روايات

رواية وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2) الفصل الثالث 3 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2) الفصل الثالث 3 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2) البارت الثالث

رواية وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2) الجزء الثالث

وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2)
وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2)

رواية وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2) الحلقة الثالثة

– رايحة فين يا شهد؟
صدح الصوت الرفيع الحاد من خلفها، لتتوقف مغضمة عينيها بضيق شديد، جعلها تتمتم بالاستغفار والأدعية التي تساعدها على التحلي بالصبر، حتى لا ترتكب جريمة على بكرة الصباح
– واقفة مكانك وما بتروديش يعني!
هتفت بها مرة أخرى أمنية، لتلتف إليها شهد وترد بنزق:
– وعايزاني ارد اقولك إيه؟ فهمك بعافية يعني وما تعرفيش إن دا وقت شغلي ولا إيه بالظبط؟
صاحت أمنية بصوتها العالي بإزعاج تحلمته شهد بصعوبة حتى لا تكتم فمها وتخرسها نهائيًا:
– لأ يا حبيبتي عارفة إن دا ميعاد شغلك، انتي بقى اللي ناسية ولا قاصدها بمعني أصح، عشان تخرجي وتحرجيني مع خالتي اللي جاية النهاردة تزورنا.
انتبهت شهد على خروج نرجس وابنتها رؤى اصغر شقيقاتها من غرفهن بصمت المتفرجات، قبل أن تعود لأمنية قائلة:
– قاصدة ولا مش قاصدة بقى، انا مالي إن كانت خالتك تيجي تزوركم ولا متجيش، إيه دخلي؟
– نعم! امال دخل مين؟ مش انتي اللي عاملة فيها كبيرة، يا ست الكبيرة.
قالتها بمغزى فهمته شهد، فلم تتحمل رؤى السكوت لتهتف بها مستنكرة:
– أمنية.
– اخرسي انتي .
ردرت بها صارخة على الفور نحو رؤى التي صمتت بحرج، فتدخلت والدتها تقول بضعف:
– عيب يا أمنية، وطي صوتك شوية الجيران تسمعنا واحنا مش ناقصين فضايح.
طالعتها شهد بنظرة نارية تعقب بغيظ:
– يعني انتي اللي هامك بس الفضايح وصوت بنتك اللي هيوصل للجيران، والموضوع نفسه عادي معاكي!
همت نرجس لتبرر بحرج ضعف موقفها، ولكن أمنية كان لديها السبق:
– سيبك من امي يا شهد وخليكي معايا، انا بلغت موافقتي لخالتي وهي عايزة تيجي النهاردة وتقابلك عشان تتفاهمو…..
قاطعتها بحدة شهد وقد فاض بها ومن ثرثرتها وصراخها:
– نتافهم مع مين يا حلوة؟ انا رافضة الموضوع من اساسه، وتيجي انتي تقوليلي نتفاهم، كلميها انتي يا ختي، مش انتي اللي اتفقتي معاها. قالتها واستدرات تغادر ولكن الأخرى اوقفتها بصرختها:
– تاني برضوا عايزة تكسري فرحتي وتوقفي الموضوع؟ انتي إيه يا شيخة؟ قلبك دا حجر؟ دا انا خدت ايام كنت بموت فيها بعد ما انهارت، وانتي برضوا مفيش قي قلبك ريحة الرحمة.
عضت شهد بأسنانها على شفتها السفلى حتى كادت أن تدميها من الغيظ، مع تذكرها لأفعال هذه الحمقاء طيلة الأيام الفائتة والضغط عليها، بالبكاء والعويل وادعاء المظلومية بالشكوى، ثم المرض المفاجيء لتسقط مغشيًا عليها حتى خلعت قلوبهن في الفحص والتحاليل، ليتضح بعد ذلك أنه مجرد هبوط عادي، ولكنها هي من تزيد عليه كما قال الطبيب الذي لم يعجبه أمرها، ثم ها هي تغير النهج الاَن بإظهار شراستها، لذلك لم تجد شهد غضاضة في أن تظهر لها هي أيضًا قوتها في الإصرار على موقفها، والتفت لها برأسها قائلة بعدم اكتراث وهي تمسك بمقبض الباب قبل أن تقوم بفتحه:
– اَه يا أمنية، انا معنديش رحمة وقلبي حجر فعلًا زي انتي ما بتقولي كدة، وبرضوا لا.
قالتها وخرجت سريعًا مغادرة، تصل لأسماعها اصوات الصراخ رغم غلق الباب:
– يعني برضوا مصممة على رأيها وعايزة تموتني ياما، عايزة تقعدني جمبها عشان اعنس ياما وهي كدة تبقى مبسوطة، انا اولع لكم في نفسي عشان استريح، يارب اموت واريحكم، يارب اموت. اهيءاهيء، أنا عارفة نفسي عشان ابويا ميت ومليش حد يقف لي ولا يجيب لي حقي يتعمل فيا أكتر من كدة أهيء اهيء
توقفت شهد بوسط الدرج تتطلع في اعلى ألأدوار فوقها او في الأسفل تراقب الوجوه التي وقفت تناظرها بتساؤل، مع سماعهم لما تردف به شقيقتها دون تقدير لأي شيء سوى مصلحتها.
تحركت بأقدامها سريعًا لتهبط الدرج، علٌها تجد لها مصيبة أو أي مأوى يأخذها من هذا الجحيم الذي تعيشه.
❈-❈-❈
خرجت من البناية وشياطين الغضب تطاردها، تتنفس بعمق شديد حتى تهدأ من اعاصير وعواصف داخل رأسها، تعلم انها لو خرجت فسوق تدمر وتمحو ولن تبقى على شيء.
اجلت رأسها من الأفكار التي تلاحقها وارتفعت انظارها نحو البقعة التي تصف بها سيارتها، فوقعت عينيها على من تسبب في كل ما يحدث معها الاَن، مستندًا بجسده على سيارتها! احتدت انظارها نحوه لتهدر فور أن اقتربت منه:
– بتعمل إيه هنا يا ابراهيم؟ هو دا وقت صحيانك اصلًا؟
اعتدل الاَخير بجسده عن السيارة، ليقول:
-صباح الخير الأول يا شهد، صبحي الأول وبعدها اتريقي براحتك .
أومأت برأسها مضيقة عينيها بنظرة كاشفة له ورددت خلفه بتهكم:
– صباح الخير يا ابراهيم ومن غير تريقة، ممكن بقى تبعد عن عربيتي، عايز اروح شغلي.
ابتعد قليلًا فقط ليردد:
– ليه يعني؟ هو الشغل هيطير؟ إشحال أن ما كنتي انتي نفسك صاحبة الشغل؟ والاَمر والناهي فيه.
صكت على فكها بغيظ شديد، تحاول كبح شياطينها ، ف التفت برأسها إليه قائلة بمغزى يفهمه وهي تمسك بمقبض الباب:
– عندك حق، انا فعلًا صاحبة الشغل، وانا المسؤلة عن الحفاظ على كل قرش سابوا ابويا، عشان كدة بقى تلاقيني صعبة ومصحصحة أوي.
ارتفع حاجبه بتفهم واضح لتلميحها الصريح، ولكنه قال بتملق:
– ربنا يقدرك طبعًا ويزيدك من خيره، هو انا هكره يعني؟… امي جاية تزوركم النهاردة!
ابتسامة جانببة قاسية اعتلت ثعرها المطبق، لترد بعد ذلك:
-تاَنس وتشرف طبعًا، بس يا خسارة بقى انا مشغولة اوي النهاردة ومش هقدر اقابلها، لأن كمان للأسف انا مش هقبل طلبها…. عن إذنك .
قالتها واتخذت مكانها لتدير المحرك وتقود سيارتها سريعًا مبتعدة، لتتركه واقفًا محله يراقب حتى اختفت.
❈-❈-❈
خرجت نور بصحبة زو جها الذي كان يتهيأ للمغادرة نحو عمله، بملابس التريض الصباحي، يحاوطها بذراعه حول كتفيها، وذراعها هي حول خصره، يناكفها بهمس وهي تضحك بدلال ومرح، ومحبة بشغف لم يهدأ ولا يقل رغم مرور العديد من السنوات لهما، خبئت ابتسامتها فور انتبهاها لزوجين من العيون مصوبة نحوهما بتجهم، فكت ذراعها وحاولت أن تبتعد ولكنه شدد غير اَبهًا بأحد، ليلقي التحية بابتسامته المعهودة:
– صباح الخير يا ماما، صباح الخير يا ميسون .
غمغمت الاَخيرة التحية بلكنة عربية غير سليمة، وردت بهيرة بتهكم:
– صباح الخير، نموسيتك كحلي يا حبيبي، على رأي الطبقة الشعبية.
فهم مصفطى تلميحاتها عن تأخره عن الميعاد المعتاد، فقال على عجالة بابتسامة:
-عندك حق يا ماما، انا فعلًا اتأخرت النهاردة، ودلوقتي بقى يدوبك احصل ميعاد اجتماعي بسرعة.
قالها يخطف قبلة على خد نور اجفلها بها، ليعدو سريعًا بعدها نحو سيارته التي تنتظره برفقة حراسه، تبعته انظار نور بابتسامة وعزف قلبها يطرب الأسماع بالخفقان بإسمه، وقالت بهيرة لتخرجها من حالة الهيام لدنيا الواقع الذي تعيشه:
– مجتيش معانا ليه امبارح يا نور؟ وانتي عارفة كويس قد إيه الحفلة دي مهمة لشراكة عدي.
– يمكن مكانتش فاضية؟
خرجت من ميسون بنظرة عاتبة أو بها غضب استشعرته نور فقالت بعفويتها:
– معلش يا ميسون، بس انا حاولت اخلص تصوير بدري امبارح عشان اروح معاكم، لكن مقدرتش حقيقي.
ظلت ميسون على نظرتها الباردة ووجها الجليدي، وردت بهيرة مقارعة:
– مقدرتيش تيجي ولا انتي محاولتيش من الأساس، لو يهمك بجد أمر ميسون ولا عدي، كنتي عملتي المستحيل وجيتي زي جو زك ع الاقل، نص ساعة ومشيتي معاه.
ابتعلت نور وفضلت عدم الجدال مع امرأة كبهيرة لا تقتنع ولا تصدق سوى الظنون التي برأسها، لهذا فضلت الاختصار بالاعتذار لكليهن:
-انا اسفة، ممكن اكون مهتمتش صح، لذلك انا بتأسف مرة تانية ليكي يا طنت أنتي وميسون.
قالتها والتفت لا تنتظر تقبلًا لن تحصل عليه منهن، ولكن بهيرة التي طالعتها بأعين حاسدة من الخلف بهذه الملابس التي تُظهر قدها الممشوق نتيجة الأهتمام والرياضة المستمرة، أبت ألا تتركها بدون السؤال المعتاد:.
– كلمتي جو زك زي ما قولتلك يا نور؟
استدارت تطالعها باستفهام سائلة :
– كلمته عن إيه؟
ردت بهيرة بنظرة تصيبها بالإضطراب:
– أقصد موضوع الدكتور اللي كلمتك عنه، ولا فرحتك بجمال جســ مك، ورشاقته، نستك إن بقالك اكتر من ٧ سنين من غير خلفة؟
دلو ماء بارد دفع عليها مرة واحدة ليفقدها اتزانها، هذا ما شعرت به نور ، ولكنها تماسكت سريعًا لتجيبها:
– كلمته طنت وقالي انه مشغول، بس انا هحاول معاه من تاني… عن إذنك
استدارت على الفور بعد ذلك، بأكتاف متهدلة، وحزن تخفيها بصعوبة حتى لا يشعر بها احد.
❈-❈-❈
بداخل الشقة التي كانت تخشى من المرور أمامها، كانت
جلسة صبا مع السيدة رحمة والتي تعرفت عليها حديثًا هذه الأيام، وتوطدت العلاقة بينهن حتى أصبحت تقارب الصداقة في عدة أيام قليلة، وذلك لود الأخرى وبساطتها في التعامل معها ومع ولداتها التي أصبحت تزورهم ايضًا لتطمئن على جارتها المريض في غياب ابنها الأكبر في مأمورية خارج العاصمة منذ ما يقارب الأسبوع، تطور الحديث بينهن حتى اطمئنت لها صبا لتقص عليها ما لم تجرؤ على قوله امام والديها، وهي تظن أنهما سيشمتون بها، ويستغلوا الموقف.
– بس يا ستي، روحت لامة شنطتي في حضني وخرجت هوا، عشان اخزي الشيطان، قبل ما افتح راسه وافش غليلي منه ابن ال…. وارمة ده؟
قالت الأخيرة بسبة اضحكت رحمة لتعقب بعد ذلك:
– يخرب عقلك يا صبا، يعني كنتي عايزة تفتحي راسه يا مجنونة عشان بس قالك عايز اتجوزك وبصلك بصة معجبتكيش؟
لم ترد صبا فقد كانت محدقة بها، ترتسم على ملامحها ابتسامة مزبهلة انتبهت لها رحمة لتسألها:
– انتي مالك بتبصيلي كدة ليه؟
تحمحمت صبا تقول بحرج:
– معلش بجى إن كنت تنحت، بس انتي ضحكتك حلوة جوي.
– حلوة جوي!
رددتها رحمة خلفها قبل ان تتابع بتغزل:
– طب ما انتي كمان حلوة جوي، ولهجتك الصعيدى اللي ما بتنتطقيش بيها غير للحبايب برضك حلوة، ناقص بس اسمع صوت ضحكتك، اكيد هتطلع هي كمان حلوة جوي .
اسبلت صبا اهدابها بخفر، وقد اخجلتها كلمات الإطراء، وقالت:
– بصراحة انا معظم الوجت بحــ س إن صوت ضحكتي عادي يعني، لكن ضحكتك إنتي ناعمة كدة، وجميلة صح يعني.
رددت خلفها رحمة:
– والله انتي اللي جميلة وزي القمر كمان، لكن ما قولتليش بقى، عملتي إيه مع اهلك بعد ما جيتي؟ قولتي الحقيقة؟
فغرت فاهاها صبا بذهول تجيبها :
– اجول إيه؟ ولمين؟ أبويا لو سمع ان الراجل صاحب الشغل عاكسني من اول مجابلة بيني وما بينه، هيمنعني ما اعتب اي حتة تانية، دا على شعرة وبيتلكك، وامي نفس الأمر، وانا مش ناقصة اضيع فرصتي، يمكن الاقي شغل واشتغل بجى.
عقبت رحمة بجدية واهتمام:
– ايوة يا بنتي، بس فرصتك هتلاقيها ازاي بس؟ العاصمة هنا الشغل فيها صعب أوي .
زفرت صبا بيأس اصبحت تستشعره بألم هذه الايام، بعد ان كانت تحارب وتخطط للحصول على موافقة ابيها حتى تعمل، أصبحت المشكلة الاَن هي إيجاد العمل نفسه، فقالت شارحة لها:
– ما هو دا اللي تاعبني، ابويا حاطط شروط معينة في الشغل، وانا مش قادرة اوفي الشروط، الحاجات دي عايزة واسطة، وانا معنديش واسطة، والوقت بيمر، وابويا بيلمح كل شوية عشان اوافق على حد من عيال عمي، وخلاص تعبت ومش عارفة اعمل ايه؟
عبست رحمة وتبدلت ملامحها الضحوكة لأخرى متأثرة بمشكلة صبا، فقالت بموازرة:
– بصراحة انتي عندك حق، بس ابوكي ده طلع صعب اوي ودماغه دقة قديمة، رغم ان ميظهرش ابدًا عليه.
تبسمت لها صبا بضعف تقول:
– ما هو كمان معاه حق على فكرة انه يخاف عليا، بس انا لازم اواجه الحياة، عشان أجدر انفذ اللي بحلم بيه، بس ازاي بجى؟
ربتت رحمة على كفها بمؤازرة تردد:
-ربنا يحميكي يا حبيبتي، وتحققي كل اللي نفسك فيه، يا ريت كنت اقدر اساعدك يا ريت.
– يا رحمة.
صدر الصوت الضعيف من داخل الغرفة المجاورة، ف انتبهت رحمة لتنهض مستئذنة:
– طب كملي كباية الشاي دي بقى على ما اروح اشوفها عايزة إيه؟
نهضت صبا هي الأخرى عن مقعدها تقول:
-لا روحي انتي براحتك وانا كمان…
قاطعتها رحمة على الفور:
– والنعمة ما انتي ماشية، استني دقيقة ولا دقيقتين بقى متبقيش غلسة، هروح اشوفها عايزة إيه ونكمل قاعدتنا،
اذعنت صبا للألحاح، وقبل أن تتحرك الأخرى نحو الذهاب الى غرفة والدتها، تناولت المتحكم لتعلي صوت شاشة التلفاز قائلة:
– سلي نفسك بالفرجة ع الفيلم لحد اما اجيلك.
❈-❈-❈
في نفس الوقت وخارج الشقة كان قد عاد اَخيرًا من سفرته التي استمرت أكثر من أسبوع، بمأمورية طارئة لمتابعة العمل في محافظة من إحدى محافظات الساحل الشمالي، فتح بمفتاحه ودلف للداخل، ليصل إلى أسماعه الصوت العالي للتلفاز ف خمن من نفسه وجود شقيقته لرعاية والدته المريضة، تقدم بخطوات مرهقة معلقًا على كتف ذراعه الأيسر الحقيبة التي حملت القليل من ملابسه
ولا شيء آخر، فهو لم يقوى على الإنتظار أكثر من ذلك فور انتهاء مهمته، ولم يجد فرصة للتسوق رغبة في الإنجاز السريع واختصار الوقت للعمل فقط، واصل طريقه داخل طرقة المدخل، متوجهًا لغرفة المعيشة قاصدًا شقيقته، ولكنه وفور ان وصل إلى مدخلها، توقف متسمرًا وتخشبت اقدامه على التقدم بخطوة واحدة أخرى، ليُصبح كالتمثال الشمع، بأعين توسعت بذهول لا يصدق ما تراه عينيه، حتى ظن أنه يهذي، لولا استماعه لصوتها الذي يردد مع اغنية للفيلم الذي تتابعه، لظن ان ما يراه من نسج خياله، حتى لو كان ما يراه اكبر من قدرة تحمله، شعرها الغجري بلونه الفاتح بضفيرة كبيرة وطويلة على جانب واحد من رأسها، وجهها الصبوح وعباءة منزلية بألوان متعددة مبهجة، جالسة بارتياحية على ألاَريكة الاثيرة خاصته والذي يجلس عليها اثناء متابعته لمباريات كرة القدم او البرامج الحوارية التي يعشقها، بيــ دها تُمسك المتحكم تتلاعب به، واقدامها في الأسفل تهتز مع وقع الأغنية، اشتعلت الدماء برأسهِ واستدرك اَخيرًا خطأ ما يقوم به، ليُجبر قدميه على التراجع بصعوبة ليتحمحم اولًا قبل أن يتمتم بالأستغفار، ف انتفضت هي مجفلة، على صوته، لتشهق بجزع فور ان وقعت انظارها عليه، حتى سارت تسعل باضطرب اصابه هو بالفزع، متابعًا لها وهي تتناول الطرحة لتغطي رأسها بارتباك ، ف هتف بها هادرًا بعصبية:
– كوباية المية قدامك ع الطرابيزة اشربي منها الأول.
على صيحته تناولت الكوب الزجاجي على الفور ترتشف منه سريعًا بتوتر؛ ازداد بعد ذلك أضعاف فور انتهائها، ف وضعت الكوب على الطاولة، لتنتبه على وضعها في مكان واحد يجمعها مع هذا الجار الغريب في شقته، وفي غرفة المعيشة الخاصة به، من ناحيته فقد التف عنها يعطيها جانبه وهو يتمتم بالاستغفار بصوت واضح كما فعل معها قبل ذلك كثيرًا، ولكنها هذه المرة غير كل المرات. تحمحت باضطراب تبتغي الاستئذان منه ليبتعد عن مدخل الغرفة حتى تغادر، رغم شعورها بغرابة تصرفها أيضًا، فخرج صوتها بتلجلج:
– ااا ممكنن تسمح اا…
– معلش نسيت ما اسلم الأول، هي رحمة اختي فين؟
قالها مقاطعًا على نفس وضعه، ليزيد بداخلها التوتر، فردت بدون تفكير وبلكنتها الجنوبية:
– عند امك… جوا.
ضربت بكفها على فمها تشيح بوجهها عنه، وقد زاد على أمرها الحرج، أما هو فبرغم جديته الدائمة، لكنه لم يقوى على لملمة ابتسامة ملحة على فمه، قبل أن ينتبه على صيحة شقيقته التي تفاجأت برؤيته:
-إيه دا؟ انت رجعت يا شادي؟ حمد ع السلامة يا قلبي، نورت بيتك.
❈-❈-❈
في منزل شهد
كانت النيران ما زالت مشتعلة، بين أمنية التي كانت تصيح بوالدتها ساخطة على سلبيتها في عدم مؤازرة ابنتها في محنتها، والوقوف ضد ظلم شهد إليها في حرمانها من الزو اج، من ابراهيم ابن خالتها:
– انتي السبب، انتي السبب عشان طيبتك وسذاجتك دي هي اللي ضيعتنا وحطتنا تحت رحمتها، لو كنت ست ناصحة من الأول، كنتي شيلتي انتي المسؤلية، وجيبتي حقنا، عمري ما هسامحك يا ماما عمري هسامحك.
كانت نرجس تستمع لها بصمت واضعة كفها اسفل وجنتها بقلة حيلة، في مشهد اثار استياء رؤى التي كانت خارجة من غرفتها، تتحدث في الهاتف مع
شقيقتها الكبرى من والديها، فريال والتي سافرت بعد زوا جها إلى بلد عربي مع زو جها، فقالت وهي تشعل صوت مكبر الصوت:
– اتفضلي يا فريال اهم معاكي، سلمي عليهم وكلميهم بقى .
خطفت نرجس سريعًا وكأنه جاءها نجدة من السماء لتهرب من تأنيب ابنتها الأخرى، ف قالت بلهفة:
– اهلا يا حبيتي ازيك يا بنتي؟ عاملة أيه في الغربة يا نور عيني؟
جاء صوت الأخرى بضحكة ساخرة:
– يعني هكون عاملة إيه بس؟ على حالي يا ماما، خدمة وقرف اليوم كله، مفيش راحة غير على وقت النوم.
ردت نرجس بتأثر لحال ابنتها:
– ربنا يعينك يا حبيبتي ويريح قلبك، ما هو الجــ واز كله كدة يا بنتي.
ردت فريال من جهتها بصوت أعلى حتى يصل إلى لشقيقتها:
– طب قولي للهبلة بنتك بقى، خليها ترسى على حالها بدل ما هي عاملة جنازة زي ما سمعت .
سمعت أمنية لتحدج رؤى بنظرة نارية قبل ان تقول بصوت عالي كي تُسمع الأخرى أيضًا عبر الاَثير:
– اه يا ختي اعملي فيها طيبة دلوقتي وامشي على عوم اختك الهبلة التانية، كنتي قولي الكلام دا لنفسك الأول، قبل ما تيجي وتقولهولي انا .
ردت فريال بلهجة متألمة:
– ومين قالك اني فرحانة؟ دا انا بضرب نفسي بالجزمة، انا مش هقولك استني شهد مع انه دا الأصح على فكرة، بس هقولك اصبري يا حبيبتي، ابراهيم صايع ومينفعش يفتح بيت.
– انتي كمان هتقولي نفس الكلام .
هتفت بها أمنية مقاطعة شقيقتها، والتي تولت بعد ذلك مهادنتها حتى تتمكن من اقناعها، ونرجس ومعها ابنتها الصغرى يتابعنن بصمت، حتى صدح صوت جرس المنزل، ف ذهبت رؤى لترى من الطارق، ف تفاجأت به:
– إيه ده؟ عايز إيه يا ابراهيم؟
ناظرها المذكور بامتعاض يخاطبها:
– روحي اندهي خالتي ولا أمنية.
– وانت مالك بيهم….
لم تكمل جملتها حتى وجدت نفسها تُدفع عن مدخل الباب بعنف لتحل محلها امنية قائلة بلهفة:
– انا هنا يا ابراهيم، عايزني في إيه؟
طالعها بتجهم يجيب:
– معدتش فيه خلاص يا أمنية، انا كنت عايزك في الحلال لكن اختك للمرة الثانية بتكسر بخاطري، وقالتهالي النهاردة الصبح في وشي .
بقلب يرتجف سألته:
– قالتلك إيه؟
قبل ان يجيبها كانت نرجس قد وصلت لتنضم إليها، فقال ابراهيم موزعًا نظراته بينهن:
– امي بعد ما قولتلها ع اللي عملته شهد معايا الصبح، بعد ما وقفتها في نص الشارع اترجاها عشان توافق، وهي بكل جبروت رفضتني بالفم المليان وسممت بدني بكلامها، خدتها من قاصرها وبتقولك يا خالتي انها مش هتقدر تيجي… ولا تهزق نفسها!
قال بالاخيرة وتحركت أقدامه بتمهل متابعًا وجه امنية الذي انسحبت منه الدماء، وبنظراتها تترجاه ليتراجع، حتى إذا ابتعد وغادر نهائيًا، صرخت أمنية بوجه والدتها وشقيقتها:
– استريحتوا دلوقتي لما ضيعتوه مني؟ وكسرتوا بخاطري وخاطره، انا هموت لكم نفسي عشان تستريحوا، انا هموتلكم نفسي .
❈-❈-❈
دلفت صبا لداخل منزلهم تلهث واضعة كفها على موضع قلبها الذي كان مازل متأثرًا بما حدث منذ دقائق، وهذا الموقف المحرج الذي تعرضت له، وتحدثها مع هذ الكائن الغريب.
-يا ريتني ما تبعتك يا رحمة واستنيتك، ولا كنت جعدت للكسفة دي، يا مري، دا انا حلجي نشف من الخلعة.
– بتكلمي نفسك يا بت؟
قالتها زبيدة وهي تخرج من إحدى الغرف القريبة، وتمالكت صبا تُجيبها وهي تخطو لتجلس على اقرب مقعد لها:
– لا ياما متخديش في بالك، عادي يعني .
ردت زبيدة قاطبة بتعجب:
– هو إيه اللي عادي؟ إنك تكلمي نفسك بجى عادي يا ختي؟
عبست صبا ملامحها لتقول بعتب يشوبه الدلال:
– يا باي عليكي يا زبيدة، ما تفوتيش حاجة واصل .
لوت ثغرها الأخيرة تناظرها بامتعاض صامتة، لتردف صبا:
– على فكرة ياما، الجدع جيرانا دا اللي كان مسافر، رجع من شوية.
– رجع وانتي جاعدة في بيتهم؟
قالتها زبيدة بارتياب، وردت صبا على الفور :
– ما انا خدت بعضي وطلعت على طول، ما انتي عرفاني.
أومأت لها زبيدة لتضيف إليها:
– وتاني مرة ملكيش دخلة تاني، صاحبتك لو عايزاكي تجيلك البيت، والست الكبيرة، هبجى اطل انا عليها عشان اطمن، دي مهما كان برضوا جيرانا وزياتها واجبة
اومأت صبا رأسها بتفهم لتتمتم بأسى مع نفسها:
– وادي كمان الساعتين اللي كنت برفه فيهم عن نفسي، وافضفض فيهم مع واحدة تفهمني راحو كمان، مفاضليش غير مودة، هي اللي بقيالي على ما تتجوز هي كمان!
❈-❈-❈
– بالشفا ان شاء الله.
قالها وقَبل رأس والدته بعد أن انتهت من تناول أدويتها جميعًا، ونهض ليرفعهم ثم يضعهم على التسريحة القريبة، لتتمتم هي من خلفهِ:
– يرضى عنك يا حبيبي ويهنيك يارب .
تبسم لها ممتنًا ف تدخلت رحمة التي ولجت إليهم تقول بمناكفة:
– ايوة يا ختي ادعيلو ادعيلو، حبيب القلب ده .
ضحكت والدتها بضعف، ورد هو بالنيابة عنها:
– يا ساتر يا رب، حتى الدعوة بصالنا فيها.
قالت رحمة بتحدي مع ابتسامتها:
– اه ابصلك ومبصلكش ليه يعني؟ يا راجل دي الست وشها منورش غير لما شافتك، وكأن انا كنت ساحبة الضوء منها، بريه منك يا كوثر بريه .
قالت الاَخيرة وهي تؤدي بيــ دها حتى اضحكت والدتها، وضحك شادي ايضًا بسرور ارتد إليه فرحًا بوجودهن مبتهجات
بعد قليل .
كان على طاولة السفرة يتناول بنهم الاطعمة التي أعدتها له شقيقته، وهي تغرف له في طبقه دون توقف، حتى لوح لها بكفه يوقفها:
– بس بس كفاية، هو انا هقدر اخلص نصه دا عشان تزودي كمان.
ردت رحمة بتشديد:
– حبيبي ما انت لازم تبر نفسك بالأكل، هو اكل الفنادق دا ينفع؟
قهقه لها شادي يعقب على كلماتها:
– ما هو انتي لو تعرفي اكل المطاعم ده، بيدفع فيه كام؟ ما تقوليش كدة، يا مجنونة انتي دا احسن شيفات في العالم بيطبخوا فيه ، ادارة الفندق عندنا مبتقصرش في أي حاجة، خصوصًا دي، دا من احسن الفنادق في مصر ده….. بس اقولك، اقسم بالله انا ما بستطعم غير اكلك وأكل والدتي.
انتعشت رحمة لتردد بزهو:
– ايوة كدة قول الحق وارفع من معنوياتي، عمال بقالك ساعة بتشكر في الفندق وحاجة الفندق لما دخلت في قلبي اليأس.
– لليأس كمان!
رددها بدهشة شديدة ليتابع بالضحك قائلًا:
– تموتي انتي في رفع المعنويات.
– اوي .
قالتها رحمة بشقاوة لتندمج في تناول الطعام، قبل أن يجفلها بقوله:
– هو انتي اتصاحبتي على جيرانا من امتى؟
– جيرانا مين ؟
تفوهت بعدم تركيز قبل أن تستدرك قائلة بتذكر:
– اه انت قصدك على صبا ووالدتها ؟
أومأ لها بخفة يدعي الاندماج في طعامه، فجاوبته بعفويتها:
– لا دي كنت اتقابلت معاها بالصدفة في الأنساسير وخدنا وادينا في الكلام مع بعض لحد اما جت ودخلت معايا البيت هنا، لما عرفت ان امي تعبانة، عشان تعمل بالأصول وتطمن عليها، وجت من وراها كمان والدتها، ناس طيبين بجد، بس هما متحفظين شوية ومش بياخدوا ع الناس بسرعة، لكن على مين؟ انا عشرية ومخليش حد يفلت من إيدي أبدًا من غير ما يصاحبني.
كان صامتًا وينصت بها باهتمام، ف سألها بقصد وبنبرة تبدوا عادية:
– بس انتي إتصاحبتي عليها ازاي؟ دي شكلها صغير اوي، وباينها لسة في التعليم.
– لا مخلصة.
قالتها رحمة بإجابة سريعة قبل أن تتابع :
صبا واخدة بكالوريوس تجارة انجلش كمان، يعني مش حاجة هينة، دي حتى دلوقتي بتدور على شغل ومش لاقية.
تصلبت ملامح وجهه فقال بلهجة لم تُخفي انفعاله:
– وتدور على شغل ليه؟ هي ابوها قليل؟ انا اعرف انه راجل مقاول وحالته حلوة.
تبسمت رحمة وقد توقفت عن طعامها هي أيضًا مثله :
– الشغل عند صبا مالوش دخل بحالة والدها، ان كان فقير ولا غني، دي بت دماغها مختلفة وعايزة تحقق ذاتها، رافضة تحكم والدها إنه يقعدها في البيت، ويجوزها لحد من عيال عمها .
قالتها ثم نهضت لترفع اطباق الطعام، ونهض هو أيضًا يساعدها، وخرج صوته بفضول:
– يعني هي على كدة بيتقدملها ناس من ولاد عمها اللي في الصعيد دول؟
ردت رحمة وهي تضع الأطباق على الرخامة، لتحفظ منها في الثلاجة، والفارغ منه تسقطه في حوص الغسيل:
– يوووه، دول كتير اوي، وحتى هنا كمان، بيتقدملها ناس، بس ابوها بقى راسه والف سيف ما يجوزها غير حد من عيال عمها، اصله دقة قديمة.
سمع منها ليتوقف محله بوجه عابس محبط، وتابعت رحمة:
– بس تعرف بقى يا شادي، صبا دي عجباني اوي، عشان بتعافر وعايزة تحقق نفسها، رغم الصعوبات التي بتواجها، يا راجل دي راحت تقدم في مقابلة شغل، حليت في عين صاحب الشركة وطلبها للجواز .
– اسمها إيه الشركة دي؟ واسمه إيه صاحبها؟
قالها بلهجة خطرة واعين متوسعة تطلق شررًا من الغضب، لم تنتبه إليه رحمة، وهي تعد فنجان القهوة وتُعطيه ظهرها، وردت بعدم انتباه:
والله ما فاكرة يا شيخ، بس هي رفضت وخرجت على طول من عنده، يحمد ربنا بقى انها مفتحتش دماغه.
ظل على صمته شادي وقد شعر براحة لا يعلم سببها، ليجفل على قول شقيقته رحمة والتي التفت إليه فجأة باستدارك:
– ما تشوفلها شغل معاك يا شادي.
انعقد حاحبيه بشدة يسألها بعدم تصديق:
– إيه؟ انتي بتقولي إيه يا رحمة؟ وانا مالي انا كمان؟
ردت رحمة بثقة واقتناع:
– بقولك شوفلها شغل معاك في الفندق، صبا تجارة انجلش واكيد يعني لو اهتميت هتلاقيلها فرصة في الفندق الضخم بتاعكم!
❈-❈-❈
بملامح متعبة ووجه مكفهر بعد قضاء نصف اليوم في العمل المرهق، بتنظيم العمال وفض المشاحنات بينهم، ثم تنفيذ التعليمات الجديدة لهذا المتغطرس والذي جاء ليكمل عليها هو الاَخر، بعد شجارها الصباحي مع شقيقتها.
ليأتي ويهتف منزعجُا بإصرار لزيادة العدد للضعف حتى يتم الانتهاء من هذا المشروع الأحمق وتسليمه في ميعاده المدون من البداية،
اقتربت من عامل النصبة عبيد الذي يقوم بإعداد الشاي والمشروبات الساخنة، هنا لأهل المنطقة المكتظة بالعمال التي تعمل في كافة الإنشاءات كخلية نحل، تجر اقدامها جرًا حتى وجدت الكرسي البلاستيكي وتناولته لتجلس اسفل المظلة القماشية التي فعلها عبيد لحمايتها من الشمس، والذي استقبلها مرحبًا:
– شهد هانم، نورتي النصبة والمنطقة كلها .
تبسمت له بضعف قائلة:
– دا منظر هانم برضوا يا عبيد؟ الله يحفظك.
ردد عبيد بتصميم ومرح اعتادت عليه منه:
– والله هانم، واللي يقول غير كدة يبقى أعمى، ومبيشوفش كمان، يا سلام، تأمري بإيه بقى يا برنسيسة؟
مصمصمت بشفتيها بابتسامة رائقة رغم كل شيء، يعجبها إطراءه، بإحساس الأنثى التي تفرح بالغزل، رغم انها لا تتقبله إلا من عدد قليل حولها، ومنهم عبيد نظرًا لصغر سنه واحساساها الدائم بطيبته
– يا خويا يجبر بخاطرك يارب، هات بقى شاي يكون خفيف زيك يا خفيف.
ضحك عبيد بصوت فكاهي مرددًا:
– من عيوني من جوا، مش من البراد كمان .
– ها ها يا سكر.
قاله حسن لينتبها عليه الإثنان، وهو يقترب بخطواته منهما، ورحب به عبيد محرجًا:
– اهلًا يا بشمهندس، تؤمر بحاجة؟
واصل حسن بخطواته حتى النصبة، أمام نظرات شهد التي كانت تناظره بتسلية، كرد فعل معاكس منها على تحكماته، وقرراته المتسلطة يوميَا معها في هذا العمل الذي تود الانتهاء منه اليوم قبل غدًا.
ردد حسن بتهكم، يلقي بنظره نحوها:
– عندك إيه غير الشاي الخفيف بتاعك يا خفيف.
بادلته شهد النظر بندية كعادته، لتجده متابعًا نحوها هي:
– طبعًا انتي عارفة ومتأكدة يا سيادة المقاول اني مش قاصد اتريق ولا حاجة، انا بس بنبهه عشان ما يلخبطش مع طلبي.
-إللي هو إيه بقى؟
سألته شهد سابقة عبيد الذي رد من خلفها :
– عندنا بن وسحلب وكاكاو، زي ما تحب سعادتك.
– رد حسن وانظاره نحو شهد :
– يبقى قهوة يا عبيد….
توقف ليضيف هاتفًا بصوته نحو الاَخر:
– بس برضو مش سكر خفيف، انا عايزها مظبوط، مظبوط أوي
عاد إلى شهد متابعًا:
– اصل انا كدة يا سيادة المقاول، بحب كل حاجة مظبوطة، من غير زيادة ولا نقصان…
– ولا تأخير!
هتفت هي بالآخيرة تقاطعه بفراستها المعتادة، فتبسم لها بعرض وجهه حتى ظهرت أسنانه ليردف بعدها:
– ياه يا سيادة المقاول، دا انتي طلعتي قلبك اسود أوي .
بادلته بابتسامة صفراء مرددة:
– اوي، اوي يا بشمهندس.
هم حسن ليجادلها بمشاكسة لاستفزازها، ولكن اوقفه النداء بإسمها من قبل مساعدها عبد الرحيم، والذي جاء مهرولًا لها يردد:
– إللحقي يا ست شهد إللحقي.
سألته بجزع بعد ان انتفضت من محلها:
– اللحق ايه يا زفت انت وقعت قلبي؟
اجابها ابراهيم سريعًا:
– الجماعة بقالهم ساعة بيتصلو على تليفونك وانتي مبتروديش، ودلوقتي اتصلوا عليا وبيبلغوكي تحصليهم ع المستشفى، اختك أمنية قطعت شراينها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وبها متيم أنا (نعيمي وجحيمها 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *