روايات

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثلاثون 30 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الفصل الثلاثون 30 بقلم آية العربي

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر البارت الثلاثون

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الجزء الثلاثون

للقلب أخطاء لا تغتفر
للقلب أخطاء لا تغتفر

رواية للقلب أخطاء لا تغتفر الحلقة الثلاثون

تحدث بذلك كي يعطى لهذا المختل ما يريد سماعه ،، ولكن برغم جنون ناصف إلا أن ذكاؤه جعله يشك في الأمر ،، ونظر لتلك المرتعشة التى تعلم أن حمزة يخدعه ،، وبرغم ذلك فإن كلمة الطلاق كانت لها أثراً سيئاً على روحها لذلك بكت وتكونت غيمة الدموع في مقلتيها ،، ولكن حينما نظرت لناصف رأت شكه لذلك أسرعت تردف عبر الهاتف بخوف وإرتعاشة لا أرادية في محاولة منها لجعله يصدق :
– إنت بتكدب يا حمزة ،، بتقولي كدة علشان أرجع ،، بقالك كذا يوم بتقولي هطلقك ومش بتطلقنى .
عادت أصوات أنــ.فاسه الحادة تخترق الهاتف وأذنيهما ،، وهذا الصوت جعل ناصف يشعر بالإنتــ.شاء والسعادة ،، فهو مجبر وغاضب كما فعل معه في الماضي ،، نعم بدأ يصدق حيلتهما .
وعلى الجهة الأخرى كان يقود لا يعلم أي سبيل يسلك ،، تائه هو الآن وكيف لا يتوه ويتخبط وهي بوصلته ومرشدته والآن بين قبضة مختل .
ولكن إن كان يتعلق الأمر بحياتها وحمايتها فليفعل ،، توقف وقوف مفاجئ أحدث صفير حاد ناتج عن إحتكاك العجلات بالأسفلت وعصر عيــ.نيه وتحدث كأنه يلفظ أنــ.فاسه الأخيرة :
– إنتِ طالق .
عند إختراق رصاصة للجــ.سد بشكل مفاجئ فإن العقل يتوقف للحظات وتتوقف مراكز الإدراك لجزء من الثانية قبل أن يعود للعقل إدراكه ويبدأ الجــ.سد في التهاوي والنزف ،، وهذا حالها .
ها هي جــ.سدها يرتخى ،، خوفها ورعبها من هذا ناصف لم يعد موجود ،، فقط تتردد كلمة الطلاق على مسامعها ،، حتى أنها تناست تماماً سبب قوله لها ،، محي من عقلها أي خطة ،، فقد قلبها يؤلمها وعيــ.نيها تزرف الدموع بلا توقف ،، ورآى هذا حالتها فأغلق الهاتف يضحك بجنون ،، لا يصدق ما سمعه ،، أطلقها حقاً ،، أجبر على تطليقها كما فعل معه ،، ما تلك المتعة ،، ود لو كان أمامه يتطلع على عينه الآن .
نظر لها وهى في تلك الحالة ،، وللحظة عاد الغضب يتملكه ،، عندما طلقها كانت السعادة مرتسمة على وجــ.هها ،، يتذكر جيداً ملامحها ،، يتذكر تنهيدتها المريحة بعد أن أخبرها المأذون بالخلاص ،، ولكن الآن لا يرى سوى حطام إمرأة ،، وهذا ما أكد له أنها حقيقة وليست خدعة ،، ولكن لماااا ؟ ،، ماذا فعل هذا الحقير ليجعلها في تلك الحالة عند فراقه ،، ما الذى جعلها تشعر به في مدة لم تتجاوز الشهرين فقط بينما هو تزو جها لأكثر من عام ولم يؤثر فيها بشئ ،، يعلم أنه في أخر فترة عاملها بقسوة ولكنه أحبها .
إستخلصها من حياة نظيفة لأنه كان يريد أن تسحبه إلى حياتها ،، كان يستنكر حياته السوداء ،، خدعها بكذبة عدم الإنجاب خوفاً من تركها له ،، كان يحب نفسه جداً لذلك إتخذها ليحرر نفسه بها دون أي حساب لمشاعرها ورغبتها ،، وتركها أيضاً من أجل نفسه فعن أي حب يتحدث ؟ .
على الجهة الأخرى ومنذ لحظة إغلاق الهاتف فقد قام حمزة بالاتصال على فؤاد والذي أخبره أنهم هو وتامر وبعض رجال الشرطة بالقرب من موقع ناصف يسمعون حديثه مع ريتان ويسجلون كل حرفٍ يقوله ويبدو أنه سيعترف الآن لذلك أسرع يتجه إليهم على الفور وجــ.سده بالكامل يحترق قلقاً عليها وغضباً من ناصف .
أما ناصف فتحدث بغضب بسبب حالتها تلك قائلاً :
– عملك إيه علشان تبقى في الحالة دي لما يطلقك ؟ ،، عملك إيه أنا معملتوش ؟ ،، فيه إيه مميز عني ؟ ،، أنطقي ؟
نطقها بصراخ فلم تتأثر قط ،، هنا بدأت تستعيد وعيها ،، بدأت تتضح الرؤية بعد أن شوشتها كلمة ( أنتِ طالق ) .
تنفست لعدة مرات ثم نظرت له وتحدثت بجرأة وصدق ،، لتأخذ إعترافه بأي طريقة :
– حبيته ،، هو الإنسان الوحيد اللى حبيته في حياتى كلها لأنه نظيف وواضح وعمره ما خدعنى .
تملكه غضب جحيمي وهو يكور قبضته بقوة حتى لا يصفعها ثم تحدث بفحيح من بين أسنانه :
– نظيف وواضح ؟ ،، وأنا ناصف الشرير ؟ ،، وهو إنتِ كنتِ تعرفي إيه عن شغلى ؟ ،، إنتِ كدابة ،، من قبل ما تعرفي بشغلى مع المافيا وإنتِ بتحبيه ،، من قبل جــ.وازي منك وإنت بتحبيه ،، نظيف بقى مش نظيف إنت كنتِ خايــ.نة لجــ.وازنا .
هزت رأسها بقوة وصرخت :
– أخرص ،، ولا كنت ولا عمري هكون خايــ.نة ،، إنت الخــ.اين الوحيد ،، خاين لبلدك وخاين ليا لإنك خدعتنى ،، فهمتنى إنك ملاك وأنت شغال شغل غير قانوني ،، فهمتنى إن عندى مشكلة في الحمل وإنت اللى مش بتخلف ،، خدعتنى وإنت بتبص في عيني وأقنعتنى إنك بتحبنى وهتتحمل علشاني .
أردف بصراخ مماثل وجنون :
– أيوة حبيتك ،، حبيتك يا ريتان ،، كنت بتمنى تسحبيني من المستنقع اللى وقعت فيه ده ،، أنا شغل أهلى كله غلط وخارج القانون ،، هربت منهم على فرنسا وكنت عايز أبدأ حياة جديدة ،، إتجــ.وزت هناك بس عرفت أنى مبخلفش ،، سابتنى واتجــ.وزت غيري ،، قابلت مها واتعرفت عليها هناك ،، كنت مفكر إن ممكن نتفق ونرتبط بس لقيتها واحدة طماعة وأنانية ،، نزلت مصر علشان موت منصور وشوفتك ،، مرة في مرة اعجبت بيكي وعرفت كل حاجه عنك ،، كنت عايز أبدأ معاكى وأبعد عن كل ده ،، بس هما وصلولي ،، المافيا كلمونى نكمل شغل منصور اللى مكملش ،، ملقتش قدامى حل غير إنى أقبل ،، مهو أكيد دم عيلة السوهاجى القذر بيمشي في عروقي ،، إشتغلت معاهم ،،، واتجــ.وزتك ،،، وأيوة خدعتك إنك مبتخلفيش ،، ولو رجعت بالزمن لوَرا هعمل كدة مليون مرة ،، ومش ندمااان ،،، الحاجة الوحيدة اللى ندمان عليها هي إنى طلقتك ،، بس كان غصب عنى ،، الكلب اللى إنتِ أتجــ.وزتيه ده أجبرني أطلقك ،، زي ما أنا أجبرته يطلقك دلوقتى .
قال الأخيرة وهى يشعر بالفخر ويبتسم ،، هزت رأ سها تطالعه بذهول ،،، للحظة شعرت بالشفقة عليه ،، فقط لأنه حاول ،، ولكن هو أكمل واختار حياة مظلمة ،، لذلك أردفت بأسف وحزن ودموع :
– حتى لو طلقنى يا ناصف ،، مش هقدر أكون معاك ،، مش هقدر أربط نفسي بواحد حياته وروحه في إيد ناس معندهاش ضمير ،، مش هقدر أأمن على روحى مع واحد كان السبب في موت أرواح كتير ،، إنت أذيت ناس كثير أوي يا ناصف ،، وأولهم أنا .
ضحك ضحكة صفراء ثم عاد الشيطان يتملكه وهو يردف بغضب :
– مش بمزاجك يا حلوة ،، إنتِ مجبرة تعملي اللى أنا عايزه ،، حياة حبيب القلب في خطر ،، شغله ومستقبله كله في خطر ،، إبنه في خطر ،، والجديد بقى إن سمعته على المحك ،، فيه شحنة أجهزة جاية بإسم شركتهم ،، شحنة سليمة مية × المية ،، بس اللى محدش يعرفه أنها مليانة كوكايين ،، وإن العبد لله هو اللى عمل كدة ،، وهو إتصال واحد بس وحبيب القلب هيلبس الكلبشات ،، لإن كل الأوراق بتوقيعه هو ،، فلو عايزاه يعيش ويربي أبنه ويتحسر على اللى عملتيه فيه تنفذي كلامي ،، وإلا إنتِ عارفة اللى ممكن يحصل .
يكفى هذا القدر من الإعترافات يا ناصف ،، فهذا القدر كفيل بجعلك تقضي الباقي من عمرك خلف الأسوار ،، وهذا ما جعل ريتان تتنفس بقوة برغم دموعها وخوفها ،، تتنفس براحة ،، فحتى خطته ضد مستقبل حبيبها إنكشفت وتبرأ حمزة منها قبل حتى أن يقع فيها .
زفرت براحة لفتت إنتباهُ ثم أومأت قائلة :
– طيب ،، ياريت تسبنى أمشي يا ناصف ،، فهمت وهنفذ اللى إنت عايزه ،، سبنى أرجع بقى .
نظر لها بتمعن وشرود لثوانى ثم تحدث بهدوء يتنافى مع الحدث :
– مينفعش يا ريتا ،، بعد كل اللى قولته ده أفضل مكان ليكي هو جنبي ،، مينفعش ترجعي دلوقتى .
حاولت التحلى بالهدوء نظراً لوجود فؤاد وتامر في محيطها ولكن لم تستطع ،، يبدو القادم سئ ،، بدت مزعورة وهى تردف برجاء محاولة إقناعه :
– ناصف لو سمحت ،، مش هينفع أفضل معاك ،، أوراقي وكل حجاتى هناك في القصر ،، لو عليا أنا مش هتكلم ،، أوعدك مش هقول أي حاجة لأي حد .
هز رأ سه يردف بإبتسامة صفراء :
– تؤ تؤ تؤ ،، بعد ما شوفت حالتك لما طلقك مقدرش أأمنلك تانى وأسيبك تروحى عنده ،، لازم تفضلى تحت عنيا ،، ولو ع الأوراق سهل أجيبها ،، متشغليش بالك إنتى .
إنتهى ونظر من نافذة السيارة ينادى للسائق الذي ترجل ليأتى ويقود فابتلعت لعابها وهى تضع راحة يــ.دها على رحمها وتدعو الله أن يمر القادم على خير دون إيذاء أحد .
بالفعل أستقل السائق مكانه والحارس الخاص به يجاوره ثم أدار محرك السيارة ليتحرك وما هي إلا إستدارة بسيطة حتى وجد سيارة شرطة تأتى مسرعة وتقف أمامه تمنعه من التقدم ويترجل منها كلاً من فؤاد وتامر ورجلان مسلحان ،،، تحدث تامر وهو يشهر سلاحه بنبرة تهديدية صارمة :
– كله برا العربية ومافيش داعى للمقاومة ،، سلم نفسك يا ناصف .
ترجل الحارس والسائق يشهران عن سلاحهما أيضاً ويستعدان للهجوم بينما ناصف أصابه الجنون ونظر لريتان بغضب يردف بحدة :
– عملتى إااايه ،،، إنطقي عملتى إااايه ،، إتفقتى معاااهم علياااا ؟
كانت تهز رأ سها بلا لتتجنب نوبة جنونه ولكنه كان في حالة هياج بسبب نداء تامر المستمر وهو ينبه الحارس والسائق تنبيه مشدد ويناديه ليسلم نفسه .
نزع حقيبتها يبحث عن مسجل ليرى هل حقاً وقع في فخها أم أتوا مراقبين فقط ليحاول إنقاذ نفسه ،، تناثرت محتويات حقيبتها أرضاً وهو يبحث كالمجنون وتامر يردد :
– سلم نفسك يا ناااصف ،،، سيب ريتان وسلم نفسك .
لم يعيره أهتمام بل ترك الحارس والسائق يتصرفان بينما هو كل ما يهمه هل سجلت إعترافه ام لا وعندما لم يجد شيئاً ما في حقيبتها ألقاها أرضاً ونظر لها نظرة شيطانية يردف بغل :
– مخبياااه فييين ؟
نظرته كفيلة لتبث الرعب فيها ،، نعم مرتعبة ولم يطمئنها وجود تامر أو فؤاد أو كل أجهزة الشرطة ورجالها ،، بل حتى لو إجتمعت جيوش العالم كله في الخارج لن تطمئن إلا بوجوده هو ،،، تنادى عليه جهراً عل قلبه يسمعها ،، تنادى عليه والرعب يتآكلها وهى تشعر بيد ناصف تقترب منها قاصدا نزع حجابها والعبث بملابسها وقبل أن تصل يداه إليها وجد الباب الآخر من الجهة الأخرى للسيارة يفتح وأحدهم يسحبه بقوة للخارج .
نعم هو أتى وسمع نداؤها ،، أتى يحمل غضب العالم ويريد صبه على هذا الذي سقط أرضاً بين الأتربة مرتطماً وثبته حمزة بجــ.سده يرتكز على ســ.اقه ويسدد له اللكمات في وجههُ وجــ.سده ورأ سه بقوة وغضب ،، حتى أن الآخر لم يستوعب ولم يدافع بل لم يسمح له حمزة بالدفاع عن نفسه ففط كان في حالة هياج وهو يلكمه بقوة متخيلاً رعبها وخوفها ،، أما هي فتجلس في السيارة وتتدلى ساقيها للخارج وهى تراه يلكمه بعنف ،،، زال كل خوفها ،، حتى طلقات الرصاص التى صدرت من تامر ورجاله أثناء القبض على الحارس والسائق لم تسمعها ،، على ما يبدو أن أذ نيها قد صمت وبقت فقط عيــ.نيها معلقة عليه .
أسرع تامر وفؤاد إليه ينزعانه بقوة من فوق جــ.سد ناصف الذي غطت الدماء ملامحه ونجحا في ذلك وأخذاه إلى سيارة الشرطة بعد أن وضعا القيود الحديدية في يــ.ده .
بينما الآخر زفر ولف نظره ينظر لتلك المتجمدة إلا عينيها التى تنصب عليه ،، نظرا لبعضهما بقوة ثم فتح ذرا عيه لها يناديها فأسرعت وكأن جــ.سدها وحواسها عادت إليهما الحياة .
أرتمت في حضــ.نه وأغلق ذرا عيه عليها يحتويها بقوة ويردد بصوته الذى تعشقه على مسامعها :
– خلاص يا ريتان ،،، خلاص يا حبيبتى خلصنا منه ،، إهدى يا حبيبتى أنا معاكى وجنبك .
توزعت يــ.ديها على ظهــ.ره تستدعى الأمان منه وتعتصر عضلاته وهي تبكى لا تصدق أن حقاً إنتهى هذا الكابوس ،، أخيراً ستنعم بالهدوء معه ،، الآن فقط تستطيع تنفس فرحة خبر حملها .
❈-❈-❈
بعد عدة أيام
في العيادة الطبية النسائية الخاصة .
تتمدد ريتان على سرير الفحص تتمــ.سك بكف حمزة وينظران سوياً لجهاز السونار الذي يكشف عن جنينهما .
تنظر لهذه البقعة الصغيرة بتأمل ودموع ،، لا تصدق أنها تحمله بداخــ.لها الآن ،، سعادتها تغمرها كلياً ولكن لا تساوى سعادة هذا الأب الذي يعيش تلك اللحظات للمرة الأولى ،، لأول مرة يرى صغيره وهو يسكن ويحتل رحم من عشقها وتمناها ،، لأول مرة يشعر بحبه ينمو ،، يبتسم ويتأمل الشاشة بتمعن ،، ودّ لو يحدثه ويبوح له بكل ما عاناه لكي يصل إلى أمه الغالية ،، وّد لو يخبره عن مدى حبه وقوة تحمله لسنوات كانت عجاف بدونها ،، الآن فقط يستطيع التنفس بكل راحة .
تحدثت الطبيبة وهى تحرك جهاز الفحص المختلط بالسائل اللزج على رحم ريتان قائلة وعيونها منكبة على الشاشة :
– نقول ما شاء الله ،،، معانا توأم .
نظرا الزوجان لبعضهما بصدمة تحولت إلى دموع في عين ريتان ثم لبكاء فأسرع حمزة يدنو منها ويردف بحب وحنو وسعادة :
– مبروووك يا حبيبتى ،، الف مبروك يا ريتو ،، متعيطيش بقى .
رفعت يــ.دها التى كانت تعانق يــ.ده وقبلتها بحب تحت نظرته المتفاجئة من فعلتها ،، كانت تبكى من عوض الله لها ،، بعد أن ظنت لسنوات أنها لن تنجب ولن تصبح أم يكافؤها ربها أولاً بطفلٍ ليس منها ستحبه دوماً كما يحبها وستعتبره إبنها الأكبر ثم يكافؤها بنعمةٍ من رحمها تثبت بها حبها لهذا الرجل ،،، تسعد معه بأسرةٍ صغيرة هانئة وسط أسرته الكبيرة ،، تبث فيهما الحب والحنو كما تحمل هي ووالدهما ،، لا تصدق أنها الآن بين يدي حبيب عمرها وتحمل قطعتين منه ،، حقاً كرم الله واسعاً .
إنتهت الطبيبة من فحصها وناولتها المحرمة الورقية لتجفف مكان السائل ثم ساعدتها حمزة في الترجل وعدلت ملابسها وتمسكت به تتحرك معه ليجلسا على المكتب يتابعان حديث الطبيبة وتعليماتها عليهما .
❈-❈-❈
عند بسمة التى عادت لبيتها بعد أن قرر الأطباء إستئصال الأورام الليفية لها مع الإحتفاظ بالرحم ولكن سيكون الحمل في هذه الآونة مستحيل ،، ولكن ربما مستقبلاً .
وبرغم الحزن الذي غلف بهاء داخلياً إلا أنه يحاول إظهار العكس كي يهون عليها ،،، فهى منذ ذلك اليوم وتبدل حالها ١٨٠ درجة ،، في الأول كانت تبكى وتنتحب ،، والآن باتت تبكي بصمت ،، وداخــ.لها يردد أنها تجنى ثمار أفعالها ،، نعم يتآكلها الندم ،، خسرت جنينها وكادت أن تفقد رحمها في نفس توقيت حمل شقيقتها التى دوماً نعتتها بالحاقدة عليها ،، دوماً كانت تظنها تغار منها ومن حياتها ،، وقد خاب ظنها وعاد عليها هي ،، وفي الآخر قررت الرضا بقضاء الله وقدره .
أما عن ناصف فقد تم حجزه على ذمة التحقيق ،، وبعد سماع إعترافه وتأكيد خبر وصول الشحنة التى تحمل مواد مخدرة وأقوال ريتان وحمزة عن محاولة خطفها بالإضافة إلى محاولة تشويه سمعة حمزة الجواد وشركته .
كل تلك القضايا كفيلة بجعله يقضي الباقي من عمره خلف القضبان ،، ولن يفلح محاميه في إخراجه أبداً .
وبالطبخ خبر مثل هذا سيكون بمثابة ضربة قاضية لمها التى إرتعبت من فكرة العمل مع المافيا خوفاً من السجن برغم محاولات سعاد في جعلها ترضخ وإلا أفلست مجدداً ولكنها ما زالت تحاول أتخاذ قرار نهائي خصوصاً بعد تأكدها بأن حمزة لن يمد لها يــ.د العون مجدداً بعد أن عضت يــ.داه .
❈-❈-❈
يجلس معاذ مع سناء وتوأمها في إحدى المطاعم الفارهة يتحدث معهما بصدق ومحبة قائلاً :
– أنا مبسوط أوي إنكوا قبلتوا دعوتى على العشا ،، وأتمنى تكمل فرحتى بموافقتكم على طلبي ،، أكيد سناء هانم بلغتكم إنى طالب إيدها على سنة الله ورسوله ،، وقبل أي إرتباط بينا أنا يهمنى راحتكم أولاً ،، وأنا عايش لوحدي ،، إبنى في أمريكا عايش هناك ومتجوز ،، وبنتى متجوزة هنا بس مش بتزورني كتير ،، وبرغم كدة أنا عرضت عليهم الأمر وهما معندهمش أي مانع ،، هما متأكدين إنى مش هقرر حاجة زي دي إلا إذا عن قناعة تامة مني ،، وأنا حقيقي حبيت والدتكم جداً وإحترمتها جداً لما إختارت سعادتكوا عن سعادتها ،، وعلشان كدة أنا حابب أشيل معاها الحمل وأشاركها في الحاضر والمستقبل وأنا كلى قناعة ورضا بدة ،، وأي طلب ليكوا وليها أنا موافق عليه ،، وزي ما بلغتها قبل كدة أنا ممكن أشترى الفيلا وتكون مهرها لو مش حابين تنتقلوا عندى على فيلتى ،، المهم إنكوا تكونوا مرتاحين .
نظرا الإثنين لبعضهما ،، هما بالأساس قررا ما يريدانه ،، إختارا سعادة وراحة والدتهما خصوصاً بعد أن أكد لهما حمزة حسن أخلاق هذا المعاذ ،، أما سناء فتجلس بحرج تنتظر قرارهما ،، بالنسبة لها لم يعد للرفض سبيل ،، هو أقنعها بشخصيته وبدعمه وما ينوي تقديمه لهما ،، سيرته الحسنة تسبقه وتجعل من قلبها محرك لمشاعرها التى ظنتها دفنت منذ زمن ،، ولكن يبدو أنها ستعيش معه مشاعر جديدة عليها ،، هذه المرة داخــ.لها مستكين وهادئ وسعيد ،، هذه المرة مختلفة تماماً .
تحدث سليم بنبرة واثقة جدية برغم صغره :
– أنا وتقى معندناش أي مانع يا أونكل معاذ ،، زي ما ماما أهم حاجة عندها راحتنا إحنا كمان أهم حاجة عندنا راحتها وسعادتها ،، بس المهم حضرتك متزعلهاش .
ظهرت الفرحة على ملامحه وتوزعت بهجة الخبر السعيد وهو يبتسم ويردف :
– مستحيل أزعلها أو أزعلكم ،، من هنا ورايح إنتوا عيلتى .
زفرت سناء بارتياح ونظرت لتوأمها مبتسمة ولأول مرة تلتمع عينيها ببريق السعادة لذلك خجلت أن تنظر لمعاذ الذي صب عينه عليها يتأملها بفرحة غزت قلبه .
بينما هو أردف متسائلاً بلهفة :
– أظن كدة مبقاش عندك سبب للرفض يا سناء هانم ؟
زفرت وأومأت تردف بهدوء وتروى برغم سعادتها :
– تمام يا معاذ بيه ،، إتكلم مع بابا وحمزة وربنا يقدم اللى فيه الخير .
أومأ ونظر للتوأم يردف بحنو :
– يالا بقى ناكل ؟ نفسي أتفتحت فجأة .
شرعوا جميعاً في تناول الطعام بينما ظهر الجزء المرح في شخصية معاذ والذي أحباها سليم وتقى كثيراً ،، أما عن سناء فستبدأ بإستكشاف الكثير عنه شيئاً فشيئاً .
❈-❈-❈
مساءاً عادا حمزة وريتان إلى القصر .
الجميع يجلس في غرفة المعيشة ،، الجميع ينتظروهما بعد أن أخبرهم حمزة بذلك .
دلفا يلقيان السلام على الجميع ثم أتجهت ريتان تقف بسعادة أمام سالم الذي طالعها بترقب وتساؤل .
مدت يــ.دها في حقيبتها وأخرجت صورة مصغرة تحتوي على رحمها وجنينيهما ثم ناولتها له وعيونها امتلأت بالدموع مردفة بنبرة مؤثرة وسعادة وراحة وحماس :
– عمو سالم ،، أنا حامل في توأم .
نظر لها مندهشاً ثم لف نظره لحمزة الذي يجاورها ليتأكد فأومأ له لذلك مد يــ.ده يأخد منها الصورة ويطالعها مبتسماً ثم وقف يعانق أثنانهما ويردد:
– ألف مبروووك ،، ربنا يتمم بخير .
ولحظات وبدأت مباركات الجميع تنهال عليهما .
صفية تعانق ريتان بقوة وكارى تتعلق بذر اعها باكية بسعادة وشيرين تتمنى لها السلامة .
بينما مراد حمل حمزة من قوة سعادته ويردد بعلو المباركات له وفريد يبارك ويهني .
أما مروان فيقف يطالعهما هو وبيري بعدم فهم ولكنه سعيد فيبدو أن الجميت كذلك .
نادته ريتان ودنت منه ثم تحدثت بحنو مردفة :
– قوللي يا مارو ،، مش إنت نفسك في أخ تلعب معاه زي بيري ؟
أومأ لها يردف بتأكيد :
– طبعاً يا مامي ،، عايز أخ زي ما بيري عندها أخ ،، وعايز أخت كمان ،، وكمان طنط شيرين تجيب أخت لأنس .
إبتسمت له وأومأت تردف :
– تمام ،، إن شاءلله هنعد مع بعض 7 شهور وهنجبلك اللى أنت عايزه .
تفاجأ الصغير ينظر لوالده فدنى حمزة هو الآخر يردف بتأكيد :
– أدعى بقى يا مارو ربنا يبعتلك أخ وأخت زي ما إنت عايز .
إبتسم مروان وأومأ يردف بحماس وهو يغادر للخارج :
– تمام هروح أهو أصلى وأدعي .
أبتسموا عليه وعلى براءته ووقف حمزة ينظر لريتان بحب ثم نظر للجميع وقال :
– بعد أذنكوا ،، هنطلع نرتاح شوية ،، وأعملوا حسابكم كلكوا معزومين على العشا بكرة في مطعم —— ،، علشان نحتفل بالخبر الحلو ده .
تحدث مراد بمرح كعادته :
– لا معلش يا حمزة مش هتاكل حقنا ،، هما توأم يبقى عزومتين مش عزومة واحدة .
تحدثت صفية بمرح على غير عادة لتقصف جبهته مردفة :
– ما إنت معاك بيري وحمزة عمرك ما عزمتنا على قهوة حتى .
نظر لوالدته بصدمة وتحمحم يردف :
– بقى كدة بردو يا ست الكل ،، نسيتي الشوكالاتا اللى وزعناها في سبوع بيري .
ضحكوا عليه وتحدث سالم لينهى الجدل :
– خلاص يا حمزة العزومة دي عليا أنا علشان محدش يزعل .
أومأ حمزة وتحدث باحترام :
– تمام يا بابا اللى تشوفه ،، عن إذنكوا .
سحب ريتان وصعد لجناحه .
دلفا غرفتهما وأوقفها تقابله فنظر لها بحب ،، يتأمل ملامحها كأنه يراها للمرة الأولى ،، حاوط وجــ.هها بكفيه ثم تحدث بحب :
– أنا فرحان أوي يا ريتان ،، فرحان وحاسس إنى شايف الدنيا بعيون جديدة ،، حاسس إنى بتنفس بقلب جديد ،، إنتِ سبب كل فرحتى وراحتي دي .
رفعت يــ.ديها تحاوط كفيه وتبادله نظره الحب مردفة بصدق :
– لو حد حط السنين اللى عشتها في بعدك والعذاب اللى شوفته فيها في كفة وحط الشهرين اللى عشتهم معاك في كفة صدقنى الكفة التانية هي اللى هتوزن ،،، شهرين معاك وجنبك يا حمزة محو تسع سنين عذاب ،، أنا بحبك أوي يا حمزة ،، بحبك وبحب كل حاجة خاصة بيك ،، كل تفصيلة فيك بعشقها ،، وفرحانة أوي إن ربنا رزقنى بحتة منك ،، بجد .
ما كان منه بعد تلك الكلمات إلا أن يدنو مقبلاً شفــ.تيها يعزوهما بغزو ممتع ومحبب إلى قلبها .
إتجهت يــ.ديها إلى خصلاته تغوص فيهما ،، كم تعشق ملمسهم الناعم ،، مسحورةً بقبلته الجامحة إلى أن إبتعدا يزفران بقوة ثم إبتسم مغمض العينين يتحدث بضجر وهمــ.س :
– يعنى فعلاً ممنوع ممنوع ولا ممنوع نص نص ؟
إبتسمت عليه وتحدثت بنعومة إذابته :
– الدكتور قالت ممنوع يا موزي ،، مضطرين نستنى شوية .
زفر بضيق يومى ويردف :
– ربنا يصبرني الشوية دووول .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية للقلب أخطاء لا تغتفر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *