روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الثالث والعشرون

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الثالث والعشرون

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الثالثة والعشرون

ليلة عُمر
عمر طويل من الأسى والحرمان ، عمر وماضِ ملئ بالألم والخذلان
ليعاقب الظلام نهار جديد وتسطع شمس العشق مرةً أخرى وتعلن وتتوج ذلك اليوم وتلك الليلة
لتكون ليلة عمر
❈-❈-❈
دلفت ريتان القصر تفكر في تلك الحية ونظراتها ،،، هى على يقين أنها تخفى إنتقاماً غليظاً ،، ولكن ما صدمها هو تغاضيها عن صغيرها كأنها لم تراه ،، أتت وبخت سمها على مسامع ريتان وكادت أن تندرج معها إلا أنها تذكرت حديث حمزة لها عندما أخبرها أنها فقط قررت إنجاب هذا الصغير الذي لا يعنيها الآن بعدما علمت بعدم قدرتها على الإنجاب ،، إذاً هي المستهدفة وليس هذا الصغير ،، هى المقصود إلامها لتنكسر ،،، ولذلك لن تسمح لها بعد الآن ، ليس بعد كل تلك المعاناة ،، لتأخذ قسطاً من الراحة والتمهل في حق نفسها ولتعطى لحمزة عجلة القيادة ولترى ماذا هو بفاعل ،، فبرغم الألم الذي يعتليها كون هذا الصغير إبناً لهذه المها وهذه الحقيقة المرّة إلا أنها عندما تنظر لعينه لا ترى سوا الإحتياج والتعطش للحنان ،، لا ترى سوا طفل صغير يطالب بالحب ، طفل صغير يحبها بصدق ،، يحبها لدرجة جعلته يفرح بذهاب والدته ومجيئها هي ،،، لذلك فهى لن تبخل عليه بكل ما يريده ..
أخفضت عيــ.نيها تطالع هذا الذى يسير معها بصمت في الردهة المؤدية لجناحها ،،، توقفت تدنو منه وتتمعن به جيداً ،،، نفس النظرة التى كان عليها منذ سنوات ،،، خذلان ،،، طفل صغير يتسوّل مشاعر الحب من أمٍ نزع قلبها ووضع مكانه حجر صوان .
سحبته تعانقه بقوة حانية وتردف بصوت منقبض مخنوق :
– حبيبي إنت كويس ؟ .
لف الصغير ذرا عيه حول رقبــ.تها وأردف ببراءة :
– الحمد لله يا مــ.س ريتان ،، هو ليه مامي مسلمتش عليا ؟
تنهدت بقوة تحاول سحب غصة حلقها ثم تحدثت بحنو :
– يمكن مخدتش بالها يا مارو ،، أكيد لو كانت شافتك يا مروان كانت حضنتك .
إبتعد الصغير يطالعها بتعجب مردداً :
– بس مامى عمرها ما حضنتنى ،، تيتة وبابي وانتِ بس ،،، أنا بحبك أوى يا مــ.س ريتان ،،، ياريت تبقى أنتِ مامي ؟
عادت تلتقطه وتقف تعانقه بقوة ومشاعر الأمومة لهذا الطفل تغمرها بينما كان حمزة يصعد الدرج ورآى وسمع ما يحدث فتقدم منهما واحتواهما سوياً بحب وسعادة فتت قلقه ،، رؤية طفله بين يدي من أحبها ولم يحب سواها ما هي إلا صورة مجسدة لمعنى السعادة .
أما هي التى تفاجئت بعناقه لهما فارتعش جــ.سدها إثر لمــ.سته بينما فرح الصغير ونظر لوالده ببراءة طفولية يردف بحماس :
– بابي مــ.س ريتان هتبقى مامي ،، إيه رأيك؟
نظر لإبنه بحب وأومأ يردف بسعادة :
– موافق طبعاً ،،، إيه رأيك يا مــ.س ريتان ؟
– ﭢفلتت نفسها من بين ذرا عيه وأنزلت الصغير تردف بحرج وحنو :
– مروان إبنى فعلاً ،،، بس دلوقتى أنا وهو هنروح نلعب شوية في أوضة الألعاب ويعرفنى على أصحابه اللى قال عليهم .
قالتها وهى تغمز مروان لتدارى خجلها وتوترها من هذا العناق الحمــ.يمي ،، يبدو أن نوايا هذا الرجل ليست ببريئة أبداً ،، فعناقه لهما كان يستهدف أماكن ومراكز حسية تجعل مشاعر الرجفة والخجل حاضرة بقوة .
تحمــ.س الصغير وتمــ.سك كفها بيــ.ده الطفولية يسحبها خلفه إلى غرفة الألعاب بينما وقف حمزة يتأملهما بسعادة وبعضٍ من القلق ما إن إبتعدا عنه .
❈-❈-❈
في آخر النهار
ذهب حمدى إلى منزل إبنته بسمة ليراها ويتحدث معها .
يقف عند الباب ينوى طرقه ويستعد لمقابلتها ،، بالفعل ضغط على جرس الباب وما هي إلا دقائق حتى فتح له بهاء الباب يقابله بترحاب وود .
أبتسم حمدى برتابة له بينما تحدث بهاء وهو يسحبه معه للداخل ويغلق الباب :
-أهلاً يا عمي نورت ،، إتفضل .
دلف حمدى معه إلى الصالة ثم جلس على أحدى الأرائك بهدوء ووقف بهاء أمامه يردف بتودد :
– مجبتش ماما جميلة معاك ليه ؟ ،، أنا كنأ مفكر هتيجوا تقضوا اليوم معانا ؟
تنهد حمدى وتحدث بتروى :
– معلش يا بهاء ،، أنا بس جيت علشان خاطرك ،، خلينا نتكلم الأول وبعد كدة نشوف هيحصل إيه .
أومأ بهاء بتفهم ثم أردف وهو يتحرك :
– حاضر يا عمي ،، عن اذنك ثوانى هنادى على بسمة من جوى لأنها كانت بتنيم ياسين .
دلف غرفته وجدها تجلس على الفراش والصغير ينام مجاوراً ،، تحدث إليها في تروى مردفاً :
– مخرجتيش ليه يا بسمة ؟ ،،، أكيد سمعتى باباكي وهو جاي ؟
تنهدت بقوة ثم نظرت لزوجها بتوتر تردف :
– هقوله إيه يا بهاء ،،، أنا لحد دلوقتى مش ناسية القلم اللى ضربهولي .
زفر بهاء بضيق ثم تحدث بحدة قليلة :
– مش إحنا اتكلمنا في الموضوع ده يا بسمة ؟ ،، قومى سلمى على والدك واتكلمى معاه وانا هقعد هنا لحد ما تخلصوا كلام وتتراضوا ،،، وانتِ كمان لازم ترضيه .
زفرت ووقفت تومئ له ثم تحركت للخارج وهو معها ليدعمها ثم وقفت أمام والدها تمد يدها وتردف بترقب :
– إزيك يا بابا .
وقف حمدى يبادلها السلام ثم عاد يجلس وجلست هى أمامه ثم تحدث بهاء بتروى :
– خدوا راحتكوا يا عمي ،، وأنا هحاول اصحى ياسين علشان تشوفه .
دلف بهاء وتركهما ليتحدثان بأريحية .
تحمحم حمدى وأردف وهو يطالعها بترقب :
– أنا جيت علشان خاطر بهاء يا بسمة ،، مع إنى كنت منتظر منك تيجي وتراضيني وتراضي أختك بكلمة بعدما اللى قولتيه..
تهجمت ملامحها عندما ذكر شقيقتها وأردفت باعتراض :
-بس يا بابا إنت اللى ضربتنى بالقلم وطردتنى .
زفر حمدى وتابع بتروى وحنو بعدما لاحظ دموعها :
-حقك عليا يا حبيبتي ،،، أنا يمكن وقتها إتصرفت بتسرع بس تصرفي كان رد فعل على كلامك يا بسمة ،، إنتِ كسرتي أختك يا بسمة ،، وجعتيها واتهمتيها بحاجة محدش يتحملها ،، خلتيها توافق على كريم ده ولولا ستر ربنا كان زمانى أنا وهى مش عارفين نرفع را سنا وسط الناس ،،، كلامك كان قاسي أوي أوي يا بنتى .
عن اي قسوة يتحدث ؟ ،، أولم يلاحظ محاولاتها في التقرب والتودد لزو جها ؟ ،، حسناً بماذا يفسر إذاً تحضيرها للكعكة التى يحبها بهاء ولا تتقن هي تحضيرها ؟ ،،، ما تفسير معاملتها الراقية والمتجملة أمام بهاء لتظهرها هي السيئة ؟ ،،، ما تفسير إقترابها من صغيرها ومحاولة جعله يحبها اكثر منها ؟ ،، كل هذا تفعله هي ولكن بخبث بحيث تظهر هي في الجانب الطيب وتترك لها جانب الأشرار .
أردفت بسمة مستنكرة :
– أنا أسفة ليك يا بابا ،، بس أنا مش أسفة لريتان ،، ريتان هى اللى بدأت تستكتر عليا الفرحة والراحة ،،، ودي حاجة من زمان أنا شيفاها بس لا انت ولا ماما هتشوفوها .
صُدم من حديثها ،،، من أين لها قسوة القلب هذه ؟ ،،، أولم يربيهما سوياً على الحنو والطيبة ؟ ،، كيف لها أن تشك بحب شقيقتها وإخلاصها لها ؟
أردف متسائلاً بضيق :
– يعنى إيه يا بسمة ؟ ،، يعنى بردو إنت مصممة تصدقي شيطانك ؟ ،، مصممة توجعي قلب أختك تانى ؟
هزت رأ سها تردف باستنكار :
– لا يا بابا ،،، صدقنى مش أنا اللى بعمل كدة وهييجي يوم وتتأكد من كلامي كويس ،، وبعدين أهى أتجــ.وزت حب حياتها أهو يعنى متخافش عليها ،،، أنا مش في حسابتها أصلاً علشان أوجع قلبها ،،، كفاية عليها الست كاري .
وقف حمدى على حاله يومئ بحزن ثم تحدث قبل أن يغادر :
– يظهر إنى غلطت لما جيت .
خرج بهاء مندفعاً بعد أن استمع إلى حديثها وأردف معترضاً بترجي :
– لا يا عمي متزعلش ،،، أقعد بس وهنتكلم .
لف نظره لها وتابع بغضب :
– قولي حاجة يا بسمة .
هزت كتفيها ثم تحدثت بضيق :
– هقول إيه يا بهاء ،،، بابا واضح من زمان أوي هو واخد صف مين .
نظر عليها نظرة أخيره ورحل ،،، رحل مكسور الخاطر من إبنته ،،، يخشى عليها من نفسها ،،، فهى باتت تسير في طريق خاطئ تماماً وعليها العودة قبل فوات الأوان .
❈-❈-❈
مساءاً
يستند حمزة على ظهر الفراش ويشبك ذر اعيه خلف ر أسه بشرود ،، روح فؤاده بالداخل تؤخذ حماماً دافئاً ،،، يفكر في أمور خبيثة تراوده مؤخراً .
هى زو جته وحلاله وبينه وبينها بابٌ فقط ويمكن إجتيازه بسهولة ،،، لما لا يذهب الآن بأي حجةٍ لينعم معها بالمشاعر التى تتآكله ؟ ،،، تطلب منه وعد بعدم الإقتراب وتفعل اموراً تجعله على حافة الجنون بعشقها ؟ ،،، أتختبر مدى تحمله ؟ ،، حسناً ليرفع راية الإستسلام ،، كيف له أن يتحمل كل تلك المشاعر ويروضها ؟ ،، هل هو بصخر ؟ ،، لترأف بحاله وليرأف الجميع به ،، وإلا فسيموت من فرط المشاعر ويصبح أول رجلاً يموت بسببِ عدم تذوقه الحب .
إبتسم على حاله ،، يجلس هنا يتلوى ويفكر فقط مع إيقاف التنفيذ والجميع في الخارج يظنوه يتنعم ! ،، لم تخلوه عليه نظرات أشقاؤه صباحاً ،، بالطبع يعتقدون أنه تذوق السعادة آخيراً ،، تذوق ثمرته الشهية لذلك يطالعانه بخبث ولولا عدم خوضه في تلك الأمور مع أي شخص لكانا الآن يسخران منه ،، ولكنه ليس من هذا النوع الثرثار ،، على العكس هو متأنى رزين من هذه الناحية ،، فقط أمام الجميع ما عدا هي ،، يصبح أمامها مراهق متهور يكاد يلقى بوعوده عرض الحائط .
زفر بقوة وفكّ يــ.ديه يستند ويحدث نفسه معاتباً :
– مينفعش يا حمزة ،،، أنت وعدتها ولازم تبقى أد كلمتك ،، أومال هتثق فيك إزاااي بعد كدة ؟ .
وُلجت من حمامها ترتدى مأزر قصير وقد إستمعت إلى آخر كلماته فظنته يتحدث عبر الهاتف ولكن عندما نظرت إليه وجدته شارداً مع نفسه .
نظرت له بتعجب وابتسمت تتساءل وهى تخطى بتمهل وتجفف شعرها بمنشفة صغيرة جاهلة عن ما يدور بعقله :
– حمزة ؟ ،،، إنت بتتكلم مع نفسك ؟
طالعها بتوتر ،،، لما تزيد الأمر سوءاً ،،، ما تلك الهيئة التى هى عليها أمام عينه المتعطشة ،، لا مؤكد هذه تنوى إصابته بسكتة قلبية ؟،،، لم يكن يعلم أنها قاسية هكذا ،،، لو كان يعلم لما كان وعد .
تحمحم وأردف بهدوء عكس ثورته الداخــ.لية :
– أحم لا أبداً أنا كنت بفكر بصوت عالى ،،، إنتِ هتنامى ؟
أومأت له وهى ما زالت تجفف خصلات شعرها وقد أعتادت عليه قليلاً وعلى وجوده الذي يسعد روحها ويطيب جروحٍ خلفها الزمن ،، اليوم رأته يطالع تلك المها بكره ،، لم يكن في عينه نظرة حبٍ لها ،، تقدمت قليلاً تردف بهدوء :
– الأول هيغير هدومى وأصلى القيام وبعدين هاجى أنام علطول .
إبتلع لعابه وأومأ إحتراماً لصلاتها يتحكم في نفسه بينما هى تحركت من أمام عيــ.نيه واتجهت إلى غرفة الملابس الصغيرة .
عادت بالفعل بعد دقائق ترتدى إسدالها ووقفت في ركن الغرفة البعيد الهادئ تؤدى صلاتها بخشوع وعينه تراقبها بتفحص وعشق إلى أن انتهت ووقفت تطبق سجادتها وتضعها جانباً ثم قامت بنزع إسدالها لتظهر منامتها الحليبية والحريرية الرائعة التى تناسق وتنسدل من على جــ.سدها بنعومة .
خطت بإتجاهُ ووقفت أمام مرآة الزينة ثم تناولت مجفف الشعر وبدأت تجفف خصلاتها المندّية ثم مشطتها وتركتها حُرة متمردة على ظهرها تنسدل كخصلات حِصان عربيّ أصيل .
تناولت مخمريتها برائحة زهرة الحب وغمرت منها القليل ثم وضعته بين راحتيها تدلكها بنعومة وتمهل ثم رفعت كفيها تدلك رقبــ.تها أيضاً تحت عينه التى تتابع كل هذا بأنفاساً تكاد تنعدم ويتوقف قلبه من أفعالها ،، لااا مؤكد تلك الفرسة تختبر قوة تحمله ،، الآن بات متأكداً .
التفتت تطالعه بترقب وظهر شبح إبتسامة على فاهها أخفته ببراعة وهى تقف وتتجه له ثم جلست على الجهة الأخرى من الفراش ثم تمددت تتنفس بقوة .
لم تنظر إليه بل شعرت بجــ.سده ينجذب إليها فتعالت أنــ.فاسها ونظرت له وعندما رأت عيــ.نيه المظلمة ونظرته أردفت مسرعة كي تلهيه عن ما ينوى فعله بعدما عصفت بها المشاعر وعُقدت معدتها :
– عايزة أسألك سؤال مهم .
توقف مكانه وطالعها بتمعن ثم زفر بقوة يغمض عينه ويهدء انفاسه وعاد يستند على وسادته مردفاً بقلبٍ متضخمٍ بالعشق يحاول جاهداً التحكم في مشاعره :
– قولي يا ريتان !.
تحمحمت وشرد للسقف قليلاً تفكر ثم خطر على بالها سؤالاً تود حقاً معرفة إجابته وبشدة منذ ان أخبرها لذلك أستندت هى الأخرى تطالعه بترقب متسائلة :
– عرفت إزاي تخلى ناصف يطلقنى ؟ ،،، ده كان مستحيل يوافق ؟
إبتلع سؤالها طوفانه وأخمد بركان مشاعره ليفق ويبدأ جــ.سده يفرز هرمون الغضب والغيرة بدلاً من إفراز هرمون السعادة وهو ويطالعها متحدثاً :
– بلاش تقولى إسمه قدامى ،،، لو بتحبيني فعلاً متقوليش إسمه خالص .
رأت الحزن والغضب مرتسماً في عيــ.نيه فأومأت تردف بحنو :
– حاضر يا حمزة ،، بس بجد عايزة أعرف عملت ايه ؟
أغمض عينيه ،،، هو بالاساس يسارع إحساس الغيرة الذى ينهشه من مجرد أن هذا الحقير كان زو جها ،،، نار مشتعلة في صــ.دره ويبدو أنها لن تنطفئ أبداً .
زفر بقوة وبدأ يخبرها بشرود قائلاً :
– من الأول يا ريتان مكنتش مرتاح له ،،، عنيه كانت كلها غموض ،،، نفس نظرة أخوه بالضبط ،،، أخوه اللى ياما تعب أختى ،،، كنت حاسس أنه نسخة منه ،،، ولما اتجــ.وزتيه فجأة وقتها كنت هتجنن ،،، بس قولت شئ واحد بس اللى هيطمنى وهو إنك تكونى كويسة ،،، إنك تلاقي الحب مع حد يقدرك ويعرف قيمتك كويس ،،، وبقيت أسأل سناء عنك دايماً وعرفت أنو بيعاملك كويس جداً وإنك مرتاحة معاه ،،، وده كان سبب إنى أبعد عنك واسيبك تعيشي مرتاحة معاه حتى لو قلبي هينزف ،،، وروحى كنت لسة متعلق منها وصــ.درى كان دايماً مقبوض .
لف نظره يطالعها بعمق وضيق ويسترسل بصدق :
– بس بمجرد ما عرفت أنك في خطر معاه ومبقتيش تتواصلى مع حد متحملتش ،،، فكرت إزاي أعرف وصممت أشوفك ،،، بس لما قابلتك عند سناء وشوفت خوفك منه وقتها كنت هتجنن …
زفر يتابع متذكراً بغضب ويعتصر قبضته :
-قررت أراقبه وأسأل عنه بس هو كان ذكى وعارف يخلع وينظف وراه وده اللى أكدلى أنه بيعمل حاجة غلط .
وصيت على جهاز تصنت معين وعرفت أجيبه وطلبت أقابله وفعلاً روحت مكتبه وعرفت أثبته في مكان هو ميشفهوش ومشيت من عنده وأنا منتظر أي حاجة أمــ.سك رقــ.بته منها .
كانت تستمع له بإنتباه وذهول ،، هل فعل كل هذا بينما هي تعتقد أنه كان يتنعم في السعادة وهى فقط التى تتذوق العذاب ؟ ،، أنــ.فاسها مقيدة وهو يتابع :
– وفعلاً بعد يومين سمعت مكالمة مهمة جداً ليه مع ناس برا وكأن ربنا بيسهلى كل شئ ،، روحت لوحدي المكان اللى قال لرجالته عليه وصورته وهو بيتفق معاهم على شحنة مشبوهة ،،، متتخيليش في اليوم ده ربنا سترها معايا أزاي ومتكشفتش ،،، خصوصاً إنى كنت قريب منهم جداً .
زفر بقوة يتابع وهو شارداً :
– وبعدها روحت مكتبه وهددته ،،، مافيش أي مخلوق عرف باللي حصل وأيوة كنت قلقان بس كان لازم أنقذك ،،، وهو صدق وفعلاً نفذ اللى طلبته مقابل إنه يطلع برا مصر وميرجعش تانى أبداً ،،، وده كل اللى حصل .
إنتهى وطالعها فوجدها تنظر بدموع ،، بصمت أبلغ من أي حديث ،،، صمت يخبره عن مدى امتنانها لخلاصها من هذا المختل ،، صمت يفرز عشقها له وثقتها به التى بدأت تتجدد .
قربت جــ.سدها منه تضع رأ سها على صــ.دره وتلف ذرا عها حول خــ.صره كأنها تود في تلك اللحظة إحساس الأمان والراحة ووجدته بالفعل عنده حينما لف ذرا عيه حولها يعتــ.صرها بقوة وعيون مغمضة يردف بحزن وندم :
– كل ما أفتكر إنى كنت السبب في جوازك من الكلب ده أكره نفسي أوى يا ريتان ،، بكره نفسي بجد .
شددت من عناقها لها لتخبره دون حديث أنها أيضاً أخطأت حينما وافقت عليه ،،، أرادت إنتقاماً لكرامتها وكبريائها ولكن بطريقة خاطئة تماماً ،،، كان عليها أختيار طرق كثيرة إلا أن تلقى بنفسها داخل براثن هذا الذئب ،، ولكن كفى إلقاء اللوم على نفسيهما ،، ما حدث في الماضي قد حدث وانتهى ،،، ليمضيا قدماً للمستقبل بسعادة .
أردف بصوت متحشرج وكأنه على وشك البكاء وداخــ.له يتآكل ندم :
– الكلام اللى سمعتيه ده كان سبب عذابي يا ريتان ،،، صدقيني مكانش كلامى ولا كنت قادر أصدقه ،،، كنت بحاول أقتنع بيه غصب عنى علشان فكرت إن دي مصلحة الكل ،،، بس قلبي وعقلي كانوا متأكدين إنك أحسن واحدة في الدنيا ،،، كنت عارف إنك لؤلؤة مكنونة جوة صدفة قاسية بسبب نظرة مجمتع مبيرحمش ،، سامحيني يا ريتان ،،، سامحيني بجد .
كانت تسمعه وعبراتها تسقط تبلل ملابسه القطنية ،، سامحته ،، سامحته منذ زمن بعدما تأكدت من حقيقة الوضع ،، سامحته عندما رأت في عينه الندم الصادق .
أحس بدموعها الساخنة تسقط على قلبه فتحرقه لذلك عدلها يطالعها بحزن ومد يــ.ده يزيح دموعها بإبهامه مردفاً بترجى :
– بلاش علشان خاطرى ،،، دموعك دي بتوجعنى .
سحبها إليه ليدخــ.لها بين ضــ.لوعه ويعانقها ويبث فيها الأمان والطمأنينة ولكنها أردفت بتحشرج وبوّح :
– كنت بخاف منه أوى يا حمزة ،،، كان بيتعامل معايا في الأول كويس بس غموضه كان مخوفنى ،، مكانش بيحكيلي أي حاجة عنه وانا مكنتش بسأل ،،، بس بمجرد ما وصله صور لينا وحس إنى بحبك وهو إتحول تماماً وبقى مرعب بجد ،،، طلبت الطلاق بس هددنى ولأنى متأكدة أن أهلى مش هيقدروا يقفوا في وشه سكت ،،، بس كنت مرعوووبة .
عادت تحرقه بكلماتها ،،، سحق أسنانه بغضب وشدد من عناقه لها ثم أردف بحنو :
– متخافيش ،،، مستحيل كنت هسمحله يأذيكي ،،، خلاص هما مبقالهمش وجود في حياتنا ،، مستحيل اسمحله يقرب منك تانى ،، أوعى تخافي بعد كدة من أي حاجة ،، من هنا ورايح لازم تطمنى وبس .
إستكانت بين ضلوعه وهدأت أنــ.فاسها فعاد يتمدد بها على الفراش ليهدهدها كطفلٍ صغيرٍ لتنام بعدها ويظل هو مستيقظ يفكر ،،، تحولت حالته من النشوة إلى الغضب ،،، نعم يخشى ظهوره ،، لا بخشى منه ولكن يخشى عليها ،، لذلك سيسعى أن يعلم مكانه ويقيد حركته بل ويسبقه بخطوات ليأمنها وحتى إن تطلب الأمر حياته .
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
في الحمام يستحم حمزة ليذهب إلى الشركة ليرى الجديد .
فمنذ يومان وهو لم يتزحزح من أمام ريتان ،، يغمرها بالحبِ الذى عاشه معها فقط ،،، يدللها ويطعمها ليزيح حزنها ويبدل خوفها آماناً ولكنها أصبحت تتجنب ملامــ.سته ،،، لما يا ترى أتحرمه من تصبيرة صغيرة قبل تناول وجبته المتكاملة الشهية؟
ولكنه يستغل وجود العائلة ويعانقها دون خجل ويظهر حبه لا بسخاء أمام الجميع لذلك عليها أن تلين درجة تلو الأخرى ،،، هى تريده وتريد التنعم بحبه وستحاول تجاوز ذلك التوتر الذي يتوغلها .
خرج من الحمام يرتدى ملابس قطنية أبرزت عضلات جــ.سده أمام عينيها حيث تقف وقد إنتقت له بدلة باللون الأزرق الغامق المشبح .
نظرت له وابتسمت بتوتر من هيأته التى باتت تعشقها وتعشق كل تفاصيله ،، نظر لما في يــ.دها بتعجب وأردف متسائلاً وهو يتقدم منها :
– بتعملى ايه يا ريتا !.
نظرت لما بين يــ.ديها ثم تطلعت عليه بحب وأردفت بتوتر من قربه ورائحة جــ.سده حتى خصلاته مهلكة لقلبها النابض بعنف :
– حسيت إن دي هتبقى شكلها حلو عليك .
كان في حالة تأمل وذهول ،، أتختار له ملابسه ؟ ،، لم يفعلها أحداً قط من قبل ،، مد يــ.ده يحتوى وجنتها اليمنى فمالت علي كفه قليلاً بحنو واستمتاع بينما هو أردف بترقب وقلبه يقفز للخارج ويعود :
– بما إن إيــ.دك لمــ.ستها فأكيد هتكون حلوة جداً.
ناولتها له تردف بنعومة وتأثر مبتسمة :
– طيب يالا إلبسها وأنا هروح أشوف مروان وأرجعلك .
تحركت خطوة ولكنه منعها أن تكمل حيث سد عنها الطريق يطالعها برغبة مردفاً وهى يتأمل كل تفاصيل وجــ.هها ويبوح بكل ما يحتويه من مشاعر :
– أنا مبقتش متحمل يا ريتان ،،، أنا كنت مفكر الوضع سهل بس مستحيل أتحكم في نفسي وانتِ قدامى وبتتعاملى بالأسلوب ده معايا ،،، حنى عليا لأن أنا كدة بقيت زى الورقة اللى بتتحرق بعد ما نارها إنطفت .
أقترب منها حتى أصبح يلامــ.سها ووجــ.هُ يلامــ.س وجــ.هها ويداه تلتف حول خصــ.رها يردف بتحشرج وهمــ.س وهو يمرر شفــ.تيه على ملامحها :
– شرارتك عمالة تحرق قلبي بالبطئ لا النار مسكت فيه مرة واحدة ولا سابته يرتاح ،، بجد مش قادر أبقى قريب منك أوى كدة وممنوعة عنى .
توغلها الضعف والحنين إليه وأغمضت عينيها ،، هي الأخرى على حافة الهاوية ،، إن كان يمنعها خوفها فهو طمأنها وأثبت له حبه وإن كان يمنعها خجلها فهى بدأت تعتاد عليه فماذا بعد ؟ ،، حقاً لم تعد تعلم أو ربما تخشى فرط المشاعر ،، ربما تخشى الاستيقاظ من حلمٍ أكثر من رائع .
تحدثت بهمــ.س متأثرة بحركة شفــ.تيه على وجــ.هها :
– بس إحنا إتكلمنا يا حمزة وانت وعدتنى !
أومأ ببطء وهو في عالمه يردف بإنتــ.شاء :
– وعدتك وعند وعدى ،، بس موعدتكيش معبرش عن مشاعرى ،،، إنتِ بنت حوا الوحيدة اللى حركت كل خلية فيا ،،، قوليلي أعمل أيه مش قادر .
نعم تدرك ذلك جيداً ،، ترى في عيــ.نيه رغــ.بة ملحة مرتسمة يقيدها بقوة أصبحت تخاف من تحريرها .
هى الآخرى لم تعش تلك المشاعر مع غيره أبداً ،،، جديد هذا الشعور الممتع على قلبها ،، هو أيضاً إبن آدم الوحيد الذى توغل كل شريان بجــ.سدها .
حسناً لتعطيه ما يريد ،، لتندرج معه في تلك المشاعر التى باتت تود تجربتها ،، لتعطيه راحته وليحدث ما يحدث بعدها ،، فتحت عينيها تطالعه ،، تذكرت أمر عمله لذلك زفرت بقوة وأردفت وهى تحاول الإفلات بصعوبة :
– هتتأخر على شغلك ،، خلينا نكمل كلامنا بليل .
بالفعل تحررت من قيده ففتح عينه يطالعها بتمعن متسائلاً بتأكيد :
– بليل ؟ ،،، بليل يا ريتان ؟
أومأت بخجل وتركت له ملابسه وأسرعت للخارج لتنهى هذا العذاب فتنهد بقوة يصبر حاله للمساءِ فقط ..
أرتدى البدلة التى أختارتها له بحب ثم وقف يهندم حاله وينظر لإنعكاس وجهُ في المرآة بتعجب
ما هذا ؟ ،،، هل عُدت للوراء ١٠ سنوات أم هُيأ لي ؟
❈-❈-❈
في الحديقة تجلس كلاً من ريتان وكاري وشيرين يتبادلن أطراف الحديث .
أردفت كاري بتهمل وهى تطالع ريتان :
– ريتان أنا محتاجة مساعدتك في موضوع ؟
ترقبت ريتان وأردفت متسفهمة :
– خير يا كاري قولي ؟
زفرت وتحدثت مفسرة :
– حمزة زعلان أوي من مراد ،،، لأنه خبى عنه خبر فرحك ،، والحقيقة إن أنا السبب ،،، هو سمعنى وأنا بتكلم معاكى ولما سألنى فيه إيه مقدرتش أخبى عنه ،،، بس اخدت منه وعد ميقولش لحد خالص لإنك طلبتى مني كدة ،،، ومن يومها وحمزة زعلان منه ومراد زعلان أوى إنه خذله ،،، فإيه رأيك لو تكلمي حمزة ؟
نظرت له بتعجب ثم أردفت:
– يعنى هما زعلانين من يوم جــ.وازنا ؟ .
أومأت كاري فتابعت ريتان بلوم :
– بس الغلط مش على مراد يا كاري الغلط منك إنتِ لإنى حكيتلك وطلبت منك متتكلميش ،، وبما إن مراد سمعك يبقى مكانش لازم تاخدى وعد منه لأن حمزة أخوه .
أتسعت حدقتي كاري وهي تطالعها باستنكار مردفة :
– يا شيييخة ؟ ،، أنا اللى غلطانة دلوقتى ؟ ،،، يعنى لو كنت قولتله وقال لحمزة وكنتِ زعلتى مني زي يوم العربية كان يبقى كويس ؟
تساءلت شيرين بترقب وهى تستمتع بحديثهما :
– ثوانى بس هو إيه موقف العربية ده ؟
نظرت لها كاري وتحدثت بخبث :
– أصل حمزة كان خاطف ريتان قبل كدة بإتفاق معايا أنا ومراد .
شهقت شيرين بتفاجؤ بينما أردفت ريتان بمرح :
– أيوة وكنتِ عاملة نفسك بريئة أوى .
أردفت كاري بصدق :
– كان نفسي أعمل أي حاجة تسعدك ،،، قولت يمكن تتفاهموا .
نظرت ليها ريتان بشرود ،،، دائماً ما كانت لها أختٍ لم تنجبها والدتها ،، سعت لسعادتها دوماً ولراحتها ،،، مدت لها يد العون والدعم والمساندة في أزماتها ،،، أثبتت أنها خير صديقة ورفيقة درب .
أردفت ريتان بحنو وتروى :
– حاضر يا كاري أوعدك هتكلم مع حمزة وأحاول أحل سوء التفاهم اللى حصل ده ،، أنا مش هحب إن هو ومراد يزعلوا بسببي .
نظرت لها شيرين بإعجاب فيبدو أن إبن عمها محق في حب تلك الريتان التى رويداً رويداً تتعرف عليها عن قرب .
❈-❈-❈
في الشركة يجلس حمزة ومراد وفريد وسناء والمحامي في صالة الإجتماعات ينتظرون مجئ مها لتتنازل عن أسهمها بعد أن هاتفت حمزة ليأتى اليوم .
تأخرت عن موعد قدومها فتناول حمزة هاتفه وحاول الإتصال بها ولكن وجده غير متاح .
زفر بضيق فيبدو أن هذه أحد ألاعيبها ثم ما لبث أن تحرك حتى طرق الباب وفتح يدلف منه المحامي الخاص بمها فقط .
زفر حمزة بإرتياح فيبدو أنها أرسلت محاميها بدلاً عنها ،، حسناً هذا جيد هو لم يتمنى رؤيتها اليوم .
تقدم المحامي ورحب بهم ويبدو على ملامحه التوتر .
جلس بينهم وتحدث حمزة بعملية :
– واضح إن مها هانم وكلتك بالمهمة دي يا أستاذ محسن ،، تقدر تشوف شغلك ،، وسناء هانم جاهزة .
تحمحم المحامي بقلق ونظر لحمزة بتردد ثم مد يده في حقيبته يخرج ورقةٍ ما قائلاً وهو يمدها لحمزة :
– أنا أسف يا حمزة بيه ،، بس أنا جاي ابلغ حضراتكوا إن مش هينفع الأسهم تتحول لسناء هانم ،، لأن مها هانم باعت الأسهم أمبارح لحد تانى ،، ودلوقتى مطلوب من حضرتك تتواصل معاه وهو يشوف هل يمكن يتنازل أو لاء .
ها هي تضرب إحدى أعمدته ،، مثلما توقع تماماً ،،، إستهدفت شركة عائلته بعد كل ما قدموه لها من دعم ،،، ها هي تظهر خستها وندالتها التى ورثهما من أبيها .
كانت عروقة بارزة من شدة غضبه وهو يمد يده ينزع الورقة من يد المحامى ويتمعن فيها ويقرأ بترقب ثم أردف من بين أسنانه بضيق :
– وائل مسعد القماش ! ..
تساءلت سناء وشقيقيها في نفس اللحظة :
– مين ده يا حمزة ؟ .
رفع نظره لهم بترقب ثم تحدث بشرود يتحكم في غضبه :
– هنعرف
❈-❈-❈
وقفت بسمة في الحمام أمام الحوض تنظر لهذا الجهاز بسعادة ،،، هو حامل للمرة الثانية ؟ ،، مؤخراً كانت تشعر بالأعراض خصوصاً بعد نسيانها للأقراص عدة مرات ولكن كانت تنتظر إلى أن يمر بعض الوقت بتتأكد ،، وها هو الشريط يظهر بوضوح الشرطتين الحمراء دليلاً على حملها .
تنفست بقوة ثم غسلت وجهها وخرجت من المرحاض تتجه إلى غرفة المعيشة حيث يجلس بهاء يتابع التلفاز مع صغيره .
وقفت أمامه فطالعها بطرف عينه ثم عاد ينظر للتلفاز بينما هي زفرت وتحدثت بترقب :.
-بهاء ؟
لف نظره لها ولم يتحدث ،،، يأس من أفعالها ،،، حزين منها وعليها .
تابعت بتوتر وملامحها سعيدة :
– أنا حامل يا بهاء .
تصنم جــ.سده وعينه التى إنكبت عليها فاتجهت تجلس بجاوره وتنظر له بعيون لامعة ويــ.داها اتجهت لتتمــ.سك بيــ.ديه مردفة بسعادة :
– خلاص بقى يا بهاء كفاية زعل من بعض ،، خلينا ننسى وأنا كفاية عليا إنت وياسين والبيبي اللى جاي في السكة ،، من هنا ورايح إنتوا عليتى وبس .
زفر باستسلام وتساءل بترقب :
– طيب حامل إزاي ؟ ،،، مش إنتِ بتاخدى الحبوب يا بسمة ؟
إبتسمت تردف بحب وسعادة :
– أيوة بس كنت نسيت منها حبيتين ،،، وبصراحة بقالي كذا يوم حاسة بس محبتش أعرفك إلا لما أتاكد ،، هو إنت زعلان ؟
هز رأ سه يردف بصدق :
– لاء أكيد لاء ،،، بس ياسين لسة صغير .
اردفت مطمئنة وهى تلقى برأ سها على صــ.دره بحب :
– متقلقش ،، كله هيبقى تمام ،،، أفرح بقى يا بيبو .
تنهد ثم مال يقبل مقدمة رأ سها وشرد يفكر في القادم .
❈-❈-❈
عاد حمزة مساءاً إلى جناحه ،،، طوال اليوم يشعر بالإختناق فها هى مها تنتقم منه ومن أسرته وتبيع أسمها لشخصٍ غريب ليشاركهم في قرارات الشركة التى بنيت بعرق والده وأجداده ،،، سينتظره إلى أن يأتى ثم سيحاول أقناعه ببيع الأسهم حتى وإن طلب أكثر من ما معه ولكن سيحاول .
إنشرح فؤاده وهو يراها تجلس مع صغيره مروان في غرفته وتحفظه آيات قرآنية مع شرح معناها والصغير يستمع إليها بانتباه .
نسى همومه والقاها بالخارج قبل أن يتقدم ويخطو إليهما بإبتسامة حقيقية متسائلاً بحب :
– بتحفظوا سورة إيه ؟
نظر له مروان وأسرع يعانقه ثم أردف بحماس :
: مامي بتحفظنى سورة العلق ،،، وقالتلى إن أول حاجة ربنا سبحانه وتعالى خلقها هو القلم علشان كدة العلم مهم أوى في حياتنا .
نظر لها وتضخم العشق في عينه وهو يوثب متجهاً إليها هو وصغيره ثم دنى يقبل مقدمة رأ سها وأردف بحب :
– مامي ريتان أعظم أم وكلامها كله صح .
أبتسمت له ثم تساءلت :
– أكيد راجع جعان ؟ ،، تحب أنزل أجهزلك حاجة معينة ؟
تأثر بسؤالها ،، فلم يهتم لطعامه أحدٍ يوماً ،، لذلك إبتسم بسعادة وقال :
– لاء أنا تمام جداً ،،، كملوا إنتوا حفظ .
اومأت له بحب ونظرت لمروان تردف بحنو :
-طيب يالا نكمل يا مارو ؟
أسرع الصغير يجلس مكانه وبدأت تكمل تحت أنظار حمزة الذى تحمحم واردف :
– طيب أنا هدخل آخد شاور وأبدل هدومى وأجي .
أومأت له فإتجه لغرفته وظلت هى تكمل شرح السورة الكريمة لمروان .
بعد وقتٍ عاد إليهما يرتدى بنطال رياضى وتي شيرت نصف كم ،، رفعت نظرها تطالع هيأته الرجولية بحب فغمزها بعينه فخجلت وأخفضت رأ سها بينما إتجه هو يرمى بجــ.سده بجوارها حيث كانت تجلس بأريحية على فراش مروان تستند بظهرها على الحائط بعرض الفراش وخلفها وسادة ناعمة ويجاورها مروان تقرأ له قصة شيقة لينام بعدها .
شهقت وأردفت مستفسرة :
– حمزة بتعمل إيه بس ؟ ،، قوم علشان مروان بينام .
مال يحك أنفه في تجويف عنقها ويستنشق رائحتها الخلابة بتيه وسحرٍ مردفاً بهمــ.س وخبث والصغير على وشك النعاس :
– وبعد ما مروان ينام ؟
أولم تقل ليلاً ،، حسناً نحن ليلاً الآن ،، ماذا عساها أن تفعل ،،، هل ستتهرب ككل مرة ؟ .
تأثرت من همــ.سه ولمــ.سته وارتعش جــ.سدها حتى أن يــ.دها التى كانت تتمــ.سك بالقصة إرتــ.خت فسقط الكتيْب على ســ.اقيها الممتدة وتنهدت تردف بتوتر :
– حمزة مينفعش كدة ،، مروان بينام .
تطلع عليهما مروان بتعجب وبرغم عيونه الناعسة إلا أنه لأول مرة يرى والده هكذا يفعل أموراً جديدة كتلك التى يفعلها عمه مراد مع أم حبيبته بيري .
أردف مروان متسائلاً ببراءة :
– بابي هو إنت بتحب مامي ريتان أوي ؟
إبتعد حمزة ينظر لصغيره متفاجئاّ ثم نظر لريتان التى إبتلعت لعابها بتوتر وحرح وأردف مؤكداً :
– أيوة يا مارو ،، زى ما إنت بتحبها وأكتر .
غار الصغير وعانق ريتان وهو على وشك النعاس يردف بتملك :
– لاء أنا اكتر .
بادلته ريتان بحب وحنو وأردفت :
– وانا كمان يا مارو بحبك اوووى .
مال حمزة عليها يردف بترقب وخبث :
– طب وأنا .
ابتسمت عليه ثم لفت نظرها تتطلع عليه ،، تعشقه وتعشق تفاصيله التى تحفظها عن ظهر قلب ،،، أول نبضة كانت له وأول نظرة عشق كانت من نصيبه وأول تنهيدة كانت بإسمه وأول جرح كان منه وأول أمل كان معه لذلك تعشقه .
أردفت بعيون لامعة ونبرة متأثرة صادقة مغلفة بالعشق :
– بحبك أوى ،،، أكتر من أي حاجة يا حمزة .
تضخم قلبه فأصبح صــ.دره ضيقاً لا يسعه وهو يطالعها بعشق ولم يجد كلمات تحكى بل الصمت والنظرات كانت أسمى من كل الأحرف .
إبتلع لعابه ونظر لصغيره الذى ذهب في سباته بعد أن إطمأن فوقف يترجل من الفراش ثم إلتقطه يعدل وضعية نومه ويرفع الغطاء عليه بحنو .
ثم نظر لها بعيون لامعة وبريق خاص ومد يــ.ده لها فناولته يــ.دها بتوتر وقلبٍ يضخ بعنف وصخب .
سحبها بتمهل وتحركت معه إلى خارج غرفة الصغير ثم إتجها إلى جناحهما .
دلفا وأغلق حمزة بابه ثم إلتفت يطالعها ويتنهد بقوة ،،، ظل ينظر لها لثوانى بصمتٍ تام لكليمها ،، عقد لــ.سانها أمام نظراته ،، الآن لم تعد قادرة على إيقافه ،،، هى الآن تتمناه بكل جوارحها ،، تتمنى وتريد التنعم بدفئه وحنانه .
أما هو فكانت عيناه تسير على ملامحها ،، من بداية جبينها وصولاً بعينيها الزائغة وأنــ.فها الصغير ووجنتيها الملتهبتين من الخجل ثم شفــ.تيها وليته لم يفعل فهنا وقد بات صبره مستحيل .
حاوط وجــ.هها وانحنى يتذوق فاكهته الشهية ويقبلها بنهم ،،، إستقبلتها بتوتر ثم تحولت إلى مشاعر مختلطة جعلتها تحلق وترفع ذرا عيها تطوق رقبــ.ته لتبدأ بتداعب خصلاته مما زادته رغــ.بة وتعمق أكثر في قبلته الساحرة ،،، نعم ساحرة ألقط تعويذة مشاعر عشقٍ عليهما .
بدأت يــ.داه تجول على ظــ.هرها كاملاً يعــ.تصرها بحنو مقرباً جــ.سدها منه وهى تذوب بين يــ.ده كقطعة جليد تنصهر .
إبتعد شبه سنتمتر واحداً وأردف بتحشرج وهمــ.س ورغبة متمكنة منه :
– ريتان قوليها ،،، قولي إنك موافقة ؟ ،، قولي وارحميني ؟
أطلقت سراح مشاعره بتنهيدة قوية وإيماءة صغيرة منها جعلته يجن بها ومعها ويعاود تقبيلها بتفنن ونهم ويــ.ديه تتحرك بجــ.رأة على ممتلكاته ،، أوصلها للغيوم ونسيت كوكب الأرض وما عليه .
سحبها معه إلى فراشهما ليشهد على تمام إكتمال روحين يبحثان عن بعضهما منذ زمنٍ بعيد ،، يريحها عليه بحنو وينظر لها بعيون يملؤها الشغف وهى تخفض نظرها بخجل وتقضم شفــ.تيها بقلبٍ متضخم كاد يتوقف ليستقر معها ويعاود تقبيل شفــ.تيها وخــ.ديها ويطبع قضماته على عنــ.قها كتفاحةٍ شهية يلتهمها بإستمتاع وجوعٍ .
مستسلمة ومسَلمة له زمام الأمور التى يقودها هو بكل شوقٍ ولهفة وسعادة ليجرد روحه من ثقل وأعباء ومؤمرات ويجرد روحها من أي ذرة عذاب أو ألم وينسيها ماضٍ سئ ويتمم كماله معها آخيراً ليجزم أنه لم ولن يعيش هذا الشعور إلا بين يــ.ديها ومعها فقط ،، شعور أشبه بأنه يمتلك جناحات ويحلق للمرةِ الأولى ،، أين كانت تلك المشاعر وكيف تركها كل تلك السنوات ؟،،، كيف سمح لحاله أن يحيى بدونها ؟،،، ليعلن آخيراً أنها تملكته كلياً ،،، أنه وجد معها شيئاً كان لا يعلم بوجوده إلا الآن وهو وصولك للفضاء وأنت مكانك .
ولتعلن هى أنه أمتلكها حد النخاع ووصل بها إلى مكان لم يصل إليه غيرهما ،،، كانت تعلم ان الأمر مع العشق مختلف ،، ولكن هذا الإختلاف كان اكثر من ما حلمت به ،، كان كثيراً عليها ،،، دفئه وحنانه وحبه ظاهراً ببزخ في كل حركاته .
بعد فترة
كان يطالعها بذهول وفاهٍ مفرغ ،،، كثيرة تلك المشاعر على قلبه ،،، تكاد توقفه ،،، ما هذا النعيم الذى تمتلكيه يا روح الفؤاد ؟،،، ما هذا الشعور الذى يجتاح كل خلية في جــ.سدى يا زوجى المصون ؟ ،،،
تمدد هو على الفراش وسحبها إليه يضمها بقوة وعشق ويقبل جبينها عدة مرات وهى مستكينة تماماّ تغلق عيــ.نيها بخجل وسعادة وأمان ..
إنكمشت عليه كقطةٍ صغيرة تدثر نفسها أكثر داخــ.له لتتنعم بدفئه وهو يشدد من عناقه كأنه يود لو يدخــ.لها بين ضلوعه مدى الحياة .
مال يقبل جبينها بتعمق وأردف بصوت متحشرج من إثر المشاعر :
– ألف مبروك يا أحلى ريتان في الدنيا كلها .
مالت شفــ.تيها بأبتسامة هادئة وخجل وعيــ.نيها مغمضة ولم تتحدث ،، ليس هناك كلمة يمكن أن تعبر عن مشاعرها الآن لذلك التزمت الصمت وهو كذلك .
ثم ناما بعدها بسكونٍ تام وهل يعد للكلام أي قيمة !

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *