روايات

رواية نيران الغجرية الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم فاطمة أحمد

رواية نيران الغجرية الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم فاطمة أحمد

رواية نيران الغجرية البارت التاسع والأربعون

رواية نيران الغجرية الجزء التاسع والأربعون

نيران الغجرية
نيران الغجرية

رواية نيران الغجرية الحلقة التاسعة والأربعون

ما بعد الصدمة.
___________________
( قبل 36 سنة.
داخل شركة حديثة النشأة جلس السيد الكبير “عيسى البحيري” مع إبنه رأفت مقابل صديقه القديم الذي عاد من فرنسا مؤخرا و قرر ابرام عقد معه لإنشاء مشروع متوسط الميزانية و الذي سيكون نقلة كبيرة بالنسبة اليهم اذا استطاعا النجاح فيه.
و بينما يتناقشان أرخى رأفت أذنيه لوالده بعدما همس له :
— اخوك فين يا رأفت المفروض يكون هنا من ساعة.

تنحنح و عدل نظارته الطبية مجيبا اياه بكذب :
– كان سهران بليل مع الملف اللي ادتهوله يا بابا و مقدرش يصحى بدري النهارده بس متقلقش حضرتك يدوب كام دقيقة ويكون هنا.

تنهد الآخر بحنق بينما سكت رأفت وهو يتوعد لشقيقه الأصغر الذي قضى الليلة الماضية في الخارج مع أصدقائه و ترك له هو مهمة إنجاز عمله و يا ليته جاء مبكرا اليوم على الأقل لم يكن سيستمع لزفرات ابيه المستمرة.
طرق الباب فجأة و سمع صديق والده يردد :
– اهلا يا فيروز اتفضلي يا حبيبتي.
– Bonjour.

عند التقاط أذنه لهذا الصوت الأنثوي الناعم رفع رأفت رأسه بتلقائية و فتح فمه كالأخرق وهو يرى أمامه تلك الفتاة الجميلة ذات الشعر البني الذي سرحته على الطريقة الفرنسية و العينين الزيتونيتين تقف بقامتها الطويلة بفستانها الكلاسيكي الأبيض و تبتسم برسمية تنم عن مدى غرورها و ثقتها بنفسها …
كانت هذه الآنسة ذات هالة تنشر أثرها في الأنحاء سريعا وربما هذا ما جعل رأفت يقشعر عندما حدثه والدها مرددا :
– احب اعرفك ديه فيروز بنتي دارسة في باريس و متحصلة على شهادة ماجستير في ادارة اعمال و بتعرف 4 لغات و ده رأفت اللي حكيتلك عنه.

– اا … اهلا بحضرتك شرفتينا.
تمتمم الأخير بهدوء ومد يده فصافحته فيروز بجدية :
– الشرف ليا مسيو رأفت.

جلست معهم و بدأت تكلمهم على المشروع الذي ستبدأ فيه معهم و طوال النقاش كان رأفت يستمع اليها باِهتمام و اعجاب أقرب للاِنبهار لأنه لأول مرة يرى امرأة تجمع بين الجمال و الذكاء و الثقة الى هذه الدرجة و هذا ما اتضح من خلال مناقشتها لهم عن فكرتها و اعطائهم الحجج المقنعة …
حتى انتهى الاجتماع و نهضت فيروز قائلة :
– انا عندي شغل دلوقتي بستأذن من حضراتكم.

اشار عيسى لرأفت بأن يرافقها للخارج ولكن الأخيرة رفضت بأدب مخبرة اياه بأنه لا داعي لإتعاب نفسه ، و اثناء مغادرتها ذلك المبنى فوجئت باِصطدامها بأحد الأشخاص فاِرتدت الى الخلف ليهمهم الآخر :
– انا اسف يا … انسة.

تمتم عادل بتحشرج عند رؤيتها و اردف بدون شعور :
– مش اسف اوي يعني.

قضبت فيروز حاجبيها بعدم فهم :
– Pardon ?

ابتسم و تأملها بنظرة سريعة قبل أن يحمحم و يصافحها معرفا عن نفسه :
– انا عادل ابن عيسى البحيري … مين حضرتك ؟

– و انا فيروز.
تمتمت بترفع و غادرت تاركة اياه يطالع اثرها باِعجاب ، و توالت الأيام وهما يلتقيان في الشركة كان عادل الشاب الوسيم المرح الذي يملك هالة تؤثر على الكثير من النساء بلطافته و فوضويته و مع أن فيروز قد لاقت اعجابات عديدة من الرجال إلا انها لم تتأثر بأحد بهم.
غير أنه حين انتهج عادل أسلوب البرود بعدما كان يصادفها مرات عديدة و يغازلها شعرت فيروز بالإستغراب من تغيره و باتت تنزعج من ابتعاده و وقوفه مع الموظفات.

ولكن كبرياءها منعها من اظهار ذلك و مثلت عدم الإهتمام به لفترة طويلة نسبيا حتى وقعت في شباكه و سعدت حينما سحبها نحوه يوما و اخبرها بأنه يحبها و منذ ذلك الوقت وهما على علاقة معا حتى صدمت فيروز في إحدى المرات عندما رأته يخونها مع صديقة له.

في تلك اللحظة انقلبت حياتهما على عقب حين انفصلت عنه ولم تلقي بالا لاِعتذاراته لأنه بفعلته الشنيعة جرح غرورها الذي حافظت عليه طويلا …
مرت اشهر على فراقهما حتى نال عادل الصدمة القاسية في حياته عند تقدم شقيقه لطلب يد فيروز بدعم من والديه و الأقسى هو ان الاخيرة وافقت …و تزوجا ليصبحا يعيشان في نفس المنزل !

مرت السنين و كانا قد أنجبا طفلا عبارة عن نسخة مصغرة من أمه ، و عاش عادل اسوء ايامه وهو يرى حبيبته مع أخاه الكبير حتى انه تزوج ب امرأة أخرى لعله ينسى فيروز ولكنه لم يستطع وهي ايضا لم تفعل لأنه وبعد سنوات قليلة عاد قلبها ينبض بحبه بعد تودده المستمر لها خاصة أنها كانت تعيش مشاكل و ضغوط كثيرة مع زوجها الذي تجعله يشعر وكأنه نكرة لا يحظى من حبها و احترامها شيئا …
و بعدها حصل كل شيء بسرعة و بدأت الخيانات تفتح أبواها للإثنين … )
___________________
*** عودة للحاضر.
– انا مشوفتش وشه بس احيانا لما بقعد افتكر بحس اني سامع صوت الراجل اللي كان معاها و احيانا بتجيلي مشاهد ضعيفة جدا بلاقي نفسي واقف قدامه و بكلمه وانا طفل بس وشه مضبب مش باين و فجأة المشاهد ديه بتختفي .. مش عارف اذا اللحظة ديه انا عشتها حقيقي ولا كنت بتخيلها.
ردد عمار بسلالة وهو يستلقي على الأريكة فطرقت ريماس بالقلم على سطح المكتب قائلة :
– ركز اكتر و حاول تفتكر اخر حاجة انت لسه فاكرها هي ايه.

تنهد مخرجا الهواء من أنفه و عمل على تصفية ذهنه بشكل جيد مسترجعا الأحداث التي عاشها منذ سنوات طويلة ثم همس بتهدج :
– كنت قاعد مع تيتا و امي جت و قالت انها رايحة لواحدة صاحبتها و هتوديني معاها … و احنا في العربية فجأة بقت تسوق بسرعة و تلف وشها لورا وهي متعصبة بعدين هديت ووصلنا للشقة اللي متعودة تروحلها وكانت مفهماني ان عندها شغل ولازم اقعد استناها برا لحد ما تجي.
– كنت شايف ايه ع وش مامتك لما كانت رايحاله ؟

– حسيتها قلقانة و مبسوطة فنفس الوقت و في لهفة كبيرة باينة فعينيها زي … زي لهفة مريم لما كنت بروحلها بعد غياب شهر وشهرين … انا فاكر في اليوم ده طلبت مني اقعد في الصالة ومدخلش للأوضة لان عندها شغل مهم مع صحابها بس انا حسيت بالملل و الخوف كمان من القعدة لوحدي علشان كده قومت ووقفت قصاد باب الاوضة … ديه كانت تاني مرة اعملها لأني فأول مرة سمعتها وهي بتعبر عن حبها ليه بس المرة ديه …

( – انتي مش شايفة انك بتعملي مخاطرة كبيرة لما تجيبي ابنك معاكي ؟
– و اعمل ايه يعني رأفت مكنش هيسمحلي اطلع لوحدي هو من غير حاجة بقيت احس انه بدأ يشك فيا و بعت ورايا الحراس بتوعه بس انا قدرت افلت منهم.
– طيب عمار ممكن يقول لأبوه ع كل حاجة هنعمل ايه ساعتها.
– لا انا منبهة عليه ميتكلمش عن اي حاجة بتحصل هنا بعدين انت ليه محسسني اني مش مهتمة مع ان انا اكتر واحدة هتتأذى لو علاقتنا اتكشفت … لولا اللي عملته حضرتك زمان مكناش هنضطر نعيش في الخفاء و مكنتش واحدة زيي ليها سمعتها و قيمتها بين الناس تنزل مستواها للدرجة ديه و تخون جوزها مع…
– فيروز حبيبتي انا مبقصدش والله وخوفي عليكي اكبر من خوفي ع نفسي انتي عارفة بحبك قد ايه ولو على علاقتنا ف انا طلبت منك تطلقي من رأفت و نتجوز بس انتي مرضتيش.
– لو اطلقت هياخد مني ابني يا استاذ وبعدين انت هتقدر تسيب بنتك و مراتك و تجي معايا ؟ سكت ليه ولا معندكش الجرأة تجاوب.
– فيروز انتي ليه بتقلبي المواضيع كده ايه اللي وصلنا للنقطة دي اصلا انتي عارفة اني بعمل كل حاجة علشانك.
– مش عارفة بس انا مش حاسة نفسي كويسة … عايزة اروح.

سمع عمار صوت خطوات تقترب و فجأة فتح الباب …. )

انتفض في مكانه شاهقا و فتح عيناه بسرعة فقامت ريماس و أعطته كوب الماء ليرتشف منه ثم أمسكت يده المرتجفة مهدئة اياه :
– خلاص متضغطش على نفسك كفاية كده النهارده.

ازدرد ريقه و هز رأسه باِرهاق :
– لا انا كويس خلينا نكمل.

– اوك … قولي انت شوفت مين لما الباب اتفتح.

ضيق حاجباه بسخط :
– مش فاكر اي حاجة حصلت بعد الباب ما اتفتح انا فاكر اني فنفس اليوم صحيت ولقيت نفسي في المشفى و أمي بتقول لأبويا اني وقعت من الدرج لما كنت بلعب وفعلا دماغي كانت متخيطة وكنت حاسس بوجع كبير بس مش فاهم ازاي ده حصل و ليه نسيت اللحظة اللي بعد فتح الباب.

نظر اليها و تابع :غ
– انا حاسس اني شوفته بس مش فاكر هو مين يا دكتورة.

طالعته ريماس وهو متشنج هكذا و يبدو كمن يصارع نفسه ليسترجع تلك الدقائق التي مسحت من ذاكرته فعادت الى مكانها و قالت بجدية :
– انت لو فعلا شوفته بس مش فاكر اللحظة ديه و اتمسحت من ذاكرتك يبقى احتمال كبير يكون عندك اضطراب مابعد الصدمة ( Post-traumatic stress disorder ).

شعر عمار بالغرابة و تساءل بعدم فهم :
– يعني ايه.

اعتدلت في جلستها و بدأت بالشرح له بأسلوب سلس عن ماهية هذا الاضطراب.
يسمى اضطراب ما بعد الصدمة أحيانًا اضطراب الكرب التالي للرضح، وهو اضطراب القلق المرهق الذي يحدث بعد التعرض لحدث صادم أو مشاهدته.
وقد يتضمن الحدث تهديدًا حقيقيًا أو متوقعًا للإصابة أو الموت، ويمكن أن يشمل ذلك حدوث كارثة طبيعية، أو حرب، أو اعتداء جنسي أو جسدي، أو وفاة غير متوقعة لشخص عزيز، أو أي صدمة أخرى.

ويعاني الأشخاص الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة من إحساس قوي بالخطر، مما يجعلهم يشعرون بالتوتر أو الخوف، حتى في الحالات الآمنة، ويمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة لأي شخص في أي عمر.
إذ يظهر كرد فعل على التغيرات الكيميائية في الدماغ بعد التعرض لأحداث مؤلمة، ولا يكون اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة لخلل في الشخصية أو ضعف.

أنهت ريماس تعريفها لهذا الإضطراب مردفة بعملية :
– الشخص المصاب بالاضطراب ده بتظهر عليه عدة اعراض بتفكره بالصدمة اللي عاشها ، مثلا حالة اعادة التجربة اللي بيعاني فيها المصاب من استرجاع الحدث بشكل متكرر من خلال ذكريات الماضي اللي بيحس وكأنه بيعيشها تاني ، كوابيس عن الحدث ده و ديه عدم الراحة النفسية و الجسدية لما يفتكر حاجة تخصه.
اللامبالاة العاطفية والانعزال عن الناس
فقدان الذاكرة للحدث الفعلي و عدم القدرة على التعبير عن المشاعر.

طالعها بتركيز وهو يشعر وكأنها تتحدث عنه هو لأن جميع هذه الأعراض قد عاشها بالتفصيل من بعد ذلك اليوم.
تأوه عمار مستمعا لإضافتها :
-بتحصل كمان نوبات من الغضب و الاحساس الدايم بالخطر و انعدام الأمان و مشكلة في تذكر الحدث و نوبات هلع بتتسبب في الدوخة و الإغماء و الصداع ، و ده نفس اللي بيحصل معاك يا عمار احتمال كبير جدا تكون شفت الراجل ده فضربك او عملك حاجة تخلي عقلك الباطني يتخذ وضع الحماية و يمسح الذكرى ديه من دماغك.

تصبب جبين عمار من العرق فرفع يده يمسحه بجمود وهو يفكر في كلامها و يجد أنه منطقي حقا لذلك تنحنح يجلي صوته الخشن هاتفا :
– لازم اعمل ايه علشان ارجع افتكر كل حاجة يا ريماس … قوليلي ازاي اقدر افتكر اللي حصل !

حينها ردت عليه :
– قولي الاول انت مستعد تعرف هو مين … من خلال كلامك حسيت ان مامتك كانت بتحس بالذنب من اللي بتعمله و بتلوم الراجل ده على حاجة عملها في الماضي يعني هي كانت بتحبه من قبل مايدخل والدك لحياتها و بعدين هي اتجوزت وهو اتجوز و خلف.
ممكن الراجل ده يبقى واحد قريب منكم يا عمار.

توقعته بأن ينفجر فيها غضبا ولكن على العكس اومأ لها عمار بإيجاب قائلا :
– وانا كمان حاسس بكده … و الصراحة مش عارف اذا انا مستعد اواجه حقيقة هويته ولا لأ خايف يطلع واحد انا بعرفه كويس … ساعتها مش حستحمل يا ريماس و هخنقه مباشرة.

– انت ليه ركزت على الخنق ؟ قصدي ممكن تؤذيه بأي طريقة تانية.
سألته ريماس مستغربة فرد عليها الآخر ببساطة :
– في ساعات غضبي اول حاجة بتتحرك هي ايدي لاني مباشرة بلف ايديا حوالين رقبة الشخص اللي قدامي ومبسيبوش غير وهو بيطلع في الروح.
يعني في مرة اتخانقت مع واحد في الكلية و خنقته من غير ما احس وكمان لما شوفت مريم واقفة مع ابن عمها ومقربين من بعض انا عملت نفسي مش شايفهم بس استنيته يروح لبيته و لفيت ع رقبته قماشة رفيعة وبعدها دبرتله حادث ، فنفس الليلة خنقت مريم في نوبة من نوباتي ولولا اغمى عليا كنت قتلتها … اخر مرة طبقت اسلوب الخنق على سليم لما عرفت انهم كانو بيلحقوني وكده … حكيتلك عن المواضيع ديه قبل كده.

رمشت ريماس بعينيها وهي تشعر بأنها اصيبت بالبكم لثوان قبل أن تستعيد رشدها و تحمحم مبتسمة باِرتباك :
– حكيتلي اه بس انا افتكرتها ردات فعل تلقائية مش أسلوب انت بتنتهجه لما تتنرفز.

صمت عمار و تأملها قليلا قبل أن يدخل الإثنان في نوبة ضحك قوية و يعيد الأخير رأسه الى الخلف بتعب ….

________________
بعد يومين ، و داخل مكتب عمار في الشركة.
طرق باب غرفته و دلفت مريم التي تجهمت ملامح وجهها عند رؤيته وهو يعبث بجهاز الابتوب الخاص به فاِقتربت منه مرددة :
– انت كنت فين اليومين اللي فاتو و متصلتش بيا ولا جيت للشقة ليه.

حاد بعينيه ناحيتها رافعا حاجبه بتعجب من حديثها فأدركت مريم ما قالته و شرحت له مقصدها :
– يعني كان المفروض تدور ورا اللي اسمه سليم ده و تعرفني بكل جديد بس انت متجاهلني ولا كأني …

رفع عمار يده في الهواء بتحذير عن ارتفاع صوتها وهي تتكلم بتعجرف زائد فبلعت كلماتها الباقية بتنعت و قلبت عينيها لتجده يغمغم بثبات :
– اولا انا مش متجاهلك و كنت هجيلك اليوم المسا عشان الموضوع اللي بيننا.
و ثانيا قضيت اليومين دول وانا بدور ورا الدكتور اللي المشفى و الراجل اللي دخل للشقة وركب أجهزة التنصت و عرفت ان الدكتور اللي أشرف على عمليتك عنده سوابق و عمليات مشبوهة بيعملها في السر اما الراجل طلع فعلا ملوش علاقة بالمهنة اللي دخل لبيتنا بسببها و الاتنين دول اتواصلو مع سليم اكتر من مرة.

أولت مريم كل تركيزها اليه و جلست مقابلة اياه وهي تقول :
– طيب احنا قاعدين ليه المفروض تجيبهم و تخليهم يعترفو بمين اللي محرضهم علينا.

– كنت هعمل كده فعلا بس جه فبالي ان الشخص اللي قادر يوصل لنص بيتي و يسببلي مشاكل كتيرة عنده القدرة يلعب علينا تاني و يخفي نفسه بسهولة ، مش بعيد يخلي سليم و الدكتور و السباك يكدبو علينا و يخبو هوية الرئيس بتاعهم علشان كده انا عايز اعرفه بنفسي من غير ما استجوبهم.

تنهدت مريم بعمق و تمتمت :
– بس الموضوع كده هيطول و قاتل ابني هيفضل برا مستمتع بحريته بعد كل جرايمه.

تشققت ملامحها بالحزن لدى ذكر طفلها فلمعت زيتونيتاه بعاطفة مفاجئة و كاد عمار يمسك بيدها الموضوعة على سطح المكتب و يواسيها إلا أنه أدرك نفسه في آخر لحظة و قال بهدوء بينما ينهض عن كرسيه :
– متقلقيش مش هيفضل متخبي كتير مسيره يجي يوم يتكشف فيه.

لاحظت مريم تهربه منها و انسحابه بعيدا لكي لا ينظر لداخل عينيها فتنهدت مقنعة نفسها بأن هذا لا يهمها ، ولكن عند اضاءة هاتفه بوصول رسالة تملكها الفضول ولم تستطع السيطرة على رغبتها في التجسس لذلك نظرت اليه وهو يوليها ظهره ثم انحنت على الهاتف قليلا و قرأت الكلمات المكتوبة على الإشعار من الخارج …
” انا اسفة مش هقدر اشوفك في ميعادنا بكره لان في كام حاجة لازم اخلصها … لو ممكن تجيلي اليوم المسا الساعة 7 عشان نتكلم زي العادة ” اسم المرسل – ريـمـاس.

__________________
ستوووب انتهى البارت.
عرفنا اخيرا قصة فيروز و عشيقها و القصة اللي جمعتهم يا ترى حب عادل هيتكشف ؟
ايه اللي حصل لعمار في طفولته خلاه ينسى وش عمه ؟
مريم هتعمل ايه بعدما شافت الرسالة ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نيران الغجرية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *