روايات

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 الفصل الرابع عشر 14 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي 2 البارت الرابع عشر

رواية وسولت لي نفسي 2 الجزء الرابع عشر

وسولت لي نفسي 2
وسولت لي نفسي 2

رواية وسولت لي نفسي 2 الحلقة الرابعة عشر

إِطلَاق البَصر يُذهِب الرضَا شيئًا فَشيء.
” لا تمُدَّنَّ عينيك ”
“يا ضَيعةَ العُمرِ إن لَم يُحبَّ اللهُ لِقائي”
_______________________________
ماذا إن إستيقظت إحدى الليالي في منتصف الليل فجدت نفسك في مكان آخر يسوده الظلام بعدما كنت تنعم بدفء فراشك وتحميك الجدران وبعدما كنت تنام في منزلك بأمان وجدت نفسك هنا في هذا المكان الموحش..، ولم يكن هذا اي مكان بل كان المقابر!.
نعم تماما.. كان هذا شعورها وهي تنظر حولها بضياع تتمنى لو أن هذا أحد كوابيسها المرعبة ولكن المرعب بحق أن هذا لم يكن كابوساً بل حقيقة تعيشها بمفردها الآن.
لم تكن تتخيل بأحلامها حتى بأنها قد تأتي هنا ليلاً بمفردها وهي التي كانت تخشى الجلوس وحدها رغم جدران منزلها التي تحميها والنور الذي يعم المكان..
نظرت لنفسها فكانت ترتدي منامة خفيفة وأيضاً لا يوجد حجاب على رأسها وكانت حافية القدمين ولا تتذكر كيف جاءت هنا..، كل تلك الأشياء توحي بأن ما تعيشه الآن كابوس موحش لا أكثر وسوف تستيقظ منه وتجد نفسها على الفراش.. لقد رفض عقلها فكرة أنها في هذا المكان
وحدها وبهذا الوقت من الليل.
وعند هذا الحد صرخت برعب وهي تلتفت حولها وتنادي بأسمه مستغيثة ولا ترى شيء أمامها وقلبها يكاد ينخلع من مكانه من شدة خوفها.
“زين… يازين انت فين متسبنيش لوحدي هنا”
لم تتلقى رد فأخذت تنادي تارة بأمها وأخرى بعمر وحتى أبيها الذي يتوسط إحدى المقابر الآن لكن لا يوجد أحد حولها مما جعلها تنفجر في البكاء وهي لا تستطيع حتى تحريك قدمها..
أخذت تصرخ برعب وهي تنادي بأسمه وقد أوشكت على فقد أنفاسها ومازالت تقنع نفسها بأنها في أحد كوابيسها وسوف تستيقظ الآن ولربما كانت هذه الفكرة هي ما جعلتها مازالت على قيد الحياة.
فجأة أبصرت شخص من بعيد يقترب منها… رجلاً غريب عنها ترى ملامحه لأول مرة.. كانت تظنه زين في البداية ولكن كلما أقترب منها كلما أتضحت ملامحه لتجده شخصاً غيره لا تعرفه وهنا وعلمت بأنها هالكة لا محالة..، فقررت أن تترك نفسها لتلك الدوامة السوداء مستسلمة لمصيرها في الوقت الذي وقف فيه الرجل أمامها ولكنها لم تعي بأي شيء حولها وهي تضع يديها على بطنها وكأنها تحمي طفلها الذي لم ير النور بعد.
“روان.. ياروان أصحي”
أنتفضت من مكانها وهي تشهق برعب وأخذت تصرخ وهي تتذكر جيداً ما حدث معها ومازالت تضع يدها على بطنها وقد كانت غير قادرة على أخذ أنفاسها بشكل جيد…، أقتربت منها ياسمين وهي تحاول تهدئتها قائلة بقلق:
“بس ياحبيبتي اهدي أكيد شوفتي كابوس”
وكأنها فجأة أستوعبت حديثها لتفتح عيونها بصدمة وهي تنظر للمكان حولها لتجد نفسها مازالت في غرفتها تنام على سريرها وياسمين بجوارها تنظر لها بقلق.. لتتحدث بوهن وهي تقول:
“انا.. مين اللي جابني هنا”
عقدت ياسمين حاجبها وهي تقول بتعجب:
“مين اللي جابك هنا ازاي!؟ انتِ مخرجتيش برة الأوضة أصلاً”
أرتجف قلبها وهي تتذكر جيداً ما حدث معها تقسم بأنها تحفظ كل شيء فيستحيل أن يكون ما عايشته حلماً.. لتدقق النظر في ياسمين فجأة وهي تقول مشيرة إلى ملابسها قائلة:
“طب.. وانتِ لابسة الإسدال ليه!؟”
أجابتها ياسمين بهدوء وهي تقول:
“علشان الفجر قرب يأذن وكنت هصلي”
نظرت روان إلى النقاب الموضوع أعلى الكومودينو وهي تضيق عينيها قائلة بإرتجاف:
“كنتي بتصلي برضو بالنقاب!؟”
هزت الأخرى رأسها بالرفض وهي تقول بتوضيح:
“لأ كنت قاعدة في البلكونة أشم شوية هوا قبل الفجر وبعدين سمعت صوتك بتصرخي وانتِ نايمة فجيت بسرعة أصحيكي”
أبتلعت ريقها وهي تبكي قائلة بخوف:
“مكن.. مكنتش حلم يا ياسمين لأ.. والله انا حسيت بكل حاجه و.. وكمان كنت لوحدي في الضلمة”
أقتربت منها ياسمين بهدوء وهي تحتضنها وتربت على رأسها بهدوء في محاولة لتهدئتها وهي تهمس:
“أهدي يا حبيبتي مفيش حاجه انا هنا جنبك ودا كان كابوس”
أرتفعت شهقاتها وهي تشعر بالأختناق ولا تعلم سبب كل ما يحدث معها لتردف من بين بكائها وهي تقول:
“هو ازاى هان عليه يسيبني يا ياسمين وعارف إني هضيع من غيره”
“غصب عنه يا روان دا شغله وهو لو بأيده مكنش هيروح ويسيبك وانتِ أكتر واحدة عارفة هو بيحبك اد اى”
هزت رأسها بالرفض وهي مازالت تبكي قائلة:
” لو بيحبني مكنش سابني بس هو فّضل شغله عليا ومبقاش يحبني زي الأول”
مسحت لها ياسمين دموعها ثم تحدثت وهي تنظر إلى عيونها المتورمة من أثر البكاء قائلة:
“تعرفي يا روان انا مرجعتش شوفت زين بيضحك من قلبه غير بعد ما أتجوزتوا…، من يوم ما بعد عنك زمان لما شافك كبرتي وهو أتغير حرفياً وبقى شخص تاني ومرجعش زين اخويا اللي أعرفه غير لما رجعلك تاني..، يكفي إني كنت بقوم في نص الليل اشوفه بيصلي وبيدعي ربنا بيكي وبيتوسله..، وانتِ أكتر حاجه كان بيخاف عليها وكل شوية يوصيني عليكي ويخليني اجي اشوفك وأنصحك.. تفتكري الحب دا كله ممكن يروح بسهولة!؟ أكيد لأ دا كفاية إن هو اللي مربيكي على أيده وبيعاملك كأنك بنته مش مراته.. بالله عمرك شوفتي زوج بيعامل زوجته كدا وحنين عليها بالشكل دا! ومش علشان زين أخويا لكن انا فعلاً كنت أتمنى إني أتجوز واحد زيه لإن مبقاش فيه حد زي زين في الوقت اللي احنا فيه دا”
لم تجيبها روان بل كانت تسمع حديثها ومازالت تبكي وكل ما كان يجول بخاطرها أنه لم يعد موجود معها الآن وتركها ورحل.. بينما تابعت ياسمين حديثها مجدداً وهي تقول:
“هو لو عليه هيفضل جنبك لكن طبيعة الحياة وإنه راجل وهو اللي ملزوم إنه يصرف عليكي وعلى عيالكم وعلشان يجيبلهم كل اللي نفسهم فيه لازم يشتغل ويتعب وبعدين هو مش هيفضل بعيد على طول دا هو اسبوع واحد وراجع وهيعدي على طول”
هي تعلم بأن ياسمين تراها تبالغ الآن.. لا بل الجميع سيراها هكذا.. كيف تخبرهم حقاً أن ما بها خارج عن إرادتها! ما كانت تريد كل هذا فقط كانت تريد وجوده جوارها في هذا الوقت تحديداً ولكنه لم يفعل.. اذا أين حبه الذي يتحاكي بيه الجميع!.
فاقت من شردوها على صوت ياسمين وهي تسألها قائلة:
“مواظبة على الأذكار وقراءة القرآن ولا لأ!؟”
وكأنها تذكرت أذكارها للتو فهي أصبحت غير منتظمة بالقراءة لتهز رأسها بالنفي دون أن تجيب.. بينما ياسمين نظرت له وهي تقول بعتاب:
“يعني مبقتيش تقرأي الأذكار ولا تقرأي قرآن وعايزة تبقى كويسة! وكمان سايبة الشيطان يتحكم فيكي ويضحك عليكي بإن زين سابك مش علشان مثلا عنده شغل وغصب عنه!؟”
كانت تستمع لكلامها بوهن وتشعر بالإعياء الشديد وهذا ما لاحظته ياسمين ولا تعلم حقاً ما بها فبالتأكيد روان ليست صغيرة لكي تسوء حالتها بهذا الشكل لمجرد أن زين تركها لأسبوع! ربما هذه هرمونات الحمل كما يقولون!.
“قومي يلا علشان نصلي الفجر وانتِ هترتاحي وبعدين مجرد ما تنامي وتصحي هتلاقي نفسك فوقتي وبقيتي أحسن إن شاء الله.”
“ح.. حاضر”
نهضت ياسمين أولاً وهي تنظر لها كي تقوم هي الأخرى وبالفعل قامت من على الفراش وما لم تنتبه له أن قدميها كانت متسخة بالأتربه ليس وكأنها كانت تنام على الفراش للتو! وما أن مرت بجوار المرآه حتى تعجبت شعرها الأشعث والذي لم لكن كذلك عندما نامت وأيضاً عيناها المتورمة من البكاء.. يالله ما الذي يحدث معها الآن هل هذا حلم آخر ام ماذا! فهي ما عادت تفرق بين الأحلام والحقيقة.
“فيه حاجه ياروان.. واقفة ليه كدا!؟”
هزت رأسها بالنفي وهمت كي تتحرك معها وما إن تحركت خطوتين حتى عادت إلى المرآة مجدداً وهي تنظر لها بصدمة.. هذه.. هذه ليست المنامة نفسها التي كانت ترتديها قبل أن تنام!!
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
كانت حور جالسة على سجادة الصلاة بعدما أنتهت من صلاة القيام وهي تشعر بالراحة والسكينة تغمر قلبها وتسكن فؤادها ثم أخذت تدعي لجميع من تعرفهم ومن لا تعرفهم.. تدعو الله أن يرحم جميع أموات المسلمين
(اللهم أغفرلي ولوالدي وللمؤمين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات)..
تدعو الله أن يرزق كل فقير ويشفي كل مريض ويهدي كل عاصي وأن يهدي جميع بنات وشباب المسلمين وأن يزوج كل عازب ويرحم كل ضعيف وينصر أخواتنا بغزة ويرينا في بني آسرائيل أشد مما حدث في آبائهم الأولين وأن يوقظهم على صاعقة لا يطمئنوا بعدها أبداً..
سمعت صوت الآذن يتردد في المكان وهذا جعلها تبتسم وهي تنظر أمامها من النافذة المتفوحة تتأمل السماء ومازالت جالسة على سجادة الصلاة كعادتها كي تدعي لها الملائكة…، ثم أرجعت رأسها إلى الوراء وتتذكر ما فعلت أمس منذ أن أستيقظت وحال لسانها يردد الأستغفار.
تراجع نفسها بماذا أذنبت.. فمهما بلغ منا الألتزام سنظل بشر نصيب ونخطأ ولا أحد منا معصوم من الذنوب لذا فهي أخذت تستغفر الله وهي تراجع ذاتها وتتذكر هل أغتابت أحد!؟ هل أستمعت لموسيقي او فديو مر أمامها بالخطأ! هل غضت بصرها وهي تتابع أحد الشيوخ! هل أغضبت زوجها!؟ ظلت تتذكر منذ أن أستيقظت وحتى هذه اللحظة وهي تستغفر.
فهذه عادتها لا تنام إلا حين تتذكر ما فعلت وتستغفر وتتوب إلى الله كي لا يأتي عليها يوم جديد وذنب أمس ما غرب.
نهضت من مكانها كي توقظ زوجها ليث وهي على تمام الثقة بأنه لن يستيقظ لأنه نام في وقت متأخر من الليل
بعدما أوصلا والديه إلى المطار وقد كان حزيناً للغاية فهو مازال لم يشبع من وجود والدته معه..
نظرت إلى ملامحه الهادئة وهو نائم وتتسآل كيف هذا هو الشخص ذاته الذي رأته أول مرة.. بل كيف هو الشخص الذي مازالت تراه في الشركة وكيف يراها الناس…
فالجميع يراه شخص متجبر وقوي ولا يخشي شيء وإن قارنت نفسها به فحور شخص ضعيف لا حول لها ولا قوة ولا تملك شيء وهذا أكثر دليل على أن المظاهر خداعة..
أما بالنظر إلى داخل كلاهما ف ليث شخص هش للغاية ومحطم ولا تلومه فما مر به منذ أن كان صغير ليس بهين..أما هي فليست ضعيفة مثله بل هي قوية بإيمانها بالله وصبورة وراضية وليست ضعيفة كما يظهر عليها ورغم أيضاً أن حياتها ليست بالهينة ورغم ما مرت به من صعاب…، إلا إنها في كل مرة كانت تتخذ الله ملجأ لها وتشكو له حالها ولم يخيب يظنها بتاتاً..
إن أردت معرفة مدى قوة من أمامك فأنظر إلى داخله.. اما خارجه فلا يغُرنك مظهره.
حاولت إيقاظه ولكنه لم يستيقظ فتنهدت بحزن وهي تتركه يضيع صلاة الفجر وقلبها موجوع لإنه لا يجعل صلاة الفجر أول أولياته…، وهل يوجد أهم من صلاة الفجر! كيف يبدأ المرء يومه بعدما فاتته صلاة الفجر وفقد بركة يومه قبل أن يبدأ!..
ذهبت تُصلي وهي تدعو له بالهداية فهو بالأخير قد تغير وهي مازالت تحاول معه وتارة يستجيب لها وتارة أخرى يغلبه شيطانه..
أنتهت من الصلاة ومن وردها اليومي والأذكار وهمت لتذهب إلى النوم مجدداً ولكنها لم تشعر بالنعاس الشديد لذلك وفضلا عن أن تظل تتململ في الفراش حتى تنام قررت أن تستغل هذا الوقت وتجيب على بعض الرسائل التي هجرتها منذ فترة ولا تجد لها وقتاً بالنهار كي تجيب وبالفعل أمسكت هاتفها ثم أخذت تقرأ الرسائل واحدة تلو الأخرى والتي لم تكن خاصة بالمشاكل الزوجية فقط هذه المرة بل تركتها للاسالة العامة..
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أزيك يا حور يارب تكوني بخير..، بصي انا بفضل الله بصلي وبقرأ قرآن وبكون مواظبة على النوافل لحد ما بتجيلي الحيض وفي الفترة دي علشان مش طاهرة مبعملش طاعات ولا بصلي ولا بقرأ قرآن ولما بتخلص بلاقي نفسي مكسلة وعندي فتور من العبادة والصلاة بتكون تقيلة عليا
واثقة إنك هتفيديني إن شاء الله)
قرأت حور الرسالة ثم أخذت قليلاً تفكر في الرد المناسب وهي تسمي بالله أولا وتدعو الله أن ينير بصيرتها ويرزقها الرد المناسب لحل مشكلة تلك الفتاة ثم أخذت تكتب ردها..
(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله في زحام من النعم أحبك الله يارب… مين قال إننا في فترة الحيض مبنعملش عبادات! اللي مينفعش نعمله في الفترة دي هي الصلاة والصوم فقط لكن باقي العبادات نعملها عادي نقرأ قرآن والأذكار ونستغفر ونسبح ونتصدق وندرس علم شرعي ونتعلم ونذاكر… كل حاجه نعملها عدا الصلاة والصوم بس لحد ما نطهر..
والطبيعي إن القرآن لا يمسه إلا المطهرون وعلشان كدا لما تيجي تمسكي المصحف وانتِ حائض البسي جوانتي او اى عازل عن المصحف أو أقري من الموبايل في برامج كتير عليها قرآن كريم وفيه تطبيق اسمه الطريق إلى الجنة وتطبيق أنا مسلم ودول كمان مش عليهم بس قرآن لأ دا فيهم أحاديث وقصص وحاجات تانية كويسة جداً وهتفيدك… وتاني شيء إن لما بتخلصي الحيض بتحسي بخمول وفتور ودا لإن الإنسان مننا زي المروحة بالظبط طول ما هي شغالة بتفضل تدور لكن لما بتوقفيها وترجعي تشغليها هتاخد وقت لحد ما ترجع تدور زي الأول وعلشان كدا متوقفيش كل العبادات لمجرد إنك حائض كملي في اذكارك وقراءة القرءان وكمان الفترة دي لو الإنسان محصنش نفسه بيكون جسده متعرض لاي أذي من مس او سحر او غيره لإنه مش بيصلي وكمان لا بيقرأ قرآن ولا أذكار ف مهم جداً إنك تفضلي مواظبة على عباداتك بل وتضاعفيها عدا الصوم والصلاة فقط)
أنتهت معها وهي تدعو الله لها فهي كلما رأت شخص او حدثت أحد تدعو له فترد عليها الملائكة ب لكِ بالمثل…،
فتحت رسالة أخرى غيرها ثم قرأتها وكانت كالاتي.
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أزيك يا حور قبل ما أبدا حابة أشكرك جداً على النصايح اللي بتقوليها وحقيقي بستفاد منها جدا وبنتظر الرد بتاعك وأعتقد مش انا لوحدي بس كتير بيستفيد فأتمنى تردي علينا دايما ومش حابة أطول عليكي… انا الحمد لله مختمرة من قريب وكانت خطوة مش سهلة ولكن بفضل الله قدرت آخدها وانا مصاحبة مجموعة بنات أغلبهم منتقبيات وبيفضلوا يكلموني عن النقاب كتير وإنه اد اى هو جميل وعايزيني ألبسه وبيقولولي هو فرض… انا مش عارفه المشكلة فيا ولا اى بس انا فعلا شايفة النقاب خطوة صعبة وكبيرة وانا مش أدها ومش عارفه هم ازاى شايفينه حاجه سهله كدا.. وانا بالنسبالي الخطوة بعيدة ومش عايزة البسه..، ولا حابه البسه،
فهل لو أكتفيت بالخمار بس هيكون عليا ذنب!”
(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله يبارك فيكي يارب ويجازيكي خير على كلامك الطيب وإن شاء الله هجيب دايما على رسائلكم إن أطال الله بعمري..،
بصي هتكلم في نقطة تانية بعيدة عن فرض أو غير فرض..، متقوليش ابداً على اى عبادة ممكن تقربك لربنا انا مش حابة أعملها.. حتى لو انتِ بالفعل مش عايزاها أدعي لنفسك بيها أو قولي ربنا يرزقني بالنقاب حتى لو من جواكي مش عايزة لكن متقوليش مش هعملها حتى لو صعبة.. أصل مين اللي قال إن النقاب سهل! لأ طبعا دا يمكن يكون من أصعب الخطوات اللي ممكن أي بنت تاخدها يكفي إنها بتضحي بشكلها وجمالها وإظهار زينتها
واللي هي بالأساس فطرة أتخلقنا عليها ولكنها عرفت أمتى تظهر زينتها ولمين..، فالنقاب مش سهل وخطوة صعبة فعلاً.. لكن الله بيعينا عليها يعني لو حسبتيها انا كحور مهما بلغ التزامي خطوة زي النقاب انا مخدتهاش من نفسي ولا كنت أقدر أضحي بشكلي وجمالي بسهولة انا بس كنت طالبة رضى الله سبحانه وتعالي وهو عز وچل اللي مّن عليا بإرتداء النقاب ورزقني الثبات عليه
فعلشان كدا منصحكيش تقولي مش عايزة ألبسه حتى لو مش حباه بل أدعي ربنا يرزقك بيه ويحببك فيه
يكفي إنها خطوة هتقربك لله وتشبهك بأمهات المؤمنين
وكمان كل ما البنت لبسها بيكون ساتر برة وبتمنع نفسها من الزينة كل ما بيذيد حبها للزينة والملابس الجميلة داخل بيتها ولزوجها او لنفسها اذا مكنتش متزوجة عكس اللي بتهتم بمظهرها وهي خارجة ولبس وفل ميكاب بتلاقيها في بيتها نادرا ما بتكون مهتمه بنفسها لأنها ركزت زينتها على الخارج وأكيد مش هتكون 24 ساعة بتتزوق جوة وبرة.. انا مش هتكلم من حيث فرضية النقاب أد ما هقولك هو رزق وطاعة وعبادة لله سبحانه وتعالي… وإن كان خطوة النقاب صعبة فالجنة تستاهل إننا نضحي علشانها.. فالله يرزق جميع بنات المسلمين بالحجاب الذي يرضاه)
أنهت معها ثم أجابت على العديد من الرسائل الأخرى وهي تتثآب لتغلق الهاتف من يدها وتقرر أن تنام ثم أخذت تستغفر قليلاً حتى ذهبت في النوم مجدداً.
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
كانت روان جالسة وهي ممسكة بالمصحف وتقرأ بعض الآيات ورغم أنها تشعر بثقل وهي تقرأ ولكنها أجبرت نفسها على ذلك وقد تناست كل ما حدث معها وقررت أن تعود وتلتزم كما كانت وقد شعرت بالراحة قليلاً..
لاحت منها إبتسامة خافتة عندما تذكرته وعندما كان يودعها وهو يحاول مراضتها بشتى الطرق.. ولا تعلم لمَ في هذه اللحظة تحديداً كانت ترى بأنها بالغت في رد فعلها فهو لم يخطأ معها بشىء وهذا عمله وعليه الا يقصر به كما قالت ياسمين.
لن تسمح لشيطانها بأن يضحك عليها مجدداً وسوف تنتظره حتى يعود ولكن ذلك لا يمنع بأنها لن تجيب على إتصالته كي يشتاق لها ويعود بأسرع وقت ولا يكرر سفره ويبعد عنها مجدداً..
دخل عمر وهو يناديها فوجدها جالسة وقد كان وجهها شاحب وعيناها متورمة ليقترب منها وهو يقول بقلق:
“اى ياروان شكلك شبه الميتين ليه كدا”
لوت شفتيها بضيق وهي تنظر له دون أن تجيب بينما هو عقد حاجبيه بتعجب ولا يدري ما سبب حزنها هذا حتى توسعت عينيه فجأة وهو يقول:
“اوعي يكون كل دا علشان زين سافر!؟”
وما إن ذكرها بالأمر حتى تكورت بعض الدموع بعيناها مما جعله يتفآجأ..، ليقترب منها ثم جلس جوارها وأردف وهو يمصمص شفتيه كما تفعلن النسوة وهو يقول بسخرية:
“ياختي دا بدل ما تفرحي إنك هتتفكي منه شوية دا الواحدة ما بتصدق جوزها يسيبلها البيت ويهج شوية كتك الهم”
طالعته بغضب وهي تقول بسخرية:
“دا في حالة إني لو متجوزة واحد زيك لكن زين لأ”
نظر لها بشر وهو يمسكها من ثيابها قائلاً بتهديد:
“انتِ أد اللي قولتيه دا”
أمسكته هي الأخرى من ثيابه وهي تقول بنفس النبرة:
“وانت أد اللي انت قولتله دا!؟”
حاول إبعاد يديها وهو يقول بسخرية:
” انا هسيبك بس علشان اللي في بطنك وإلا محدش كان هيحوشك مني”
لتجيبه وهي تمسكه من خصلات شعره قائلة بشر:
“لأ ياحبيبي وريني هتعمل اى”
نظر لها بوعيد ثم شمر ساعديه وهو يقول:
“انتِ اللي جبتيه لنفسك وجوزك اللي فرحانالي بيه مش هنا شوفي بقى مين اللي هينجدك”
وما إن أنهي كلامه حتى أنقض عليها ممسكاً إياها من شعرها كما فعلت هي الأخرى ثم أمسك يدها كي يضعها تحت أسنانه في محاوله لعضها ولكنه توقف عندما رن هاتفه فتركها وهو يتوعدها مجددا بعدما ينهي الأتصال ثم أمسك هاتفه فإذا به زين…، لينظر لها عمر وهو يقول بصدمة:
“اى دا هو قلبه حس ولا اى”
أبتسمت روان بتشفي وهي تضع قدماً فوق الأخرى قائلة:
“اى ما تكمل ضرب يلا”
تجاهلها عمر وهو يجيب على إتصال زين وبعدما القي عليه الآخر السلام سأله قائلاً:
“انت فين ياعمر”
أجابه عمر وهو ينظر إليها قائلاً بإستفزاز:
“في الشقة مع مراتك”
عض زين على شفتيه وهو يحاول تمالك أعصابه بأن هذا عمر ولن يتغير فتحدث وهو يقول:
“انت يبني آدم انت مبتعرفش تختار ألفاظك أبداً”
هز عمر رأسه ببسمة مستفزة وقبل أن يجيبه وجد ياسمين تدخل إلى الشقة بعدما طرقت الباب عدة طرقات وتنادي على روان وهي تحمل صنية الطعام لها فتوسعت بسمته وهو يُحدث زين قائلاً بخبث:
“ودلوقتي بقيت مع مراتك وأختك في الشقة”
مسح زين على رأسه بتنهد من تصرفاته وقد تضايق من وجود ياسمين مع عمر هنا رغم أنه متأكد بأن أخته عندما صعدت إلى روان ما كانت تعلم بوجود عمر وأيضا هو من وصاها بأن تظل ملازمة لها.
“أديني روان أكلمها يا عمر”
فهو من أرسل عمر تحديداً كي يستطيع أن يحادثها فهاتفها مغلق وياسمين لا تجيب على اتصالاته مما جعله يشعر بالقلق ويرسل عمر كي يجلس معها ويطمئن عليها ويعلم بأن عمر هو من يستطيع أن يخرجها من حالتها تلك بتفاهته وتصرفاته المشاغبة.
أعطاها عمر الهاتف ثم جلس يستمع إلى حديثهما فتحدث زين بهمس وهو يقول:
“لسه زعلانة مني برضو”
لم تجيبه وقد شعرت بتسارع دقات قلبها..، ليوجه زين حديثه إلى عمر قائلاً:
“اطلع ياعمر برة الأوضة علشان عايز اتكلم معاها لوحدنا شوية”
بينما أجابه عمر ببسمة وهو يقول بإستفزار:
“بس انا عايز أسمع هتقولوا اى…”
زفر زين وقد غضب عليه زين..، بينما عمر وجد ياسمين تخرج من المطبخ بعدما وضعت الطعام وقد همت للخروج عندما وجدت عمر هنا ليسارع عمر في الرد وهو يقول:
“بس علشان انا بحترم خصوصيات الناس هقوم… يكش اللي مبيحترموش الخصوصية يخلوا عندهم دم بعد كدا”
كان يقصد بحديثه زين عندما يجلس معه فتجاهله الآخر بينما ترك عمر الهاتف ثم خرج يلحق بياسمين وهو يناديها قبل أن تنزل أسفل فتوقفت على بعد مسافة مناسبة منه فنظر إليها مبتسما وهو يقول:
“أزيك يا ياسمين عاملة اى!؟”
غضت بصرها وهي تجيبه بخجل من أسفل نقابها قائلة:
“بخير الحمد لله.. أخبارك انت اى!؟”
“بقيت كويس بعد ما شوفتك”
شعرت بالتوتر وقررت أن تعود منزلهم ولكنها توقفت عندما وجدت قطتها قد صعدت ورائها لتمسكها كي تنزل بها فتفآجأ عمر بها وهو يقول مقتربا منها:
“انتِ عندك قطة! انا اول مرة أشوفها”
هزت رأسها وهي تقول ببسمة وتنظر إليها بحب قائلة:
“أيوة دي سُكر”
“ماهي لازم تكون سُكر فعلا.. زي صاحبتها”
قال آخر جملته بصوت منخفض لم يصل إلى مسامعها بينما نظر إلى قطتها فقد كانت جميلة بحق..، قطة بيضاء بعيون زرقاء فجأة توسعت عينيه وهو يبتسم بخبث ويقول بسره:
“يابن المحظوظة يا فتحي.. لقيتلك حتة عروسة”
ولكنه سرعان ما نظر إليها بشفقة وهو يقول:
“طب ودي هتعيش ازاي مع البغل تربية الشوارع اللي عندي دا ازاي”
مصمص شفتيه وهو يقول بحسرة:
“يلا دايماً الحلو بخته مايل”
بينما ياسمين كانت تتابع تعبيرات وجهه بتعجب وهي تقول:
“فيه حاجه ياعمر!؟”
فاق من شردوه بعدما زوج سكر إلى فتحي البغل كما يطلق عليه وقد أختار أسماء عيالهما..، هز رأسه وهو يقول ببسمة:
“شكلها رقيق اوي يا ياسمين زي اللي مربياها”
إنزعجت ياسمين من تلميحاته وتغزله الغير مباشر بها فأردفت بإقتضاب بعض الشيء وهي تقول قبل أن ترحل:
“طب عن أذنك بقى علشان هنزل”
تركته وغادرت وهو يراقب طيفها بشرود وتوسعت بسمته وها قد تحقق ما كان يقوله إلى فتحي القط بأنه حين يتزوج سوف يزوجه معه وها هو قد وجد له نصفه الآخر..
عاد إلى روان مجدداً فوجد زين مازال يحاول مرضتاها ويتغزل بها فقطع هو الجلسة وهو يقول:
“لسه عصافير الكناري بيتصالحوا!”
ثم أمسك الهاتف من يديها وهو يوجه حديثه لزين قبل أن يغلق الخط بوجهه وهو يقول:
“خلاص يازين كفاية عليك كدا”
وقبل أن يجيب زين كان قد أغلق الخط مما جعل زين يغضب وهو يتوعده بينما نظرت له روان وهي تقول بشر:
“انت بتقفل الخط في وش جوزي!؟”
أجابها ساخراً وهو يقول بتهكم:
“ولما انتِ محموقة عليه اوي كدا مطلعة عينه ليه وقافلة موبايلك ومش عايزة تكلميه!؟”
صمتت.. لا تعلم بماذا تجيبه بينما أردف وهو ينظر إليها قائلاً بهدوء وعقلانية عكس طبيعته المرحة:
“مفيش راجل بيصبر كتير ياروان على الدلع دا.. زين مهما كان بيحبك لكن لو فضلتي عنيدة كدا مصيره هيزهق وهو بيحاول يراضيكي من وقت ما مشي وانتِ برضو مفيش فايدة لأ وكمان قافلالي تليفونك!؟ كل دا علشان سافر أسبوع وراجع تاني! بلاش تقتلي الحب اللي بينكم بتصرفاتك دي”
نظرت له بقلب مرتعب.. هل من الممكن أن يكرها بيوم من الأيام!؟ تقسم بأنها هي نفسها تتعجب تصرفاتها ولكنها غصب عن إرادتها تلومه على تركها.. هل هي بالغت للحد الذي جعل عمر يحدثها بنفسه متخلى عن طريقته المعتادة!؟
هزت رأسها بشرود وهي وتفكر بحديثه بينما هو رحل كي يعود إلى عمله مجدداً وتركها غارقة بأفكارها وقد إنزعج كونه قسى عليها ببعض الكلام ولكنه أيضاً أحزنه هيئتها الذابلة تلك فقد كان يحاول مضايقتها فقط كي يخرجها من حالة الحزن تلك وأيضاً يريدها أن تعتمد على نفسها أكثر ف زين لن يبقى دائما بجوارها هكذا.
وعند ياسمين وبعدما نزلت إلى أسفل وجدت العديد من المكالمات من زين فسارعت بالإتصال عليه حتى أتاها رده وهو يقول بعتاب بعدما ألقي عليها السلام:
“كل دا علشان تردي عليا يا ياسمين!؟”
“معلش يازين مكنتش فاضية والله كنت بخلص اللي ورايا ومشوفتش الموبايل”
هز رأسه ثم سألها وهو يقول:
“طب روان عاملة اى دلوقتي!؟”
صمتت وقد شعرت بالتوتر لتضغط على يدها وهي تقول بإرتباك:
“ك.. كويسة الحمد لله.. حتى حضرت الأكل وطلعتهولها”
أومأ لها ثم تنهد وهو يقول:
“عمر كان هناك لما طلعتي صح!؟”
“أيوة كان هناك”
“طب وانتِ دخلتي وهو موجود!؟”
تضايقت من أسالته وكأنه يشك بها ولا يعلم تصرفاتها لتقول بضيق:
“دخلت الأكل وبعدين خرجت”
“طب وعمر كلمك!؟”
غضبت ياسمين من كثر أسألته الشكاكة بها لتقول بنبرة منزعجة جعلتها هادئة بقدر الإمكان:
“هو فيه اى يازين على كل الأسالة دي انت مش بتثق فيا!؟”
أخذ زين زفيراً وهو يتنهد.. ليس الأمر بأنه يشك بها ولكنه يعلم تصرفات عمر المتهورة وأيضاً لأنه يشعر بالغيرة على أخته ولا يريد لعمر أن يستبيح الحديث معها.. فتحدث بهدوء وهو يحاول توضيح الأمر لها:
“يعني علشان خايف عليكي يا ياسمين وعايزاك طول الوقت غالية ومحدش يطول يكلمك كلمة حتى لو خطيبك نفسه اللي لسه مبقاش حلالك يبقى بشك فيكي!؟ انتِ عارفة كويس إني مش عايز غير مصلحتك ولو انا مش واثق فيكي كنت منعتك تطلعي أصلاً خالص وعمر ممكن ييجي في اى وقت.. لكن انا حبيت أذكرك إنك لما تقفي تتكلمي معاه لوحدكم ف دي خلوة وهو لسه مش حلالك ومينفعش تكلميه لوحدكم”
نعم أخيها محق.. بل أبتسمت برضى كونه برر لها موقفه.. تتسآل لو غضب عليها دون أن يوضح السبب وفقط شعرت بأنه يتحكم بها وليس لأجل أنه يريد مصلحتها تماماً كما ترى الكثير من الشباب يفعلون..، فرغم أنه بالفعل الشاب منهم يريد مصلحة أخته ويفعل هذا حفاظا عليها إلا أن طريقته تكون خاطئة ولا يبرر لها السبب وتراه يتحكم بها فقط.
“حاضر يازين شكراً إنك نبهتني وانا والله موقفتش معاه كتير انا لما لقيته حطيت الأكل ومشيت وهو بس وقفني سلم عليا ووقفت دقيقتن ونزلت”
أومأ لها وهو يذداد ثقة بها فعندما وافق عمر على المغادرة فجأة علم بأنه ذهب إلها لذا أراد أن ينبها فقط لا أكثر.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
كانت عايدة تقف وهي تهم بالرحيل وتستعد إلى الهجوم الذي سوف يتم بعد عدة أيام على واحد من أكبر المجرمين الذين يفشلوا كل مرة في الإمساك به وقد كان أخطرهم..
كانت تسير بهدوء وهي رافعة رأسها إلى الأعلى وقد أنتهت من عمل اليوم بعد الأجتماع الذي تم على كيفية الإقاع بهذا المجرم الشديد الخطورة والعديد من الخطط التي وضعوها وتكرار أمر خطورته وأن هذه المهمة تختلف عن غيرها من المهمات السابقة فهم لا يتعاملون مع اى مجرم بل واحد من أخطرهم!
“ظابط عايدة”
توقفت فجأة وهي تستدير صوب ذلك الصوت الذي تعرفه جيداً ثم قعدت زراعيها وهي تنظر له بهدوء كي ترى ما يريده منها بينما هو نظر لها قليلاً ثم تحدث:
“شايف إن المهمة الأخيرة مش لازم تكوني موجودة فيها.. فانا بعفيكي منها”
تعلم جيداً السبب ورغم ذلك أجابت بهدوء:
“ليه!؟”
كلمة من ثلاثة أحرف عجز عن إيجار رد مناسب لها ليحك ذقنه وهو يقول بلا مبالاه ظاهرية:
“يعنى.. شايف إنها مهمة مش سهلة وفيها خطورة”
“ولو انا مش أدها مكنوش إختاروني من بين كل دول!”
أومأ لها وهو يقول بهدوء:
“لكن هتفضلي في الأول والأخير بنت والمكان خطر عليكي”
ورغم غيظها من حديثها إلا أنها أجابت بتهكم:
“أعتقد دي أوامر عُليا يا سيادة المقدم مش لعب عيال علشان أروح أقولهم انا منسحبة”
هز رأسه وهو يقول موضحاً الأمر لها:
” لأ انا اللي هعفيكي وهجيب حد تاني مكانك يقوم بالمهمة دي وهوكلك مهمة تانية”
“وانا مبنسحبش من مهمات اى أن كانت والشغل مفهوش فرق بين بنت وراجل وإلا هرجع وأقولك مكنوش إختارني”
أغتاظ من ردها وقبل أن تتحرك مجددا لاحظ عدم إردتها قبعة الزي الذي نبه عليها كثيراً ليقول بغضب وهو مشيراً إلى طاقيتها:
“كام مرة أقولك دي متتقلعش طول ما انتِ في الشغل ولا حضرتك فرحانة بشعرك ياحظابط!؟”
شعرت بالغضب الشديد ورغم ذلك تحكمت بغضبها وهي تقول في محاولة لتهدئة ذاتها:
“أعتقد إني خلصت شغلي ياسيادة المقدم”
“بس لسه موجودة في مكان العمل”
أبتسمت له ببرود وهي تضع القبعة على رأسها مجدداً ثم تخطته عدة خطوات حتى وصلت إلى البوابة ثم إستدرات له نصف إستدارة وهي تنزع القبعة عنها قائلة بإستفزاز:
“كدا بقيت خارج نطاق العمل”
وما إن أنهت جملتها حتى فردت شعرها كي ينسدل بهدوء على ظهرها وهي ترحل مبتسمة وتكاد تجزم بأنها تشعر بنظراته تحرق ظهرها ورغم ذلك لم تهتم.
🌸اللهم صل وسلم وبارك على محمد🌸
كانت روان نائمة بين أحضان والدتها ورغم أنها شعرت بالتحسن إلا أنها أيضاً مازالت تشعر بالحزن والضيق داخلها لذا قررت بأن تأتي إلى أمها تمكث معها وأيضاً لأنها مؤخراً أصبحت تشعر بالإختناق كلما جلست في شقتها الجديدة لربما بسبب أنها أعتاد وجوده معها..
تحدثت بوهن وهي تقول بدموع:
“انا تعبانة اوي يا ماما”
مسحت والدتها على رأسها وهي تنظر لها بقلق قائلة:
“مالك يا روان حد زعلك!؟”
هزت رأسها بالنفي وهي تقول ببكاء:
“محدش زعلني بس انا تعبانة من كل حاجه حواليا”
وما إن أنتهت من عبارتها حتى أنفجرت في البكاء وهي تشهق بحزن وقد أنقبض قلب أمها بخوف وهي تحاول تهدئتها وتضمها إليها بحنان وتلقى عليها بعض الكلمات والتي كان مفعولها كالسحر على روان فسرعان ما هدئت وأستكانت بين أحضانها.
يالله حضن أمها قد خفف عنها الكثير وكأنها أدخلت يدها داخل قلبها وأنتزعت منه أحزانها لتمسح دموعها وهي تشهق قائلة:
“انا بحبك اووي يا ماما”
ربتت عفاف على رأسها وهي تقول:
“ربنا يهديكي يابنتي.. وانا كمان بحبك ومعنديش أعز منك”
خرجت روان من أحضانها وهي تنظر لها ثم أردفت بحزن:
“انتِ زعلتي من كلام مرات عمي رأفت إنك ضيعتي عمرك عليا!؟”
“وانتِ بتصدقي الكلام الأهبل دا ياروان!؟ إن مضيعتش عمري عليكي انتِ هضيعه عليها هي! منا عايشة علشانك وبوجودك بعد أبوكي الله يرحمه”
صمتت قليلاً ثم تابعت ببسمة ممزوجة بحزن قائلة:
“تعرفي إنه كان بيحبنا اووي.. كان دايماً يقول مش عايز حاجه غير وجودكم جنبي بخير وطول الوقت يوصيني عليكي من كتر حبه فيكي.. وكأن سبحان الله كان قلبه حاسس إنه هيموت وهيسيبك ليا”
سقطت دموع روان وهي تتخيل لو أن أبيها كان معها إلى الآن ولكنها أنحرمت من نعمة وجوده مبكراً ولكن الله عوضها بوالدتها التي لم تقصر معها يوماً وأحسنت رعايتها.
“تعرفي مرات عمك رأفت طول عمرها بتكرهني ليه!؟ لإنها كانت بتغير من معاملة أبوكي ليا وحبه اللي مكنش بيتكسف يظهره قدام الناس أبداً كان طيب وحنين
وبيهتم بالكل.. بس هو راح مكان أحسن من هنا وبقى مطمن في تربته بعد ما جوزتك لزين لإنه الوحيد اللي هيقدر يحافظ عليكي ويصونك يابنتي”
أبتسمت بألم وهي تتذكره وتعلم بأن والدتها معها حق فأمسكت صورة والدها وهي تنظر إلى ملامحه بحب حتى نامت وهي بأحضان أمها الحبيبة وتنظر إلى ملامح أبيها الجميلة..
🌸🌸
مر الأسبوع وهو يحمل بين طياته صدمات إلى الجميع
وحدث به الكثير وتغيرت فيه القلوب..وتشتت فيه العقول
كانت حور تقف في مطبخها تحضر الطعام إلى زوجها الذي أوشك على القدوم وترتب المنزل وهي تضع الهاتف بجوارها كالعادة وتستمع لإحدى حلقات البودكست (فين المشكلة) والتي كانت تتحدث عن الإرتباط وقد كانت مندمجة في الإستماع حتى سمعت صوت بالخارج فعلمت بأن ليث زوجها عاد
تركت ما كانت تفعله ثم غسلت يدها وهي تخرج له ببسمة سارعان ما أختفت عندما رأت هيئتها.. لتطلق صرخة مدوية عندما وجدته يسقط أمامها فاقداً للوعى.
🌸🌸
وعند زين عاد من سفره بعدما مر أسبوع وقد كان أطول أسبوع يوم عليه بحياته وقد سُرق هاتفها عندما كان يُصلي في المسجد شعر بحركة بجانبه فإذا به شخصاً ما سرق هاتفه وأمواله وترك هوياته وبطاقته فقط.
يالله يدخل المسجد كي يسرقه!؟ ولهذا السبب فشل في التواصل مع أحد وأنتظر حتى يعود كي يطمئن عليهم
تنهد براحة وهو يدخل الشارع مقتربا من العمارة التي يقنط بها ليجد فجأة شخص يقترب منه وهو يقول بحزن:
“البقاء لله يا شيخ زين.. ربنا يصبركم”
وقعت الحقيبة من يده أرضا وهو ينظر إليه بصدمة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *