رواية طلاق بائن الفصل الثالث 3 بقلم ديانا ماريا
رواية طلاق بائن الفصل الثالث 3 بقلم ديانا ماريا
رواية طلاق بائن البارت الثالث
رواية طلاق بائن الجزء الثالث
رواية طلاق بائن الحلقة الثالثة
دون أن ترد نهضت حلا على الفور لترتدي عباءة سوداء وتركض للمستشفى لم يكن هناك مجال حتى لاستيعاب الصدمة كل ما يهمها هو الإطمئنان على والدتها فهي لن تتحمل أن تخسرها.
كانت تقف بجانبها في المستشفى فيما والدتها نائمة ويتصل بذراعها محلول معالج.
قال الطبيب بهدوء: هي ضغطها عالي وصحتها النفسية مش كويسة.
قالت حلا بحزن: أيوا والدي اتوفى من فترة قريبة.
أومأ الطبيب: لازم تاخد العلاج في ميعاده وتأكل كويس وبإذن الله تخرج بكرة.
نظرت حلا بحزن لوالدتها النائمة ويظهر على ملامح التعب وآثار الحزن بوضوح، تنهدت لم يكن ينقصها هذا الأمر ولكن توالي الصدمات عليها لم يدع لها مجالا للتفكير.
دلفت ابنة خالتها حبيبة وبيدها كوبين من الشاي أعطت إحداهما لحلا التي أخذته بتعب شاكرة: شكرا يا حبيبة تعبتك معايا.
جلست حبيبة بجانبها: ولا تعب ولا حاجة يا حبيبتي متنسيش أنها خالتي، ماما اتخضت لما عرفت وجاية علطول مع بابا، هي كانت رايحة يوم وراجعة علطول والحمد لله أني كنت معاها.
تنهدت حلا: الحمد لله المهم تكون بخير.
ربتت حبيبة على يدها: هتكون بخير بإذن الله متقلقيش.
ثم تابعت بتساؤل: أمال فين جوزك؟ أنتِ بلغتيه باللي حصل؟
تنبهت حلا للأمر الذي نسيته كليا وغاب عن ذهنها بسبب مرض والدتها المفاجئ!
نظرت لحبيبة باستيعاب: لا…. كان في الشغل ملحقتش أقوله.
أومأت حبيبة بتفهم بينما فكرت حلا أن مرض والدها شغلها عن التفكير في هدفها ويجب أن تجد وقت للتصرف على الفور.
حين اطمأنت على والدتها وأصرت حبيبة على البقاء معها غادرت حلا على أن تعود في وقت لاحق، لم تكن تريد العودة إلى ذلك البيت فقد أحست بالاختناق من مجرد التفكير به.
فكرت في الذهاب لصديقتها المقربة ربما يمكنها مساعدتها في مشكلتها وتفضي إليها بحزنها.
فتح لها الباب شقيق صديقتها الأصغر مرحبا بها بابتسامة عريضة: إيه ده حلا عندنا البيت نور اتفضلي.
دلفت حلا وهي تبتسم لشادي ابتسامة شاحبة: تسلم يا شادي عامل إيه في مذاكرتك؟ الامتحانات قربت ولا لسة؟
زفر شادي بتذمر: بلاش سيرة المذاكرة دي بتضايقني هي الإمتحانات مش هتطير.
ثم تابع بعبث: مش ناوية تغيري رأيك وتتجوزيني بقا؟ شوفتي أنا مستني بقالي كام سنة؟
ضربة تلقاها شادي على مؤخرة رأسه فتأوه بصوت عالي من الألم لتضحك حلا ضحكة خفيفة وهي تحدق لإسراء أخته الكبرى وصديقتها.
قالت إسراء بحنق: مش كفاية عليا تقل دمك ومش عارف تحترم الأكبر منك، روح ذاكر أما نشوف هتجيب لينا إيه بالثانوية العامة بتاعتك دي.
تأفف شادي بضيق وغادر لغرفته لأنها أحرجته أمام حلا.
رحبت إسراء بحلا ولاحظت علامات التعب والحزن في عينيها فسألتها بقلق: مالك مضايقة من حاجة؟
قالت حلا بتعب: لما ندخل أوضتك بس.
سردت لها كل ماحدث من خداع بسام وخيانته مما تسبب في صدمتها الكبيرة.
قالت إسراء بانفعال: الواطي الخاين! لا وكمان بجح! إزاي يعمل حاجة زي دي معاكِ إزاي!
تابعت إسراء بعصبية: أنا مش فاهمة جايب البجاحة دي منين هو كان يطول يتجوزك من الأول! أنتِ لازم ترجعي حقك منه.
قالت حلا بحيرة: ماهو ده اللي بفكر فيه هرجعه إزاي أنا حاسة أني في دوامة، ومش قدامي وقت كتير يدوب ٦ أيام أو أسبوع وبعدين أنا خايفة يخطط لحاجة تطلعني وحشة قدام عمه!
عقدت إسراء حاجبيها بتساؤل: هو أنتِ متأكدة من موضوع بطلان الطلاق وقت الحيض ده؟
ردت حلا بنفاذ صبر: مش عارفة مش عارفة! أنا كنت باخد دورة دينية قبل كدة وسمعت الشيخ قالها معرفش ده الحكم الوحيد ولا فيه أحكام تانية، دي الحاجة الوحيدة اللي جت في بالي ساعتها علشان أعجزه.
ناشدتها بعيون متوسلة: أعمل إيه يا إسراء؟ أنا في حيرة كبيرة أوي.
ظلت إسراء تفكر حتى قالت فجأة بصوت عالي: هكري تليفونه!
نظرت لها حلا بدهشة فجلست إسراء أمامها تقول بذكاء: أيوا لازم تهكري تليفونه وتشوفي كل اللي عليه يعني الشات اللي بينه وبينها علشان تعرفي خططهم وناويين على إيه لازم تكوني سبقاهم بخطوة وعارفة كل حاجة، بالمرة تعرفي مين الزبالة دي اللي خانك معاها ده هيساعدك كتير أوي.
قالت حلا بحيرة: طب أعملها إزاي دي؟
نهضت إسراء قائلة بهدوء: شادي!
سألتها حلا بتعجب: ماله شادي.
ردت إسراء: شادي أخويا يعرف ناس ليهم في الكلام ده ومصاحبهم يقدر يطلب من واحد منهم الخدمة دي.
ثم تابعت بتردد: بس كدة هو لازم يعرف كل حاجة، على العموم فكري وقرري.
قالت حلا بحزم: معنديش حتى وقت أفكر، أنا ضيعت نفسي يوم ما مضيت له بنفس راضية ومش هسيب أي حاجة ممكن تساعدني أرجع حقي، نادي شادي.
نادت إسراء شادي فقامت حلا بشرح له الموقف ودوره في مساعدته إلا أن شادي هب واقفا بغضب كبير: يعني إيه يعمل معاكِ كدة هو مش عارف أنه وراكِ رجالة ولا إيه أنا هوريه.
أمسكته إسراء من ياقة قميصه قبل أن يتحرك: مش وقت رجولة دلوقتي، المهم اللي قولتلك عليه هتعمل إيه؟
قال شادي بجدية: أنا عارف واحد صاحبي شاطر في الحاجات دي هكلمه النهاردة وأفهمه كل حاجة.
قالت له حلا بامتنان: شكرا يا شادي مش عارفة أقولك إيه.
رد شادي بعفوية: متشكرنيش ده واجبي وبعدين مفيش شكر بيننا، أنا معرفش إزاي اختارتي الراجل الجربوع ده وسيبتيني، أنا محبتوش من الأول.
ابتسمت له حلا بود فهي تعلم طبيعة مزاحه: يا شادي قولتلك قبل كدة كتير أنت أخويا الصغير وأنت عارف كدة من زمان يا حبيبي ده أنا أكبر منك بأكتر من عشر سنين، بإذن الله تلاقي واحدة من سنك تسعدك وتريح قلبك.
لوى فمه باعتراض: وفيها إيه مش فاهم يعني!
قالت إسراء بصبر: أنت عارف أنه حلا أختك الكبيرة زيي بالضبط يا حبيبي، المهم دلوقتي مصلحتها أكيد مترضاش حد يعمل معايا كدة.
قال شادي باقتناع: أنا لو حد عمل كدة معاكِ أنا ساعتها هرفع له القبعة أنه قدر يضحك عليكِ أصلا!
صفعة أخرى هبطت على مؤخرة رأسه من إسراء التي صاحت بغيظ: عقابي! أنت عقابي في الدنيا وخيبة أملي.
هرب شادي قبل أن تضربه مرة أخرى فأغلقت الباب ورائه بقوة ثم زفرت بشدة حتى تُهدئ نفسها.
قالت إسراء بحنق: بغض النظر عن المستفز ده بس المهم هيعمل المطلوب منه أنتِ متقلقيش.
تنهدت حلا: وماما يا إسراء؟ ماما تعبانة ومش هقدر أسيبها لوحدها.
قالت إسراء بجدية: مش لازم تسيبيها لوحدها يا حلا وتشتتي نفسك بس لازم كل تركيزك الأيام اللي جاية تكسبي بسام قبل ماهو يكسبك، وده من مصلحتها كمان أمك لو عرفت حاجة زي دي ممكن تتعب أوي.
أردفت بحكمة: دلوقتي روحي البيت واستني مكالمة مني لما شادي يقولي نعمل إيه وراقبيه كويس.
أومأت حلا بطاعة ونهضت لتعود إلى المنزل، كانت خطواتها ثقيلة فهي لا تريد العودة، لا تصدق كيف انقلبت حياتها في يوم واحد ولكن ذلك قدرها.
ناداها عم زوجها أثناء صعودها لشقتها فعادت لتدخل إليه لتجد حماتها وبسام أيضا جالس هناك حيث لم تره إلا حينما دخلت.
أشار لها بالجلوس فجلست بتوتر.
وجه لها فهمي نظرة حادة وقال بنبرة حملت بعض اللوم: صحيح الكلام اللي سمعته من جوزك ده يا حلا؟
نظرت له حلا بدهشة ثم لبسام الذي وجدته يحدق إليها بابتسامة خبيثة على شفتيه، ازدردت ريقها بصعوبة وعادت تحدق إليه وهي تفكر ماذا يمكن أن يكون بسام قد أخبره حتى يقلب الأمور عليها لصالحه؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية طلاق بائن)