رواية على حافة الهاوية الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ولاء عمر
رواية على حافة الهاوية الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ولاء عمر
رواية على حافة الهاوية البارت الثاني والعشرون
رواية على حافة الهاوية الجزء الثاني والعشرون
رواية على حافة الهاوية الحلقة الثانية والعشرون
-تشوفني من زمان؟
هز رأسه بمعنى آه وكمل:- من ساعة الحادثة ولما جدك راح وكله خوف عليكي، وحمد الله مكانش بيجيب سيرتك غير في كل خير وإنه مش عايز غير مصلحتك، وحاجات كتير.
بتوتر سألته:- يعني.. يعني أنت بتحبني؟! طيب وليه كنت بتتجنبي ومش بتتكلم معايا ؟ ولا كمان كنت كنت بتلمح لي حتى؟!
حط إيده على رأسه وهي بينعكش في شعره وبيقول بابتسامة:- الحقيقة إني مكانش ينفع أبقي قليل الأصل وما أحترمش حرمة البيت وأهله اللي كانوا أهل ليا قبل الكل، ولا أخون علاقة الإخوة اللي بيني وبين حمد، فكان لازم أستنى الوقت المناسب.
دماغي قارنت بين جنة في الماضي اللي لو حد قالها كلام زي دا كانت هتشوفه تافه، وجنات دلوقتي اللي ربنا هداها ونضجت وفهمت، جنات دلوقتي شايفة إن يوسف ميستحقش إن يتقال عليه غير إنه gentleman، واحد صان صاحبه وأهل بيته.
بعدما مشيوا مسكت الوردة بتاعة عباد الشمس وأنا باصة ليها بإبتسامة صافية وعريضة، ودقات قلبي وكإنها موسيقى الخلفية، وشكل الورد وهو لايق على الطقم بتاعي، مابين الوردات اللي لونهم أبيض الصغيرين وبين الوردة الكبيرة اللي بتتوسطهم، وطالع منهم ريحة برفانه.
خليت هنا تصورني، وصورت الورد، والحقيقة إن كان نفسي قوي انزلهم على الانستا، فنزلت صور الورد وصور ملامحي الوردة مخبياها وكتبت
” سمعت دقات قلبي اليوم تشبه الطبول، لعمت عيناي حين لمحت الورود، وسعت ابتسامتي وأصبحت ضحكة من القلب حين قِيل لي أنها تشبهني.”
بعدها قعدت مع هنا قبل ما حمد يروحها، طلعت غيرت واتوضيت وصليت الاستخارة وبعد كام يوم وافقت علشان بعد كل صلاة ماكنتش بحس غير بالراحة.
وبعد تلات شهور ونص كانت السنة خلصت وخلصنا الترم التاني وحددنا معاد كتب الكتاب،وقت عدى بخناقات كانت بتحص بينا ووقت حلو وحاجات كتير، ناهيكم عن تدخلات مرات أبو يوسف؛ لكن يوسف كان بيوقفها عند حدها والحقيقة لا أخفيكم سراً، يوسف بيفضل هادئ وساكت، لحد ما هي تيجي وتعصبه وتخرجه عن شعوره، وتقعد تحكي عن قد إيه والد يوسف مهتم بباقي أخواته ومهمشه ومهمله هو.
وعلى الجانب الآخر خناقاتي مع ماما، وبابا اللي مشجع كلامها، وجدو اللي ربنا يبارك في عمره ويديم وجوده هو وتيتا، بتخيل إن إيه كان هيحصل لو مكانوش معايا؟! وايه اللي هيحصل لو كنت تمسكت بحياتي اللي كانت غلط، فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
– طيب بما إننا قاعدين متجمعين كدا إحنا الأربعة فأنا عندي إقتراح.
ردت هنا وهي حاطة إيدها على خدها وفاصلة: قولي يا حبيبتي وربنا يستر.
– أنا عايزة نعمل ديكور كتب كتاب، وهيبقى من اختياري أنا وأنتِ بس.
رد يوسف:- ودا ليه بقى إن شاء الله ؟
آيد رأيه كلامه حمد وهو بيقول:- أيوا ليه؟!
حطيت رجل على رجل وأنا بقولهم ببطء :- علشان إنتوا استبداديين ومش عاوزين تقولولنا حتى على ديزاينات الفستانين بتاعة كتب الكتاب بتاعتي أنا وهنا.
اتخانقنا وخدناها عِند وفي عز خناقنا معاهم كنا بنجهز في حاجات الديكور، مابين المرايتين اللي كل واحدة عليها اسم كابل مننا، والمناديل وكان في طارة لينا إحنا الأربعة، الطارة كانت جميلة أوي، كان. عليها رسومات هاند ميد لصورة تخيلية لينا إحنا الأربعة وكان من فوق فيه جملة ” كل واحد مع ونسه متونس بيه”.
جهزنا المندرة، ولا اخفيكم سراً ماما مكانتش طيقاني أنا وكلنا يعني ودا لأن مفيش أي حاجة على مزاجها، ومرات أبو يوسف اللي قاعدة تعترض على الكبيرة والصغيرة، ومحدش كان بيوقفها عند حدها غيره، أيوا هو يوسف.
بعد الضهر بحوالي ساعة كنت انا وهنا قاعدين وحاطين ماسك، خبط حمد فحطت كل واحدة مننا طرحتها على رأسها، دخل حمد وهو ماسك شنطتين في إيده لونهم ووراه يوسف ماسك اتنين زيهم، بصوا على وشوشنا وقعدوا يضحكوا على شكلنا، بعدها حمد إدى اللي في إيديه لهنا ويوسف اداني اللي معاه، كنت عارفة انهم هيجيبوا الفساتين واول ما شوفتهم عرفت، ظهرت إبتسامة مكر على وشي، بصيت لهنا وهي بتبادلني نفس الابتسامة وبعدها روجت ناحية حمد وانا بشده من دراعه بابتسامة باردة وبقوله:
– يلا يا حبيبي على برا انت وصاحبك، نلقاكم في لحظات كتب الكتاب، ودا عقاب علشان مرضيتوش تورونا شكل الفساتين من الاول.
– يعني، دي جزاتنا إننا عملنالكم مفاجأة؟
– بصوا مش راضيين تعرفونا شكلهم من امتى؟
– انا هوصي يوسف يأخد باله من نفسه علشان انتِ قادرة.
بصيت ليوسف بعيون القططط وانا بقوله:- يوسف، مش انا كتكوتة غلبانة؟
ضحك عليا وهو طالع مع حمد وكان بيقول:- دا مين اللي ضحك عليكي وقال لك كدا؟
– والله؟
طلع هو وحمد، المستفزين، بعدما طلعوا دخلت عمتو وهي بتسألنا إيه الصوت دا، فرفعنا ليها الشنط، جات وشافت الفساتين معانا، أقل ما يقال عنهم إنهم غاية في الرقة والجمال، لونهم أبيض شيفون وفيهم كُسر نازلة بالطول،بتاعي كان فيه شريط زي الفستان بس عليه ورد مشغول باللون الأبيض، وبتاع ورد كان شبهه لكن الشريط اللي فيه سادة، وكان معاهم أطواق شكلها رقيق أوي، وطبعاً معاهم الطُرح، فتحنا بعدها الشنطتين التانيين وكان فيهم بوكيهين ورد، الإتنين كانوا نفس التصميم، ورد أبيض رقيق متغلف بسنابل شبه بتاعة القمح.
– إيه الفساتين العسل دي؟! يارب حد يتم فرحتكم على خير يا بنات ويهدي سركم.
قربت مننا وحضنتنا وهي بتدمع، عمتو واخدة حنيتها من تيتا،اللي دخلت وحضنتنا برضوا وهي بتعيط.
– معرفتش أستوعب إنكم كبرتوا وبقيتوا عرايس، لسة شيفاكم البنات الصغيرة اللي بضفاير.
لبسنا وقعدنا، العيلة اتجمعت والرجالة برا اتجمعت، والمأذون جه، دقات قلبي بتزيد، فرحتي بتزيد معاها، خلص حمد ومضى ودخل المأذون علشان هنا تمضي، مضت وقال المأذون جملته المشهورة، قرب منها حمد وحضنها، لحظتها ليتني بعيط تلقائي من الفرحة وأنا بقرب منه بعدها وبحضنه، بعدها راح علشان يقف مع يوسف، لحظات ودقائق عدت عليا وكإنها سنة، دخل المأذون ومعاه الدفتر، مسكت القلم وأنا إيدي بتترعش، قلبي بيدق بسرعة، بمضي ورقة ورا التانية بعد البصمة، وبعدها فوقت على صوت الزغاريد حواليا.
إلتفتت وكان يوسف ورايا، قرب مني وحضني،هو إزاي لإيدين كفيلة تقول للإنسان إن دا مكانة، إزاي مجرد حضن كفيل يشفي جروح بتنزف، وازاي مجرد شخص كنت فاكراه غريب، وطلعت أنا اللي غريبة من غير ما اكون معاه وجنبه، وشعور الإطمئنان اللي اتولد جوايا وأنا معاه .
طلعني من حضنه وباس رأسي، بصيت في عينه والدموع بتنزل من عيني، كانت دموع فرحة، مسحها وهو بيقولي :- عينك متستاهلش غير إنها تلمع لمعة فرح، دموعك أغلى من إنها تنزل.
بعدما الناس خلاص مشيت، خدت التلات معايا ورا البيت عند الزرع وأنا بقولهم:- أنا جيبت الكاميرا والاستاند علشان هنعمل سيشن.
بعد تريقة منهم وإصرار مني، عملنا فعلاً ولا اجدعها سيشن، أنا أصور حمد وهنا وبعدها يوسف يفرض على حمد يصورنا وبعد دا كله أتصورنا صور جماعية وصور مع جدو تيتية، وصور للطارة، وصور بالمرايات وفي المرايات.
بعد سبع سنين.
– يعني أنا أبقى راجل كومال وهيبة وبيتعملي ألف حساب، وفي الاخر شوية بنات صغيرين يعملوا لي كدا في شعري؟!
ردت عليه يُسر بنتنا الكبيرة وهي بتحط له التوكة في شعره:- والله البنات حلوة.
أيدتها حوراللي عندها أربع سنين وهي بتغني بلدغتها:- البنات البنات ألطف الكائنات.
كملت معاها يُسر:- غنوا يا حلويات، طافا طيفي طافا تااا.
طلعت من المطبخ وأنا بكمل معاها وأنا ماسكة السندويتشات بتاعتهم وبمدها ليه وبغني لأني متعودة إنهم كل يوم لازم يفننوا في شعر يوسف تسريحة مختلفة:- البنت زي الولد، ماهيش كِمالة عدد.
– قاعد في kids are أنا ولا إيه ؟!
– يا حبيبي يعيشوا ويتدلعوا على حِسك.
حط رأسه على رجلي وهو بيقول:- وأنتِ تدلعي على حسي، وأنا اتدلع على حسك، وكلنا نتدلع على حس بعض.
– بتتريق وتضيع اللحظة الحلو يا مستفز .
مسك إيدي وباسها، وبعدها قال:- متزعلش بس يا حلو إنت.
إبتسمت عليه وعلى كلامه وقعد ألعب له في شعره، مابين إني بسرحه وبشيل التوك اللي البنات حطوها ومابين إني بملس على شعره.
كعادته لما بيكون فاصل، نام، إبتسمت وأنا بتأمل ملامحه اللي اتحفرت جوا قلبي من جوا، سرحت وأنا بفتكر كل اللي عدى، جنة البلوجر اللي ربنا هداها وبقت جنات المختلفة تماماً، المعارضات المضايقات وقفة حمد وجدو، دعم تيتا ظهور يوسف وهنا، معارضات ومضايقات ماما، دور بابا المهمش، نهلة وشيرين اللي مازالوا في غفلتهم مش مدركين لحاجة،. ظهور سهيلة، حاجات كتيرة مرة كنت مفكراها مش هتعدي بس عدت بلطف الله وكرمه.
التغير اللي حصل، وإن ماما أدركت إن وجودنا مع بعض أهم واللي واجهت صعوبة هي وبابا لحد ما اتأقلمنا وتسامحنا وتعايشنا كأسرة سعيدة كلنا مع بعض.
” عن إنسان حاول لمرات، حاربه شيطانه، حاربه أقرب الأقربين، لكنه حاول واستعان بالله، فأوقع الله في طريقه أسباب لسعادة لقلبة، وحبًا وجبراً وقلبًا محبًا صادق الوعد، وحياة جميلة وهادئة بعيدة عن ضجيج بشري كاذب.”
تمت
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية على حافة الهاوية)