روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الثاني عشر 12 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت الثاني عشر

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء الثاني عشر

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة الثانية عشر

من عقوبات المعصية
أن يسلب الله منك التوفيق
فتسهر بلا فائدة
وتنام على معصية
وتفوتك صلاة الفجر
وتستيقظ متأخراً
ثم تستقبل يوم كئيباً مليئاً بالمشاكل !
المعاصي كالأغلال على الأعناق.
___________________
صعد «زين» السلالم وهو يركض بأسرع ما لديه وقد أوشك قلبه على التوقف من حالة الرعب التي تلبسته منذ أن حادثته وهي تستغيث به..،
لقد حاول الإتصال بها مجدداً ولكن وجد هاتفها مغلق ليذداد رعبه أكثر وقد ترك كل ما كان يفعله وعاد إلى المنزل مسرعاً..
فتح باب الشقة دون أن يطرق الباب كعادته عندما يعود ولكن ليس وقت هذا.. دلف إلى الشقة وهو يبحث عنها بلهفة ولكنه وجد جميع الأنوار مغلقة مما ذاد تعجبه..
فتح الأنوار ثم أخذ يناديها حتى وجدها أخيراً تجلس على المقعد وهي مطرقة رأسها أسفل… ليقترب منها بلهفة وهو يتفحصها بقلق قائلاً:
“مالك يا روان فيه اى.. اى اللي حصل”
رفعت وجهها له والذي كان مرهق للغاية ثم أرتسمت على ملامحها الضيق وهي تقول بتذمر مشيرة إلى بطنها قائلة:
“عمال يقولي عايز بابا.. عايز بابا… عايز بابا”
نظر إليها «زين» بعدم فهم وهو يضيق عينيه قائلاً بجهل:
“هو مين دا اللي عايز بابا”
خرج «عمر» من خلفها في هذه اللحظة مردفاً بحسرة وهو يلوى شفتيه:
“كنت عارف إنه نرم ومش هيفهم في الحاجات الكرييتف دي”
تفآجأ «زين» بوجوده وهو ينظر له بصدمة ثم صاح بهم وهو يقول بصوت مرتفع:
“اى اللي بيحصل هنا!”
قطع حديثه ثم أستدار إليها وهو يتابع بغضب:
“كنتِ بتصرخي ليه يا روان! لو عرفت إنه مقلب منك انتِ ولا عمر مش هعدهالكم على خير”
زفر «عمر» بحنق وهو يجلس على المقعد قائلاً:
“يباي يا اخي عليك كنت عارف برضو إن دي مش هتجيب معاك نتيجة علشان كدا عملت احتياطي”
ثم نظر إلى «روان» وهو يغمز لها مشيراً بشيء معين لتفهمه هي على الفور ثم أمسكت يد «زين» وسارت معه ناحية غرفتهما والذي كان يشعر بالغضب ولا يفهم شيء مما يحدث حوله..
دخل الغرفة ثم لفت إنتباهه الكلمات التي تزين باب الغرفة وعليها كُتب Hello dad (مرحبا أبي)
قرأ الجملة عدة مرات يحاول تصديق تلك العبارة ثم فهم الآن ماكانت تشير إليه في الخارج.. هل هذا أنه سوف يصبح أباً بعد عدة شهور! أم أن الأمر فيه لبث ليس إلا!
رفع «زين» رأسه وهو ينظر لها بصدمة ومازال لا يصدق الأمر ليهتف وقلبه يخفق بشدة قائلاً:
“انتِ.. دا.. دا معناه إنك حامل.!!”
هزت رأسها بالإيجاب وعيناها مغروقة بالدموع..، بينما هو أثر الصدمة مازالت عليه ليشير إلى بطنها وهو يقول:
“يعني انا هكون أب كمان كام شهر”
أقترب «عمر» في هذه اللحظة وهو يقول بسخرية:
“ما قالتلك ايوة بطلوا غباء بقى”
تجاهله «زين» ثم أقترب منها وهو يحتضنها بشدة وهو سعيد للغاية فلا يصدق أنها تحمل في اعشائها نطفة منه
ممن أختارها قلبه وعقله لتصبح نصفه الآخر.. وأخذ يحمد الله كثيراً على هذا الرزق الطيب.،
وكانت هي الأخرى لا تقل سعادة عنه وهي تشعر بالفرحة كونها ستصبح أماً بعد شهور.. ياله من شعور لا يوصف بحق..
أجلسها «زين» على الفراش ثم أخذ يطمئن أنها بخير وقد علم الآن سبب تصرفاتها في الفترة الأخير من تغير في هرموناتها ثم وبعد قليل تذكر أمر تلك المحادثة ليقول وهو يضيق عينيه:
“وانتوا ملقتوش غير الطريقة دي اللي تقولولي بيها!”
نظرت له «روان» ثم هتفت بتذمر:
“دي فكرة عمر انا ماليش دعوة”
نهض «عمر» مكانه وهو يبتلع ريقه قائلاً:
“طب همشي انا بقى علشان أسيبكم تحتفلوا براحتكم”
وقبل أن يتحرك أمسكه «زين» من ثيابه وهو يقول بنفاذ صبر:
“هو كل المصايب اللي بتقع على دماغي مبتجيش غير منك!”
وقبل قليل وبعدما تركها «زين» وغادر إلى عمله غاضباً منها جلست تبكي بحرقة وهي تشعر بأن قلبها يؤلمها بشدة وتشعر بالخنقة داخل صدرها لا تعلم لها سبباً..
كل ما تعمله أنها متعبة.. متعبة كثيراً من اللاشيء..
سمعت جرس المنزل يُضرب لتقوم من مكانها متوجهة نحو الباب فإذا به «عمر» الذي ما إن رأي هيئتها حتى تعجب وهو يدخل مقتربا منها وهو يقول:
“مالك يا روان شكلك عامل ليه كدا”
لم تجيبه بل ما إن حدثها حتى إنفجرت باكية وهي تضع يدها على وجهها مما جعله يقترب منها بلهفة مردفاً:
“بتعيطي ليه اى اللي حصل”
ومجدداً لم تجيبه واذدادت شهقاتها ليتحدث «عمر» وهو يقول بغضب:
“اكيد مفيش غيره هو اللي زعلك صح قوليلي ضربك ولا عملك اى”
كان يتحدث بغضب شديد ما إن رأي بكائها بينما هي تعجبت من عصبيته لتقوم من بين شهقاتها وهي تمسح دموعها:
“لأ انا اللي زعقتله”
هدأ من روعه ثم تنهد وهو يقول براحة:
“تربيتي”
صمت قليلا يستوعب حديثها ثم أردف بتعجب:
“طب لما انتِ اللي زعلتيه بتعيطي ليه”
“بعيط علشان زعقتله”
لم ترد إخباره بأنه غضب عليها وهذا لأنها بالتاكيد سوف تتصالح معه عندما يعود وتنسى ما حدث لكن إن أخبرت «عمر» أخيها بالأمر فلن ينسى وهذا سيجعله يكره «زين» مهما كان يحبه..ولن ينسى حتى وإن كانت هي المخطئة.
أقترب منها وهو يمصمص شفتيه قائلاً بحسرة:
“صحيح تقتلي القتيل وتمشي في جنازته”
لم ترد عليه بل ذاد ارهاق جسدها وشعرت بصدرها يضيق بها وتريد أن تتقيأ رغم أنها مازالت لم تأكل شيئا..
وما إن رأى «عمر» تعبها حاول سؤالها عن ما بها لتخبره أن لا شيء بينما هو أصر عليها وأمرها بأن ترتدي ثيابها كي يأخذها عند الطبيب وبعد إلحاحاته وافقت بعدما شعرت أن التعب بلغ منها…
وقف كلاهما أمام الطبيبة ثم أجلسها «عمر» على الفراش الخاص بالمرضى وخرج ينتظرها حتى تنتهي..،
بينما قامت الطبيبة بفصحها الفحص المعتاد بعدما سألتها الأسالة الروتينية عن مدة زواجها ومتى آخر مرة حاضت فيها وإن كانت تعاني من إحدى الأمراض او ما شابه..
أنتهت وهي تجلسها على الشازلونج ثم أستدعت «عمر» من الخارج التي عاد فوراً ثم سألته وهي تقول:
“حضرتك جوزها مش كدا!”
هز رأسه بالنفي وهو يقول:
“لأ انا أخوها”
أومأت له وهي تقول ببسمة:
“طب عموما الف مبروك المدام حامل”
توسعت عيني «عمر» بدهشة ثم أردف بعدم تصديق:
“حضرتك بتكلمي جد…معقول يعني انا أخيراً هبقى عم”
نظرت له الطبيبة بتعجب وهي تضيق عيناها بدهشة فكيف تكون أخته ويكون هو عم طفلها! وما إن رأي نظراتها حتى حمحم وهو يصحح ما قاله مردفاً:
“قصدي أخيراً هبقى جد”
تشنج وجه الطبيبة وهي لا تعلم اكان يمزح أم أنه شخص متخلف عقلياً وهذا لإن تعابير وجهه تبدو جدياً..
بينما قهقهت «روان» على ما فعله والتي كانت تشعر بالصدمة منذ أن أخبرتها الطبيبة بحملها ليقترب منها وهو يقبل رأسها بسعادة بالغة وهو يقول:
“مش مصدق إن اخيراً هشوف عيال أختي علشان أشغلهم خدامين عندي”
ظهر على وجهها نفس ملامح التشنج التي ظهرت على وجه الطبيبة منذ قليل لتقول بتذمر وهي تضع يدها على بطنها وكأنها تحميهم منه قائلة بحرص:
“مش هخليك تقرب منهم اصلاً”
كتبت لها الطبيبة على الأدوية التي سوف تستمر عليها ثم طلبت منها الراحة وعدم الحركة كثيراً وتحديدا في الثلاثة أشهر الأولى كي يستقر الحمل..
خرجت معه وهي تشعر بمشاعر عديدة مختلطة وقد أغرقت عيناها بالدموع مما جعل «عمر» ينظر لها بصدمة وهو يقول:
“انتِ مش فرحانة!”
هزت رأسها بالنفي وهي تقول:
“لأ فرحانة بس خايفة”
ما تشعر به لا تستطيع وصفه فلن يفهمه أحد هي تشعر بالسعادة ولكن تشعر بحزن دفين وضيق داخل صدرها لا تعلم لهما سبباً.. بينما أخذ «عمر» يلقى عليها بعض العبارات كي يطمئنها وبأن «زين» معها ولن يحدث شيء.
وصلا إلى المنزل مجدداً وساعدها هو في النزول من السيارة ثم سارت معه وهي مستندة عليه حتى دخلا المنزل وأراحها برفق على الفراش.
وما إن ارتاحت حتى نظرت له وهي تقول بإستفسار:
“احنا هنستنى لما زين ييجي علشان نعرفه”
بينما نظر لهت وقد أتت على باله فكرة ليبتسم وهو يقول بخبث:
“لأ هنرن عليه ونقوله ييجي الاول وبعدين نبقى نعرفه”
“بس هو عنده شغل دلوقتي!”
ذادت بسمته الخبيثة ثم أردف بمكر وهو يقول:
“لأ ما انتِ هترني عليه تفضلي تصرخي وتقوليله ييجي يلحقك علشان ييجي على ملى وشه وبعدين نعرفه”
رفضت تلك الفكرة بشدة وهي تعلم بأنه سوف يرتعب عليها حتى تذكرت صراخه عليها في الصباح لتبتسم بخبث هى الأخرى فسوف تريه كيف يرحل ويتركها غاضبة منه..
أمسكت هاتفها ثم همت لتضغط على رقم هاتفه ولكنها تراجعت فهي تعلم جيداً كيف سيكون رد فعله وأن هذا سيصيبه بالذعر لتقول بتراجع:
“لأ ياعمر حرام نعمل فيه كدا ونخضه”
“حُرمت عليكي عيشتك ياختي ومش حرام اللي هو بيعمله فيا دا”
انزعجت منه لتترك الهاتف من يديها وهي تقوم بتصميم:
“قولت مش هعمل كدا يعني مش هعمل كدا”
أقترب منها ثم أمسك السكين التي كانت موضوعه بجانبها على طبق الفاكهة وهو يقربها لوجهها بينما هي ابتلعت ريقها وهي تقول بتوتر:
“بس تصدق فعلا معاك حق هو يستاهل برضو”
أمسكت هاتفها مجددا وهمت لتضغط على رقم هاتفه وهي تتمنى بالا يجيب ولكنها تفآجئت بإتصال منه بالتأكيد يتصل بها كي يصالحها فلا طاقة له بخصامها رغم أنها هي المخطئة ليرق قلبها له وهي تنظر إلى أخيها قائلة:
“شوف يا عمر اهو هو اللي بيرن عليا علشان يصالحني وانا اللي غلطانة”
اقترب منها وهو يمسكها من ثيابها قائلة بعجرفة:
“انا خطتي متنزلش الأرض ابداً ردي عليه وإلا”
مرر السكين على وجهها وهي يفتعل حركات بوجهه كما لو كانت مختلاً حتى إنقطع الإتصال لتزفر براحة مالبثت حتى كرر الإتصال مجدداً..
أخذت نفساً عميقاً ثم فتحت المكالمة وفعلت كما أمرها وهي تصرخ مستغيثة به ثم أغلقت الهاتف بوجهه دون أن تخبره شيء آخر.. وها هو قد ترك كل شيء يفعله ثم عاد إليها مسرعاً..
وبالعودة للحاضر كان «عمر» قد رحل وبقي «زين» معها
وهو يجلس جوراها ومازال لا يصدق الأمر وهو يشعر بمشاعر عديدة مختلطة..
“زين تفتكر إني هبقى أم كويسة!”
قطعت الصمت وهي تلقي عليه سؤالها بينما هو نظر لها مبتسماً وهو يقول:
“هتبقي أحسن أم في الدنيا كمان”
بادلته البسمة ثم سألته مجدداً وهي تقول بإستفسار:
“طب وهم هيكونوا كويسين وبيسمعوا الكلام صح!”
أومأ لها وهو يهز رأسه ثم تحدث بمزاح:
“ولو مطلعوش بيسمعوا الكلام نسيبهم ونخلف غيرهم”
راقت لها الفكرة وهي تؤيده ثم بادرت بالحديث مرة أخرى وهي تقول:
“اول حاجه جات على بالك لما عرفت إني حامل كانت اى!”
شرد قليلاً في سؤالها ثم أجابها وهو يقول باسماً:
“إن أخيراً ربنا أنعم عليا وهكون أب وعندي ذرية وأهتم بيهم وأراعي ربنا فيهم وأربيهم صح ونحفظهم القرآن سوا ونعلمهم الصح ونخليهم يكبروا على حب وطاعه الله ويكبروا على إن كل حاجة في حياتهم حلال وحرام عايزهم يكونوا احسن مني ومنك وأكون فعلاً قدرت أكّون ذرية صالحة”
صمت قليلاً ثم نظر إليها وهو يتابع حديثه قائلاً:
“احنا بنتجوز علشان نخلف ذرية صالحة يكبر ويشيل هم الدعوة والاسلام ويتعلم أمور دينيه وفرحتي مش هتكمل غير لما اشوفهم فعلا بيكبروا قدامي صح
وبيسيروا على نهج الرسول”
أقتربت منه ثم مررت يدها على وجهه حتى لامست لحيته وهي تتخللها بين يديها قائلة بحب:
“طالما دول منك يا زين انا واثقة إنهم هيطلعوا احسن مننا كمان”
أبتسم لها وهو ينظر إليها بحب ثم أردف بهدوء:
“في الغالب الاطفال بيطلعوا زي اهاليهم يعني لو عيلته ملتزمة هو هيطلع ملتزم وعارف الحلال من الحرام وعلى العكس لو واحد اتولد في بيئة مش ملتزمة هيكبر على كدا وعندك أكبر دليل عيال الممثلين مثلا! بيكبروا ويمثلوا مع اهاليهم وحتى لو ممثلوش برضو مبيقبوش عارفين حاجه عن دينهم..
لكن هل دا بيحصل دايما في كل الاوقات! لأ لإن لكل قاعدة شواذ ممكن عيلة تكون ملتزمة جداً وابنهم يطلع فاسد للاسفل رغم إنهم عملوا كل اللي في وسعهم معاه وأكبر مثال ابن سيدنا نوحا عليه السلام..
وممكن عيلة فاسدة جداً ميعرفوش حاجه عن دينهم ابنهم يطلع داعية ولا بنتهم تطلع ملتزمة وتلاقيها لابسة النقاب وحافظة القران.. وأكبر مثال سيدنا إبراهيم اللي كان نبي وأبوه كان أكبر الفاسدين..”
لم تتحدث بل ظلت تُفكر في حديثه والذي كان واقعياً إلى حد كبير.. لتنظر له وهي تقول بتسآل رافعة حاجبيها بخوف:
“يعني احنا كمان ممكن عيالنا يطلعوا بايظين!”
قهقه بخفة على وصفها الأخير وتعابير وجهها ثم أضاف بهدوء:
” لأ إن شاء الله هيطلعوا ذرية صالحة انا بس كنت بوضحلك النقطة دي لكن احنا هنعمل اللي علينا ونجتهد اننا نربيهم صح واحنا عندنا حسن ظن بالله وندعي ربنا إنهم يكونوا صالحين ”
أومأت له بتفهم ثم تذكرت أنها لم تخبر «ياسمين» لتتصل بها وتطلب منها أن تأتي في الحال لأنها تريدها في أمر هام..
وبالفعل صعدت إليها «ياسمين» بعجالة لترى ما الأمر وما إن رأتها «روان» حتى وقفت وهي تقول بفرحة:
“عندي ليكي خبر حلو.. خمني اى”
عقدت «ياسمين» حاجبها بتعجب ولا تعلم ما الأمر ولكنها أردفت بمزاح:
“زين اتجوز عليكي ولا اى”
رفع «زين» يده أعلى يؤمن على حديثها وهو يقول بسره (آمين) ثم قهقه بخفة كي يثير غيرتها بينما هي نظرت له شرزا وهي تضع يدها على رقبتها بعلامة الذبح وتطالعه بغضب ذاد من ضحكه..
ثم وجهت بصرها إلى «ياسمين» وهي تمسكها من ثيابها متجه بها نحو الباب قائلة:
“يلا يا ياسمين انزلي تاني انا غلطانه اني جبتك اساسا”
ضحكت الاخرى بشدة وهي تحاول الإفلات من يديها قائلة:
“خلاص خلاص بهزر وبعدين هو اصلا هيلاقي زيك فين هو كان عمره يحلم إنه يتزوجك”
أبتسمت برضى وهي تنظر له بمعنى أسمع بينما هو هز رأسه مؤكداً حديث «ياسمين» قائلاً بصدق:
“انا فعلا مكنتش أحلم إني اتجوزك يا روان”
رفعت رأسها تبتسم بغرور ثم تحدثت «ياسمين» قائلة بفضول:
“اى بقى هو الخبر الحلو”
“هتبقى عمتو الحرباية قريب”
طالعتها «ياسمين» قليلا ثم صمتت ثواني أخذ فيها عقلها يترجم تلك الجملة حتى توسعت عيناها بدهشة وهي تصرخ بفرحة وهي تقترب منها تحتضنها قائلة:
“بتهزررري انتِ حامل”
انزعج «زين» من صوتهما العالي وصراخهما المبالغ فيه.. لطالما كانت النساء لا يفعلن شيئاً سوى المبالغة في ردود أفعالهن.
نزل أسفل كي يخبر والديه فقط بالأمر فهو لم يرد لأحد غيرهما أن يعرفا وهذا كي يستقر حملها على خير أولاً فالعين تفلق الحجر لهذا أراد إخفاء الأمر حتى تمر الأشهر الأولى..
ولكن والدته أخبرت زوجه عمه وأبنائها وهي تشعر بالسعادة الشديدة وأنها أخيراً سوف تصبح جدة..
وقفت «إيثار» تستشيط غضباً بعدما علمت خبر حملها ولو أن أحد أقترب منها لأحرقته نيران غيرتها حتى أنها كانت لا ترى أمامها شيء من شدة غضبها..
ظلت تدور في الغرفة ذهاباً وإيابا وهي تتنفس بعنف وصدرها يعلو ويهبط وتضغط على يديها بقوة
لتمسك الهاتف وهي وضغط على عدة ارقام ثم أجرت إتصال وما إن اتاها صوت الطرف الآخر حتى أخذت تسبها بأبشع الألفاظ ثم أردفت:
“يعني انا كنت بدفعلك فلوس علشان تخليها تخلف منه مش علشان تفرقيهم عن بعض!!”
كانت تتحدث بعصبية شديدة وهي بالكاد تستطيع أخذ أنفاسها ليأتيها صوت المرأة بهدوء وهي تقول:
“تخلف او متخلفش دي مش بتاعتي لإن العمل مش علشان احرمها من الخلفة دا علشان يفرقهم عن بعض”
وإن كانت تظن أنها هكذا هدأت من غضبها فهي مخطئة بل لم يذدها حديثها إلا أشتعالها أكثر وهي تقول بعصبية شديدة:
“طب وفيييين اللي فرقتهم عن بعض هاا انا شايفهم كل يوم بيقربوا من بعض أكتر واديها حملت هستنى لما تخلف منه الاول اربعة عيال وبعدين تفرقيهم”
لم يأتيها الرد بل كان الصمت يعم المكان لا يقطعه سوى صوت أنفاس «إيثار» العالية ولا شيء قادر على إخماد تلك النيران بداخلها.. وأخيراً ثحدثت المدعوة «صباح» وهي تقول:
“وانا لسه عند كلمتي إنهم هيتفرقوا عن بعض الموضوع محتاج صبر لإن واضح إنها بتحصن نفسها مابين الفترة والتانية علشان كدا السحر هياخد وقت لحد ما يأثر عليها”
لم تجب عليها «إيثار» بل أغلقت الخط بوجهها ثم ألقت الهاتف أرضاً بعدما تيقنت بأن تلك السيدة ما هي إلا محتالة لا أكثر ولن تفعل لهما شيء…
شعرت بألم حارق داخل صدرها يكاد يفتك بها حتى أن تنفسها أصبح بطيء لتجثو على ركبتيها وهي تضع يدها على رأسها وتشعر بالضياع الشديد…
هل عليها الإستسلام الآن! هل تتقبل فكرة أنه لن يكون لها ولو حتى بأحلامها! لن تحصل عليها مهما حيت
ولكن كيف تقنع قلبها المغفل بهذا! لقد أحبته كم لم تحب شيء من قبل حتى أصبح هو هدفها في الحياة لا أكثر.
عمتها شهواتها حتى نسيت هدفها الأساسي في الحياة
نسيت أن الله موجود وهو أقرب إليها من حبل الوريد
لجأت إلى المشعوذين ولم تلجأ إلى الله.
عليها الإعتراف الآن.. بأنه لم ولن يكون لها يوماً
إنها لحقيقة مؤلمة لن يتقبلها قلبها حتى وإن فعل عقلها.
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
“ليث”
نادته «حور» وهي تقترب منه ثم جلست جواره تحادثه ليهمهم وهو ينظر لها كي يعلم ماذا تريد لتتحدث وهي تقول ببسمة:
“عايزين نعزم أبوك وأمك النهاردة على الغدا قبل ما يسافروا”
أبتسم على طريقتها التي لن تتغير أبداً ولكنه سعد أيضاً كونها تفكر بهما وهو بالاساس كان سيفعل هذا ولكنها بادرت وكانت أسرع منه..
وافق بالطبع ثم هاتف والده يخبره أنه ينتظره والذي رفض في بداية الأمر لتأخد منه «حور» الهاتف وتحادثه ومع إصرارها لم يستطع الرفض واضطر أن يوافق تقديراً لها..
بينما أغلقت معه الهاتف ثم ذهبت مسرعة نحو مطبخها ترى ماذا ستفعل فقد أخبرها «محمود» والد زوجها بأنهما سوف يأتيان بعد قليل لذا حاولت أن تسرع في تحضر الطعام.
كانت «حور» قد قررت أن تصنف لهما العديد من الأصناف إكراما لهما وكانت تعمل بإنهماك حتى دخل «ليث» عليها وهو يشتم رائحة الطعام الطيبة ليقول بشهية:
“نفسي اعرف بتعملي اى للاكل… الريحة جايباني من آخر البيت”
أبتسمت له وهي مازالت تستمر فيما تفعل ثم أردفت بمزاح وهي تغمز له قائلة:
“اقولك السر اى!”
أومأ لها وهو يستند بمرفقه على طرف الثلاجة وهو يتابعها بعيناه فيما تعمل بينما هي رفعت رأسها وهي تقول ببسمة:
“السر إني دايما بصلي على النبي وانا بحضر الأكل
حقيقي ياليث الصلاة على النبي في تحضر الاكل دي معجزة لانها بتخلي الأكل يطلع حلو..
انا عمرى ما جهزت أكل وانا بصلي على النبي إلا ويطلع حلو وجميل اووي كمان وحتى لو بجرب أكله جديدة من على اليوتيوب واكون خايفة لحسن تظبوط بحضرها وانا بصلي على النبي وسبحان الله بتطلع مظبوطة اوى”
كان «ليث» ينظر لها متعجباً.. يعجبه كونها تربط كل شيء في حياتها بآخرتها وبذكر الله عندما تصعد السلالم تكبر وعندما تنزل تسبح قبل النوم تظل تستغفر حتى تغرق في النوم عندما تحدثه في شيء دنيوى تربطه أيضا بأشياء في الآخرة.. حتى تحضير الطعام تربطه بذكر الله تعالى.
“انا بحسك ملاك يا حور”
“طب حاسب بقى لحسن جناحتي تيجي في عينك ولا حاجة”
ورغم ضحكه على تعليقها إلا أنه أردف:
“انا بتكلم جد على فكرة”
تركت ما كانت تفعله بيديها ثم أستدرات إليه قائلة بهدوء:
“لأ ياليث انا مش ملاك ولا حاجه دي اقل حاجه انا المفروض اعملها.. من كُتر ما احنا بقينا بعاد عن ربنا بقينا لما بنشوف حد لسه متمسك بالدين رغم إنه دا الطبيعي بس بنشوفه ملاك”
“كل دا ميمنعش إني هفضل شايفك ملاك”
أبتسمت عليه بقلة حيلة وهي تقول:
“ياريت يا ليث هو انا اكره!؟ بس انا فعلا مش الشخص الملاكي اللي كل الناس بتشوفني فيه لأ انا بشر عادي وبيغلط.. كل الفكرة إني أدركت حقيقة الدنيا وعرفتها على حقيقتها وأنها فانية مهما طالت مقارنة بالآخرة
ومازالت بشفق على الناس اللي الدنيا بتشغلهم عن الاخرة وبيفضلوا فاكرين إن الموت بعيد عنهم لحد ما بيتفآجئوا إن الدور جه عليهم خلاص ووقتها مبيكنش فيه ندم ولا رجوع ويقول ياربي ارجعون لعلى اعمل صالحا وقتها بس بيتمنى ربنا يرجعه الدنيا ولو ليوم واحد يعبد فيه ربنا.. طب ما احنا لسه ربنا مقبضش روحنا ليه نستنى لحد ما ملك الموت ييجي يقبض روحنا وبعدين نندم اننا متبناش!”
كان يتسمع إليها بتأثر.. لطالما كانت «حور» تمتاز بقدرة عالية على إيصال ما تريد من النصائح بطريقة بسيطة ولينه تُحببك في الالتزام..
“ربنا يهدينا ويغفر لنا ذنوبنا جميعاً يارب ويتوب علينا”
“اللهم آمين.. ودلوقتي يلا سيبني أركز في الأكل ياما تيجي تساعدني”
“لأ انا عايز أقف أتفرج عليكي بس”
“ياليث يلا تعالى ساعدني علشان نخلص بسرعة زمانهم جايين”
“لأ طبعاً مستحيل اعمل اى حاجه من الحاجات دي”
*وبعد قليل
تحدث «ليث» وهو ينظر إلى ما أمامه قائلاً:
“قولتيلي البانية دي بيتعمل ازاى”
أغمضت عيناها بإرهاق فهذه المرة التي لا تعلم عددها تخبره فيها عن الطريقة لتجيبه بنفاذ صبر وهي تقول بهدوء:
“بعد ما قطعنا الصدور شرايح رقيقة هنسيبها ونبدأ نعمل التتبيلة بتاعتها ودي مفيش اسهل منها هنجيب بصلتين صغيرين او واحدة كبيرة ومعاها حباية طماطم كبيرة ونحط 3 أقران فلفل حبة مية صغيرة خالص لا تذكر وهنضربهم كلهم مع بعض في الخلاط وبعدين نحطهم في طبق كبير وندخل فيهم البانية اللي قطعناه وتحط ملح وكل التوابل الموجودة عندك وخصوصا الكركم وبهارات الفراخ لإن التوابل هي أساس الأكله..،
وبعدين تقلبهم كويس وتحطهم في الفريز لمدة ساعتين وبعدها هتجيب بيضتين وتحط عليهم برضو كل التوابل تضربهم بالمضرب كويس وتخرج قطع البانية من التبيلة وتحطها في البيض وبعدها تقلبها في الفچيتار اللي عندك هناك دا وآخر حاجه هتحطها في الزيت وبس كدا”
كان يقف وهو ينظر إليها ببلاهة وأيضا لم يحفظ شيئاً مما قالت وما إن رأت تعابير وجهه حتى أردفت:
“ها حفظت!”
هز رأسه بالنفي لتقول هي بضجر:
“ياليث دا انا جيبالكم اسهل وصفة وكمان مقطعالك البانية جاهز”
ليهز كتفه وهو يقول بقلة حيلة:
“انا قولتلك من الاول إني مبعرفش اعمل الحاجات دي”
تركت ما بيدها ثم وضعت يدها حول خصرها وهي تسأله بتذمر قائلة:
“ياسلام امال بتعرف تعمل اى بقى”
أجابها مبتسما وهو يغمز لها قائلاً:
“أقف أتفرج عليكي”
🌸سحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
وعند «زين» الذي أتي للمنزل وبعدما رحل «عمر» الذي عاد مجدداً كي يطمئن عليها ثم رحل عندما تأخر الوقت..،
دلف إلى المنزل وهو يقترب منها يطمئن عليها ثم جلس جوارها ولكنه لفت إنتباهه تلك المنامة الوردية التي ترتديها.. ليقول وهو مضيق عينيه بإستفسار:
“انتِ كنتي قاعدة قدام عمر باللبس دا يا روان”
نظرت له بتعجب ولا تدري ما بها ثيابها.. ولكنها هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول:
“ايوة كنت قاعدة قدامه وطول عمرى بقعد قدامه كدا وبعدين ملبستش حاجه قصيرة زي ما قولتيلي دي بيچامة طويلة اهي”
زفر «زين» بضيق.. فقد كانت تلك المنامة ضيقة للغاية وتصف مفاتنها رغم أنها بالفعل طويلة وهذا شيء لا يعجبه ورغم ذلك تحدث بهدوء وهو يقول:
“بس دي ضيقة ومينفعش تقعدي بيها لان عمر حتى ولو أخوكي فهو راجل برضو وميصحش”
لم تقتنع بحديثه بل أيضاً شعرت بالغضب الشديد…، لمَ هذا التعقيد والتشدد بكل شيء.. فحتى أخيها سوف يمنعها من أن تجلس معه على راحتها!.
“انت مبقاش وراك حاجه يا زين غير تقولي البسي دا واخلعي دا وبعدين انا مش فاهمة اى اللي فيها يعني انت عارف إن عمر اخويا وهو عمره ما يبصلي اى بصة وحشة ولا انت عايز تتحكم فيا وخلاص”
صُدم من ردها.. ف المرة الماضية حين حادثها تقبلت الأمر بصدر رحب بل وهو من غضب عليها من البداية.. اما الآن هو يتحدث بهدوء ولم يرفع صوته عليها حتى..، لتحدث مجدداً كي يوضح لها الأمر هاتفاً:
“وانا من امتى وانا بتحكم فيكي يا روان! انتِ عارفة كويس اوى إني مبقولكيش على حاجة إلا علشان مصلحتك.. وبعدين مين قال إني بقولك كدا علشان عمر مش كويس؟ عمرك شوفتي ياسمين لابسه لبس ضيق قدامي انا او بابا! هل معنى كدا إنها بتلبس واسع علشان احنا وحشين!لأ طبعا علشان دا الصح خدي راحتك والبسي اللي يعجبك في بيتك بس ميكنش اللبس ضيق اوى ولا قصير”
نفخت وجهها بضيق وهي تقول بعدم اقتناع:
“طب وليه التشدد دا.. طب لبس قصير وقولنا ماشي لكن حتى البيچامة بتقولي عليها لأ! واساسا مفيش حد عمره يبص لبنته أو أخته”
أخذ «زين» أنفاسه ثم مسح على رأسه وهو يقول:
” بس انا مقولتش لأ على البيچامة البسي براحتك أكيد مش هتقعدي طول الوقت بعباية بس ميكنش ضيق اوي كدا زي اللي انتِ لابساها دي ما عندك لبس تاني واسع”
لم تكن تلك الإجابة الكاملة التي يريد قولها.. بل أراد أن يخبرها أنه نعم هناك من ينظر لأخته بشهوانية لإنها أمامه طوال الوقت.. والأب الذي يغتصب إبنته تحت اى ظرف…لقد أفسد الإنترنت عقول الجميع صغيراً كان ام كبيراً.. أصبح الأخ يعاشر أخته ولم يكن هذا قصص من الخيال كما كانت تُرى قديماً.. بل أصبح هذا وللاسف واقع نتعايشه الآن وبكل أسف.. وبالطبع هو لم يقصد «عمر» بشىء.. ولكنه يتكلم على وجه العموم.
ورغم ذلك لم يخبرها هذا.. فهي لا تبدو بحالة جيدة وأيضاً لم يصدق عقلها كل هذا لذا أحتفظ بها لنفسه وكتمها داخل صدره.
“دي مش ضيقة اصلا انت اللي بقيت عايز تتخانق معايا على كل حاجة وخلاص:
هتفت بضيق شديد وهي تنظر له بغضب ليرفع حاجه وهو يقول بدهشة:
” انا برضو! ”
“امال قصدك انا؟ قول قصدك انا يازين اللي بقيت بخانق”
تحدثت بعصبية وصوت مرتفع… بينما هو كل ما فعله أن مسح على رأسه وهو يتنهد مستغفراً يحاول تمالك أعصابه… لذا تركها وغادر قبل أن يمتد العراك أكثر ووقتها هو قد لا يتمالك أعصابه ولا يعلم ما الذي أصابها
هل هرومانات الحمل سيئة لدرجة جعلتها بهذه العصبية وتود الاشتباك معه كل دقيقة!
🌸اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد🌸
*لربما كانت لينة قلبك سبب نجاتك يوماً… تذكر هذه العبارة جيداً كلما أقبلت على فعل شيء طيب*
كان «عمر» عائداً في وقت متأخر وهو يحمل بيده بعض الأكياس تحتوى بداخلها على طعام ولكن قطع سيره إلى المنزل وجود أحدهم يقف يطالعه بهدوء وكأنه كان ينتظره..
أبتسم وهو يقترب منه ثم جلس جواره وهو يقول:
“انت لسه منمتش يا فتحي”
همهم الآخر وهو ينظر للاكياس التي تتوسط يديه ليتحدث وهو يقول:
“امم انت جعان زيي يعني.. طب ياسيدي انا عملت حسابك كدا كدا علشان عارفك طفس”
هز الآخر رأسه ثم نظر له وهو ينتظره يفرغ الطعام وبالفعل قام «عمر» بفتح الأكياس ثم قّسم الطعام بينه وبين «فتحي» الذي بدأ يأكل بنهم وكأنه لم يأكل منذ زمن..
ومن بين الحين والآخر ينظر له «عمر» ببسمة وهو يطالعه بحب.. لطالما كان يجلب معه طعام له دائما كلما اشترى لنفسه ويحب الجلوس جواره بل والتحدث معه أيضاً.
أردف «عمر» وهو ممسكاً الطعام بين يديه ويأكل منه بنهم قائلاً:
“لأ بس الشاورما دي جامدة الصراحة”
خرج صوت من الآخر وهو يهمهم وكأنه يوافقه الرأي ليتحدث «عمر» وكأنه فهم ما يقول:
“كنت عارف إنها هتعجبك”
لاحظ «عمر» نظرات المارة حوله والذين يظنون بأنه مختل ولكنه لم يهتم ليكمل الحديث وهو يقول:
“حبيت أعزمك بمناسبة إني هبقى خال قريب عقبالك”
لم يصدر منه اى رد بل ظل يأكل وهو يضع كامل تركيزة في الطعام حتى أنتهى. وأنتهى «عمر» معه أيضاً والذي وقف وهم ليرحل ولكنه تفآجأ ب «فتحي» مقترباً من قدمه ويود السير معه وهاهي مشكلة كل مرة.
ليقول «عمر» في محاولة لتراجعه مردفاً بتذمر:
“يافتحي ما انت عارف إن أمي مبتحبكش”
وكأن الآخر لم يسمعه وظل واقفاً كي يذهب معه ليتحدث «عمر» بقلة حيلة قائلاً:
“خلاص انت حر ولما تطردك مترجعش تزعل”
ظل يسير معه بهدوء نحو المنزل وقبل أن يتقدم «فتحي» خطوه للداخل أمسكه الآخر مسرعاً وهو يعود للخلف قائلاً بترقب:
“استنى انت هتدخل عادي كدا وتفضحنا”
تركه خارج المنزل ثم دلف هو للداخل يتأكد من عدم وجود والدته ثم عاد له مجدداً وهو يفصح له الطريق ثم حمله وهو يغطيه حتى لم يعد يظهر منه شيء ثم صار به للداخل نحو غرفته ينظر حوله بترقب من خروج والدته في اى وقت.
وقت صدق حسه اذ توقف فجأة يبتلع ريقه عند سماع صوت والدته خلفه تقول:
“اخيرا رجعت يا عمر… اى دا.. انت شايل اى”
نظر له بتوتر وهو يبتلع ريقه ولا يعلم بماذا يجيب.. فهو يفضل أن يخبرها أنه يحمل خمراً خيراً لها من أن يقول أن معه قط وليس اى قط بس ومن الشارع أيضاً.
“دي… دي حاجات تبع الشغل ياماما”
تحدث بسرعة وهو يستأذن منها كي يرحل قبل أن يُكشف ثم دخل غرفته وهو يغلقها خلفه ويزفر براحة.،
هو يعلم كره والدته لهذه الحيوانات وغضبها وبالأخص هذا القط الذي ترى أبنها يبالغ في التعامل معه وهو بالنهاية قط متسول من أحد الشوارع.
وعلى أيه حال ليس «عمر» من يستطيع أحد منعه عن شيء فالطالما اراد أخذه كان سيدخل باي طريقة كانت حتى لو أمامها ولكنه يحاول أولا تجنب اى مشاكل معها دام أنها في استطاعته اذا لم يغضبها!.
جلس على الفراش والآخر يحوم حوله وأخذ ينونو وكأنه يريد شيء..، نظر له «عمر» بجهل وهو يقول:
“اى.. كلت وشربت ودخلت جوه كمان عايز اى تاني يا فتحي!”
ظل القط ينونو ويبدو على ملامحه الإنزعاج ويقترب بذيله ملامساً قدم «عمر» الذي يجهل ما يريد بعدما نفذ له بالفعل كل متطلباته كأي قط من مأكل ومشرب ومأوى أيضا.
ولكنه ضيق عيونه وقد فهم أخيراً ما يريد ليتحدث وهو ينظر إليه قائلاً:
“عايز تتجوز!.. بكرشك دا”
أشار إلى معدته المنتفخة أثر الطعام مالبث حتى جلس وهو يقول بحنق:
“حتى انت كمان يافتحي نويت تتجوز قبلي.. الظاهر كدا إني هكسر الأربعين قبل ما اتجوز”
لوى شفتيه بحنق..، ف على سيرة الزواج تذكر ياسمينته وأنه كان من المفترض أنها تحادثه الآن وفي هذا الوقت من الليل تحديداً كما يفعل اى مخطوبان بل هذا هو المعتاد وماذا داهه حاله الآن!
يجلس ويحاكي أحد قطط الشوارع فضلا عن محادثة خطيبته.. ياله من حظه التعيس.. فمن بين كل الفتيات إختارها هي فقط دون عن غيرها لتكون صعبة المنال! الكثير من الفتيات يتمنون فقط أن ينظر لهن وليس يحادثهن فقط…اذا لما هي لا تفعل! لربما هذا الذي ميزها عن غيرها وجعله يتمسك بها! فالمعروف دائما أن الممنوع مرغوب.
قد تكون الفتاة عادية من حيث كل شيء وانا أعنيها ولكنها حين تضع حدود لها مع الجميع ولا أحد يستطيع محادثتها حتى وقتها تصبح حقاً مطمع الشباب وصعبة المنال.
فمن مثله معتاد على الفتيات حوله لذا كانت فتاة مثل «ياسمين» تعامله بحدود لهذا شيء غريب وجديد له وأيضاً أحبه فهاهو سوف يحصل عليها قريبا.. المسألة مسالة وقت ليس إلا..
فاق من ذكرياته على صوت «فتحي» وهو يعلو صوته عسى الأخير ينتبه له ثم أخذ يدور بالغرفة ذهابا وايابا وهو مستمر بالنونو وكأنه ضاق صدره ونفذ صبره ويود الزواج والآن.
فهو من خلال معرفته الطويلة بالقطط أدرك أن نونوته وضيقه وخصيصاً بهذا الوقت المتأخر أنه يريد أن يتزوج ليهتف «عمر» وهو يشعر بأن هذا القط يشبه حالته كثيراً:
“طب هجبلك قطة تتجوزها منين دلوقتي طيب! وبعدين منا عايز اتجوز انا كمان ومتكلمتش”
وأيضاً لا فائدة أستمر القط «فتحي» والذي أسماه هو بهذا الأسم منذ مدة بعدما أتخذه رفيقاً له وهذا لحبه الشديد للقطط وكان دائما العطف عليهم.
اقترب منه ثم أمسكه على حين غفله وهو يضعه جواره قائلاً بنعاس:
“نام دلوقتي وبكرة هنتجوز انا وانت وماما وناهد وكلنا”
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
أنتهى «زين» من إرتداء ثيابه ثم حمل حقيبته وتوجه ناحية أخته التي أنتهت للتو ثم أمسك يديها وسار بها نحو الأسفل ينتظر البقيه ولكنه يبدو أنه تأخر فقد كانوا هم من ينتظرونه.
وبالاسفل كان يقف كلاً من «مصطفى» وبجواره تبقع «إيثار» وعلى يمينها تقف «چنة» بتأفف فهي لا تكره شيء بحياتها أكثر من الإنتظار.
تركت «إيثار» إخواتها ثم هرولت نحو «زين» ما إن رأته لطالما كانت قريبة منه دائما وتتخذه صديقها وتخبره كل شيء حولها وأيضاً معه بنفس الفصل الدراسى هي و«عايدة» الذين وُلدوا ثلاثيتهم بنفس العام
لذا أقتربت منه وهي تقول بسعادة كعادتها حين تراه:
” أخرت ليه النهاردة يازين مستنياك من بدري”
أبتسم لها «زين» بلطف وهو يقول:
“صحيت النهاردة متأخر واول ما خلصت نزلت”
أومأت لها ببسمة ثم تفآجئت ب «عايدة» تنزل أسفل وما إن رأتهم حتى توجهت نحو «مصطفى» تقف جواره الذي هتف بإهتمام:
“عملتي حسابي في السندوتشات ولا هضطر آكل أكلك!”
هزت رأسها بالإيجاب وهي تنظر له قائلة:
“عملت حسابك في السندوتشات ولو عايز تاكل أكلي كُله”
قهقه بخفة وهو يستفسر عن نوع السندوتشات التي جلبتها اليوم بينما وقفت «چنة» في المنتصف وهي تقول بضجر:
“مش كلنا موجودين يلا علشان نمشي بقى”
وقبل أن يتحرك أحد تحدث «زين» وهو ينظر صوب الدور الأول من العمارة قائلاً:
“لسه روان مجتش”
توسعت عيني «إيثار» وهي تهتف بتعجب:
“وروان هتيجي معانا المدرسة ليه! هو احنا رايحين نتفسح؟”
وقبل أن يجيبها كانت تخرج هي من المنزل مودعة والدتها التي أخذت تدعو لها ثم رفعت رأسها نحو «زين» تخبره أن ينتبه لها.
أقتريت منه بسعادة بالغة وهي تحمل حقيبتها خلف ظهرها ومرتدية ثيابها المدرسة لأول مرة وهي تهتف بصوت مرتفع مشيرة على ثيابها الجديدة وشنطتها أيضاً:
“شوف يازين لبس المدرسة حلو عليا ازاى وكمان الشنطة”
ضحك الآخر وهو يتلقاها بين يديه حاملاً إياها وهو يقول:
“جميل علشان عليكي.. كبرتي اهو وبقيتي وداخله سنة اولى أبتدائي”
بينما طالعتهم «إيثار» بغيظ شديد.. كان ينقصها فقط أن تأتي معهم المدرسة أيضاً! الأ يكفيها أن تلك المزعجة تظل ملتصقة به طوال اليوم ومنذ أن يعود من المدرسة! هاهي سوف تكون معهم بالمدرسة كي تلتصق له أكثر.
وهذا الزين الذي يهتم بها أكثر من اي شيء بحجة أنها صغيرة ويتيمة وقد أوصاه والده أن ينتبه عليها.
لطالما كان دائما يعاملها كما لو كانت ابنته وهو والدها بحق حتى عندما كان والدها حي يرزق.
اذا كونها صغيرة او يتيمة كل هذا ماهو إلا حجج يصطنعها فهاهي «ياسمين» أخته تكبرها بعام فقط ورغم ذلك لا يهتم بها الاهتمام نفسه الذي يفعله معها.
طوال الطريق تحدثه «روان» عن ما حدث معها وهي تهتف بضحك طفولى له بتفاهات لا تفهم منها شيء وتكاد تجزم أنه هو أيضاً لا يفعل ورغم ذلك ينصت لها بإهتمام شديد كما لو كانت فتاة بالغة.
حاولت أن تهدئ من نفسها بأن إبنة عمها مازالت صغيرة وهو فقط يهتم بها شفقة ولن تأثر على علاقتها به
ولم تكن تعلم بأن تلك الصغيرة سوف تسرقه منها.. وإلى الأبد..
فاقت من شرودها على دمعة حارقة سقطت منها لتتنهد وهي تنظر أسفل وتشعر بالضياع..، فقد كانت تقف على سطح العمارة وبالتحديد على أعلى السور والذي يطل على الأسفل مباشراً.
فقط قفزة واحدة… قفزة واحدة قادرة على أن تريحها من هذا الألم الذي يغزو قلبها الآن.. أن تترك لقدمها العنان في الإنزلاق وبعدها سوف ينتهي كل شيء.
وكلما أقبلت على فعل ذلك تراجعت.. هل نفسها عزيزة عليها لهذا الحد! أم أنها فقط تشعر بأنها غير مستعدة لتلك الخطوة والسؤال الأهم هل سترتاح إن فعلت ذلك!
نعم بالتأكيد ستتخلص من العذاب الذي هي عليه الآن ولكن ماذا بعد ذلك! ماذا عن عذاب النار وعذاب القبر!
هل الله سيغفر لها مافعلت!.
هل ليست سيئة فإن كانت حصلت على ماتريد منذ البداية لمَ أضحت بهذا الشكل.. فقط الحياة هي من قست عليها وحولتها لهذا السوء.. ماذا كان سيحدث إن كانت قد حصلت عليه! كان كل العالم سيتوقف لأجل هذا! لا بل لا شيء سوف يحدث سوى أنها كانت ستصبح سعيدة جواره.. اذا لا أحد يلومها على ماهي عليه الآن.
هي ليست سيئة نعم هي فقط تريد الحفاظ على حبها الوحيد والذي كانت هي احق به.. فهي جاءت قبلها وكانت معه قبلها.. الا يقولون من يريد شيء يسعى إليه!
هاهي سعت إليه ولا يهم كيف كان هذا السعى.
أغمضت عيناها وهي تأخذ أنفاسها ومازالت تمد قدمها للامام ثم تسحبها مجددا للوراء لتنتفض فجأة على هذا الصوت من خلفها :
“اى نويتي تريحي البشرية منك ولا اى”
أستدرات لها «إيثار» مسرعة وهي تنظر لها فلم تكن تتوقع بأن يراها أحد.. لتعود ادراجها إلى الخلف وهي تقول ببسمة هادئة:
“تفتكرى إني ناوية اعملها؟”
صمتت الأخرى قليلا وقد لاحظت شحوب وجهها والحالة المذرية التي كانت عليها_على غير عادتها_ لتردف وهي تقترب منها قائلة ببرود:
“معتقدش لأ.. اللي زيك عمرهم عزيز عليهم ومش بيموتوا بالسهولة دي”
لم تجب عليها بل لم تجد رداً من الأساس وتتسآئل هل كانت ستفعل في نفسها بالفعل ام لم تكن تملك الشجاعة لفعل هذا!.
“طب واللي زيك انتِ يا عايدة هم اللي عمرهم مش عزيز عليهم؟”
أبتسمت «عايدة» بتهكم وهي تردف:
“مين قال؟ انا مختلفش عنك كتير يا إيثار”
“طب كويس إنك عارفة دا”
“رحم الله أمرى عرف قدر نفسه.. الدور والباقي على اللي لسه معترفش لنفسه بحقيقتها”
أخذت نفساً عميقاً وهي تزفر بضجر قائلة:
“عايزة توصلي لاى يا عايدة!”
أقتربت منها «عايدة» أكثر حتى صارت أمامها مباشراً وهي تنظر لها من أعلاها لأسفلها هاتفة:
“فكرك لما ترمي نفسك من هنا هترتاحي! انتِ هتموتي كافرة.. يعني خسرتي دنيا وآخرة يعني انتِ هتهربي علشان شوية مشاكل ف تروحي للنار برجلك اللي متجيش ذرة جنب اللي انتِ فيه دلوقتي!”
ورغم أن حديثها جعلها تستفيق مما كانت تنوى فعله وأيضاً شعرت بالخوف إلا إنها أردفت بسخرية:
“شوف مين اللي بيتكلم.. عايدة اللي حتى الحجاب رافضة تلبسه! فرقت اى لما نروح للموت او هو اللي يجيلنا مدام كدا كدا احنا عاصيين ونفس النهاية!”
“انا فعلاً مش جاهزة اقابل ربنا ويمكن الموت يجيلي في اى وقت وانا برضو لسه مش جاهزة بس على الاقل انا مخترتش اموت دلوقتي…اما إني انا اللي اروح للموت برجلي وكمان مش جاهزة وكلي ذنوب ف دي البجاحة بعينها”
“واى اللي مخليكي مش جاهزة طالما انتِ مدركة اوي كدا حقيقة الدنيا؟”
سألتها «إيثار» مباشراً لتجيبها الأخرى بهدوء:
“نفس السبب اللي مخليكي مش جاهزة برضو… لكن الفرق بيني وبينك إني مش مستسلمة ورغم كل اللي شوفته قومت وعافرت لحد ما قدرت أقف على رجلي”
لم يعجبها الحديث هى ليست مستسلمة بل هي سئمت الحياة لا أكثر لذا هتفت وهي تقول ساخرة:
“مسمية مستشفي المجانين اللي كنتي فيها دي مقاومة!”
هل تعايرها الآن ام تستهزأ بها! لم تتخيل أن يكون ردها فظاً هكذا ورغم ذلك أجابتها وهي تقول بتهكم:
“ومالها مستشفي المجانين؟ كوني أدركت إني مش كويسة ومحتاجة أتعالج دي مش حاجة مشكلة بالعكس
تعرفي فين المشكلة! ف اللي مريض بجد ومش شايف نفسه عنده ومشكله وماشي يطلع عقده النفسية على الناس… كون المريض يعترف لنفسه إنه فعلاً مريض ف دي اول خطوات للتعافي…”
أنتهت من حديثها ثم همت لترحل ولكن قبل ذلك إستدرات لها قليلاً وهي تقول ساخرة:
“ربنا يشفيكي من نفسك يا إيثار”
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
كان الجميع متجمع بالمنزل العائلي لوالد «زين» فبعدما أستقر «رأفت» ومعه زوجته وأبنائه في شقتهم التي أنتهت وأيضاً «زين» الذي أنتهت شقته منذ أيام وأستقر بها..
دعاهم «أحمد» والد «زين» بمنزله وقد أقام عزومة لهم فرحة لأجل حفيده الذي سوف يأتي بعد شهور..
وقد كان الجميع موجود حتى والدة «روان» التي كانت تبكي سعادة لأجل أبنتها..
كانت «عايدة» تقف على جانب تراقب الجميع بهدوء لتلاحظ «مصطفى» الذي قام من مكانه متوجهاً إليها حتى وقف جوارها وهو يقول ببسمة:
“جيت مخصوص علشان أشوفك”
قلبت عيناها بملل وهي تقول بسخرية:
“ياريتك ما جيت”
تجاهل حديثها ثم أردف بجدية وهو ينظر لها:
“انتِ ليه مش عايزة تنسي اللي فات وتديني فرصة كمان! انتِ عارفة كويس اووي إننا وقتها كنا مراهقين”
إستدرات له وهي تقول ببسمة مصفرة:
“اديك قولت بنفسك اهو كنا وقتها مراهقين وانا معنديش فرص أديها لحد وياريت تشوف حياتك بعيد عني يا مصطفى”
حسناً ورغم أن حديثها كان قاسياً إلا إنه سوف ينظر للجانب المشرق منه وهو أنها نطقت أسمه وهذا شيء جيد أسعده..
أقتربت منها «إنتصار» والدته بعدما رحل ثم وقفت أمامها وهي تقول رافعة حاجبيها بتحذير:
“أبعدي عن مصطفي ابني يا عايدة وملكيش دعوة بيه”.
قلبت الأخرى عينيها بضجر ثم هتفت وهي تقول:
” وبعدين بقى في الكلام اللي هيخليني ارح أحبه مخصوص علشانك دا”
غضبت الأخرى من سخريتها وهي تقول:
“انتِ عارفة كويس اوى إنه مينفعكيش من كل الأحوال.. اكيد واحد زي مصطفى مش هيروح يتجوز واحدة مطلقة أكبر منه بسنتين و.. كانت بتتعالج في مصحة!”
يالله ما بالها هي وأبنتها تكالبوا عليها لإنها كانت مريضة! وتقسم بأنهم هم من يحتاجون لتلك المصحة الآن.
“بمناسبة المصحة كنت بقترح عليكي تروحي انتِ وإيثار بنتك تتعالجوا فيها علشان شايفة حالتكم سيئة الصراحة.. اما بمناسبة ابنك ف انتِ عارفه كويس اووي إنه ميخصنيش وياريت تكسبي فيا معروف وتبعديه عني لإني الصراحة بقرف لما أشوف اى حد منكم قدامي”
أنتهت حديثها ثم تركتها تغلي من الغضب فمن هي حتى تكسب بحديث ضد «عايدة» الذي لا يقهرها شيء!.
عادت نحو الجميع وقد كانوا يجلسون وهو مسمتمعون ليقطع هذا الإستمتاع صوت «زين» الذي تحدث فجأة وهو يقول للجميع:
“انا هسافر أسبوع علشان جالي شغل ضرورى”
وما إن أنهى حديثه حتى نظر لها هي بالتحديد والتي كانت تطالعه بصدمة.. كانت تترجاه بعينها الا يفعل.. كيف سيتركها وحدها هنا بمفردها!
لقد أرتجف قلبها وشعرت بالرعب من فكرة تركها لعدة أيام وحدها خصوصا بتلك الأيام التي تشعر فيها بتعب غير عادي..
لقد ترجته كثيراً بالأ يتركها ولكنه كان مضطراً لذلك لأجل عمله.. ليكون هذا أسوء قرار أخذه «زين» بحياته ولو عاد به الزمان ما كان ليخطو خطوة واحدة بعيداً عنها.
لم يكن يدرك أن اسبوع واحد كفيل لأن يفقده روحه بهذا الشكل ليته بقي جوارها وأستمع لها ولم يتركها رغم أنه ترجته كثيراً بالا يفعل.
لقد أدرك بعد فوات الآون أن هذه الرحلة كانت أسوا ما فعل بحياته ومنذ حينها ولا شيء عاد كما كان.. يبدو أن حدسها كان صحيحاً..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *