روايات

رواية رحلة مثيرة الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير توفيق

رواية رحلة مثيرة الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير توفيق

رواية رحلة مثيرة البارت السادس

رواية رحلة مثيرة الجزء السادس

رحلة مثيرة
رحلة مثيرة

رواية رحلة مثيرة الحلقة السادسة

كانت قاعدة قدام التلفزيون بتتابع مباراة ليه، بيلعب بمنتهى العصبية في الملعب، تركيزه مشتت، نوع من الشماتة كان مسيطر عليها، وهي بتفتكر خناقتهم إمبارح، بطريقة واضحة للعيان بقيت عارفة إنها متحكمة فيـه، وفي مزاجه وتركيزه وحياته، إن كانت أموره طيبة معاها فكل حاجة بتكون طيبة
لو متخانقين سـوا أو زعلانين حاله بيكون مشتت زي دلوقتي
ومشكلته إنه لسة مش عارف يلاقي حل ومش عارف يفصل بين حياته الشخصية وشغله.
أفتكرت اللي حصل إمبارح بعد ما رفض إنها تشتغل، حاولت تقوم من مكانها وهي بتقول – يبدو إنك لستُ في مزاج جيد اليوم، فلنؤجل حديثنا قليلًا
مسك إيديها يقعدها تاني و – ليس هناك وقت أخر، أنا أعيي ما أقول جيدًا، لا يوجد عمل ديما
– لما؟
هز كتفه براحة – رغبتي! لا أريد أن تعمل زوجتي، هل ينقصكِ شيئًا ما ولا أستطيع توفيره لكِ؟
– الأمر ليس له علاقة بالمال، أنظر سـام حولك أنا محبوسة بالمنزل طوال الوقت وأنت في تمريناتك ومبارياتك دومًا.. أجلس طوال تلك المدة وأنت بالخارج بمفردي لا أجد ما يشغلني، العمل سيسليني.. سيقتل الملل الذي أشعر بـه، كما ان مواعيده مناسبة للغاية لمواعيدك
– بحثتِ عن المواعيد أيضًا كأن موافقتي مضمونة
– التفاصيل موجودة بالإعلان سـام! ثم أنا لم أتخذ القرار.. أنا هنا لنتشارك
– حسنًا وأنا إجابتي لا
– هل يمكنني أن أعرف سبب رفضك الشديد؟ بعيدًا عن رغبتك
– رغبتي هي السبب، لا أريدك أن تعملي.
-لما؟ أعطني أسباب واضحة قد أتفهمها
– سيكون الأمر ملئ بالتفاصيل المزعجة، ستنشغلين عني كثيرًا، كما ستختلطين بالكثير من البشر، لا اريد أن أكرر تلك التجربة، ما عايشته طوال فترة خطبتنا وأنا أفكر بعملك وعدد الذين تتواصلين معهم يومبًا.. لا أريد تكراره
بصتله بتفاجئ، تفكيره صدمها إن موضوع زي دا شاغله للدرجادي ومعصبه، عمره ما لفت إنتباهها إن الأمر دا مضايقه
– لم تخبرني من قبل أن عملي لا يعجبك لتلك الدرجة
– رأيت أن لا فائدة لهذا خاصةً وأنتِ كنتِ ستتركينه على أي حال
– لأني كنت سأترك مصر، ليس لأني سأتزوج
– ديما، لا أريدك أن تعملي هذا نهاية الحوار، هناك الكثير من الأزواج المصريين الذين لا يحبون أن تعمل زوجتهم وأنا واحد منهم
– ظننتك مختلف، أنت لستُ مصري مثلهم، لستِ بتفكيرهم
– أعتبريني أشبههم تمامًا في هذا الأمر
– أشعر إنك ضحكت عليِ
– لم أفعل، أخبريني هل من قبل جئتي بسيرة العمل بعد الزواج وأنا أخبرتك أن لا مانع لدي والأن أمنعك؟ لم يحدث.. لأن قراري من البداية واحد.. لا عمل
– أنا فكرت أنك طالما أجنبي ستكون أكثر تفتحًا، لن تحاربني وتجلسني بالمنزل هكذا كالخادمة تنتظرك بلا حراك
– أنتِ لستِ خادمة، ليس العمل الذي يحدد قيمتك في عيني، ثم.. مَن أخبركِ إن كل الرجال الإنجليزيون ليس لديهم مانع في عمل زوجاتهم!
– على الأقل الغالبية العظمى منهم، كما عندنا بمصر.. ربما إن كنت تزوجت وليد لكنت…
قاطعها بغضب وهو بيقوم ويقرب منها يمسك دراعها يضغط عليه بعنف – ما الهراء الذي تنطقين بـه، كيف تجرؤوين على نطق أسمه أمامي!
– لا أقصد، أنا فقط..
– أنا تساهلت معكِ كثيرًا ديما لدرجة إن تخبريني بوقاحة الأن عن كيف ستسير الأمور لو كنتِ متزوجة برجل أخر
كمل بسخرية – هل ندمتي لأنك تزوجتيني وتركتيه؟ رجل من نفس بلدك ويتحدث بنفس لغتك؟ تشعرين إنك تسرعتي لأنكِ أخترتيني
نفت براسها و – لا.. لا..
شاورلها تسكت و – للأسف ندمك لن يجدي نفعًا لأن لا يوجد مهرب مني ديما، أصبحتِ لي وللأبد وستقبليني كما أنا وستفعلين ما أريد، عليكِ بطاعتي.. ستطيعين كل رغباتي.. سواء شئتي أم أبيتي
خلص كلامه وطلع من البيت ورزع الباب وراه فضلت هي تقف مكانها وتبص مكان ما أختفى بعيون واسعة، مش مدركة إن أول خناقة بينهم تكون بالسرعة دي وتروح للمنحنى الخطير دا
حست إنها غلطت وقالت كلام ميتقلش
بس متوقعتش إن ردود أفعاله هتكون عصبية كدا
فضلت مستنياه لكن راحت عليها نومة ومحستش بيه لما رجع، صحيت تاني يوم لقيت نفسها على السرير باين إنه شالها ودخلها بعد ما نامت في الصالة
ونزل بدري علشان كان عنده مباراة
رجعت من شرودها وهي شيفاه ماسك في خناق واحد من فريق الخصم.. وبيحاولوا يفكوا بينهم
أي حد عارف حكايتهم هيدرك إن تأثيرها عليه جنوني، قالبة حاله، سـام اللي عمر ما في حاحة خارج الملعب تقدر تأثر عليه وعلى لعبه بقى كل شئ يخصه متعلق بيها..
الشماتة قلبت لنوع من الشفقة لما لمحته لما الكاميرا قربت عليه، باين عليه العبوس والعصبية، وقد أية أعصابه مشـدودة..
قرب منه اللاعبين يكلموه ولحظات وكملوا اللقاء وهو بيحاول على قد ما يقدر يسيطر على نفسه ويلعب بتركيز.
****
دخل البيت، رمـى شنطته على الأرض وقعد على أقرب كرسي بتعب، خلصت المباراة بتعادل سلبي بعد ما ضيع هدف مؤكد في أخر دقيقة،
نزلت من فوق وقربت منه و – هارد لك، حظ موفق المرة القادمة
تجاهلها ومردش عليها، أخدت الشنطة تفضيها ورجعت تاني، مسكت التلفزيون وشغلته، كان فيه مباراة للنادي الأهلي، بدأت تتابعها بهدوء بدأ يتحول لحماس ونسيت كل حاجة وهي بتشجع وتسمع الماتش..
بصلها سـام بنوع من الغل وعصبية مكتومة..
– ما هذا؟ كيف مرر الكرة بتلك الطريقة الغبية؟ كان يجب عليه أن يباصيها لذلك الذي خلفه..
بصلها بسخرية و – أهذا الفريق الذي يعجبك لعبه؟
– لا دخل لك، الجميع يخطئ، أنظر كيف كنت تلعب اليوم..
– هل تشمتين فيِ الأن؟
أخدت نفس عميق و – أنظر مَن يبحث عن العراك الأن، ليس هذا ما قصدته، قصدت أن الجميع قد يخونه تركيزه في الملعب سـام
– ومَن السبب في تشتيتي اليوم؟ ألم يكن أنتِ؟
– وما دخلي؟
– تحرقين أعصابي وثم تقوليش ‘ ما دخلي ‘ يالبراءتك
هزت كتفها بلا مبالاة و – أنت مَن كان يجب عليك أن يفصل بين حياته الشخصية وعمله
همهم بصوت مسموع – إن كنت أستطيع فعل ذلك لفعلت، إن كنت أستطيع ألا أجعلك تتحكمين بي وبأفعالي لما كنت بهذة الحالة الأن وأنظروا لحالها هي.. تستمتع بمشاهدة فريقها المفضل وكأن لا يوجد أي مصائب في العالم حولها!
أتفزع من مكانه لما صرخت بسعادة – جووون، عملها وسام، حبيبي ياوسام.. حبيبي حبيبي
كلمة يفهمها ويعرف معناها كويس جدًا، بصلها بضيق بدأ يسيطر عليه تاني، ملحقش يستوعب اللي بيحصل وصـد الشناوي جول شبة مؤكد فرجعت تهيص وتشكر فيه تاني
– الشناوي وجمال الشناوي..
يمكن مش عارف معنى الكلام حرفيًا لكنه مستوعب إنه مـدح..
– توقفي عن الصراخ
حطيت أيدها على بوقها ونفذت كلامه من غير أعتراض، كل أنتباهها محطوط على الشاشة قدامه..
بصلها بنوع من الغيرة، اللهفة والحماس اللي بتتابع بيه لاعيبة غيره، شكرها ومدحها فيهم
عكس ما بتعمل معاه، هو صح عمره ما كان معاها وهي بتسمع ليه مباراة
بس شبة متأكد مش هتكون باللهفة دي
لولا الملامة لكان يمنعها تتابع كورة لحد غيره
بس هتتهمه بالجنون رسمي وقتها!
خلص الشوط الأول وأخيرًا رجعت للواقع بصتله و – صحيح هل أنت جائع؟
بسخرية – أخيرًا تذكرتي أن لكِ زوج يجب عليكِ الأهتمام بـه
عارفة إنه بيستفزها فحاولت تتجاهل محاولاته و – سأسخن الطعام حتى تغير ملابسك..
وقفت علشان تمشي، أول ما عدت من قدامه مسك إيديها يوقفها بصتله بتساؤل
– لا تتجاهليني عندما أحدثكِ
– لم أفعل، فقط أنا لم أنسى إنك زوجي..
– ظننتكِ فعلتِ وبدأتي تتخيلين غيري زوجك الأن.. كـ وليد مثلًا
زلـة لسان مش هيسامحها عليها ولا هيعديها بسهوبة
– سـام ما قولته البارحة كان في وقت عصبية، لم أقصده بتاتًا، فقط كنت أحاول أن أفهمك وجه نظري
بملامح أستوحشت فجأة – إن تكررت ديما، إن سولت لكِ نفسك يومًا وفكرتي بأحد غيري أو قارنتي بيني وبين غيري.. بديتي عليِِِ أحد في حياتك.. رد فعلي لن يعجبكِ بتاتًا، صدقيني ستريني بأبشع صورة ممكنة، لا تتخيليني حتى لأنكِ لن تصلي لمدى السـوء الذي سأكون عليه
هـزت راسها بقلق، الكل خوفها من إن حبه هيضعف، هو كأجنبي عنده أستعداد للتخلي
لكن.. محدش تخيل الراجل لما ياخد كل صفات التحكم والحب في كل البلدين.. هيكون أية؟
هيكون سـام..!!
****
رجعت الأمور تصفى بينهم شوية، بعد ما هو ظن إنها قفلت حوار الشغل تمامًا، بينما هي أجلته لوقت تاني، لحد ما تفهم وتستوعب حياتها الجديدة كليًا.
بدأت تشوف سـام بعيدًا عن القشور اللي كانت حواليه، هو قالهالها مرة – أنتِ مَن حكمتي عليِ دون أن تعرفيني،
رسمتي في خيالك صورة ليِ ربما لا تشبهني أبدًا
فعلًا هي توقعت إنها هتتجوز واحد مسلم بصفات أجنبية، مش هتلاقي تعقيدات وتحكمات من أي نوع، حب متفتح..
حكمت عليه من غير ما تعرفه، وبدأت تلومه لما مطلعش شبه الصورة اللي رسمتها في خيالها
– أنا أكتشفت نفسي معكِ ديما، أنا نفسي أتفاجئ أحيانًا من رفضي القاطع على أمور كثيرة تريدينها، لم أظن يومًا إني سأرفض عمل المرأة لكن عندما أصبح الأمر يخصك وجدت نفسي لا أستطيع تقبل الأمر..
كانوا في فترة هدنة بينهم، قرر يخرجها ويقضوا اليوم سـوا، قرب منها كمامة ونضارة و – أرتدي هؤلاء لا أريد أن يراكِ أحد معي ويلتقط لكِ الصور
هي كمان مكانتش حابة كدا فوافقت، قضوا يوم سـوا لطيف فكرها بأول أيام جوازهم الهادية
– كأس العالم للأندية سيبدأ قريبًا
– أعلم
– تعلمين أن النادي الخاص بي مشارك بتلك البطولة؟
– نعم والنادي الأهلي أيضًا
– ستكون إنجلترا هي المستضيفة لتلك البطولة
حماس بدأ يملاها و – حقًا؟ سيأتي النادي الأهلي لهنا؟ ستلعب معهم؟
– نعم.. أخبريني ديما بحق.. مَن ستشجعين؟
بصتله بحرج وعضت على شفتيها قبل ما ترد – هل هذا سؤال حبيبي؟ بالطبع أ..
أتنهد بخيبة أمل وهو بيقاطعها – كنت أعرف الإجابة، أنتِ تحبين ذلك النادي أكثر مني
– سأتمنى أن تلعب مباراة جيدة للغاية حيث يقولون سـام كان أفضل لاعب في المباراة اليوم وتحرز الكثير من الأهداث.. لكن.. الأهلي يكسب في النهاية
بصلها بضحكة خفيفة ومتكلمش
على الأقل عايزاه يقدم أفضل مستوى ليه
هو اللي يهمها، مش ناديه
فهز راسه بتفهم و – سيأتي يومًا ما وأكون أغلى عندك من ذلك النادي
– أنت كذلك
– حتى الأن لست متأكد من ذلك
– تأكد سـام أنا أحبك أكثر من أي شئ أخر في الحياة
أبتسم بفرحة وهو بيسمعها، خجلها بيخليها متعترفش بحبها ليه كتير، لذا في كل مرة تعترف.. بيفرح كأنها أول مرة!
تاني يوم، بحزن وهي بتودعه – هل كان يجب أن تذهب لذلك التجمع سـام؟
– أصدقائي يصّرون على مقابلتي حبيبتي، منذ أن تزوجنا وأنا لا أراهم ربما
– حسنًا، لكن.. لا تتأخر
– سأتي مبكرًا، كنت أريد أن أخذكِ معي لكن الأجواء لن تعجبك
– لا بـأس
ودعته ومشى، جواها قلق مش مفهوم ماليها لكنها حاولت تتجاهله.
بعتلها رسالة بالليل خالص إنه مش هيقدر يرجع وهيكمل اليوم بـرة وهيطلع الصبح على التمرين وبعدها مباراة هيضطر يسافرلها مدينة تانية
أي.. متستنهوش لحد بعد بكرة!
مع أول نور للصبح كان خبر جديد مالي الصحف والأخبار
وصور مبهمة لسام تبينه مع واحدة و..
‘ رغم إن سـام كبيرة نفى من قبل شائعات حول علاقته مع الفنانة جانفي.. معلقًا أن لا تجمع بينهم إي علاقة لكنهم ظهروا سويًا في حفل بالأمس ويبدو إن شرارة الأعجاب إندلعت بينهم مرة أخرى! ‘
‘ رغم أن زواج سـام كبيرة من فتاة مصرية لم يتعدى الشهرين ظهر في حفل مع حبيبته السابقة جانفي ‘
‘ جانفي.. الفتاة التي لا تستطيع غيرها إن تُقارن بها، رغم سحر الفتيات المصريات.. تنجح جانفي في التأثير على سـام كبيرة.. ”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية رحلة مثيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *