رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل التاسع 9 بقلم روان الحاكم
رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل التاسع 9 بقلم روان الحاكم
رواية وسولت لي نفسي 2 البارت التاسع
رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء التاسع
رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة التاسعة
عبدك انا، و الدنيا تعصر خافقي،
ضمد جراحي، إني إليك اهرب…
إنَّ الله إذا كلَّف أعان..
فلا تنظُر لثقل التكليف، وانظر لقدرة المُعين..
“لا يُكلّفُ اللهُ نفسًا إلا وسعَها”
كل مسؤولية ألقاها الله على عاتقك أنتَ لها
فاستعن بالله ولاتعجز.♥️
__________________________
“اى البرشام دا يا عايدة؟”
تحدث «زين» وهو يضيق جفونه بشك ثم تخطاها وأقترب من شرائط الدواء الموضوعة أعلى الكومودينو
ثم أمسكها وهو يتفحصها بديه حتى عاد إليها وهو يقول بصدمة:
“اى دا يا عايدة!!”
أبتسمت بسخرية وهي تجيبه بتهكم:
“لبنان نعناع”
أجابها بحدة وهو يقول:
“انا مش بهزر يا عايدة… بقولك اى دا!؟”
“دوا زي ما انت شايف”
أغمض «زين» عينيه وهو يزفر بضيق ثم أردف بنفاذ صبر:
“منا عارف إنه دوا.. بيعمل معاكي اى بقى!؟”
ومجدداً أجابته بسخرية وهي تقول:
“لأ مفيش حاطاه ديكور عندي في الأوضة”
غضب من أسلوبها المستفز والمعتاد كعادتها ليقول وهو يمسك أكتافها قائلاً بغضب:
“بطلي برود يا عايدة واتكلمي عِدل… انتِ مش المفروض خفيتي!؟؟ رجعتي للعلاج تاني ليه!؟”
أجابته وهي تنزع يده عنها ببرود قائلة:
“انا مبطلتوش اصلاً يا زين علشان أرجعله”
مسح «زين» على رأسه وهو يتنهد بضيق وحزن
هذا يعني أنها طوال تلك المدة كانت تأخذ هذا العلاج دون توقف! لم تمنعه كما أخبرتهم..!
أقترب منها مجدداً ثم تحدث بهدوء عكس ما بداخله وهو يقول:
“وليه مبطلتيهوش!؟ مش انتِ المفروض إنك تعافيني!”
لم تجب عليه ثم جلست على الفراش وهى تأخذ نفسها
ثم نظرت له وهي تقول بتهكم:
“ومين قالك إني اتعافيت!؟ حكمت على اي أساس!”
صمت ولم يتحدث.. هو بالاساس لا يعلم ماذا يقول فقد صُدم حقاً.، أقترب منها وهو يجلس جوارها قائلاً:
“امال السنتين الكاملين اللي قضتيهم هناك كنتي بتعملي فيهم اى! ورجعتي على أساس انك اتعافيتي وبطلتي العلاج! ”
زفرت بملل من تلك الأسالة لتقلب عينيها بضيق وهي تقول:
“قوم روح لمراتك يا زين علشان عايزة انام”
“مش قبل أفهم ازاي لسه بتاخدي العلاج وانتِ عارفة كويس اوي إنه غلط تاخديه المدة دي كلها”
تعلم أنه محق في هذه النقطة ولكنه لا يعلم كما جاهدت نفسها كي تستطيع العودة للحياة مجدداً..
” انت عايز اى دلوقتي يا زين!؟”
“عايزاك ترجعي يا عايدة.. عايز اشوف عايدة بتاع زمان مش اللي قاعدة قدامي دي”
أبتسمت بسخرية ثم أجابته بصدق:
“تعرف اى الميزة الوحيدة من كل اللي حصلي زمان! هي إني بقيت عايدة اللي قدامك دي…مش عايدة المغفلة بتاع زمان!”
لم يروقه حديثها ولا تغييرها هكذا فقد أصبحت شخصاً آخر وقد تغيرت كليا ويعلم جيداً أن ما مرت به لم يكن بالهين بتاتاً..
“انتِ لسه صغيرة يا عايدة واللي عيشتيه مهما كان صعب مش نهاية العالم ولسه قدامك عمر طويل مينفعش تستسلمي للحياة كدا والعلاج اللي لسه بتاخديه مش حل وهيدمرك”
تنهدت بتعب ظهر على صوتها لأول مرة وهي تقول:
“العلاج دا الحاجة الوحيدة الصح اللي بعملها يا زين
وبيعمل اللي محدش بيقدر يعمله”
“هتخفي وهتبقى أحسن من الاول انا واثق”
“مبقتش فارقة… انا كدا مرتاحة وكفاية كلام وقوم بقى علشان عايزة انام”
قام من مكانه ثم وقف وقبل أن يرحل فتح ذراعيه لها كدعوة منه لاحتضانها بينما هي لم تتحرك إنش من مكانها وهي تقول ببرود:
“روح نام يا زين”
أقترب منها ثم ضمها عنوة وهو يقول ممازحاً:
“الأحضان حلوة على فكرة بتخفف الألم”
أجابته بنبرة ساخرة وهي تقول:
“للي زيك وزي روان كدا لكن اللي زيي معتقدش”
تجاهل حديثها ثم أردف وهو مازال يحتضنها:
“العياط حلو على فكرة بيريح”
“حلو روح عيط بقى”
أغتاظ من برودها وهو يقول:
“هو انتِ مفيش فايدة فيكي ياشيخة بطلي برود بقى”
تحدثت وهي تبتعد عنه قائلة:
“برودي دا مكلفني كتير لعلمك”
تنهد «زين» ثم أخرج زفيراً وهو يقف وتحرك بعدما قال:
“نامي دلوقتي وبكرا لينا كلام تاني”
هزت رأسها دون أن تجيب ثم ذهبت إلى فراشها وهي تشعر بالإجهاد والتعب ورأسها يكاد ينفجر من شدة الألم…
أستلقت على الفراش ثم أغمضت عيناها وتود لو أنها لا تفتحهم مجدداً ثم أرجعت رأسها للوراء وتبادر على ذهنها بعض المشاهد التي لم ولن تُمحى من ذاكرتها ابداً..
أبتسمت بألم وهي تتذكر كم كانت شغوفة تحب الحياة
وتحب الناس ولديها الكثير من الأحلام الوردية التي تود تحقيقها…
ماذا عن تلك الاحلام الآن!؟ لقد تبخر كل شيء وبقت هكذا جسداً بلا روح تتظاهر بالقوة أمام الجميع
وهي هشة.. هشة جدا للغاية..،
تود فقط لو أستطاعت العودة إلى الماضي كي تمحي هذا اليوم.. اليوم نفسه الذي كان سبب بكل شيء حدث معها وما أوصلها لتلك الحالة..
ليتها حبست نفسها ولم تخرج من غرفتها قط
ليت وليت وليت ولكن ما عاد يفيدها الندم بشيء
أمسكت رأسها بألم ثم قامت وأخرجت العديد من حبات الداوء ثم تناولتهم كي تستطيع النوم ككل ليلة لا تهدأ رأسها حتى تأخذهم وتنام أخيراً…
🌸سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم🌸
أستيقظت «روان» باكراً عن الوقت المعتاد ثم أخذت تفرك عيناها بنعاس ونظرت إلى «زين» الذي مازال نائماً بجوارها بتعجب أنه لم يستسقظ بعد..
ثواني وأبتسمت بخبث وهي تستغل إستيقاظها قبله
ثم نهضت من على الفراش بحماس وخرجت من الغرفة ثم عادت بعد دقائق تحمل بيدها الكثير من قطع الثلج..
وقبل أن تضعها فكرت بأن تجرب أن تيقظه أولاً كي تريح ضميرها لتذهب إليه ثم أخذت تناديه بصوت منخفض كي لا يسمعه وبالفعل لم يستيقظ لتقف أمامه وهي تقول:
“انا عملت اللي عليا أهو وصحيتك وانت مقومتش”
أمسكت قطع الثلج وهي تنظر له بخبث ثم ضحكت بشر قائلة:
“هعهعهعع مش انا اللي بسيب حقي”
وما إن أنهت حديثها حتى وضعت جميع قطع الثلج داخل ثيابه بكثرة جعلته ينتفض من مكانه بفزع وهو يحاول ازالتهم..
بينما هي وقعت على الارض من شدة الضحك وهي تضع يديها على فمها قائلة:
“ااه مش قادرة تستاهل”
نظر لها «زين» شرزاً بعدما أخرج قطع الثلج من ثيابه وهو يقول:
“انتِ أد الحركة دي؟”
بينما هي ما إن رأت ملامحه حتى أردفت بتوتر:
“ماهو اصل هفهمك انا حاولت أصحيك وانت مقومتش ف كان لازم اعمل الصح”
تجاهل حديثها وهو مازال يقترب منها وملامحه لا تبشر بالخير لتبتلع ريقها بخوف وهي تتراجع للوراء قائلة:
“هو مش انت قولتلي رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ وَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ
وانا صحيت وانت مرضتش تقوم”
رفع حاجبه على آخر حديثها بمعنى حقاً؟ هل أيقظته بالفعل وهي تعلم بأن نومه خفيف لتقوم وهي تبتسم ببلاهة:
“الصراحة صحيتك بصوت واطي علشان خوفت أفزعك من نومك ولا حاجة”
ليجيبها «زين» بتهكم وهو يقول بسخرية:
“ف قومتي حاطلي تلج علشان تقطعيلي خلفي صح”
هزت رأسها بالنفي وما إن وقف أمامها وهو ينظر إليها بوعيد حتى أستغلت قربه منها وهي تضم وجهه بين كفيها قائلة بدلال كي تنسيه الأمر:
“بعد الشر عليك ياحبيبي انا خوفت تروح عليك الصلاة”
ورغم أنه يعلم جيداً أنها تفعل هذا كي تثبته وتنسيه الأمر إلا إنها نجحت بالفعل وأبتسم لها بينما هي مررت يدها على خده بلطف ورقة وهي تقترب منه أكثر جعلته يغمض عيناه بهيام ثواني قليلة ثم ركضت من أمامه مسرعة وهي تتجه نحو الخارج وهي تضحك بقوة قائلة:
“وضحكت عليييك”
فتح «زين» عيونه على وسعهما بدهشة وقد فاق لنفسه
ثم وبخ نفسه وهو يقول بحسرة:
“بقى انا بعد العمر دا كله يضحك عليا من عيله!”
ضرب كف بكف وهو يتجه ناحية المرحاض ويقول بضحك:
“على رأي عايدة مبتتشطرش غير عليا انا”
دلف إلى المرحاض كي يتوضئ ليصلي القيام قبل أن يأذن الفجر وبعد أن أنتهي خرج وهو يقول ما بعد الوضوء بسره:
“سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك… اللهم أجعلني من التوابين وأجعلني من المتطهرين”
وقف يصلي ويقرأ قرآن ويدعو الله بكل ما يريد وهو يثق بأن الله سيستجيب له وهذا حسن ظنه بالله لذا كان يشعر بالراحة والسكينة وما إن انتهي حتى أقترب موعد آذان الفجر ثم خرج كي يذهب للصلاه ليتفاجئ ب «روان» تقف أمامه وهي مرتدية ثيابها وتقول بعجالة:
“يلا بسرعة علشان منتأخرش”
توقف وهو ينظر إليها من أعلى لأسفل ثم أجابها مضيق عينيه قائلاً:
“منتأخرش على اى بالظبط”
أقتربت منه وهي ترمش بأهدابها عدة مرات وتقول ببسمة سمجة:
“منأخرش على الصلاة”
ليقترب منها «زين» أكثر وهو يرمش بأهدابه عدة مرات مقلداً إياها وهو يقول هامساً لها:
“لأ مهو انتِ مش هتيجي معايا”
أبتعدت عنه وهي تنظر له بضيق وهي تقول:
“بس انا حبيت الصلاة في المسجد وعايزة أروح معاك”
نظر في ساعته وقد تأخر الوقت ليجيبها قبل أن يرحل بجدية منهياً الحوار:
“أدخلي صلي جوة يا روان وقولت مفيش خروج”
تركها تنظر له بسخط وضيق ثم ذهبت كي تصلي بالداخل وهي تشعر بالغضب منه بينما هو سار ناحية المسجد وهو يستغفر الله ويجدد نيته أنه ذاهب للمسجد ويأخذ حسنات على كل خطوة يخطوها إلى المسجد حتى وصل..
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
عاد «زين» من الصلاة بعد مدة فتفاجئ بها تجلس أمام المنزل تنتظره وما إن رأته حتى أدارت وجهها عنه بغضب…
أبتسم بخفة ثم سار نحوها وجلس جوارها وهو يقول:
“يعني انتِ دلوقتي قاعدة مستنياني ولا زعلانة مني”
أجابته بحنق وهي تقول:
“ملكش دعوة بيا علشان انا مبكلمكش اصلا”
تنهد وهو يدير وجهها نحوه ثم أبتسم وهو ينظر إليها قائلاً ببسمة كي يرضيها:
“انتِ عارفة إني مبحبش أزعلك وبسيبك تعملي اللي انتِ عايزاه بس لما يكون الأمر مش أمان ليكي يبقى مينفعش وتكوني واثقة إني عايز مصلحتك”
لوت شفتيها بضيق ولم تقتنع بحدثه وهي تجادله قائلة:
“أيوة بس انا مش بعمل حاجة غلط دا انا بقولك هاجي معاك المسجد أصلي وكمان انت معايا اهو”
“بس علشان هناك مش هكون مطمن عليكي لإنك انتِ بنفسك شوفتي إن مفيش كتير هناك وممكن تصدف وتروحي ومتلاقيش حد ووقتها مش هيكون أمان ليكي لإننا بقينا في زمن ما يعلم بيه إلا ربنا.، وعلشان كدا ربنا خلى صلاة المرأة في بيتها ولو كان صلاتها في المسجد خير ليها كان ربنا أمرها بدا..،
ولما خدتك معايا المرة اللي فاتت مكنتش عارف أركز في الصلاة وفضلت قلقان… يرضيكي معرفش أركز في الصلاة كل مرة بسببك!”
هزت رأسها بالنفي وقد أقتنعت بحديثه بل أبتسمت لإنه أخذ يوضح لها سبب رفضه ولم يتركها لعقلها وتظنه يتحكم بيها..
رفعت رأسها له وهي تقول ببسمة:
“انت ازاي حنين اوى كدا يا زين!”
ورغم أنه تعجب حديثها المفاجئ إلا أنه أردف:
” علشان لازم أكون حنين وزوج صالح ليكي ”
“يعني مش علشان بتحبني!؟”
هز رأسه بالنفي وهو يقول:
“حتى لو مكنتش بحبك لازم أكون كويس علشان ابقى زوج صالح وأبر زوجتي وأستوصي بها خيراً زي ما الرسول أمرنا”
صمتت قليلاً تفكر بحديثه ثم سألته مجدداً وهي تقول:
“معنى كدا إنك حتى لو كنت اتجوزت حد غيري كنت هتكون حنين عليها كدا برضو!؟”
” حسن المعاشرة بين الزوجين ملهاش علاقة بالحب وإن كانت سبب من الاسباب يعني الزوجة مطالبة إنها تطيع زوجها حتى لو مبتحبوش وبرضو الزوج مطالب إنه يكرم زوجته ويصونها حتى لو مبيحبهاش لازم يكون فيه ود واحترام بينهم ودا أهم بكتير من الحب”
هزت رأسها بشرود وهي تفكر بأمر ما بينما هو ما إن رأي صمتها حتى فهم سبب سؤالها فكانت تريد أن يخبرها أنه يفعل هذا لأجلها فقط وليس لانه واجب عليه
لذا أردف مجدداً وهو يقول بحب:
“ف انا لو مكنتش بحبك كنت هبقى ملزم أكون كويس معاكي لكن علشان انا بحبك ف انا حنين ياروان ولو كنت اتجوزت حد غيرك كنت اه هعاملها كويس علشان دا فرض عليا لأن مكنش هيكون من قلبي زي ما انا معاكي كدا”
أبتسمت برضى وهي تومئ له بحب وقد أرضتها اجابته لتقول بعدما تذكرت شيء مردفة:
“صح يا زين هو اى الفجر الكاذب اللي كنت قولتلي عليه دا!؟”
“بصي يا ستي موعد الاذآن مش دقيق اوى ف لما بيأذن ممكن يكون في أماكن تانية لسه مطلعش اصلا ودا اللي بيتقال عليه الفجر الكاذب اللي هو مش الفجر الصادق
علشان كدا لو هتلاحظي صلاة الفجر بالذات الإقامة بتأخر شوية عن الآذان عكس باقي الصلوات ودا الأفضل احتياطي علشان نتأكد إن دا الفجر الصادق ف بنستنى حوالي ربع ساعة او تلت ساعة كدا بعد الآذان علشان نضمن إن دا الفجر الصادق مش الكاذب”
هزت رأسها بالإيجاب وقد فهمت الامر ثم سألته مجدداً وهي تنظر له قائلة:
“زين انت زعلت علشان صحيتك بالتلج!؟”
“بصي ياروان انا فرحت علشان حفظتي الحديث اللي قولتهولك قبل كدا وحاولتي تعمليه وإن كان بالطريقة دي انا مزعلتش المرادي لكن ممكن احيانا يبقى مزاجي مش رايق وازعل مش كل مرة تصحيني كدا وهبقى عادي يعني ممكن مرة أمسكك أعلقك مثلا”
ضحكت على آخر حديثه ثم أردفت مجدداً:
“طب لما انت ملتزم اهو يا زين ومفكش غلطة وبتقول ممكن مرة تتعصب امال باقى الازواج يصحوا أزواجهم ازاي بالمية وطبيعي مش هيتقبلوا دا”
هزت «زين» رأسه وهو يوضح لها مقصده قائلاً:
“اولا الحديث بيقول نضحت يعني تحط شوية ياروان مش تلج هاا..”
قاطعته وهي تقول بتذمر:
“طب ما انت صحتني بالتلج”
أقترب منها وهو يمسكها من آذانها قائلاً:
“مهو دا علشان حاولت أصحيكي كتير وانتِ مرضتيش تقومي وانا كنت منبه عليكي قبلها تنامي بدري مش تروحي تحطيلي تلج من غير ما تصحيني!”
طالعته بضجر وهي تتحسس آذانها بينما هو أكمل وهو يقول:
“المهم الحديث بيقول رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ وَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ ..،
وعلشان اى زوجين يقدروا يعملوا بالحديث دا لازم يكونوا واخدين بعض على دين لإن طبيعي لو واحدة زوجها مش بيصلي او بيصلي بالعافية وبينام متأخر وجات تصحيه ومرضيش يقوم ورشت عليه مية هو هيقول فعلا بس هيكون علشان يطلقها..،
اما لو هي مختاراه على دين وصلاة الفجر عنده من الثوابت لما تصحيه وميرضاش يقوم وترش عليه مية حتى لو اضايق وقتها بس هيتقبل الامر ويقول يصلي وهيبقى مبسوط كمان والعكس برضو الزوج يصحي زوجته وأهل بيته للصلاة
علشان كدا الإختيار بيفرق صعب واحدة تختار واحد مش ملتزم ولا يعرف اساسيات دينه وتيجي تقول هعمل معاه بالنص الاحاديث هو مش هيتقبل دا لإنه من البداية
هدفه الدين ولا الالتزام…”
“طب ما انت لما اتجوزتني يا زين مكنتش ملتزمة الالتزام الكافي ورغم كدا اتجوزتني علشان بتحبني!”
هز رأسه بالإيجاب وهو يوافق حديثها قائلاً:
“ايوه انا فعلا اتجوزتك علشان بحبك دا أحد الأسباب بس اهم سبب إنك بدأتي تتغيري وتعرفي دينك وكمان عملتي كدا علشان انتِ حابة تتغيري مش علشاني وإلا ليه متقدمتلكيش زمان!؟”
طالعته قليلا وهي تضيق عينيها بشك قائلة:
“معنى كدا لو مكنتش اتغيرت مكنتش اتجوزتني!”
صمت «زين» يفكر في سؤالها.. هل كان سيتقدم لها لو ظلت على حالتها!؟ أجابها وهو يقول بهدوء:
“كنت بدعيلك دايما في كل صلاة ربنا يهديكي وكنت واثق إنك هتتغيري لإني لو أختارتك بس علشان بحبك كدا هبقى أناني لإنك مش هتكوني مراتي بس لأ هتكوني كمان أم لأولادي ولازم اجبلهم واحدة ملتزمة تربيهم على الالتزام وتعرفهم دينهم صح لان الام لها دور كبير مع اولادها زي الاب برضو ما ليه دور”
لم تعجبها أجابته لتكرر عليه السؤال مجدداً وهي تقول:
“مقولتليش برضو لو انا مكنتش اتغيرت كنت هتعمل اى!؟”
قام من مكانه ثم وقف وهو يتنهد قائلاً بمزاح:
“بقيتي رغاية يا روان وأسالتك بقت كتير.. قومي يلا علشان تجهزي لامتحانك”
لوت شفتيها بحنق ثم وقفت جواره وهي تضع يربع يديها أمام صدرها قائلة بضيق:
“قول إنك مكنتش هتجوزني ومتهربش من الإجابة وانت اصلا مبقتش تحبني”
صُدم «زين» من ردها ثم أقترب منها وهو يتحسس وجهها قائلاً بدهشة:
“روان ياحبيبتي انتِ سخنة ولا حاجة بقالك كام يوم كدا مش مظبطة”
تساقطت دموعها وهي تقول بغضب:
“لأ مش سخنة انت اللي مبقتش مهتم بيا اصلا يازين دا احنا لسه مكملناش شهر جواز”
أغمض عينيه وهو يتحسس وجهه بالطبع هذه تقلب هرموناتها وإن كانت هذه المره تبالغ ليقترب منها وهو يقول كي ينهي كل هذا قائلا بهدوء:
“طب لو مش بحبك تفتكري ممكن احب مين وانا اصلا مش شايف غيرك!؟ لا حبيت ولا هحب زيك اصلا”
طالعته بعيون مغروقة بالدموع وما إن رأت في حديثه الصدق حتى هزت رأسها ببسمة وهي تمسح دموعها قائلة:
“وانا كمان بحبك يازين وعارفة إنك بتحبني..
يلا ندخل علشان اجهز للامتحان”
تركته ودلفت للداخل بينما هو نظر لتقلباتها الفجائية بتعجب وهو يضرب كف بكف ثم لحق بيها كي يستعد هو الآخر…،
وعلى الجانب الآخر أرتدت «ياسمين» ثيابها بعدما قد حل الصباح ثم خرجت من غرفتها متجه نحو الخارج حيث يجلس الجميع وهي تقول بصياح وصوت مرتفع:
“وأخيراً آخر امتحان ليا في آخر سنة في مسيرتي التعليمية يا بشررر”
تحدثت «روان» بتذمر وهي تقول بحنق:
“اشمعنا انا لسه باقيلي سنة”
أقترب منها عمها «أحمد» وهو يقول ببسمة:
“متقلقيش هتعدي هوا وترجعي تقولي يارتني ما خلصت”
لتجيبه وهي تقول بضحك:
“أتخرج بس ونبقى ومش عايزة حاجة تانية”
خرج «زين» في هذا الأثناء ثم القى التحية على والديه وقبل أيديهما ثم وجه حديثه إلى الفتيات وهو يقول:
“لو خلصتوا يلا علشان متتأخروش”
وقفت «ياسمين» وهي تقول:
“طب لحظة هشوف چنة لو هتيجي معانا الأول”
أومأ لها «زين» دون أن يتحدث بينما هي ذهبت نحو غرفتها تناديها لتجدها مازالت ترتدي ثيابها لتتحدث ياسمين قائلة:
“خلصتي يا چنة علشان تيجي معانا!؟”
وقفت الأخرى أمام المرآه تضع مساحيق التجميل ثم أردفت بدون أهتمام:
“لأ أسبقوا انتوا وانا هبقى أخلي مصطفي يوصلني”
“طيب ياحبيبتي ربنا معاكي ولو احتاجتي حاجة كلميني”
ذهبت «ياسمين» لهم وهي تخبرهم بأن أخيها سوف يقوم بإيصالها ثم خرجت معهم وصعدت «روان» بجوار زوجها السيارة و«ياسمين» بالخلف ثم تحرك «زين» بالسيارة متجهاً نحو الجامعة بينما قاما الفتاتين بالمراجعة قبل الأمتحان والتوتر بادي عليهما حتى وصلا لتنزل ياسمين كي تتجه ناحية كليتها قبل أن يخبرها «زين» قائلاً:
“لما تخرجي يا ياسمين ابقى طمنيني ماشي؟”
هزت رأسها بالموقفة ثم أتجهت نحو كليتها بينما سارت معه «روان» متجهة نحو كليتها وطوال الطريق وهي تزفر بضيق وتتأفف وهي تلاحظ نظرات المارة عليهم وخصوصاً الفيتات وهم ينظرن لزوجها ويحسدونها لانها حظت بيه..
بينما هي توقفت عن السير وهي تقول بغضب:
“لأ بقى كدا كتير اووي”
نظر إليها «زين» بتعجب وهو يقول:
“خير يا روان فيه ايه!؟”
لتجيبه وهي تشير حولها قائلة بضجر:
“يعني ما انت شايف كلهم عاملين يبصولك ازاي! طبعا ما انت اكيد مبسوط انا محدش شايفني لكل انت يشوفوك عادي ويتغزلوا فيك كمان”
طالعها بدهشة أكبر وقد ذاد الأمر عن حده فهم منذ أن تزوجوا وهي تسير معه لمَ اليوم علقت على هذا الأمر!
كان قد بدا صبره ينفذ ولكنه فكر بأن هذا لربما بسبب توترها من الأمتحان ليقول وهو يحاول مراضتها:
“مش مهم يبصولي ولا لأ المهم انا باصص لمين ومش شايف غيرها!”
أغتاظت أكثر ولا تعلم لمَ ولكنها تود العراك معه بأى شكل وهي تشعر بالغير الشديدة ولا تعلم لها سبباً لذا أكملت السير معه وهي حانقة منه ومن كل شيء حولها حتى وصلت أخيراً إلى مكان المدرج الذي سوف تمتحن فيه
ليتحدث وهو يرتب على كتفها في محاولة لطمئنتها قائلاً:
“مش عايزاك تقلقي إن شاء الله الامتحان هييجي سهل وتعرفي تحلي ولما تخرجي كلميني”
بينما هي لم تكن معه ولا مع الامتحان من الاساس ثم تحدثت قبل أن ترحل بحنق:
“لما انا اتجوزت وهقعد في البيت يبقى بمتحن ليه وبتعلم ليه من الاول”
رحلت وهو مازال ينظر لها من تصرفاتها المريبة هذه الأيام وهو يقول لنفسه أن هذا تقلب في مزاجها بسبب الامتحانات..
وعلى الطرف الآخر وداخل المنزل تحديداً وقفت «إيثار»
أمام باب غرفتهما وهي تتأكد بأن لا أحد يراها ثم فتحتها بهدوء وهي تدخل وتغلق الباب خلفها بحذر..
فتحت النور وقد عم الضوء بالمكان مما أتاح لها الرؤية
ثم ظلت تنظر للغرفة قليلاً وهي تشم رائحته بالمكان وتنظر في جميع أنحائها..
تقدمت نحو خزانته الخاصة وهي تفتحها ثم أخرجت بعض ثيابه وهي تأخذها لأحضانه وتشمها وتدخل أكبر قدر من رائحتهم داخل رئتها لعلى هذا يريح من نيرانها ولو قليلا..
ثم وضعتهم مكانه لإنهم يبدو مغسولين ولن يفيدوها بشىء وهي تريد ثيابه التي لبسها دون غسل لذا ظلت تدور بالغرفة علها تجد شيء به رائحته ويفيد بالغرض
حتى وجدت قميص له كان ملقي فيه سلة الغسيل لذا أخذتها على الفور ثم رحلت من الغرفة بأكملها قبل أن يراها أحد..
نزلت إلى الأسفل بعدما وضعت القميص داخل حقيبتها ثم توجهت حيث المكان الذي أخبرتها فيه صديقتها وما إن وصلت حتى وجدتها تنتظرها لتقترب منها بخطى مترددة وهي تقول:
“جبت اللي قولتيلي عليه”
أبتسمت لها الأخرى تشجعها على الأمر وهي تقول:
“طب كويس اوي يلا ندخل وانا كلمت الست وقولتها وهي مستنيانا دلوقتي”
وقفت الأخرى بتردد وقلبها يخفق وشعرت بأنها تسرعت في هذا الأمر لتقول في محاولة منها للعودة:
“لأ خلاص يا بسنت فكك من الفكرة دي انا قلبي مقبوض وعمري ما روحت الاماكن دي”
لتجيبها الأخرى وهي تقول في محاولة لطمئنتها قائلة:
“يابنتي انتِ خايفة ليه! الست دي موثوق فيها وكمان أعرف كذا حد راحلها وليا واحدة قريبتي راحتلها وعملتلها عمل تخلى جيرانها يحبها ودلوقتي متجوزاه ومعاها منه عيال.. هي دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليه يحبك والا تشليه من دماغك خالص وتسبيه مع بنت عمك وخلاص”
وما إن أتت بهذه السيرة حتى أشتعلت الغيرة بها لذا تقدمت نحوها وهي تقول ببعض الشجاعة:
“خلاص يلا بينا”
سارت معها وهي تقدم رجل وتأخر الأخرى ومازالت تشعر بالخوف من تلك الخطوة بينما أمسكت «بسنت» يديها وهي تشجعها وتبتسم لها..
سارت معها في منطقة شبه مقطوعة عن الناس وخالية من البيوت والبشر حتى وجدت كوخ صغير ألى حداً ما
على بعد منهم لتتحدث صديقتها قائلة:
“وصلنا هو دا المكان”
وقفت «إيثار» أمام باب الكوخ ولم تستطيع أرجلها الدخول وهي تشعر بالرهبة لتشدها صديقتها وهي تحسها على السير قائلة:
“يابنتي يلا بقى متخافيش امال فين بقى إيثار اللي مفيش حاجة بتهزها!!”
أبتلعت ريقها وهي تسير معها نحو الداخل وقد كان المكان ملئ بالطاقة السلبية وتقبض قلب كل من يدخل
هنا حتى رأت أمرآه ترتدي ثياب سوادء وتضع كحل أسود بأعينها وتمسك المسبحة بيدها ثم تجلس في إنتظارهم..
بينما نتظرت لها «إيثار» بتعجب لأنها بدت أمامها امراة عادية ولم تكن كما تتصور بأن تجدها تجلس حول النيران وترتدي العديد من الخواتيم والاشياء بيدها كما ترى فى الأفلام..، بل كانت عادية تماماً ويذدها فقط هذا الكحل الذي يزين عيناها..
لتتحدث وهي تقول بشموخ:
“أهلا يا بشوات تعالوا اتفضلوا”
لتتقدم «بسنت» أولا وهي تسحب «إيثار» معها ثم جلسا على قرب منها لتتحدث وهي تقول:
“أزيك يا شيخة صباح.. دي بقى صاحبتي اللي قولتك عليها اسمها.. ”
قاطعتها الأخرى وهي تقول:
” اسمها إيثار رأفت بنت انتصار وجاية تعمل عمل لابن عمها علشان يحبها ويسيب مراته”
نظرت لها «إيثار» بصدمة فهي كانت تشك بها منذ أن دخلت وتظنها محتالة لا أكثر لتبتسم لها المرأة وهي تقول:
“لو المبلغ اللي طلبته منكم جاهز يبقى يلا بينا نبدأ”
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
وقفت «روان» مع «ياسمين» بعدما أنتهيا من الأمتحان
أخيراً والاخرى تشعر بالفرحة كونها أنتهت من آخر سنة لها لتتحدث وهي تقول:
“يلا نروح نصلي يا روان علشان نمشي”
بينما وقفت الاخرى وهي تقول بإجهاد كونها لم تنم كثيراً:
“بس انا مش متوضية علشان دخلت الحمام ومش هعرف اتوضي هنا من لبسي ف روحي صلي انتِ وانا هصلي لما أروح”
لتجيبها «ياسمين» وهي تقول بهدوء:
“طب وانتِ ضامنة انك تعيشي لحد ما تروحي!؟ لو ربنا قبض روحك وانتِ مش مصلية هتقوليله اى!؟”
نظرت لها قليلاً ولا تعلم بماذا تقول ولكنها أيضاً سيصعب عليها الوضوء هنا في معتادة على أن تخرج من المنزل متوضية لتتحدث وهي تقول:
“طب ما انا مش عارفة هتوضى ازاي بالخمار والنقاب وكمان لابسة الشراب”
أبتسمت لها «ياسمين» وهي تقول موضحة لها:
“تعالي معايا ياستي وانا هقولك تتوضي ازاي بلبسك
اساسا الوضوء مفيش أسهل منه وربنا مبيكلفناش بحاجة فوق طاقتنا ف إنك تصلي في البيت وقدامك مكان تصلي فيه يبقى لازم تصلي..،
حتى لو الفرض أذن عليكي في الطريق او اى مكان ومفيش مسجد تصلي فيه خدي زواية تكون بعيدة شوية عن الانظار وصلي فيه”
لتسألها «روان» وهي تقول:
“واصلي وانا قاعدة صح علشان لو فيه رجالة!”
هزت الأخرى رأسها بالنفي وهي تقول مصححة لها:
“لأ هتصلي وانتِ واقفة طبعا حتى لو فيه رجالة هم اللي مطالبين يغضوا بصرهم عنك لإن الصلاة وانتِ قاعدة دي للانسان المريض فقط اللي مش هيقدر يصلي وهو واقف
اما طالما انتِ الحمد لله سليمة معافية يبقى مينفعش تصلي وانتِ قاعدة بحجة إن فيه رجال..،
صلي عادي وهم اللي مطالبين يغضوا بصرهم عنك”
هزت رأسها بتفهم ثم تحدثت وهي تقول:
“أول مرة أعرف كدا كنت فاكرة إنها بتصلي وهي قاعدة قدام الرجالة”
وصلا أمام المسجد الخاص بالنساء فدخلت «ياسمين» أولا وهي تنزل نعالها ولحقت بها «روان» وفعلت المثل
ثم دلفت حيث المرحاض و«ياسمين» معها التي وقفت وهي تشرح لها الوضوء قائلة:
“بصي ياستي هتخلعي النقاب وتمشي أكمامك واتوضي عادي ولو مش حابة تخلعي الخمار هتيجي بأيدك كدا وتمسحي على راسك فوق الخمار وبعدين تدخلي ايدكي عند مقدمة شعرك كدا من تحت الخمار وتمسحي عليه بأديكي وبعدين تكلمي وضوء عادي ولما تيجي عند رجلك أمسحي على الشراب بأديكي كدا..،
مش انتِ لما لبستي الشراب كنتي لابساه على طهارة ومتوضية!”
اومأت لها «روان» بالإيجاب وهي تخبرها بأنها ارتدته على وضوء لتتحدث «ياسمين» وهي تقول:
“طب تمام طالما كنتي لابساه على وضوء مش لازم تخلعيه وامسحي عليه بس كدا”
بينما سألتها «روان» وهي تقول:
“طب ولو مكنتش لابساه على وضوء كان هينفع امسح عليه بدون ما أخلعه برضو!”
هزت «ياسمين» رأسها بالرفض وهي تقول:
“لأ لو لبستي الشراب وانتِ متوضية وبعدين أفسدتي وضوئك عادي تتوضي تاني بدون ما تخلعه وتمسحي عليه بس دا طول اليوم فقط يعني ليكي رخصة يوم كامل تتوضي بيه لو كنتي مقيمة يوم وللمسافر 3 ايام يتوضى بدون ما يخلعه ويمسح عليه..،
اما لو كنتي لابساه من غير وضوء ف كدا مش لابساه على طهارة وفي الحالة دي يبقى تخلعيه وتتوضي من غيره”
“ايوة خلاص كدا فهمت هدخل اتوضي زي ما قولتيلي وأطلع أصلي”
🌸سبحان الله.. الحمد لله… الله أكبر🌸
وقفت «حور» في المطبخ تحضر الطعام وهي
تستمع لإحدى الدورس الدينية كعادتها دائما فقد كانت تسمع آخر حقلة في هذه السلسة والتي كانت عبارة عن 20 فديو وكل واحد لا يقل عن ساعة كاملة
ورغم ذلك لم تشعر بهما بسبب أنها تسمعهم أثناء ترتيب المنزل وتحضير الطعام وهذا يجعلها تستمتع وهي تحضر ولا تشعر بمرور الوقت..
وأثناء ما هي منغمسة في التحضير والهاتف مفتوح بجانبها بصوت مرتفع شعرت بأن أحد يطرق الباب
لتتعجب خصوصاً أن هذا ليس موعد قدوم زوجها..
تركت ما في يدها ثم توجهت ناحية الباب وهي تتحدث قبل أن تفتحه:
“مين!!”
وصلها صوت «ليث» الغاضب وهو يقول:
“انا يا حور افتحي”
فتحت الباب على الفور ما إن سمعت صوته بينما هو دخل وهو يقول بغضب:
“اى يا حور ساعة علشان تفتحي!”
قضبت جبينها بتعجب من قدومه باكراً وأيضاً أنه معه نسخة من المفتاح ولكن يبدو أنه نسيها بسيارته لتقول وهي تقترب منه قائلة:
“معلش يا ليث آنا اسفة كنت في المطبخ ومسمعتش ومعرفش انك هتيجي بدري”
لم يجب عليها ثم تركها ودلف إلى الداخل وجلس على المقعد وهو يتهد بتعب وملامحه لا تبشر بالخير لتقترب منه وهي تقول:
“مالك يا ليث انت كويس؟”
لم يتحدث وظل شارد ينظر أمامه بينما هي جلست جواره وهي تهزه برفق قائلة:
“ياليث انا بكلمك”
بينما هو انتبه لها وهو يتحدث بغضب:
“فيه ايه يا حور عايزة اى هو حرام يعني ارجع من الشغل بدري”
نظرت له بدهشة من عصبيته الذائدة ويبدو أن شيء ما سيء حدث معه..،
ظلت جالسة ولا تعلم ماذا تفعل وتخشى أن تتحدث ويغضب عليها أكثر لتقول بهدوء وهي تقوم من جواره:
“طب أحضرلك تاكل!؟”
هز رأسه وهو يقول بضيق:
“لأ مش عايز اكل ومش عايز حاجة خالص”
تنهدت بضيق ولا تعلم ماذا تفعل حتى أنها تخشى الاقتراب منه لأنها تعلم غضبه ويبدو أنه في مزاج سيء
لذا رحلت بهدوء ثم عادت بعد دقائق وهي تحمل اناء به ماء بيدها ثم تركتها أرضا وذهبت إليه ثم جلست عند قدمه وهي تنزع حذائه بهدوء ثم أمسكت قدمه ووضعتها في الماء الدافئ..،
بينما هو لم يقاومها بل أرجع رأسه للوراء وهو يغمض عيناه بتعب ويفكر فيما يشغله..
ظلت عدة دقائق تدلك قدمه بهدوء وما إن انتهت حتى حملتها وأعادتها مكانها ثم عادت إليه من جديد وجلست جواره دون أن تتحدث وقد التزمت الصمت..
وبعد قليل وقد شعرت بتحسن حالته أقتربت منه أكثر ثم رتبت على كتفه بلطف وهي تقول بهدوء:
“بقيت أحسن!”
فتح «ليث» عينيه ثم هز رأسه بإيجاب دون أن يتحدث
بينما هي حاولت إخراجه من هذه الحالة وهي تقول:
“طب تقوم تغير هدومك وتناملك شوية؟”
هز رأسه بالرفض وهو يقول بإرهاق:
“لأ انا كدا مرتاح”
شعرت بالحزن وهي لا تعلم ماذا تفعل وهي تجهل السبب الذي اوصله لهذه الحالة وتخشى سؤاله مجدداً كي لا يغضب لذا أقتربت منه ثم أراحت جسده قليلا كي يرتاح وهي تعدل من وضعيته ثم وضعت رأسه على قدمها وأخذت تمسح على رأسه بهدوء..
ثم بدأت ترقيه وهي تلقى عليه بعض الايات والسور الميسرة (الفاتحة 7 مرات
ـ آية الكرسي مرة
ـ آخر آيتان من البقرة مرة
ـ الإخلاص 3 مرات
ـ الفلق 3 مرات
ـ الناس 3 مرات)
ثم أخذت تدلك رأسه وتمسح على وجهه وهي تقول:
“يارب زيل عن زوجي ليث اى حزن وتعب وابعد عنه اى حاجة وحشة يارب بارك فيه وأحفظه وابعد عنه كل مكروه يارب اسعد قلبه وابعد عنه اى حزن ومرض
اللهم رب الناس اذهب البأس واشفي زوجي ليث شفاءا لا يغادر سقما”
ظلت تكرر عليه بعض الادعية وهي تمسح رأسه ووجهه وهو مستسلم لها تماما حتى أنتهت..
أقتربت منه وهي تضع قلبه صغيرة أعلى وجهه وتقول بحنو:
“متقلقش كل حاجة هتكون بخير إن شاء الله”
نظر لها قليلاً بتمعن ثم أردف بهدوء بعدما شعر بالتحسن:
“شكراً يا حور”
أبتسمت له ثم تحدثت وهي تقول:
“كدا بقيت احسن اهو.. تحكيلي بقى اللي حصل ووصلك للحالة دي”
🌸الحمد لله دائما وأبداً🌸
كانت تسير وهي عائدة من جامعتها بمفردها وتعيد ذكرياتها هنا قبل أن تسافر وتنظر للاماكن حولها بشرود
فبعدما أخبرت «ياسمين» بأن أخيها سوف يوم بإصالها ذهبت بمفردها فهي من الاساس ما كانت تريد أن تذهب معهم..
تشعر بالغربة وهي معهم وكانت تريد أن تذهب بمفردها
لذا كذبت عليها وسارت وحدها لأنها تفضل الوحدة أكثر ..
لطالما شعرت بالوحدة دائما رغم وجود الكثير من حولها..
ثقتها المهزوزة بنفسها بسبب قلة جمالها كما ترى
كانت هي الفتاة الأقل جمالاً مقارنة بأختها وبنات عمها مما جعل الجميع يسخر منها بأنها ليست جميلة مثلهم وكلما كبرت كلما قلت ثقتها أكثر..
وكأنها هي من أختارت ملامحها وأختارت بشرتها! كيف تخبرهم بأنها خُلقت هكذا ولا أحد يختار شكله!
سقطت دمعة حارقة من وجهها مسحتها على الفور
ثم أكملت السير عائدة للمنزل ولكنها تفاجئت بمن يقترب منها وهو ينظر لها بنظرات لا تبشر بالخير مما جعلها تشعر بالخوف وتسرع من خطواتها بينما وجدته وهو الاخر يسرع حتى وقف أمامها وهو يخرج سكين من جيبه ويقول بتحذير:
“تخرجي كل اللي في شطنتك والموبايل اللي في أيدك دا والا همشي السكينة على رقبتك الحلوة دي”
أرتعبت اوصالها وهي تنظر حولها برعب ولم تجد أحد
خصوصا في وقت الظهيرة وفي هذا المكان ..،
لتبتلع «چنة» ريقها بخوف وهي تنظر له برعب وتدعو الله أن ينجدها منه او يأتي أحد لإنقاذها..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)