روايات

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل السادس والسبعون 76 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الفصل السادس والسبعون 76 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت الناس البارت السادس والسبعون

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الجزء السادس والسبعون

أسرار الماضي لبنت الناس
أسرار الماضي لبنت الناس

رواية أسرار الماضي لبنت الناس الحلقة السادسة والسبعون

الجزء الثاني الفصل الرابع والثلاثون
السبوع(٣٤)
في القاهرة
إتصال بين علي إنتصار .
إنتصار و هي فاتحة الاسبيكر(قاصدة أنهار تسمع ): أخباركم إية يا علي .
علي : الحمد لله ما تقلقيش المهم إنتم الواد اللي ببعتة ياخد اللبن في ميعاد كل يوم بيجي .
إنتصار : أيوة بيجي وأنا بساعد أنهار و نحطة في الترمس ولا معرف إية دة بس عاوزين نشوف العيل بقي يا علي الواد وحشتنا .
علي: هجيبة لكم النهاردة خلاص هيطلع من الحضانة بالليل هيكون عندكم .
أنهار بفرحة : بجد و النبي يا دكتور علي إبني هيبات في حضني النهاردة ؟
علي بضحكة : آة والله ياأم …… هتسموة إية صحيح أنا هسجلة النهاردة أكتب إية يا بشر ؟
أنهار بدموع : أكتب إللي تحبة ؛ فاكر قولت لك لو ولدتني هتسمية و إنت ولدتني و هتسجلة و هتجيبوة ليا .
علي : ربنا يباركلك فية ؛ قولي يامة إنت إسم أنهار مش هتتكلم إنت إللي لحقتيها و إنت اللي هتساعدي أنهار في تربيتة إن شاء الله .
إنتصار : هتزعلي لو أنا سميتة يا أنهار ؟
أنهار بهز رأسها بالنفي : ابدأ يا ماما .
إنتصار : أحمد .
علي: يعني ماكنتش أعرف إنك بتحبي أخوك كدة ماشي أحمد عبد الله .
أنهار بحزن : مش هتاخد راي أبوة و لا هو مش عاوز كمان يعرف أسمة زي ماهو مش عاوزة ولا عاوزني ؟
إنتصار : إحنا عاوزين نفرح بمجية أحمد النهاردة مش عاوزين حزن يا أنهار و قولت لك و الله عبد الله هيرجع يبوس إيدك علشان ترجعي لة عملت أية معاة إمبارح يا علي ؟
علي بتنهيدة : أحسن من المرة الأولي بالكتير من أسبوع كان بيعرق و يرتعش و يصرخ إمبارح الموضوع قل كتير و كان هادي أصبري يا أنهار علي عبد الله هو مايعرفش إللي فية و إنت عشتي معاة فترة و عارفة طبعة و علشان خاطري و خاطر أمي عندك بلاش أهلك يعرفوا أنة طلقك دلوقتي .
أنهار : و هفضل عالة عليكم كتير ؟
علي : مش هقول إنك أختي و الكلام دة لكن هقول إنت ليك نفقة و الشقة من حق الزوجة ما دام حاضنة و كمان قدمت لك شهادة مرضية في الجامعة و وصيت عليك و هجيب لك المحاضرات إللي خادوها يلا بقي واريا مليون حاجة النهاردة ماتتصلوش تاني النهاردة أحمد هيكون عندكم علي العشا كدة سلام بقي.
أغلق وتنهد بعمق و أمسك هاتفة ثم كتب رسالة وأتس لنهر أن تكلمة عندما تتفرغ ضروري .
بعد ربع ساعة تقريبا إتصلت نهر .
نهر : خير يا آبية في حاجة ؟
علي : محتاج منك خدمة فاضية شوية ؟
نهر : عندي بريك عشر دقائق قول .
علي : هروح أجيب النهاردة أحمد إبن عبد الله من الحضانة و عاوز أعمل مفاجئة حلوة لأنهار و أمي فآجرت عربية تجيب أهل أنهار بكرة بالليل علشان أعمل سبوع لأحمد عاوزك بقي تعملي كروت صغيرة و تنزلي تجيبي حاجات وشنط السبوع بسمع أن فية شنط جاهزة دلوقتي علشان ما تضيعيش وقت كتير و إبعتي بهم إدوارد بكرة معاك لغاية بكرة المغرب هتعرفي و لا أحاول أتصرف أنا .
نهر بفرح : ربنا يخليك يا أبية و يفرح قلبك أعتمد عليا و مش هجيب جاهز , إنت عارف آنة الأسبوع دة عند آدو بعد الكلية هتفرح لما نعمل الشنط خصوصا آدو الشغل بتاعة بالليل , يعني هبات معاها و نعمل الشنط , تعرف هتفرح قوي باسم أحمد للمولود .
إبتسم علي و فهم أن أمة إختارت إسم أحمد لتفرح بة رقية و نهر.
نهر : روحت فين ؟
علي : لا ابدأ معاك فلوس ؟
نهر :هعدي علي البوسطة و أجيب بالكارت .
علي : طيب أنهار ما كنتش إشترت حاجة للبيبي عاوز غيارات كراكوت الحاجات دي هتعرفي .
نهر : طبعا أنا عرفت أماكن كتير شارع 23 والعتبة فية كل حاجة والكروت من الرويعي و هجيب غربال السبوع لا تقلق , هظبط أحمد باشا بس ابقي صورة يا أبية علشان أبقي أحب فية براحتي .
علي : إنت مش هتحضري السبوع ممكن أنهار تزعل و عبد الله مش هيكون موجود .
نهر بحزن : لا يا أبية أنهار قطعت علاقتها بيا و قالت ماكلمهاش ثاني , أنا عذراها هي الضغط النفسي عليها جامد و انا مش عاوزة مشاكل , بس انا فرحانة لهم و يلا سلام العشر دقائق خلصو بااااااي.
علي بحزن بعد المكالمة : هو انا حبيتك من شوية يانهر إنت و خالتي رقية من أطيب الناس و أجدعهم.
علم محمد بأن حفيدة رجع لأمة و قد أخبرة علي بذلك بعد أن أوصلة لأنهار و إنتصار حيت ظلت إنتصار تزغرد ما يقرب من النصف ساعة فرحا بحفيدها و قد فرح محمد بسماع زغاريدها بفرحة و لهفة ثم أخبرة علي أنة ينوي عمل سبوع لة غدا إن أراد القدوم و أخبرة محمد أنة سوف يأتي .
عند محمد.
رضا : يا دي الرضا وشك باين علية الفرح فرحتي معاك .
محمد : حفيدي الحمد لله ربنا نجاة و راح لامة النهاردة كان محجوز في المستشفي و علي هيعملة سبوع بكرة إن شاء الله أروح املي عيني منة و هاجي بالليل في نفس اليوم .
رضا : مش هتبات هناك .
محمد : لأ ، أهل أنهار هيباتوا و البيت هيكون زحمة غير إنتصار هناك .
رضا : بالله عليك تاخدني معاك .
محمد :آخدك إزاي بس احنا تاني يوم جواز تخرجي ٱزاي بس غير أكيد علي و أمة ممكن يضايقوا و يتكسفوا قدام أهل أنهار .
رضا : لأ مش هروح السبوع إنت حطني في أي مكان تحضر و تيجي هتلاقيني علي حطت إيدك و النبي مش هقعد هنا لوحدي و حياة حبيبك النبي و حفيدك ربنا يخلية ما دام مسافر ، نفسي أسافر و مش هعرف ألاقي فرصة تانية و خائفة من أمك و أخوك .
محمد : يا بت دة إنت بتخاف منك مش عليك .
رضا : أنا قوية بك يا عم محمد بس أنا خائفة منهم و الله.
محمد : طب روحي نامي يا إنتصار و الصبح ربك يحلها .
رضا : أنا رضا مش إنتصار خدني معاك بقي و هقوم أعملك أحلي عشوة دة أنا يتيمة و هتكسب فيا ثواب .
محمد و هو ينظر إليها بتركيز : ماشي بس بعد كدة أقول لأ مافيهاش مناهدة و كلام كثير .
رضا بفرحة : ماشي يا عم محمد ربنا يخليك و يكتر ٱفراحك .
محمد : عم محمد إنت مش هتبطلي الكلمة دي غير لما يسمعوك و نتفضح .
ثاني يوم صباحا
كان إدوارد يرن جرس شقة بكوعة لتفتح إنتصار وتري كم من الأشياء أمامها .
إنتصار : مين إنت ؟
ليصيح إدوارد :خدي مني الحاجات الأول و إنت تشوفيني .
أحست إنتصار أنها تعرف هذا الصوت فاخذت منة بعض العلب الكرتونية الكبيرة فظهر وجهة.
إنتصار : فيك الخير إية جابك ؟
إدوارد : ماما رقية قالت آجي قبل ما أنام أوصل ليكم دول دكتور علي طلب الحاجات دي عموما دي حاجات للبيبي و شنط سبوع وكدة خدي بقي مني لاني ميت تعب و عاوز أروح أنام و آة إبقي سبيلي علي جنب شوية شنط سبوع ماشي .
إنتصار : علي ماقليش حاجة طب أدخل ريح رجلك شوية .
إدوارد : هموت و أنام يا خالتي دخلي الحاجات دي علي ما أجيب الباقي من تحت .
إتصلت إنتصار بعلي لتفهم ما كل هذة الأشياء و علمت منة انه يريدها مفاچئة و أن أهل أنهار و والدة سوف يأتوا مساءا أخذت الاشياء بهدوء و أدخلتها غرفة علي ما عدا لبس أحمد حفيدها فوضعتهم في الصالة و عبائة متظرزة جميلة لانهار .
أنهار من داخل غرفتها : مين يا ماما إللي جة؟
إنتصار وهي تفتح باب غرفتها : دة واحد جايب حاجات علي باعتها هروح أجبهم تتفرجي و أخذت غيارات وكل مستلزمات أحمد لتريهم لانهار .
أنهار بفرحة : الله يا ماما الحاجات تحفة دي جايب غيرات خارجية و داخلية وشنطة بيبي وكراكوت وحتي الكوفتات وشامبو الاطفال وزيت شعر وكريم تسلخات (أدمعت عينيها وهي تقول ) أنا لو كنت نزلت جبت ما كنتش هقدر أجيب دة كلة .
إنتصار : دة أول حفيد ليا يا أنهار و إن شاء الله مش هيكون محتاج حاجة و مش إبنك لوحدك دة إبن عبدالله وعلي كمان .
أنهار :ربنا يخليكم ليا يا رب .
إنتصار : علي بيقول محضر مفاجئة بالليل جهزي نفسة بالليل نسهر ونفرفش .
أنهار بفرحة : يبقي عبد الله فاق و بقي كويس صح ياماما هيكون معانا النهاردة و يشوف إبنة .
إنتصار : يسمع من بوءك ربنا, بس لأ كان علي قالي معليش يا بنتي الحاجات دي بتاخد وقت زي ما علي فهمني , بس امانة عليك أنا قولت لك علي أن عبد الله كان مسحور و كل حاجة ما تجبيش سيرة لعبد الله علشان مايصعبش علية نفسة كفاية أبوة وأخوة وكفاية علية اللي حصل لة .
أنهار : هنعمل اية لما دكتور علي يسافر ممكن عبد الله يتهجم عليا تاني ولا إية ؟
إنتصار : أنا معاك يا أنهار وإنت زي ما علي قال هتروحي كليتك لما تقدري وأنا هاخد بالي من أحمد بس برضوا و حياة احمد عندك بلاش أهلك يعرفوا بطلاقك دلوقتي هو عبد الله هيرجع و الله أنا عارفة و متاكدة أنة بيحبك علشان خاطري يا أنهار .
أنهار : أنا ماقدميش غير كدة أصلا يا ماما لأنهم لو عرفوا أبقي خسرت كل شئ كليتي و يمكن كمان إبني لاني عارفة أبويا ممكن يجوزني عادي لآنة هيحملني مسئولية إني وافقت علي تكملت دراسي و بعدي عنهم و إختياري لعبد الله , وهيقول أجوزك أنا اللي يصونك, و مين هياخد واحدة بعيل أديني كاتمة في قلبي و ساكتة .
عند المغرب دخلت إنتصار لأنهار و أعطتها العباءة .
إنتصار :البسي دي يا أنهار .
أنهار : الله يا ماما دي حلوة قوي وقيمة جبتيها أمتي ؟تعبتي نفسك .
إنتصار : روحي غيرى وأنا هغير لأحمد , عمة جايب لة طقم إنما إية اخر الآجة .
أنهار : كل الاطقم حلوة تقصدي أي واحد .
إنتصار : الطقم إللي اقصدة إنتي ما شوفتهوش أدخلي البسي بس .
أنهار : هبقي إقيسة بعدين مش قادرة دلوقتي.
إنتصار : وعلشان خالتك انتصار .
أنهار :حاضر .
دخلت ولبست العباءة وكانت مضبوطة فنهر تعرف مقاس أنهار جيدا وعندما خرجت كانت إنتصار قد غيرت ملابس الصغير فتحت فمها بدهشة .
انهار : الطقم الأبيض دة هياكل منة حتة , ماشاء الله بس لية حرير ؟
إنتصار : هتعرفي كمان شوية .
ما أن أنهت إنتصار كلمتها حتي رن جرس البيت لتعطي إنتصار أحمد لأمة و تجري تفتح الباب ذهبت وراءها أنهار لتعرف من الطارق و تفاجئت أنهار بأهلها أمها و أبيها و إخواتها الصغار و عمتها .
إنتصار : بادي النور يا دي النور نورتوا البيت .
عواطف ذهبت لابنتها بعتاب : كدة يا أنهار تولدي و مانعرفش عنك حاجة .
إنتصار : و الله يا حبيبتي كانت والدتها صعبة قوي ولدت قيصري و أحمد لسة جاي لها إمبارح كانت روحنا بتروح مننا من قلقنا عليها و علي أحمد كنتم هتعملوا إية ؟ غير القلق المهم أنهم قاموا بالسلامة و الله علي لسة مسجلة إمبارح .
عمة أنهار : حمدالله علي سلامتك يا أنهار هو إنتم لوحدكم هنا ولا إية ؟
إنتصار : آة ؛ علي و عبد الله عندهم عمليات بس إن شاء الله هيجوا علي السبوع إحنا عندنا كام أحمد وأم أحمد إرتاحوا شوية علي ما أنا أجهز الغدا .
عبد الرحمن : غدا إية يا ست أم الدكاطور الحمد لله واكلين بس لو ممكن كوباية شاي .
إنتصار : هعمل شاي بس تأكلوا أي حاجة الأول علشان العيال و واقفتي طول النهار بجهز الأكل , شوف بنتك متنحة إزاي ماكنتش عارفة أننا هنعمل سبوع (نظرت إليها ) ولا إنكم هتيجوا شوف الفرحة في عينها علشان جيتوا .
عواطف : هاتي يا أنهار أحمد أشيلة (اخذتة منها ) يا ماشاء الله يا ماشاء الله ، بس قد الكف لية كدة صحيح إبن سبعة .
عمة أنهار بنظرة مطولة لإنهار : ويكون كبير إزاي إذا كان بنتك ضعيفة تلاقيها نسيت نفسها من الجري علي الكلية والعلام , آخدي إية يا أنهار اهو هتقعدي تربي إبنك ما نابك غير تعب القلب و مصاريف علي الفاضي سنة و شوية .
إنتصار باستغراب : لا أنهار شاطرة و عيالي قدموا لها شهادة في الكلية أنها تعبانة و هتكمل إن شاء الله و هتبقي أحسن تاكتورة إللي عاوزاة أم أحمد تعملة .
عواطف : الله ! هنسيب إبنها و تروح تتعلم دي قالتلي بتروح طول النهار و بترجع قبل المغرب و لا جوزها هيرضي , هيكلوا طوب يعني .
إنتصار : لية و أنا روحت فين أنا هساعدها في البيت و أحمد هيكون معايا وقت ما هي في الجامعة، ولو كنتوا ما تعرفوش أنا أطلقت و ربنا بيسبب الأسباب يمكن علشان آخد بالي من أحمد .
عمة أنهار : هي المفروض تخدمك مش إنت إللي تخدميها .
إنتصار : هي و عبد الله ولادي و إحنا واخدينها و عارفين إنها عاوزة تكمل تعليم و عبد الله مش ممانع و الحمد لله ربنا مديني الصحة مش هبخل بها علي ولادي وحفيدي و يلا يا أنهار خدي أمك و عمتك علي أوضتك علي ما أسخن الأكل .
وقف عبد الرحمن : هاتي أحمد يا عواطف عاوز أملي عيني منة قبل ما نرجع .
كانت إنتصار تتجهه للمطبخ وقفت و هي تقول : إنتم هتباتوا النهاردة عيالي عاملين حسابهم علي كدة .
عبد الرحمن : نبات إزاي يا ست أم علي لامواخذة البيت يعني ما يسعش .
إنتصار : البيت ثلاث أوض أنهار وامها وأحمد أوضة وانا والست اختك اوضة وإنت وأولادك اوضة وصالة عيالي هيباتوا برة و العربية اللي جابتكوا هترحعكوا بكرة المسافة كبيرة و أهو تشبعوا من أحمد .
عبد الرحمن : إللي فية الخير يقدمه ربنا
ذهب إلي ٱبنتة (وقال لها بصوت خفيض ) روحي ساعدي حماتك عيب كدة باين عليها طيبة و خايف أدخل أمك أو عمتك لها تتضايق برضو ممكن ما تحبش غريب حد يدخل المطبخ .
أنهار بابتسامة : طيبة قوي ياباة من يوم الولادة و هي شيلاني .
ما أن دخلت أنهار حتي إلتفتت لها إنتصار و هي تقول : روحي يريحي يا أنهار إنت لسة تعبانة و أنا عارفة أن الجرح شادد عليك , علي مفهمني كل حاجة و خدي أمك و عمتك أوضتك أنا نقلت لبسك هناك علشان ميشكوش في حاجة , أدي عمتك و أمك لبس بيتي يستريحوا فية أحسن .
أنهار : ربنا يخليك ليا يا ماما .
إبتسمت لها إنتصار : متخافيش علي إللي هيجي عبد الله لسة ما فآش لنفسة و ما يعرفش بسبوع أحمد علي هيتصرف و يقول عندة عمليات أو أي حاجة .
جاء علي قبل آذان العشاء و بعدها جاء محمد و معة عمر وقد ترك رضا بأحد محلات الطعام و أوصاها أن لا تترك المكان حتي يأتي
خرجت إنتصار للجيران و دقت بابهم لتدعوهم إلي حفل سبوع حفيدها ،و تم السبوع في وسط ملئ بالفرحة والسعادة و نالت شنط السبوع و لبس الصغير والغربال المزين بشرائط من الستان إعجاب الجميع و ملئت الفرحة البيت .
عمة أنهار : هو الدكتور عبد الله فين أومال ، حد ما يحضرش سبوع إبنة ؟ولا مش عاوز يقابلنا ؟
علي : لا إزاي بس هو فجاءة مريض هو متابعة تعب و إحتمال يدخل العمليات و لانة لسة جديد في المستشفي و عاوز يكون نفسة إستني هناك و بعدين إحنا مش مكفينك يا حاجة ولا إية أحمد و عمة وأمة وستة و سيدة كمان وعمر باشا .
بعد قليل مشي محمد و عمر و قد أخذا معهم الكثير من شنط السبوع لتوزيعة علي الأقارب و الاحباب في البلد .
وعندما هم علي بالخروج من الشقة كان جرس الباب يدق ليفتح علي و يتفاجأ بمجئ عبد الله .
علي بصوت خفيض : عبدة فية حاجة جاي لية ؟
عبد الرحمن : إية جاي لية يا دكتور جاي لأبنة و مراتة .
فهم عبد الله أنهم لم يخبروة بطلاق انهار فدخل بهدوء
عبد الله : أهو قالك أهو .
علي بهدوء وصوت منخفض : انت هتستعبط جاي لية ؟
عبد الله : عاوز اشوف إبني ما تخافش مش هعمل مشاكل نفسي بس آشوفة و سمعتك و إنت بتقول أن النهاردة سبوعة .
دخل علي بتوتر مع عبد الله و جلس علي أحدي الكنب .
عمة أنهار : كويس إنك جيت أخوك كان بيقول عندك عملية .
عبد الله بابتسامة باهتة : أجلنا العملية شوية قولت آجي شوية و أبقي أرجع تاني معليش الشغل هنا مش بيرحم (نظر لانتصار) فين الواد يامة ؟
دخلت إنتصار لانهار لانها ما أن رآت عبد الله حتي إنسحبت لحجرتها هي وابنها .
إنتصار : هاتي الواد يا أنهار أبوة عاوز يشوفة .
أنهار بخضة : أنا خائفة يأذية .
إنتصار : كلنا برة و علي جنبة ماتخافيش هاتي يا بنتي علشان أهلك ما يشكوش في حاجة .
أنهار و هي تحتضن إبنها : طب أقويلوة بيرضع .
إنتصار : هيقعد يستناة و الله أعلم إية ممكن يحصل ما تخافيش أنا و علي معاة .
أخذتة إنتصار منها ببطء و خرجت بة أما أنهار فٱنهارت بمفردها بغرفتها و أخذت تدعو الله : يا رب أنا لسة ملحقتش أفرح بة يا رب أنا تعبت ، رجعلي إبني يا رب أنا خائفة يارب و إنت أعلم بيا .
و ضعت إنتصار أحمد في يد عبد الله فأخذ ينظر لة بشوق و حب و دمعت عيناة و هو يقبلة : حلو قوي يامة و ريحتة حلوة .
علي بضحكة : يابني كل العيال الصغيرة ريحتها حلوة .
عبد الله : بس صغير يا علي ؛ هو ماشاء الله قمر بس صغير .
عواطف : هو إنت أول مرة تشوفوة ؟
علي : بصراحة آة , أصلة كان خايف عبد الله مالوش في العيال الصغيرة وكمان زي ما قولت أحمد لسة خارج إمبارح من الحضانة .
عبد الرحمن بضحك : مانا كمان بخاف أنا مرضتش أشيل اي عيل من ولادي غير لما يبقي عندة سنة بخاف يقع مني و لا نسيتي يا عواطف , إلا أنهار كنت خايف عليها بزيادة يمكن ما شلتهاش غير لما بقي عندها يجي ثلث سنين .
عبد الله آخذة بحضة فتحت أنهار جزء صغير من الباب لتري ما يحدث و لم تصدق عينها و هي تري عبد الله ياخد صغيرها بحضنة و هو يقبلة بمحبة و يشتم رائحتة بعشق ظل لمدة عشر دقائق ثم أعطاة لأمة عندما بكي الصغير .
عبد الله : خدي يامة إدية لأمة بيانة جاع .
عواطف : ما تروح تدية إنت لامة .
علي : معليش هنتاخر و أحنا مستاذنين من شغلنا و لو دخل مش هيطلع النهاردة ، نورتوا البيت يالا يا عبد الله .
اخذت إنتصار الصغير لتعطية لامة فدخلت معها عواطف و عمة أنهار .
إنتصار : خدي يا بنتي رضعية .
عواطف بشك : ما طلعتيش لية لما جوزك جة ؟
إنتصار : تلاقيتها تعبانة و عاوزة تستريح قولت لها تنام شوية , سيبوها ترضع أحمد و تعالوا معايا نجهز العشاء و هعمل لك كوباية حلبة علشان اللبن يكتر .
عمة أنهار : إنت شكلك معيطة يا أنهار إنتم مخبين عننا إية ؟
أنهار رفعت عينها إليهم و بكت بحرقة و هي تقول : الجرح شادد عليا قوي و المسكن من جايب فايدة .
إنتصار : ما أنا قولت لك يا أنهار بلاش حركة كتير و إنت بقالك ثلاث ساعات مش مبطلة, أقولك أنا هتصل بعلي يكتب لك علي حاجة تريحك .
أنهار : و هي تمسك أسفل بطنها : حاسة بنار في بطني من تحت هنا .
عواطف : ما تتصلي بعبد الله أحسن .
إنتصار و هي تشوح بيدها : هو عبد الله دة بيفهم حاجة في الستات علي هو اللي تخصص ستات عبد الله بتاع قلب بس .
إتصلت بعلي و قالت لة أن أنهار تعبانة و أعطت لأنهار الفون لتشرح لة ما تحس بة .
بعدها آتي من صيدلية مجاورة عامل توصيل ببعض الكريمات والأدوية .
عواطف لابنتها : بصراحة يا بت يا أنهار أول مرة أشوف حمة قلبها علي مرات إبنها كدة , لا و كمان الدكتور علي ربنا يحميه لشبابة جدع قوي , أنا كان قلبي واكلني عليك هسيبك إزاي و إنت تعبانة و خصوصا إنك عارف إخواتك و أبوك مش بيعرفوا يعملوا حاجة , بس خلاص مطمنة عليك ربنا يتمم نفاسك علي خير .
مضي اليوم ومشي أهل أنهار محملين بشنط السبوع و بعض الهدايا لاخواتها .
عند رقية
رقية : إنت ما صدقتي آدو واخد شفت بالليل وتيجي تنامي هنا .
نهر : أعمل إية آنة بخاف عليك بالليل لوحدك و كمان مديرة الدار قالت تستضيفها في أضيق الحدود علشان بقية البنات ما تعملش زيي .
رقية : ما تقلقيش عليا و إنتبهي علي كليتك عاوزاك متميزة مع إني عارفة إني مش عطاياك وقت للكلية وعارفة قد إية هي كلية صعبة .
نهر : المهم صحتك كل واحد بيثبت نفسة بعد التخرج مش كل الناس بتكون كويسة في الكلية و الحياة العملية خصوصا أن عندنا التعليم الأكبر بعد الجامعة الدراسة بتحط فينا الأساس بس , والممارسة عليها العامل الأكبر فية موضوع مهم عاوزة أكلمك فية , بآجلة كتير بس لازم إفاتحك فية .
رقية : قولي واضح أنة حاجة تزعل ؟
نهر : عمو إيمري بقالة أكثر من شهرين مش بيبعت شغل أنا عارفة أن حضرتك قولتي أنة هياخد إجازة مش عارف مدتها لكن المدة كبرت آنة, و غريبة شركة بحجم شركتة تاخد إجازة شهرين واللي أجل غير مسمى , أنا حاولت أتواصل مع الشركة برقم غريب و ٱكتشفت أنهم فعلا واقفين العمل وأن دل عن شئ يدل علي أنة عاوز يقفل الشركة ويعيش حياتة , وحضرتك رفضتي تاخدي الشهرية لأنك مش بتشتغلي طبعا إنت حرة , وكمان ما كنتيش هتعرفي تشتغلي الفترة دى والغريبة أنك كنتي مفهماني إنكم اقرب للآخوات وكان بيتصل علي الأقل مرتين في الأسبوع دلوقتي مفيش اي إتصال تقريبا من يوم ما رجعنا من سيوة و سينام سافرت , غير أن سينام ذات نفسها مش عارفة تتواصل معاة .
رقية : أنا صراحة فكرت أنة ممكن يكون إتجوز و ماحبتش أتصل بة علشان مزعجوش و خصوصا أنة بيبعت بس لسينام رسائل إنة كويس من غير ما يكلمها فون , لكن هو طول فعلا إنت في دماغك إية ؟
نهر :حضرتك عارفة الكلية عندي مكلفة و العلاج بتاع حضرتك برضو مكلف و تقريبا فلسنا و كمان الدكتور قال غالبا ناقص جلسة كيماوي واحدة و بعدها العملية , فانا مش هغامر بك لازم تكون مستشفي علي مستوي خصوصا أنها عملية كبير فمحتاحة مبلغ كبير .
سكتت لحظات و أكملت مش هينفع أطلب من عمو أمجد الورث اللي جدو كتبة ليا علي جثتي , هيخسر إخواتة و مش هرضي بكدة , و لا هرضي أخد سلف من آدو أنا عارفة أنة معاة مبلغ محترم بس هو بيدور علي شقة لنفسة أنا مش قدامي غير حل واحد .
رقية بترقب : إية هو الحل ؟
نهر بترجي : لازم نبيع بيت بابا آنة .
رقية : الحاجة الوحيدة اللي بابا سبهالك عاوزة تبعيها ؟
نهر : أبيع أي شئ لو هيضمن ليا إنك تكوني معايا و لو دقائق زيادة آنة إحنا اللي بنعمل الفلوس والبيت أدي مهمتة سنين طويلة , و كلها كام سنة و أتخرج و هنعمل بيت أكبر , بابا ساب ليا أحلي و أحن أم و ذكريات بشوفها في كل حد بتعامل معاة في البلد, و مش عاوزة أبيعة بالبخس عاوزة أعرضة للبيع من دلوقتي مش بعدين لأن الناس لما تعرف إني مستعجلة هتنزل في تمنة قدمنا تقريبا شهرين .
رقية بتنهيدة حزينة : سيبيني أفكر و مش هتاخر عليك في الرد .
نهر : أنا عارفة أن كل ذكرياتك الجميلة فية و يصعب عليك تسيبي البيت لكن الدنيا ضاقت و أنا مش هستني تضيعي مني , لو العكس حصل كنتي هتبخلي بالبيت ولا هضحي بيا ؟
رقية : بعد الشر عليك أوعي تقولي كدة أنت أغلي من روحي و أي شئ في الدنيا فداك .
نهر و هي تخفف دموعها : فكري بقلبي أنا آنة مش هنلجأ لحد الموضوع خطير لو بعنا البيت و آجرنا أي شقة في البلد علشان تبقي جنب عمر و قبر بابا الدنيا مش هتتهد و الايجار هيكون صغير البلد مش غالية زي القاهرة .
رقية : تمام بعد بكرة بالكتير هيكون قراري .
ثاني يوم بعد أن ذهبت نهر كليتها
إتصلت رقية بإيمري أملا في الحصول منة علي سلفة فصعب علي قلبها بيع بيت إبنتها لكنة لم يرد بعدها باكثر من ساعة أتصل بها .
الحوار بالتركي والترجمة هي:
إيمري : خير عائش ما سبب تفكيرك بي ؟
رقية : الوحيد اللي دائما يفكرني إني عائشة مش رقية صراحة ماتوقعتش ترد عليا خصوصا إن سينام قالت إنك مش بتكلمها و بتبعت رسائل .
إيمري : عاوزة تفهميني أن عدم إتصالك هو سينام مش إنت اللي مش عاوزة تسمعي صوتي .
رقية : لية الهجوم دة إيمري ؟ إنت قولت محتاج إجازة و مش عارف تحدد مدتها أنا خفت أضايقك .
إيمري : عائش بلاش اللعب بالكلمات من أمتي أنت بتضايقيني أنا ديما جنبك , و زي ما إنت تحبي ، قولتي هتكون أصدقاء و نحكي لبعض كل شيء وكنا , بعدين ٱترقيت و بقيت أخ و سند مش مجرد صديق و رضيت و كان كل شئ في حياتنا كتاب مفتوح لبعض مجرد ما قولت عاوز إجازة تركتيني شهرين وثلاث أيام للدرجة دي أنا مش مهم عندك يا أختي العزيزة .
رقية : إنت شايفني وحشة قوي كدة ؟
ايمري : لأ شايف إني كنت واخد نفسي لمكانة عالية عندك و للأسف طلعت غلطان .
رقية بدموع : أنا تصورت إنك إتجوزت و مش عاوز إزعاج يعني لية ما حددتش وقت الإجازة و تقريبا أغلقت الشركة قولت لو كلمتك ممكن زوجتك تزعل و ما تقدرش علاقتنا .
إيمري : إنت مجنونة ؟ إنت متخيلة إني ممكن أتجوز أنا علاقتي بالستات شغل و بس ما عدا إنت كنت متخيل إنك فاهمة .
رقية : طب لية إيمري ؟ لية كل البعد دة و لية ما إتصلتش بيا و لا مرة أنا كنت محتاجة لك كاخ الفترة اللي فاتت .
إيمري و هو يكتم غيظة منها فهو أحبها لكن لا يريد البوح لأنها ما زالت علي ذمة رجل غيرة : لية إحتاجتيني ؟ طبعا فهمت كدة لية إتصلتي إتفضلي إحكي .
رقية : إتعودت أحكي معاك مشاكلي و أخد رائيك بس النهاردة لأ إيمري إنت وضحت لي أنا قد إية أنانية بتصل بك بس لما أحتاجك المرة دي مش هحكي غير لما أفهم إنت فين و أفقلت الشركة لية ؟
تنهد إيمري بعمق : عارف إنك عنيدة , و آسف إني ضايقتك بس كان لازم أفرغ غضبي أنا مستني تكلميني من زمان عائش بجد , علشان ما أطولش عليك أنا الرجل الرياضي صاحب شركة الأجهزة الطبية و اللي مهتم قوي بالاكل الصحي و الرياضة , قلبي تعب حصل تضخم في القلب و إنسداد في الشرايين و مشاكل كبيرة طبعا كنت عارف قبل ما أغلق الشركة و مشيت علي الأدوية لكن كان لازم جراحة المهم حاولت أنهي كل التعاقدات لأني حسيت إنها النهاية و سافرت و حصل استعدادات و عملت عمليتين في القلب ولسة الثالثة بس دة سر بينا ممنوع يوصل خبر لسينام .
ضحكت رقية بقوة : أنا مش مصدقة بتخبي عليا إيمري ؟
إيمري بغضب : إنت مجنونة عائش دة بدل ما تحزني عليا بتضحكي ؟
رقية : و أنا اللي فاكراك في العسل طلعت عايش في الوجع , معليش ضايقتك بس أقولك علي حاجة جايز تغفر لي عندك ؟
ايمري : قولي يا مجنناني .
رقية : أنا كمان كنت ومازلت مريضة , الكانسر رجع لكن بطريقة تانية و رجعت لوجع الكيماوي و الف علي الدكاترة و المستشفيات و برضو مخبيين عن سينام .
ايمري بخضة : بتقولي إية عائش ؟
رقية : فاضل جلسة كيماوي و بعدها هعمل عملية أنا كمان , بقولك إية تيجي نشجع بعض علي الصمود و اللي يعيش مننا ياخد بالة من بنت الثاني ( إنهارت قوتها علي الصمود لتقول بصوت باكي ) أنا خائفة إيمري مش علي نفسي علي أولادي نهر ما شفتش يوم حلو أنا ممرمطاها مش عارفة تشوف حياتها ولا كليتها و لا مستقبلها لو جرا لي حاجة عرفها بأهلي وخاليك جنبها أرجوك و إحميها .
إيمري : أهدي ممكن تبعتي التحاليل و الاشعة أعرضها هنا علي الدكاترة ، الطب هنا متقدم غير الدول النامية .
رقية : لأ هنا مش متخلفين , هنا الطب في المستشفيات الخاصة معقول و أنا مش عاوزة أبعد عن ولادي لو حصللي حاجة عاوزة أدفن جنب أحمد .
إيمري : إسمعي الكلام عائش العناد هنا مش في محلة .
رقية : لو بعت الأشعة والنحاليل وقالوا لازم عملية مش هسافر إيمري هكون هنا و دة كلام نهائي من غير نقاش .
إيمري : يا صبر , انا لية رديت عليك ما كنت سيتك تتفلقي , إخلصي بدل و ربي آجي آخدهم بنفسي و آخدك معاهم .
رقية : هدي نفسك إنت تعبان , حاضر هبعت كل شيء لكن ما تجهدش نفسك ( بصوت دلع ) إيمري خالي بالك من نفسك أنا عاوزاك كويس .
إيمري : عائش فية صوت واحدة ست , مين جانبك ؟
رقية : غليظ .
ايمري : حمدالله بالسلامة عائش رجعت , هكلمك بالليل أطمن عليك .
رقية : هتعمل العملية الأخيرة إمتي ؟
إيمري : بالليل عائش بالليل هكلمك سلام و هحكي كل شئ .
بعد أن أغلق إيمري لنفسة : ماتتصوريش وحشاني قد إية يا عائش ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت الناس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *