روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الخامس 5 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الخامس 5 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت الخامس

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء الخامس

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة الخامسة

مَالكَ الآنَ تَحْبُو يَا فتَى
وقَدْ كُنْتَ تَسِيرُ إِليهِ هرْوَلةً!

هذه ذنوبك قيدتك يا فتى!

يا مسكين تماديت حتى اسوَّد قلبك، وأصبح طريق العودة وعرًا:))
_________________

ستظل تغرق في ظلمات الليل حتى……
تستيقظ من حلمك المخيف.

“لو قولتي أسيب عمر دلوقتي هسيبه”

ألقت «ياسمين» بحديثها جملة واحدة وهي تنظر إلى «حور» الجالسة جوارها وتنتظر ردها وهي تتمنى بأن تخبرها ألا تتركه وتبقى معه وأنه سوف يتغير…

أجابتها «حور» وهي تقول بهدوء:

“أولأً انا مليش الحق إني أقولك تسيبه يا ياسمين أو تكملي… يمكن يتغير فعلاً ويكون شخص أفضل وممكن للاسف الشديد ميتغيرتش او يتغير بشكل مؤقت علشان يعجبك مش أكتر ومجرد ما تبقي معاه خلاص ويحصل عليكي يرجع لطبعه تاني لإن تغيره كان سطحي علشانك مش علشان ربنا…،
تاني حاجة مينفعش تقيسيه بشخص تاني أتغير زي ليث مش علشان هو زوجي لكن دي فعلا شهادة في حقه إنه كان كويس واهله ملتزمين ولولا الظروف اللي مر بيها كان فضل على كدا لذلك كان من السهل إنه يتغير
عكس البشمهندس اللي من خلال كلامك فهمت إن عيلته متفتحة وإنه عاش كتير برة وأعتقد دا هيشكل جزء كبير وعائق للتغير الا لو كان هو فعلا عايز يتغير علشان نفسه قبل ما يكون ليكي…،
أعرف واحدة اللهم بارك كانت منتقبة وملتزمة وماشاء الله عليها اتقدملها شاب كويس ومواصفات حلوة بس مكنش بيصلي ولا ملتزم وقالت هغيره
شوفتها بعدها بفترة خلعت النقاب وهو اللي غيرها ودا لولا إنه حصل قدامي وشوفتها بعيني مكنتش هصدق…،
الحياة اصلا كلها فتن وكلنا معرضين للانتكاس فإن الطرف التاني مكنش ملتزم وشدنا ممكن نقع
ولذلك ندور دائما أهم شيء على الشخص اللي هيعينا على طاعة الله عز وچل علشان يوم ما ننتكس نلاقى اللي بيشدنا…،
الشاهد من كلامي في النهاية إنك تفكري بعقلك وتشوفي الشخص دا فعلاً أتغير ولا مجرد تغيير سطحي وهيرجع تاني! انا معرفوش ف بالتالي مش هقدر أقولك تكملي معاه او لأ لإن دي حاجة هترجعلك انتِ”

كانت «ياسمين» منصنتة لحديثها بإهتمام بالغ ولكن حديثها لم يذيدها إلا تشتتاً رغم أنه صحيح ومازالت لا تعلم بعد ماذا تفعل لتجيبها وهي تقول:

“حاسة إنتي متشتتة…انا خايفة أظلمه وخصوصا إنه عارض والدته كتير علشان يقدر يتقدملي ووقف قدام زين وكمان مستعد يعمل اى حاجة علشاني دا كفاية إنه أنقذني من الشباب ولولاه الله أعلم كان حصلي اي”

نظرت لها «حور» قليلاً وقد أستشفت شيء من حديثها لتجيبها بما يدور في عقلها قائلة:

“ياسمين انتِ اصلا محبتهوش… انتِ مشاعرك ليه إمتنان لما أنقذك وبعدها أتحولت لإعجاب من أهتمامه بيكي خصوصاً لإنك مش متعودة تختلطي بحد أو تتكلمي مع حد غريب وحاليا انتِ مش عايزة تسيبه مش علشان بتحبيه لأ علشان هو صعبان عليكي”

نظرت لها «ياسمين» بدهشة وتعجب، هي بالطبع تخطت مرحلة الإعجاب وتشعر بأنها تحبه وتريد أن تكمل حياتها معه… لقد منعها خجلها من أن تفشي مشاعرها أمام صديقتها وتخبرها أنها بالفعل تحبه..

“هو يستاهل إنه يتحب ياحور…كل الفكرة إني خايفة إننا منكنش مناسبين لبعض وهو ميتغيرش
لكن انا متأكدة مش مشاعري تجاهه كويس وإلا مكنتش وافقت اصلاً”

أومأت لها «حور» بتفهم وهي تخبرها بأنها قد أخطأت في تحليل مشاعرها ولكن هذا ما كانت تظنه بينما رن هاتفها معلناً عن وصول أخيها وأنها بإنتظارها أسفل
لتحتضنها «حور» وهي توعدها وتشكرها على حديثها ثم نزلت حيث ينتظرها أخيها وعادا إلى المنزل….

وعلى الجانب الآخر في المنزل وتحديداً داخل المطبخ..

وقع الكوب منها أرضاً محدثاً صوتاً ذاد من ذعرها بسبب إنقطاع الكهرباء وأصبحت لا ترى شيئاً أمامها ومجرد فكرة أنها هي وحدها فقط ومعها «إيثار» بنفس المكان كفيلة لإن تفقدها أعصابها، وبالطبع لن تأتي لها «عايدة» أو تنتبه لها من الأساس لمجرد شيء تافهه هكذا بالنسبة لها.

سمعت صوت أقدامها تقترب منها مما ذاد خوفها وفرت دمعة هاربة منها وقد عادت ذكرياتها عندما حسبتها بغرفة مظلمة وحدها مدعية بأنها كانت تمزح معها لا أكثر.

وقفت «إيثار» بجوارها ثم همست بجانب أذنها قائلة بنبرة متهكمة:

“أبقي خلي بالك منه كويس علشان هو مش شايف غيرك”

ظلت واقفة جوارها عدة لحظات أرتجف جسد الأخرى وظلت عدة دقائق قريبة منها وتلفح بأنفاسها وجه «روان» وما إن شعرت بخوفها حتى أبتسمت وهي تتركها وترحل في الوقت الذي عادت فيه «عايدة» من الخارج مسرعة تنادي بإسمها.

“روان.. ياروان..انتِ فين”

“أنا.. انا هنا ياعايدة في المطبخ”

ردت عليها بنبرة متوترة وخائفة وهي تمسح دموعها وقد دلفت إليها «عايدة» في الوقت الذي عادت فيه الكهرباء وقد وجدتها منكمشة على ذاتها وأثر الدموع على وجهها وقد كانت حالتها مذرية رغم أنها خرجت خمس دقائق فقط.

أقتربت منها بخطوات مسرعة ثم تحدثت وهي تفحصها قائلة بإهتمام:

“انتِ كويسة؟ حد عملك حاجة”

هزت رأسها بالنفي ولم تتحدث، هل تخبرها بأن بكائها هذا بسبب وجود «إيثار » فقط حتى دون أن تقترب منها؟ بالطبع لا كي تسخر منها.

وعلى عكس المتوقع شدتها «عايدة» لأحضانها دون سابق إنذار وهي تربت على رأسها بهدوء مما جعل «روان» تنخرط في بكاء مرير وقد كانت بحاجة إلى هذا العناق رغم صدمتها من تصرف «عايدة» فهذة المرة الثانية التي أحتضنتها بها، الاولي مرة عندما كانت صغيرة ورأت «إيثار» تؤذيها والثانية الآن.

“هشش خلاص أهدي محدش هيعملك حاجة”

أبتعدت عنها وقد تعجبت لأنها لم تسألها عن سبب بكائها حتى وكأنها تعلم من المتسببة، فالجميع كان يعلم عندما كانوا صغار حتى «زين» بأن «إيثار» تضايقها غيرة فقط لا أكثر، بينما «عايدة» هي الوحيدة التي تعلم بأذيتها وحقدها عليها فكانت تتصدر لها دائما دون أن تخبر أحد.

“بقيتي أحسن دلوقتي؟”

أومأت لها بالإيجاب دون أن تتحدث لتتفاجئ بعدها بعودة «عايدة» إلى شخصيتها الطبيعية وهي تقول بحدة قليلاً قبل أن ترحل:

“طب أغسلي وشك وتعالي ورايا علشان عايزاكِ”

هزت رأسها بتذمر طفولي وهي تجيبها بعدما قد رحلت:

“منا برضو قولت الحنية دي أكيد مش هتدوم”

غسلت وجهها كما طلبت منها ثم ذهبت إليها وهي تنتبه كي لا تفعل شيء أحمق يجعلها تغضب منها لأنها تعلم بضيق خلقها ثم جلست على مقربه منها تنتظر حديثها لتتفاجئ بصراخ «عايدة» عليها وهي تقول بغضب:

“انتِ ليه دايما مستسلمة وليه دايما بتسيبي حقك وبتعيشي دور المظلومة حتى لو مظلومة فعلا؟ ليه متاخديش حقك بإيدك من غير ما تستني حد يجبهولك!!؟”

تساقطت دموعها مجدداً ولا تعلم ماذا تفعل لتزفر الأخرى بضيق وهي تمسح على وجهها تحاولة تهدئة ذاتها وهي تعلم جيداً بأن «روان» تصبح ضعيفة وهشة وهي بجوار «زين» وتعلم بأنه معها أما حينما أبتعدت عنه في فترة الجامعه كانت قد بدأت تعتمد على نفسها وتتحلى ببعض الشجاعة، اما الآن قد عادت إلى نقطة الصفر من جديد.

جلست جوارها ثم أخذت نفساً عميقاً ثم تحدثت بهدوء قائلة:

“مش عايزاكي تعيطي ولا عايزة حد يستغل ضعفك، خليكي جامدة وقوية ومحدش يقدر يكسرك وانتِ فيكي لسان اللي يرد عليكي بكلمة ردي عليه بعشرة”

“بس انا مش بقدر أرد على حد وبابا كان بيقولي دايما اسامح اللي حواليا”

“فيه فرق بين إني بسامح اللي قدامي رغم إني قادرة آخد حقي وبين إني بسامحه علشان مفيش في ايدي حاجة أعملها”

رفعت «روان» رأسها لها بإنتباه لتكمل الأخرى:

“أتعلمي تاخدي حقك الأول وبعدين ابقى سامحي زي ما تحبي”

صمتت تفكر بحديثها، هل هي معها حق؟ كيف تأخذ حقها من شخص مثل «إيثار»؟ والتي ما إن تراها ترتعب.

“مش كل الناس هنقدر ناخد منهم حقنا”

ولأنها تعلم من تقصد بحديثها جيداً أعتدلت في جلستها ثم أردفت:

“أخذ الحق مش بالقوة أو الضرب أحيانا ممكن تفرسي اللي قدامك بضحكة او كلمة تستفزه لما يكون منفسن منك بل انتِ ممكن تاخدي حقك بإنك تتجاهلي اللي قدامك لما يكون قاصد يستفزك، كل شخص وليه طريقة معينة تاخدي بيها حقك منه”

أومأت لها وهي تفهم كلامها او تحاوله فهمه قد يبدو حديثها غاية السهولة ولكن لم يكن ذلك أمام شخص مثل «إيثار».

أخذت تشرح لها بعض الاشياء التي تفعلها والأخرى منصتة وكأنها تلميذة لديها حتى سمعت صوت «زين» ينادي بإسمها فقضبت جبينها ووضعت يديها أمام صدرها دلالة على حنقها منه، لتقول «عايدة» بسخرية:

“اهو انتِ القطة بتاكل لسانك مع الناس ويطول مع الغلبان دا”

لم تجيبها حتى دخل وهو متعجب من وجود زوجته مع «عايدة» وعلم بأن شيء ما حدث ف «روان» لا تملك الجرأة لتذهب إليها ولا «عايدة» تملك الرفاهية لتجلس وتتحدث معها.

“اى اللي حصل؟؟”

تحدث وهو يوجه حديثه لكلاهما بينما أستقامت «روان» واقفة وهي تقول قبل أن ترحل بضيق:

“مفيش حاجة”

وما إن رحلت حتى وجه بصره إلى «عايدة» التي كانت تطالعه ببرود كعادتها وهو يقول:

“حصل اى يا عايدة؟ حد عملها حاجة؟”

هزت رأسها بالنفي دون أن تجيب ولكنه كان متأكد بأن شيء ما حدث ليعيد سؤالها مرة أخرى قائلاً:

” لما محصلش حاجة ازاي قاعدين مع عادي كدا؟ “

أجابته ساخرة بتهكم وهي تلوى شفتيها مردفة:

“وهو حد قالك عني إني بعبع! عندك مراتك أهي روح أسالها ومتوجعش دماغي”

نظر لها مطولاً بمعنى أنه يعلم كذبها لتبادله النظر ببسمة سمجة وكأنه لا يهمها ليقول بضيق:

“أبقي خليكي فاكراها بس”

“كدا كدا مبنساش حاجة”

لم يجيبها ورحل ألى غرفته وقد وجدت «روان» جالسه وهي تنظر لها بتذمر ولكن لفت إنتباها الكيس الذي يحمله بيده وقد أثار فضولها لمعرفة ما بداخله ولكنها تصنعت الثقل وهي تدير وجهها الناحية الأخرى …

أبتسم وهو يخرج (المشبك) من الكيس فهو قد أشترى النوع التي تفضله من الحلويات ثم جلس على بعد قليل منها وأخذ يأكل منه بنهم وما إن رأته حتى نظرت له بصدمة… ألم يأتي به كي يصالحها؟…

قامت من مكانها متوجهة نحوه بغضب وما إن وقفت أمامه حتى سحبته منه قبل أن يضعه في فمه ثم نظرت له بضيق وعادت وهي تمسك بالمشبك في يدها…

بينما هو تعالت ضحكاته عليها ثم قام من مكانه وذهب إليها وهو يقول بمزاح:

“كنت جايبه علشانك على فكرة بس حبيت أشوف هتفضلي لحد أمتى مقموصة مني”

لم تجيبه وقد تجاهلته وأخذت تأكل منه وقد كان لذيد حقاً حتى أنها نسيت وجوده ليردف هو بتهكم قائلاً:

“يعني بتاكلي المشبك اللي جايبهولك وبرضو زعلانة؟… ياتصالحيني ياتجيبي المشبك”

رفعت رأسها له لتجيبه وهي ممسكة بما في يدها بقوة:

“لو جدع ابقى خده”

رفع حاجبه وهو يقول بتحدي:

“بقى كدا؟؟”

وقف وهو ينقض عليها يحاول أخذه منها بينما هي حاولت ابعده وظلت متمسكة به ثم ركضت مسرعة وركض هو خلفه في أنحاء الغرفة وقبل أن يمسكها أسرعت خطواتها خارج الغرفة على أمل أن يتركها بينما هو هرول خلفها وقد نسيا بأنهما ليسوا بالمنزل بمفردهما وهناك من يعيشون معهم…

تعالت ضحكاتها وهي تركض هنا وهناك مثل الفأر وكلما أوشك على إمساكها هربت منه حتى تعبت من الركض لتقول وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة ومازالت تركض:

“خلاص خلاص هصالح…”

قطعت حديثها وهي تصطدم بأحدهما ولم تكن سوى «إيثار» التي طالعتها ببرود وإلى «زين» التي يتصرف بصبيانية معها تحديداً عكس شخصيته الجادة مع الجميع..

رحلت دون أن تتحدث بينما «روان» أخذت نفسها براحة
لذهابها ما لبثت حتى وجدت من يمسكها من ثيابها ناحية غرفتهما وهو يقول بوعيد:

“وقعتي في المصيدة ياحلوى…”

🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸

كان «زين» يجلس وهو مستند برأسه على العمود وبجوره ينام «أحمد» على أرضية السطح وبجانبه «عمر» الذي كان يرقد ويضع قدماً فوق الأخرى وهو يعبث بهاتفه حتى تحدث «أحمد» قاطعاً الصمت وهو يقول:

“شباب أنا عايز أتجوز”

وما إن نطق عبارته حتى هب «عمر» من مكانه بفزع وهو يضم يديه حول صدره ويشدد على ثيابه كمن يخاف على عرضه قائلا بهلع:

“يا مصبتي انت طلعت منهم… يالهوي يالهوي”

بينما «أحمد» ظل ينظر إليه قليلا يحاول إستيعاب ما يرمى إليه هذا المختل وما إن فهم قصده حتى توسعت عينيه بصدمة وهو يقول:

“أنت بتقول اى لا”

بينما «عمر» لم يسمع له وظل يولول ثم تحدث بإستياء مصطنع قائلا بتذكر:

“يعني انت لما كنت بتسلم عليا وبتقولي وحشتني يا عومر كان قصدك… استغفر الله استغفر الله”

وقف «أحمد» مشدوهاً ببلاهة وهو لا يعي ما يحدث حوله ومما وصل تفكير هذا الأحمق ليقول بغضب”

“انت يلا أهبل.. انت فهمت اييه”

بينما «زين» لم يمنع نفسه من الأبتسامة ولأول مرة يضحك على شيء يفعله «عمر» وقبل أن يتحدث غمز له الأخير كي يصمت ثم واصل نواحه وهو يردف:

” فهمت اى..؟ جايب شابين زي الورد فوق السطوح وبليل وتقولهم عايز اتجوز وعايزنا نفهمك صح”

ظهر الأشمئزاز على وجه الأخير ثم وجه له لكمة وهو يقول حانقاً:

“عايز أتجوز بنسوان يا متخلف”

زفر «أحمد» وهو يستغفر بسره لإنه ليس معتاداً على تلك الألفاظ ولكن هذا المختل هو من أفقده صوابه، بينما ظهر الأرتياح على وجه «عمر» الذي أردف براحة وهو يمسح العرق الوهمي من جبينه قائلاً:

“الحمد لله كنت أفتكرك عايز تتجوز ببقدونس.. “

قهقهه «زين» بخفة بينما شمر «أحمد» ساعديه وهو يقترب من «عمر» الذي أخذ يتراجع وهو يبتلع ريقه حتى ركض مسرعاً والآخر خلفه وهو يقول:

“ما انت اللي كان لازم توضح من الاول ياخي الدنيا بقت لبش اليومين دول”

جلسا مجدداً بعدما أمسكه «أحمد» وظل يعنفه حتى تدخل «زين» وفك الأشتباك ليوجه له الآخر حديثه وهو يقول بإستياء:

“انا بقول تفكر مرة كمان قبل ما تجوز أختك ليه”

بينما «عمر» لم يبدى أى ردة فعل وهو ينظر له بإستفزاز جعل الآخر يستشيط منه غضباً وهم ليقوم له مجددا حتى أقفه «زين» وهو يقول بعدما نفذ صبره:

“ما تقعد يابني انت وهو بقى هو انا جايب عيال أختي معايا”

ليقاطعه «عمر» الذي قال بإستفزاز وهو يغمز له قائلاً:

“عيال أختك لسه مجوش عجلنا بس انت بالجوازة وانا ليك عليا أجبهملك”

لم يتمالك «زين» أعصابه وشعر بالغيرة والغضب وهو يركض خلفه هو الآخر بينما نظر له «أحمد» بشماتة وإنتصار حتى قال «عمر» بعدما ابتعد عنهم وهو يلهث من شدة الركض :

“هو انت بتحوشه عني علشان تجري ورايا.. اتهدوا انتوا الاتنين بقى قطعتوا نفسي”

تجاهله «زين» بعدما علم أن لا فائدة منه ثم عاد يجلس مكانه مجدداً وأخذ يحدث «أحمد» بجدية قائلاً:

“انت مش كنت قولتلي يا أحمد أنك روحت لعروسة؟؟”

هز الآخر رأسه وهو يأكد حديثه مجيباً:

“ايوه انا روحت فعلاً والمفروض إنهم منتظرين ردي بس المشكلة حاسس إني مش مرتاح وفيه كام حاجة كدا معجبتنيش مش عارف اذا كنت انا ببالغ أو هم فعلا كدا”

أنتبه له «زين» أكثر وهو يعتدل في جلسته وقد أنضم إليهم «عمر» مجدداً بعدما رأى إندماجهم في الحديث.

“حاجات زي اى يعني!”

“حصل منهم كام حاجة معجبتنيش يعني اول ما دخلت أخوها الصغير هو اللي فتحلي الباب مش أبوها رغم إنه كان موجود جوه ولاحظت إن أمها هي المتحكمة أكتر في البيت وكمان البنت رغم إن كان فيها قبول بس متفقتش معاها في كام نقطة وكمان البيت مكنش أنضف حاجة”

أومأ له الأخير كدلالة على تفهمه لما قال ثم أضاف:

“طب طالما مش مرتاح وعندك أسبابك يبقى أرفض”

“المشكلة إن والدتي شايفة البنت وأهلها كويسين وانا خايف أكون انا اللي مكبر الموضوع خصوصا إني مرتاح للبنت بس مختلف معاها في كام نقطة”

سأله «زين» مباشراً وهو يقول:

“طب وانت حكيت لوالدتك؟”

هز الآخر رأسه بالنفي قائلاً:

“لأ طبعاً مقولتلهاش لانها عارفة البنت واهلها وممكن تقع بلسانها بدون قصد قدام حد ودي بنت ولها سمعة وإن مكنتش مناسبة ليا هتكون مناسبة لغيري”

أعجب «زين» بتفكيره فهو من الأساس كان سيلومه لو أنه أخبر والدته فهو من سيتزوج وله الحق في الأختيار وليست أمه كم أيضاً يعلم أن «أحمد» لم يخبره إلا ليأخذ رأيه، ولولا أن «زين» لا يعلم الفتاة ولا أهلها لما أخبره…، ليجيبه وهو يقول رأيه مردفاً:

” مش لازم تضغط على نفسك علشان توافق لان دا جواز وطالما الأسباب كافية بالنسبالك خلاص الحاجات دي هتفرق معاك بس غيرك هيكون بالنسباله عادي في مقابل إنك هتلاقي حاجات اتغاضيت عنها وغيرك مش هيتغاضي عنها… الخلاصة إن اللي مش مناسب ليك مناسب لغيرك والعكس ثم إني مبفضلش إن الأم هي اللي تكون متحكمة في البيت والأب شخصيته شبه منعدمة ويمكن كمان دا سبب كافي يخليك مترتحش لانك عايز تكون راجل في بيتك ويمكن هي طالعة لامها
وفي النهاية صلي كمان استخارة وأدعي ربنا يختارلك اللي فيه الخير”

أخذ «أحمد» نفساً عميقاً وهو يزفره بتمهل وقد شعر بالراحة قليلا فمنذ أن عاد من الرؤية وهو يشعر بالتردد والتيه ولكن حديث «زين» قد هدأ من توتره.

وبعدما تحدثا قليلاً نظر «أحمد» بخبث إلى «زين» وهو يغمز له ويشاور بحاجبه على «عمر» الذي لم يكن معهم وهو يفكر بياسمينته ومنعزل عن العالم.

فهم «زين» ما يرمي إليه ورغم أنه لا يحبذا تصرفات الصبية هذه إلا أن «عمر» أثار حنقهم حقاً ليقررا الإنتقام منه وهم ينقضان عليه فجأة بالضرب ينتشلانه من العالم الرومانسي الذي كان يعيش فيه.

🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸

وعلى الطرف الآخر كان الفتيات يجلسن جميعاً بغرفة الصالون وقد إنضمت إليهم «عايدة» مؤخراً دون أن تشارك بالحديث حتى قطع هذا وقوف «ياسمين» مرة واحدة وهي تقول:

“ماتيجوا نلعب لعبة حلوة؟”

نظرن لها قليلاً بمعنى حقا؟؟ بينما كررت عليهن مرة أخرى مردفة:

“بجد هننبسط بدل الملل اللي احنا فيه دا”

ومجدداً لم ينته لها أحد لتعود مكانها بخيبة أمل وهي تقول بتذمر:

“كنا هنلعب لعبة صراحة وجرأة”

رفعت «عايدة» رأسها وقد راقت لها الفكرة وهي تبتسم بخبث فاهي سوف تتسلى قليلا، لتقوم من مكانها وهي تقول:

“حبيت اللعبة يلا بينا”

نظرن لها الجميع بصدمة فهي تكره مثل هذه الألعاب وعلمن أن وراء ذلك تخطيط منها ورغم ذلك لم يمانعن،
كانت «ياسمين» أول من وقفت وأتجهت نحوها بحماس ثم ألحقت بها «چنة» بينما «روان» ظلت تفكر للحظات هل تلعب أيضا ام لا؟ حتى حسمت أمرها وأنضمت إليهم .

بقيت «إيثار» جالسة مكانها لم تتحرك ولا ترغب باللعب معهن حتى وجهت لها «عايدة» حديثها وهي تقول رافعة حاجبها:

“وانتِ يا إيثار.. مش هتلعبي معانا ولا خايفة!”

ورغم أنها لم يكن لديها رغبة باللعب ألا أنها عندما رأت التحدي بعينيها وقفت مضطرة ثم جلست بجوارهن قائلة بلا مبالاه وهي تهز أكتافها:

“تفتكري إن انا ممكن أخاف من حاجة؟”

أبتسمت لها «عايدة» دون أن تجيبها بينما تحدثت «ياسمين» قائلة:

“دلوقتي أول فقرة هسأل سؤال وكل واحد يجاوب بطريقته ووجهة نظره وهلف الإزازة واللي هتيجي عليها الاول هتجاوب وهكذا”

أومأن لها بالموافقة رغم تعجبهن من سبب طرح سؤالها والذي أقامت اللعبة من أجله خصيصاً.

” السؤال الأول… تفتكروا الحب حلو ولا وحش؟ وشايفين إنه شيء مهم في الزواج ولا لأ ؟…”

أمسكت قارورة الماء ثم قامت بلفها على الأرض حتى توقفت عند «جنة» والتي بدورها بدأت أن تتحدث قائلة:

“بالنسبالي الحب مهم طبعا في الجواز وفي حياتنا عموما ولو اتنين مش بيحبوا بعض مش هيقدروا يكملوا مع بعض لإن محدش هيستحمل عيوب التاني
وبالنسبة هو حلو ولا لأ فهو جميل لو كان الحب متبادل أما لو كان من طرف واحد فبيتحول لعذاب ووجع على صاحبه”

لم يعلق أحد على حديثها لتقوم «ياسمين» بلف الزجاجة مجدداً حتى توقفت أمام «روان» التي نظرن إليها جميعاً مما جعلها تتوتر وهي تقول:

” الحب حلو ووحش.. حلو لما بتحس إن فيه حد بيحبك وبيخاف عليك وبيهتم بيك وبيحسسك إن مفيش غيرك موجود.. بس وحش لإنه بيخليك تحس بمشاعر تانية مش حلوه زي الغيرة والخوف طول الوقت من إنه يحصله حاجة او إن مشاعره تتغير ناحيتك فجأة،
اما بالنسبة للجواز ف عادي ممكن يتجوزوا عن حب وممكن من غير حب ويحبوا بعض بعد الجواز”

لم يبدى أحد اى ردة فعل لتكمل «ياسمين» لف القارورة مرة أخرى حتى توقفت أمام «عايدة» والتي بدورها أخذت نفساً عميقاً وهي تقول:

“الحب دا أسوا حاجة ممكن تحصل للانسان لانه بيخليه طول الوقت ضعيف وخايف.. مين قال إن الحب بيقوي؟ بالعكس الحب بيضعف الانسان وبينهي عقله ويخلي قلبه هو المتحكم وبالتالي قرارته مش هتكون صح لانها مش من عقله…،
أما بالنسبة للزواج ف الحب مش مقاس، لو الشخص اللي معاك كويس هتحبيه غصب عنك لإنه هيجبرك تحبيه
ولو طلع مش كويس هتكرهيه مهما كنتي بتحبيه لإن مفيش حد بيحب حد بيأذيه…إلا لو كان هو شخص غير سوى وبيحب الأذيه فيفضل يحب اللي يأذيه…”

لم تحتاج «ياسمين» للف القارورة مرة أخرى لأن «إيثار» فقط من تبقت لينظروا إليها منتظرين إجابتها والتي ظنوا بأنه سيء من وجهة نظرها ولكنها خيبت توقعهم وهي تجيب بدورها قائلة:

“الحب أجمل حاجة ممكن تحصل في حياة الإنسان حتى ولو كان من طرف واحد… لإن اللي بيحب حد من قلبه بجد حبه لمجرد إن قلبه إختاره من غير ما يستنى ويشوف مشاعر الشخص التاني…،
الحب عمره ما توقف على الزواج سواء اتجوز الشخص اللي حبه او غيره هيفضل يحبه لإن القلب ميحبش غير مرة واحدة لو كان حب صادق ومستعد يعمل اى حاجة في مقابل إنه يحصل على حبه… رغم إن دي خيانة للشخص التاني اللي هيرتبط بيه إلا أنه هيفضل مخلص للشخص اللي حبه”

أنهت حديثها والجميع ينظر له من إجابتها الغير متوقعة، أما عن «روان» فرغم غيرتها على زوجها إلا أنها ولأول مرة تشفق عليها…

ماذا لو تبدلت الادوار وكان «زين» أحب «إيثار» بدلاً عنها؟ لربما كانت ستصبح هي السيئة بقصتهم!..

إنه لشعور مؤلم أن تحمل في قلبك كل هذه المشاعر لشخص لم ولن يحبك يوماً حتى لو أفديته روحك..

لم تكن «عايدة» مخطئة عندما قالت بأن الحب أسوء شيء قد يصيب الإنسان بل إنه لعنة تبقى ملتصقة به كالعلكة حتى يموت..

أت أخيرا دور «ياسمين» والتي أخذت تفكر جيدياً كي تجد الإجابة المناسبة التي تريد أن تقنع بها نفسها قبلهم..

” أعتقد كل واحدة فيكم قالت جملة صح.. الحب حلو ووحش وبيضعف وبيقوى في نفس اليوم
كل واحد بيشوفه بمنظور معين بزوايته هو…،
الحب حلو إنه بيعيشنا إحساس حلو بس في المقابل بيشل عقلنا عن التفكير وبيخلى القلب اللي لا يفقه شيء هو المتحكم في حاجة حاجة…،
وعلشان كدا منستعجلش الشيء قبل اوآنه ونستى لما ييجي في وقته..، وقتها فعلا هنقدر نحب صح “

صمتت قليلاً ثم أكملت حديثها مرة أخرى قائلة الخلاصة ومخزى هذا السؤال:

“علشان كدا ربنا سبحانه وتعالى أمرنا مندخلش علاقات محرمة وكمان أمرنا إننا نغض بصرنا لإن غض البصر بيمنع القصة قبل ما تبدأ وكمان أمرنا بضوابط في الخطبة علشان لو محصلش نصيب محدش فيهم مشاعره تتأذى..، مفيش أجمل من أن الشخص اللي هتحبيه وقت ما تحبيه يكون زوجك حلالك وقتها فعلا هيكون الحب طعمه حلو لانه بدأ صح
وعلشان تحبيه لازم يكون شخص كويس وعلشان يكون شخص كويس لازم يكون من إختيار عقلك مش قلبك وعلشان يكون من إختيار عقلك لازم متكونيش بتحبيه
وهنرجع للفة من تاني…،
ف اللي عايزة اقوله إن الحب حلو او وحش بيتحدد على شخصياتنا احنا ومشاعرنا اللي أتجهت للاشخاص الغلط في الوقت الغلط ووقتها بقى نتحمل نتيجة الغلط”

لم تكن «ياسمين» توجه حديثها لهم بقدر ما كانت توجه لنفسها وهي تعلم بأنها أخطأت حين إنجرفت بمشاعرها للشخص الخطأ وهاهي تجنى ثمار خطئها.

“الفقرة التانية هي صراحة وجرأة هنلف الإزازة واللي هتيجي عليه التاني هيسأله اى سؤال ولو مجاوبش هيبقى جرأة ويطلب منه تحدي”

قامت بلف القارورة فأتت على «چنة» تسأل «ياسمين» والتي تظلت تفكر بسؤالها حتى وجدت لذا سرعان ما سألتها قائلة:

” من لما كنا صغيرين كان زين طول عمره بيهتم بروان أكتر منك عمرك حسيتي بالغيرة منهم؟ “

أبتلعت «ياسمين» ريقها وهي تنظر إلى «روان» التي أنتبهت جيداً وهي تنصت لجوابها، بينما هي لا تعلم ماذا تقول فهي كانت ومازالت تغير من علاقتهم، لتتحدث بصدق وهي تقول:

“طبيعي أني كنت بغير عليه لانه أخويا ومازالت بغير عليه لكن غيرتي الغيرة المعقولة اللي مفيش منها ضرر بمعنى! اى أم لما إبنها يتزوج بتغير عليه من مراته جداً وبنشوف حموات كتير بيغيروا من مرات أبنهم لدرجة إنهم بيخربوا عليها وناسيين إنهم كدا بيخربوا على إبنهم برضو، لكن الأم العاقلة بتعرف إن مشاعر الغيرة دي أمر طبيعي على ابنها وبتقدر تتحكم في غيرتها علشان متخربش على إبنها ودا لإن احنا كستات عموما طبع الغيرة موجود فينا وبنغير على كل اللي بنحبهم
ف انا كذلك الأمر طبيعي إني أغير على أخويا لانه أقرب حد ليا لكن في نفس الوقت مدركة إن دي سنة الحياة
ومينفعش غيرتي تخليني أكره مراته لان انا كمان هييجي عليا وقت وأتجوز وزوجي يكون عنده أخوات “

أبتسمت لها «روان» بصدق لتكمل «ياسمين» حديثها مرة أخرى قائلة بغمزة:

“وبعدين ما انا من حقي أغير وهي مخلية أخويا مش شايف غيرها”

لا تعلم لمَ ولكنها أرادت إيصال تلك الرسالة إلى «إيثار» بشكل غير مباشر أن «زين» لن ينظر لها يوماً والتي عملت مقصدها وتجاهلته وكأن الأمر لا يعنيها وهي تنظر لها ببرود…

لفت القارورة مجدداً لتقع على «إيثار» تسأل «عايدة» وقد تحمس الجميع للقاء الجبابرة… نظرت لها «إيثار» قليلا ثم سألتها قائلة:

“انتِ ليه يا عايدة ياحبيبتي بتحبي تحشري نفسك في اللي ملكشي فيه دايماً؟”

توسعت إبتسامة «عايدة» وهي تجيبها قائلة ببساطة:

“علشان انا حشرية… ها اى تاني!”

لم تجب عليها بينما قامت «ياسمين» بلف القارورة مجدداً لتنعكس الأدوار وتصبح «عايدة» هي من ستسأل «إيثار» لذا ترقب الجميع لسؤالها والذي صدمهم جميعاً عندما سألتها قائلة:

“وانتِ بقى يا إيثار اى أكتر حاجة بتحبيها في زين؟؟”

تغيرت ملامح وجههم جميعاً للصدمة من سؤالها الغير لائق بالمرة وتحديداً «روان» التي طالعتها بغضب، بينما «إيثار» ظلت محافظة على تعابير وجهها ثم أبتسمت وهي تجيبها بجرأة أكبر مجيبة ببسمة:

“بحب كل حاجة فيه”

شعرت «روان» بالنيران تحرقها وكم ودت لو أنها تتحلى بالشجاعة الكافية لتسحبها من خصلاتها ولكنها لا تستطيع مما جعلها تشعر بالقهر والغيرة وهي تقوم من مكانها غاضبة في الوقت الذي عاد فيه «زين» وهو يذهب بطريقه حتى وجدها تصطدم به دون أن تنتبه وكانت ستسقط ألا أنها لحقها وهو يمسكها بقوة ثم أوقفها براحة وهو يقول:

“حاسبي كنتي هتقعي”

بينما هي ما إن رأته حتى أشتعلت الغيرة أكثر بها وهي تتذكر حديثها لتقترب منه وهي تقبل وجنته برفق وتهمس ببعض الكلمات بأذنه جعلت الجميع ينصدم من فعلتها عدا «عايدة» التي أخذت تصفر بحرارة وهي تقول:

“تربيتي”

ها هي قد نجحت بخطتها وجعلت «روان» تفعل هذا عن قصد لتحرق «إيثار» وهاهي أخيراً تبدأ معها اولى الخطوات كي تأخذ حقها وتعتمد على ذاتها
وإن كان رد فعلها تافهاً إلا أن هذا ما أرداته تحديداً…

بينما «زين» ما إن سمع همهمات خلفه حتى التفت سريعا فوجدهم جميعاً ينظرون لهم فهو لم يكن قد أنتبه لهم من البداية ليحمحم بحرج ولم يسحب يدها ويرحل..

🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸

وقفت «حور» بعدما أنهت تحضير الطعام قبل موعد وصول زوجها ثم تحممت وبدلت ثيابها ووضعت العطر الذي أعتاد عليه ويميزها دائما ثم أنتظرته على الباب حتى دخل..

وما إن رآها حتى توسعت بسمته رغم الإرهاق والتعب البادي على وجهه وقد لاحظ هيئتها المرتبة وعطرها الذي يفضله ثم طبع قبلة على رأسه وذهب كي يستريح…

وما إن جلس على المقعد حتى أقتربت منه كي تساعده في خلع حذائه وشرابه وهي تجث على ركبتيها بينما هو سحبه قدمه وهو يقول بتعجب:

“بتعملي اى؟”

“هساعدك تخلع الجذمة والشراب علشان شكلك تعبان”

ورغم رفضه إلا أنها أبت تركته حتى نزعت حذائه وشرابه وقد شعرت بحرارة قدمه ومازال يبدو عليه الإرهاق لتغادر عدة دقائق ثم عادت وهي تحمل إناء فيه بعض الماء كي يضع قدمه به حتى يشعر بالراحة..

لم يرفض لأنه بالفعل كان بحاجة لهذا،
أرجع رأسه للوراء وهو يغمض عينيه مستمتعاً بيدها التي تدلك قدمه برفق مسببة له شعور بالراحة التي أفتقدها طوال اليوم أثناء عمله..

“اى اللي جاب الفكرة دي على بالك؟”

أنتبهت له وهي مازالت تدلك قدمه حتى رفعت رأسها له قائلة:

“كنت بشوف ماما الله يرحمها دايما بتعمل كدا لبابا لما بيرجع من الشغل وتقول علشان طول اليوم واقف على رجله وتعبان وبعد ما توفت أتعودت إني انا اللي أدلكله رجله في مية بعد ما يرجع والصراحة من زمان وانا نفسي اعملك كدا برضو بس كنت عارفة إنك مش هترضى لكن النهاردة لما لقيتك تعبان قولت مبدلهاش بقى”

أبتسم بحنو وهو مازال يراها بأنها أكبر كنز حصل عليه بحياته رغم أنه لا يستحقها إلا أنها نعمة من الله تعالي فخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة..

“تعرفي ياحور.. كنت راجع من الشغل مخنوق ومهموم بسبب مشاكل كتير حاصلة بس أول شوفتك وانا نسيت كل حاجة وأول حاجة جات في بالي إن الزوجة الصالحة لما زوجها بينظر إليها بتسره وانتِ بتسريني وبتأسريني يا حور”

ورغم أنها حزنت لأجل المشاكل التي يمر بها في عمله إلا أن حديثه أراحها وشعرت بأنها تؤدي واجبها جيداً فالزواج ليث للعب والترفيه والخروج بل هو مودة ورحمة وطاعة للزوج فإن الله اذا كان سيأمر المرأة أن تسجد لأحد لكان هذا زوجها..

أنهت ما كانت تفعله وهى تلملم الأشياء حولها وتقول قبل أن ترحل:

“هروح أحضرلك الأكل ونرجع تحكيلي بقى كل المشاكل دي من طقطق لسلام عليكم”

قهقه بخفة وهو يومئ لها بالموافقة وبالفعل ذهبت لتحضر الطعام ثم عادت وهي تضعه أمامه ثم جلست جواره وتناولت معه وما إن أنتهوا حتى أحضرت كوبين من الشاى الذي يفضله ويكيفه ثم جلست جواره مجدداً وهي تقول براحة:

“يلا بقى يا سيدي أحكيلي يومك كان اى من أول ما رجلك خطت الشركة لحد ما نفس الرجل خرجت من الشركة”

لقد عودته «حور» بأن يشاركها تفاصيل يومه كما كانت ترى والدتها تفعل مع أبيها دائما وقد أكتسبت هذه العادة منها وبدأت تفعلها مع زوجها كي يحبها كما فعل والدها مع والدتها… وبالفعل أخذ يقص عليها كي شيء حدث معه وبالرغم أنها كانت لا تفهم كل ما قاله إلا أنها أبدت أهتمامها وشاركتها الحديث وأخذت تحاول معه في إيجاد حلول لمشاكله…

ورغم أنها لم تقدم له حل نافع إلا أنه قد شعر بالكثير من الراحة لحديثه وفضفضته معها وأعتبرها ملجأ أسراره ونصفه الآخر..

(عايزة أقول حاجة أهم من حياتي.. أغلبكم هيشوف مشهد حور وليث مثالي ومبيحصلش لكن أحب أقولكم إنه بيحصل عادي والزوجة بجد والله وبشوف قدامي بتقدر إنها تخلى زوجها سعيد وحياتها سعيدة وتحتويه
وتكسبه ودا في العموم ولكن ميمنعش إن بعض الازواج لا تطاق ومينفعش معاهم شيء ودا بيرجع لسوء إختيارك من البداية ، لكن بجد اتعودوا تعملوا زي حور او حتى جربوا تكونوا زوجات صالحة وهتلاقوا فعلا فيه تغيير،
وهنعتبر ليث وحور حالة إستثنانية وهيكونوا زي توعية زوجية ونصايح كدا واعتبرها مثالية او زي ما تحبوا
ونسيب المشاكل بقى والواقعية للباقيين 😅)

🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸

كانت «روان» جالسة بمنزل والدتها وعلى جانبها تجلس «سهير» وهي تشعر بالحرج لإنها لأول مرة تزورها في بيتها ولكنها أرادت التحدث معها…

“طب وبعد ما خرجتي تقعدي معاه اى اللي حصل؟”

تحدثت «روان» وهي تسألها عن تفاصيل العريس الذي أخبرتها عنه بأنها أُجبرت على الجلوس معه، لتجيبها «سهير» وهي تقول:

“خرجت ويارتني ما خرجت… اول حاجة صدمتني لما دخلت ولقيته من شباب اليومين دول اللي لابس سلسلة وبنطلونه مقطع ولابس في أيده خواتم كتير وطبعاً هو كمان أتصدم لما شافني خارجة بالنقاب…”

قاطعتها «روان» عن الحديث وهي تسألها قائلة:

“طب وانتِ خرجتي بالنقاب ليه؟ دي رؤية شرعية ومن حقه يشوفك”

“عارفة إنه من حقه يشوفني بس انا من جوايا مكنتش مرتاحة وكنت واثقة إنه هيطلع شخص مش كويس فأصريت إني ألبسه”

أومأت لها بتفهم ثم صمتت كي تعطي لها فرصة للاستكمال مجدداً وتسمعها وهي تقول:

“أضطريت إني أقعد رغم إنه كان باين إني مستحيل أوافق عليه بس كان لازم أقعد… المهم كلمني في شوية حاجات وكدا ولقيته بعدها بيقولي إنه عايزني أخلع النقاب وإن من حقه أظهر جمالي علشان أشرفه قدام الناس(للاسف دا حصل وبيحصل بالفعل😅) ف لما حبيت أختبر غيرته كلمته عن قرايبي الولاد واني بتعامل معاهم لقيته متقبل الموضوع وفرحان إني علاقتي بيهم حلوة وكمان بيقولي اطعلي اشتغلي عادي واعملي اللي انتِ عايزاه وغيره كتير
ف حسيت إنه شخص ديوث مينفعنيش ورفضت وطبعاً من وقتها وهم مخانقين معايا في البيت علشان شايفين إنه ابن ناس ومبسوط ومصممين إن العريس الجاى هتجوزه بالعافية”

شعرت «روان» بالحزن عليها وغضبت من أهلها لتجيبها وهي تقول:

“لأ طبعاً مش من حقهم إنهم يجوزوكي لاي حد بمزاجهم
لازم انتِ اللي تختاري الشخص اللي ناوية تكملي معاه باقى حياتك”

طالعتها «سهير» بسخرية وهي تجيبها بتهكم:

“هم ميعرفوش الكلام دا… كل همهم إني أتجوز شخص معروف وابن ناس ومش مهم كويس ولا لأ”

صمتت الأخرى ولا تعلم بما تجيبها ولكنها تحدثت ببعض الكلمات كي تواسيها وهي تقول:

“إن شاء الله ربنا هيرزقك الزوج الصالح”

أبتسمت «سهير» بحزن فمن أين سوف تأتي بالزوج الصالح؟ لتتحدث وهي تقول بتهكم:

“هم مستحيل يجيبولي شخص ملتزم اصلا”

فكرت «روان» قليلاً ثم تحدثت وهي تقول بحماس:

“أكيد زين عنده صحاب ليه ملتزمين اى رأيك أخليه يشوفلك واحد منهم؟”

شعرت بالسعادة وهي تحاول إخفاء بسمتها الخبيثة فهي جاءت ألى «روان» خصيصاً لهذا السبب ورأت بأنها أنسب شخص ممكن أن تأتي لها بعريس مناسب وليس مثل الذين يتقدمون لها عن طريق والدها..

لتقول بخجل وحياء:

“طب وانتِ هتقوليله اي؟ مينفعش تقوليله عايزة عريس لصاحبتي”

تفهت «روان» حديثها بأنها لا تريد أن تقلل من نفسها لتجيبها وهي تقول:

“متقلقيش ياستي هجبهاله بطريقة تانية وأغلب صحاب زين بيدورا على واحدة ملتزمة ومنتقبة كمان”

أغمضت الأخرى عينيها براحة وهي تحمد الله وتتمنى أن تجد من يعينها على طاعة الله ولا يهم اى شيء آخر…

تذكرت «روان» بأن زوجها قد أخبرها بأنه كان جالس مع صديقه الذي يبحث عن فتاة للزواج لتقول بتذكر:

“فيه واحد زميل زين اوى ودايما بيشكر فيه وفي اخلاقه وكان بيقولي إنه بيدور على عروسة”

أجابتها «سهير» ببصيص من الأمل قائلة:

“بجد.. اسمه اى؟”

ضيقت عينيها وهي تحاول تذكر الاسم ثم أردفت:

“مش فاكرة اوي… بس تقريبا أسمه أحمد.”

🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸

أمسكت «ياسمين» هاتفها بتردد ومازالت غير قادرة على أخذ تلك الخطوة وإنهاء كل شيء بينهما…

مازال قلبها يرفض فكرة أن تتركه وهو من فعل كل شيء لأجلها…

أخذت تتذكر أول مرة قابلته بعدما عاد من السفر عندما قام بإنقاذها وذهب معها كي يشترى لها ثياب جديدة بدل التي تمزقت…

أبتسمت وهي تتذكر عندما رأته يجلس مع «روان» بغرفتها ولم يخبرها بأنه أخيها وأصر على مضايقتها كي يثير غيرتها..

ضحكت بخفة عندما تذكرت الثياب التي كان يرتدتها عندما ذهب لخطبتها والعباءة القصيرة التي يرتديها ..

فاقت من شردوها بعدما حسمت أمرها وداست على قلبها ثم أمسكت هاتفها كي تنهي ما بينهما ولكنها ضيقت عينيها قليلا وهي تنظر إلى ما وصل إليها بصدمة…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *