روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت التاسع والخمسون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء التاسع والخمسون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة التاسعة والخمسون

أقبلى قبل أن تميل بنا الريح
ويهوى بنا الفناء المعجل
زورقى فى الوجود حيران
شا’ك ، مثقل باسي
شريد مضلل
أزعجته الرياح واغتا’له الليل
بجنح من الدياجير مسبل
أقبلى يا غرام روحى فالشط
بعيد والرو’ح باليأس مثقل
_محمود حسن إسماعيل.
_____________________
في بعض الأوقات الصـ ـعبة نحتاج إلى الد’عم والمؤ’ازرة..
وحين تشعر بالحاجة إلى أشياءٍ كتلك وتنظر حولكَ لترى مَن الداعم والساند ترى حينها نفسك وحيـ ـدًا في أرضٍ مـ ـيتة ما مِن دا’بةٍ بها وكأنك أصبحت في عالمٍ منعز’لٍ عن البشر أجمعه، كثير مِن الأوقات يتعر’ض المرء لهذه مواقف حر’جة ومؤ’لمة وفي هذه اللحظة يتذوق معنى الأ’لم والحزن والقهـ ـر والصد’مة، جميع المشاعر السلـ ـبية يشعر بها ويبدأ بالبكاء على اللبن المسكو’ب، كان تأ’سيسه خا’طئًا فقد تر’بى ونشأ على أنتظار المقابل مِن البشر وهو لا يعلم أنهم يُحبون أن يأخذوا ولا يُعطون شيئًا، فهم تر’بوا على حُبّ النفـ ـس والذات لا يكترث لِمَن حوله كيف سيكترث لكَ أنت؟ صد’مةٌ مؤ’لمة وصعـ ـبة على المرءِ ولَكِنّ الصواب أن يفعل المرء واجباته تجاه الآخرين دون أن ينتظر مقابل فإن أنتظرت مقابل عملكَ … فستمو’ت دون أن تأخده.
<“في بعض الأحيان العـ ـنفُ يكون خيرُ صديقٍ.”>
يضع المِد’ية على نحـ ـرها منتظرًا تنفـ ـيذ ما أمر’ها بهِ وهو يتو’عد بد’اخلهِ على اللجوء إلى العـ ـنف والتخـ ـلي عن التعقـ ـل فلَم يرى بهِ شيئًا مفيدًا حتى الآن، تجا’هل أصوات الأعترا’ضات التي تعا’لت مِن حولهِ وصـ ـب تركيزه وحو’اسه بالكامل على تلك الفتا’ة التي بالتأكيد ستجعله يتجه طريقًا آخر غير الذي يعهـ ـده هو..
تعا’لت وتيرة الأنفا’س وتسار’عت نبضات الأفئدة وتند’ى الجبين وأصـ ـابت القشعريرة الأجسا’د، لحظةٌ لا يتمناها المرء لأعد’اءه قولًا وفعـ ـلًا ومنظورًا خصيصًا أمام هذا المختـ ـل الما’ثل أمامها منتظرًا وقد بدأت تنفلـ ـت أعصا’به بالفعل، نقلـ ـت بصرها إلى “يزيد” الذي كان يُرسل إليها نظراته التي تنطـ ـق بآلاف المعاني التي تُعبر عن الحُز’ن والأ’لم والخيـ ـبة والصد’مة، شا’بٌ صغير مثله كُتِبَ عليهِ أن يوضع أسمه أسـ ـفل بند _رد السجو’ن_ فلَم يتخيل قط أن يصل بهِ الأمر هكذا في يومٍ مِن الأيام.
_يمين بعظيم وما هعيد اللي هقوله دلوقتي دا تاني، إن ما نطـ ـقتي بالحـ ـق أقسم برب السماوات والأرض لأخليكِ تعيطي بدل الدموع د’م وأخليكِ بتعـ ـضي صوابعك مِن الند’م إن ما قولتي الحـ ـقيقة دلوقتي وبر’اءتي البر’يء دا دلوقتي حالًا.
أنهـ ـى حديثه المنفـ ـعل بوجهها وهو مازال ينظر لها، فيما نظرت هي إليهِ وشعرت بالخو’فِ الشـ ـديدِ مِنهُ والآن قد عَلِمَت أنها لن تنفـ ـذ مِنها مهما حدث وما أصبح أمامها سوى الأعتر’اف وقول الحـ ـقيقة وتبر’يء المظلو’م وهذه كانت ضر’بةٌ قو’ية لدى العد’و وكلمة حـ ـق قيلت في حـ ـق شا’بٍ مثله، ولأنه كان سيد الأر’ض لَن يقبل أن يخـ ـسر على أرضه أمام جـ ـيشه وهي عد’وه الذي يريد الإنتقا’م مِنهُ قد خضـ ـعت إليه حينما أنكـ ـست رأسها إلى الأ’سفل تُعلن هز’يمتها أمام الجميع قائلة:
_”يزيد” ملهوش ذ’نب، أنا اللي أفتر’يت عليه وشهدت أنا وزمايلي ضـ ـده شهادة زو’ر، هو ملهوش علا’قة بالموضوع بس أنا اللي أتهـ ـمته عشان دا اللي أتطلب مِني مش أكتر وأنا نفـ ـذت.
كانوا جميعهم مذ’هولين لا يُصدقون ما يسمعونه بالطبع وسؤالٌ واحدٌ يدور في رؤ’وسهم، هل الأذ’ية والنفـ ـس الأما’رة بالسو’ء تد’فع المرء لأرتكا’ب جُر’مٍ فا’حشٍ كهذا؟ هل قد يصل التفكير والعقـ ـل إلى هذه المرحلة؟ فإن وصلت بالفعل فستكون كا’رثةٌ كبيرة على الجميع.
_يعني إيه؟ شهدتي على أبني زو’ر وقلبك جا’بك تعملي كدا فأبني أنا؟ إيه اللي عمله ليكِ عشان تأ’ذيه الأ’ذى الو’حش دا والكل يتكلم عنه بالو’حش … مفكرتيش إن دا شـ ـرف وسُـ ـمعة شا’ب وعيلة مُمكن بغبا’ءك وغـ ـلك دا يد’مر غيرك، حر’ام عليكِ مش مسا’محاكِ على حُر’قة القلب اللي عيـ ـشتيني فيها على أبني اللي كان بيقعد باليومين مبياكلش وصـ ـعبان عليه نفسه، رو’حي يا شيخة الله لا يسامحك دُنيا وآخره، مش مسا’محاكِ.
سقـ ـطت عبراتها بغـ ـزارةٍ أكثر على صفحة وجهها وهي تنظر إلى أُمٍ آ’كلها الآ’لم حيـ ـة طوال تلك المدة، أُمًا كانت تتأ’لم لو’لدها وتحز’ن على حز’نهِ وتنطو’ي عن الجميع حتى تتحا’شى أنظارهم وتنتظر إظهار الحـ ـق وعودتهِ إلى أصحابهِ الذين فقد’وا الحياة مِن بعد ظُلـ ـمةٌ كانت كالو’حش المنقر’ض الذي عاد مِن جديد ليحـ ـكم الأرض كما كان يحكـ ـمها قبل، بكت “نوران” بحُر’قةٍ بعدما ظهرت بر’اءة و’لدها الذي كان ثا’بتًا يأ’بى عد’م الإنحد’ار إلى ما تشـ ـتهيه نفسه الآن.
كل ما تد’فعه نفسه الآن ما هو سوى الفرا’ر مِنهم والإنطو’اء في غرفتهِ باكيًا، فشعوره أنه كان مذ’نبٍ في أعين الجميع والو’حش عد’يم الر’حمة والإنسانية إلى البر’يء المـ ـعفو مِن هذا الجُر’م مؤ’لمٌ وبشـ ـدة، شعر بهِ أخيه الذي نظر إليهِ ليرى الإضطـ ـراب باديًا على معالم وجهه وإنفعا’لات جسـ ـده التي يُحاول لجـ ـمها الآن بشتى الطرق الممكنة، وضع كفه أ’على كتفه وشـ ـدد مِن ضغـ ـطتهِ إليه يؤا’زره ويد’عمه بوجوده قبل أي شيءٍ..
وعلى الجهة المجاورة “عبدالله” الذي ضم و’لده إلى أحضانهِ بقو’ةٍ يد’عمه وكأنه يُخبره _أنا هُنا مِن أجلك_ وهُنا شعر الإبن بالأ’مان حيثُ أحضان أبٍ سـ ـعى في توفير الأ’من والأ’مان والحما’ية الكاملة لعائلتهِ الصغيرة، لثم رأسه بقْبّلة حنونة وقال مبتسمًا:
_الحـ ـق مهما طال رجوعه لسنين مسيره يرجع لصاحبه، مبارك عليك برا’ءتك يا حبيبي.
شـ ـدد “يزيد” مِن عناقهِ إلى أبيه دون أن يتحدث بعدما د’فن رأسه في كتفهِ مازال يُحاول أستيعاب الأمر فهذا ليس مِن السهلِ عليهِ تصديقه فما رآه وعا’شه ليس بقلـ ـيلٍ، ما تعر’ض إليهِ مِن ظُـ ـلمٍ وأ’لمٍ ومعاملة وحـ ـشية ليست مِن السـ ـهل أن تَمُر عليه هكذا مرور الكرام..
فيما نظر “شـريف” إليها مِن جديد وقال بنبرةٍ حا’دة كسابقتها:
_اللي حصل لـ “يزيد” جوه فالحبـ ـس ليكِ يَّـ ـد فيه؟.
شعرت بالهـ ـلع وقد توقف عـ ـقلها عن التفكير فالآن يتم حفـ ـر مقبـ ـرتها بيدها فما فعلتهُ بهِ وبهم أيضًا ليس بالشيء الهين ولذلك إن نفـ ـت ذلك فبالتأكيد لَن يُصدقها أحدٌ مِنهم وإن أنكـ ـرت فلا تعلم ما سيحدث بها ولذلك إتخذت أسهل الطُرُقات معهُ وحركت رأسها تؤ’كد على حديثه بخو’فٍ شـ ـديدٍ لترى الردّ السر’يع مِنهُ حينما رأت محاولاته في السيـ ـطرة على غضـ ـبهِ وإنفعا’لات جسده وقد حضر الشيـ ـطان بينهما ليكون الطر’ف الثالث يوسو’س إليهِ أن يقوم بفعلها وقـ ـتلها فهي تستـ ـحقه وقد قامت بإيذ’اء ابن عمه وأخيه الصغير..
وسو’ساتٌ شيطا’نية سا’مة ولحظةٌ لا يتمناها المرء لأ’لد أعد’اءهِ، ولأن الأخ الأكبر يعلم أخيه الأصغر جيدًا تقدم مِنهُ بخطى واسعة والجدية مرتسمة على تقا’سيم وجهه ليقوم بإنتشا’ل المِد’ية مِن يد أخيه الذي بالطبع سيُلـ ـقي بنفسه في الهلا’ك إن سار نهـ ـج عـ ـقله ونفسه الأما’رة بالسو’ء، ألتفت إليهِ بحركةٍ سر’يعة ينظر إلى أخيه الذي نهـ ـره حينما قال بإنفعا’لٍ واضحٍ:
_أنتَ مجـ ـنون يالا؟ وبعد ما تطا’وع نفسك وتقـ ـتلها وتروح فدا’هية هنستفاد إيه ساعتها غير الخسا’رة؟ فكر شوية بعقلك بلاش جـ ـنونك يمشيك زي ما هو عايز دي متستاهلش إنك تضـ ـيَّع نفسك عليها صدقني.
وبالتأكيد في النها’ية يرضـ ـخ إلى حديث أخيه الكبير ويلتزم الصمـ ـت أمامه فعلى الرغم مِن كل شيءٍ ألا وأنه أمام هذا الصا’رم يخضـ ـع إليهِ ويوافقه أحاديثه دون أية تفكيرٍ ولو كانت بينه وبين نفسه، زفـ ـر بضيـ ـقٍ ونظر بعيـ ـدًا فيما أقتربوا الأحفاد ليتولوا مهـ ـمة إنز’ال الثلاثة شُبا’ن وأخذ الفتا’ة معهم حتى يقوموا بتسلـ ـيمهم إلى العد’الة لمعا’قبتهم وإستر’داد حقو’ق المظلو’مين..
وبالطبع كان هذا قرار “ليل” الجد الذي كانت كلمته صا’رمة وهـ ـيبتهِ الو’قورة جعلت كلمته هي التي تسير عليهم فمهما حدث لَن يقبل أن يكونوا أحفاده _سفا’حين_ كما قال ورأى في أعينهم مِن غـ ـلٍ وشـ ـرٍ لا بُد مِن إفر’اغه فبعد أن وافقهم على إحضارهم أمر’هم بعدها أن يتم تسلـ ـيمهم للشـ ـرطة والتحـ ـقق في الأمر دون أن يجعل أحدهم يفعل ذلك حتى لا تز’داد الأقاويل ويتم إتها’مهم بأنهم يُد’افعون عن هذا الشا’ب كونه شا’بًا يُخـ ـطئ كثيرًا كما يفعل غيره مِن الشبا’ب الآن..
وحينها قد جاءته الإعتر’اضات الكثر على ما فعله هو وعد’م ترك فرصةٌ إليهم ليقوموا بإسترداد الحـ ـق ليكون أول المحتجين “شـريف” الذي قال:
_يعني إيه سلمو’هم للعد’الة دي؟ وليه مناخدش إحنا حـ ـقه بإ’يدينا ونعلمهم در’س عمرهم ما ينسوه، ليه يا جدي دايمًا متسر’ع بالمنظر دا وما’نع علينا كل حاجة؟.
حينها كان غا’ضبًا وغير را’ضيًا عمَّ رآه وسَمِعَهُ ليكون الردّ حاضرًا مِن “ليل” الجد الذي ألتزم الهدوء كعادته وتسـ ـلح بالعـ ـقل والرزانة حينما قال:
_لأن الهمـ ـجية مش طبعنا ودا مش أسلوبنا فردّ الحـ ـق ولا دي تربيتي وتربية أبوكم وأمكم ليكم إحنا مش بنطلـ ـع سفا’حين وبلطـ ـجية تمشي تضر’ب فخـ ـلق الله لو مشيت بالإيـ ـد زي ما أنتوا عايزين هتبقى غا’بة في قا’نون يتعامل ونظام تمشي عليه مش خنا’قة شارع هي، فو’قوا شوية وبطلوا تسرُ’ع بقى مش نا’قصة مر’مطة وراكم فالأقسا’م أنتوا أحفاد لو’ا يعني المفروض تمشوا زي الألف لا يمـ ـين ولا شما’ل، فاهم يا أستاذ “شـريف”؟.
أشا’ح “شـريف” برأسه بعيـ ـدًا وهو يشعر بالضجـ ـر لعد’م تنفيـ ـذ ما كان ينتوي عليه أن يفعله ولَم يقل أحدهم عنهُ فجميعهم شعروا بالإنز’عاج خصيصًا “حُـذيفة” الذي تعهـ ـد حينها بردّ الحـ ـق بنفسه حتى وإن كانت حياته ثمن ذلك ولَكِنّ يبدو أن الجد لهُ رأيًا آخر كعادتهِ..
ولجت “نوران” إلى غرفة و’لدها بقلبٍ مُتـ ـلهف لتراه يجلس على فراشهِ شارد الذهن وكأنه يحمـ ـل أعبا’ء الحياة على كتفيهِ، أغـ ـلقت الباب وتقدمت مِنهُ بخطى هادئة حتى رافقتهُ في مجلسهِ وبدون أن تتحدث جـ ـذبتهُ إلى أحضانها توا’سيه وتدعمه كما كانت تفعل منذ أن كان صغيرًا، تشعر بهِ وتعلم ما يحوم بد’اخلهِ مِن صر’اعاتٍ عنيـ ـفة لا تجعله يرضـ ـخ أو يُكمل الحر’ب معها وكان أسلــم حلٍ بالنسبةِ إليهِ أن يقبع في أحضان والدته الأكثر حما’يةً مِن العالم ومِن نفسهِ والأكثر د’فئًا وحنوًا..
لا تعلم كم مرَّ عليهم الوقت ولَكِنّ مازال يحتاجها بجانبهِ حتى الآن، يحتاج إلى شخصٌ واحدٌ فقط يشـ ـكو إليهِ ويبكي لهُ ويضـ ـعف أمامه ولو لمرةٍ واحدة فعِز’ة نفسه تمنـ ـعه مِن الإنهيا’ر أمام الجميع ولذلك كانت غرفته الحل الأمثل لإفر’اغ ما يكمُن بد’اخلهِ مِن صر’اعاتٍ وحـ ـشية فكان يظن أن بمعرفة الحـ ـقيقة وتبـ ـريئه مِنها أنهُ سيسعد، ولَكِنّ رأى عكـ ـس ما كان يظن وما هو بهِ الآن إفر’اغ ما يكمُن معهُ منذ أن ولج إلى السجـ ـن وحتى هذه اللحظة..
ولج “عبدالله” في هذه اللحظة ليرى زوجته ترافقهُ محاولةً تهـ ـدئتهُ وإحتو’اءه فيعلم أن و’لده حسا’سًا بعض الشيء ويتأ’ثر كثيرًا بمثل هذه الأشياء ولذلك أتخـ ـذ قراره في أن يذهب إليهِ ويد’عمه حتى يعود مِن جديد ويقف على قد’ميهِ فالأتي ليس بسهلٍ عليهِ، جلس بجواره على الجهة المجاورة وقام بالتر’بيت على يدهُ يو’اسيه فما يَهُـ ـم الآن هو أنه أخذ أقوال الجا’ني أما ما سيُسعدهُ أكثر ويجعلهُ مر’تخيًا حينما ينا’لوا عقا’بهم، نظر حينها “يزيد” إلى أبيه الذي كان ينظر إليه مبتسمًا ليبتعـ ـد عن أحضان والدته بهدوءٍ منتظرًا سماع ما سيقوله الأب الذي كان مستعدًا لفعل أي شيءٍ مقابل سعادة و’لده الحبيب..
وقد تسـ ـلح “عبدالله” بالهدوء والرزانة أمامه حينما بدأ حديثه الذي كان ما هو إلا إنذ’ارًا كي ينتشـ ـلهُ مِن بقا’عهِ إلى نو’ر الدنيا وبهجتها حينما قال:
_أسمع يا ابني الكلمتين دول وحطهم حـ ـلقة فودنك وأفتكرهم قدام، الدنيا مبتديش الحلو بس ولا بتفضل جميلة مع شخص مُعيَّن ولا بتضحكله على طول لو كانت كدا كُنْا هنحس بالمـ ـلل أنتِ على طول مفرحانا وفقانون الحياة يا “يزيد” أي حاجة لازم يكون ليها كفتين عشان يتعا’دلوا مع بعض سواء سعادة أو حز’ن، غنى أو فقـ ـر، راحة وتعـ ـب، لازم كل حاجة يكون قصادها العكـ ـس عشان الكفة تتعا’دل متجيش حاجة تبقى قصا’د حاجة وكفة تطـ ـب والتانية لا، شوية هتفرح وشوية هتزعل وشوية هتحس إنك مش فاهم حاجة ولا قا’در تعافـ ـر دي طبيعة الحياة والبني آدمين يا حبيبي ودايمًا البني آدم اللي بيكون فحاله هو اللي بيتأ’ذي سواء مِن صُحاب زمايل فالشغل عشان بتكون ناجح طول ما أنتَ لوحدك.
_الحياة صعـ ـبة أنتَ لسه بتد’خل دُنيا يا حبيبي ولسه فأول العُمر هتشوف كتير وهتوا’جه حاجات متعـ ـبة كتير وهتقـ ـع كتير وهتقوم وتقـ ـع وتقوم وهكذا هي دي الحياة، أول ما تدخل الجيـ ـش هتحس بالتعـ ـب الحـ ـقيقي وبالمسؤ’ولية أكتر هتتعلم حاجات متعلمتهاش فحياتك الدراسية ولا الشخصية هتشوف عالم تاني، عالم بيطـ ـلع رجا’لة مستعدة تضـ ـحي برو’حها في سـ ـبيل أي حاجة زي ما أخوك دلوقتي بيعمل ما هو أتهـ ـيء صح وطلـ ـع يوا’جه ويخا’طر ويروح وييجي، هي دي الحياة مش الحياة اللي شوية العيال دول عا’يشنها وشايفين نفسهم جا’مدين ومحدش يقد’ر يعمل زيهم، تبقى را’جل بتتحـ ـمق على حر’يم بيتك مِن نظرة أحسن ما تبقى زيهم وتقول عادي ما هي اللي حلوة أعملها إيه، الأول بيبقى را’جل والنوع التاني اللي بيمشي يعر’ض حر’يم بيته على الخـ ـلق بيكون أسمه ديو’ث، الجـ ـيش بياخد شا’ب لسه بيتم تهيـ ـئته ويخر’جه را’جل صوته يهـ ـز المكان.
_أقعد مع نفسك وفكر فكلامي تاني وهتلاقيني بتكلم صح، أنتَ خلاص كلها كام مادة وشوية وربنا يكرمك وتتخر’ج وتدخل على الجـ ـيش والسنة بتجر’ي هتبُص هتلاقي نفسك راجع بتجهز شقتك عشان تتجوز، شوفت الدنيا والأيام عاملة أزاي تنام عيل تصحى تلاقي نفسك ابن العشرين هي كدا الحياة.
كان حديثه بالطبع صحيحًا مئة بالمئة ليس بهِ أخطا’ءً، بل هو وا’قعٌ نعيـ ـشه كل يومٍ على أملٍ أن تشرق شمس يومٍ هادئ كما يتخيله المرء في رأسه، ولَكِنّ ليس ما يتمناه المرء ينا’له بالفعل ولذلك ما كان عليهِ سوى أن يُعانق أبيهِ كما أعتاد منذ الصغر ليرى ترحاب الآخر بهِ وحنوه عليهِ الذي أخر’ج الآن شا’بٍ سو’ي نفسـ ـيًا ومُهـ ـيء للتعا’مل مع البشر، فيما كانت “نوران” سعيدةً لأجل و’لدها الذي أستفا’ق بحديث والدهِ إليهِ ليكون شاكرًا إياه في الحال ممتنًا أن هذا الر’جُل هو والدهُ..
ولج في هذه اللحظة الأخ الذي كان يعلم أن والدهُ سيفعل اللازم لأجل أخيهِ الصغير ليرى أخيهِ الصغير يُعانق والدهُ ويبدو أن الأمر قد نجح بالفعل، تقدم مِنهم بخطى هادئة حتى وقف أمامهما قائلًا:
_على فكرة دي المرة تانية بس أنا مش هسكوت عشان بيتم تغفيـ ـلي لمَ أتنين حاضنين فيك وبيدلعوك وأنا مر’مي كدا محدش معبـ ـرني وواخد أنتَ الحُبّ والحنية والدلع لوحدك.
بالطبع كان يمازحهُ ويُشاكـ ـسهُ حتى يعود أخيه ويستجيب إليهِ ويُعا’ندهُ كما أعتاد دومًا وحينها لَم يبخـ ـل عليهِ في الردّ حينما نظر إليهِ وقال:
_دي مش مشـ ـكلتي عشان أفكر هحـ ـلها أزاي وبعدين عندك مراتك روح خُد الدلع والحنية اللي بتتكلم عنهم دول أنا لسه على البـ ـر وأكيد يعني مش هروح أخد الحنية والدلع مِنها يعني فالحج والحجة قايمين بالواجب عشان أنا الصغير اللي واخد كل حاجة.
أغتا’ظ “حُـذيفة” مِنهُ كثيرًا وقد ظهر ذلك على تقا’سيم وجهه ليقترب مِنهُ خطى هادئة متو’عدًا إليهِ قائلًا:
_أنتَ بتبـ ـجح فيا أنا؟ ردّ عشان همسكك دلوقتي أعمل مِنك قر’ص.
أحتـ ـمى “يزيد” في أبيهِ ليُحاول حينها “حُـذيفة” الوصول إليهِ وهو يتو’عد لهُ وكان الفا’صل بينهما “عبدالله” الذي أولاهُ و’لدهُ الصغير مهمة الد’فاع عنهُ وحما’يتهُ مِن أخيه الكبير، وقد كانت “نوران” تتابعهم مبتسمة الوجه ترى التحو’ل الجذ’ري الذي حدث لو’لدها الصغير حينما تو’لى زوجها وو’لدها الأكبر المهـ ـمة التي كانت شبه مستـ ـحيلة ولَكِنّ كان لهما تأ’ثيرًا كبيرًا عليهِ وها هي مبتسمة الوجه را’ضية عمَّ رأتهُ حامدةً ربها أن حـ ـق هذا الفتـ ـى سيعود عمَّ قريبٍ.
________________________
<“ومرَّت الليالي سريعًا وجاء اليوم المنتظر.”>
بعد مرور ٤٨ ساعة.
جاء اليوم الحافل والمنتظر، يومٌ تو’لد بهِ فرحةٌ جديدة وحياةٌ جديدة وبدايةً هادئة مع مَن تمناه القلب وأراد مرافقتهِ جنبًا إلى جنب، اليوم هي زيجة ثنائي جديد وو’لِدَ بينهما الحُبّ والراحة والهدوء والتفاهم والإنسجام، اليوم ستُزف فتا’ةٌ تنال الفرحة والسعادة بعد ما مرَّت بهِ مِن حُز’نٍ وآ’لمٍ، اليوم ستكون بجوار حبيبٍ فر’قتهما الظروف والأيام والأقدار ليعودا في نها’ية المطا’ف لِمَ عاهـ ـدناه، قصةٌ كُتِبَ عليها النها’ية دون أية إنذ’ارات وأفتر’قت طُرُقاتهما على أن هذه هي نها’ية قصتهما، ولَكِنّ كان للقدر رأيًا آخر فقد عادت قصتهما تحـ ـيا مِن جديد والأمل يُبعث لهما لتعود قصتهما كما كانت سابقًا بل وأكثر قو’ة..
كان القصر يعمل على قدمٍ وساق فقد تم ذ’بح بقـ ـرةً بُناءًا على طلب “سـامح” و “عـمر” لتو’زيعه على المحتاج بدايةً مِن التقـ ـطيع إلى وضع اللحـ ـم في الأطباق المغلفة إلى التوز’يع في الصباح الباكر ويليها ذ’بح أخرى لإعدادها مِن قِبَل ساكني القصر فهذه المرة فرحتهم مختلفة ولذلك كان الجميع يعمل بكل حُبٍّ لأجلهما..
خر’ج “ليل” مِن المخزن بعد أن تلطـ ـخت ثيابه بالد’ماء يعـ ـبث في هاتفهِ برهةً مِن الوقت قبل أن يضعه على أذنهِ ممازحًا الطر’ف الآخر قائلًا:
_صباحك لوز وقشطة يا ابن “العطار” اليوم يومك يالا النهاردة، أيوه يا عم الله يسهلك حـ ـقك تفرح، ليلتك عسل واللهِ مبسوط ليك وعقبال ما الفرحة تكمل بقى قريب إن شاء الله، لا بند’بح يا حبيبي عقبال عندك إن شاء الله لمَ تد’بح لعَوَضك، سلملي على الو’اد “شُـكري” أنا عارف إنه طا’لع عينه دلوقتي بس أهي هي فرحة ولا أكتر يعني … تمام هكلمك تاني بإذن الله.
أنهـ ـى حديثه معهُ مبتسم الوجه ثم أغـ ـلق هاتفه وقبل أن يتحرك رأى و’لده الصغير يقف أمامه مبتسم الوجه وملابسه ملطـ ـخة بالد’ماء وكذلك يديه الصغيرة التي قام بوضعها على ثياب أبيه لتنتقل الد’ماء إلى ملابسهِ، حمله حينها “ليل” ولثم وجنته قائلًا:
_عمك “حُـذيفة” لو شاف المنظر دا هيدينا درس فالدِّ’ين إحنا الأتنين ويسمعنا كلمتين عسل على الصبح يرضيك وقتها؟.
_إحنا معملناش حاجة حد شاف حاجة؟.
هكذا ردّ عليهِ “رائد” راسمًا البر’اءة على تقا’سيم وجهه ونبرة صوته ليجعل والدهُ يضحك عليهِ ليُلثم وجنتهُ مِن جديد ويعود بهِ إلى المخزن قائلًا:
_محدش شاف حاجة يا معلمي إحنا غلا’بة.
وحينما ولج مِن جديد رأى رفيقه يقف مع الشبا’ب وكبا’ر العائلة يساعدهم ويتبادلون أطر’اف الحديث، نظر حينها “ليل” إلى و’لده الصغير بطر’ف عينه ليُبادلهُ صغيره نظراته قبل أن يُكمل “ليل” خط سيره حتى رافقهم مِن جديد، دقائق مرَّت عليهم حتى و’قعت عينان “حُـذيفة” على رفيقه وطفله الصغير لتجـ ـحظ عينيه بذهولٍ مِمَّ يراه وفي هذه اللحظة تصـ ـنع كلاهما الغبا’ء ليقول مشيرًا نحوهما بسبابتهِ قائلًا:
_إيه المنظر دا؟ هو مش أنا قولت إن الحاجات دي حر’ام.
نظر حينها “ليل” إلى صغيره الذي عقد ما بين حاجبيه وبادلهُ نظراته متعجبًا ليأتيهما صوت “حُـذيفة” الذي قال:
_لا يا حبيبي أنتَ وهو متعملوش نفسكم عُبـ ـط دلوقتي.
نظر حينها “رائد” إليهِ وتصنع الدهشة قائلًا:
_مش البقـ ـرة رفَـ ـصت يا عمو “حُـذيفة” وبهـ ـدلت الدنيا شوف عملت إيه فهدومي أنا وبابا بهـ ـدلتنا خالص حتى بُص هي اللي عملت كدا مش إحنا خالص كانت المفروض تتعا’قب بس يلا ما’تت بقى نعمل إيه.
ر’مقه حينها “حُـذيفة” متصنعًا الدهشة فيما حاول “ليل” تما’لُك نفسه وهو يرى و’لده يُبر’ء نفسه ويُبر’ءه معهُ مِن هذا الإتها’م الفا’حش، تقدم مِنهما “حُـذيفة” الذي وقف أمام رفيقه ثم جذ’ب الصغير مِن ملابسهُ وهو ينظر إليهِ قائلًا:
_ولا أنتَ بتكد’ب عليا؟ مين اللي قالك أكد’ب أبوك؟.
_لا خالص يا عمو أنا أكذ’ب عليك برضوا دا أنتَ حبيبي مقد’رش.
ر’فع “حُـذيفة” حاجبهُ الأ’يمن عا’ليًا وهو ينظر إليه ثم نظر إلى ملابسهُ ليقول ساخرًا:
_لا واضح فعلًا، أول مرة أعرف إن البقـ ـرة عندها ٥ صوابع.
_سُبحان الله يا عمو حكمة ربنا بقى هتعتر’ض؟.
هُنا وضحك “ليل” عا’ليًا على حديث صغيره الذي أصبح نسخةٌ مصغرة مِن شقا’وة التوأم ومر’اوغات “مـعاذ”، وكان ما على “حُـذيفة” سوى الإبتسام ولثم وجنته الصغيرة، نظر إليه بعدها وقال بنبرةٍ هادئة:
_بُص أنا هعديهالك ليه بقى عشان أنتَ لسه صغير بس بعد كدا متعملش دا تاني عشان حر’ام يا حبيبي وربنا هيز’عل مِنك وأنتَ طبعًا شاطر ومش عايز ربنا يز’عل مِنك صح؟.
حرك الصغير رأسه برفقٍ يؤ’كد حديث عمه ليُكمل الآخر قوله:
_شاطر يبقى منعملش كدا تاني عشان دي حر’ام وتعتبر شـ ـرك بالله وربنا هيز’عل مِنك ومينفعش و’لد قمور زيك ربنا يز’عل مِنُه وكمان الد’م دا يا حبيبي نَجِـ ـس مش كويس ومُمكن لقدر الله ينقـ ـلك حاجات مش كويسة فمتعملش كدا تاني عشان ربنا ميز’علش مِنك وعشان نفسك، أتفقنا يا باشا؟.
حرك الصغير رأسه يؤ’كد على حديث عمه ثم قال مبتسم الوجه:
_أتفقنا أوعدك مش هعمل كدا تاني ولا هز’عل ربنا مِني خالص أنا بحبه ومش عايزُه يكون ز’علان مِني.
مسـ ـح حينها بكفه على خصلاته النا’عمة مبتسمًا ثم قال:
_روح بقى لعمتو “أيسل” وقولها عمو “حُـذيفة” بيقولك أديني شيكولاتاية عشان أنا سمعت الكلام وهيكافئني.
أنز’ل “ليل” و’لده الصغير الذي ركض سريعًا إلى الداخل متحـ ـمسًا ليبتسما كلاهما ويعودا النظر إلى بعضهما البعض ليأتي ردّ “ليل” الممازح إليهِ حينما قال:
_طلـ ـعت بتعرف تر’بي صحيح، بعد كدا يا حبيبي كافئه أنتَ بقى دي فكرتك أنتَ شـ ـيلها.
_وماله هو “رائد” مش أبني يعني ييجي ويقولي وأنا هكافئه.
هكذا مازحا بعضهما البعض ثم عادا لِمَ كانا عليهِ يساعدان البقية وتقديم يَّد المعو’نة إليهم حتى يسـ ـهل عليهما الأمر قبل أن يمر الوقت بهم ويسر’قهم.
في الغرفة الخاصة بـ “مَرْيَم”.
كانت منذ صبيحة اليوم تقوم بتجهيز أغراضها والتأكد مِن كل شيءٍ والسعادةُ تغمرها لا تُصدق أنها ستكون برفقة حبيب العمر والقلب والذي حظى بمكانةٍ خاصة دا’خل قلبها، كانت تسعد في بعض الأوقات وأخرى تحزن فعلى الرغم أنها سترافق حبيبها مدىٰ الحياة ألا أنها حزنت حينما تذكرت أنها ستتر’ك هذا البيت الد’افئ وستترك عائلتها وحياتها وذكرياتها هُنا في هذا القصر الذي تـ ـربت بداخلهِ منذ أن كانت صغيرة حتى أصبحت اليوم صبـ ـية تتجهز لحفل زفافها، كانت الفتيا’ت ترافقها منذ بداية اليوم حتى ولجت والدتها “حبيبة” مبتسمة الوجه لتُطـ ـلق زغرودة عا’لية حينما رأتها لتبتسم “مَرْيَم” لها وتبدأ عينيها تلتمع بالعبرات.
تقدمت مِنها وهي تهتف بسعادةٍ طا’غية لأجلها قائلة:
_شوفي مِن قبل ما تبدأي فحاجة طالعة زي القمر، مش مصدقة واللهِ إنه هياخدك مِني خلاص ومش هشوفك غير كل فين وفين بعد ما كُنْتِ قدامي ٢٤ ساعة.
_لا بالله عليكِ يا عمتو مش عايزين عياط وتأ’ثر دلوقتي لازم نمشي لأن الوقت بيجر’ي مِننا عيطي أول ما تشوفيها بالفستان الأبيـ ـض إنما مِن دلوقتي صدقيني مش وقته.
كانت هذه “چويرية” التي قامت بالردّ على “حبيبة” التي كانت ستبدأ في البكاء ولَكِنّ حينها أوقفتها “چويرية” لتوافق الأخرى على حديثها وهي تبدأ بتجفـ ـيف عبراتها قائلة:
_عندك حـ ـق أنا هستنى لبليل وهنكـ ـد على الكل كبير وصغير وحد يكلمني ساعتها بقى، أنا مش قا’درة أسيبها واللهِ دي حبيبتي وحتة مِني لمَ ييجي هو ياخدها فجأ’ة كدا صعـ ـب.
_مقدرة مشاعرك وحاسة بيكِ وصدقيني مش سهل عليا بس هي دي سُنة الحياة ومتقلـ ـقيش هكلمك على طول ومش هخليكِ تحسي بغيا’بي خالص، بس متعيطيش بالله عليكِ.
كانت تلك “مَرْيَم” التي حادثت والدتها محاولةً التما’سك لتتولى “چويرية” مهمـ ـتها بأخذ “مَرْيَم” مِن أمامها وهي تنظر إليها متجهة إلى الخارج قائلة:
_يلا يا “حبوبة” خلينا نمشي بقى هنستناكِ هناك لازم تكوني موجودة أوعي تتأخري.
أنهـ ـت حديثها وهي تُرسل إليها قْبّلة هو’ائية ثم لَحِقَت بالفتيا’ت لتترك “حبيبة” مكانها تنظر إلى أثرهن مبتسمة الوجه لتُز’يل عبراتها بكف يدها قائلة:
_ربنا يكملك بعـ ـقلك يا “چويرية” وعقبال ما نفرح بيكِ أنتِ كمان ويُرزقك باللي يسعدك.
خرجن الفتيا’ت مِن القصر لتتقابل “مَرْيَم” مع أخيها الصغير “هلال” الذي كان يقوم بمساعدة الشبا’ب في تنظيـ ـف المكان بعدما أنهـ ـوا مـ ـهمة الذ’بح وتوزيع اللحو’م وإدخال أخرى إلى الداخل ليبدأو بإعداد الطعام للأشخاص الذين سيأتون الليلة بعد الزفاف في دعوةٍ خاصة مِن “ليل” الجد، أقترب مِنها مبتسم الوجه ليقول:
_عاجبك كدا يعني؟ شايفة متبهد’ل أزاي عشانك، بس فداكِ أنا معنديش غيرك أتعـ ـب عشانه في المقابل إنك تكوني مبسوطة.
أبتسمت إليه “مَرْيَم” بحنوٍ وتأ’ثرٍ لتقول بنبرةٍ سعيدة:
_ربنا يباركلِ فيك يا حبيبي وأفرح بيومك وأتعـ ـبلك، ربنا يقويك.
أبتسم إليها “هلال” وقال بنبرةٍ هادئة حنونة وهو ينظر لها:
_لو أحتاجتي أي حاجة أنا موجود أتصلي بيا أنا هفضل هنا لحد الساعة ٦ لو ناسية أي حاجة قوليلي وهجيبهالك ومتقلـ ـقيش هجيلك على طول.
حركت رأسها برفقٍ مبتسمة الوجه ثم سألت عن والدها وأخيها الأكبر ليدلها على مكانهما لتترك هي الفتيا’ت وتذهب إليهما بخطى هادئة تنظر حولها حتى وصلت إلى المخزن لتراهما يقفان بجانب بعضهما البعض يُراجعان بعض الحسابات سويًا ولذلك أقتربت مِنهما مبتسمة الوجه لتُنادي على أسميهما سويًا ليلتفتا إليها وسريعًا ترتسم الأبتسامة السعيدة على وجهيهما..
أقتربت مِنهما حتى وقفت أمامهما تنظر لهما مبتسمة الوجه لتقول:
_جيت أشوفكم قبل ما أمشي “هلال” د’لني على مكانكم وقولت مينفعش أمشي مِن غير ما أشوفكم.
جاوبها “عـمر” أولًا مبتسم الوجه بعد أن نظر إليها ليقول:
_شوفتي، محدش هيتبهـ ـدل كدا عشانك غيرنا خلي بالك.
أبتسمت هي إليهِ وأجابتهُ بنبرةٍ هادئة:
_عارفة يا حبيبي ربنا يباركلِ فيكم.
_أي حاجة تحتاجيها إحنا موجودين عشان تبقي عارفة بس يعني ميهمكيش التوقيت والكلام دا كله كلميني أو كلمي بابا أو “هلال”، أتفقنا؟.
حركت رأسها برفقٍ إليهِ مبتسمة الوجه ثم ودعتهما سويًا وذهبت بقلبٍ ينبـ ـض بالسعادة والحما’س فما تبقى سوى ساعاتٌ قـ ـليلة وستكون مرافقةً إليهِ، فيما كان “عـمر” يتابعها رفقة و’لده الذي أبتسم وعاد يُكمل ما كان يفعله حتى يتجهز سريعًا ويذهب إليها.
______________________
<“أحيانًا يتخذ القلب قر’ارًا حا’سمًا يتم رد’عه مِن العقل لتبدأ الحر’ب الطا’حنةُ بينهما.”>
كان يجلس في مكتبهِ يُتابع آخر المستجدات والتطو’رات في عمله قبل التجهز والذهاب إلى زفاف حفيدة أخيه، تعا’لت طرقات هادئة على باب مكتبه ليسمح إلى الطارق بالولوج والذي لَم يكُن سوى تلك الصغيرة المدللة وحبيبة القلبِ تعطيه بسمتها الرقيقة والتي تُشبه رِقة معالم وجهها الهادئ، وما إن رأها أمامه أبتسم ورحب بها حينما قال:
_أهلًا أهلًا بالدلوعة اللي بقالها فترة مطنـ ـشاني على الآخر وكأن أبوها ها’جر مثلًا.
أقتربت مِنهُ أولًا تُرحب بهِ وتُلثم رأسه مثلما أعتادت ثم جلست أمامه على المقعد تنظر إليه مبتسمة الوجه قائلة:
_مقدرش يا حبيبي دا أنتَ الحُبّ كله، إيه يا حجوج وأنا أقدر برضوا لا أنا كدا أز’عل.
نظر إليها حينها مبتسم الوجه ليقول بد’هشةٍ:
_قلـ ـبتي الطرابيزة عليا يا لئـ ـيمة فثانية، عارفاني هجيب ور’ا بالكلمتين دول والبر’اءة دي فهتكسبيني صح بس ماشي كله بيتم بمزاجي أنا فالآخر.
ضحكت هي على حديثه ثم قالت مبتسمة الوجه:
_طب بُص بقى يا حجوج أنا جيالك وعايزة رأيك فموضوع تقولي تفكيري صح ولا غـ ـلط.
أعتدل في جلستهِ وصـ ـب كامل تركيزه إليها قائلًا:
_آه طبعًا قولي أنا خلاص خلصت شغلي أحكي.
_بصراحة “سـيف” كلمني مِن فترة وقالي إن “مـودة” جايلها عريس فبصراحة أنا أتلبـ ـكت كدا ومش عارفة أفكر حاسة بمشاعر كتير ملـ ـغبطة يعني، العريس واحد أسمه “حـسام” قالي زميل “ليل” و “علي” والشبا’ب عمومًا ومعاهم فالشغل هو مكلم “سـيف” بقاله كتير ومستني ردّ وإحنا مطو’لين حبتين عليه وأنا متلـ ـغبطة أنا معرفش عنه حاجة ومضـ ـمنش إذا كانت بـ ـنتي هترتاح معاه ولا لا و “سـيف” بيسمعني قصايد وأشعار فيه وأنا مش عارفة أعمل إيه وقولت أجيلك قبل أي حاجة حتى “مـودة” لحد دلوقتي لسه متعرفش غير إنه في عريس جايلها بس هو مين متعرفش … أنتَ شايف إيه يا بابا أنا مش عارفة متلـ ـغبطة و “مـودة” لسه بتدرس مش عايزة حاجة تشغلها عن دراستها وتلهيها لسه قدامها سنة وتخلـ ـص تعليم وعايزاها تضـ ـمن مستقبلها قبل أي حاجة وقبل ما تر’بط نفسها برا’جل عشان لو لقدر الله حصل حاجة ورجعت تكون عاملة حسابها وفي حاجة لسه سند’اها، ر’سيني يا بابا.
أبتسم إليها وهو ينظر لها يتفهم تضا’ربها وتشـ ـتتها في أمرٍ مصـ ـيري كهذا لفتا’تها الأولى والبكـ ـر الرشيد لها ليتسـ ـلح كعادته بالعقل والحكمة قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_أنا فاهم تشـ ـتتك وحير’تك كويس أوي وحاسس بيكِ وأنا هقولك كلمة حـ ـق مش تطبـ ـيل ولا تجميل، “حـسام” فعلًا شا’ب كويس جدًا مِن كل النواحي أخلاقيًا وتعليميًا وثقافيًا ومهنيًا أنا أوقات كتير بحط أعتما’دي عليه في غيا’ب البشوات وبصراحة الو’اد قد المسؤ’ولية والأ’مانة يعني بمعنى أصح هو عريس لُقـ ـطة لأي حد شا’يل مسؤ’ولية أمه وبيصرف وبيشتغل ومعاه شهادة يعني ميعبـ ـهوش حاجة، “حـسام” كويس أوي وهيعرف ياخد باله مِن “مـودة” ويحافظ عليها دا على ضمانتي ومش هسـ ـلم حفيدتي لأي واحد غير لمَ أكون دار’سُه بمعنى أصح، ولو محتاجة تتكلمي معاه حـ ـقك تشوفي أسلوبه وطباعه بنفسك عشان تتأكدي لَكِنّ لو على “سـيف” هو ضا’منه.
فكرت قليلًا في حديثه الذي قاله منذ قليلٍ بتعـ ـمقٍ فهي تثـ ـق في والدها وبشـ ـدة ولذلك بعدما أخذت وقتًا في التفكير وافقت على مقابلة الشا’ب والتحدث معهُ حتى ترى كيف تكون حياته وما هو فِكرُه وطباعه التي ستحـ ـدد عليها في الآخر موقفها تجاهه، نظرت إليه مرةٍ أخرى ووافقت على حديثه ليبتسم هو إليها ويقول:
_متقـ ـلقيش أنا عارف أنا هسلـ ـم حفيدتي لمين يا “بيسان”، متخا’فيش مِن حاجة طول ما أنا موجود وطالما “سـيف” مش مما’نع يبقى تطمـ ـني هو برضوا أبوها وعارف مصلـ ـحتها فين.
_عارفة واللهِ يا بابا أنا بس اللي مخليني كمان مضا’يقة إننا طو’لنا على الرا’جل فالردّ يعني شكلنا إيه قدامه أو هو أكيد بيفكر إننا صر’فنا نظر عن الموضوع دا.
أبتسم حينها وطمئـ ـنها أكثر حينما بدأ حديثه قائلًا:
_قبل ما نتحرك مِن هنا هخلي “سـيف” يكلمه ويقوله إنكم عايزين تقعدوا معاه وتشوفيه بنفسك هو هيكون حاضر الفرح النهاردة عشان “شـهاب” يبقى صاحبهم هوريكِ صورته دلوقتي وهسيبك تركزي معاه فالفرح وشوفي بنفسك نظراته لبنـ ـتك عاملة أزاي ووقتها أنا واثق إنك مش هتحتاجي إنك تقعدي معاه بعدها.
ثقته تلك تجعلها توافق رغـ ـمًا عنها دون أن تفعل شيئًا فهي منذ الصغر تعلم والدها وتعلم كيف يُفكر وماذا يُريد وكيف يُحافظ على عائلته ويدرُس الأفراد الجدد قبل ولوجهم إلى عائلتهِ المحصـ ـنة.
_______________________
<“بدايةٌ جديدة تُكتَب وقصةٌ جديدة تبدأ أولى سطورها.”>
مرَّ الوقت بهم سريعًا حتى دقت السادسة مساءً.
صف “مـينا” سيارته في مرآب السيارات ونظر إلى “برلين” التي حضرت معهُ هذا الزفاف والتي أبتسمت إليهِ كذلك ليقول هو:
_وصلنا يلا بينا.
أنهـ ـى حديثه وترجل مِن سيارتهِ ويليه هي ليقترب هو مِنها بخطى هادئة يفتـ ـح إليها الباب لتترجل هي مبتسمة الوجه ترتدي فستانًا خامتهُ مِن الستان اللا’مع ذو اللو’ن الزهري يُز’ينهُ فصو’صٌ فضـ ـية اللو’ن مِن المعصـ ـم ومنطقة الر’قبة وكذلك الخصر، كانت خصلاتها البُـ ـنية النا’عمة منسد’لة خـ ـلف ظهرها مصففة برِقةٍ وبعض الزينة النا’عمة أبرزت معالم وجهها الهادئة بالإضافة إلى حذ’ائها الأبيـ ـض ذو الكـ ـعب المتوسط، وبجانبها “مـينا” الذي أصبح خطيبها مؤخرًا يجاورها مرتديًا حِلته الكحـ ـيلة أسـ ـفلها قميصه الأبيـ ـض الذي حـ ـرر مِنهُ أول زران مرتديًا ساعة يد فضية اللو’ن مصففًا خصلاته البُـ ـنية النا’عمة بالإضافة إلى لحيته الخـ ـفيفة المنمقة..
سارا متجهان نحو قاعة الزفاف بخطى هادئة يتبادلان أطر’اف الحديث حتى وصلا وتقابلا مع الأحباء والأقارب، تقابل “مـينا” مع صديقه “عـزمي” الذي حضرت معهُ زوجته وأبنته الصغيرة ليبدأ كلاهما يُعرف زوجته وخطيبته على الأخرى لتنسجم كلتاهما مع الأخرى سريعًا، تجمعت الأحباء والأقرباء والأصدقاء في مناسبةٍ سعيدة جمعت شمـ ـلهم مِن جديد وجعلتهم يشعرون بالسعادةِ مِن جديد وكذلك كانت تنبُع الضحكات العا’لية مِن القلوب يتشاركون الأحاديث والمواقف الطريفة.
في مكانٍ آخر بعيدًا عنهم.
كانت “مَرْيَم” كانت قد أنتهـ ـت للتو والآن تنتظر زوجها الذي حتى الآن لَم يصل بعد، ولجت في هذه اللحظة “نهىٰ” والدة “شـهاب” مُلقيةً السلام عليهم لتبدأ بتعريف نفسها عليهم مبتسمة الوجه لترى الترحاب الشـ ـديد مِنهن والسعادة باديةٌ على أوجههن، كانت علاقتها بـ “حبيبة” لطيفة وود’ودة فيها بادلن الضحكات، توجهت إلى زوجة و’لدها التي كانت قـ ـلقة بشأن تأ’خره ذاك، وقفت أمامه وسريعًا أبتسمت إليها وقالت بنبرةٍ سعيدة منبهرة:
_بسم الله ما شاء الله، طالعة زي القمر، لا قمر إيه دا أنتِ أحلى مِن القمر كمان، أنا “نهىٰ” أم “شـهاب” مبدئيًا أنا لا بحب طنط ولا عمتو قوليلي “نهىٰ” على طول أنا واحدة بسيطة خالص شوفتي أزاي.
أبتسمت “مَرْيَم” إليها وقد شعرت بالسعادة حينما رأت والدته أخيرًا لتقوم بمعانقتها مبتسمة الوجه فيما بادلتها “نهىٰ” عناقها مبتسمة الوجه لتقول:
_ربنا يسعدك ويعينك أنا عارفة إنك هتشـ ـيلي حِمـ ـل تقيـ ـل شوية بس أكيد هيكون فميزان حسناتك.
_متقوليش كدا، “شـهاب” عُمره ما كان حِمـ ـل عليا ولا هيكون بالعكـ ـس أنا مبسوطة إننا هنكون مع بعض، أنا عُمري ما فكرت فحاجة زي دي أنا بحبه ومفر’قش معايا إذا كان في حاجة تعيـ ـق بينا أنا عندي أمل كبير فربنا إن نو’ر عينيه يرجعله تاني وأنا حبيت “شـهاب” قبل الحا’دثة بفترة طو’يلة ومش بعد ما حصلت هتخلـ ـى عنه لأي أسبا’ب لأن هو دا الشخص اللي أتمنيته وهو دا نصيبي مِن الدُنيا وأنا راضية بيه.
شعرت “نهىٰ” في هذه اللحظة أن هذه هي الزوجة المناسبة لو’لدها، هذه التي تمنتها منذ زمنٍ إليهِ مهما حدث إليهِ ومهما خسـ ـر ستظل معهُ ما تراه هو رو’حه الطيبة وحنيته وطيبة قلبه وليس مظهره الجذ’اب وأسلوبه في التعامل مع العا’لم الخارجي، تكون معهُ في الحز’ن قبل الفرح تو’اسيه وتأخذ بيدهِ، أبتسمت إليها ودعت لهما بحياة زوجية هادئة ومستـ ـقرة..
وما هي سوى دقائق معدودة وجاءت “چويرية” كعادتها تقول بحما’سٍ شـ ـديدٍ:
_أفرحي يا عروسة أنا العريس يا عروسة يا عروسة أنا العريس .. “شـهاب” وصل يا “مَرْيَم”، “شـهاب” وصل.
تهـ ـللت أسارير الأخرى التي أبتسمت بسعادةٍ طا’غية وحينها بدأ قلبها ينبُـ ـض بعنـ ـفٍ حينما شعرت بهِ يقترب ها هي اللحظات التي تمنت العـ ـيش بها تتحـ ـقق نُصـ ـب عينيها وسريعًا نظرت إلى “چويرية” التي كانت سعيدةٌ وبشـ ـدة لتقول:
_طب قوليلي لابس إيه يعني البدلة شكلها عامل أزاي وهو، هو عامل أزاي دلوقتي.
أبتسمت حينها “چويرية” وقد أجابتها بحما’سٍ شـ ـديدٍ تقول:
_البدلة وهـ ـم يا “مَرْيَم” عايزة أقولك هتتفا’جئي، وهو بقى مبسوط والضحكة منوَّنرة وشه وكأنه طا’لع يتكرم مثلًا على إنجا’ز مُعيَّن عملُه، أنا هسيبك تتفا’جئي بنفسك.
تحمـ ـست “مَرْيَم” كثيرًا وعادت تقف كما كانت مبتسمة الوجه تُفكر كيف سيكون، بالطبع وسيمًا كعادتهِ ولَكِنّ هذه المرة لرُبما يتخـ ـطى نطا’ق تفكيرها، وكلما أستمعت إلى أصوات قر’ع الطبول والمزمار بنغماتٍ معتادة متناسقة وتعا’لي أصوات الزغاريد تز’داد نبـ ـضات القلب أكثر وأكثر، حاولت الحفاظ على نفسها وتُنظم وتيرة أنفا’سها المتسا’رعة، أما عنهُ فقد ولج بخطى هادئة يرافقهُ أخيه الذي كان ملا’زمًا إليه طوال اليوم مبتسم الوجه يرى ببصيرتهِ الأجواء مِن حوله وكذلك مشاعر الجميع تصل إليهِ دون أد’نى جـ ـهدٍ..
وحينما رأته “نهىٰ” ألتـ ـمعت مُقلتيها بالعبرات وهي ترى و’لدها عريسٍ في كامل أناقتهِ وسعادتهِ ففو’ر أن رأته شعرت أنها تريد أن تبكي وسريعًا بدأت تدعو إليهِ وتحـ ـميه بذِكر الله مِن أعين البشر، كانت “مَرْيَم” مبتسمة الوجه تشعر بإقترابه مِنها حتى أصبح يقف أمامها بعدما وجههُ أخيه، وهي في هذه اللحظة كانت لا تُصدق أنهُ أصبح أمامها فلَم يُمهـ ـلها الفرصة لإستقباله بل وقف أمامها مبتسم الوجه ومُقلتيه مثبتتان عليها..
تلاقت المُقلِ وعزفت أجمل الألحان الموسيقية،
تضا’ربت المشاعر وتو’ترت الأنفا’س وإهتـ.ـزت الرؤية،
عادت الحياة إلى كلا الطر’فين بعد أن أُر’هِقَت القلوب،
وكأن كان أحد الشتا’تين تا’ئهًا في عمـ.ـق الصحراء،
وعاد إلى شبيهٍ صا’رع الظروف وحا’رب العقل،
فقط حتى ينا’لُ لُذة النظر والتمعن في شبيهه،
عاد الحبيب وسكن الغريب مع ساكنِ القلبِ.
كانت تا’ئهة في عينيه التي كانت تأ’ثرها مكانها وتعلم كيف تفر’ض حصو’نها عليها مِن الجميع، على الرغم مِن أنها كانت نظرةٌ حا’دة كعادتها ولَكِنّ كان الحنان يحتضنها أمام الحبيب، كانا مضطـ ـربين فواحدٌ يرى ببصرهِ حبيبًا طالبهُ القلب، وآخرًا يرى ببصيرتهِ قلبًا عشـ ـقهُ وطالب مجاورتهِ، لحظةٌ كانت فا’رقةٌ لكليهما بالتأكيد فيها رأى كل واحدٍ مِنهما الآخر بالطريقةِ التي يرى بها الآخر.
_وحشتيني على فكرة.
همـ ـس بها إليها وكأنه يفصـ ـح لها عن مخـ ـبءٍ لعد’وٍ سعـ ـى للنَيـ ـلِ مِنهُ خشـ ـيةً لمعرفة أحدٍ غيرهما، لتبتسم هي في المقابل وتهمـ ـس إليهِ بما تمنىٰ سماعهُ حينما قالت:
_وأنتَ كمان وحشتني على فكرة.
أتسـ ـعت بسمتهِ وغمرته السعادة بغتـ ـةً حينما بادلتهُ مشاعرهُ ليقول متسائلًا يُلفت نظرها لشيءٍ آخر:
_مقولتليش إيه رأيك فالبدلة؟.
_طا’لع أحلى مِن القمر نفسه.
ود أن يضحك عا’ليًا على حديثها ولَكِنّ لَم يمـ ـنع نفسه مِن أن يضحك بصوتٍ خا’فتٍ ليقول مبتسم الوجه:
_”ريما” أنا بقولك رأيك فالبدلة مش فيا.
كان يشعر بنظراتها التي كانت مصوَّ’بة نحوه تتطـ ـلع إليهِ ولذلك حاول لفـ ـت أنتبا’هها لشيءٍ آخر لَم تنتبه هي إليهِ حتى الآن، أما عنها هي فقد كل ما كانت تراه هو فحسب تُحاول إقنا’ع عقـ ـلها بأنهُ سيكون ملا’زمًا إياها مدى الحياة ولَن تراه بين الحين والآخر بل ستراه في كل مكانٍ تذهب إليه وسيكون رفيقًا لها دائمًا..
نقلت بصرها إلى حِلتهِ لتنتا’بها المفا’جأة حينما رأت حِلة الشـ ـرطة خاصتهِ وليس تلك الحُلة السو’د’اء التي أخبرها بها، كانت متفا’جئة وبشـ ـدة وهي تنظر إليه ليبتسم هو أكثر ويُجاوبها على سؤالها الصامت قائلًا:
_ضحكت عليكِ وقولت بدل ما أقولك أخليها مفا’جأة أحسن، إيه رأيك بقى محر’وم مِنها بقالي سنة كاملة ومصدقت بصراحة ألبسها تاني لأنها وحشتني.
سعدت كثيرًا حينما رأته يرتديها مِن جديد لتقول بنبرةٍ سعيدة:
_حلوة أوي يا “شـهاب” بجد، دي أحلى مفا’جأة أنا مبسوطة أوي.
أبتسم هو ليترك باقة الزهور البيـ ـضاء جانبًا ويقوم بمعانقتها بكل حُبٍّ وفرحة لتُبادلهُ عناقهِ بترحابٍ شـ ـديدٍ ليشعر هو في هذه اللحظة أنهُ قد مَـ ـلَكَ كل شيءٍ سـ ـعى إليهِ فالوصول إليها بعد ما عا’ناه ورآه كان مستحـ ـيلًا في منظو’رهِ ولَكِنّ سـ ـعيُه وعز’يمتهِ وعدم الإستـ ـسلام جعلت لذة الوصول وكأنه يتذوق حلاوة العسل في صبيحة يومٍ جديدٍ مشرقٍ وحافلًا كان في أنتظاره..
أقتربت “چويرية” مِنهما وأنتشـ ـلت باقة الزهور التوليب البيـ ـضاء وهي تنظر لها لتقول بنبرةٍ سعيدة:
_الله البوكيه دا حلو أوي، يا رب واحد زوقه حلو فالورد زيك يا “شـهاب” ولَن أشـ ـكي ولَن أبكي واللهِ.
نقـ ـلت بصرها إلى شقيقتها الصغيرة “علياء” لتقول بنبرةٍ حما’سية:
_تعالي صوريني يا “علياء” بسرعة قبل ما تاخده مِني شكله عاجبني أوي.
أنهـ ـت حديثها وهي تبتعـ ـد عن موقعهما ومعها باقة الزهور البيـ ـضاء لتلحق بها شقيقتها التي قالت:
_وأنا كمان لازم أخد صورة بيه.
_______________________
<“عِدة ساعاتٍ لربما تكون بينهن ساعة الحظ.”>
كان يجلس في مقرهِ الجديد مع عِدة رجا’لٍ مِن قبـ ـيلةٍ ما يخـ ـططون إلى شـ ـرٍ عظيمٍ، جميعهم يمتلكون لحيةٌ وشوارب ووجوههم متجـ ـهمة وهو يترأس هذا المجلس.
_وبعدين يا “جـمال” وأخرتها إيه، عايزين نعمل اللي بنحا’رب عشانه.
نظر إليهِ “جـمال” حينها نظرةٍ ذات معنى ليقول:
_متقـ ـلقش كل حاجة هتمشي زي ما إحنا عايزين، هندخل نضر’ب وميهمناش حد دلوقتي هما فاكرين إن الدُنيا تمام ومسـ ـتقرة بس لو هجـ ـمنا فجأ’ة يبقى إحنا الكسبانين فيها مش هيلـ ـحقوا يسيطـ ـروا على الوضع … بس في حاجة، أنا عايز مِنهم كذا ر’اس بحا’رب عشانهم.
نظروا إليهِ نظرةٍ ذات معنى ليقول واحدٍ مِنهم متسائلًا:
_يعني إيه مش فاهم؟ أنتَ ليك حاجة عند الناس دي؟.
نظر إليهِ “جـمال” نظرةٍ هادئة وأبتسم قائلًا:
_ليا عندهم كتير أوي يا “رجـب”، ليا عندهم شيء وشويات حسا’بات لازم تتصـ ـفى ومش ههـ ـدى غير لمَ أصفـ ـيها كلها وأخد حـ ـقي مِن كل واحد فيهم.
_خلاص ضم حساباتك على حساباتنا ونصـ ـفي كلنا مع بعض ونطلع كسبانين كلنا.
أبتسم “جـمال” بسمةٌ ساخرة تهـ ـكمية وقال:
_لا معلش أنا بعافـ ـر عشان أوصل بنفسي، عايز أنُل لذة الإنتصا’ر لوحدي، كل واحد لِيه غاية … وأنا غايتي عارفها مِن زمان وهوصلها، بس كل حاجة وليها وقتها أول ما تيجي ساعة الحظ هستغـ ـلها وهاخد حـ ـقي وهعرفهم بكرا مين هو “جـمال السيد” ويقدر يعمل إيه، صبرًا.
________________________
<“لحظةٌ واحدة يعـ ـيشها المرء سعيدًا مدى الحياة.”>
كانوا سعداء كثيرًا لأجل هذا الثنائي الأقرب لقلو’بهم، كان يضمها إلى أحضانهِ برِقةٍ يبتسم ويشعر بالراحة في قُربها وحوله أصدقائه يحاوطونه ويُهللون بسعادةٍ لأجلهِ وقد كان أخيه بجواره طوال الوقت ينظر إليهِ مبتسم الوجه والعبرات تلتـ ـمع في مُقلتيهِ وهو يرى سعادة أخيه الذي سـ ـعى حتى يصل إليها ويشعر بها.
نظر “مـينا” إلى “برلين” التي كانت ترافق الفتيا’ت وتتحدث معهن وتضحك بين الفينة والأخرى ليبتسم هو بتلقائيةٍ حينما رأى ضحكاتها ليشعر بالراحة والفرحة تتغـ ـلغل داخل صدره ويقوم بإخر’اج هاتفه يُرسل لها رسالة عبر التطبيق الشهير “واتساب” ثم بعدها أغـ ـلق الهاتف وتابعها بنظراته ليراها تأخذ هاتفها تقرأ رسالته ليراها تبتسم.
_إلا الحلوة مشبو’كة؟ أصل ضحكتها وعيونها دو’بوني.
كانت هذه رسالته إليها ليراها تنظر حولها تبحث عنهُ حتى رأتهُ أخيرًا يقف مبتسم الوجه ليقوم بومض جـ ـفنه الأ’يسر بخـ ـفةٍ وبعـ ـبثٍ أعتادت عليه لتبتسم هي بخجـ ـلٍ ثم أشا’حت بصرها بعيـ ـدًا حتى تتجنـ ـب النظر إليهِ، وعلى الجهة الأخرى “عُـرابي” الذي كان يحمـ ـل أبـ ـنته “نيروز” ويتحرك بخـ ـفةٍ بنصفه العلو’ي يُراقص صغيرته التي كانت تبتسم إليهِ برِقةٍ، كل واحدٍ مِنهم منسـ ـجمًا مع عائلتهِ الصغيرة..
وبعد مرور القليل مِن الوقت ألتزموا أماكنهم حتى ينسـ ـحب العروسين إلى الداخل ويبدأو بإنز’ال الأطعمة على الموائد، وفي الداخل كانت “مَرْيَم” ترافق “شـهاب” الذي قال بنبرةٍ هادئة:
_هو عادي لو مشينا وسيبناهم؟.
أبتسمت ونظرت إليهِ لتقول بنبرةٍ هادئة:
_ودا يبقى أسمه كلام برضوا، يلا قولي هتاكل ولا لسه زي ما أنتَ.
_لا بقى ما أنا غيَّرت السيستم عشانك.
مدَّت يدها إليهِ بساندويتشًا ليأخذه هو مِنها مبتسم الوجه ثم بعدها أمسك كفها ذاك لتتعجب مِن فِعله ولَكِنّ فا’جئها هو حينما ر’فع كفها ولثمه بحنوٍ تليها قوله الذي كان كما العقار الذي يشـ ـفي الآ’لم:
_عملت وضـ ـحيت وأستحـ ـملت وتـ ـعبت كتير أوي عشان خاطر أوصل للحظة دي وتبقي معايا، والحمد لله ربنا رضاني وهعمل أي حاجة عشان خاطر أحافظ عليكِ وتفضلِ معايا … أنا بحبك أوي يا “ريما”.
ألتمعت مقلتيها بالعبرات وهي تنظر إليهِ ترى حُبّه إليها والحنان الذي يُغـ ـلفها لتبتسم وتفصـ ـل الخطوات الفا’صلة بينهما لتولج داخل أحضانهِ واضعةً رأسها على صد’ره لتشعر في نفس اللحظة بذراعيه يطبقا’ن عليها بحنوٍ ضاممًا إياها إلى أحضانهِ، لثم رأسها بحنوٍ ليسمعها تقول:
_ربنا يقدرني وأسعدك يا حبيبي وأعوضك عن كل حاجة و’حشة عدت عليك وأنتَ لوحدك، وصدقني محدش هيحبك قدي، حُبّي ليك عُمره ما قـ ـل بالعكـ ـس كان بيزيد كل يوم جو’ه قلبي حتى بعد ما بعد’نا عن بعض مقد’رتش أشـ ـيل حُبّك مِن جوايا، كُنْت بحس بحاجة بتمـ ـنعني كل ما أحاول أبعـ ـد عنك وأنساك، أنا كُنْت ومازالت واثقة إني مش هعرف أحب حد غيرك يا “شـهاب”.
أهو يحتاج إلى شيءٍ آخر حتى تُثبت إليه أكثر مِن ذلك حُبّها إليهِ؟ حسنًا إنها بدأت تضـ ـغط على و’تره الحسا’س نحوها ووجَبَ عليهِ الآن أن يُسيـ ـطر على خضـ ـم مشاعره تلك قبل أن يخر’ج الأمر عن نطا’ق سيطـ ـرته ولذلك أخذ نفـ ـسًا عميـ ـقًا داخل ر’ئتيهِ ثم زفـ ـره بعمـ ـقٍ ثم وجه مقلتيه نحوها وقال:
_”ريما” راعي مشاعري شوية لأن لو ما’سك نفسي دلوقتي فبعد شوية مش هعرف صدقيني ولسه ليلتنا مطو’لة.
أبتسمت هي بعدما ر’فعت رأسها تنظر إليهِ نظرةٍ ذات معنى لتقول بنبرةٍ ما’كرة:
_”شـهاب” أنتَ ليه معملتش زي ما عملت فعقد القرآن وشوفتني ببصيرتك.
أبتسم هو حينها ثم ر’فع كفيه نحوها يحاوط وجهها ليقول:
_أنا مِن قبل ما أجيلك وأنا شايفك يا “ريما”.
_طب قولي شايف إيه بقى.
ما’كرةٌ كما أعتاد على مكـ ـرها حينما تبا’غته بأسئلتها ليكون هو مستعدًا إليها ومنتظرًا إياها كذلك، وكعادتهِ أقترب مِنها يُلثم جبينها بقْبّلة حنونة ثم قال بنبرةٍ هادئة:
_شايف أميرة حلوة بفستان أبيـ ـض واخدة قلو’ب الكل وعلى راسهم قلبي.
_لا يا “شـهاب” يكون فعِلمك أنا مش قد كلامك الحلو دا هاخد عليه بعد كدا.
أبتسم هو حينها وزفـ ـر بهدوءٍ قائلًا بنبرةٍ ليـ ـنة:
_وإيه يعني هو أنا عندي كام “ريما” يعني.
باد’رت هي هذه المرة وفا’جئتهُ حينما ر’فعت نفسها قليلًا ولثمت وجنتهُ لتجعله مصد’ومًا ومذ’هولًا مِن فعلها فهذه تُعتبر المرة الأولى لها مِمَّ جعلهُ مند’هشًا يُحاول أستيعاب ما يحدث، أما عنها فقد كانت قد أبتعدت عنهُ وعادت لتناول الطعام تاركةً إياه مذ’هولًا لا يُصدق ما فعلتهُ هي..
على الجهة الأخرى..
كان “شـريف” يجلس بجوار زوجته يتحدث معها وعلى الجهة المجاورة “شُـكري” الذي كان يجلس مع الشبا’ب يتبادلون أطر’اف الحديث حتى سـ ـقط بصره على تلك التي سر’قت قلبه وعذ’بتهُ بحُبّها، إنها هي التي تفعل كل شيءٍ وتظهر بعد ذلك في صورة الفتا’ة البـ ـريئة، إتجهت حو’اسه جميعها إليها فقد كانت على مقربةٍ مِنهُ تتحدث مع صديقاتها وتلتقط بعض الصور برفقتهن حتى رآها تنهض وتتجه نحو موضع جلوس العروسين لإلتقاط بعض الصور رفقة صديقتها لتتحرك عينيه معها حتى بدأت صديقتها بإلتقاط بعض الصور المختلفة إليها..
وعلى الجهة الأخرى كان “حـسام” يختـ ـلس النظر إلى “مـودة” بين الفينة والأخرى وعلى الجهة المقابلة لمحته “بيسان” التي كانت تجلس بالقرب مِن أبـ ـنتها لتراه ينظر إليها وبعد لحظاتٍ يُبعـ ـد بصره عنها وقد ظل هكذا لبرهةٍ مِن الوقت مِمَّ جعل حديث والدها اليوم يُعاد على عقـ ـلها مِن جديد لتبدأ في التفكير بالأمر بشكلٍ أكثر جدية لإتخا’ذ القرار المناسب..
بعد مرور دقائق.
لاحظ “شـريف” إختفا’ء صغيرته “شـروق” لينظر حوله يبحث عنها بعينيه علّهُ يراها ولَكِنّ لَم يلمح طيفها ولذلك إنتا’بهُ الخو’ف لينظر إلى “ناهد” قائلًا بنبرةٍ قلـ ـقة بعض الشيء:
_”ناهد” هي “شـروق” فين؟.
نظرت إليهِ “ناهد” بعد أن كانت مند’مجةً في الحديث مع “ليالي” لتقول:
_تلاقيها مع ماما.
نهض هو وتوجه إلى والدتهُ التي كانت تتحدث مع “كارما” ويضحكن ليقف خـ ـلفها قائلًا بنبرةٍ متسائلة قلـ ـقة:
_ماما هي “شـروق” مش معاكِ؟.
نظرت إليهِ “رانيا” حينها وقالت بجهـ ـلٍ:
_لا يا حبيبي أنا مخدتهاش أصلًا تلاقيها مع “ناهد”.
_البـ ـت مش مع “ناهد” أصلًا وفاكرة إنها معاكِ.
شعرت حينها “رانيا” بالقـ ـلق لتقول بنبرةٍ هادئة تحاول تهـ ـدئة و’لدها:
_أهـ ـدى طيب هتلاقيها هتروح فين بس دي لسه رضيعة تلاقيها مع أي حد براحة.
تر’كها “شـريف” وذهب للبحث عن أبـ ـنتهِ بقلبٍ يتأ’كلهُ الخو’ف الشـ ـديد فيما لَحِقَت بهِ والدته وكذلك زوجته حينما رأته يبحث عنها لينتا’بها الخو’ف على أبـ ـنتها كذلك لتبدأ في البحث عنها، أما عن “حُـذيفة” فقد كان يُجري مكالمة هاتفية في الخا’رج وحينما أنها’ها وألتفت حتى يعود إليهم رأى “شـريف” يبحث عن شيءٍ وكأنه على وشك إرتكا’ب جر’يمةٌ فـ ـجة ومعهُ زوجته ووالدته ليقترب مِنهُ بخطى هادئة قائلًا:
_في إيه يا “شـريف” مالك بتدور على إيه؟.
توقف حينها “شـريف” ونظر إليهِ ليقول بنبرةٍ حا’دة محاولًا لجـ ـم إنفعا’لاته:
_مش لاقي بنـ ـتي يا “حُـذيفة”.
تفا’جئ “حُـذيفة” الذي نظر حوله بتفا’جؤ ليقول:
_هتكون راحت فين بس أهـ ـدى وهتلاقيها إن شاء الله، تعالى معايا هنسأل الأ’من.
تحرك “شـريف” ومعهُ “ناهد” ووالدته مع “حُـذيفة” إلى فرد الأ’من التابع للمكان لبدء البحث عن الصغيرة، ففي هذه اللحظة كان قلب “ناهد” يتأ’كله الخو’ف على أبـ ـنتها وهي تُلاز’م زوجها في كل مكانٍ ففي هذه اللحظة أصبح “شـريف” شخصًا آخر فأ’بنتهُ خـ ـط أحمـ ـر إن تعد’اه أحدهم فسلامٌ عليه.
_ما يؤ’لم المرء شيئان ليس لهما ثالث،
فرا’ق الأحِبَّة، وطعـ ـن الأقرباء.
______________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *