقاء علي باب غرفة الضحية ثم رأي كاريمان جالسة في الممر فقال لها : يمكنك العودة لمنزلك و لكن لا تغادري المدينة حتي ينتهي التحقيق ..
تعجبت كاريمان من تغير موقفه فربما تحولت شكوكه في اتجاه آخر برغم خلافها مع حفيظة و تواجدها في مكان الحادث وقت وقوعه !! اشارت له بنعم ثم رأته يصطحب فاتن و يغادر فنظرت بألم نحو الغرفة و الحراسة و تأملت أن يعيطها الله عمرا اضافياً حتي لا تبقي هكذا دون انتصار بعد كل هذا الظلم و الافتراء!!
ذهبت نحو قصر عائلتها و تركت عينيها معلقتين بالأمل علي باب غرفة حفيظة !!
___________بقلم elham abdoo
وصلت فاتن لقصر ياقوت بك و معها البكباشي و بقية الأفراد، أدخلتهم للممر الذي هبط بهم للاسفل عبر سلم صغير و هنا لم يروا سوي جدار !!
قال البكباشي: هل تمزحين ؟!
نظرت له فاتن بمعني لا تتعجل !! ثم ضغطت علي الجدار الخشبي الخفي ففتح عن باب القبو فأدخلت المفتاح في القفل و عندما انفتح الباب ظهرت الاموال الطائلة في زكائب مرتبة قي صفوف عشرات !!
دخل البكباشي و تأمل المكان المرتب و الذي لا يظهر عليه أي اقتحام و قال : لا سرقة أو هجوم هنا !!
فاتن : نعم !!
البكباشي : اذن من في رأيك فعل هذا ؟!
فاتن : بالطبع لا أعرف!!
نظر البكباشي للارفف التي في جانب الغرفة و فتحها جميعها بالتتابع و رأي أنها لحجج أراضي و أملاك و منازل هنا و هناك فقال : السيدة حفيظة لها إرث عظيم جدا
لم ترد فاتن بل حزنت علي خالتها و ذرفت الدموع أما البكباشي فأكمل تفحص الأوراق و اتسع بؤبؤ عينيه عندما فتح ورقة ملفوفةبين الأوراق بها خبر مهم و عجيب !!
اقترب لفاتن و مد الورقة ناحيتها و قال : هل لديكِ علم بهذا ؟!
ألتقطت فاتن الورقة و قالت بدهشة بعد القراءة : لا … ما هذا ؟! هل فعلت خالتي شيئا كهذا دون أن تخبرني ؟!
البكباشي بسخرية : دون علمك !! أيعقل ؟! هي أوصت بكامل ثروتها لكِ بعد وفاتك !! و أنتِ لم تستطيعي الصبر حتي ينتهي الاجل ففعلتِ كل تلك المسرحية بجدارة و لولا قدوم تلك الأميرة لكنتِ قضيتِ عليها!!
فاتن بانفعال و خوف و دموع : أنا؟!! هل تتهمني بقتل خالتي التي هي مثل أمي ؟! لاااااا لا يمكنك قول هذا حتي !!
البكباشي كي يحاصرها : اذن بماذا تفسري كذبتك عندما أنكرتي معرفتك بالمفتاح ؟! و طرد خالتك لكِ بسبب الأموال؟!! و مقتل مدبر المنزل الذي ربما رآكي ليلا تتسحبين بسكين و لذا حاولتِ استدراجه ثم قتله !! هنا لا يوجد أي آثار اقتحام للمكان من الخارج اذن فالقاتل من الداخل !! الخدم ليسوا علي علم بالقبو أو كيفية دخوله و مدبر المنزل قُتل في الحادث و الأميرة جاءت من الامام و دخلت أمام الجميع و لذا لم يتبقي سواكِ و الدافع موجود !!
فاتن : لا .. صدقني لم أفعل شيئا مشينا كهذا .. خالتي هي من ربتني فكيف أفعل بها هكذا ؟! أرجوك لا تتسرع بالحكم عليَّ فأنا لم أفعل شئ !! أرجوك انت تظلمني !!
البكباشي: مع الأسف سألقي القبض عليكِ و ستبقين محتجزة لدينا حتي تستفيق خالتك و تقول شيئا يبرئك أو ينتهي أجلها و هنا سيبقي أمل تغيير الاشتباه بكِ ضعيف جدا !!
بكت فاتن و حاولت أن تترجاه كي لا يقبض عليها و لكن دون جدوي فقد تم احتجازها علي ذمة القضية !!
__________بقلم elham abdoo
قضت فاتن ليلتها داخل حجز قوة بوليس المنصورة في البكاء تارة علي خالتها التي بقيت بين الحياة و الموت و تارة أخري علي ذلك الاتهام القاسي الذي وضعها في ذلك المكان وسط المجرمات و الخارجات عن القانون!! انكمشت علي نفسها في ركن الغرفة ووضعت رأسها بين رجليها لتهرب من ذلك الواقع المؤلم !!
___________بقلم elham abdoo
في الصباح الباكر استيقظ عزيز بنشاط و اتجه نحو المرآة و نظر لنفسه و لعينيه اللتين شعرا بالنور أخيراً، اقترب من النافذة و تأمل الطبيعة من أشجار و شمس و سماء ثم أطلق زفيرا طويلا كأنه يمثل معاناته في الوقت الماضي و صبره الكبير !!
نظر لأسفل فوجد والده جالساً في الحديقة يحتسي قهوته الصباحية كالمعتاد، ابدل ثيابه و مشط شعره بنشاط ثم نزل للاسفل و جلس بجانبه بعدما ألقي التحية ثم قال : ما بالك يا أبي؟! هل أنت قلق من أجل كاريمان ؟!
منصور بك : نعم . لا أعرف كيف حالها الآن بعد التطورات التي حدثت أخيراً ؟!!
عزيز : لننهي ذلك الحفل و بعدها نرسل لها و نعرف ماذا حدث أو حتي نسافر للمنصورة فليس هناك ما يبقينا هنا بعد الآن!!
تعجب منصور بك و قال : لمَ؟! ألم تعجبك تلك البلدة و قد أصررت علي البقاء بها من قبل ؟! و عندما حدثت فضيحة بيت حفيظة عدت الي هنا ؟! أليس كذلك ؟!
عزيز بدهاء : نعم .. هذا لأنك طردتني من كنفك و حرمتني من أي تصرف ب حرية في أي أموال !! جعلتني أدور هنا و هناك باحثاً عن مكان يريحني و لم أجد !!
منصور بك : لا أود فتح القديم و لكنك لم تفعل القليل حتي وصلنا لتلك المرحلة!!
عزيز : يا أبي .. قد تعلمت مما أخطأت و الآن أود العودة لكنيتي و مكانتي و في عقلي أعمال هامة و ناجحة أود تنفيذها ..
تأوه منصور بك بقلق : يجب أن أطمئن الي ما تفعله يا بني مي لا نقع في أخطاء الماضي مرة أخري
انزعج عزيز و قال بهدوء : كيف يا أبي ؟! هل ستعاملني كطفل من جديد ؟! ألم يكفي كل ما حدث لي ؟!
منصور بك : ما حدث لك كان صعب و أنا معترف بذلك و لكن التعليم يحتاج دهر يا بني .. ستبقي تحت عيني يا عزيز و سأجعلك تشرف علي أرضي التي في عزبتي بالمنصورة عند عودتنا مع ناظر العزبة عارف أفندي و هو سيتولي تعليمك و اكسابك الخبرة اللازمة، يجب أن تصعد السلم خطوة خطوة كي تتعلم حقاً و تبتعد عن الطرق القديمة ..
استاء عزيز في داخله بشدة فمن عارف هذا حتي يعلمه و يعمل عنده كأجير و هو أمير !! حاول إخفاء غضبه و انفعاله عن والده كي لا تتوتر الأجواء بينهما من جديد حتي يقرر ماذا سيفعل ؟!
منصور بك : بالمناسبة .. الأموال التي وجدناها في البيت الذي استأجرته.. هل هي لحفيظة ؟!
عزيز : بالطبع لا !! تلك الأموال انتهي أمرها منذ زمن !!
منصور بك : اذن ما مصدر تلك الأموال؟! أريد أن اطمئن ..
عزيز بحرج : استدنت بهم من أحد أصدقائي كي أتمكن من اعالة نفسي
منصور بك : أول درس لك سيكون كالتالي: ستعيد المال لصديقك هذا أمام عيني و ستعيش وفقا لراتب سأحدده لك و مع الوقت ستكبر مسئولياتك و كذلك راتبك و حين أطمئن سيعود لك كل ما كان بين يديك و أضعته فلا تقلق ..
ابتسم عزيز كي لا يفسد طعم الحفل الذي سيعقد في المساء لكنه في الداخل كان غاضباً و محتجاً بشكل كبير و عليه ايجاد مخرج علي الفور !!
_________بقلم elham abdoo
وصل سالم للمنصورة و قبل أي شئ توجه نحو قصر الراعي لمقابلة كاريمان فقد بلغ قلقه عليها منتهاه !!
جلس في قاعة الضيافة حتي يعطونها خبر و بعد دقائق نزلت لتقابله بعد أن أبدلت ثيابها، بدي التعب و القلق علي وجهها فقال لها : ماهذا ؟!! أري علي وجهك تعب كبير !! هل مازلتِ عند نفس النقطة ؟!
جلست كاريمان و قالت : جئت لمحاسبة حفيظة لكنني فوجئت بأن عدو آخر لها سبقني و قطع لها تذكرة خروج من الدنيا بأكملها !!
تفاجئ سالم بشدة و قال : كيف ؟! هل قُتلت ؟!
كاريمان : نعم .. تلقت طعنة مميته في ظهرها لكن روحها تأبي أن تغادر فهي الآن تصارع من أجل الحياة في مبرة المنصورة !!
سالم : ذلك جزاء من الله علي أفعالها القذرة و التي لا نعلم منها سوي ما يخصك فقط !!
كاريمان بانفعال: لا أود أن تموت قبل أن تحاسب هنا علي أفعالها و أثبت برائتي أمام المحكمة و أمام الجميع !!
سالم : هذا الأمر بيد الله و علينا تقبل ما يحدث بهدوء و قناعة!!
كاريمان باعتراض : ماذا ؟! هل بعد كل هذا ستموت و سترتاح و سأبقي أنا هنا أتألم مما حدث و أعاني !! لا قدر الله !! أنا أثق في عدالة الله و أنه يشعر بمعاناتي..
سالم : و من قال أن من يذهب بذنوبه للآخرة يرتاح !! علي العكس فهو يتلقي عذاب أبدي و لذا علينا القبول و الرضي بقضاء الله يا أميرة!!
كاريمان : سأدعو الله بكل دقيقة أن تنجو ثم تحاسب و بشدة !!
أدرك سالم من سماعه لتلك الاخبار أن ما قاله منصور بك والدها صحيح فهو لن يعلقها بآمال جديدة بينما أصبحت حفيظة علي حافة الموت !! لكنه سيظل يبحث عن الحقيقة لآخر لحظة فمن يعرف ربما تنجو و تعود خصما لهم من جديد !!
سألته : لماذا أتيت إلي هنا ؟!
سالم : من أجل الاطمئنان عليكِ و لو أنني عاتب عليكِ من مغادرتك هكذا دون أن تخبريني .. هل ليس لي مكان في حياتك إلي هذه الدرجة؟!!
نظرت له كاريمان بمحبة و قالت : بالطبع لا.. لك كل المكانة و التقدير لكنني كنت منفعلة جدا و لم أشأ أن يوقفني أحد و خاصةً أنت !!
سالم : و ها أنتِ أوقعتِ نفسك قرب الخطر نتيجة ذلك الانفعال !! لابد أن وجودك في مكان الجريمة سيجلب علينا متاعب كثيرة !!
كاريمان : البكباشي هو من أتي لموقع الحادث و حقق معنا و قد سمح لي بالذهاب لبيتي و لكن منعني من السفر حتي ينتهي التحقيق
سالم بقلق : أترين؟! عموما لن ألومك فلن نعيد الماضي و لو أردنا .. هل نذهب للمبرة و نعرف آخر ما وصل اليه الأمر؟!
كاريمان : نعم بالطبع و لكن بعد تناول افطارنا ..
سالم : و هو كذلك ..
________بقلم elham abdoo
جلست بسمة تتناول الإفطار مع معلمها صدقي باشا الذي كان مسرورا بعودة الابتسامة النقية لوجهها من جديد و قال : أتعرفين ؟! قد عدت فقط من أجل تلك الابتسامة !!
بسمة : خيرا و لطفا قد فعلت بي فشعور الذنب آلمني بشدة !! لا أصدق أنني تخلصت منه أخيرا
صدقي باشا : بلي تخلصتِ و مساءا سنذهب للاحتفال بشفاء ذلك الثعلب !!
بسمة : نعم .. سأكون أنا الأكثر احتفالا و سعادة .. أكثر من عزيز نفسه !!
صدقي باشا : و لو انه خبيث و شرير و لا يستحق كل ذلك الجهد و لكن لا بأس فهذا من اجلك أنتِ
بسمة : قد تألم كثيرا و تأسف كثيرا و تغيرت شخصيته فكما يقولون لا شئ يبدل الانسان أكثر من الاحتياج و المرض !! و ها هو اختبر الاثنين فأنا كنت شاهدة علي مأساته و احتياجه و لذا لم أعد حانقة أو حاقدة عليه مثل السابق..
صدقي باشا : و ماذا خططتِ لحضور الحفل ؟! أود أن تكوني أجمل الفتيات الليلة ..
بسمة : سأكون جميلة لأنني سأذهب برفقتي معلم عظيم مثل الباشا
صدقي باشا : لا .. لا يكفي فسنذهب بعد الافطار للتسوق .. مفهوم ؟!
ابتسمت بسمة و قالت : بالطبع ..
_________بقلم elham abdoo
وصل إيفان مع العاشرة لمنزل منير و استقبلته اخته بحرارة و أحضان و قبلات و بعد جلوسه قص عليهم ما حدث أثناء احتساء القهوة و كيف تم طمس الادلة مع ايلاريون ثم قص منير كيف تم تحرير سيمون التي كانت ضائعة بين إعجابها به و بين إعجاب الملازم عفت بها !! استيقظت من تفكيرها العميق علي طلب إيفان بتحضير حقيبتها كي يغادرا فذهبت في هدوء ..
________بقلم elham abdoo
أما ثريا فبعد الإفطار قامت بتوزيع العمل المتبقي علي باقي فريق الخدمة و بدأ تعليق الزينات و المصابيح الملونة و تم إعداد الحديقة للحفل و بينما انهمكت ف العمل لاحظت ضيق عزيز و حاولت أن تفهم ما الذي يعكره هكذا بعد أن كادت السعادة تقفز من عينيه اللتين أنارتا بعد الظلام لكنه تهرب منها و قال : سأذهب لأحضر بذلتي الجديدة و أعود !!
__________بقلم elham abdoo
بينما فاتن في محبسها ظلت شفيقة تنتظر الخبر المراد بشوق و ترقب و لكن لا شئ حتي الآن و السئ أنها لا تستطع الاقتراب من القصر لتعرف ماذا حدث حتي لا يتم الشك بها، عرضت علي سلامة إرسال أحد ليعرف الاخبار لكنه خائف و مرتجف و رافض للتدخل بأي شكل !! ظلت حائرة مكمدة لا تعرف ما العمل ؟! تبحث عن طريقة آمنة و لكن كيف ؟!
___________بقلم elham abdoo
أما كرم فقد أدار كل شئ في المزرعة باحتراف و نجاح لكنه يفتقد فاتن التي شكلت حيزاً كبيرا من يومه في الفترة الأخيرة، احتار في عقله : هل هي تأخرت عن العودة أم عقله المتعلق بها يصور له ذلك ؟! ثم قال لنفسه : و إن كنت أفتقدها فما السئ في الأمر؟! يمكنني الذهاب لتفقدها و لكن ؟! ما السبب الذي سأقوله لحفيظة هانم عند وصولي ؟! لابد من سبب مقنع !!
ظل يفكر و يفكر ثم تذكر بعض الأوراق المحتاجة للختم بشكل ضروري و قرر الذهاب إليها في المساء و ترك أمانة المزرعة في يد عبدون حتي يعود ..
_________بقلم elham abdoo
ظل سالم و كاريمان أمام حجرة حفيظة في المبرة في انتظار خروج الطبيب ليأتي لهما بخبر جيد فقد استفاقت من نومها لكنهما فوجئا به يقول : مع الأسف، الطعنة أثرت بشكل كبير علي الأعصاب الطرفية و سببت شلل كامل للجزء الأيمن من جسدها و لذا هي فقدت حتي قدرتها عاي الكلام في الوقت الحالي و ستحتاج كرسياً ليساعدها علي الحركة حتي تتمكن من استخدام عصا تتوكأ عليها في السير !!
أصابهما الذهول مما سمعا فقالت كاريمان : هل هذا دائم ؟!
رد الطبيب : كل الاحتمالات قائمة و لكن الاشارة مازالت حمراء و هناك خطورة علي حياتها !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)