رواية غفران هزمه العشق الفصل السادس عشر 16 بقلم نور زيزو
رواية غفران هزمه العشق الفصل السادس عشر 16 بقلم نور زيزو
رواية غفران هزمه العشق البارت السادس عشر
رواية غفران هزمه العشق الجزء السادس عشر
رواية غفران هزمه العشق الحلقة السادسة عشر
___ بعنــــوان ” نيران القلب ” ___
أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الصدمة وشعرت بجسدها تجمد محله ولم تستطيع تحريك أصبع من يدها حين لمست شفتيه جبينها الباردة بقبلة دافئة فدفعته بقوة بعيدًا من صدره وبسرعة البرق لطمت وجنته بيدها كفًا أشعل نيران عقله وصدره من الغضب، ظل يرمقها بصدمة لا يتخيل أن فتاة تجرأت وصفعته هكذا، وقبل أن يغضب عليها رأها تغادر الفراش وتأخذ ملابسها إلى المرحاض فبدلتهما سريعًا وجمعت أغراضها لتغادر المنزل بضيق وأشمئزاز يحتلها فركض خلفها غاضبًا وهو يصرخ بها:-
_ أنتِ رايحة فين؟
_ ماشية
قالتها بضيق شديد فمسكها من معصمها بقوة يمنعها من الخروج وهو يقول:-
_ أنتِ مجنونة هتخرجي دلوقت أنتِ عارفة الساعة كام؟
_ أعتقد الشارع أمن بكتير من بيتك يا غفران بيه
دفعته بقوة بعيدًا عن طريقها وألتفت مُغادرة كالثور الهائج، صعدت بسيارة أجرة وذهبت إلى المستشفي وفى طريقها كانت شاردة فيما فعله ورجفة قلبها، نظرة الخوف والقلق الذي رأتهما فى عينيه عليها، تجمعت الدموع فى عينيها من الوجع والآن بات قلبها وطنًا للحزن والوجع فقط، كبحت شهقاتها حتى وصلت للمستشفي وجلست أمامها على أحد مقاعد المارة الرخامية وبدأت تستنشق الهواء بحيرة من أمرها…..
______________________
[[ قصــر الحديدي ]]
جاءت “نالا” ركضًا إلى والدتها الجالسة على الأريكة الخشبية فى الحديقة وشاردة فى فكرها تقتل شرودها الأليم بصوتها تقول:-
_ مامي
نظرت “كندا” إلى طفلتها بعيني دامعة من الماضي ووجع الخيانة الأليم يمزقها أربًا من الداخل وكل لحظة يتجاهل بها “غفران” أتصالاتها وهو فى بلد أخرى مع فتاة غيرها تقتلها، رفعت “نالا” يديها الصغيرتين إلى وجنته والدتها بحنان لتمسح دموعها وقالت بلطف:-
_ متعيطيش يا ماما، إنتِ زعلانة مني فى حاجة؟
هزت “كندا” رأسها ببسمة خافتة وسط دموعها من لطف طفلتها وقالت:-
_ لا يا حبيبتي، أنا مبزعلش منك يانالا
ضحكت الطفلة ببراءة ثم مسكت يدي والدتها بعفوية قبل أن تتحدث برجاء ولطف ثم قالت:-
_ مامي ممكن توافقى أجيب قطة صغننة تلعب معايا هنا
نظرت “كندا” بصمت إلى وجه طفلتها لتراها صامتة مُنتظرة الجواب على أحر من الجمر بحماس وعينيها تترجي والدتها أن توافق على جلب قطة للمنزل فأومأت إليها بنعم لتقفز “نالا” من السعادة ووضعت قبلة على وجنتها الدافئة من دموعها الحارة ثم قالت:-
_ هروح لنانا
ركضت إلى قصر اللؤلؤ حيث جدتها “نورهان” لكي تلبي لها طلبها وتجلب لها قطة، نظرت “كندا” إلى طفلتها وهى تركض بعيدًا بسعادة وعادت بعقلها الحزين إلى الماضي
___ عـــــودة للمــــــــــاضي ___
أتسعت عيني “كندا” على مصراعيها وهى تقف فى المرحاض وتحمل فى يدها أختبار الحمل به خطين يعلن عن حملها فوضعت يدها على فمها بذعر من هذا الحمل الذي سيدمر حياتها كاملة ولم يمر على زواجها سوى أسبوعٍ واحدٍ والآن ظهر وجود جنين داخل رحمها و”غفران” لم يقترب منها بهذا الأسبوع، جهشت فى البكاء بأنهيار من الخوف و”غفران” لم يطلقها إذا علم، بل سيقتلها ويدفنها حيث لم يعثر عليها أحد، وحدها من تعلم قسوته وقوته الحادة رغم حُبه الشديد لها، أى رجل أحمق هذا سيقبل بخيانة زوجته وحملها من رجل أخر، جلست على الأرض فى المرحاض بحزن شديد وجهشت بالبكاء بصوت قوي مسموع بأطمئنان فى بوحها أن لم يسمعها أحد بعد أن غادر “غفران” للعمل، ظلت تبكي وتصرخ بحسرة ويديها تضرب قلبها بقبضتها القوية حتى نفدت منها طاقتها وأنهت نحيبها لتخرج من المرحاض بحزن مُتمتمة بألم ومكر شديد:-
_ مش وقت ندب يا كندا، لازم تتصرفي فى المصيبة دى؟
بدلت ملابسها وذهبت إلى الطبيب للتأكد من الحمل وكانت الكارثة لها أن الحمل حقيقي ورفض الطبيب عملية الإجهاض مما جعلها تيأس وتذهب إلى “عفيفي” شيطانها الأكبر وبسببه حياتها تحل بها الكوارث واحدة تلو الأخرى، أتسعت عينيه من مجئ “كندا” إليه بصدمة بعد زواجها فقال بدهشة:-
_ أى دا، مش خايفة جوزك يشوفك هنا وأنتِ لسه عروسة؟
تنحنحت “كندا” بضيق وتوتر من كلماته فإذا علم “غفران” سيفضح أمرها لتقول بضيق ونبرة حادة:-
_ ميخصكش يا عفيفي ، أنا عايزة منك طلب
رفع حاجبه وهو يقف أمام ماكينة القهوة بدهشة من كلماتها وقال مُستغربًا:-
_ عايزة أي؟
_ شريط حبوب من اللى جبت لي منه
ألتف إليها مذعورًا من طلبها وسقط كوب القهوة من يده لتُدهش من رد فعله حين سمع طلبها فأقترب “عفيفي” بخوف من أفكارها التى تحملها داخل رأسها الصغير وقال:-
_ عايزة أي؟
_ أنت سمعتني كويس
تنحنح بتوتر وفك زر قميصه من الخنق بسبب الصدمة وقال بقلق:-
_ الحبة دى مخدرات، مش هقولك أنك متعرفيش سعرها كام؟ لكن عارفة شريط بحاله لو أديتيه لغفران هيحصل أى؟ هيبقي مُدمن مخدرات
أبتلعت لعابها بتوتر والخوف طرق أبواب قلبها وعثقلها حين عملت ماهية الحبة التى أعطتها لزوجها بيدها حتى تخفي خيانتها، جمعت شجاعتها وقالت بتوتر:-
_ مالكش دعوة، أنت تجبلي اللى طلبته منك وخلاص
أومأ إليها بنعم وهو يلتف حول المكتب مُحدثًا إياها بتحذير:-
_ أنا عملت اللى عليا وعرفتك أهو، مترجعيش تقوليلي أنى السبب ولا تقولي أن غفران شك فيكي، بعد الحبة الثالثة لو خدهم فى فترة قريبة هيبقي مدمن وهتظهر أعراض الإدمان عليه
أخرج من أحد الأدراج الخاصة بالمكتب شريط من الحبوب وألقي به على سطح المكتب لتأخذه “كندا” وتعطيه المال ثم غادرت وعادت للقصر، وقبل أن تعود ألقت بدليل الحمل الوحيد وهو أختبار الحمل فى أحد الطرقات من نافذة السيارة ثم اتصلت بـ “غفران” فى الهاتف ليلًا فأجاب عليها بحماس ونبرة دافئة تحمل الكثير من الحُب:-
_ أي يا حبيبتي
تبسمت “كندا” بمكر شيطاني تخفيه خلف وجهها الجميل وقالت:-
_ أنت فين يا روحي؟
_ فى الطريق
أجابته بنبرة دافئة ناعمة يكاد يسمعها قائلة:-
_ طب متتأخرش عشان مستنياك
قشعر بدنه من نبرتها الناعمة التى أحتلت قلبه وجعلته يرتجف بكهرباء الحُب، وصل “غفران” للقصر ولم يجدها بالطابق الأول فصعد إلى حيث غرفتهما ليُدهش بسعادة تغمره حين وجد زوجته تقف أمام طاولة صغيرة عليها عشاء تشعل بعض الشموع وأضواء الغرفة خافتة لتناسب الشموع، رائحة عطرها الفرنسي يملأ الغرفة وعلم من ملابسها الجميلة أنها زُينت لاجله دون أن يرى وجهها، أقتربت منه بحماس فور دخولها لتتعلق برقبته بفرحة مُصطنعة وقالت بهمس:-
_ وحشتني
نظر إليها بإمتنان وسعادة تغمره من هذا الحُب الكامن بداخلها إليه فأخذته من يده بلطف وقالت:-
_ تعال يا حبيبي نتعشي عشان الأكل ميبردش
جلسوا يتناولوا الطعام معًا بسعادة وعينيها ترمق “غفران” بخباثة وهو يتناول طعامه فى هدوء ثم مدت يدها إليه بكوب العصير وقالت:-
_ أشرب العصير يا حبيبي
أخذ الكوب من يدها وأخذ رشفة من الكوب ثم أكمل طعامه وهى تراقبه مع كل رشفة من الكوب بحماس وكبرت بسمتها أكثر حين أنهي كوب العصير بعد أن نجحت خطتها ……….
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها باسم “عفيفي” فلم تُجيب عليه وعقلها الآن غارقًا فى خيانة “غفران” لها ودموعها بللت وجنتها بغزارة مع ذكرياتها الأليم، من لحظتها الأولى معه كانت تكذب عليه والآن تبكي لخيانته، تفتيت قلبها الآن لأجل خيانته جعلها تُدرك كام كانت الخيانة مُميتة للقلب والروح، توقف الهاتف عن الرنين فأخذته وفتحت صندوق المحادثة مع “غفران” وكتبت له رسالة واحدة
_ أنت خُنتني يا غفران؟
أنتظرت الجواب كثير لكنه لم يُجيب وبعد ساعة تقريبًا فتح الرسالة لتتحمس وقالت بتمتمة:-
_ شافها
لكن حماسها لم يدوم كثيرًا حين تجاهل “غفران” رسالتها ولم يُجيب لفترة طويلة ……
___________________________
مر أكثر من أسبوع على فعلته وطيلة هذه الفترة و”قُسم” تُقيم فى المستشفي مع والدها ولم يرى “غفران” طيفها حتى وقد حرمته منه، دلف “عُمر” إلى المنزل وكان “غفران” جالسًا على الأريكة يتابع أعمال شركته على التابلت وييفتح مكالمة فيديو مع اعضاء شركته فى اجتماع عمل ليقف “عُمر” مُنتظر أنتهاء الاجتماع وبعد أن أغلق “غفران” اللاب توب تحدث “عُمر” بنبرة جادة هادئة :-
_ أحم أنا كنت فى المستشفي وأطمنت على حالة أستاذ جميل الصحية والدكتور النهار دا كتب له على خروج وقُسم طلبت منى احجز لها على أول طيارة راجعة مصر
ألتف “غفران” إليه بصدمة ألجمته من طلبها وغضبها منه جعلها تتخطاه وتتحدث مع “عُمر”، بل طلبت منه أن يساعدها فى الرحيل فخرج “غفران” من المنزل غاضبًا وأخذ سيارته إلى المستشفي ورآها هناك تعبر الطريق أمام المستشفي بنفس ملابسها التى غادرت المنزل بها لذا تمكن من التعرف عليها ، ذهب خلفها مشيًا بعد أن ترجل من السيارة، وقفت تشتري بعض الطعام من أجلها ودفعت بعض المال ثم ألتفت لترى “غفران” أمامها فقالت بضيق:-
_ عايزة أعدي
_ وأنا عايز أتكلم معاكِ
قالها بحدة صارمة لتعقد حاجبيها بضيق شديد ثم قالت بغيظ وهى تكز على أسنانها:-
_ وأنا مش عايزة أتكلم معاكَ ولا طايقة أشوفك
_ مش بمزاجكِ يا قُسم
قالها بحدة صارمة فمسك يدها بقوة رغمًا عنها وسحبها خلفه إلى مكان هادئ يتحدث به وهى تصرخ به بعنادٍ قائلة:-
_ سيبنى يا غفران، سيبنى مش عايزة أتكلم معاك، هو مش بالعافية يعنى
ألتف إليها أثناء سيره للأمام بضيق شديد:-
_ لا بالعافية يا قُسم، بالعافية حتى لو حكم الأمر أشيلك مش أجرك
وصل إلى حديقة عامة هادئة فسحبت يدها بقوة منه بعد أن أوقفت قدميها عن التقدم أكثر وقالت بخنق صارخة به:-
_ أنت عايز أي؟ فاكر أن مهما تقول أو تبرر هسامحك أو هنسي عملتك فيا، لا يا غفران أنا مستحيل أسامحك ولا أنسي الشعور اللى حسيت به وقتها
لم يبالي للمارة الذين نظروا عليهم من صوتها العالي فقال بصراخٍ مُنفعلٍ مثلها وأكثر:-
_ مش من حقكِ ، مش من حقكِ يا قُسم تحرمني منك ولا تسيبني وتمشي
أقترب أكثر منها ومسك ذراعها بقوة حتى سقط الطعام منها من قوته وشدته المحكمة عليها وقال بتهديد:-
_ ولا من حقكِ تكلمي راجل تاني فاهمة
أبتلعت لعابها بخوف من نظراته التى يتطاير منها الشر والغضب الذي أكمل رعبها فى نبرته الحادة لكنها لم تكن فتاة سهلة المنال يَسهل عليه ترويضها فرغم خوفها دفعته بقوة من صدره أكثر بعيدًا وقالت بتحدٍ وعنادٍ أكثر:-
_ أنت عبيط، أنت فاكر نفسك مين عشان تقولي أتكلم مع مين ولا أعمل ؟ مش كفاية عملتك السوداء ، أنا معاك حسيت أسوء وأقذر إحساس ممكن أحسه فى حياتي، لما عاملتني على أنى واحدة من الشارع يا دوب تخون مراتك معها وتغيظها بها
_ حقك تزعلي من اللى عملته، لكن كمان من حقي أنكِ تعذريني، لما يتصل أبوكي بيا أخر الليل ويقولى إنكِ أختفيتي واترعب عليكِ وأخرج زى المجنون أدور عليكِ فى الشوارع، ولما ألاقيكي مُنهارة وبالمنظر اللى كُنتِ به، ولما ألاقيكِ واقعة من طولكِ قصادي وخوفي عليكِ، أنا اللى عملته من الخوف والرعب اللى حسيته ليلتها عليكِ، كنت عايز خايف ومش واعي بحاجة غير أني أطمن عليكِ وأضمك ليا
قالها بفزع ووجع يحتله وهو يصف لها ما شعر به بهذه الليلة وكم كان شعور الفقد والخوف مُرعبين له حينها، ألتزمت الصمت هذه المرة وبدأت مشاجرتهما تهدأ وحدتها وعنادها بدأوا فى الخمول قليلًا أكثر عندما رأت دمعة حزينة تجمعت فى عينيه العسليتين، استدارت لكي تغادر دون أن تتفوه بكلمة واحدة أخرى فأستوقفها “غفران” حين مسك رسخها بلطف يمنعها من الرحيل وقال بتراجي:-
_ متمشيش يا قُسم
_ لازم أمشي يا غفران، وأرجوك أحجزلى على أول طيارة راجعة مصر أنا وبابا وكفاية لحد كدة
قالتها بحزن دون أن تستدير له فصرخ بغضب وكاد أن يفقد عقله:-
_ أنتِ مجنونة عاوزة ترجعي عشان يجوزك لحازم بالعافية
_ وحازم يختلف أى على بقية الرجالة كلكم مبتحترمش البنت اللى معاكم وبتستني الفرصة عشان تعملوا اللى عايزينه
قالتها بألم شديد ليُصدم “غفران” من ردها الذي ألجمه وهى تقارنه بـ “حازم” وتراه مثله تمامًا، تمتم بضيق شديد:-
_ متحطنيش فى مقارنة مع الزبالة دا، والجوازة دى لو وقفتي على رأسك ولو أنطبقت السماء على الأرض مش هتم يا قُسم، وأوعي تنسي أنك بتكلمي غفران الحديدي وإنتِ لسه مشوفتيش وشي التاني
غادر هو هذه المرة بعد أن ترك يدها لتراه يغادر بغضب واثقًا من نفسه جدًا، أخذ كيس الطعام من الأرض ووضعته جانبًا وذهبت لشراء طعام أخرى وعادت إلى المستشفي لترى “عُمر” بأنتظارها ومعه تذاكر الطائرة ليقول بجدية:-
_ الطيارة بكرة الساعة 3 العصر
أومأت إليه بنعم ليقول بجدية:-
_ ياريت أول ما توصلي مصر متفقليش تليفونك لأن عليكِ دين لازم توفيه ومتنسيش أن العملية مكانتش ببلاش ومالهاش علاقة بالخلاف اللى بينكِ وبين مسيو غفران، دا في عقد وممضي
هزت رأسها بنعم ثم ولجت إلى غرفة والدها ليعود “عُمر” إلى السيارة وكان “غفران” بها جالسًا بالخلف فسأل بمكر شيطاني:-
_ عملت أي؟
_ زى ما حضرتك طلبت
أومأ إليه بنعم ونظر من النافذة بحدة صارمة ثم قال مُتمتمًا:-
_ قُسم هى اللى جابته لنفسه، أنا محدش يتحداني وهى اللى أصرت تشوف وشي التاني ، أطلع يا عُمر على المطار وأول ما توصل قُسم لمصر تتصل تجيبها الشركة عشان تشوف بنود العقد اللى مضيته
أومأ إليه بنعم وأنطلق مُلبي أمره…..
__________________________
[[ قصـــــــر اللؤلؤ ]]
خرجت “رزان” من القصر ليلًا كى تغادر فوجدت “تيا” تقف أمام سيارتها، تحدثت بهدوء:-
_ أخبارك أي يا مدام تيا؟
_ بخير، عايزة أطلب منك طلب لكن أرجو أنه يكن سر
قالتها “تيا” بجدية صارمة فأومأت “رزان” إليها بنعم، جمعت “تيا” شجاعتها فى الإفصاح عما بداخلها وقالت بجدية:-
_ عايزة منك تجيبي ليا كل حاجة عن أنس بيعملها من ورايا طول ما هو برا القصر
تبسمت “رزان” بخفة وقالت بعفوية:-
_ حضرتكِ بتشكي فيه؟
تنحنحت “تيا” بحرج من فهم “رزان” للأمر وقالت بغلاظة:-
_ لا، مالكيش دعوة أنا عايزاكي تشوفي حد يراقبه ولو تعرفي تجيبلي سجل مكالماته الفترة اللى فاتت يبقي كويس
هزت “رزان” رأسها بثقة من مهارتها ولولا مهارتها ما كنت ستكون مساعدة “نورهان” بجبروتها لتوقل:-
_ دا شيء سهل جدًا سواء حد يراقبه أو مكالماته، لكن أنا مبعملش حاجة غير بأمر دكتورة نورهان
أقتربت “تيا” قليلًا منها وحدقت بعينيها بحزن وخوف يحتلها من معرفة والدتها لما تشك به ثم قالت بجدية:-
_ هكون شاكرة ليكِ يا رزان لو عملتيلي الخدمة دا من غير ما حد يعرف وخصوصًا ماما أو غفران، ماما لو عرفت مش هتسكت ممكن تدمره ولو غفران حس أنى شاكة فيه هتكون أخر ساعة فى عمر أنس، الأثنين مُرعبين أكثر من بعض وجواهما جبروت بيرعبني أنا نفسي وأنا من عائلتهم ما بالك أنس، أرجوكِ
أبتعلت “رزان” لعابها بتوتر ثم قالت بخوف:-
_ حضرتك تعرفي لو دكتورة نورهان عرفت أنى بعمل حاجة من وراء ظهرها هيحصل فيا أي؟
عقدت “تيا” حاجبيها بخوف يحتلها من معرفة عائلتها انها تشك بزوجها مما جعل “رزان” تشفق على حالتها وهذه العائلة مُرعبة حقًا كالجحيم فى غضبهم، تحدثت بلطف قائلة:-
_ طيب خلاص مش هقول لحد بس تكون أول وأخر مرة ارجوكِ متأذنيش فى شغلى ولا تخسرني دكتورة نورهان وهى عمرها ما قصرت معايا أو ….
قاطعتها “تيا” بحماس شديد ثم قالت:-
_ حاضر والله حاضر أخر مرة بس بسرعة يا رزان لأن انا هموت من القلق
هزت رأسها بنعم لتغادر “تيا” فصعدت “رزان” إلى سيارتها مُغادرة القصر ……..
_________________________
وصلت “قُسم” إلى شقتها بصحبة والدها مُتكئ عليها وجلسوا معًا فى الغرفة و”صفية” تبكي بفرحة من عودة زوجها حي يرزق بينما “قاسم” جالسًا قرب والده يقبل يده بحنان فخرجت “قُسم” من الغرفة تاركة والدها مع عائلتها لكن استوقفها على الباب صوت والدها يقول:-
_ قُسم، أتصلي بحازم وقوليله أنى عايزاه
ألتفت “قُسم” إليه بحزن وخوف يحتلها بسبب حديث والدها فقالت بتمتمة :-
_ ممكن ترتاح يا بابا الأول وبعدين نتكلم لما تصحي
_ سمعتيني يا قُسم
قالها بحدة شديد لتغادر “قُسم” فنظر “صفية” إلى زوجها بدهشة من طلبه إلى “حازم” فقالت بلطف:-
_ قوم يا قاسم أمشي على درسك
أومأ “قاسم” لها بنعم وقال بعفوية:-
_ أيوة زحلقيني أيوة، بس أنا عشان جدع همشي
قالها بتذمر وخرج من الغرفة، نظرت “صفية” إلى زوجها وقالت بضيق:-
_ عايز حازم ليه؟ هى قُسم مقالتلكش على اللى عمله
تنهد بهدوء من التعب ثم قال بحدة:-
_ قالتلي يا أم قاسم، بس دا طيش شباب لكن الجد بقي أن لازم الجوازة دى تتم وبسرعة، بنتك عاشقة يا صفية
لم تفهم كلماته فقالت بضيق:-
_ ولا عاشقة ولا حاجة، دى بقيت بتكرهه وحازم بقي مكرهها فى كل حاجة فى الدنيا وكل الجوازة
تنحنح “جميل” بجدية ورمق زوجته بعيني حزينة خائفًا على مستقبل أبنته الوحيدة وقال بحزن ونبرة مُتلعثمة:-
_ بنتك مش عاشقة حازم، بنتك عاشقة راجل متجوز وعندي عيلة ولأجل العشق دا عمل ليا العملية بالمبلغ دا وأنا مش هستني لما بنتي تتحول لخرابة بيوت وخطافة رجالة ولا أنها تكون السبب فى كسر قلب بنت زيها ولا سرق أب من بنته، قُسم لازم تتجوز حازم عشان نقطع عرق ونسيح دم بعد جوازها هيبقي مستحيل أن العشق دا يدوم ولا من طرفها ولا من طرفه …. فهمتي ليه رغم اللى عمله حازم دا أنا اللى هجيبه وهراضيه وأخلى يتجوز بنتي
جهشت “صفية” فى البكاء ثم قالت بحزن وخوف على طفلتها:-
_ بس أنت كدة هتظلم بنتي وتكسر قلبها
_ كسرة قلبها ولا أنها تعيش سعيدة على حساب كسرة قلب بنت تانية هى اللى تدمر حياتها بسعادتها، تظلم نفسها أهون بكتير من أنها تظلم حد تاني، المظلوم له رب يقف معاه ويعوضه ويراضيه لكن الظالم له ربنا أقوى منه
قالها بجدية صارمة مُنهي الجدال فى هذا الأمر وقد حسم أمر حياتها بنفسه وقرر قتل قلبها بيديه كأنه لا يخشي الحزن على طفلته ولا يهتم لأمرها
___________________________
[[ قصر الحديدي ]]
وصل “غفران” إلى القصر لتركض “نالا” إليه بحماس وإشتياق إلى والدها الغائب من فترة طويلة ، ضمها بحنان وهو يقبل جبينها ويديها الصغيرة فجاءت “كندا” من الخلف بوجه غاضب وقالت بنبرة قوية مُخيفة:-
_ نالا ، أطلعي على أوضتك
نظرت الطفلة إلى والدتها ليقف “غفران” مُعتدلا فصرخت “كندا” بانفعال:-
_ قولتلك أطلعي على أوضتك ، خديها يا فاتن لأوضتها
اخذت “فاتن” الطفلة إلى الأعلى لتعقد “كندا” ذراعيها أمام صدرها حادقة بزوجها الغائب ولأول مرة لم تركض إليه حين يعود ولم تشتاق إليه، بل شعور الغضب والكره والأشمئزاز هم ما يسيطرون عليها فقالت بضيق:-
_ مجبتهاش معاك ليه، وبالمرة تعرفني عليها
أجابها “غفران” بمكر وغضب يحتله من خيانتها هى الأخرى قائلًا:-
_ قريب إن شاء الله تنور القصر وتقهر قلبك وتذلك يا كندا
قالها وهو يسير نحو مكتبه حتى وصل قُربها لتمسكه من ذراعه بقوة تمنعه من الرحيل وصرخت به بأختناق:-
_ أستن هنا أنا بكلمك، أنت بتعمل كدة ليه؟ أنتِ شايف إحنا وصلنا لفين يا غفران؟ شايف الحُب اللى بينا مات أزاى
_ من خيانتكِ اللى لسه منستهاش ولسه حسابك جاي،، أنا سايبك بس دلوقت بمزاجي لحد ما أروق لكِ
قالها ببرود شديد وعينيه حادقة بوجهها الضبابي لتدمع هذه العيون بوجع وقد فقدت أعصابها من بروده القاتل لها وألم خيانتها قد أحتلها طيلة الليالي الماضية لتصرخ بأنفعال فى وجهه:-
_ حرام عليك يا غفران والله العظيم وحياة بنتي اللى عمرى ما هحلف بحياتها كذب أنا من يوم ما دخلت بيتك وبقيت على ذمتك طول العشر سنين دول ما خُنت ولو بنظرة غصب عني حتى، يعلم ربنا أنى ملككَ أنت لوحدك وأنك ظالمني، وربنا ما فى راجل لمس شعرة منى من يوم ما شلت أسمك
نفض “غفران” ذراعها عنه بقسوة وهو يستمع إلى بكاءها فى كلماتها وقال بغضب شديد:-
_ كذب ودموع التماسيح دى عمرها ما هتدخل عليا، أنتِ كاذبة يا كندا وأنا عديت لكِ كتير أوى وجه وقت الحساب
_ يا غفران أنا
قالتها بألم وحزن شديد لتُصدم حين وضع يده على عنقها يخنقها بقوة وكاد أن يقتلها حقًا من الألم الذي يشعر به فى رؤيتها أمامه وسماع صوتها، تحدث بألم ونبرة مُرعبة:-
_ أنا لو قتلتكِ هنا محدش هيحس بيكي يا كندا وأنتِ خلاص حفرت قبرك بأيديكي متستعجليش لدخوله بقي
كادت أن تختنق فى قبضته وبدأت تضرب يده بيديها حتى يتركها ويتخلى عن عنقها لتلتقط أنفاسها لكنه لم يفعل فظل يضغط أكثر وأكثر على عنقها بحجم الألم الذي يحتله وبسبب خيانتها فقد الرؤية تمامًا ولم يعد يرى وجه “قُسم” الجميل فسقطت يديها عن يده وأغمضت عينيها فاقدة للوعي ليسقط جسدها أرضًا مع صرخة “عُمر” الذي دلف للقصر وقال:-
_ مسيو غفران…….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)